الأحد، 13 أبريل 2008

النظام المصري المتهالك .. وقمع الحريات الإعلامية ؟

السبت,شباط 23, 2008

النظام المصري المتهالك .. وقمع الحريات الإعلامية ؟
د. كمال علاونه
فلسطين العربية المسلمة
الكلمة كانت البدء ، إقرا ، إقرأ ، إقرا ... تذكير ليس إلا ، لقد تهالك النظام الشناهنشاي في إيران بفعل الثورة الاسلامية بقيادة آية الله الخميني في شباط 1979 ، لأنه كان نظاما مواليا لأمريكيا بل عاثت مخالب السافاك والسي آي آيه فسادا وإفسادا في الشعب والوطن الإيراني ، فكان قمع الحريات وحظر الكلمة وحرية التعبير ، فتصدى لهم محاربو امريكا عبر تسجيل الأشرطة الثورية فواجه الشعب الإيراني الشاة بهلوي ربيب أمريكا بصدور عارية فقدم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى الذين عذبوا ابشع تعذيب ، وهاهو النظام المصري يتهالك كما تهالك نظام الشاة الفارسي من قبله ، فتارة يتعرض للقضاة بالضرب والملاحقة سجنا وضربا مبرحا وخطفا وسيلان دماء ، وتارة يتعرض للمعارضين السياسيين لكلمة أو تصريح صحفي بالسجن والغرامة ، وطورا يتعرض لقمع حرية التعبير الشعبي ، ولا بوق سوى بوق الحزب الديموقراطي الممجد غير المجيد ، وهاهي أجهزة القمع المصرية ( اللا مصرية ) تلاحق السلطة الرابعة ، صاحبة الجلالة ، لا لشيء سوى ممارسة حقها في التوجيه الصحيحح والنقد البناء . ولي كصحفي وأكاديمي فلسطيني من نابلس تجربة مريرة مع أجهزة النظام المصري الهالك المتهالك حتما لا محالة ، تتمثل في أنني كنت أود استكمال دراسة الدكتوراه من جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1998 ، بعد تخرجي من جامعة بير زيت بتفوق في الدراسات العربية المعاصرة ، وجامعة الأزهر تعتبر بحق وحقيق جامعة عربية محترمة أبية برئاستها وأكاديمييها وإدارتها وطلبتها ، وأكن لها كل الاحترام ، وحدث أن كان نصيبي في عضوية أحد الوفود الرسمية الفلسطينية من بين 15 عضوا ، وكان جميع أعضاء الوفد حاصلين على فيزا أو تأشيرة دخول رسمية من الممثلية المصرية في غزة إلى قاهرة المعز ، إلى ارض الكنانة ، أرض التضحية والفداء ، فتوجهت مع بعض زملائي ، إلى معبر رفح فمنعني الجانب الإسرائيلي من مغادرة رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية بحجة أنني كنت معتقلا إداريا في سجون الاحتلال لمدة تقارب السنة ونصف في الأعوام 1985 ، و1988 ، و1989 ، بتهمة مقاومة الاحتلال والتحريض ضده فتدخلت أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية لدى الجانب الآخر كوني عضو وفد رسمي ومعد ومقدم برامج وتقارير وأخبار جامعية وبلدية وعمالية وسياسية وغيرها في إذاعة صوت فلسطين الحكومية الذي يبث من رام الله ، وأحمل جواز سفر فلسطيني فسمح لي الجانب الإسرائيلي بعد تعويق لي وللباص الذي استقلة لمدة لا تقل عن ساعتين بالعبور للأرض العربية المصريةالشقيقية في المرتين المتباعدتين في العام 1998 ، ولكنني فوجئت بحجز جواز سفري الفلسطيني في كلا المرتين وحجز جواز سفر فلسطيني آخر لزميل لي من جنين ، تبين أنه كان معتقلا مثلي لدى الاحتلال الإسرائيلي سابقا ايضا ، ومكثنافي صالة الانتظار الملتهبة صيفا المكدسة بالناس وصياح الأطفال ، فترة طويلة من ساعات العصر حتى الهزيع الأخير من الليل، ثم تم استدعائنا من الأمن المصري وأبلغونابضرورة الرجوع لأنني غير مرغوب بي رغم أنني حاصل على فيزا مرور رسمية وهي بحوزتي ، وأبلغتهم بأنني أود تكملة دراساتي العليا للحصول على درجة الدكتوراه ، فما كان من ضابط الأمن المصري إلا أن استدعى سائق باص يتنقل في معبر رفح بين رفحين الفلسطينية والمصرية ، والقى بحوزته جوازي السفر الفلسطينيين لي ولزميلي ، وقال له ( عاوزين دول الجدعان ما يدخلوش مصر لأنهن خطر على الأمن ) وأثناء ذلك رايت من جماعات الهيبس الإسرائيليين والأمريكان ممن يحملون أمتعتهم على أكتافهم بالمرور السريع دون تفتيش أو تنبيش في اسمائهم وملفاتهم وجوازات سفرهم فعبر نحو عشرين أجنبيا من اليهود والأمريكان خلال أقل من عشر دقائق ، فقلت يا للعجب ؟ ! فلسطينيون يتم إرجاعم ورميهم خارج أرض مصر العربية ، واستقبال حافل للأجانب المستعمرين ، فما كان مني إلا أن ناقشت ضابط الأمن المصري حول التمييز بين الفلسطينيين واليهود والأمريكان من الولايات المتحدة وكندا لصالح الأجانب ، فيتم تقديم كل التسهيلات لهم ، ونحن يتم إرجاعنا علما بأنني كنت أول مرة أحاول فيها دخول ارض مصر الحبيبة . وناقشت الضابط المصري الذي أرجعنا وكان برتبة مقدم ، بأنني كنت مدافعا عن شعبي وعن حقي في الحرية والاستقلال عن المحتل الأجنبي وأحب مصر العربية الشقيقة ولا اشكل أي خطر على أي عربي لأنني مواطن عربي اصلا وإنما دافعت عن قضية شعبي المجاهد القابض على الجمر ، فرفض ذلك وما فتئ الباص إلا أن ألقى بنا على قارعة طريق معبر رفح باتجاه الجانب الفلسطيني قبل صلاة الفجر . وفي المرة الأخرى ادخلني ضابط الأمن المصري برتبة عقيد وقال لي أنني ممنوع من دخول مصر ، وطلب مني أن نتظر يومين أو ثلاثة لنقاش الأمر مع الداخل المصري فرفضت ذلك ، ونشف ريقي قبل إعادة جواز السفر الفلسطيني الخاص بي ، فهل يا ترى هذه ملاحقة رسمية للمواطن الفلسطيني ؟ أم للأسير المحرر الفلسطيني ؟ أم للصحافي الفلسطيني ؟ باعتقادي كل هذه الفئات مشمولة في المضايقات البوليسية ، وكل التسهيلات للأجانب ؟ هذا نموذج من معاملة الصحافيين ليس المصريين فحسب بل معاملة الصحافيين الفلسطينيين أيضا ، فما نسمع من وسائل الإعلام المصرية التي ينطق عبرها شخصيات النظام المصري الحاكم ، من الفاسدين والمفسدين بوجود حرية التعبير عن الرأي ، والدفاع عن حقوق فلسطين ليس إلا لذر الرماد في العيون ، فهم يقولون ما لا يفعلون ، فالقمع الرسمي للمواطنين المصريين ، أولا ثم القمع الرسمي للفلسطينيين والعرب ثانيا . وعلى الجانب الآخر أنني كنت وما زلت أكن كل تقدير للشعب العربي المصري المقدام الذي دافع عن مصر وفلسطين والعرب أجمعين ولكنني استغرب واستعجب معاملة النظام المصري للمواطنين الشرفاء غير المتأمركين من قضاة وباحثين وحزبيين وصحافيين ، علما بأن وسائل الإعلام مرخصة من الحكومة ، فيا للعجب العجاب ؟ هذه مقدمات إنهيار النظام الرسمي الذي يدافع عن الفساد ورموزه والمفسدين وفبركاتهم ومؤامراتهم ضد شعبهم وعروبتهم وإسلامهم ، فالصبر الصبر يا شعب مصر الأبي ، لأن الصبر مفتاح الفرج ، وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا . وتحية للسيد عبد الباري عطوان في شجاعته الإعلامية فهو ينطق باسم قطاع عربي واسع في هذا المجال وهو نقيب أصحاب الكلمة الغلابي ممن لا منبر لهم في هذه الهوجاء الإعلاميةوالتطبيل والتزمير للقادة العرب. وطوبى للصحافيين المصرين الغرباء في وطنهم وهذا التيه الإعلامي للصحافيين المصرين سيكون له خاتمة براقة منيرة تنير درب إخوانهم المدافعين عن الحق والحقيقة ، وعن حقوق الإنسان العربي ، في كل مكان ، ( والساكت عن الحق شيطان أخرس ) ، وأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ "،( رواه الترمذي )وفي حديث نبوي آخر ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ " ، ( رواه أبي داود ) . ولتطلق الحريات الإعلامية في مصر خاصة والوطن العربي عامة ، وتحية طيبة مقدسة من الأرض المقدسة لصحافيي مصر العروبة والإباء على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم المهنية والإدارية ونقول لهم نحن معكم فابقوا على الدرب . فانتفاضة الحرية والكلمة قادمة لا محالة ، وانتفاضة أهل مصر الأحرار قريبة على الطغاة المتأمركين والمتأسرلين عاجلا أو آجلا .ونحن نقول هذا الكلام تطبيقا للدعوة الإسلامية التي تحق الحق وتبطل الباطل ، وفق ما جاء بالحديث النبوي الشريف ، كما جاء بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 283) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا ، كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ : تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " .

ليست هناك تعليقات: