الأحد، 13 أبريل 2008

الموت حق على الجميع .. مثلما أنكم تنطقون

الأربعاء,شباط 20, 2008

الموت حق على الجميع .. مثلما أنكم تنطقون

د. كمال علاونه
دكتوراه علوم سياسية – فلسطين
يقول الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد ، بسورة الإخلاص في القرآن المجيد : { بسم الله الرحمن الرحيم . قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } .
أيها الأخوة والأخوات القراء الكرام ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،
الحياة والموت أمران طبيعيان لكل إنسان بشري ، مسلم أو كافر ، عادل أو ظالم ، وكل كائن حي على وجه الكرة الأرضية ، فكل بداية لها نهاية ، سواء إقتربت أو ابتعدت ، فالبعض يتوفى وهو صغير والبعض الآخر وهو في ريعان الشباب وآخرين في سن الكهولة أو في أرذل العمر . وطرق الموت متعددة ، فالموت واحد والأسباب متباينة ، فهذا يقضي نحبه شهيدا أو الموت المقدس ، وهو أرفع وأرقى أنواع الموت ، نسال الله عالم الغيب والشهادة أن يمن علينا بالشهادة مقبلين غير مدبرين ، لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا والمنافقين والفاسقين والمشركين هي السفلى ، والموت بالشهادة شرف عظيم للفرد وأسرته وشعبه وأمته ، وذاك يتوفى بحادثة طرق عن طريق سيارة أو طائرة أو سفينة ، وتلك تتوفى عن طريق المرض الفجائي أو العضال أو الهرم . وسبحان الله العظيم وبحمده الذي قهر عباده بالموت ، ونقول سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذو العزة والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت .
وقد أعلم الله سبحانه وتعالى ، عباده أجمعين ، فهو رب العالمين جميعا ، أعلمهم بأنه هو المحيي والمميت وهو الحي الذي لا يموت . وأعلم الناس أنه له 99 اسما منها الشهيد . وفيما يلي الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى ، حسبما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْوَاسِعُ الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُّ الْوَكِيلُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْوَالِيَ الْمُتَعَالِي الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ " ، سنن الترمذي ، الجزء 11 ، ص 412 . ونذكر هنا في هذه العجالة ، بهذه الأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى ، للاسترشاد بها في الحياة الدنيا الزائلة الفانية ، والحياة الوسطى وهي حياة البرزخ ، للمرور للحياة الآخرة الباقية ، دار الخلود الأبدي .
ذكر الله الأول والآخر والظاهر والباطن ، عالم الغيب والشهادة ، الناس بالموت الحتمي ، البطئ أو الفجائي ، لجعلهم يستعدون لامتحان يوم الدين يوم الفصل المبين ، فقال الله جل جلاله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
ونحن كمسلمين نحتسب المتوفى عند الله الحي القيوم الذي لا يموت ، ليدخله فسيح جناته ، ونقول لأهل المتوفى ، أعظم الله أجركم ، وغفر لميتكم وجعل مثواه الفردوس الأعلى ، ويقول أهل المتوفي شكر الله سعيكم . إذا فالموت حق مثلما أنكم تنطقون فقال الله جل جلاله : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } ( طه ) . وقال الله المحيي المميت في آية أخرى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ( الرحمن ) ، ونطقت آيات قرآنية مجيدة أخرى بقول الله جل جلاله مخاطبا رسوله الكريم : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } . وجاء بآيات مبينة غيرها : { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . فالأجل محتوم ومقدور في علم الله عالم الغيب والشهادة ، كما يقول البارئ خالق الخلق أجمعين : { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) . لا تقنطوا من رحمة الله العفو الغفور الرحمن الرحيم فالموت كأس سيمر على كل الناس ، فلا تجزع أيها المؤمن ولا تخاف وأدعو الله لميتك ، وإذا كنت ابنه فأدعو الله له وأنت موقن بالإجابة ، لأنك أحد الأصناف الثلاثة التي ينتفع بها الميت ، وهي الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به ، والولد الصالح الذي يدعو له . يا أهل المتوفى إقرؤا على روح ميتكم سورة الفاتحة لأنها تعدل نصف القرآن المبين ، فبها تقوم الصلاة ثاني أركان الإسلام العظيم . واقرؤا سورة يس ، لأن من قرأها كأنما قرأ القرآن المجيد عشر مرات ، جاء سنن أبي داود - (ج 8 / ص 385) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ " . وورد بسنن الترمذي - (ج 10 / ص 121) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس ، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ " . وتجدر افشارة إلى أن سورة تبارك الذي بيده الملك هي المانعة من عذاب القبر ، جاء بسنن الترمذي - (ج 10 / ص 126) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لَا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ ، وَأَنَا لَا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هِيَ الْمَانِعَةُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " .
يا أهل الميت ، أخرجوا صدقة جارية عن روح الميت ، وأنشروا علمه ومواقفه الإيمانية ، وادعوا له بالفوز بالفردوس الأعلى ، جاء بسنن أبي داود - (ج 8 / ص 493) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا ، فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ . اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ " . ونذكركم يا أيها الأخوة والأخوات في الله ، بقول الله العزيز الحكيم بالقرآن المجيد : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ( القرآن المجيد ، البقرة ) . أخي المسلم ، أختي المسلمة ، قولوا ورددوا دائما قول ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) لتكونوا من المهتدين الأخيار .
وورد في صحيح مسلم - (ج 4 / ص 475) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا " . قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ فَقُلْتُ : إِنَّ لِي بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ ، فَقَالَ : أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ " .
وكما جاء أيضا بصحيح مسلم - (ج 3 / ص 18) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْوَسَخِ ) . أدعو لأنفسكم وأقاربكم وأصدقائكم وجيرانكم والمسلمين بهذا الدعاء العظيم . ونقول لميتكم الذي نسأل له التثبيت بالقول الثابت عند سؤال القبر من منكر ونكير ، كما قال الله جل جلاله : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} ( القرآن المجيد ، الفجر ) .
وتجربتي الشخصية مع الموت ، عصيبة وعسيرة إلى حد ما ، توفيت والدتي عام 1999 ، بعدما رجعت من الحج إلى الديار الحجازية مع والدي الحاج ، وكنت قد أديت عنها أيضا عمرة ، وبعد نحو ثلاثة أسابيع ، توفيت والدتي الكريمة التي أحبها حبا جما ، مساء يوم الخميس 22 نيسان 1999 ، ودفناها بعد صلاة الجمعة في مقبرة العائلة بقريتي الصغيرة عزموط قرب نابلس في فلسطين ، ولم ترى مدينتها يافا التي أخرجت منها وعائلتها عنوة عام نكبة فلسطين الكبرى . وكان عمرها سبعة عشر ربيعا ، فتعرف عليها والدي بعد الهجرة بقليل ، وتزوجها فمثلت حادثة مهاجرين وأنصار جديدة وقتها ، في التآلف والتعاون والمودة . وكبرت والدتي وأنجبت عشرة أبناء منها خمسة أولاد وخمس بنات ، وكانت تحبني كثيرا وتدعو لي بالنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة ، وكانت لديها مسبحة من مائة حبة ، تقرأ بعددها مرات ومرات سورة الإخلاص ، والفاتحة ، وتسبح بحمد الله ( سبحان الله وبحمده ) وتهلل ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وتكبر ( الله أكبر ) وتحوقل ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) بكرة وأصيلا ، قياما وقعودا وعلى جنبيها ، وكانت تحب الأيتام وتكفلهم ، فقد نشأت يتيمة وتخرج الصدقات بكثرة . على العموم ، لقد تأثرت عليها كثيرا جدا ، عندما لبت نداء ربها وانتقلت إلى الرفيق الأعلى ، بكيت كثيرا بعيدا عن أبنائي وزوجتي ، وأحيانا أمام الجميع دون أن ألقي بالا لما حولي ، وبكيت في المسجد الجامع بدموع غزيرة قبل وبعد الصلاة عليها بعد صلاة الجمعة الجامعة ، ولكن دون صوت مرتفع ، وهي سنة حميدة ، ولكنني كنت أحمد الله واسترجع (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) وأبنها ونعاها على المقبرة ابني البكر هلال ، رغم صغره ، إذ كان في السنة الثانية عشرة من العمر ، فقرأ التأبين ، وطلب الرحمة والغفران لها ، بذكر الآيات القرآنية المجيدة والأحاديث النبوية الشريفة ، فأبكى معظم المشيعين ، عند إدخالها القبر ودفنها تحت الثرى . فكان متماسكا أكثر مني ، ربما لكونه لا يدرك معنى الفراق الأبدي حتى يوم القيامة ، ولا أخفي عليكم أنني أقرا لها سور من القرآن الكريم عند وفاة ودخول ميت للمقبرة وأزور قبرها دائما . وكنا أخرجنا صدقات جارية عن روحها وندعو الله لها بأن يجعلها الله العزيز الحكيم في الفردوس الأعلى . وعندما أذهب للصلاة بمسجد القرية فإنني أجتهد للوصول للمكان الذي صلينا عليها صلاة الجنازة في الصف الأول ، لتذكر الموت هادم اللذات كما أمرنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، كما ورد في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 279) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ " .
وقد رأيتها في المنام مرات في حال ممتازة ، ورآها بعض أخواني وأخواتي كما قالوا لي عندما أسلهم عنها ، وأخبرتني في المنام أنها تلبس ابيضا ، وتبقى مع فلانة وابنتها وهي عمتي المتوفية قبلها بسنوات عجاف عديدة .
على أي حال ، لا تنسوا أنه كما أن هناك موت ليصبح الناس خامدون ، هناك نزول إلى القبر ، كمرحلة وسطى ( مرحلة البرزخ ) للوصول إلى البعث يوم القيامة والانتهاء بالحياة الآخرة الخالدة ، بمعنى وجود الثواب والعقاب ، إما في النعيم المقيم في جنات المأوى والفردوس الأعلى ، نسأل الله العزيز الحكيم أن نكون نحن وإياكم منهم . وإما في حياة الجحيم والسعير المقيم ، أعاذنا الله وإياكم من هذا النوع من الحياة الأخرى . فقد جاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 500) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلَّاهُ فَرَأَى نَاسًا كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُونَ قَالَ : " أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلَّا تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ مَرْحَبًا وَأَهْلًا أَمَا إِنْ كُنْتَ لَأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ قَالَ فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ أَوْ الْكَافِرُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ لَا مَرْحَبًا وَلَا أَهْلًا أَمَا إِنْ كُنْتَ لَأَبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ قَالَ فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِهِ فَأَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ قَالَ وَيُقَيِّضُ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينًا لَوْ أَنْ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلَى الْحِسَابِ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ " . فاللهم أجعل قبورنا يوم تتوفانا روضة من رياض الجنة .
وبناء عليه ، ينبغي على الإنسان أن يعمل ويجمع العمل الصالح في حياته ليدخره في ميزان آخرته ، ولا يكون منافقا أو فاسقا أو ظالما أو مشركا أو ملحدا كافرا والعياذ بالله من هذه الصفات السابقة جميعها ، لأن كل فئة من الفئات السقيمة مأواها النار وجهنم وبئس المهاد . والبعض لا يتذكر الموت إلا بعدما يموت له صديق أو قريب أو جار وما شابه ، فيقبل على الصلاة والإسلام ويعنى بالإيمان ، وهذا مفرح ولكن غير كافي ، فأقم أيها الإنسان صلاتك قبل مماتك ، فهؤلاء القوم كمثلهم كمثل الموتى الذي لا يعملون شيئا ، بل على الإنسان أن يكون عبدا لله تبارك وتعالى ، كما خلقه للعبادة ، إذ يقول الله الحي القيوم : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)} ( القرآن المجيد ، الذاريات ) .
وتزكية الميت من المؤمنين الحقيقيين ، يؤخذ بها عند الأنبياء والصالحين . فقد تطرق صحيح مسلم - (ج 5 / ص 46) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ قَالَ عُمَرُ فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ " .
وأخير نقول لأنفسنا ولكم أيها البشر ، وأيها القراء الكرام ، خذوا من دار فناءكم لدار بقاءكم ، بالخلق الطيب العظيم ، وعمل الباقيات الصالحات لأنهن خير ثوابا عند ربنا وخير أملا ، ولا بد من الابتعاد عن الكبائر والزلات والهفوات والمنكرات . وقد خاطب الله عز وجل النبي العربي المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال في كلامه المقدس : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)}( القرآن المجيد ، الزمر ) .
ولا بد من التنويه للإنسان حتى يلقى ربه وهو مؤمن تقي ، يقول الله العزيز الحكيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) . وتذكروا البعث ليوم الحساب ، والصراط المستقيم ، الذي ندعو الله أن يهدينا الصراط المستقيم في صلواتنا ودعواتنا اليومية المتواصلة . والأحياء للموتى سهل على الله المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، رب العرش المجيد ، فقد سال عن ذلك أبينا إبراهيم عليه السلام رب العزة فقال كما نطقت الآيات المجيدة بذلك : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } ( القرآن المجيد ، البقرة ) . وأكد الله الحي القيوم الذي لا يموت على عملية إحياء الموتى فقال : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} . ( القرآن المجيد ، يس ) . وهناك علامات ودلالات على إحياء الإنسان رأوها سابقينا زمن المسيح ابن مريم عليه السلام حينما كان يحيي الموتى بإذن الله ، وكذلك هنالك آيات بينات نراها بصورة يومية في الأرض الميتة الجرداء فتصبح مخضرة من جديد ، يحيها فالق الحب والنوى ، بديع السماوات والأرض . قال الله تعالى : { وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)} ( القرآن المجيد ، يس ) . وجاء بأواخر سورة يس : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) } ( القرآن المجيد ، يس ) .
وكان السلف الصالح يعد نفسه للموت كما يعد الإنسان نفسه للسفر ، فيتزود الإنسان بالتقوى والعمل الصالح والإحسان للناس ، وإتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ، لينال رضى رب العالمين . جاء بمسند أحمد - (ج 10 / ص 70) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى " .
لا نريد أن تطيل عليكم أكثر ، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه . ولا نقول وداعا ولكن إلى لقاء جديد متجدد في مناسبات سعيدة إن شاء الله تعالى . أخوكم العبد الفقير لله تعالى د. كمال علاونه - مدونة ( فلسطين العربية المسلمة ) ، من بلاد الإسراء والمعراج ، أرض الله المباركة ، أرض المحشر والمنشر يوم القيامة .

ليست هناك تعليقات: