الأحد، 13 أبريل 2008

تجربة الحكم الإسلامي

السبت,شباط 23, 2008


تجربة الحكم الإسلامي
د. كمال علاونه
فلسطين العربية المسلمة
جاء في ( مسند أحمد - (ج 48 / ص 334)
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ، بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ ، إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا ، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا " .
الإسلام دين ودولة ، صالح لكل زمان ومكان ، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العامة والخاصة ، والقرآن المجيد هو الدستور العام للمسلمين ، والسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم . يقول الله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)( القرآن المجيد ، آل عمران ) . ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )( القرآن المجيد ، آل عمران ) . هذا هو الإسلام وهو الحل ولكن بطريقة مرنة ، فالأمر معقد وليس بسيطا ، وهناك نماذج إسلامية نجحت وأخرى فشلت بفعل البيئة الداخلية والخارجية .
لقد اثبت الإسلام أنه الأقوى على معالجة وتسيير شؤون الحياة الإنسانية نفسيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا ،بالحسنى والمعاملة الطيبة ، وطرق ثلاث : الدعوة والجزية والسيف أو بها جميع . أسالوا الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية وأسألوا الفاروق عمر بن الخطاب مدمر الإمبراطوريتين ، لكن البناء بحاجة لوقت وحسن تنفيذ وروية ، ومقارعة الحجة بالحجة ، ووضع الحلول المناسبة لكل شؤون الحياة الدنيا الفانية كمقدمة للحياة الباقية . لا تظلموا الإسلام ولكن أنظروا لمنفذيه الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والبغي لعلكم تعقلون . والشورى هي أساس الحكم الإسلامي . يقول الله جل جلاله : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)} ( القرآن المجيد ( القرآن المجيد ، آل عمران ) . وقال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) } ( القرآن المجيد ، النحل ) .
وإن تجارب الحكم الإسلامي الصغيرة المتناثرة التي ظهرت ، في إيران وأفغانستان وفلسطين والسودان ومن قبلها تركيا زمن حزب الرفاه الإسلامي ، تجارب اصطدمت ببيئات محلية وإقليمية وعالمية حدت من تصديرها للخارج بل وقفت بالمرصاد لها بالمواجهة المباشر ة والحصار ، مما جعل هذه البلاد بلاد الإسلام المعلق حتى حين ، ولكن تجربة تركيا الإسلامية بحاجة للفحص والدراسة العميقة لنقلها للمناطق الأخرى . وكل تجربة يجب أن تتعاطى مع البيئة المحلية بعقلية مرنة متفتحة ولا تناصب الشعب العداء إضافة لامتلاك موارد مالية ذاتية مستقلة كالنفط مثلا .
وهناك تعهد ووعد إلهي عظيم بنصر الإسلام وإظهاره على الجميع . يقول الله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } . فظهور الإسلام حتمي لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى ! . وقد جاء مسند أحمد - (ج 34 / ص 308) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ " . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: