الأحد، 13 أبريل 2008

هل يمتلك العرب مقومات الدولة العظمى ؟ ؟

السبت,شباط 16, 2008
هل يمتلك العرب مقومات الدولة العظمى ؟ ؟
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
جامعة فلسطين التقنية / طولكرم
===========================
هناك عدة مقومات وصفات للدولة العظمى في العصر الراهن ، وهذه المقومات يمتلك العرب جميعها ما عدا واحدة ، وذلك على النحو التالي :
أولا : الامتداد الجغرافي : تبلغ مساحة الوطن العربي ، في قارتي آسيا وأفريقيا ، أكثر من 5 ر 13 مليون كم2 . بينما تبلغ مساحة الولايات المتحدة نحو 10 ملايين كم2 .
ثانيا : الموقع الإستراتيجي المتوسط : وهذا الموقع ذو عمق كبير مميز حيث يقع الوطن العربي في قلب العالم ، وفلسطين في قلب الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه . بينما تقع الولايات المتحدة على جانب الكرة الأرضية .
ثالثا : القوة البشرية : يزيد عدد سكان الوطن العربي عن 350 مليون نسمة ، وهو عدد كبير كما إن نسبة التكاثر الطبيعي تصل نحو 4 % سنويا . وهناك عشرات الآلاف من الكفاءات العربية المدربة ذات التحصيل العلمي العالي والأمر بحاجة إلى جذب واستقطاب الكفاءات العلمية العربية للاعتماد على الذات والحد من هجرتها القسرية أو الطوعية لأي سبب من الأسباب . وعدد العرب أكبر من عدد سكان الولايات المتحدة الذي يبلغ نحو 300 مليون نسمة في 2007 .
رابعا : الأيديولوجية الإسلامية : وهي مهمة في تجميع العرب كأمة واحدة موحدة . وهذه العقيدة الإسلامية المستندة إلى القرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة مهمة وضرورية في حالة التعبئة القومية العامة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية في الوطن العربي أولا لتمتد إلى بقية أنحاء العالم . وعليه ، فهناك حالة من التوافق العقائدي والفكري والديني بين لأبناء الأمة العربية .
خامسا : الموارد الاقتصادية : تمتلك الأمة العربية الواحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي مقومات وموارد اقتصادية متنوعة تشمل الطاقة العامة النفطية والكهربائية والشمسية . فبالنسبة للنفط يضم الوطن العربي أكثر من 70 % من انتاج واحتياطي النفط والغاز العالمي ، إضافة إلى كميات هائلة من المواد الخام والمعادن الضرورية للتصنيع والتسليح . وتتوفر مساحات واسعة صالحة للزراعة المروية والبعلية ، والتجارة الدولية البرية والبحرية والجوية يمر نحو 60 % من الأسواق العربية عبر المعابر المائية والممرات الجوية وغيرها .
سادسا : امتلاك القوة العسكرية : تمتلك القوة العسكرية العربية ملايين الجنود ، والأمر بحاجة إلى تطوير التصنيع الحربي وزيادة عدد وعدة الجيش العربي وتطبيق التجنيد العربي الأجباري ، ليكون جيشا واحدا يأتمر بأمرة قيادة عربية واحدة . وتحتاج المسالة للتحالف مع قوى أخرى عبر الأحلاف العسكرية الجماعية عبر ما يسمى الأمن المتبادل والدفاع المشترك وتزويد الجيش العربي الإسلامي باسلحته البرية والبحرية والجوية بشكل شامل ومتكامل .
سابعا : امتلاك التكنولوجيا العامة : وهذا ما يمتلكه العرب ، إلا أن الوضع بحاجة ماسة لدعم التصنيع الالكتروني والثقيل باستقطاب الكوادر العلمية العربية في مختلف التخصصات . والأمر بحاجة إلى دعم البحث العلمي في جميع المجالات والميادين .
ثامنا : القيادة السياسية العليا : وهذا ما تفتقده الأمة العربية ، فكل نظام على حدة ، يعادي الآخرين ولا يثق بالأنظمة الشقيقة المجاورة . والأمر بحاجة إلى هيئة قيادية عربية واحدة مثل حكومة مركزية أو فيدرالية غير قابلة للانقسام والتشرذم . وينتظر المسلمون ظهور محمد أو أحمد بن عبد الله ( المهدي ) عليه السلام لقيادة الأمة العربية لتكون نواة الدولة الإسلامية العالمية المنتظرة .
وهذه المقومات الشاملة والمتكاملة متوفرة في الوطن العربي ولكنها بحاجة إلى من ينفذها ليصبح العرب المسلمين أمة عظمى كما هي ( الأمة الوسطى ) . كما يقول الله جل جلاله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } ( القرآن الكريم : سورة البقرة ، الآية 143 ) .

ليست هناك تعليقات: