الخميس، 15 مايو 2008

رسالة مفتوحة للجاليات اليهودية في فلسطين

رسالة مفتوحة
للجاليات اليهودية في فلسطين
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
نحو فلسطين عربية إسلامية جديدة
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحنان المنان رب العالمين وكفى والصلاة والسلام على النبي العربي الأمي إمام المتقين محمد المصطفى ، ومن تبعه بإحسان وعلى اثره اقتفى ، أما بعد ، يقول الله العزيز الحكيم ، ذو الجلال والإكرام ، بديع السماوات والأرض رب العرش العظيم ، في كتابه العزيز المبين : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .يا معشر أبناء الجاليات اليهودية في فلسطين ، يا أبناء أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية يا أبناء افريقيا ، يا أبناء استراليا، يا أبناء اليهود في كل مكان ...لقد جئتم بالعشرات والمئات الآلاف وعشرات الآلاف إلى ارض فلسطين العربية الإسلامية منذ عام 1868 م عندما أسست جماعة يهودية مستعمرة يهودية في ارض فلسطين المباركة ، تسمى مستعمرة بتاح تكفا أو ما تطلقون عليها مفتاح الأمل ، فاحتللتم قرية ملبس ومنطقة عيون قارة وأنشأتم هذا الوتد اليهودي في قلب ارض غيركم دون وجه حق ، لتفتحوا طريقا لكم من كراهية المجتمعات الأوروبية المسيحية لكم ، وفق سياسة اللاسامية التي أدعى فيها كبيركم الذين علمكم السحر والسكر والعربدة فيها المقامر تيودور هرتسل ، الأب الروحي العلماني الذي عانى من انفصام الشخصية بين اليهودية المائعة والمسيحية الضائعة ، وتتجهوا نحو ارض ليست بارضكم ، فأخذتم تتدافعون وتتدفقون نحو الأرض المقدسة دون وازع ديني أو فكري أو ايديولوجي بل جئتم لاستعمار فلسطين كمستعمرة اقتصادية تطبقون فيها انعزاليتكم والدعاوى الباطلة في التميز على الآخرين ، بأنكم شعب الله المختار ، وهو كما تعلمون ليس كذلك بل كنتم وما زلتم حيارى غير مطمئنين في ارض الغير الفلسطيني ، وطبقتم سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، ضد ابناء فلسطين الأصليين ، .يا ابناء الجاليات اليهودية الآتية من جميع قارات العالم لتستعمر فلسطين المباركة ...لقد أعددتم العدة الكاملة والشاملة للعودة إلى ارض غيركم ، وهي ارض الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، المستضعف في الأرض والمغلوب على أمره ، وكان إعدادكم متواصلا بصورة متدحرجة ، منذ 140 عاما ( 1868 - 2008 ) فجلبتم كل ما تستطيعون من بشر وتقنية وأدوات الحرب من الوسائل التقليدية والحديثة البرية والبحرية والجوية ، فاستقدمتم كل شيء تستطيعون استقدامه ، من الطائرات والمدافع والدبابات والبوارج الحربية ، أضافة إلى الأسلحة النووية في المفاعلين النوويين في كل من ديمونا وهو المفاعل الكبير وتل أبيب وهو المفاعل الصغير ، وخضتم العديد من الحروب العدوانية ضد أهل المشرق العربي عموما وفلسطين خصوصا ، وطردتم وهجرتم مليون فلسطيني عام 1948 ، ومارستم عملية الإبادة الجماعية لفلسطين وأهلها ، إبادة جغرافية وبشرية ضد البشر والشجر والحجر ، ولكن شعب البلاد الأصلي من الشعب الفلسطيني المسلم ، لم يترك ارضه ودافع عن الأرض والعرض بكل ما أوتي من قوةالحق والإرادة والعزيمة ، فلم يترك يوما من الأيام الجهاد في سبيل الله بل بقي مرابطا وصابرا ومصابرا في ارض الرباط الإسلامي ، فلن يكل ولن يمل من المطالبة بحقوقه الفردية والجماعية كشعب وأمة ، وفي مقدمتها حق تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة ، وعودة اللاجئين والنازحين إلى مواطنهم الأصلية في جميع أرجاء فلسطين ، في الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني .لقد أحتللتم جميع أرجاء فلسطين ، في حربين متباعدتين لتسهيل سيطرتكم على أرض فلسطين وشعب فلسطين ، فكانت الحرب الأولى عام 1948 ، التي أعلنتم خلالها عن قيام كيانكم اليهودي - الصهيوني - الإسرائيلي وسيطرتم بقوة الإرهاب والعنف على أكثر من ثلاثة ارباع فلسطين ( 770 ر 20 كم2 وهذا يعادل 4 ر 77 % من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 الف كم2 ) فيما تطلقون عليه ( دولة إسرائيل ) ثم أكملتم احتلال بقية ارض فلسطين عام 1967 ضمن ما هيمنتم عليه من ارض عربية في المشرق العربي ، ولم تكف وتكتف صهيونيتكم عن تزييف تاريخ فلسطين وارض فلسطين ، فصنعتم لكم علما صهيونيا مكونا من لونين الأبيض والأزرق ، وخطين أزرقين يرمزان لسيطرتكم على ارض العرب ما بين النيل والفرات ، ووضعتم زورا وبهتانا درع نبي الله داود وسط علمكم الصهيوني للإيحاء لأنفسكم أولا وللناس ثانيا أنكم أتباع انبياء الله العظيم الحليم وهم منكم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، وقد أقحمتم التوراة والزبور في اشياء غير حقيقية لتضليل الآخرين والتدليس عليهم ، ويضم علمكم الصهيوني النابع من عقلية الاستعمار اليهودي الأوروبي والأمريكي ، في ثناياه الحقد والكراهية للهلال الخصيب كله بما فيه بلاد الشام والعراق ، وحتى ارض الكنانة لم تسلم من شر قياديكم التواقين للاستعمار والسيطرة على الآخرين . وكما تعلمون فإنكم من المكابرين فقد وضع لكم هذه الراية زملاء واصدقاء تيودور هرتزل من يهود وصهاينة أوروبا ثم استخدم عدة طرق ترغيبية وترهيبية لاستقدامكم لأرض غيركم وهي ارض العرب والمسلمين ومن بينهم شعب فلسطين .يا ايتها الجاليات والطوائف اليهودية في فلسطين ... من الأحبار والعلمانيين والملحدين جميعالقد حرصتم على القدوم لفلسطين لأسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية بالدرجة الأولى ، حيث وليتم هاربين من ارض أوروبا ، لتتخلصوا من المعازل اليهودية الجغرافية والدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية فيما أطلقتم عليه ( الغيتو ) فمنكم من ترك بلاده الأصلية ، لاقتناص فرصة ذهبية ، رحلة تاريخية جماعية أو فردية ، والبحث عن عمل مناسب بأجرة مناسبة ، مرتفعة اضعاف الأضعاف مما كنتم تتقاضونه في مختلف دول العالم ، فمثلا ، جاء نحو مليون يهودي أو ملحد منكم من منظمومة الاتحاد السوفياتي السابق أو الاتحاد الروسي ، بحثا على رزق جديد ليتقاضى 2000 دولار شهريا بدلا من 20 دولار كراتب شهري زمن الاتحاد السوفياتي المتوفي ، ومنكم من كان مقموعا في بلده وجاء ليستأسد على أهل فلسطين ، ليعوض النقص النفسي لديه ويمارس السادية ضد الآخرين المتمثلة بتعذيب الآخرين بتلذذ ، انتقاما لما عاناه من الآخرين في أوروبا أو الأمريكيتين . وهناك نسبة منكم من جاءت من أفريقيا هربا من الجوع والفقر والعوز المهين ، فلقيتم العرض الصهيوني مناسبا لكم لتخرجوا من الأرذلين والأسفلين لتكونوا من الآمرين الناهين ، أسألوا أهل إثيوبيا من اليهود وغيرهم الذين جاءوا لفلسطين ، ومنهم من هو ليس بيهودي أصلا . وهناك الكثرة الكاثرة منكم تركو أوطانهم الأصلية خوفا من ظاهرة العداء والانتقام المسيحية من أبناء الجاليات اليهودية التي عاثت في أوطان الأوروبيين فسادا وإفسادا وهي السياسات التي أتبعهما معظمكم ومعظم آبائكم الأولين ، من سياسة السيطرة الاقتصادية الربوية والتسلط الإعلامي والفاحشة الجسدية والإرهاب الفكري والجسدي ضد الآخرين ، فجئتم هاربين لفلسطين من هول ما لاقيتموه وما لاقاه آبائكم الأولين ، بدلا من إصلاح أنفسكم ، وتغيير طريقة حياتكم السادية ، علما بأن هذا يشكل اعتداء على حقوق أهل البلاد الأصليين .يا معشر يهود فلسطين ..من جميع الطوائف الغربية والشرقية ، من الاشكنازيم والسفارديم واليهود الشرقيين واليهود الإيرانيين واليهود العرب والفلاشا الأفريقيينتعرفون أن تيودورهرتزل صاحب فكرة تجميعكم في فلسطين كان مقامرا ولاهيا ومارقا عن الدين ، بل كان علمانيا وصحبه من صحبة ماركس ولينين من الملاحدة المارقين الذي لا يؤمنون بدين سماوي ، فلا تقولوا أنكم جئتم باسم التوراة والدين ، فليس لكم في فلسطين أي حق ديني أو تاريخي أو قومي مبين ، لا في الأولين ولا في الآخرين ، فقد تقولون أنكم من بني إسرائيل ، وهذا كلام مردود عليكم ، فأنتم من يهود الخزر الذين اقاموا لهم كيانا قرب البحر الأسود في الأمم والزمان الغابرين ، فبني إسرائيل كما تذكر كتبكم المقدسة والتاريخية والتلمودية وغيرها لم يعد لهم وجود في فلسطين ، منذ أن أخرجهم الرومان وقضى عليهم كليا في عام 135 م ، والاسم الحالي الذي تسمون كيانكم ووجودكم السياسي به ( إسرائيل ) هو اسم على مسمى وليس حقيقيا كما أنكم في قرارة أنفسكم تعلمون وتخفون وتبطنون ما لاتعلنون .لقد طرح تيودور هرتزل كبيركم الذي علمكم السحر والسكر والمقامرة والمغامرة في ارض الآخرين ، من ارض فلسطين من أهل آسيا المسلمين ، وليس من الأوروبيين الهاربين ، من اللاسامية والخوف والملاحقة ، طرح في كتابه دولة اليهود عام 1896 م الذي اقمتم بموجبه في نفوسكم ارض ميعاد لكم ، وصدقتم هذه الكذبة والتلفيق فاصبحتم وأهللتم عليها من هالات التصفيق والتصديق أو بقعة لإقامة دولة يهودية في الأرجنتين ، ثم فلسطين ، ثم سيناء وقبرص والعريش ثم أوغندا وشرق كينيا ، وكذلك وضع في مدوناته وأدبياته وقرارات المؤتمرات الصهيونية المتعاقبة وطرح سرا وعلنا استعمار مناطق أخرى مثل العراق وليبيا والبحرين وغيرها .وسؤالا اريد أن اسالكم إياه ، وهو : لو أن لكم حق في فلسطين بشكل حقيقي ، هل طرح قائدكم وزعيمكم المفدى هذه الطروحات وكان مشتت الأفكار بهذه الطريقة ؟ يوما يريد استعمار الأرجنتين ، ويوما يريد استعمار فلسطين ، ويوما يريد أوغندا ، وتجول في قارات ثلاث باحثا عن بقعة جغرافية يهجر ويرحل لها أبناء الجاليات اليهودية الأوروبية هربا وخوفا وطمعا في الشعوب الأوروبية بسبب النفور الديني والاقتصادي والإعلامي منكم لأنكم كنتم تستخدمون ثلاثة اسلحة في مجتمعاتكم الأصلية الأوروبية والأمريكية وهي : الذهب والمال والإعلام والإرهاب أو العنف لابتزاز الآخرين من بني جلدتكم من القوميات الأوروبية الأخرى .ما قالناه لكم آنفا يدلل على أن لا حق لكم في فلسطين ، من جميع النواحي القانونية والدينية والقومية والتاريخية ، فلا تبقوا مكابرين وتحاول بث أفكاركم كالسموم في جسد الأوروبيين يا معشر يهود فلسطين ، لقد أغواكم الشيطان الرجيم إبليس اللعين ، المطرود من رحمة الله رب العالمين ، فعثتم فسادا وإفسادا في الأرض ، ارض الله ضد عباد الله ، وعذبتم شعبا مستضعفا في الأرض ، وأدعيتم التفوق والأحقية في جزء من بلاد المسلمين زورا وبهتانا ، فمارستم كبيرة من الكبائر وهي قول الزور ، وهي إدعائكم أن لكم حقا دينيا وتاريخيا وقوميا في ارض فلسطين ، أرض القوم الجبارين ، وبهذا فلن تنفعكم شفاعة الشافعين ، من بني آدم أجمعين ، في يوم الحساب أمام رب العالمين .إن شئتم فاسالوا قارون اليهودي من قبلكم كيف خسف الله به وبداره الأرض ، عندما عتى عن أمر ربه العلي العظيم ، يقول الله جل جلاله : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83 }( القرآن المجيد ، القصص ) . فخذوا عبركم وعظاتكم من قارون وأمثاله ، أن كنتم من النبهاء وكنتم من الراشدين ، ابتعدوا عن التعرض للمسلمين ولا تدخلوا المسجد الأقصى المبارك فهو للمسلمين ، وليس لكم لا حائط مبكى ولا هم يحزنون وإنما ذلك الحائط هو حائط البراق كما شهدت بذلك اللجنة الدولية المحايدة المكونة من سويدي وسويسري وهولندي المكلفة من عصبة الأمم عام 1929 . ولا تنسوا أن تأخذوا العبرة والعظة أيضا من ما يعانية أرئيل شارون الرجيم ، ملك يهود فلسطين في حين من أحيان فلسطين ، وهو السفاح الذي قتل من الفلسطينيين والعرب العزل عشرات الآلاف ، فهو الآن يغط في غيبوبة طويلة وسباق عميق منذ 4 كانون الثاني 2006 وحتى الآن ( 2008 ) فهو لا يموت فيها ولا يحيا ، جزاء ونكالا بما اقترفته يداه بحق المعذبين في أرضهم ارض آبائهم وأجدادهم الأولين ، وهذا جزء من عذابه الذي يعذبه به رب العالمين أحكم الحاكمين ، ناصر عباده المستضعفين في الأرض . وكذلك خذوا العبر والعظات وتذكروا إن كنتم من المتذكرين ، تذكروا المملكة اللاتينية وعاصمتها أورشليم ، وهي الممكلة الصليبية الخاطئة في ارض فلسطين في الأقوام الصليبيين الغابرين ، عندما أقاموا فيها نحو 88 عاما ثم هزمهم الإسلام والمسلمين بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 1187 م . فانظروا هل بقي للصليبيين من باقية ، لا لن تجدوا لهم من باقية ، فقد أخذهم الله العزيز الحكيم أخذة رابية ، وأسر ملكهم غي لوزنيان الطاغية . يا معشر يهود فلسطين .. الآتين من بلاد الصليبيين الأوروبيين والأمريكيين ...ثوبوا إلى رشدكم ، وأحكموا بالقسطاس المستقيم ، أتركوا شعب فلسطين وشأنه ، واتركوا أرض المسلمين ، وعودوا أدراجكم من حيث كنتم تأتون ، فما زلتم تحملون جنسيات دولكم ومواطنكم الأصلية من 102 دولة من دول العالم في القرن الحادي والعشرين ، فلن تفيدكم عملية تجميع نحو 4 ر 5 ملايين من اصل ما يقارب حوالي 5 ر 15 مليون يهودي من يهود العالم لفلسطين ، وهذا يدلل ويقنعكم قبل غيركم أنه حتى في ظل سن قانون عودة كل يهودي لفلسطين فلم يعود إلا نحو ثلث يهود العالم فهل أنتم معتبرون ؟ وهل انتم منتهون عن غيكم وضلالكم ؟ ولن تفيدكم بناء 1400 مستعمرة يهودية في فلسطين ، دعوكم من العقلية الاستعمارية اليهودية التي نفذتم سياستها طيلة 140 عاما ، وشردتم من أهل فلسطين مليونا ثم أصبحوا خمسة ملايين ، فلم تمكنوهم من العودة لأرض آبائهم وأجدادهم ، بينما أحللتم لأنفسكم المجئ لفلسطين دون حق أو مبرر قانوني وشرعتم قانون العودة اليهودية لفلسطين ، مكنتم من خلاله كل أوروبي أو غربي من القدوم لفلسطين ، تحت أسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان مبين ، فأطلقتم عليهم اسم القادمين الجدد ، أو الصاعدين إلى ُعلى فلسطين ،وبهذه المناسبة الجليلة الأليمة ، مناسبة الذكرى الستين ، لاحتلال الصهيونية لفلسطين من قبل الاستعماريين السابقين من آبائكم صهاينة أوروبا الذي طردوا أصحاب البلاد فأننا ندعوكم إلى الآتي :
أولا : اعتناق الإسلام الحنيف ، لأنه لا دينان إسلام ويهودية في ارض فلسطين بتاتا ، إن أردتم أن تبقوا في ارض المسلمين فيكون لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم وفق رسالة الإسلام السامية التي لا تميز بين المسلم والمسلم ، وتقوم على مبدأ إن أكرمكم عند الله أتقاكم كما يقول الله رب العباد أجمعين : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}( القرآن المجيد ، الحجرات ) . ولا ضير في ذلك ، فقد طرح قبل ذلك تيودور هرتزل المخطط الأول لجلبكم لفلسطين ، الذي زار فلسطين مرة واحدة في حياته ، في زيارة قصيرة لا ثاني لها ، فلا رباط بينه وبين ارض فلسطين بأصحابها من الملايين ، طرح فكرة اعتناق اليهود في اوروبا الديانة النصرانية وأن تندمج الجاليات اليهودية في المجتمعات الأوروبية ، دينيا واجتماعيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسواه ، والأولى إذا أردتم البقاء في فلسطين أن تعتنقوا الإسلام قلبا وقالبا ، لتتمكنوا من الاستقرار في فلسطين ارض المسلمين . فاتركوا دين آبائكم الأولين ، فالدين الإسلامي هو نور الدين المبين ولا تكونوا من المشركين أو الفاسقين ، فلا تؤذوا المسلمين واولياء الله الصالحين . يقول الله العزيز الحكيم : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن الحكيم ، المائدة ) . وفي حديث نبوي ، عن اعتناق اليهود للإسلام ، جاء بصحيح البخاري - (ج 12 / ص 299) حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابٌّ لَا يُعْرَفُ قَالَ فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ فَيَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ قَالَ فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ قَالَ فَقِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا قَالَ فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَانِبَ الْحَرَّةِ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي قَالَ فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا قَالَ قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ وَيْلَكُمْ اتَّقُوا اللَّهَ فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ فَأَسْلِمُوا قَالُوا مَا نَعْلَمُهُ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالُوا ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ قَالُوا حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ قَالُوا حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ قَالُوا حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ قَالَ يَا ابْنَ سَلَامٍ اخْرُجْ عَلَيْهِمْ فَخَرَجَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ اتَّقُوا اللَّهَ فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ فَقَالُوا كَذَبْتَ فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثانيا : أن تقوموا بالسماح للاجئين والنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى مواطنهم الأصلية ، في جميع المدن والقرى التي شردوا وهجروا وطردوا منها في الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ، في المدن والقرى أل 531 في ارض فلسطين المحتلة من قبلكم منذ ستين عاما ، عام 1948 . ليعودوا إلى صفد وطبرية وعكا وحيفا ويافا والعفولة والناصرة وتل الربيع ، وعسقلان واللد والرملة وبئر السبع وغيرها .
ثالثا : تعويض اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ، المسلمين والنصارى على السواء ، ممن تضرر من أفعالكم الإرهابية الجماعية ضد أهل البلاد الأصليين ، وفق ما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ التهجير الأول الذي حمل رقم قرار 194 ، وكان عدد هؤلاء الفلسطينيين المهجرين نحو مليون نسمة واصبح الآن تعدادهم أكثر من خمسة ملايين نسمة في المنافي والشتات العالمي ، فأصبح شعب فلسطين شعب عالمي بسبب العقاب الجماعي الذي تتبعونه منذ ستين سنة من السنوات العجاف .
رابعا : إقامة دولة واحدة موحدة جديدة تحمل اسم ( فلسطين العربية المسلمة ) في ارض فلسطين الكبرى من بحرها غربا هو البحر الأبيض المتوسط ، إلى نهرها شرقا وهو نهر الأردن أو الشريعة . ويتم الاتفاق على نظام الحكم فيها ، ويسن دستور إسلامي وحدود لها وعلم واحد ونشيد واحد وبرلمان واحد وجيش واحد ، ويحتفظ فيها بحق المواطنة كل من يعيش فيها ممن يعتنقون الإسلام ، مع احتفاظ أهل الذمة من النصارى ( المسيحيين ) بحقوقهم كاملة اسوة بجيرانهم العرب المسلمين الذين ستصبحون منهم . ويكون علم جديد لفلسطين الجديدة ويعيش فيه الجميع في وئام وحب وتعاون بعيدا عن الخصام والاحتكام للسلاح الأقوى ، فقوة الحق أقوى من قوة السلاح ، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك فالاحتلال سيزول عاجلا أو آجلا .
خامسا : كل من أعضاء الجاليات اليهودية الذي لن يعتنق الإسلام ، فعليه مغادرة البلاد ، من حيث أتى بالوسائل السلمية ، لتحاشي سفك الدماء المستمر والحرب الطاحنة التي تشن ضد ابناء شعب فلسطين ، وندعوكم أن تتذكروا قدرة الله العزيز الحكيم عليكم حينما أنتم تقدرون على شعب فلسطين ، فالأيام دول ، يوم لك ويوم عليك . ومن يبقى منكم مسالما في البلاد فلهم حق الحياة الطبيعية مع دفعهم للجزية عن يد وأنتم وهم صاغرون وهذا الهدى أحق أن يتبع قبل أن يأتي يوم يكون فيه شعار المسلمين : أخرجوا اليهود من فلسطين ، في جلاء إسلامي مبين .
سادسا : عدم اللجوء للإرهاب بين أبناء الدولة الفلسطينية العربية الإسلامية الجديدة ، وتساوى الجميع أمام القانون ، وعدم الالتجاء للأجانب مثل إمبراطورية الشر الأمريكية وزميلتها البريطانية وعدم السماح لهم بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة العتيدة المقترحة .
سابعا : يعيش الجميع في إخاء ومساواة وعدل بعيدا عن النعرات العنصرية والقومية والطائفية ، ويكون إرساء السلام بين الجميع ، وفق سياسة إسلامية مثالية تطبق على الجميع بلا استثناء .
ثامنا : إقامة علاقات طبيعية قائمة على الاحترام والاحترام المتبادل بين جميع شعوب المنطقة ، وتذوب فيها سياسة البقاء للأقوى ، واتباع سياسة البقاء للأصلح الأتقى والأنقى . وبذلك تنتهي الصراعات والخلافات والصدامات وتحقن فيها الدماء بين الجميع ، ولا غالب ولا مغلوب ، لأن الجميع عباد الله صالحين وفق تعاليم الإسلام في الأرض دين الله رب العالمين .هذه الأفكار ، أدعوكم فيها يا معشر يهود فلسطين ، لقراءتها بتمعن وإمعان وتذكروتفحص وتمحيص فإن الذكرى تنفع الغافلين أمثالكم ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين الظالمين الطغاة الأفاكين ، ولا تستمروا في ظلم شعب فلسطين فتكونوا في الآخرة من المقبوحين ، فابعدوا عن نار جهنم وردوا المظالم إلى أصحابها قبل يوم الدين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وقال إنني من المسلمين . لقد أخطأتم بحق شعب فلسطين ، وبحق العرب والمسلمين ، فارجعوا عن غيكم ولا تستمروا في الباطل وتكونوا من المبطلين . بل كونوا عباد الله في ارض الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، ولا تتبعوا الضالين من الصليبيين ، ولا تكونوا من المغضوب عليهم فتصبحوا من الخاسرين في الدنيا والآخرة ، فلا تنسوا يوم الحساب العظيم . فهذه تذكرة للغافلين الظالمين الذين يحيدون على الحق القويم والصراط المستقيم ويبتعدون عن الإسلام ويحاربونه بشتى الطرق والوسائل الخبيثة . فعلكيم المبادرة لاتباع الإسلام العظيم ، وهذا رسول الله عيسى بن مريم ينصحكم فكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، فتكونوا من المفلحين والفائزين بجنان النعيم ، ولا ترتدوا على أدباركم كافرين ، يقول الله الحي القيوم ، رب العالمين أحمعين : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}( القرآن الحكيم ، الصف ) .يا معشر ابناء يهود كونوا من المتقين الأخيار واتبعوا الإسلام تفلحوا وتنجوا في الدارين في الدنيا والآخرة ، قبل أن يخسف بكم الله الأرض ويزلزل أقدامكم إن بقيتم على الطريق الأعوج المعوج ، أتركوا الظلم والبهتان والزور والربا والحرب الشعواء ضد أهل فلسطين الأصليين ، فإنكم أنتم الطارئين ، ولا تبقوا تعيثوا في الأرض فاسدين ومفسدين ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وابتعدوا عن شهادة الزور والتزوير اتركو الباطل وأركبوا مع الركب الحق ، ركب الإسلام افإن رفضتم ، ورفضكم لن يكون إلا للمكابرة ، والرياء والنفاق العام ، فإن هناك بشرى ربانية إسلامية ، يقول الله القوي العزيز : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد ، الصافات ) . وهناك بشرى نبوية إسلامية حقة ستأتي ولو بعد حين ، من رسول الله النبي العربي المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما جاء بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 373) قال جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ". وورد بمسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " . وجاء بصحيح البخاري - (ج 10 / ص 70) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ للمسلمين :" تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ ". وفي رواية أخرى ، كما جاءت بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 427) عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ . وفي حديث غيره ، ورد بصحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " .
فلا تكونوا من المقتولين على أيدي المؤمنين المسلمين ولو بعد حين ، كونوا من التوابين الأوابين المستغفرين المسلمين . وكونوا من أتباع الإسلام العظيم حتى لا تكونوا من المخرجين من أرض العرب والمسلمين ولو بعد حين ،فلن تقدروا على إنهاء شعب فلسطين العربي المسلم ، بالقتل والتهجير والترحيل والطرد والإرهاب ، فهذه كفاية من الله رب العالمين بتثبيت ابناء شعب فلسطين في أرض المسلمين ، وسيأتيهم الفتح والنصرالمبين من رب العباد أجمعين ، فانتظروا إنا معكم منتظرين ، ولا تتولوا مدبرين ومسرفين ومشركين . وستعلمن نبأه بعد حين .
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد ،
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد ،
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .
والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .

ليست هناك تعليقات: