الأحد، 13 أبريل 2008

انتفاضة الأقصى في فلسطين 2000 - 2006 ( 1 - 4 )

الخميس,شباط 21, 2008

انتفاضة الأقصى في فلسطين
2000 - 2006
( 1 - 4 )
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية - فلسطين
نتناول لاحقا : مفهوم انتفاضة الأقصى ، وأسبابها وأهدافها العامة ومراحلها وصورها وأساليبها ، ومواجهة الاحتلال للانتفاضة ، والآثار العامة للانتفاضة على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي ، ومقومات استمرارية انتفاضة الأقصى ، وميزات الانتفاضة وبعض الحلول المقترحة لمواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وإنجازات الانتفاضة وانتفاضة الأقصى وخريطة الطريق . ونبدأ بمفهوم انتفاضة الأقصى [1] .
1. مفهوم انتفاضة الأقصى
تعتبر انتفاضة الأقصى في فلسطين ثورة شعبية ومقاومة جماهيرية فلسطينية سلمية ومسلحة شملت عموم فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ، والجليل والمثلث والنقب والساحل ) ضد الاحتلال الإسرائيلي . ثم ما لبت أن تركزت في الضفة الغربية وقطاع غزة . اندلعت هذه الانتفاضة من ثالث أقدس منطقة إسلامية في العالم وهي ساحة المسجد الأقصى المبارك في 28 أيلول عام 2000 عند ولوج ارئيل شارون زعيم حزب الليكود المعارض أيام حكم حزب العمل بزعامة أيهود باراك باحات المسجد الأقصى فتصدى المسلمون له . ظهر الطابع الشعبي لانتفاضة الأقصى في بدايتها ، حيث رمى المصلون المسلمون شارون لدى دخوله تحت حراسة مشددة باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف بالأحذية والحجارة الخفيفة فأصبح ( شارون الرجيم ) والحالة هذه كونه رجم في بقعة إسلامية مقدسة . حملت هذه الانتفاضة عدة أسماء منها : انتفاضة الأقصى لاندلاعها من المسجد الأقصى المبارك ، وانتفاضة القدس والاستقلال والعودة كونها تنادي بالحرية والاستقلال لشعب فلسطين اندلعت من المدينة التي ينتظر أن تكون عاصمة فلسطين المنتظرة ، أو انتفاضة الدم والغضب ، أو الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الثانية .
2. أسباب إندلاع انتفاضة الأقصى
هناك عدة أسباب وعوامل لتفجر انتفاضة الأقصى ( الانتفاضة الكبرى الثانية في فلسطين ) ، التي اشتعلت بنهاية شهر أيلول في خريف عام 2000 ، وأهم هذه العوامل والأسباب الآتي :
أولا : الأسباب السياسية :
1. الإجماع الفلسطيني قيادة وشعبا وحركات وفصائل وأحزاب بضرورة اقتران الحل السلمي بثورة شعبية مسلحة لتحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية . فتم تصعيد الجهاد المسلح ضد الوجود الاستيطاني – الاستعماري اليهودي – الصهيوني – الإسرائيلي في فلسطين المحتلة دفاعا عن الذات الفلسطينية وعن أرض فلسطين المباركة . وفق القاعدة الجهادية الإسلامية الكبرى ، كما يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن المجيد : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }[2] . وأما بخصوص أهل فلسطين المحتلة عام 1948 فقد جاءت انتفاضة الأقصى بغية المحافظة على الهوية العربية الإسلامية وأصولها الاجتماعية والتاريخية للبلاد . على أي حال ، أجمل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أسباب انتفاضة شعب فلسطين السياسية بقوله : " إنه في الوقت الذي قبلنا فيه بما إرتأته الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي وقرارتهما ، من حل للقضية الفلسطينية ، ينص على انسحاب إسرائيل ، قوة الاحتلال ، من الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس الشريف ، والتي لا تشكل سوى 22 % من مساحة فلسطين التاريخية ، إلا أن حكومة إسرائيل ، ما زالت ترفض الانسحاب من أرضنا هذه ، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة " [3].
2. إخفاق المفاوضات السلمية الفلسطينية – الإسرائيلية في كامب ديفيد برعاية أميركية في تموز 2000 ، بسبب الرفض الإسرائيلي الاعتراف بحقوق شعب فلسطين : إقامة دولة فلسطين المستقلة ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية في مناطق 1948 ، وإصرار الإسرائيليين على القدس عاصمة موحدة لهم وحرمان الفلسطينيين من القدس كعاصمة لهم ، ورفض الإسرائيليين وضع الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية تحت السيادة الوطنية الفلسطينية وغيرها . وفي المقابل رفض الوفد الفلسطيني برئاسة ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الوطنية اقتراحا أمريكيا بدفع 40 مليار دولار مقابل الموافقة على : سيطرة إسرائيلية على المعابر والحدود الفلسطينية مع الخارج ، والتخلي عن قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين ، والإشراف الإسرائيلي على أسفل المسجد الأقصى المبارك وإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية على المسجد الأقصى من أعلى [4].
3. رفض الحكومة الإسرائيلية تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 ، والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والإصرار على توسيع الاستيطان اليهودي .
4. تقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى كانتونات جغرافية - بشرية مغلقة خلافا لاتفاقية أوسلو عام 1993 وملحقاتها . وتمثل التقسيم بأربع مناطق : مناطق ( أ ) : وهي مناطق تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية أمنيا ومدنيا وسياسيا ومساحتها صغيرة تتركز في المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية الكبرى . ومناطق ( ب ) : وهي المناطق الخاضعة أمنيا وعسكريا للاحتلال الإسرائيلي ومدنيا للسلطة الوطنية الفلسطينية ومساحتها أكبر من مساحة المنطقة ( أ ) وتتركز في القرى والخرب الفلسطينية الصغيرة . ومناطق ( ج ) وهي المناطق التي تخضع أمنيا وعسكريا ومدنيا إلى سلطة الاحتلال الإسرائيلي وهي المناطق الأكبر مساحة في الضفة وغزة . ومناطق ( د ) وهي مناطق المحميات الطبيعية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي كمناطق مختلفة عن المناطق السابقة لتكريس السيطرة الإسرائيلية عليها . وهذه التقسيمات الظالمة التي شملت مساحة الضفة الغربية البالغة 878 ر5 كم2 وسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية على نسبة تتراوح ما بين 30 % - 40 % منها وقطاع غزة البالغة 363 كم2 ، وسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية على نحو 60 % منه ، أدت إلى عزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض ، ورغبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الاحتفاظ بما يعادل 58 % من الضفة الغربية تحت سيطرتها عبر بناء جدار الضم والتوسع الإرهابي الفاصل بين الفلسطينيين أصلا ، وليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط .
5. انتهاء الفترة الانتقالية للحكم الذاتي الفلسطيني بحدها الأقصى ( 5 سنوات ) حيث بدء بتنفيذ اتفاقية أوسلو في اتفاق القاهرة في 4 أيار 1994 فانتهت الفترة القصوى للحكم الذاتي في 4 أيار 1999 ، ولم تنشا دولة فلسطين المستقلة كما خططت لذلك القيادة الفلسطينية .
6. التوسع الإسرائيلي بتطبيق التمييز العنصري ضد المواطنين العرب في الجليل والمثلث والنقب والساحل ورفض الحكومات الإسرائيلية الاعتراف بحقوقهم السياسية فاشتعلت انتفاضة الأقصى في صفوفهم .
ففي استطلاع للرأي العام اليهودي والعربي في فلسطين المحتلة عام 1948 ، تبين أن نسبة العرب التي تعزو أسباب اندلاع انتفاضة الأقصى في صفوف العرب إلى الشعور بالتفرقة وعدم المساواة بين العرب واليهود ، بلغت 50 % وأما نسبة اليهود المستطلعين التي تعزو سبب المشاركة في انتفاضة الأقصى إلى تضامن العرب الفلسطينيين من مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة فبلغت 39 % [5].
ثانيا : الأسباب الاقتصادية
1. التوسع الإسرائيلي بمصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات اليهودية فيها .
2. إلحاق الاقتصاد الفلسطيني شبه الكامل بالاقتصاد الإسرائيلي ، وعجز الاقتصاد الفلسطيني عن توفير مناخ اقتصادي وطني يستوعب الأعداد المتزايدة من طاقة العمل الجديدة .
ثالثا : الأسباب العسكرية
1. تزايد القمع الأمني والعسكري الإسرائيلي لأهل فلسطين فضجرت الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية من هذا القمع طيلة فترة الحكم الذاتي في البلاد . ولم يتمكن شعب فلسطين من إقامة وحدة سياسية وإدارية واقتصادية واحدة جراء تدخل الاحتلال الإسرائيلي . وفرض سياسة القبضة الحديدية ، عبر إجراءات واغلاقات عسكرية وأمنية وحصارات إسرائيلية شاملة وصارمة على الفلسطينيين .
2. التعاون الإسرائيلي الأمريكي والغربي ، لإبعاد الجهاد المقدس عن تحرير فلسطين ، وفشل الحلول السلمية في وضع نهاية للاحتلال العسكري الإسرائيلي .
رابعا : الأسباب الاجتماعية
1. استحالة التعايش الاجتماعي الفلسطيني – الإسرائيلي في ظل الاحتلال الظالم والتوق إلى حياة العدل والاستقرار الاجتماعي الدائم .
2. الإغتراب الفلسطيني في الوطن والمهاجر ، وتصاعد التذمر الاجتماعي من صعوبات التلاقي الأسري والاجتماعي بين أهل فلسطين في الداخل والخارج .
خامسا : الأسباب العقائدية الإسلامية :
1. تدنيس أرئيل شارون زعيم حزب الليكود الصهيوني المتطرف وحاشيته بحراسة أمنية مشددة لباحات المسجد الأقصى المبارك ورجمه بالحجارة والأحذية ، فرأى المسلمون الفلسطينيون أنه تدنيس يهودي لقدسية المسجد الأقصى المبارك كبداية لتقسيم هذه المسجد العريق دون وجه حق بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما جرى بتقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل عام 1994 .
2. الصحوة الإسلامية الكبرى في فلسطين المنادية بالجهاد المقدس لطرد الغزاة اليهود المعتدين إثر فشل الحلول السلمية لإنهاء الاحتلال الأجنبي لفلسطين . استجابة لقول الله العزيز الجبار : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا . وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا . الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [6] .
سادسا : الأسباب النفسية :
1. رفض سياسة التهجير والإذلال والهوان الاحتلالية الإسرائيلية المطبقة على شعب فلسطين ، والمناداة بالمقاومة الشعبية للتغلب على القهر والاضطهاد النفسي والدفاع عن الكرامة الشخصية والوطنية معا .
2. تعزيز شخصية الأسرة الفلسطينية لمواجهة التحديات المصيرية العامة وعدم الاحتكاك بالمجتمع اليهودي المتنافر بين طوائفه المتعددة المنابت والأصول : { الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ . يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [7] . ويمكن إجمال أسباب انتفاضة الأقصى إلى : " صراع دموي ، إقليمي ، ثقافي ، وديني ، بدأ منذ مطلع القرن الماضي وما زال متواصلا من دون أن تظهر له نهاية في الأفق " [8].
3. أهداف انتفاضة الأقصى
سعت انتفاضة الأقصى لتحقيق عدة أهداف أساسية : استراتيجية وتكتيكية فلسطينية عامة هي :
1) التحرير الوطني
يتمثل في مقاتلة أئمة الكفر والظلم ، وتحرير أرض فلسطين المحتلة ، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وإعلاء كلمة الشعب الفلسطيني المسلم لتكون كلمة الحق هي العليا ، وكلمة الباطل هي السفلى . فأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية على انتفاضة الأقصى اسم انتفاضة الحرية والاستقلال والخلاص الوطني . على أي حال ، تطالب الفصائل الفلسطينية الوطنية كحركة فتح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة ، وتطالب الفصائل الإسلامية كحركتي حماس والجهاد الإسلامي بإقامة دولة إسلامية على أرض فلسطين التاريخية . ولكن هذه المطالب لا توافق حكومة الاحتلال الإسرائيلي على أي منهما .
2) تطبيق حق العودة
تطبيق حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى مواطنهم الأصلية في الأرض المقدسة ، وإنهاء حالة التية الفلسطيني في العالم .
3) الانفصال الاقتصادي
فصل الاقتصاد الفلسطيني عن الاقتصاد الإسرائيلي ، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني في كافة المجالات والاتجاه نحو تسيير ذاتي للاقتصاد الوطني بعيدا عن المؤثرات اليهودية .
4) التوازن السكاني
زيادة التكاثر السكاني الطبيعي لشعب فلسطين وفق مبدأ الصراع الديموغرافي الشامل في البلاد والسعي لطرد أكبر عدد ممكن من اليهود من البلاد خلافا للحلم الصهيوني الساعي لزيادة عددهم في فلسطين ليفوق عدد العرب الأصليين . فسعت الانتفاضة لتشتيت اليهود لخارج فلسطين .
5) تحقيق السلام الآمن في البلاد
السلام الآمن مطلب حيوي يحتاجه شعب فلسطين ليعيش حياة كريمة في وطنه ، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى يحتاجه كل إنسان . ولكن طبيعة توجهات السلام تختلف من فصيل فلسطيني إلى آخر ومن الرأي الفلسطيني إلى الرأي الإسرائيلي والأجنبي . فشعار الأرض مقابل السلام حسب المقولة العربية ، والسلام مقابل السلام حسب المقولة الإسرائيلية كليهما يتناقض مع الآخر .
6) ترتيب البيت الفلسطيني
تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ورص الصفوف وتطهير القلوب ، ونبذ العداوة والبغضاء ، ورفض التشهير السياسي والإعلامي بين أبناء الشعب الواحد .
ويكون تحقيق هذه الأهداف المتوخاة من خلال التأييد الشعبي الفلسطيني والوحدة الوطنية الحقيقية ، بتأييد عربي وإسلامي وعالمي مناصر للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف .
4. مراحل انتفاضة الأقصى
بدأت انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال اليهودي - الصهيوني - الإسرائيلي بتاريخ 28 أيلول 2000 بتظاهرة شعبية من المصلين المسلمين الفلسطينيين ، من أرض ثالث الحرمين الشريفين إثر دخول شارون باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية . وقد توزعت انتفاضة الأقصى على ثماني مراحل أساسية هي : النذير المدني ، والرمي الحجري ، والتبادل العسكري الأولي ، والإشتباك العسكري القوي ، والنفير التفجيري البشري وسيارات التفخيخ وانطلاق الصواريخ ومرحلة التراجع العام ومرحلة التهدئة والتجميد العسكري .
المرحلة الأولى : النذير المدني
انطلاق مسيرات ومظاهرات شعبية عامة وصلوات إسلامية جماعية في فلسطين ، نظمت بعد أداء الصلوات في المساجد الإسلامية بفلسطين وخاصة المدن الكبرى ، بدعوة التيارات الوطنية والإسلامية فانطلقت من الساحات العامة في المناطق الفلسطينية . فنظمت مسيرات ومظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي من المدارس والجامعات والمعاهد العليا الفلسطينية بدعوة من الفصائل الوطنية والإسلامية والاتحادات الشعبية ومنها الاتحادات والأطر النسوية . ورفعت اليافطات والشعارات المتعددة في هذه المسيرات والمظاهرات المنددة بالاحتلال كالعلم الفلسطيني وأعلام الفصائل الوطنية والإسلامية وصور الرئيس ياسر عرفات ، وصور الأسرى والشهداء ، منادية بالحرية والاستقلال الفلسطيني .
المرحلة الثانية : الرمي الحجري
تسابق شباب فلسطين في ملاحقة قوات الاحتلال الإسرائيلي وإمطارهم الكثيف بالحجارة بالأيدي والمقاليع والزجاجات الفارغة والحارقة عند مداخل وشوارع المدن الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية والتي تحت الاحتلال الكامل . كما تمثلت فعاليات انتفاضة الأقصى الأولى في مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل في شهري أيلول وتشرين الأول عام 2000 ، بإضرام النيران في غابات كثيفة الأشجار وفي إحراق حافلات ومحطات باصات وسيارات وبنوك ومتاجر ومؤسسات عامة إسرائيلية وضرب سكان يهود ومهاجمة نقاط شرطة إسرائيلية وإغلاق طرق عامة ورفع أعلام فلسطين وحرق أعلام إسرائيلية واستخدام زجاجات حارقة ورشق كرات معدنية بالمقلاع . وبهذا بدأت تتغير معادلة الفلسطينيين المستضعفين في الأرض إلى المطالبين والمدافعين عن حقوقهم بأيدهم . وهذه المرحلة هي من المراحل المكلفة للانتفاضة كون الاحتلال أطلق عيارات حية على المتظاهرين من مسافات قريبة وبعيدة ، وسبب خسائر كبيرة من الشهداء والجرحى . ولهذا فقدت جدواها الكبير فتركتها المقاومة ولجأت إلى طرق أكثر فعالية . وهذه المرحلة من انتفاضة الأقصى أظهرت مئات من أطفال فلسطين وهم يرجمون قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة ، وكأنهم يتحدون الترسانة العسكرية والنووية الإسرائيلية ، مطالبين بالحرية . وهي مرحلة أثرت كثيرا في الرأي العام العربي والعالمي لنصرة فلسطين وشعبها .
المرحلة الثالثة : تبادل إطلاق النار العسكري
إلقاء زجاجات وقنابل يدوية حارقة وإطلاق رصاص على قوات الاحتلال ، كاشتباك خفيف ، من المقاومة من عشرات المقاومين بصورة فردية أو عبر خلايا ميليشيات الفصائل الوطنية والإسلامية . وهو تطور نوعي متقدم عن المرحلة الثانية السابقة ، وهذه المرحلة مكنت قوى الانتفاضة من التصدي لقوات الاحتلال تدريجيا لتصل إلى درجات ومراحل أكثر تطورا وفعالية ، فكانت عبارة عن مناورة عسكرية خفيفة .
المرحلة الرابعة : الإشتباك العسكري القوي
تنظيم أعمال مقاومة مسلحة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين اليهود على الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في فلسطين واقتحام المستعمرات اليهودية وإطلاق النار على اليهود في الشوارع والأماكن العامة والتصدي لزحف قوات الاحتلال في عملية إعادة احتلال المدن الفلسطينية في آذار ونيسان 2002 فيما عرف إسرائيليا بعملية ( السور الواقي ) . وهذه الأعمال المسلحة القوية ضد جنود الاحتلال ومستعمريه الجدد لعنت أصحاب السبت ، وأدت إلى رحيل جزء كبير من المستوطنين اليهود من
المستعمرات . وفي هذه المرحلة أقامت قوات الاحتلال بؤرا استيطانية جديدة لحماية المستعمرات القائمة . وهذا النوع من المقاومة الباسلة احتل المرتبة الثانية من الردع وإدخال الرعب في صفوف الأعداء فألحق خسائر بشرية ونفسية ومادية في الصفوف المتقدمة للاحتلال . وهذه الاشتباكات القوية كانت الأكثر تنفيذا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 . وقد اعتبرت ميليشيات الانتفاضة المسلحة أن كل يهودي ( جندي ومستعمر ) هو هدف لها حتى رحيل الاحتلال وجلاء المستعمرين نهائيا . كما أن هذه العمليات هي الأكثر تأييدا في صفوف شعب فلسطين ، والأقل تنديدا على الصعد السياسية والإعلامية الدولية .
المرحلة الخامسة : النفير التفجيري البشري ( الاستشهادي )
تنظيم أعمال تفجير بشرية أو رجفات مزلزلة عبر قنابل بشرية استشهادية فلسطينية ، من الأجنحة العسكرية للحركات الفلسطينية : حركة حماس ( كتائب الشهيد عز الدين القسام ) ، وحركة فتح ( كتائب شهداء الأقصى ، وكتائب العودة ، كتائب أحمد أبو الريش ) ، وحركة الجهاد الإسلامي ( سرايا القدس ) والجبهة الشعبية ( كتائب أبو علي مصطفى ) والجبهة الديموقراطية ( كتائب المقاومة الوطنية ) وألوية الناصر صلاح الدين الأيوبي وغيرها . وقد اشتملت هذه التفجيرات البشرية الفدائية والاستشهادية ( يطلق عليها اليهود والغرب عمليات إرهابية أو انتحارية ) على مختلف المراكز والتجمعات اليهودية في عموم فلسطين التي استطاعت يد المقاومة المسلحة أن تصل إليها . وقد احتلت كتائب الشهيد عز الدين القسام المرتبة الأولى في تنظيم هذه التفجيرات البشرية القوية عبر سني انتفاضة الأقصى .
وهذه العمليات داخل مناطق الاحتلال الأول لفلسطين عام 1948 ، هي الأكثر ردعا ورعبا من ناحية استراتيجية للإسرائيليين أجمعين ، فانقلبوا من الخاسرين ، كونها تخترق وتضرب العمق الأمني والعسكري والسكاني الصهيوني وغلت أيدي اليهود وولتهم الأدبار ، وضربت عليهم الذلة والمسكنة ، في البلاد ، و توقع خسائر فادحة مزلزلة بشرية في القتلى والجرحى ، وحربا نفسية متقدمة ، وخسائر مادية كبيرة ضد الأعداء بتكلفة فلسطينية بشرية ومادية أقل . وأثبتت هذه القنابل البشرية المتحركة مقدرة انتفاضية تتحدي أساليب البطش الصهيوني ضد شعب فلسطين . فكانت بمثابة : { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ } [9] .
إلا أن هذه العمليات ولدت هجمة إعلامية وسياسية ومالية : إسرائيلية وأمريكية وغربية شرسة ضد انتفاضة الأقصى ، وهذا ما تمت ملاحظته عند كل عملية فدائية من هذا النوع حيث يقطع بعض رؤساء الدول الغربية الكبرى إجازته أو عمله ويظهر في مؤتمر صحفي متلفز مباشرة ، لإدانة العملية والتنديد بمنفذيها وتزايدت الضغوط الخارجية على السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية لوضع حد لها . وتصورها حكومة الاحتلال على أنها تقوض أسس وبنيان الدولة العبرية من الجذور الأولى وتفقد اليهود عملية الإحساس بالأمن والأمل في الحياة المستقرة . وبسبب هذه التفجيرات الكبيرة أطلقت القيادة اليهودية على انتفاضة الأقصى حرب ( استقلال إسرائيل الثانية ) .
وتنوعت هذه التفجيرات لتشمل وضع القنابل أو العبوات الناسفة وتفخيخ سيارات وتفجيرها عن بعد أو قيادة أحد الفلسطينيين لسيارة مفخخة مليئة بالمتفجرات ، أو اللجوء إلى تنمطق بعض الفلسطينيين المقاومين بأحزمة ناسفة يتراوح وزنها حسب تقديرات عسكرية فلسطينية وإسرائيلية ما بين 5 كغم إلى 10 كغم لكل حزام والصعود إلى إحدى الحافلات ( الباصات ) الإسرائيلية وتنفيذ عملية التفجير أو اللجوء إلى التفجير البشري في أحد الملاهي والمقاهي والمطاعم أو تجمعات الجنود أو مفترقات الطرق عند إشارة ضوئية حال وقوف المركبات فيختلط الدم بالحديد والخرسانة وتتناثر الأشلاء يمينا وشمالا إلى الأعلى والأسفل وتهرع سيارات الإسعاف والإطفاء والطوارئ إلى المكان المدمر لنقل الموتى وإسعاف الجرحى وتستدعى كاميرات التلفزة لنقل المشاهد الحية مباشرة على الهواء . وهذه العمليات نفذها فلسطينيون من الشبان والشابات أيضا مع تركيزها على فئة الشباب الذكور بالدرجة الأولى للرد على سياسة الاحتلال والعدوان الصهيوني .
وزعمت دراسة أمنية ونفسية إسرائيلية ، أعدها الجيش الإسرائيلي ، حول دوافع القنابل البشرية الفلسطينية : " أن الدافع الأول لقرار ( الانتحار ) هو إيديولوجي – ديني : كراهية اليهود وإسرائيل . أما الدافع الثاني فهو الضائقة الشخصية والنفسية والاقتصادية أو الدافع في الانتقام . أما السبب الآخر من وراء القرار فهو تقليد أبطال المجتمع الفلسطيني من الشهداء " [10].
وتميزت هذه المرحلة باستخدام تقنية إلكترونية في أعمال التفجيرات ضد الأهداف العسكرية والأمنية والاقتصادية اليهودية . وهي مرحلة الانتفاضة الأكثر تقدما للرد على هجوم الاحتلال الإسرائيلي والأكثر استخداما فكانت حتى عام 2004 هي الرد الميداني المباشر على كل هجوم عسكري إسرائيلي لكلفتها البسيطة بشريا وماديا ، وأكثر شعبية لدى الرأي العام الفلسطيني ، وأكثر فعالية ضد الأهداف الاحتلالية . وبعد بناء الجدار العازل فإن أسلحة جديدة دخلت حلبة الصراع للتعويض على الأسلحة البشرية المستخدمة تمثلت بإطلاق قذائف متوسطة أو بعيدة المدى على أهداف العدو .
المرحلة السادسة : مرحلة التفخيخ والصواريخ
تشتمل هذه المرحلة على زرع المتفجرات في مركبات عامة أو خاصة وتفجيرها عن بعد ، وكذلك إطلاق صواريخ القسام 1 والقسام 2 ، وقذائف هاون وصواريخ مضادة للدبابات وغيرها ، وإعداد وتصنيع العبوات الناسفة عن بعد للرد على ( جحيم شارون ) التي نادى بها وعمليات أيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد منذ دخول شارون في غيبوبة مرضية صعبة في 4 كانون الثاني 2006 وتسلم أولمرت رئاسة الحكومة رسميا بعد انتخابات 28 آذار 2006 . وقد استخدمت المقاومة الفلسطينية طريقة إطلاق صواريخ القسام التي يصل مداها ما بين 10 – 20 كم تحمل رؤوس بعضها متفجرات تتراوح زنتها ما بين 3 – 5 كغم متفجرات ، لقصف المستعمرات الإسرائيلية في قطاع غزة ، والتجمعات وبعض الثكنات العسكرية قرب عسقلان ، ومستعمرة سيدروت اليهودية في النقب . وقد استمرت عملية إطلاق الصواريخ حتى نهاية مراحل الانتفاضة .
المرحلة السابعة : مرحلة التراجع العام
وهذه المرحلة من مراحل انتفاضة الأقصى ، عبارة عن تراجع شعبي وتنظيمي فلسطيني عن القيام بعمليات عسكرية نتيجة ظروف محلية وضغوط إقليمية ودولية . نجم هذا التراجع العام عن عدة عوامل من أهمها :
1. عدم وجود قيادة عامة موحدة لانتفاضة الأقصى ، فالبيانات السياسية والعسكرية تصدر عن أكثر من جهة ، فهناك الرئاسة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ، وهناك فصائل المقاومة الفلسطينية بأجنحتها المسلحة أصدرت كل منها بيانات خاصة عن فعالياتها . وهناك عمليات يتم الإعلان المزدوج عن تنفيذها .
2. تضرر فلسطينيين جدد من إجراءات الاحتلال كلما مرت فترة زمنية أطول ، وبالتالي تنامي شعور جديد بعدم الانضمام لفعاليات الانتفاضة الشعبية السلمية أو المسلحة .
3. قمع الاحتلال المتواصل ، وتطور أساليبه الوحشية والهمجية ضد شعب فلسطين . شملت عمليات القمع : القتل والاعتقال وتدمير البيوت ، والملاحقة العامة نفسيا واجتماعيا عبر العملاء .
4. فتور قوى الانتفاضة الوطنية والإسلامية في عملية تجنيد ثوار ومقاومين جدد ، واللجوء لإبقاء خلايا استراتيجية احتياطية للخروج والتفعيل وقت الحاجة السياسية والمناسبة الأمنية لذلك .
5. تباين الرؤى السياسية الفلسطينية بين الحركات السياسية . وعدم اهتمام القوى الوطنية والإسلامية بعائلات الشهداء والجرحى والأسرى بما يليق بحالاتهم ساهمت في عزوف فئات فلسطينية عن المشاركة في الانتفاضة الشعبية .
6. الإعلان عن هدن عسكرية أحيانا من الفصائل الفلسطينية وتجميد أو تعليق أو إيقاف فعاليات الانتفاضة .
7. حالة اليأس والقنوط لدى فئات فلسطينية بعد الحصار السياسي والاقتصادي والأمني المتصاعد .
ثامنا : مرحلة التهدئة والتجميد العسكري :
وهذه المرحلة تخللت فعاليات انتفاضة الأقصى ، عدة مرات ، وتكرست نتيجة مطالبة الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية كمصر والأردن والسعودية لإتاحة المجال أمام المفاوضات لإيجاد حل سياسي لعدة عوامل داخلية وخارجية من أهمها :
1. الظروف الدولية العامة : فقد مرت انتفاضة الأقصى بمرحلة تهدئة أولى في 11 أيلول 2001 بعد هجمات عسكرية إسلامية مزلزلة على الولايات المتحدة الأمريكية على مدينتين هما : مدينة نيويورك ( عاصمة الاقتصاد والمال والتجمع السياسي العالمي ) ومدينة واشنطن ( العاصمة السياسية الأمريكية ) التي نفذتها الجبهة الإسلامية العالمية ( تنظيم القاعدة ) بقيادة الشيخ إسامة بن لادن ، وشارك فيها 19 مسلما شنوا هجوما عنيفا بالطائرات على برجي التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) فيما أطلقت عليه القاعدة ( غزوة منهاتن ) وقتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص وجرح آخرين . وكانت وكالات الأنباء العالمية أشارت إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص ثم تراجعت التقديرات لتنخفض إلى العدد المذكور آنفا . فاضطرت قيادات انتفاضة الأقصى الفلسطينية إلى اللجوء للتهدئة العامة ريثما يتم امتصاص هذه الصدمة العالمية التي لم يحدث مثلها في العالم بالهجوم على أكبر دولة عظمى في العصر الراهن .
2. الظروف الداخلية الفلسطينية : تمثلت في رغبة القيادة الفلسطينية بالتهدئة بناء على تنسيق فلسطيني – عربي مشترك لدفع عملية المفاوضات السياسية إلى الأمام ومحاولة أعطاء الحل السياسي فرصة جديدة . فكانت التهدئة من هذه الناحية في حزيران 2003 لمدة شهرين تقريبا . ثم فترة التهدئة الثانية من شباط – كانون الأول 2005 . ثم تجديد الهدنة والتهدئة في آذار 2006 لوقت غير محدد . وتمثلت فترات التهدئة بعدة مراحل فرعية أيضا منها تهدئة أو هدن عسكرية تستثني مناطق فلسطين 1948 من الهجمات والعمليات التفجيرية الفلسطينية ، وتهدئة تجمد العمل العسكري ضد الأهداف اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتهدئة تستثني المدنيين من الصراع العسكري الفلسطيني – الإسرائيلي وهكذا .
ولا بد من القول ، إن تقسيم مراحل انتفاضة الأقصى بهذه الطريقة لا يعني تسلسلها بشكل حدي وإنما يمكن أن يكون تدرجا وتداخلا مع بعضها البعض . فهناك صور لانتفاضة الأقصى من المظاهرات وإطلاق الصواريخ ، والاشتباك العسكري وإلقاء الحجارة كانت تتم في الآن ذاته .
ملاحظة هامة : يتبع ... انتفاضة الأقصى في فلسطين ... ( 2- 4 ) .
[1] د. كمال إبراهيم علاونه ، خريطة الطريق وانتفاضة الأقصى والسلام المفقود ( نابلس : 2004 ) ، ص 24 – 80 .
[2] القرآن الكريم ، سورة التوبة ، الآيات 14 - 16 .
[3] وفا ، " الرئيس : إسرائيل تضع نفسها فوق القانون الدولي وتستمر في بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري " ، الحياة الجديدة ، 7 / 9 / 2003 ، ص 1 ، 15 .
[4] كلمة هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في قناة الجزيرة في قطر ، برنامج بلا حدود ، برنامج معاد ، أجراه أحمد منصور ، 16 / 10 / 2003 ، الساعة 50ر1 بعد الظهر بتوقيت فلسطين المحلي .
[5] معين حلبي ، " استطلاع جديد ونتائج عنصرية متوقعة - 78 % من اليهود لا يشعرون بالأمان في المناطق العربية " ، كل العرب ، الناصرة ، 15 / 12 / 2000 ، ص 8 .
[6] القرآن الكريم ، سورة النساء ، آية 74 – 76 .
[7] القرآن الكريم ، سورة التوبة ، آية 20 – 22 .
[8] بن كسبيت ، " نصفي أنفسنا عن وعي " ، معاريف ، نقلتها القدس ، 6 / 10 / 2003 ، ص 13 .
[9] القرآن الكريم ، سورة المائدة ، آية 45 .
[10] الجيش الإسرائيلي يلاحق خلايا الانتحاريين التي تعيش في حالة سبات " ، القدس ، 24 / 5 / 2003 ، ص 18

ليست هناك تعليقات: