الأحد، 13 أبريل 2008

في زيارته لفلسطين .. رسالة مفتوحة إلى جورج بوش عظيم الأمريكيين

في زيارته لفلسطين .. رسالة مفتوحة
إلى جورج بوش عظيم الأمريكيين
==================
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية – فلسطين
--------------------------------------
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حضرة السيد جورج بوش عظيم الأمريكيين
السلام على من اتبع الهدى في العالمين ، أما بعد ،
الموضوع : العدل الإسلامي والظلم الأمريكي
والفتح العام للمسلمين
بمناسبة زيارتك للأرض المقدسة فلسطين ، واجتماعاتك ولقاءاتك بالمسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين ، في رام الله وتل أبيب ، والعواصم العربية في المنطقة في مطلع السنة الهجرية النبوية الإسلامية الشريفة ، لسنة ألف وأربعمائة وتسع وعشرين الموافق لسنة ألفين وثمان ميلادية ، فهذه الهجرة كانت لأعظم الأنبياء والمرسلين من بدء الخليقة إلى يوم الدين ، محمد رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله وصحابته ومن تبعه بإحسان إلى يوم يبعثون . حيث كان ملاحقا من الكفار والمشركين ببطن مكة المكرمة فخرج منتصرا بعزة الله القوي المبين ، أعدل العادلين ووصل إلى يثرب – المدينة المنورة ، في رحلة أنارت شموع النور للغافلين ، فأصبحوا من المحسنين والمتقين ، وتركوا الجهالة والجاهلية بعون الله العزيز الحميد رب العالمين . ولهذا فإنني أدعوك بداية بدعاية الإسلام الحق الحنيف ، يقول الله جل جلاله بكتابنا المقدس ، القرآن الكريم : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } . { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } . أسلم تسلم يؤتيك الله أجرك مرتين ، فالدين الإسلامي دين المودة والمحبة والتسامح والتعاون والبر والتقوى ، وليس دينا إرهابيا كما تدعون ، فقل ربي الله ثم استقم ، قل : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) . وإن رفضت فإن عليك إثم الأمريكيين ومن والهم إلى يوم الدين ، يوم الفصل بين الخلائق أجمعين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } . ندعوك أن تقول كما ، يقول الله جل جلاله بالقرآن المجيد على لسان المسيح عيسى بن مريم : { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ . فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } . وكما يقول الله العزيز الحكيم : { الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ . فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ . يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .
السيد جورج بوش الصغير الرئيس الأمريكي الذي ستنتهي ولايته قريبا .. لماذا تنقمون على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية العظيمة ؟ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ } . لا تنشروا الحقد والكراهية ضدكم بين أبناء المسلمين ، عبر وسائلكم المتبعة بالترغيب والترهيب ، فإن المسلمين في غنى عن أفكاركم السوداء المظلمة التي تتجبر في الأرض ضد العالمين بدعاوى أحادية قطب القرن الحادي والعشرين . ولا يخاف أبناء الإسلام من الإرهاب الأمريكي والموت في سبيل الله ، لأن الأعمار بيد الله { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } . والقتلى الذين يقتلون من آلات حربكم البرية والجوية والبحرية ، هم شهداء الله في الأرض ، فقتلانا شهداء في الجنة وقتلاكم في النار ، ولا نهاب الحصار العسكري والقهر السياسي والتجويع الاقتصادي والاستغلال الاجتماعي ونؤمن ، بالقول الإلهي العظيم : { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } . فدائما تعودنا على قول (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) لننال ثواب الصلاة الربانية علينا والرحمة الواسعة لنا من الله الرحمن الرحيم ، وهو أرحم الراحمين . لعلك أطلعت على مسيرة الحجاج الميامين ، فالحج أشهر معلومات في مكة المكرمة ببلاد الحرمين الشريفين ، رغم الصعوبات والعقبات إلا أن الجباه الإسلامية لا تلين وتبتغي الغفران من الله الحق المبين . فهؤلاء يتركون أهاليهم وأولادهم لمرضاة الله رب العالمين .
السيد جورج بوش الابن عظيم الأمريكان ..
إذا رفضتم تنفيذ العدل بين الناس فإن الأمة الإسلامية ، ستعمل على معاملتكم وفق سياسة ( الند للند ، والمثل بالمثل ) إن عاجلا أو آجلا ، ولا تتبعوا سياسة فرق تسد فلم تعد تجدي نفعا ، فنحن نتبع سياسة ( جمع تنتصر ) لحصد الفلاح المبين ، فلا تكن دجالا ظالما لأمتك وشعبك والعالم أجمع ، وتلقي بهم في جهنم الدنيا والآخرة : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ . وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . وهذه دعوة لكم لتحكموا بما أنزل الله بالإنجيل الصحيح : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } وتعهد الله العزيز الحكيم بهيمنة القرآن الكريم على الإنجيل ، لأن الإسلام هو جذر الأصل لجميع الديانات السماوية، فقال الله تبارك وتعالى مخاطبا النبي العربي الأمي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } .
أيها القادة الأمريكيون الصليبيون الجدد..
لقد أعلنتموها حربا صليبية على المسلمين في بلاد الإسلام العظيم ، والمسيح منكم ومن الصليبية المفتتنة الضالة براء ، لأن أمة القرآن الكريم الإسلامية تقدر وتجل المسيح ، وهاكم قول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي بشر بقدوم النبي العربي الأمين من بعده ، فقال للجميع يدعوهم لإتباع الإسلام : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ . وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } . فهذا الإظهار الإلهي للإسلام شاء من شاء وأبى من أبى حتمي لا ريب فيه من المشككين والمرتابين .
السيد جورج بوش الصغير عظيم الأمريكان ، لا تبغ الفساد في الأرض ، وكفاكم طغيانا وظلما للعالمين تحت أسماء ومسميات شتى منها : الديمقراطية والحرية الفردية ، وحرية المرأة وغيرها ، وتنكرتم لحقوق المسلمين الأساسية في الحياة الطبيعية الآمنة ، لقد أذقتم أبناء الإسلام الويلات جراء حروبكم الهمجية ، ولم تسلم منكم الشعوب غير الإسلامية أيضا في ألمانيا واليابان والصين وكوريا الشمالية وغيرها . ولن تسامحكم أجيال المسلمين المتعاقبة على أفعالكم ، لقد بطشتم جبارين في فلسطين وحولتموها لمستعمرة ومحمية يهودية تابعة لصليبكم المزعوم ، ودمرتم أفغانستان فيما بعد ، وها أنتم تدمرون العراق الإسلامي ، وتفتعلون الفتن والحروب في الصومال والسودان وإيران وسواها من بلاد المسلمين . لا تأخذكم العزة بالإثم ، فاصحوا وتراجعوا عن غيكم الذي دنستم به الوطن الإسلامي .
أيها المستعمرون الأمريكان ، إذا كنتم أقوياء الآن ، فتذكروا قدرة الله عليكم ، لأن الدهر يومان : يوم لكم ويوم عليكم ، الأيام متداولة بين الناس . لقد أخذتم وتبجحتم بيومكم الذي لكم ، فانتظروا اليوم الذي عليكم ، وأسالوا أهل التاريخ إن كنتم لا تعلمون ؟ كيف مزق الإسلام العظيم الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية في العصر الإسلامي الأول زمن الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، الذي تعرفونه جيدا أكثر من غيركم حيث مزقتا شر ممزق . ولا تنسوا تمزيق الاتحاد السوفياتي السابق على أيد المسلمين في أفغانستان ، فانتظروا تمزيق إمبراطوريتكم قريبا إن شاء الله على يد المسلمين من ذوي البأس الشديد ، في إيران والعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها ، والمهدي المنتظر إسلاميا ، محمد بن عبد الله المجدد ، سيعيد الحق إلى نصابه . وسنة الله في خلقه ظاهرة للعيان { { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }.
السيد جورج بوش الصغير ، دعك من فرض الحلول على أهل فلسطين الكبرى ، بتقسيمها لدولتين : دولة إسرائيلية كبرى ، ودولة فلسطينية صغرى ، لا حول لها ولا قوة ، ففلسطين عربية مسلمة ، ولن تكون غير ذلك ، لأنها ارض مقدسة للمسلمين أينما كانوا ، وحيثما حلوا ، باركها الله سبحانه وتعالى ، وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى ومعراج النبي العربي المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي بوابة الأرض إلى السماء ، وارض الأنبياء ، ومهد الأديان قاطبة ، فلا تعثوا فيها مفسدين . لقد مزقتم فلسطين عبر التاريخ المعاصر وجزأتم مدنها وقراها ومناطقها ، أكثر من مرة ، وشردتم معظم أهلها ففروا من إرهابكم وإرهاب ربيبتكم ابنة صهيون ، ونصبتموها آمرة ناهية في العالم ، فقد فرضت بلادكم عام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ، ظلما وبهتانا وزورا وتزويرا للتاريخ القديم والحديث والمعاصر ، ورغم ذلك أقمتم المحمية الأمريكية الاستعمارية الجديدة ( دولة إسرائيل ) وغيرتم أسم البلاد الأصلي إلى ( إسرائيل ) ، كما قدمت بلادكم العديد من المشاريع السياسية لفرض الاستسلام على أهل فلسطين فرفضها الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ، فهو شعب العمالقة الجبارين . كما اقترحت أنت خريطة الطريق لحل قضية فلسطين نهاية 2002 ولم تطبقها ولن تطبقها أصلا ، وأخيرا نظمتم مؤتمر أنابوليس في بلادكم في 27 تشرين الثاني 2007 تحت مظلة الإدارة الأمريكية المتحيزة للمستعمرين الصهاينة في فلسطين المحتلة ، فقد زرعتم الشر بشوكه ولن تحصدوا خيرا .
أيها الأمريكان الطغاة ، في إمبراطورية الشر الجديدة ..
ارفعوا أيديكم عن بلاد المسلمين ، أينما كانوا وحيثما حلوا ، إن الإسلام هو الدين الباقي الأزلي الخالد ، كان وما زال وسيبقى ، على مدى العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لأن العاقبة للمتقين وليس للظالمين أمثالكم . كفاكم إيقادا لنار الحروب ، لأنكم كلما أوقدتم نارا أطفأها الله العزيز الحكيم ، ولا تسعوا في الأرض الفساد لأن الله لا يحب المفسدين بل يحب المتقين والمحسنين الذين يحسنون إلى الناس ويدعوهم إلى صراط الله الحميد المجيد .
أيها الأمريكان المتسلطون على العالم بالحديد والنار ، تذكروا نار جهنم التي أعدت للظالمين والكافرين ، ما لكم لا تنطقون بالحق المبين ، إن الله سيعاقبكم كما عاقب من قبلكم الأولين الكافرين الفاسقين الظالمين ويجعلهم الأسفلين . وسيهبط عليكم العذاب الإلهي العظيم ، هل تدعون وتنتظرون الحرب العالمية الثالثة كما أشرتم إليها آنفا في خطاباتكم المسموعة عبر وسائل الإعلام المتعددة ؟!! في هذه المعركة الفاصلة المزلزلة ( معركة اليوم العظيم – يوم الله القدير – هر مجدون ) وهو وادي قدرون ، كما تشير لها الخطابات اليهودية – الصهيونية – الإسرائيلية ، أو كما تسمونها في كتاباتكم ( معصرة غضب الرب العظيمة ) ، حيث سينفذ بكم غضب الله ويهلككم بواسطة ( فتى الرب ) وهو المهدي المسلم المنتظر الذي ينتظره المسلمون الأشداء على أعدائهم الرحماء بينهم ، بشوق ورغبة كبيرة . وفي هذه المعركة التي تعدون لها الإعداد المتواصل ، بشريا وعسكريا وفكريا وغذائيا ونفطيا ، ستدمر المملكة الخاطئة ، رجسة الخراب والنجاسة ( إسرائيل ) كما بشر بذلك دانيال الحكيم من أرض بابل العراقية ، وسيقتل المسيح عليه السلام عيسى بن مريم دجالكم ومسيخكم لعنة الله عليه في فلسطين بأرض اللد التي نزلت في مطارها عند زيارتك التاريخية لفلسطين الكبرى الآن . يا أهل الكتاب ، فلا تستحبوا العمى على الهدى .
أيها الأمريكان المستعمرون ، حكام البيت الأبيض .. هل تدعون إلى السلام أم الاستسلام ؟ نحن كمسلمين نحب السلام ونكره الاستسلام والفسوق والعصيان ، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، وهي تحيتنا بكرة وعشيا ، وحين تمسون وحين تصبحون وحين تظهرون ، وتحيتنا في جنات الفردوس الأعلى آمنين إن شاء الله . فالسلام العادل الحقيقي مبدأ وسياسة نبتغيه منذ ولدنا وحتى مماتنا . ولكن السلام الذين تدعوننا إليه ليس بسلام بل هو سراب من سرابات الاستعمار العصرية المتجددة . أوقفوا بناء المستعمرات اليهودية في فلسطين ، وتهجير اليهود من كل مكان لفلسطين ، بيت المسلمين ، فهذه المستعمرات التي تشيد تبنى بظل أجنحتكم التي ستزول قريبا كما زال الاحتلال الروماني لفلسطين عندما حررها المسلمون وفتحوا بيت المقدس عام 636 م بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب ، وكما زالت المملكة اللاتينية إثر معركة حطين بقيادة صلاح الدين عام 1187 م . وكما انتهى واندثر الاحتلال المغولي التتاري على فلسطين وبلاد المسلمين في معركة عين جالوت عام 1260 م ، بقيادة بيبرس وسيف الدين قطز . فالمسلمون يتمنون الشهادة في سبيل الله عبر الجهاد العظيم لأن الشهادة من أسمى أمنيات المؤمن في هذه البلاد المباركة ، ليعيش حياة سعيدة آمنة هانئة في جنات النعيم في أعلى عليين . فلا تتوقعوا منا تسول السلام الظالم منكم حيث أنكم لا ترحمون أبدا . ونذكركم بمجازركم ضد المسلمين الآمنين ، في عديد بلدان المسلمين ، ولن تنفعكم دولاراتكم وسجن المساجين المسلمين أو مطاردة المجاهدين ، مهما رصدتم من أموالكم البلايين . فالواقعة ستنزل عليكم كما نزلت بطبرية فلسطين وخاصة حطين . وقد ورد بالخبر الصحيح عن النبي المصطفى رسول الله للعالمين أجمعين ، فقال : " لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ... عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى " . وفي حديث آخر قال : " عُصْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ " . وسيفتح هذا البيت الأبيض كما فتح بيت كسرى من الأباطرة السابقين .
الرئيس الأمريكي جورج بوش عظيم البيت الأبيض ..
نحن المسلمين لا نخاف الطغاة العتاة والظالمين ، فالله رب العالمين يطلب منا عدم الذل والهوان ، وعدم اليأس والقنوط ، بل نكون دائما متفائلين يحدونا الأمل بالعزة والكرامة والتمكين في الأرض ، بعيدين عن التشاؤم ، مهما تعاظمت الأمور وتراجعت الشؤون العامة لنا ، حيث يطلب منا الإله تجلت قدرته ، طلبا حثيثا تمهيدا للفتح والنصر الذي سيدوي الآفاق ، { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ . أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }. نعم إن محق الكافرين سيكون قريبا ، إنكم ترونه بعيدا ونراه قريبا { وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } ، حيث سيذوقوا وبال أمرهم ، وينتصر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا لأن الزلزلة الراجفة قادمة ضد الأعداء .
السيد جورج بوش الصغير عظيم الأمريكان ..
أعلن تأييدك وانضمامك للإسلام تفلح وتنجح وأنت على سدة الحكم ممسك بزمام الإدارة الأمريكية ، ولا تكن كغيرك من عظماء ورؤساء الأمريكان الذين يدعون لإنصاف شعب فلسطين بعدما يتركون سدة الحكم والبيت الأبيض ، كما حدث مع زميلك السابق جيمي كارتر موقع اتفاقية كامب ديفيد في العقود الخالية . ونبشرك بأن عاصمة دولة المسلمين العالمية العظمى الآتية لا ريب فيها ستكون في القدس الشريف بمركزها في المسجد الأقصى المبارك الذي يقدسه المسلمون في جميع أنحاء الكرة الأرضية . ونذكرك أيضا بالبشرى النبوية الإسلامية كما ورد بصحيح مسلم على لسان النبي العربي الأمي خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا . فَيَقُولُ : لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " . وفي حديث آخر ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " . وفي حديث ثالث نبوي ، أكد نبينا المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على صمود ومرابطة أهل فلسطين المباركة على الحق المستبين ، منتظرين الفرج والفتح المبين من الله العلي القدير ، قاهر الخلق أجمعين ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ، إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " . وبناء عليه سيكون أمر الله آت لا محالة لنصرة عباده المستضعفين في الأرض لسنين ومنهم الفلسطينيين ، أهل البلاد الأصليين ، ضد الغزاة الغرباء الطارئين ، من كافة الأجناس وجميع الأمميين ، فالصبر مفتاح الفرج ولو بعد حين .
السيد جورج بوش إمبراطور الأمريكيين ..
أطع الله ذو الجلال والإكرام ، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ولا تكن من المتكبرين ، ولا تطع مستشاريك من البيض والملونين ، وعليك بإنصاف الشعب المعذب في الأرض وهم الفلسطينيين ، وكن من العادلين ، ولا تكل بمكيالين بعد حكمك بسبع سنين ، ولا تتوقع أن يصطف شعب الجبارين لاستقبالك بالزهور والورود والياسمين والرياحين ، وأخرج من السجون والمعتقلات الغلابى منهم المساجين ، ولا تنتظر المدح من الكادحين المحاصرين ، أسأل من كان قبلك من الزعماء الأولين ، مثل بيل كلينتون من سبقك في الآخرين ، عندما زار فلسطين ثم ضرب العراقيين ، فنزلت صوره من العلياء بعد مؤتمر غزة إلى أسفل سافلين ، نأمل أن لا تضرب بعد جولتك أهل غزة هاشم أو الإيرانيين ، وتدعى أنك أحرزت النصر المبين ، لأن مثل هذه الزيارات الفريدة من نوعها تأتي للاستيضاح في وضح النهار وابتزاز الآخرين . فالقدح ربما يكون تنفيس عن المظلومين . ولا تكن من الغافلين ، ولا تطع المكذبين ، ولا تستمع للمنافقين ، ولا تلق بالا للمغضوب عليهم ولا الضالين ، وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
و{ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ . أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ . وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ } .
والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .
تحريرا في 2 محرم 1429 هـ / 9 كانون الثاني 2008 م

ليست هناك تعليقات: