الأحد، 13 أبريل 2008

انتصار النور على النار .. في غزة هاشم ولو كره المنجمون

الأحد,شباط 17, 2008
انتصار النور على النار .. في غزة هاشم ولو كره المنجمون
انتصار النور على النار
.. في غزة هاشم ولو كره المنجمون
=================
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
جامعة فلسطين التقنية – طولكرم
يقول الله جل جلاله بالقرآن المبين : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }( النور ) .
في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتدهور الوضع المائي والغذائي ، وبالتالي غياب الأمن والأمان الاجتماعي وتفرج العالم أجمع على المجازر الصهيونية على الأهل والأحبة بقطاع غزة الصامد المجالد والمجاهد بما امتلك من قوة إرادة وشكيمة ، يصارع أهلنا الإجراءات العقابية الحاقدة الشوفينية التي أخذت دروسها ورضعته من صدر النازية والفاشية الأوروبية فأسقطت هذه السياسية الامبريالية على المواطنين العزل الغلابى ، دون وجه حق ودون مبرر . فالعقاب جماعي ، والغاصب سادر في غيه ، ولا من يقف بوجهه خوفا ورهبا ، وترسانات الأسلحة التي تغزو مستودعات ومخازن العرب والعروبة صدأت بينما يجرب النازيون الجدد في فلسطين أقسى أنواع القمع المتعدد الأشكال والألوان ، فأصبح العذاب خبز وماء المواطن الفلسطيني في قطاع غزة . والأيتام والثكالى يئنون تحت ضربات البسطار والحصار .
على أي حال ، تعيش محافظات قطاع غزة ، وهي الجزء الجنوبي الغربي من فلسطين ، البالغ مساحتها 363 كم2 ، ويقيم بها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني حالة من الغليان السياسي والعسكري والاقتصادي ، وتعاني من حصار صهيوني حاقد بصورة مشددة منذ فترة طويلة ، فالحدود مغلقة والأبواب موصدة أمام أبناء غزة هاشم ، ويمنع الدخول والخروج من وإلى هذه المنطقة الفلسطينية المنكوبة بشكل جماعي لا فرق بينها وبين سجن أنصار 3 بالنقب الفلسطيني . فالإجرام الصهيوني يفتك بالغزيين بكرة وعشيا وحين يظهرون ، وجميع العرب من حولهم يتفرجون . فالحصار الاقتصادي المضروب على الصمود والتصدي بمدن وقرى ومخيمات قطاع غزة الحبيب والتسلط العسكري الملتهب يغزو عقر دار الغزيين في كل حين دون موعد مسبق ، والحرب النفسية سجال ، والتهديد والوعيد جار على قدم وساق ، والظلم الاجتماعي يحيق بالمواطنين فلا زيارات ولا تنقل بفعل إنعدام النفط العربي الذي يزود به أبناء فلسطين . فقافلة قطاع الطرق الصهيونية وعصابات وزمر المافيا لا تلقي بالا بقرارات أممية أو مناشدات إنسانية ، فالحرب مفتوحة ، والسلاح شامل وجامع ، عسكري : برا وبحرا وجوا ، والإغلاق محكم بقرارات حكومة الاحتلال ، فالغذاء والدواء والغطاء ينز نزا يسيرا باتجاه الصامدين المرابطين على ثغور البلاد . لك الله جل جلاله يا غزة هاشم ثم الفلسطينيين والعرب والمسلمين أجمعين . والأبواق الإعلامية تردح ردحا كبيرا في كل وقت وحين طالبة الأوابين ؟ ولا تتبعوا الشعراء الأنذال الذين يتبعهم الغاوون ، والحرب مستعرة من حرب تجويعية يقطع فيها الغرباء الطارئون على فلسطين ، الماء والكهرباء ويمنع فيها تزويد محطات الوقود بالنفط الحزين . ولو تعرفون من أين يأتي النفط ليهود فلسطين فسوف تستغربون ، إنه يأتي من نفط سيناء بجمهورية مصر العربية ، وهذا النفط يمنع دخوله بمختلف مشتقاته من بنزين وسولار ومازوت وكاز وغاز وغيره فلا طبيخ ولا هم يحزنون ، ولا تدفئة ولا هم يتدفئون في عز الشتاء والكانون . وزعيم العصابة الصهيونية أيهود أولمرت يزعم أنه رئيس وزراء إسرائيلي يطلب من فلسطيني غزة أن يمشون ويعيدهم للقرن ما قبل الميلاد حين كان الناس على ظهور الحمير والبغال والخيول والجمال يعتلون . يريد أن يوفر عليهم دفع فواتير النفط المخزون ، ويتمادى بقوله على الفلسطينيين إن يسرعوا لدخول جهنم ذات الأتون ، جهنم الاحتلال ، ويؤكد لهم لا تنسون . فالنسيان غارق في أوحال الشتاء والحمأ المسنون . طوبى للصابرين على الجلد والذين هم على الجمر قابضون . تحية وألف تحية لجميع أهل غزة فهم لا يخافون المنون ، فكلها شهادة يا بني صهيون . وهل نبغي إلا إحدى الحسنيين : الشهادة أو النصر المبين يا فراعنة القرن الحادي والعشرين .
فالصراع بين النار الصهيونية والنور الفلسطيني ، يا أبناء العم المفتون . تبا وسحقا عشرات المرات ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من طغى وتجبر يا أيها الفلسطينيون . وقد نادى المنادى بغزة هاشم يا أيها الصامدون نتوق لمساعدتكم ولكن ليس باليد حيلة يا أيها المرضى والمسنون . هل علمتم أن العريس وعروسه بقطاع غزة بدل الفرحة إلى بيت العزاء والأجر يذهبون . اسألوا وسائل الإعلام اليومية إن كنتم لا تصدقون .
وما أحلى وصف الله الجليل للمتجبرين في الأرض يا أولمرت حيث يقول بالقرآن الكريم : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }( البقرة ) . هذه هي جهنم الأورانيم يا طاقم حكومة الاحتلال الرجيم ، التي أعدها الله للغاصبين والذين هم على المسلمين يعتدون بلا ذنب اقترفوه ، سوى أنهم فلسطينيون مسلمون . يا غزة هاشم ، وأبناء غزة فلسطين إن موعدكم النصر المبين ، فهذا هو وعد رب العالمين : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ . قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } ( آل عمران ) . كما أكد خالق الخلق أجمعين بقوله الخالد ابد الآبدين : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ . وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ( الصافات ) .
وأخيرا ، إلى متى يا سيف الدين قطز ويا ظاهر بيبرس سيبقى التتار والمغول الجدد في بلادنا يصولون ويجولون ونحن من التجول محرومون ، أما آن لصلاح الدين الجديد أن ينهض من جديد ، ويخوض معركة حطين طبرية يا أيها المخلصون ؟ وأين أنت يا أيها الفاروق عمر بن الخطاب في الخالدين يا من دمرت الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية وأصبح المسلمين آمنون . طوبى للمتضررين والفقراء والمساكين ، فهم من بعد غلبهم سيغلبون بإذن المولى رب العرش العظيم ، هذا ما تؤكده سنن الأولين والآخرين ولكن بعد حين .
يا أبناء غزة هاشم ، أنتم الغالبون فكونوا على الحق دائما وأبدا ولا تخافوا قصف وقذائف المحتل المجنون . فعند الموت يتساوى الجميع ويبقى الله الحي القيوم ، فلا تأسوا على هذه الحياة الدنيا أيها المحسنون والمتقون . فهذه الحياة الدنيا زائلة والحياة الآخرة كما أنكم تعلمون خير وأبقى يا أيها المرابطون في ارض الرباط بالقرب من جيرانكم أهل الكنانة الذين في نهاية المطاف لكم سيفزعون وعنكم لا يتخلون ، فتبا وسحقا وأف وتف لجدران الحدود والأسلاك الشائكة ذات العيون والمخالب الوحشية المفترسة التي تنظر لكم وأنتم لها كارهون . ويا رفح ومعبرها إلى متى سيبقى المحتلون بكم ملاصقون ، ولا تنسوا أن تناموا بلا كهرباء يا أيها الصامدون فلقد تعودتم على العذاب وعلى نور السماء والشمس المشرقة في عز شهري كانون ، يا أحبتي المؤمنون . لقد رفعتم الرأس عاليا عندما اقتحمتم الأسيجة المزيفة وقلتم نحن من غزة ولغزة عائدون . لقد اجتاز ومزق الأسلاك والجدران والحصار 350 ألف فلسطيني أو يزيدون ، دخلوا من جنوب فلسطين للعريش وسيناء ووقف الغزاة تعجبا وصرعى كأنهم أعجاز نخل خامدون ، إنها الحياة المرة والجهاد يا أيها الغزاة الظالمون ، وإن عدتم عدنا ...إنا عائدون ... إنا عائدون ... إنا عائدون .
والصراع سيحسم أخيرا ، لأن الباطل سيهزم ويهزم معه المبطلون ، ولو كثر السحر الصهيوني والسحرة التي تتلقى أوامرها من الشيطان الملعون . وسيظهر نور الحق جليا وتطفأ نار الكراهية والحاقدون . فالنور الإلهي مشرق دوما رغم بطش الظلام بالليل والناس نائمون ، فشمس الحرية والاستقلال تستدعي التمترس خلف الوحدة المصون . فالخير لا بد سيغلب ولو كره العملاء والخونة والمندسون ، ومن خلفهم الأشرار المستعمرون . ولا ننسى من تأكيدنا إن نطمئن أهل غزة ونقول أغزوا وافتحوا حدود وأبواب رفح العربية الفلسطينية – المصرية المشتركة ولا تدهنوا فيدهنون وبأجسامكم فأعبرون ولو كره العبرانيون . وصافحوا أبناء أمتكم بالعريش وسيناء يا أيها الأبطال الشامخون . ولا تخشوا الموت أو لومة لائم لأنكم على الحق صابرون . فشلال الدم الفلسطيني يلاحق الظالمين الطغاة العتاة قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، نهارا وليلا ، وحتى وهم نائمون . فاثبتوا أنكم من أتباع النبي العربي المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صاحب الشفاعة الكبرى يوم يقعد القاعدون ، وأثبتوا أنكم أحفاد إسماعيل النبي العربي المفدى وأنكم للحق متبعون وللباطل والشر والظلام كارهون، لأنكم من أتباع سورة { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } . وإن الذين يراهنون على تحطيم شوكة شعب فلسطين هم واهمون .
ولا نملك إلا أن نقول لكم كما قال الله تبارك وتعالى بالقرآن المجيد في سورة البقرة ولو كره المنجمون : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } .

ليست هناك تعليقات: