الجمعة، 18 أبريل 2008

رسالة مفتوحة للأوروبيين ( 1 )

رسالة مفتوحة للأوروبيين ( 1 )

( الرسالة الأولى )
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية - فلسطين

السادة رؤساء التحرير والمحررون في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية الأوروبية المحترمين

تحية طيبة وبعد ،

الموضوع : رسالة مفتوحة إلى الأوروبيين
من أستاذ جامعي مسلم عربي فلسطيني

أنا أستاذ جامعي مسلم عربي من فلسطين وعضو إتحاد المدونين العرب في الوطن العربي مهتم بالعلاقات الطيبة مع الصحافة الأوروبية والقراء الأوربيين أؤمن بالعدل والمساوة والحرية الشخصية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والظلم والبغي وأن يأخذ كل ذي حق حقه ، وأدعو إلى تقديس حياة الإنسان اي إنسان في هذاالعالم وأجتهد في البحث عن الحقيقة والمعرفة وضرورة الحوار المباشر المفتوح بين البشر جميعا بمختلف حضاراتهم ودياناتهم وافكارهم وأيديولوجياتهم في قارات العالم كافة ..
أيها القارئ الأوروبي العزيز أنا أرحب بك لتزويدك بأفكار إسلامية حقيقية عن الإسلام وكل ما هو جديد مما قد لم تطلع عليه من قبل ويهمني الاستماع لأفكارك وأسئلتك التي تفكر بها وتخطر على بالك حول قضايا مركزية كبرى منها :
- ماذا يقول القران الحكيم ، الكتاب الأول المقدس لدى المسلمين لإسعاد الناس جميعا ؟
- من يكون رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة العربية الإسلامية ونبي العالمين جميعا ؟
- هل اطلعت وتعرفت على الإسلام من منابعه الأصلية على حقيقته ؟
- لماذا يقتل الفلسطينيون في بلادهم الأرض المقدسة ( فلسطين ) ؟
- هل لديك أسئلة تشغل بالك وتثير إهتمامك ؟
- أنا مستعد للإجابة عليها أولا بأول ، آمل أن تتابع معي فلا تتردد للإستفسار في اي وقت ، وأنا بانتظار اسئلتك وتعليقاتك .
يقول الله سبحانه وتعالى في الكتاب الإسلامي الأول ( القرآن المجيد ) : { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) }( القرآن المجيد ، سورة آل عمران ) .

إيمانا منا بحرية الرأي والتعبير والديموقراطية ، وردا على ما ورد في وسائل الإعلام الأوروبية مؤخرا حول رسم صور كاريكاتورية مسيئة للإسلام والمرسلين ومسيئة لقائدنا وقدوتنا النبي العربي محمد بن عبد الله فإننا نود التوضيح ما يلي :
1. الإسلام رسالة دينية عالمية لجميع بني آدم ، يمتاز بالريح الطيبة المليئة بالحنان والرحمة العامة للجميع والإحسان المتنامي ، وهو دين المؤاخاة البشرية العالمية العامة ، جاء بالبشرى الطيبة لإنقاذ البشرية من الشر ليحل محله الخير العام ، في كافة الأشكال والصور الإنسانية الحية ، لا يوجد به حواجز طائفية أو نعرات عرقية أو عنصرية أو لونية أو سواها . وهو لا يوصد أبوابه أمام أي إنسان يرغب في اعتناقه والسير على هداه أو صراطه المستقيم القويم ، جاء به النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من مكة المكرمة ( صلى الله عليه وسلم ) بوساطة الملك جبريل عليه السلام مبلغا عن رب العزة تبارك وتعالى ، فهو رسالة شاملة للمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، العامة والخاصة . والإنسان في الإسلام ، بغض النظر عن جنسه أو سلالته أو عرقه أو أصله الاجتماعي أو القومي ، هو خليفة الله في الأرض . فالإنسان في الإسلام مخلوق كرمه الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات ، ولم يذكر عنصره أو منبته ، بل ذكر خلافته في الأرض لاستصلاحها والاستفادة من خيراتها جنبا إلى جنب مع أخيه ، ومن حقه أن يكون مكرما دونما التفات إلى عنصره أو جنسه أو لونه أو نسبه . فلا تمييز في الإسلام بين الأجناس البشرية البيضاء والحمراء والسوداء والصفراء وسواها ، أو بين المهاجرين والأنصار ، أو بين المسلمين الذين كانت أصولهم أسرى أو عبيد لدى الآخرين ، بأي حال من الأحوال ، فالإسلام دين رحمة للناس كافة . وقد نادى الإسلام بالمساواة بين جميع الناس ، وحثهم على عدم السخرية من بعضهم البعض ، سواء أكانوا ذكورا أو إناثا ، وعدم الهمز واللمز والتنابز بالألقاب ، ودعا إلى اجتناب الظن السوء بالآخرين وعدم التجسس أو الغيبة لئلا تنتشر الكراهية بين الناس ، وذلك لأن كل الناس آدميين ، من نسل آدم وحواء ، لا فرق بينهم وقد خلقهم الله لعبادته ، ولكي يتعارفوا فيما بينهم ويكونوا سعداء بعيدين على الشقاء والشر والأشرار . قال الله تعالى في كتاب المسلمين المقدس وهو القرآن المجيد : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ( القرآن الكريم ، سورة الحجرات ) .
2. إن الإسلام دين تسامح ومحبة ومودة وتعاون وتكافل اجتماعي بين الأمم والشعوب في العالم . وقد ورد بالكتاب الإسلامي المقدس الذي نسميه القرآن الكريم آيات تحض على التعاون مع الآخرين حيث جاء بهذه الآيات : { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن الكريم ، سورة المائدة ) . ففي هذا البيان الإلهي تبيان أن هناك مودة ومحبة بين المسلمين والمسيحيين لأن القساوسة والرهبان لا يستكبرون على غيرهم . وليس كما هو حال رسامي الكاريكاتير في الدانمارك ومعدي فلم الفتنة في هولندا الذين يهاجمون غيرهم دون معرفة بقائدنا وحبيبنا محمد المبعوث رحمة للعالمين في جميع قارات العالم .
3. إن المسيح بن مريم عليه السلام قد بشر بقدوم رسول من بعده يسمى احمد وهو محمد عندنا حيث جاء على لسان المسيح عيسى بن مريم الذي نحترمه ونجله كثيرا في الإسلام لأنه يحب الناس ويدعو إلى التسامح والمحبة بين الجميع ، وهذا الأمر ورد بالقرآن الكريم الذي نقدسه ونحترمه كثيرا ، فقد جاء على لسان المسيح : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)} ( القرآن الكريم ، سورة الصف ) . ومن هنا نرى أن المسيح عيسى بن مريم قد بشر بمجيء محمد بن عبد الله وبالتالي فقد دعا المسيح أتباعه إلى إتباع محمد رسول الله ومحبته والاستجابة لتعاليمه كونه الداعي إلى المحبة والود والتعاون والسلام بين الأمم وتنحية الخلافات والحروب جانبا . ولا يدعو محمد نبي السلام إلى الإرهاب بل يدعو إلى التفاهم بين الأمم والتحابب وعدم الاعتداء على الآخرين دون وجه حق . وفي المقابل دعا الإسلام أتباعه إلى الدفاع عن أنفسهم كحق شرعي تقره جميع التشريعات والقوانين السماوية والأرضية ، كما دعا الإسلام إلى الدعوة الفكرية بالحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس والمجادلة بالتي هي أحسن ، وحث على العفو والصفح الجميل عن المخطئين فقد ورد بالقرآن المقدس لدى المسلمين : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}( القرآن الكريم ، النحل ) .
4. إن الإسلام الذي ينتشر بين نحو 3 ر 1 مليار نسمة في جميع قارات العالم هو دين له حرمته واحترامه ولا ينبغي التعرض له والإساءة إليه ، وكل من يسيء إليه فإنه يسيء إلى نفسه وإلى الرسالة السماوية السمحة التي تدعو الناس إلى نبذ الخلافات والتعاطي بإيجابية مع الناس المؤمنين لأنهم لا يحبون العنف بل يحبذون نشر الأخلاق الحميدة والفضائل والمكرمات بين أفراد المجتمع ويدعون إلى أن يأخذ كل ذي حق حقه دونما إعتداء على حقوق الآخرين مهما كانت دياناتهم وأفكارهم .
5. إن الإسلام يرفض الإرهاب والعنف في التعامل مع الآخرين ، سواء داخل المجتمع المسلم أو خارجه ، وهو يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والظلم ويحث على إتباع تعاليم العدل والعدالة بين الناس أجمعين . وخلال الفترة التي حكم الإسلام فيها فإن هناك وزراء ومسؤولين كانوا يتولون مناصب رفيعة في الحكومة الإسلامية سواء في دمشق إبان الخلافة الإسلامية الأموية أو في الخلافة الإسلامية العباسية في بغداد وما بعدها وكذلك الحال في الوقت الحاضر .
6. إن الإسلام يدعو إلى المساواة التامة بين الناس دونما انتقاص لحرية أحد بل يعظم الإحسان إلى الناس ويدعو إلى التكافل الاجتماعي والاقتصادي ويحض المسلمين على دفع مبالغ مالية لمساعدة الآخرين الفقراء والمحتاجين فيما يطلق عليه الزكاة الإسلامية وهي ركن أساسي من أسياسيات الإسلام .،ويشجع التبرعات الخيرية وهو ما يطلق عليه الصدقات لمساعدة ذوي الأحزان والمعاقين والمرضى من ذوي الأمراض المزمنة .
7. إن الإسلام يدعو إلى احترام كبار السن والأطفال ويعطف عليهم في جميع الأحوال ويدعو إلى الحنان عليهم والرأفة بهم وعدم الانتفاص من قيمتهم في المجتمع فهو يحث أنصاره إلى تقديم العون المادي والمعنوي لهم قدر الإمكان دون انتظار الشكر منهم أو منفعة خاصة من هذه الفئة التي بحاجة إلى الأخذ بيدها ومساعدتها في جميع الحالات في السراء والضراء .
8. إن الإسلام يدعو إلى احترام المرأة ويعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة ، في التعليم العام والتعليم العالي والعمل وحق اختيار الزوج وحق امتلاك العقارات والسيارات وإنشاء المشاريع التجارية وكذلك يعطيها حقوقها في الميراث المالي . وكذلك يدعو الإسلام إلى الإحسان إلى الأمهات والآباء وهم قادرين وغير قادرين على العمل ، والرسول الكريم محمد رسول السلام والمحبة والوئام حث أتباعه على ملاطفة الأبناء والأهل وعدم إيذاء الوالدين والأقارب والجيران والأباعد . لتكوين المجتمع السليم الخالي من الأمراض الاجتماعية والحقد والغيرة والحسد والتنابز بالألقاب والعنف الإسري والخارجي .
9. إن الإسلام يدعو إلى الاهتمام بالتعليم لجميع فئات الشعب والأمة صغارا وكبارا ذكورا وإناثا وخصص مكافآت مالية للمتفوقين . فمثلا ، كان الخليفة الإسلامي المأمون يعطي كل من يؤلف كتابا أو يترجم كتابا وزنه ذهبا وهذا نوع من التكريم للمؤلفين والباحثين والمعلمين وغيرهم .
10. في بلاد المسلمين هناك كنائس مركزية للمسيحيين وسط الأحياء الإسلامية في مختلف البلاد الإسلامية في قارتي آسيا وأفريقيا . ففي فلسطين مثلا هناك ثلاث كنائس مسيحية إلى جانب مساجد إسلامية لا تبعد عن بعضها البعض سوى عشرات الأمتار مثل كنيسة البشارة في الناصرة وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس القريبة من المساجد الإسلامية . وبذلك فإن الإسلام يدعو إلى حرية الدين والاعتقاد ولا يجبر أحدا على اعتناق مبادئه ، وهناك العديد من النصوص الإسلامية في هذا المجال منها ، كما ورد بالقرآن المقدس الوحيد لدى المسلمين : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}( القرآن الكريم ، سورة البقرة ) .
11. إن الإسلام يهتم بالبيئة ويطالب أتباعه بالإهتمام بتشجير الأراضي وتكوين الغابات الخضراء للاستفادة من الأخشاب وتلطيف الجو والمناخ واستخدامها لرحلات إسلامية ونزهات ترفيهية هادفة . فالبيئة في الإسلام لها نظام خاص مميز وقد حث رسول السلام محمد بن عبد الله على إزاحة الأذى عن الطريق العام ، وجعل لكل من يزيل الأوساخ والأتربة والقمامة الضارة الثواب الجزيل لدى الخالق .

أيها الأوروبيون .. بهذا فإنني كأستاذ جامعي مسلم عربي من فلسطين وعضو في إتحاد المدونين العرب أود إعلامكم ، أنني جاهز للرد على أي استفسار يردني منكم للرد عليه وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية ، ومنهاج حياة نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، لإزالة اللبس أو الالتباس إن وجد . ونأمل أن نتعاون فيما بيننا في اتصالات متصلة غير منفصلة وأن نحترم بعضنا بعضا وأن لا يسخر أحدنا من الآخر ، لأن التعاون الطيب يؤتي أكلا طيبة . آملا لكم اياما سعيدة واطلاع واف عن الإسلام بعيدا عن الحزبية الضيقة والتطرف الذي يسفر عن المغالاة وإلى الصدام الحضاري والفكري بين الحضارتين العربية والغربية وهذا ما لا نريده بل نريد أن يسود بين الأمة المسلمة والأمة المسيحية عامة والأوروبية خاصة كل المودة والاحترام ونرجو أن لا يعكر صفو علاقاتنا الطيبة معكم بعض المتطرفين في بعض الدول الأوروبية الذين يشهرون ويتهجمون على الإسلام برسم رسومات ساخرة منا ومن نبينا الذي نجله ونحترمه كثيرا ، دون اطلاع حقيقي على تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى السلام والاستقرار ونبذ العنف وردع الظلم في العالم وفي منطقتنا ومنطقتكم كذلك . وسنتواصل معكم في رسالات قادمة .
يا أهل الكتاب في قارة أوروبا ومختلف قارات العالم نأمل أن تكونوا كما وصفكم الله خالق الخلق أجمعين جل جلاله في القرآن الحكيم : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}( القرآن الحكيم ، سورة آل عمران ) .
آملين إبداء رأيكم في ذلك ، فإذا أردتم أن نتوقف عن إرسال الرسائل لكم فلكم ذلك ولا نفرض عليكم آرائنا ، ولكننا يهمنا سعادتكم ومعرفتكم عن تعاليم ومبادئ ورسالة الإسلام السامية في العالم الداعية إلى الأخوة والتسامح والتعاون الإنساني ونبذ العنف بين الأمم والشعوب في العالم .
تحياتنا لكم ، ونشكركم على حسن قراءتكم لهذه المادة الإعلامية .

تحريرا في 18 نيسان 2008 .

ليست هناك تعليقات: