الأحد، 13 أبريل 2008

الأصول الإسلامية في العلاقات العامة والإعلام

الإثنين,شباط 18, 2008
الأصول الإسلامية في العلاقات العامة والإعلام - كتاب للدكتور كمال علاونه
الأصول الإسلامية في العلاقات العامة والإعلام
كتاب للدكتور كمال علاونه
صدر للدكتور كمال إبراهيم علاونه أستاذ العلوم السياسية والعلاقات العامة بجامعة فلسطين التقنية في طولكرم ، ومدير العلاقات العامة السابق بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، كتاب بعنوان ( الأصول الإسلامية في العلاقات العامة والإعلام ) وذلك عن مؤسسة الإسراء العربي بنابلس - فلسطين ، في ربيع الأول 1428 هـ / نيسان 2007 . يتألف الكتاب من 280 صفحة من القطع المتوسط . ويتصدر الغلاف الأول للكتاب صورة المسجد الأقصى المبارك .
ويقول المؤلف فيه :
أيها القراء والعاملون في ميادين العلاقات العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والعسكرية ، هلموا فاقرؤا وانظروا وتفكروا ، في شمولية الإسلام العظيم ، فأنفروا خفالا وثقالا لبناء العلاقات العامة الإسلامية الطبيعية بين بعضكم البعض ، في القطاعات العامة والأهلية والجماعية والخاصة ، في البيوت والمصانع والشركات والمنشآت والمؤسسات والوزارات والميادين العامة وغيرها . لتقيموا العلاقات الطيبة البناءة مع الآخرين . وتأملوا في العلاقات العامة الإسلامية ثم نفذوها على أحسن وجه . فهي الأصلح والأنجح والأفلح لإقامة علاقات طبيعية مع الآخرين تقوم على الأخلاق والقيم والمثل العليا التي تبهج الإنسان في الدنيا والآخرة ، وتقوده إلى بر الأمن والأمان لإنقاذ النفوس من براثن العداوة والخوف والحزن والإكتئاب وتنقله إلى نعيمي الدنيا والآخرة ، فالإنسان ينبغي إن يسعى إلى إنقاذ نفسه من الوساوس الخبيثة إلى المعالي المجيدة ويبتغي فيما آتاه الله الدار الباقية فيؤثرها على الحياة الفانية . قال الله تعالى : { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }( القرآن المجيد ، القصص ، 77 ) . فالعلاقات العامة الإسلامية هي جهاد كلامي يوازيه جهاد نفسي شامل للتأثير على الآخرين بالكلمة الطيبة والفعل الطيب المتزن . قال الله تبارك وتعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }( القرآن المجيد ، النحل ، 125 ) .
لقد نشأت العلاقات العامة في الكرة الأرضية منذ أن خلق الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام وزوجته حواء ثم بدأ التكاثر البشري . وتنشأ العلاقات العامة الطيبة بين الشخصين فأكثر لتمتد إلى الجماعات والأحزاب والحكومات والدول فالأمم . وبهذا فإن العلاقات العامة تقوم وتنشأ بين الأفراد فيما بينهم من جهة ، وبين المؤسسات والحكومات والأنظمة السياسية من جهة أخرى ، بهدف إحداث التآلف والتعارف والتفاهم والرضى من الطرفين وتجديد التغيير والإصلاح الإيجابي لخدمة المؤسسة والمجتمع المحلي . والعلاقات العامة هي صناعة الخير العام لمنفعة ومصلحة الجميع وليس حبك الدسائس والمكر والمؤامرات ضد الآخرين كما يتصور البعض .
وتحكم العلاقات العامة في الإسلام عدة أصول ومبادئ تتمثل في : الأصول السلوكية واللسانية والفعلية والنفسية والترحيبية والتشاركية والقلبية والاحترامية والجمالية والمادية والشهوانية والدبلوماسية الاجتماعية . وتعتبر العلاقات العامة نشاطا إتصاليا إنسانيا بين طرفين بشكل علني وخفي ، يعمل خلف الكواليس لإقناع الآخرين باستخدام وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية وشبكة الاتصال العنكبوتية ( الانتر نت ) وذلك بنشر أخبار وفعاليات آنية أو مستقبلية أو كليهما .
وتعد العلاقات العامة من فنون المخاطبة الشفهية والكتابية الشاملة للوصول إلى التكيف الاجتماعي واللين واللطف . وتهدف العلاقات العامة إلى تعزيز الروابط الإجتماعية بين إدارة المؤسسة والمجتمع عبر دعم السياسة العامة للمؤسسة وتوثيق التفاهم بين المؤسسة والمجتمع والتحذير المسبق لوجود خلل معين وتفعيل نشاطات وفعاليات المؤسسة العامة بكسب مؤيدين جدد اجتماعيا واستهلاكيا وإنتاجيا . وتقوم دائرة العلاقات العامة بعدة مهام وواجبات من أهمها : إعداد أخبار وتقارير عن فعاليات المؤسسة المعنية ، والترويج لها وتقديم النصح والإرشاد وتنظيم المؤتمرات والمهرجانات والندوات والمحاضرات وغيرها بهدف زيادة شعبية المؤسسة أو الشركة ، بالإضافة إلى استقبال الزوار والوفود المحلية والأجنبية والرد على استفسارات وشكاوى الجمهور إن وجدت .
وتتركز مبادئ العلاقات العامة في : المسؤولية الوطنية الاجتماعية ، والاهتمام بالفرد والجماعة ، ونشر المعلومات العلني ، واستخدام البحوث العلمية والاهتمام بالبيئة الداخلية والإخلاص في العمل والعمل الجماعي ضمن الفريق الواحد . وتتشعب مجالات العلاقات العامة لتضم : الشؤون السياسية والقطاعين العام والخاص والمؤسسات العامة وهيئات الحكم المحلي والتعاونيات والنقابات العمالية والمهنية والطلابية ، الرسمية والشعبية والخاصة . وأما بالنسبة لتنظيم العلاقات العامة ، فتتبع هذه الدائرة للإدارة العليا مباشرة ، وتمتاز بالمرونة الإدارية والوظيفية وسهولة الحركة وتحتاج لتوفير كوادر مهنية مدربة ، وتوصف العلاقات العامة بأنها مخابرات علنية يجب أن تعرف كل شيء عن المؤسسة المعنية لأنها بحاجة إلى إرسال واستقبال في الآن ذاته .
وتتكون هيكلية إدارة دائرة العلاقات العامة من عدة أجنحة إدارية تضم ستة أقسام رئيسية هي : الصحافة والإعلام ، والإعلان ، والأنشطة الثقافية ، والمعارض ، والمطبوعات والنشر والأبحاث والتخطيط . ولا بد من وجود التخطيط المبرمج لدائرة العلاقات العامة في المؤسسة ، للآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة لضمان نجاح المؤسسة في ميادين الخدمات أو الاستهلاك أو الإنتاج . وخطة العلاقات العامة يجب أن تتصف بالوضوح والبساطة والشمولية وتراعي الظروف المحلية والخارجية ، والتحديد الزمني والعمل ضمن الجماعة أو الفريق الواحد المتكامل في الأداء كما أنه لا بد من وضع بدائل طارئة للعلاقات العامة تنفذ في حال حدوث أزمات أو مستجدات جديدة مختلفة . وللعلاقات العامة أساليب متعددة لتحقيق أهداف وغايات المؤسسة المعنية ، ومن أهم هذه الأساليب : التوضيح والتبيين ، والدفاع عن وجهة نظر المؤسسة ، والتقييم والتقويم الذاتي .
على العموم ، هناك عدة نماذج أو أنماط للقيادة في العلاقات العامة تتمثل في المدير : الأوتوقراطي والبيروقراطي والدبلوماسي والديموقراطي والمتساهل . ويتبع نماذج قيادة العلاقات العامة أنماط إدارية تتمثل في الأنماط الاستشارية والتنفيذية والمختلطة . ولا بد من توفر مؤهلات أكاديمية وتنظيمية وإدارية في هيكلية العاملين في العلاقات العامة من ذوي الخبرة والاختصاص وحملة الشهادات الجامعية الأولى والثانية والثالثة . والعاملون في العلاقات العامة ينبغي أن يتحلوا بصفات جمة من أهمها : الكفاءة العلمية ، والخبرة والتدريب ، والموضوعية ، والقدرة على التحليل والمناقشة ، وتوفر الثقة مع الإدارة العامة العليا . وتعاني العلاقات العامة من مشكلات عديدة منها : السياسية والإدارية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والنفسية ، والفنية العامة .
وقد تطورت وسائل الاتصال التي تستخدمها الشعوب والأمم عامة والعلاقات العامة خاصة عبر القرون الماضية ، من الطرق القديمة إلى الحديثة والعصرية وهي : المناداة الشخصية ، الطبول القبلية ، إشارات النار والدخان ، ألواح الحجر ، الخطابة ، كتابة الجدران ، التلغراف ، المطبوعات ( الكتاب ، الصحيفة ، المجلة ، النشرة ) ، الإذاعة ، الفيلم ، الهاتف ، التلفزيون ، الفاكس ( الناسخ ) وشبكة المعلومات ( الانتر نت ) والهاتف الجوال . وتتكامل خمسة أركان أساسية في الإتصال هي : المرسل أو المصدر والرسالة الإعلامية ، ووسيلة الإتصال أو القناة الإعلامية والمتلقين من الناس المستهدفين والتأثير أو رجع الصدى . وتتعدد أنواع مستويات الإتصال لتشمل سبعة هي : الإتصال الذاتي ، والشخصي ، والجمعي ، والتنظيمي ، والجماهيري الواسع ، والثقافي ، والحضاري العام الشامل .
وفي التطبيق الميداني الفعلي والعملي للعلاقات العامة يجب أن يتقن موظفو العلاقات العامة كتابة السير الذاتية ، وكتابة الرسائل الحكومية والتجارية والخاصة على السواء بصورة علمية . ولكي تكون هذه الرسائل ناجحة تؤدي الهدف المنشود منها ينبغي أن تتصف بعدة مقومات هي : الوضوح والإيجاز والمجاملة والشمولية والدقة .
وأما بالنسبة لمهارات الإتصال ، فهي متعددة لخدمة العلاقات العامة والمؤسسة خاصة والشعب عامة . وتكمن أهمية وسائل الإتصال لدائرة العلاقات العامة والمؤسسة كونها تمثل نشرا لفعالياتها ونشاطاتها الخدمية والاستهلاكية والإنتاجية حسب طبيعة المؤسسة سواء أكانت حكومية أو عامة أو أهلية . وتلعب وسائل الإتصال دورا هاما ومهما في التثقيف العام وتكوين الآراء والاتجاهات والتعليم الشعبي العام المفتوح وتوثيق المعلومات والبيانات وبث ونقل الشعائر الدينية والتسلية والإمتاع والترفيه والدعاية والحرب النفسية والرقابة العامة في المجتمع والتنمية الاقتصادية والإعلانات التجارية وبناء العلاقات العامة . وتتنازع عدة نظريات التأثير الإتصالي الإعلامي من أهمها : نظريات التأثير القوي الفعال ، ونظريات التأثير المعتدل ، ونظريات التأثير المحدود .
ومن أهم مهارات الإتصال الإعلامي : بناء العلاقات الطيبة مع وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية ، والمشتركة بين المطبوع والمسموع والمرئي في الآن ذاته . وبناء العلاقات الشعبية والحزبية والرسمية الحكومية ، وتنظيم المؤتمرات الصحفية ، والدعاية الانتخابية .
وتتفرع مهارات الإتصال الإعلامية إلى جناحين رئيسيين هما : أولا : مهارات الإتصال الجماهيرية : وتضم بدورها : القراءة ، والكتابة والاستماع والتفكير والمحادثة . وتنقسم فنون الإتصالات الجماهيرية إلى 11 فنا جماهيريا تتمثل في : الخبر ، والرسالة ، والمقال ، والتقرير ، والتحقيق ، والتعليق ، والحديث ، والقصة ، والبرنامج ، والإعلان ، والبحث العلمي . وثانيا : مهارات الإتصال الجماعية : تتمثل بدورها بعدة أقسام هي : الخطبة ، والمحاضرة ، والندوة ، والمؤتمر ، والدورة التدريبية وورشة العمل .
وتتباين خصائص ومزايا وسائل الإتصال الجماهيري من الوسائل المطبوعة إلى المسموعة إلى المرئية والمشتركة ، وكل وسيلة لها خصائصها المتميزة . وتتأثر عملية انتقاء وسيلة الإعلام المفضلة لدى الفرد والأسرة والجماعة والشعب والأمة بعدة معايير ومؤثرات هي : التوقيت الزمني والآنية والأمانة والصدق الإعلامي ، ونوعية المادة الإعلامية والحرية الإعلامية ، وأسلوب تقديم المادة الإعلامية ووجود حوافز مادية وعينية والثقافة العامة للمنتقي والمقدرة المالية والحالة الاجتماعية والجماعية والقضايا الشخصية وسلوك الصحفيين وغيرها . ولوسائل الإعلام عيوب ومثالب منها : عدم تفرغ السواد الأعظم لمتابعتها بانتظام ، والتشويش الإعلامي والنفاق العام والتسلط السياسي والاقتصادي والحزبي والعشائري والدعاية المغرضة المنفلتة من عقالها المتنكرة للقيم العربية والإسلامية الأصيلة والتكاليف المالية الباهظة لوسائل الإعلام . وأما بشأن الرأي العام ، فتهدف العلاقات العامة إلى كسب الرأي العام للحصول على ثقة الجماهير وتأييدها في مواقف وسياسات معينة لخدمة الجماعات الأولية والأحزاب والحكومات والأنظمة السياسية المتباينة المشارب والأهواء . وهناك عدة مؤثرات تساهم في تشكيل الرأي العام في فلسطين والعالم وهي : الحضارة الإنسانية والاحتياجات العامة والخاصة ، والتربية والتنشئة الاجتماعية والسياسية ، والحياة العملية ، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العامة والديانة والمصالح الشخصية والأوضاع النفسية والجسمية ووسائل الإتصال الجماهيري المتوفرة . وعليه ، فإن الرأي العام يتغير ويتبدل تبعا للعوامل والمؤثرات المذكورة آنفا .
ويمتاز الرأي العام بعدة مزايا وخصائص تتمثل في الآتي : الحركية الدائمة ، والتبرير الجدلي المثير ، والمصلحة الشعبية ، والتعويض ، والموضوعية العامة ، والإسقاط ، والتقمص أو التماثل ، والإتفاق أو التطابق ، والتبسيط . ويتكون الرأي العام عبر عدة مراحل هي : معرفة الفرد للمؤثرات الخارجية ، وتحديد الرأي ، والدفاع عن الرأي ، وتقارب وجهات النظر بين السواد الأعظم من الناس . ويقوم الرأي العام بعدة وظائف تتمثل بما يلي : المساهمة بتشريع القوانين أو تعديلها أو تغييرها ، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي ، والحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة ، ورفع الروح المعنوية للشعب . كما يقوم الرأي العام بأدوار التعزير والإعاقة والممانعة والمكاشفة والمحاسبة والتقدير الحكمي العام .
وقد اتبع الباحث منهجين بحثيين علميين هما : المنهج التاريخي الوثائقي ، ومنهج تحليل المضمون لإخراج هذه الدراسة ، بالاعتماد على المواد الإعلامية . واستخدم الباحث ثلاث أدوات بحثية هي :
أولا : مصادر المعلومات : القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، وكتب ودوريات ووكالات أنباء ، وموسوعات وقواميس .
ثانيا : الملاحظة : عبر مطالعة ومشاهدة الأحداث عبر وسائل الإتصال الجماهيري المطبوعة والمسموعة والمرئية والانترنت وتشمل الملاحظة المباشرة وغير المباشرة .
ثالثا : المقابلات الشخصية مع بعض ذوي الإختصاص في العلاقات العامة والإتصال الإعلامي من أكاديميين وصحفيين وباحثين .
وقد تم العمل على تقسيم هذه الدراسة ( الأصول الإسلامية في العلاقات العامة والإعلام ) إلى ثلاثة أبواب تشتمل على عدة فصول ، على النحو التالي : الباب الأول : العلاقات العامة في الإسلام ، ويضم الفصول التالية : الفصل الأول : أنواع العلاقات العامة الإسلامية . والفصل الثاني : مراحل العلاقات العامة الإسلامية . والفصل الثالث : أصول العلاقات العامة الإسلامية . والباب الثاني : أسس العلاقات العامة . ويضم الفصول الآتية : الفصل الأول : مجاميع العلاقات العامة . والفصل الثاني : تنظيم العلاقات العامة . والفصل الثالث : التخطيط للعلاقات العامة . والفصل الرابع : دورة تدريبية ( فصل أكاديمي ) في العلاقات العامة . وأما الباب الثالث فيتناول : وسائل الإعلام : ويضم الفصول الآتية : الفصل الأول : الإتصال العام . والفصل الثاني : أهمية وسائل الإعلام . والفصل الثالث : أهداف وتمويل وفعالية الإتصال . والفصل الرابع : مهارات الإتصال الإعلامية . والخامس : ميزات وسائل الإعلام . والفصل السادس : الرأي العام . ويتبع ذلك ، نتائج الدراسة ( مستقبل العلاقات العامة بفلسطين ) ، فالتوصيات العامة ، فقائمة المراجع والمصادر .
وقد ارتبطت نشأة العلاقات العامة بخلق البشر وانتشار هم على وجه الكرة الأرضية منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام وحواء ومن ثم تكاثرهم مكونين المجتمع البشري . وقد تطورت العلاقات العامة على مدار تواصل القرون والأزمان لتضع لها قواعد وسلوكيات طيبة تختلف باختلاف الرؤى والتوجهات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية العامة .
على العموم ، إهتم الإسلام الحنيف بالعلاقات العامة بشكل كبير ، فالإسلام فيه مدرسة بل جامعة علاقات عامة ناجحة تتمتع بمسؤوليات كبيرة ترمي إلى تعريف الناس بأسس التخاطب الجيد مع بعضهم البعض كنمط تعاوني قائم على الأخلاق الحميدة . وهناك عدة أنواع ومراحل وأصول ومبادئ للعلاقات العامة في الإسلام ، سنستعرضها لاحقا في الفصول القادمة إن شاء الله للتفاعل الايجابي بين الناس وحصد الحياة الفضلى المثلى في الأرض .
وأما الأخلاق الذميمة فتقود الإنسان إلى الخزي العظيم في الدنيا والآخرة ، وتجعل الإنسان فاشلا في حياته الخاصة والعامة وتبقيه منبوذا بين البشر . ولهذا لا بد للإنسان من الابتعاد عن الأخلاق الذميمة الطالحة التي تقود إلى الهلاك الخاص والعام كتحصيل حاصل فيما بعد .
على أي حال ، لقد كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في كل شيء لأسرته ومجتمعه وشعبه وأمته الإسلامية ، قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }( القرآن المجيد ، الأحزاب ، 21 ) . فهو جامعة علاقات عامة شاملة جامعة ناجحة تسير على الهدى القويم وتحتوي على قواعد أخلاقية صغيرة وكبيرة مقتضبة ومفصلة على السواء .
فالعلاقات العامة في الإسلام هي الوجه المشرق لهذا الدين تنقل الواقع بتفان وإخلاص للإسلام ماضيا وحاضرا ومستقبلا . فهي فن بناء العلاقات الطيبة بين الجميع لأجل الجميع من أبناء الإسلام ونقل صورة حقيقية عن الإسلام للآخرين من أبناء البشرية على مدار التاريخ البشري .
فالجامعة الإسلامية المحمدية هي الطريق الأعظم إلى الباب الأعظم في الدخول للعلاقات العامة ، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو ، إمام المتقين ، وسيد العارفين والمعلم الأول ، في العلاقات العامة ، الطيبة الحميدة المجيدة المنظمة ، السامية العظيمة ، الكريمة السخية السمحة ، الظاهرة والباطنة على جميع المدارس في العلاقات العامة عبر العصور الخالية والحالية واللاحقة . فهذه الجامعة الإسلامية الأخلاقية هي الأكرم والأنجح والأفلح في شؤون تدبير الرضى والتفاهم بين البشرية فرادى وجماعات ، قبائل وشعوب وأمم .
ومن ينهل من هذه الجامعة الباقية إلى يوم الدين ، فإنه يصل إلى المراتب العليا ، والدرجات الفضلى ويتفوق على أقرانه ومنافسيه بلا شك . ولا يعرف طعم هذه الجامعة الأخلاقية إلا من يغوص فيها إلى الأعماق بالتدرج الأولي فالمتوسط فالأعماق فأعماق الأعماق . وأما الإنسان الذي يتفرج عليها من بعيد ولا يغوص فيها ويهاجمها فإنه لا ريب من السفهاء الذين لا يريدون أن يوضع الحق في نصابه ولا يبغي أن يزن بالميزان العدل وهو القسطاس المستقيم الدائم الأبدي الذي يقوم على الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه .
وكما قلنا آنفا ، نشأت العلاقات العامة في الكرة الأرضية منذ أن خلق الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام وزوجته حواء منذ بدء الخليقة ، وتنشأ العلاقات العامة الطيبة بين الشخصين فأكثر لتمتد إلى الجماعات والأحزاب والحكومات والدول . وبهذا فإن العلاقات العامة تقوم وتنشأ بين الأفراد فيما بينهم من جهة ، وبين المؤسسات والحكومات والأنظمة السياسية من جهة أخرى ، بهدف إحداث التآلف والتعارف والتفاهم والرضى من الطرفين وتجديد التغيير والإصلاح الإيجابي لخدمة المؤسسة والمجتمع المحلي .
وتحكم العلاقات العامة في الإسلام عدة أصول من أبرزها : الأصول السلوكية : الخلق العظيم ، والرفق العام ، والتواضع ، والحياء العام ، والاستقامة ، واللين في المعاملة ، والأمانة ، والأناة والحلم ، والوفاء بالعهد والوعد ، والعفو عن الناس ، والهمة العالية ، والوقار العام ، والصفاء والنقاء العام ، والود العام ، والصبر على البلوى والاسترجاع ، وفن المخاطبة وإنزال الناس منازلهم ، والنظام العام وإقامة الصفوف . والأصول اللسانية ( القولية ) : الصدق ، والموعظة والنصح والإرشاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والكلم الطيب ، والابتعاد عن النفاق العام ، والابتعاد عن النميمة والغيبة واللوم العام والإفساد والخصام وعدم الظن والتجسس والابتعاد عن خائة الأعين . والأصول الفعلية ( فعل الجوارح ) : العمل الحلال والإخلاص في العمل ، وإحقاق الحق ، ومساعدة الآخرين ، والابتعاد عن الظلم والظلام والابتعاد عن الكبائر وتجنب الغش والابتعاد عن المكر والخديعة والنجوى والفتن واتباع الحيطة والحذر ، وإبتغاء العزة الإسلامية . والأصول النفسية : التقوى وخشية الله ، والزهد العام ، وتجنب الغضب ، وكظم الغيظ والابتعاد عن خطوات الشيطان ، وعدم اليأس والقنوط ، وعدم الإشمئزاز والسفاهة والإفلاس الاجتماعي والخبث . والأصول الترحيبية ( المجاملات ) : إفشاء السلام الإسلامي والمصافحة والمعانقة والتقبيل والقيام لتوقير القادم والبشاشة والإنشراح وإكرام الضيف والاستئذان في الدخول والخروج وعند الحديث . والأصول التشاركية : الصلاة الجماعية ، والشورى والتكريم العام والمشاركة في الأفراح والأتراح وعيادة المرضى وزيارات الأعياد والزيارات العامة وزيارات تقديم المعونات والمساعدات . والأصول القلبية : طهارة القلب ، والرأفة والرحمة للآخرين والابتعاد عن الحقد والحسد وعدم اللعن والهجر والغيرة المحرمة وعدم الخلوة بالمرأة الأجنبية . والأصول الاحترامية : الاحترام والحنان العام وعدم السخرية من الآخرين ، والجلوس حسب رغبة أهل المكان ، وعدم التكبر ، واحترام الأهل والأقارب واحترام الجيران والأصدقاء وابناء الشعب والأمة . والأصول الجمالية : النظافة العامة ( الوضوء الإسلامي ، والغسل الإسلامي ، وتنظيف الأسنان ، والنظافة الفطرية ) ، والتطهير العام والزينة العامة ( اللباس العام ، والتزين بلبس الحلي والتعطر والاكتحال وحلاقة الشعر . والأصول العينية ( المادية ) : إطعام الطعام ، وبعث وقبول الهدية ، وإجابة دعوة الوليمة ثم المغادرة ، وعدم ترك النار مشتعلة . والأصول الشهوانية : الأكل والشرب الحلال وغض البصر ، والعفاف الشامل . والأصول الدبلوماسية الاجتماعية : التعارف العام ، والشكر العام ، والإصلاح العام ، والاختلاط العام ، والإحسان العام ، والطاعة العامة ، والتعاون العام ، والتدبير العام ، والشفاعة العامة ، والتذكير العام ، والقرض العام ، واليقين العام ، والأمن والاستقرار العام ، والهدى العام ، والاعتدال العام ، والتزكية العامة ، والولاية العامة ، والحب العام ، والبر العام ، والرضى العام ، والاستغفار والاعتذار العام ، والثبات العام ، والذوق العام ، والإخاء العام ، والطمأنينة العامة والعدل والعدالة الإسلامية .
وتعتبر العلاقات العامة نشاطا إتصاليا إنسانيا بين طرفين بشكل علني وخفي ، يعمل خلف الكواليس لإقناع الآخرين باستخدام وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية وشبكة الاتصال العنكبوتية ( الانتر نت ) وذلك بنشر أخبار وفعاليات آنية أو مستقبلية أو كليهما . وتعد العلاقات العامة من فنون المخاطبة الشفهية والكتابية الشاملة للوصول إلى التكيف الاجتماعي واللين واللطف .
وتهدف العلاقات العامة إلى تعزيز الروابط الإجتماعية بين إدارة المؤسسة والمجتمع عبر دعم السياسة العامة للمؤسسة وتوثيق التفاهم بين المؤسسة والمجتمع والتحذير المسبق لوجود خلل معين وتفعيل نشاطات وفعاليات المؤسسة العامة بكسب مؤيدين جدد اجتماعيا واستهلاكيا وإنتاجيا .
وتقوم دائرة العلاقات العامة بعدة مهام وواجبات من أهمها : إعداد أخبار وتقارير عن فعاليات المؤسسة المعنية ، والترويج لها وتقديم النصح والإرشاد وتنظيم المؤتمرات والمهرجانات والندوات والمحاضرات وغيرها بهدف زيادة شعبية المؤسسة أو الشركة ، بالإضافة إلى استقبال الزوار والوفود المحلية والأجنبية والرد على استفسارات وشكاوى الجمهور إن وجدت .
وتتركز مبادئ العلاقات العامة في : المسؤولية الوطنية الاجتماعية ، والاهتمام بالفرد والجماعة ، ونشر المعلومات العلني ، واستخدام البحوث العلمية والاهتمام بالبيئة الداخلية والإخلاص في العمل والعمل الجماعي ضمن الفريق الواحد .
وتتشعب مجالات العلاقات العامة لتضم : الشؤون السياسية والقطاعين العام والخاص والمؤسسات العامة وهيئات الحكم المحلي والتعاونيات والنقابات العمالية والمهنية والطلابية ، الرسمية والشعبية والخاصة .
وأما بالنسبة لتنظيم العلاقات العامة ، فتتبع هذه الدائرة للإدارة العليا مباشرة ، وتمتاز بالمرونة الإدارية والوظيفية وسهولة الحركة وتحتاج لتوفير كوادر مهنية مدربة ، وتوصف العلاقات العامة بأنها مخابرات علنية يجب أن تعرف كل شيء عن المؤسسة المعنية لأنه بحاجة إلى إرسال واستقبال في الآن ذاته .
على أي حال ، تتكون هيكلية إدارة دائرة العلاقات العامة عموما من عدة أجنحة أو أقسام إدارية وظيفية حسب طبيعة عمل وحجم المؤسسة التي تعمل بها دائرة العلاقات العامة . وعلى العموم تضم دائرة العلاقات العامة ستة أقسام رئيسية هي : الصحافة والإعلام ، والإعلان ، والأنشطة الثقافية ، والمعارض ، والمطبوعات والنشر والأبحاث والتخطيط .
ولا بد من وجود التخطيط المبرمج لدائرة العلاقات العامة في المؤسسة ، الذي يشتمل على الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة لكي تضمن المؤسسة نجاح تنفيذ خططها التطويرية سواء في ميادين الخدمات أو الاستهلاك أو الإنتاج . وخطة العلاقات العامة يجب أن تتصف بالوضوح والبساطة والشمولية وتراعي الظروف المحلية والخارجية ، والتحديد الزمني والعمل ضمن الجماعة أو الفريق الواحد المتكامل في الأداء كما أنه لا بد من وضع بدائل طارئة للعلاقات العامة تنفذ في حال حدوث أزمات أو مستجدات جديدة مختلفة .
وللعلاقات العامة أساليب متعددة لتحقيق أهداف وغايات المؤسسة المعنية ، ومن أهم هذه الأساليب : التوضيح والتبيين ، والدفاع عن وجهة نظر المؤسسة ، والتقييم والتقويم الذاتي .
على العموم ، هناك عدة نماذج أو أنماط للقيادة في العلاقات العامة تتمثل في : المدير الأوتوقراطي ، والمدير والبيروقراطي ، والمدير الدبلوماسي ، والمدير الديموقراطي ، والمدير المتساهل . ويتبع نماذج قيادة العلاقات العامة أنماط إدارية تتمثل في الأنماط الاستشارية والتنفيذية والمختلطة . ولا بد من توفر مؤهلات أكاديمية وتنظيمية وإدارية في هيكلية العاملين في العلاقات العامة من ذوي الخبرة والاختصاص وحملة الشهادات الجامعية الأولى والثانية والثالثة . والعاملون في العلاقات العامة ينبغي أن يتحلوا بصفات جمة من أهمها : الكفاءة العلمية ، والخبرة والتدريب ، والموضوعية ، والقدرة على التحليل والمناقشة ، وتوفر الثقة مع الإدارة العامة العليا .
وتعاني العلاقات العامة من مشكلات عديدة منها : السياسية والإدارية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والنفسية ، والفنية العامة .
وقد تطورت وسائل الاتصال التي تستخدمها الشعوب والأمم عامة والعلاقات العامة خاصة عبر القرون الماضية ، من الطرق القديمة إلى الحديثة والعصرية وهي : المناداة الشخصية ، الطبول القبلية ، إشارات النار والدخان ، ألواح الحجر ، الخطابة ، كتابة الجدران ، التلغراف ، المطبوعات ( الكتاب ، الصحيفة ، المجلة ، النشرة ) ، الإذاعة ، الفيلم ، الهاتف ، التلفزيون ، الفاكس ( الناسخ ) وشبكة المعلومات ( الانتر نت ) والهاتف الجوال .
وتتكامل خمسة أركان أساسية في عملية الإتصال الإنساني تتمثل في : المرسل أو المصدر والرسالة الإعلامية ، ووسيلة الإتصال أو القناة الإعلامية والمتلقين من الناس المستهدفين والتأثير أو رجع الصدى .
وتتعد أنواع مستويات الإتصال لتشمل سبعة هي : الإتصال الذاتي ، والشخصي ، والجمعي ، والمؤسسي ( التنظيمي ) ، والجماهيري الواسع ، والثقافي ، والحضاري العام الشامل . وتطرق هذه الأنواع من الإتصال عدة طرق هي : الإتصال الشفوي والكتابي والحركي .
وفي التطبيق الميداني الفعلي والعملي للعلاقات العامة يجب أن يتقن موظفو العلاقات العامة كتابة السير الذاتية ، وكتابة الرسائل الحكومية والتجارية والخاصة على السواء بصورة علمية . ولكي تكون هذه الرسائل ناجحة تؤدي الهدف المنشود منها ينبغي أن تتصف بعدة مقومات هي : الوضوح والإيجاز والمجاملة والشمولية والدقة .
وأما بالنسبة لمهارات الإتصال ، فهي متعددة لخدمة العلاقات العامة والمؤسسة خاصة والشعب عامة . وتكمن أهمية وسائل الإتصال لدائرة العلاقات العامة والمؤسسة كونها تمثل نشرا لفعالياتها ونشاطاتها الخدمية والاستهلاكية والإنتاجية حسب طبيعة المؤسسة سواء أكانت حكومية أو عامة أو أهلية . وتلعب وسائل الإتصال دورا هاما ومهما في التثقيف العام وتكوين الآراء والاتجاهات والتعليم الشعبي العام المفتوح وتوثيق المعلومات والبيانات وبث ونقل الشعائر الدينية والتسلية والإمتاع والترفيه والدعاية والحرب النفسية والرقابة العامة في المجتمع والتنمية الاقتصادية والإعلانات التجارية وبناء العلاقات العامة .
وتتنازع عدة نظريات التأثير الإتصالي الإعلامي من أهمها : نظريات التأثير القوي الفعال ، ونظريات التأثير المعتدل ، ونظريات التأثير المحدود . ومن أهم مهارات الإتصال الإعلامي : بناء العلاقات الطيبة مع وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية ، والمشتركة بين المطبوع والمسموع والمرئي في الآن ذاته . وبناء العلاقات الشعبية والحزبية والرسمية الحكومية ، وتنظيم المؤتمرات الصحفية ، والدعاية الانتخابية .
وتتفرع مهارات الإتصال الإعلامية إلى جناحين رئيسيين هما : أولا : مهارات الإتصال الجماهيرية : وتضم بدورها عدة أقسام هي : القراءة ، والكتابة والاستماع والتفكير والمحادثة . وتنقسم فنون الإتصالات الجماهيرية إلى 11 فنا جماهيريا تتمثل في : الخبر ، والرسالة ، والمقال ، والتقرير ، والتحقيق ، والتعليق ، والحديث ، والقصة ، والبرنامج ، والإعلان ، والبحث العلمي . وثانيا : مهارات الإتصال الجماعية : تتمثل بدورها بعدة أقسام هي : الخطبة ، والمحاضرة ، والندوة ، والمؤتمر ، والدورة التدريبية وورشة العمل .
من جهة أخرى ، تضم مقومات وسائل الإتصال الجماهيري عدة مقومات هي : إعادة الإنتاج ، والتوزيع ، والتغذية الاسترجاعية ، والانتقاء والتشويش والتمويل المالي .
وتتباين خصائص ومزايا وسائل الإتصال الجماهيري من الوسائل المطبوعة إلى المسموعة إلى المرئية والمشتركة . وكل وسيلة لها خصائصها المتميزة إلا أنه يمكننا القول إن أكثر وسيلة تأثيرا هي التلفاز كونه يظهر الصوت والصورة معا ، بينما الإذاعة تكون سماعية فقط ، في حين تتمتع المطبوعات كالكتب والصحف والمجلات ووكالة الأنباء بمزايا تكاد لا تتوفر في سواها من كونها وسيلة تعلم وتعليم وسهولة الاختيار الزمني لمطالعتها . وتتأثر عملية انتقاء وسيلة الإعلام المفضلة لدى الفرد والأسرة والجماعة والشعب والأمة بعدة معايير ومؤثرات هي : التوقيت الزمني والآنية والأمانة والصدق الإعلامي ، ونوعية المادة الإعلامية والحرية الإعلامية ، وأسلوب تقديم المادة الإعلامية ووجود حوافز مادية وعينية والثقافة العامة للمنتقي والمقدرة المالية والحالة الاجتماعية والجماعية والقضايا الشخصية وسلوك الصحفيين وغيرها . ولوسائل الإعلام عيوب ومثالب منها : عدم تفرغ السواد الأعظم لمتابعتها بانتظام ، والتشويش الإعلامي والنفاق العام والتسلط السياسي والاقتصادي والحزبي والعشائري والدعاية المغرضة المنفلتة من عقالها المتنكرة للقيم العربية والإسلامية الأصيلة والتكاليف المالية الباهظة لوسائل الإعلام .
وأما بشأن الرأي العام ، فتهدف العلاقات العامة إلى كسب الرأي العام للحصول على ثقته وتأييده في مواقف وسياسات معينة لخدمة الجماعات الأولية والأحزاب والحكومات والأنظمة السياسية المتباينة المشارب والأهواء . وهناك عدة مؤثرات تساهم في تشكيل الرأي العام في فلسطين والعالم وهي : الحضارة الإنسانية والاحتياجات العامة والخاصة ، والتربية والتنشئة الاجتماعية والسياسية ، والحياة العملية ، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العامة والديانة والمصالح الشخصية والأوضاع النفسية والجسمية ووسائل الإتصال الجماهيري المتوفرة . وعليه ، فإن الرأي العام يتغير ويتبدل تبعا للعوامل والمؤثرات المذكورة آنفا . وينقسم الرأي العام إلى عدة أنواع رئيسية : هي : أولا : الرأي العام التطبيقي : ويضم : الرأي العام السياسي ، والاقتصادي والاجتماعي . وثانيا : الرأي العام حسب حرية الظهور : الظاهر والخفي . وثالثا : الرأي العام حسب الشمولية : الشامل والجزئي ، ورابعا : الرأي العام الكيفي المؤثر : ويضم : الرأي العام المسيطر ، والمستتر والمنقاد .
ويمتاز الرأي العام بعدة مزايا وخصائص تتمثل في الآتي : الحركية الدائمة ، والتبرير الجدلي المثير ، والمصلحة الشعبية ، والتعويض ، والموضوعية العامة ، والإسقاط ، والتقمص أو التماثل ، والإتفاق أو التطابق ، والتبسيط . ويتكون الرأي العام عبر عدة مراحل هي : معرفة الفرد للمؤثرات الخارجية ، وتحديد الرأي ، والدفاع عن الرأي ، وتقارب وجهات النظر بين السواد الأعظم من الناس . ويقوم الرأي العام بعدة وظائف تتمثل بما يلي : المساهمة بتشريع القوانين أو تعديلها أو تغييرها ، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي ، والحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة ، ورفع الروح المعنوية للشعب . كما يقوم الرأي العام بأدوار التعزير والإعاقة والممانعة والمكاشفة والمحاسبة والتقدير الحكمي العام .
ملاحظة : الكتاب متوفر لدى ثلاث مكتبات في نابلس هي : مكتبة العلوم والثقافة - دوار الشهداء ، مكتبة ناجح عليوي - البلدة القديمة - قرب المسجد الصلاحي الكبير ، ومكتبة الشروق - الحرم القديم لجامعة النجاح الوطنية .

ليست هناك تعليقات: