الثلاثاء، 8 أبريل 2008

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. لشهداء العراق وفلسطين

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ..
لشهداء العراق وفلسطين
استعدوا وأغزوا كغزوة ذات الرقاع

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية - فلسطين

يقول الله جل جلاله : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) }( القرآن الكريم ، آل عمران ) .
عار على العرب والمسلمين ، التفرج والوقوف دون فعل رصين وعار علينا جميعا الترقب والانتظار عما يفعله فينا الأعادي ، ونبقى جبناء خائفين نرتاع ونرتاع ، وعذرا إن لجأنا واستعنا بحرف العين لتجميع القوى وحض النفوس على الجهاد وترك المذلة والوقوف مشدوهين أمام الالكترونيات ولا نمل الاستماع تلو الاستماع .. ففي الذكرى الستين لمجزرة دير ياسين بفلسطين في 9 نيسان 1948 - 2008 ، إذ قتل اليهود الصهاينة المحتلين الغرباء الطارئين على فلسطين 300 مواطن فلسطيني مجزرة رهيبة إرتاع لها النساء والصبيان والشيوخ والمهجرين الجياع .. ففي تهجير وطرد مليون مواطن من شعب فلسطين الأبي الأصيل من ارض وطنه ، أرض الآباء والأجداد وآباء الأجداء وأجدادهم في فلسطين المباركة أرض النزاع . وفي الذكرى الخامسة للاحتلال الأمريكي للعراق عموما وبغداد الرشيد والمأمون خصوصا وسقوط بلاد الرافدين دجلة والفرات في براثن الأنياب الاستعمارية القذرة الذين غزونا من جميع الأنحاء والصوامع والكنس والأصقاع ، ومقتل نحو مليون عراقي على أيدي المحتلين الأمريكان والغربيين ، ففي 9 نيسان 2003 - 2008 ، لا نملك إلا أن نسترجع الاسترجاع يتلوه استرجاع باسترجاع فنقول ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ، ليكون لنا وعلينا صلوات وهدى وبركات من ربنا ونكون من المهتدين في كافة المناطق والأصقاع . كيف كنا ؟ وكيف أصبحنا وما هو مآلنا يا قومنا ويا أمتنا والأتباع ؟ العرب والمسلمون في القاع في شتى البقاع والشباب يمضغون العلكة والنعناع ولا من يحرك ساكنا ويبدو أنهم نسوا غزوة بني قنينقاع .. فالويل ثم الويل ثم الويل لأمة تقلد إمبراطورية الشر الأمريكية بالأكل واللباس والحياة والاستهلاك والأخلاق الذميمة .. يا عرب ويا مسلمين لفوا الباع بالباع ولا تخافوا من دبابات وطائرات وبوارج الأعداء الأمريكان والغربيين مهما صيتهم دوى وشاع . بادروا لاسترجاع الوطن العربي والإسلامي السليب من وغد وغدر الأوغاد ولا تخافوا جوعة الجياع .. فالإسلام ينادينكم أن هلموا إلي يا بني والتفوا حولي ولا تنسوا القرآن المجيد إذا أردتم أن تكيلوا وتردوا الصاع بالصاع ، والذراع بالذراع والباع بالباع .. فالصاع قد توقف عن الوزن والمكيال يا مسلمين ويا عرب منذ دير ياسين وبغداد وأصبح الناس يداوون الأسى والصدمة من هؤلاء الرعاع . وأي رعاع هم يا بني قومي .. إنهم جاؤوا من الغرب ، إنهم بني قنطوراء يا محبين القول والتعليق والاستماع .. لا وألف لا لمن لا يفكر بدحر الأعادي عن فلسطين والعراق وأفغانستان وبلاد العرب والمسلمين من هذه المناطق وتلك البقاع .. طوبى لمن يحارب الأعداء بفلسطين والعراق والسودان ولبنان والصومال ويتقن الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وفن الدفاع .. دافعوا عن أنفسكم أيها العرب والمسلمين من الغزاة المتآمرين والمتأمركين من امريكا وافريقيا وآسيا والدائرة العاملة الناصبة بالارتفاع .. ترفعوا عن المهالك والنزوات والملذات وانهضوا وجاهدوا وابنوا الحصون والخنادق وجندوا الشباب ولا تسنوا تحصين القلاع .. واستلهموا عبر وعظات غزوة ذات الرقاع .. يا عرب ويا مسلمين صدوا وتصدوا وتحدوا الأعادي ولا تخافوا في الله لومة لائم ونادوا للوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ليأخذ بالاتساع .. بالإتساع .. بالإتساع . . ووسعوا صدوركم وعقولكم ومدوا ايديكم ولا تجعلوا الأعادي يقتطعون مناطق خضراء في بغداد ومناطق أ ومناطق ب ومناطق ج ومناطق د كما هو الحال في فلسطين يا أمة القرآن العظيم لا تقبلوا أن تكونوا تحت الأمم الغازية في قاع القاع .
يا أحفاد الفاروق عمر بن الخطاب ويا ابناء المثنى بن حارثة وصلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز لا تنسوا أنكم دمرتم الامبراطوريات الشريرة في الأزمنة الأولى من شرق وغرب وجنوب وشمال فكونوا من أهل اليمين تفلحوا وتنصروا على الأجانب المعتدين وسنوا اسنانكم بالطيب والسواك الطيب الممزوج بالنعناع . كونوا من العابدين الراكعين الساجدين لله جل جلاله ولا تخشوا المهالك والنزال فيوم النصر يسطر ويوزن بالقسطاس المستقيم وتجوعوا للسلاح ومن قبله المقلاع . وأذيعوا البيان الإسلامي الأول بالبدء لطرد الغزاة وإخراج المشركين من أرض الله الطاهرة المطهرة من المسجد الأقصى في الأرض المقدسة وكونوا كداود مطلق المقلاع .. وأخرجوا المشركين من أرض العراق والصومال وأفغانستان ولبنان والشيشان وكشمير ولا تبقوا من الأباطرة في بلاد المسلمين من الخنع والخانعين واطردوهم شر طردة كما طرد المغول والتتار القدامى واذيعو ذلك بالفضائيات والانتر نت ولا تنسوا المذياع . طوبى لك يا بلادي وطوبى لك يا وطن المسلمين الأوائل الذين حرروا البلاد من الأعادي رغم أنهم كانوا يعانون من الحصار وكانوا يعدون من القوم الجياع .
لا تنسوا الجوعى بفلسطين والبطالة والقهر والنهر والإرهاب الأحمر القاني يستنزفهم فهم من اصحاب الإرادة رغم تكالب الأحزاب الصهيونية واليهودية بزعامة شارون ونتنياهو وأولمرت ولا تنسوا أيام متسناع . يا قومي يام قوم الجبارين أنهضوا ولا تلقوا الإسلام فعضوا عليه بالنواجذ تنتصروا وكونوا من السباع .. كونوا من السباع .. كونوا من السباع . يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة .. ويا اخي العربي ويا أختي العربية لا تنسوا أن يكون كل واحد فينا شجاع شجاع شجاع . ويا مؤتمرات القمة العربية والإسلامية كفوا عن تجرع المذلات والهزائم ولا تكثروا من الاجتماع واسعوا إلى الإجماع . ففي الإجماع نصر يتلوه نصر ويعلوه سنا برق الكرامة والعزة والعلياء والشموخ بعيدا عن الركوع للأجنبي والتقيد له والإنصياع . استبدلوا يا عرب ويا مسلمين ويا قوم الجبارين ، حرف العين الذين يرمز للعار وأحلوا محله حرف العين في الفردوس الأعلى بالجهاد في سبيل الله كما جاء بالقرآن المجيد : { عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) }( القرآن الحكيم ، الإنسان ) .
فكن يا عربي ويا مسلم ويا فلسطيني من أصحاب الهمة والكبرياء والعزة والكرامة والعزة والتحدي والتصدي للأعداء ولا تكن لهم مطواع ، وأطع ربك العزيز الحكيم ولا تنس يوم البوق والتنادي ليوم الدين والحساب المبين ولا تكن من جند إبليس أو رعاعه الرعاع ، واستجب لنداء رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما نادى الناطق العربي الفصيح بلسانه وقلبه وعقله : كلكم راع عن أهله ووطنه وأمته ، ولسان إسلامه وعربيته يؤكد ويقول كما جاء بصحيح البخاري - (ج 8 / ص 489) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " . نعم كلكم راع فكلكم راع ثم كلكم راع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: