الأحد، 13 أبريل 2008

رسالة للعراقيين ما بين النهرين دجلة والفرات

السبت,شباط 23, 2008

رسالة للعراقيين
ما بين النهرين دجلة والفرات
د. كمال علاونه
فلسطين العربية المسلمة
جاء في سنن أبي داود - (ج 11 / ص 383) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَنْزِلُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي بِغَائِطٍ يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَةَ عِنْدَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ ، يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ يَكْثُرُ أَهْلُهَا ، وَتَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ الْمُهَاجِرِينَ ( وَتَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ ) . فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ ، صِغَارُ الْأَعْيُنِ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى شَطِّ النَّهْرِ . فَيَتَفَرَّقُ أَهْلُهَا ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَالْبَرِّيَّةِ وَهَلَكُوا . وَفِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَكَفَرُوا . وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ ، وَيُقَاتِلُونَهُمْ وَهُمْ الشُّهَدَاءُ ) . وهناك بشرى إسلامية نبوية للمسلمين في العراق المنكوب بالنصر والفتح والتمكين المبين ، ولو بعد حين ، فانتظروا إنا منتظرون . جاء بمسند أحمد - (ج 41 / ص 377) عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ إِلَى جَنْبِهَا نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ ، ذُو نَخْلٍ كَثِيرٍ ، وَيَنْزِلُ بِهِ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، فَيَتَفَرَّقُ النَّاسُ ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا وَهَلَكُوا ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرُوا ، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ ، فَيُقَاتِلُونَ قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ ، يَفْتَحُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى بَقِيَّتِهِمْ " . وفي رواية غيرها ، وردت بمسند أحمد - (ج 41 / ص 412) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَنِي أَبِي فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَتَنْزِلَنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ ، يَكْثُرُ بِهَا عَدَدُهُمْ ، وَيَكْثُرُ بِهَا نَخْلُهُمْ . ثُمَّ يَجِيءُ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ ، صِغَارُ الْعُيُونِ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى جِسْرٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ . فَيَتَفَرَّقُ الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثَ فِرَقٍ : فَأَمَّا فِرْقَةٌ ، فَيَأْخُذُونَ بِأَذْنَابِ الْإِبِلِ وَتَلْحَقُ بِالْبَادِيَةِ وَهَلَكَتْ . وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَتَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا فَكَفَرَتْ ، فَهَذِهِ وَتِلْكَ سَوَاءٌ . وَأَمَّا فِرْقَةٌ ، فَيَجْعَلُونَ عِيَالَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ ، وَيُقَاتِلُونَ فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهَا " .
إذن أنهضوا يا أحفاد صلاح الدين الأيوبي ، ودافعوا عن أنفسكم من الغزوة الهمجية لبني قنطوراء ( الأجانب ) ولا تجعلوا أقدام المحتلين المرتزقة الذين جاءوا من كل حدب وصوب لإبادتكم والتحكم برقابكم والاستئثار بثرواتكم ولا تخافوا في الله لومة لائم . فأنتم على الحق وهم على الباطل ، وسيعلو الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا بإذن الله العزيز الحكيم . فلا داعي للتردد والخوف ، لأن الخوف يولد الهم والاحتلال وفقدان العزة والكرامة الشخصية والعامة والإباء ، فإن عشت فعش حرا وإن مت فمت وقوفا كالأشجار . وإلى المرتزقة ومستورديهم المحتلين الأمريكان لا يمكن أن تعودوا إلا بأكياس طويلة وقصيرة من البلاستيك أو الخيش حسب أطوالكم وبقايا جثثكم . فلا تتقدموا لما تسمونه بالشرق الأوسط الجديد أو الموسع ، لأنه فشل من أول غزواته ، لبلاد العرب ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا وبضع دولارات بخسة في ظل تهافت وتدهور هبوط الدولار ، باتجاه الفشل والإخفاق الذريع المقبل ، ولا تنسوا أن الاتحاد السوفياتي بدأ إنهياره من أفغانستان ، وأنتم بدأ إنهيار إمبراطوريتكم الشريرة من العراق الجريح ، من عاصمة الرشيد ، والمعتصم ، فشعب العراق شعب حي ونشمي لا يقبل بالضيم وساعة الحرية والاستقلال قادمة بشكل حتمي لا ريب فيها بإذن الله العلي العظيم . أيها المرتزقة الأجانب من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وسائر بلدان العالم ، عودوا على أدراجكم وثوبوا إلى رشدكم إن كان فيكم رجل رشيد ، عودوا إلى أوطانكم ، وإلى حياتكم الطبيعية بعيدا عن الاحتلال والتسلط والهيمنة على الآخرين ما وراء البحار ، لن تنفعكم بلاك ووتر ولا وايت ووتر ولا أمريكان ووتر ولا هوت ووتر ولا رد ووتر ولا قبلها ولا بعدها . عودوا إلى بلادكم أحياء ، ولا تعودوا إلى أهاليكم فاشلين تجرون أذيال الخيبة والهوان والأمراض النفسية . اعتبروا يا أولي الأبصار ، ويا أولي الألباب إن كنتم كذلك ، وإنا أشك في ذلك ، ولكن رسالة يجب توصيلها للجميع ، لأن حمى الإسلام لا يسكت مسلم على دوسه ، أو التعرض له بأذى ، ولا تقنعوا بما يقوله لكم العم سام ، لأنه لن يقدر أن يحمي نفسه ، فكيف يحميكم ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه ، يا أيها المتعجرفون ويا أبناء أفلام الكابوي والكابوس ليس في هولييود بل في بغداد والبصرة والموصل وتكريت وكركوك والأنبار والحديثة وديالى والفلوجة هلييود لماذا نقلتم الأفلام البوليسية ( رعاة البقر ) إلى العراق الشقيق . لن ينفعكم النفط ولن تنفعكم أموا النفط المهدورة والمسروقة ، فأنتم تدفعون الدم الأحمر وغيركم يسرق النفط وينشأ الشركات العابرة للقارات ولن تجنوا من الشوك العنب أو الرطب . وإلى المرتزقة العراقيين من حملة الجنسيات الغربية وخاصة الأمريكية والبريطانية الذين رضوا بالهوان والاستكانة وخدمة الأجنبي ، قبحكم الله من أنذال وستنزل عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لماذا تساعدون في قتل إخوانكم العراقيين الطيبين الصالحين والمحسنين الأتقياء الأنقياء الأحرار ؟ هل تنفعكم الدولارات والجنيهات ؟ كلا لن تنفكم لا دنيا ولا آخرة . كفاكم أنتم وأسيادكم بجيوش الاحتلال عربدة وملاحقة ومطاردة لأبناء الشعب العراقي العظيم الرافض للذل والهوان ولو على كراسي مهترئة ؟؟ كفاكم لقد قتلتم وأجرمتم بأكثر من مليون عراقي ألا يكفيكم ؟ وماذا تستفيدون من أكل أموال السحت النفطية التي يديرها المحتلون الأجانب ؟ كفاكم أنتم وأسيادكم وبلاك ووتر وعمكم ذو الحراب المسمومة العم سام ؟ فارض العراق هي نار لظى نزاعة للشوى تحرق كل من أقبل على العراق من المحتلين أو تولى ، تولى زمام الحكم المزعوم كما رأيتم خلال سنوات الاحتلال العجاف منذ ربيع 2003 . أيها المرتزقة من العراقيين والغربيين على السواء ، هل تعلمون أن من قتل مسلما فكأنما قتل الناس جميعا ؟ كل الاحتلالات في العالم مصيرها إلى الزوال ، ومآل أصحابها إلى مزابل التاريخ أو قارعة الطريق ، ومزابل المدفن أيضا وإلى نار جهنم خالدين فيها أبدا وسيصلون سعيرا . ويا أيها المدافعون عن وطنكم وشرف العراق وشرف الأمة العربية والإسلامية اصبروا ولا تخشوا الناس فالله أحق أن تخشوه . قال الله جل جلاله بالقرآن المجيد : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
وقد نبه النبي المصطفى ، عن حال المسلمين على مر الأزمان ، واعدا إياهم بالنصر والتمكين والفتح من الله العلي القدير ، فقد أورد مسند أحمد - (ج 36 / ص 326) عَن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَن أَبِي نَضْرَةَ قَالَ أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ فَحَدَّثَنَا عَنْ الدَّجَّالِ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ ، مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ ز فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ ، فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَقُولُ : نُشَامُّهُ نَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ . وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ السِّيجَانُ ، وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ . ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ، ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَقُولُ : نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ . وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقٍ ، فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ ، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّحَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ الْغَوْثُ ثَلَاثًا فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ ، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ز فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُهُمْ : رُوحَ اللَّهِ تَقَدَّمْ صَلِّ . فَيَقُولُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ ، أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ ، فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ . وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ وَيَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ " .
تحية للمدافعين بشرف وعزة وكرامة عن الأمتين العربية والإسلامية من محيطها لخليجها ، رغم التفوف الحربي الاحتلالي ، البري والجوي والبحري للأعداء المحتلين ، ولكن نقول للجميع كما يقول الله خالق الخلق أجمعين : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( البقرة ، 249 ) .
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: