الأربعاء، 30 أبريل 2008

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ .. الإعلام الهابط

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ .. الإعلام الهابط
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات العامة
فلسطين العربية المسلمة
أوقفوا الهلاك الإعلامي المستبين .. أوقفوا الملاهي الفضائية المنتشرة في كل حين
لا تسمحوا بدخول الالكترونيات الإباحية والعنوهم كما يعيثوا في الأرض فسادا مفسدين
عليكم بمحاربة الفساد والفاسدين والسفهاء .. وعليكم بالشعراء الغاوين من أتباع الشياطين
اصلحوا ذات بينكم يا إعلاميين .. وكونوا من النابهين الناهضين بالأمة حتى يأتيكم اليقين
جاهدوا باقلامكم والسنتكم أمام الأعداء .. وقاوموا مقبلين غير مدبرين
وأنذروا عشيرتكم الأقربين ... وسدوا المنافذ على الهابطات والهابطين .. ممن يدعون الفن والتلوين .. وهم في الآخرة من الخاسرين
وآمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر والبغي .. وأنشروا العدل والمساواة بين الناس الغلابى وأهل الجاه والجاهات حتى تدخلوا الفردوس والمأوى وتكونوا مع الخالدين
يقول الله جل جلاله : { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) }( القرآن المجيد ، الشعراء ) .
في الأزمان السابقة ، والقرون الخالية ، كان الشعر والشعراء ، والخطابة والخطباء هي من وسائل الإعلام الجماهيري وسيلة الإعلام المنتشرة في ربوع العالم من اقصاه إلى أقصاه ، فكان الشعراء والخطباء يجوبون الصحاري والقفار والديار لينقلوا خبرا أو قصيدة أو موضوعا معينا أو رسالة ، ويتنقلون على الحيوانات من بغال وجمال وحمير وخيول وما إليها ، وتطورت التقنية الحضارية عبر العصور الفائتة وتطورت معها وسائل التعبير عن الرأي الحر والكلمة الشجاعة التي لا تخاف في الحق لومة لائم . تبدلت الأيام وتغيرت الأشهر والسنين وتبدلت الأجيال من قرن إلى آخر وهجا الشعراء بعضهم بعضا ومدحوا الملوك والولاة ورثوا الموتى ، وتغزلوا بالحبيب والحبيبة وتفرقوا وتجمعوا على قلب رجل واحد أو إمرأة واحدة لا فرق ، ووصل الأمر ببعهم أن يتنقل بين الحين والآخر ليلتقط رزقه من هنا وهناك تارة يهجو وتارة يمدح وتارة يرثي حال الموتى وطورا يتغزل بالحب وما أدراك ما الحب ؟ سواء الحب العذري أو الحب المحمود الممدود . ووصل الأمر إلى أن بعضهم كان فارسا وخطيبا وشاعرا وعاشقا في الآن ذاته . وغني عن القول ، إن مقومات ذلك الاتصال كان مثلما هي اليوم تقوم على عدة أركان خماسية البناء والبنيان لكنها بدائية كبدائية الإنسان الحجري حيث اشتملت على المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة ورجع الصدى . ورغم صعوبة الاتصال ورداءة الحياة السابقة مقارنة بالحياة العصرية التي نحيا ، فالوضع كان بائسا جدا يتخلله بعض القنوط واليأس والاحباط .
وفي أيامنا هذه ظهرت صولات وجولات من التقنية العصرية ، من الأقمار الصناعية والصحون اللاقطة ، والفضائيات والالكترونيات والمطبوعات والانتر نت التي تخترق العالم بلحظات من أقصاه إلى أقصاه ، فجعلت هذه الاختراعات العصرية الالكترونية الحياة نعمة ونقمة في الآن ذاته حسبما يوجهها الإنسان ، فقد يوجهها بعض الناس فيأتي بخير وقد يوجهها آخرون ولا يأتون إلا بشر ظلما وزورا وبهتانا . إذا تلك هي الحياة الدنيا : نعمة ونقمة في الآن ذاته . وكل منا يوجهها من حاسوبه البيتي أو في مكان العمل والانتاج حسب أيديولوجيته وثقافته وميوله وهوايته ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وبينهما أمور مشتبهات . والإنسان الصالح هو الذي يمسك بزمام المبادرة ويوجه بوصلة الحياة باتجاه الخير ليكون من المصطفين الأخيار ومن جند الله وعباده المتقين الأصفياء . والإنسان الطالح هو من يوجه بوصلة الحياة باتجاه الشر والحقد والضغينة والنميمة والحسد والكراهية يكون شريرا من الأشرار من جماعة وحزب الشيطان الرجيم الذي يبث الرذائل في المجتمعات .
ومن نافلة القول ، إن الخير والشر في الإنسان فهو ميسر ومخير في الآن ذاته ، وهذه الثنائية لا تلتقي مع بعضها البعض تسير في خطوط متوازية وربما متوازنة متلاحقة لبعضها البعض ، لا في الصحة والمرض ولا في الكرم والبخل ولا في الحب والكره ، ولا في المدح والقدح ولا في الجوع والشبع ولا في الشرب والظمأ ، ولا تلتقي في الحياة والموت ... إلخ ، يقول الله تبارك وتعالى :{ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}( القرآن المجيد ، البلد ) . فنحن والحالة هذه أمام تحد كبير جدا من الآهات والاغترابات والمضحكات المبكيات ، وتطورت التقنيات لتجعل العالك كله قرية صغيرة ، صغيرة المساحة وقليلة عدد السكان بينما الواقع لا يوحي بذلك ، فالعالم واسع ورحب والكرة الأرضية فيه البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات والسبخات وفيها اليابسة ، من السهول والجبال والهضاب والوديات والمرتفعات والمنخفضات ، وما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع ، هذا هو حال الدنيا .
في هذه الأيام ، وما سبقها من هوام الأعوام ، انتشرت وسائل الاتصال الالكترونية المطبوعة والمسموعة والمرئية المنقولة مباشرة والمحمولة أثيرا على الانتر نت ، الشبكة العنكبوتية الدولية التي تخترق العالم من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ، في متوالية حسابية تتضخم وتتضاعف ملايين الأضعاف لتصل إلى متوالية بل متواليات هندسية تتضاعف رقميا كلما زادت رقما ، فانتشرت الالكترونيات ومن بينها الفضائيات والمواقع الالكترونية الرسمية الحكومية والحزبية والجماعية والفردية ، الربحية وغير الربحية ، وكل في فلك يسبحون . ما نريد أن نطرحه ، فعلا وقولا هو الانتشار الفاضح الكاسح للفضائيات والالكترونيات الإباحية التي غزت البيوت إلا من رحم ربي سبحانه وتعالى ، فأصبح العالم متمردا على نفسه ، يصول ويجول بالاتجاهات الأربع دون حسب أو رقيب ، ومعظم الصولان والجولان باتجاه أهل المشأمة ، نعوذ بالله العظيم من أتباع هذه الزمرة ، ونسال الله أن يجعلنا من أصحاب الميمنة المقربين لخالق الخلق اجمعين . يقول الله العزيز الحكيم الحي القيوم : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) }( القرآن الحكيم ، الإنسان ) .
فالالكترونيات أصبحت لا تخضع لسيطرة ، ولا يمكن أن تخضع إلا عبر أناس أو عصابات مافيات معينة ، فانتشرت المافيات الجنسية والكباريهات والملاهي الليلية النهارية على مدار الساعة ، وغزت الموبقات والكبائر جميع وسائل الإعلام إلا القليل القليل منها وأضحى العالم يتخبط ببعضه بعضا جاء بسفك الدماء من الإرهاب والإرهابيين العالميين الذين يسيطرون على وسائل الإعلام الجماهيرية ، فانتشر الفساد والمفسدين في كل مكان ، يحرفون الكلم عن مواضعه ، فهؤلاء هم الشعراء الجدد الذي يقولون ما لا يفعلون ويشوهون الحقائق ، ويمارسون الكذب البسيط والمتوسط والثقيل ليصل إلى أسفل الدرجات الهابطة في عالم الحياة وتطور الأمر بهم ليكونوا من الدجالين الكبار ، يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى أصبحوا يصدقون أنفسهم من كثرة الكذب ، فهم من المنافقين ، الذي سيقبعون في الدرك الأسفل من النار ، قبل الكافرين والظالمين والمشركين وما شاكلهم . فانتشر الفساد في البر والبحر والجو فساد في فساد في فساد ، والراحم هو الله الرحمن الرحيم . يقول الله تبارك وتعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)}( القرآن الحكيم ، الإنسان ) . ويقول الله العدل الحق : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45)}( القرآن الحكيم ، الروم ) .
لقد تغير العالم ، وتغير الموجهين من زمرة الفرد الرويبضة الهالك المتهالك الذي يتحدث بشؤون العامة وتبعه الأشقياء والأشرار والسفهاء فأخذوا يقاومون ويعربدون ويقلبون الحقائق راسا على عقب ، والتوجيه الالكتروني أشتد سعيرا فوق سعير جهنمي ، وماذا بقي للأصفياء الأخيار من أصحاب الفضائل والأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا والأعمال الصالحة ، لقد تغير كل شيء ، ولم يعد هناك رابط صغير يربط الأشرار مع الأخيار فهما صنفان لا يلتقيان ابدا مهما دارت دواليب الحياة اليومية ، وبألوان الطيف السبعة وكأن الشر صار بألوان قوس قزح ، فانتشرت الكبائر والموبقات وبدأت تظهر علامات الساعة الصغرى والكبرى في تسابق زمني رهيب ، فالسباق الآن لا يمكن وقفه ووصفه بكلمات فهو كسرعة البرق إن لم يكن اشد وطاة وحبلا وتحبيلا . وابتعد السواد الأعظم من الناس عن التقوى والتحق بصفوف الفوضى ، وتركوا الفضائل وتمسكوا بالملذات والشهوات المهلكات للعقل والضمير والقلب ، فاستعرت حالات الحروب وسفك الدماء ، وأرتفعت الأسعار ، ولا من مغيث سوى رب العالمين الذي خلق الإنسان فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه .
ايها الأخوة والأخوات .. أيها الاباء الكرام .. ايتها الأمهات .. الماجدات الفاضلات
انتبهوا لأبناءكم وبناتكم من الالكترونيات الشريرات غير الفاضلات التي تغزو البيوت في عقر دارها في المطابخ وحجرات النوم والصالونات الكبيرات والصغيرات ، فراقبوا الانتر نت ، والفضائيات والتدوين والمدونات ، والطباعة والمطبوعات ، والإذاعات السمعيات والمرئيات ولا تستهونوا الأمر فتلك تبث سموم الكبائر والموبقات كسموم الأفاعي التي يبرمجها اصحاب المباني الناطحات ، افيقوا من سباتكم ، ولا تجعلوا الأبناء والبنات ذكورا وإناثا يلهثون خلف السرابات التي تتبعها سرابات ، سرابات الحب وسرابات الدجل والنفاق والكذب وسوء الأخلاق ، فراقبوا الالكترونيات الموبقات الهادرات للقيم والمثل العليا التي تنتشر بين الأرض والسماوات . لا تتوقفوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأيدي والألسنة والقلوب في مثلث متكامل الأضلاع في الثلاث جهات ، فهذا هو سر الربانيات الإسلاميات من الأخلاقيات الماجدات المنبهات لتدمير الأمة فحينها لا تنفع الندامات والآهات .
لا تسمحوا بانتشار الصور المغريات من الكاسيات العاريات من أسنمة البخث والفوضى والإباحيات ، فهذه هي الساقطات الهابطات غير الغازيات التي تسقط المراهقين والمراهقات في احابيل الشياطين والشيطانات من جميع الأمم التائهات . لا تهرجوا كثيرا في الالكترونيات ولا تهجروا الإسلام الباني للمجتمع الصالح والحضارات فليس بقلة الحياء يحيا الإنسان ولا ضرورة للكاسيات العاريات من بنات حواء الغبيات اللواتي قبلن بأن يكن من المائلات المميلات فسقطن في حبائل الشياطين ، شياطين الإنس والجن والجنيات ، فلا تثقوا بوسائل الإعلام وراقبوها في ساعات وساعات ، وما أكثر القبائح والقبيحات من الأفعال والزلات ، فكونوا من أصحاب الهمة والكرامات والشجاعات . فلا تلقوا بالا للناس التائهين والتائهات الذين يمخرون الفضاء والفضائيات بكؤوس خمر ولحم خنزير وساقطين في الهوى وساقطات .. خذوا حذركم ، من الأعداء والأساليب المتلويات ، فالأمن الإسلامي الفاضل الصالح أولا وآخرا ، يا بني قومنا فيوم الندم لا ينفع الإنسان ماله بل ينجيه الباقيات الصالحات ، فأصلحوا ذات بينكم ، ولا تغتروا بصفاء المياه في البحار والأنهار والمحيطات ، فالهدوء قد يسبق العاصفة الكبيرة من العاصفات ، والحرب الالكترونية والنفسية تدخل الأبواب وليس من الشبابيك كما كانت بالأمس يا أهل الفضل لا تنسوا من فضلكم أهل الصلاح والإصلاحات .
وكما يقول الله تبارك وتعالى العزيز الحكيم ، في كتابه المجيد : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }( القرآن الحكيم ) ، هود ) .
وأخيرا لا نملك إلا أن ندعو بهذا الدعاء :
اللهم أهلك الظلمة والظالمين ، من الكفرة الفجرة والفاجرين ، ولا تجعل قولا ولا فعلا للسفهاء والفسقة والفاسقين واهل الشرك والمشركين ، وأهلك المغضوب عليهم والضالين الذي يعيثون في الأرض فسادا يا رب العالمين . وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان وزمان الباطنين والظاهرين ، وأهلك أعداءك أعداء الدين ، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث وأنت غياث المستغيثين . وتذكروا أنكم ستكونون من المحاسبين بيوم القيامة فلا تكونوا في فئة الناس المقبوحين . وكونوا من أهل القرآن المبين والسنة النبوية يا غانمين ولا تتسولوا فضاء وفضائيات المتسولين من الراقصات على حبائل الهوى والراقصين . فلا ترقصوا على جراح الأمة العربية الإسلامية فتكونوا من التائهين والمتشائمين . وتفائلوا بقرب النصر المبين والدخول في دين الله أفواجا يا مؤمنين وعضوا على الجهاد في سبيل الله بالنواجذ وكونوا من المجاهدين ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا يا أهل الفضل كونوا من المفضلين لدى رب الكون أجمعين ، ولا تطيعوا السفهاء والعابثات والعابثين ، ولا تسمعوا للشعراء المقبوحين من حزب الشيطان إبليس الرجيم ، الذين يحرفون الكلم عن مواضعه يا رجال ونساء الأمة الفطنين ، فهذه الحياة لا تسوى عند الله جناح بعوضة ولا تكونوا من المغامرين المقامرين بحياة الإسلام والمسلمين .
طبتم بما اسلفتم في الأيام الخالية .
سلام قولا من رب رحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: