الأحد، 13 أبريل 2008

نهاية الإسرائيليين الجدد في فلسطين سياسيا وتاريخيا ودينيا ( 2 - 2 )

نهاية الإسرائيليين الجدد في فلسطين
سياسيا وتاريخيا ودينيا
( 2 - 2 )
=================
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
جامعة فلسطين التقنية / طولكرم
==================
في هذه الدراسة السياسية - التاريخية – الدينية ، هناك تنبوآت وتوقعات حتمية لزوال دولة الاحتلال اليهودي – الصهيوني – الإسرائيلي بفلسطين الكبرى ، نسلط الضوء فيها على آليات ورؤى نهاية الكيان الدخيل على فلسطين ، وذلك لأن كل كيان أو دولة سينتهي إن عاجلا أو آجلا ، وهذه سنة الله في خلقه ، وعملية تصفية الوجود الصهيوني في فلسطين ، ككيان وجيتو استعماري مصطنع وهش ، في الوطن العربي ، ستقع كذلك سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد . وهذا الزوال السياسي سيحدث عبر عدة طرق متفرقة أو مجتمعة ، لدوافع داخلية أو خارجية ، طوعية أو قسرية عن طريق القدر الإلهي الحتمي ثم عبر الأمة العربية الإسلامية عندما تصبح أكثر نفيرا وليس عددا فقط . وتتمثل أهم طرق لزوال الكيان الإسرائيلي الجديد ب : الرجوع الذاتي الاختياري ، والرجوع الترغيبي والإرجاع الترهيبي والاقتتال الداخلي وكارثة طبيعية كبرى والهرم التاريخي ودعوة اليهود لاعتناق الإسلام والإفناء الإسلامي ليهود فلسطين . على النحو الآتي :
ملاحظة هامة : رجاء إقرأ الجزء الأول أولا في هذه المدونة ( نهاية الإسرائيليين الجدد .. سياسيا وتاريخيا ودينيا 1 - 2 )
8) الإفناء الإسلامي لليهود في فلسطين
في هذا السيناريو سيقتل المسلمون اليهود في فلسطين ويفنوهم سياسيا وسكانيا من ناحية كلية أو جزئية . وقد وردت عملية الإفناء هذه في الكتب المقدسة لدى المسلمين واليهود والنصارى . وهذا الإفناء سيكون في بيت المقدس ، وسيقتل المسيح عيسى بن مريم قائد اليهود ( المسيخ الدجال ) عند مدينة اللد الفلسطينية . ويؤكد هذا الإفناء الإسلامي لليهود بأحد شكليه الجزئي أو الكلي تأويلين الأول قائم على الكلام اللفظي والمعاني ، والثاني التأويل الرياضي الحسابي ، وذلك حسب الشواهد الآتية :
أ‌) التأويل الكلامي واللفظي :
أولا : الإفناء الإسلامي لليهود في فلسطين
كما جاء بالقرآن المجيد والسنة النبوية
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " ( مسند أحمد ، الجزء 14 ، 249 ) . ورد بالقرآن المجيد ، بالسبع المثاني ، وصف لليهود بأنهم مغضوب عليهم . وهذه السورة ، أعني سورة الفاتحة يرددها المسلمون في جميع صلواتهم اليومية وحياتهم العامة في الأفراح والأتراح على السواء . كما قال الله تعالى : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ( القرآن الكريم ، الفاتحة ، 1 – 7 ) . وقد وعد الله المؤمنين بالنصر المبين على الآخرين ، يقول الله جل جلاله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } ( القرآن الكريم : الروم ، 47 ) . فنصر المؤمنين وقهر المغضوب عليهم وعد قطعي حتمي من الله قاهر الخلق أجمعين بعدله وجبروته . قال الله تعالى : { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } (القرآن الكريم : غافر ، 51) . كما قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود : { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا . وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } ( القرآن الكريم ، الإسراء ، 104 – 105 ). تشير هاتان الآيتان القرآنيتان إلى أن الله سبحانه وتعالى قال بعد ، النبي موسى عليه السلام ، لبني إسرائيل أن يسكنوا فلسطين ثم الأرض ( الكرة الأرضية ) فإذا جاء موعد الإفساد الثاني ، وهو الحالي ، سيأتي بهم الله من جميع أصقاع المعمورة ( لفيفا ) على شكل جماعات ، وهذا ما كان عبر تسيير جسور جوية وبحرية وبرية لتجميع اليهود في فلسطين . وهذا قول حق كما يقول الله جلا وعلا ، لأن الله أنزله بالحق ، وبالحق نزل . ويمكن أن تنطبق الآية القرآنية ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) أيضا على أن يكون إنزال المسيح عليه السلام بالحق ليقضي على الباطل وهو المسيخ الدجال الذي يظهر قبل مجئ المسيح ابن مريم عليه السلام . وأما بالنسبة لحياة اليهود وتطورها منذ تكريمهم وتفضيلهم ثم لعنهم والغضب عليهم وإنهائهم قبل يوم القيامة .
قال الله تعالى : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ( القرآن الكريم : النمل ، 76 ) . فقد جاء في الآيات القرآنية التي أنزلها الله العزيز الجبار ، عن اليهود وبني إسرائيل القدماء والجدد واللاحقين ، خلال القرون الخالية والقرن الحالي ، ومرور الرسالة الإلهية بمراحل متعددة في الدعوة الإسلامية ، عبر العصور ، فضلت أمة أو شعب من الشعوب في بداية الدعوة عند التزامها بالتعاليم الإلهية السماوية الصادرة عن الله عز وجل . فقد بدأت هذه العلاقات بمرحلة الثواب والتفضيل والاختيار ثم انتهت بمرحلة اللعن والعقاب . كما حدث مع بني إسرائيل ، وفيما يلي تبيان لمراحل حياة هؤلاء اليهود ( بني إسرائيل ) منذ موسى عليه السلام وحتى يوم القيامة كما نطق بذلك القرآن المجيد ، وذلك على النحو التالي :
ملاحظة هامة : رجاء إقرأ الجزء الأول أولا في هذه المدونة ( نهاية الإسرائيليين الجدد .. سياسيا وتاريخيا ودينيا 1 - 2 ) . من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثامنة .
المرحلة التاسعة : العقاب والمسخ للمعتدين من بني إسرائيل إلى حيوانات ( المسخ - قردة وخنازير )
لقد مسخ الله العزيز الجبار عز وجل ، يهود ا انحرفوا عن التعاليم الإلهية من بني إسرائيل إلى حيوانات مشاكسة مثل القردة والخنازير . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ . فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } ( القرآن الكريم : البقرة – 65 – 66 ) . وقال الله تعالى : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ }( القرآن الكريم : سورة الأعراف ، 164 – 166 ) .
المرحلة العاشرة : رفض التعاليم الإلهية والتيه الإسرائيلي ( طور سيناء – 40 سنة )
بعد الخروم ببني إسرائيل من مصر ، طلب منهم موسى عليه السلام دخول أرض كنعان المقدسة ، فعصوه ورفضوا قوله . قال الله تبارك وتعالى عن ذلك بالقرآن : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ . يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ . قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ . قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ . قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ . قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }( القرآن الكريم : المائدة ، 20 – 26 ) . فكان العقاب الإلهي لبني إسرائيل أن بقوا في صحراء سيناء أربعين عاما ، حيث تغير جيل التمرد والرفض إلى جيل طاعة أوامر أولي الأمر من الصالحين .
المرحلة الحادية عشرة : تقطيع بني إسرائيل لأمم في العالم
في هذه المرحلة شتت الله جل جلاله شمل بني إسرائيل في الأرض على شكل قبائل متباعدة بسبب ظلمهم وطغيانهم وزيادة خطاياهم وكبائرهم الخبيثة ، فبلغ عدد الأسباط المشتتة 12 قبيلة وأمة في العالم لا يمتون لبعضهم بصلة . قال الله تعالى : { وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ . وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ . فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ . وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }( القرآن الكريم : الأعراف ، 159 - 163 ) . وقال الله تعالى : { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ . فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }( القرآن الكريم : الأعراف ، 168 – 169 ) .
المرحلة الثانية عشرة والأخيرة : صب العذاب على بني إسرائيل وتجميعهم في الأرض المقدسة لإنهائهم قبل يوم القيامة
قال الله تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }( القرآن الكريم : الأعراف ، 167 ) . وقال الله تعالى : { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ . إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }( القرآن الكريم : المائدة ، 32 – 33 ) . وقال الله تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا . قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا . فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا . وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا . وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } ( القرآن الكريم : الإسراء ، 101 – 106 ) .
وعن كيفية وآلية إنهاء اليهود في فلسطين ، كما جاء في السُنة النبوية الشريفة ، جاءت عدة أحاديث حول إنهاء الأمة المسلمة لليهود قبل يوم القيامة ، قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " ( صحيح مسلم ، ج 14 ،ص 140 ) . والغرقد شجيرة ما بين صغيرة ومتوسطة تنمو بطول ما بين 1 – 3 أمتار لساقها وفروعها بيض ، وقد عمل اليهود في المستوطنات اليهودية في فلسطين على زراعتها بكثرة . لقد غضب الله العزيز القهار على اليهود فعذبهم أولا ، وسيعذبهم آخرا ، لما نكثوا الإيمان واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا .
على العموم ، بشر النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية بأن مركز الخلافة الإسلامية المنتظرة في نهاية الزمان سيكون بأرض بيت المقدس . وقد ألغيت الخلافة الإسلامية ( العثمانية ) بآذار 1924 م . وأَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَ فقَالَ : " نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي ، بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا ، وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا ، فَقَامَ فِينَا فَقَالَ : " اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ هَامَتِي فَقَالَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " ( مسند أحمد ، ج 45 ، ص 471 ) . وتكل : تترك وتدع . والاستئثار والأثرة : الانفراد بالشيء . و تسخط الشيء : استقله ولم يرض به .
وسيعم الإسلام الأرض فقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا " ( مسند أحمد ، ج 48 ، ص334 ) . وروى أبو هريرة : " ... وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة ، واعقد اثنين أو ثلاثا .. يخرج المهدي الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج ، عند جبل مجدون ، وتخرج له ملكة الدنيا والمكر ، زانية اسمها ( أمريكا ) . تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر ، ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين ، يملكون كل القدس والمدينة المقدسة . وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب ، ويرى المهدي أن كل الدنيا عليه بالمكر السيئ ، ويرى الله أشد مكرا ، ويرى أن كل كون الله له ، إليه المرجع والمصير ، وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعا وجذرا . وفي أرض الإسراء والمعراج ، حرب كل الدنيا ينذر لها المهدي إن لم يخرج الكفار ، فيجمعون له كفار الدنيا أكبر بأس لم ير مثله ، في أسر قوة ليهود الخزر وبني إسرائيل بقايا لا علم بهم . ويرى المهدي بأس الله أشد ، وأن وعد الله الحق لا يؤخر ، فيرميهم الله بأكرب رمى ، ويحرق عليهم الأرض والبحر والسماء ، وتمطر السماء مطر السوء ، ويلعن أهل الأرض كل كفار الأرض ، ويأذن الله بزوال كل الكفر في حرب المسيخ الدجال ، وحربه في أرض الشام والسر " ( محمد عيسى داود، ص 216 – 217 ) .
ثانيا : إفناء اليهود بفلسطين
كما جاء في الكتب اليهودية المقدسة
تذكر الكتب المقدسة أن حربا ستقع في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، تسمى ( معركة اليوم العظيم – يوم الله القدير ) تسبق ظهور المسيح ابن مريم عليه السلام مرة ثانية في الأرض . ويعتقد اليهود المتدينون أن معركة كبرى ستقع في فلسطين تسمى بالعبرية ( هر مجدون ) بمعنى جبل مجدو ، ومجدو منطقة شمال فلسطين المحتلة قرب حيفا تسمى اليوم ( تل المتسلم ) ويدعى أيضا وادي قدرون . ويسبق هذه المعركة ظهور المهدي ويتبعها ظهور المسيخ الدجال ثم ظهور المسيح عليه السلام فيقتل الدجال . وستكون أياما سوداء قاتمة على اليهود حيث سيقتل معظمهم في فلسطين . وفي سفر إرمياء ، تحديد لتدمير وتخريب دولة الظلم والترف الإسرائيلية : " اهربوا يا بني بنيامين من وسط أورشليم واضربوا بالبوق في تقوع وعلى بيت هكاريم ، ارفعوا علم نار لأن الشر أشرف من الشمال وكسر عظيم ، الجميلة اللطيفة ابنة صهيون أهلكها ، إليها تأتي الرعاة وقطعانهم ينصبون عندها خياما حواليها يرعون كل واحد في مكانه ، قدسوا عليها حربا ( الكتاب المقدس ، العهد القديم ، سفر ارمياء ، 6: 1- 4 ) . كما جاء بسفر إرمياء : " ها أنذا أجلب عليكم أمة من بعد يا بيت إسرائيل ، يقول الرب . أمة قوية ، أمة منذ القدم ، أمة لا تعرف لسانها ولا تفهم ما تتكلم به ، جعبتهم كقبر مفتوح ، كلهم جبابرة ، فيأكلون حصادك وخبزك الذي يأكله بنوك وبناتك . يأكلون غنمك وبقرك ، يأكلون جفنتك وتينك ، يهلكون بالسيف مدنك الحصينة التي أنت متكل عليها " ( الكتاب المقدس ، العهد القديم ، سفر ارمياء ، 5 : 15 – 17 ) . وفي سفر حزقيال : " حي أنا الرب ، إني بيد قوية وبذراع ممدودة وبسخط مسكوب ، املك عليكم ، وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتم فيها ... وآتي بكم إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه ، كما حاكمت آباءكم في برية أرض مصر " ( الكتاب المقدس ، العهد القديم ، سفر حزقيال ، 20 : 33 – 36 .
ثالثا : إفناء اليهود بفلسطين كما جاء بالكتب المسيحية المقدسة ورد في النصرانية في سفر يوحنا اللاهوتي في رؤياه :" إنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان " ( الكتاب المقدس ، العهد الجديد ، يوحنا ، الإصحاح الثاني ، العدد 9 ) . وقد ورد اسم معركة ( هر مجدون ) بالإنجيل ب ( معصرة غضب الله العظيمة ) . وفي مخطوطة بدار الكتب اليونانية بعنوان ( حيرة أهل الزمان في أنباء آخر الزمان ) ، لحبر سرياني يدعى ( ابن ويصا الخيبري – النذرون ) في القرن الرابع الميلادي كتبت باللغة السريانية ، يقول فيها : " يذرى الريح خير بشر ، حان له راية نصر في زمن كل الشر ، وحان كرب كبير كل الشر الكبير . فتى من أرض كعبة الرب ، يملك الأرز والمجدل في حرب الكون الرهيبة ، وياسر العدو فمه . حان خروجه مع نجم له نار ولهب ، وأمارته خراب عراق الشام في حرب الدنيا الرهيبة ، وحان فتى الرب خارجا . كرب في كل أرض العرب ، وحان خارجا في أرض الأرز ، وحان يهود في كرب ، وحان كل في أرض الأرز هلاكا . وحان الرب غضبا على كل جيوش أرض النجوم وأرض الأشرار ، ويهود المدينة المسروقة ، وحان الرب غضبا كبيرا . أرض المرج والأرز لها أنين وبكاء ، ويهود في المدينة المسروقة ينظرون بألم تجاه أرض المرج والأرز وحان فتى الرب ، كل المرج له ، وأنين في الجبال الخضراء ، وفرح في الوادي – والجبال عرفت الفتى وأسلمت العنان ، وحان الرب في مجدو " ( محمد عيسى داود ، المهدي المنتظر على الأبواب ، 1997، ص 177 – 178 ) . وتبدأ الملحمة الكبرى بدخول فتى الرب - المقصود المهدي – والله أعلم ، لبنان – التل ذي المروج ثم معركة الحرب الكبرى وهي ( هر مجدون ) .
ب) التأويل الرياضي والحسابي
بلغة الأرقام الحسابية ، بادر بعض علماء المسلمين بالاستناد إلى التوراة أو إلى القرآن المجيد لتحديد وقت إنهيار الكيان الإسرائيلي . وهي مجرد توقعات لا يجزم بحقيقة وقوعها حتى الآن إلا إذا وقعت فعلا ، لأن الله وحدة هو العليم الخبير وهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وتأتي كاجتهاد متوقع حدوثه .
1. تأويل ( سفر الحوالي ) الرياضي الحسابي
توقع الباحث ( سفر بن عبد الرحمن الحوالي ) من مكة المكرمة ، بداية نهاية الكيان الإسرائيلي مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الميلادي بقوله : " وقد رأينا أن تحديده ( دانيال ) قيام دولة الرجس ( إسرائيل ) كان سنة 1967 ، وهو ما قد وقع وعليه فتكون النهاية أو بداية النهاية سنة ( 1967 م + 45 ) = 2012 م أي سنة ( 1387 هـ + 45 ) = 1433 هـ . وهو ما نرجو وقوعه ولا نجزم إلا إذا صدقه الواقع " ( سفر الحوالي ، يوم الغضب : هل بدأ بانتفاضة رجب ، ص 115 ) . والرقم 45 هي المدة التي حددها دانيال ( أثناء وجوده بالعراق ) بين الكرب والفرج وبين عهد الضيقة وعهد الطوبى . وكان دانيال ( الذي توفي في 453 ق . م ) أفاد بأن مجيئ رجسة الخراب سيكون بعد 2300 سنة . وكان بين وفاة دانيال والفتح الإسلامي لفلسطين ( 453 – 636 ) 1089 سنة . وحسب التقويم الإسكندري يكون 333 + 636 = 969 سنة فقط وهي بعيدة عن أل 2300 عام وتدمير مملكة إيلياء الرومانية . وسنة 333 ق . م هي استيلاء الإسكندر على آسيا ، وبذلك تكون رجسة الخراب قد قامت : 2300 – 333 = 1967 م . وهذا ما حدث فعليا عندما سيطر اليهود على جميع أرجاء فلسطين الكبرى . فمن أصاب في توقع البداية يمكن أن يصيب في توقع النهاية للإسرائيليين الجدد تقريبا .
2. تأويل ( بسام جرار ) الرياضي الحسابي
وفي السياق ذاته ، توقع باحث مسلم من فلسطين هو ( بسام نهاد جرار ) مستندا للقرآن المجيد وفق التأويل الرياضي والتأويل العددي والتاريخي ، باستخدام العدد 19 ، نهاية الكيان الصهيوني ستكون بعد 76 سنة قمرية أو ما يعادل 74 سنة شمسية ( 1948 – 2022 م ) في 5 آذار 2022 م / 1443 هـ مستندا إلى سورتين قرآنيتين هما : الإسراء ( بني إسرائيل ) التي تحمل رقم 17 بالجزء الخامس عشر ، وسورة سبأ التي تحمل رقم 34 بالجزء الثاني والعشرين من القرآن المجيد ، فعدد آيات سورة الإسراء 111 آية ، وعدد كلماتها 1556 كلمة . واعتبر أن التاريخ الحقيقي لقيام ( دولة إسرائيل ) في 10 / 6 / 1948 لأن هذا التاريخ يمثل توقيع الهدنة الأولى بين العرب واليهود وليس يوم إعلانها في 14 / 5 / 1948 بينما وقعت الهدنة الثانية في 18 / 7 / 1948 بين اليهود والعرب . وقد اعتبر جرار تاريخ وفاة النبي سليمان عليه السلام في 10 / 10 935 ق . م وتاريخ الهجرة النبوية الشريفة في 10 / 10 / 621 م ليصل إلى أن ( نهاية إسرائيل ) ستكون في 6 / 3 / 2022 م الموافق 1443 هـ ، معتمدا على أن الإفساد الأول لبني إسرائيل جاء بعد سليمان عليه السلام أي عام 935 ق . م مشيرا إلى أن الآية 13 من سورة سبأ تتحدث عن العصر الذهبي لملك سليمان عليه السلام وعدد كلماتها 19 كلمة تساوي 84 حرفا ، فأنتج معادلة 19 × 84 = 1556 ، وبما أن سليمان عليه السلام حكم مملكته التي ورثها عن أبيه النبي داود عليه السلام 40 سنة فإن الإفساد جاء بعد موته مباشرة قبل نزول سورتي الإسراء وسبأ ب 1556 سنة بمعنى أن 1596 – 40 ( سنة حكم سليمان ) = 1556 سنة . ويتابع جرار قوله : تختتم كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل : { وكيلا ، شكورا ، نفيرا ، لفيفا ... } بمعنى هناك 111 كلمة ، وعند حذف الكلمات المتكررة يخرج الرقم 76 ( 19 × 4 ) وأن كل كلمة تقابل سنة ، كما إن الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات ، بمعنى 19 × 4 = 76 . وبالعودة إلى الآية 76 من سورة الإسراء من القرآن المجيد { وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا } ، وهذه الآية تتكلم عن الإخراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أن جرار يستند إلى الآية القرآنية اللاحقة 77 من سورة الإسراء بأن سنة الله عز وجل ماضيا وحاضرا ومستقبلا كما هي { سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا } . ويتطرق الباحث جرار إلى أن الجذر الثلاثي ( فزز ) اشتق منه بالقرآن المجيد ثلاث كلمات ، ثلاث منها بسورة الإسراء في الآيات 64 و76 و103 . ففي الآية 64 من الإسراء : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } وعدد كلماتها 19 كلمة تقابل 19 سنة . وفي الآية 103 من الإسراء : { فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا . وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } . ويشير هذا البحث إلى أن القول الرباني لبني إسرائيل بعد إغراق فرعون ليسكنوا الأرض المباركة وبذلك تحقق وعد الأولى ، وبعد زوال الإفساد الأول حصل الشتات وليتحقق الإفساد الثاني والأخير { فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا } وهنا تتعلق الكلمة الثالثة ( يستفزهم ) بالحديث عن الإفسادين أي بوعد الآخرة ، ويؤكد الباحث جرار أن الكلام من بداية الحديث عن الإفسادين إلى آخر الحدث { فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا } بلغ عدد كلماته 1443 ، ليتطابق مع العام 1443 هـ حيث يصل عندها عدد السنين القمرية 1444 بمعنى 19 × 76 . ويستدرك جرار قائلا إن الكلمة ( واستفزز ) جاءت في آية 64 ، وكلمة ( ليستفزونك ) في الآية 76 والكلمة ( يستفزهم ) في الآية 103 مثلت الكلمة 1444 من سورة الإسراء من القرآن المجيد وهذا يساوي ( 19 × 76 = 1444 ) كلمة تقابل 1444 سنة ، كما أن عدد الآيات المحصورة بين سورتي الفاتحة والإسراء بالقرآن المجيد بلغ عددها 2022 آية . وكذلك إن كلمة ( ليدخلوا ) في الآية السابعة { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } جاءت بالرقم 76 من تعداد كلمات سورة الإسراء من مخاطبة الله لموسى وهذا يتوافق مع عمر ( دولة إسرائيل الثانية ) وهو 76 سنة قمرية أو 74 سنة شمسية . وإذا ضرب رقم الكلمة ( أولاهما ) وهو 38 بالعدد 19 ينتج لدينا 19 × 38 = 722 وهو تاريخ انهيار إسرائيل الأولى على يد سرجون الثاني ، وإذا ضرب رقم الكلمة ( وعد ) ورقمها 72 يصبح لدينا 72 × 19 = 1368 وهذا يوافق عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى عام 1948 ( قيام إسرائيل الثانية ) بمعنى أنه عام بداية الإفساد الجزئي بالأرض المباركة . وكذلك إذا ضرب رقم الكلمة ( الآخرة ) وهو 73 ينتج لدينا 19 × 73 = 1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء / عام 1967 بمعنى تمام الوعد بفساد الآخرة بكل الأرض المباركة . وإذا ضرب رقم الكلمة ( وليدخلوا ) وهو 76 بالرقم 19 ينتج لدينا 19 × 76 = 1444 وهو عدد السنين الهجرية ( 1444 ) من تاريخ الإسراء إلى عام 2022 م . وعليه فإن عام 1443 هـ يماثل عام 2022 وهناك 209 أيام يشترك فيهما العام الهجري ( القمري ) بالعام الميلادي ( الشمسي ) ، وسيبدأ العام الهجري 1443 بالثامن من آب 2021 وينتهي ب 28 تموز 2022 . و8 آب 586 ق . م هو تاريخ احتفال اليهود بإحياء ذكرى تدمير الهيكل الأول (بسام نهاد جرار ، زوال إسرائيل 2022 – نبوءة أم صدف رقمية ( لبنان : مكتبة البقاع الحديثة ، 1996 ) ، ص 57 – 80 ).
3. تأويل ( محمد الراشد ) الرياضي الحسابي
وتوقع باحث آخر هو ( محمد أحمد الراشد ) أن نهاية ( إسرائيل ) ترتبط بمذنب هالي حسب العقائد اليهودية ، وهذا المذنب يتم دورته بمدة 76 سنة شمسية وفي بعض الأحيان ب 75 سنة شمسية . وتبين أن مذنب ( هالي ) بدأ دورته الأخيرة عام 1948 ، وسيكمل هالي دورته عام 2024 م وفي حال جاءت هذه الدورة لهالي ب 75 سنة فإنه سيتم دورته في عام 2023 م نظريا ، ولكن أفاد فلكي مصري مؤلف كتاب ( ميكروكمبيوتر وعلم الفلك ) أن عودة مذنب هالي في نقطة الأوج ستكون عام 2022 م هذه المرة وبهذا يكون هناك توافق زمني للأعوام ( 1948 - 2022 م ) ، وهذه نهاية الكيان الإسرائيلي الجديد (بسام نهاد جرار ، زوال إسرائيل 2022 ، ص 80 – 81 ) .
فالنهاية حتمية للكيان الإسرائيلي عاجلا أو آجلا ، ويمكن أن تكون قريبة بالحساب الرباني ولكن بالحساب الإنساني قد تكون عسيرة في الوقت الراهن ولكنها آتية لا محالة ولو بعد حين ، فالأسباب والمنطلقات الآيلة للسقوط بدأت تبزغ في السماء الصافية بوضوح شمسي مبين ، والدلائل الإسلامية والربانية ماضية في التحقيق ، من قدر الله إلى قدر الله ، ولكن الأسباب والعوامل قد تكون متدحرجة أو متفرقة أو متجمعة ، أو مستعجلة أو متأنية للاستدراج العظيم ليوم الله العظيم .وإن ليل الفلسطينيين المعذبين في الأرض لن يطول مهما كانت التحديات والمواجهات فالنصر والفتح المبين لا ريب فيه ، وسيبزغ الفجر ، وتشرق شمس الحرية ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم إنه على كل شيء قدير وإذا قال لشيء كن فيكون فورا ولا تأخير لها ، وما على جند الله الميامين ، من إنس وجن وملائكة ، إلا تنفيذ التوجيهات الإلهية ولو كره المنجمون والمتحذلقون . وإنا لصادقون

ليست هناك تعليقات: