الجمعة، 2 مايو 2008

التأمين الصحي الشامل للعاملين في القطاعين العام والخاص في فلسطين


محطات عمالية
التأمين الصحي الشامل
للعاملين في القطاعين العام والخاص
في فلسطين
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
لتقليل اللجوء للتأمين الصحي الشامل غير الشامل
عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ : الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ ..
وعليكم بالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ ففيها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ ..
وعليكم بالْحِجَامَةِ ..
وعليكم بالغذاء لا الدواء ..
ايها الأخوة والأخوات الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أهلا وسهلا بكم في هذه الإطلالة الصحية السريعة حول الأوضاع الصحية والتأمين الصحي في فلسطين ، وذلك في ظلال الأول من أيار يوم العمال العالمي .
يقول الله جل جلاله : { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}( القرآن المجيد ، الشعراء ) .
وعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، صحيح مسلم - (ج 11 / ص 211) .
اعزاءنا الكرام نتواصل واياكم في حلقة جديدة من برنامج محطات عمالية ، ونتحدث في هذا اليوم عن التأمين الصحي الحكومي الشامل .
وزارة الصحة في فلسطين هي إحدى الوزارات الهامة في حياة الشعب الفلسطيني ، تقدم خدمات طبية متنوعة وقائية وعلاجية في الآن ذاته ، ومن ضمنها خدمة التأمين الصحي الحكومي الشامل ، وقد تعاقد الاتحاد العام لعمال فلسطين مع وزارة الصحة لتمكين العمال من الاستفادة من هذا التأمين برسوم شهرية مخفضة ( تأمين انتفاضة الأقصى ) حيث يستفيد المؤمن او المشترك صحيا من خدمات المشفى وفحص الطبيب في العيادات الصحية المركزية والفرعية اضافة الى تخفيض في اثمان الادوية والفحوصات المخبرية وصور الاشعة ، فيدفع المريض المشمول في التامين الصحي ثلاثة شواقل مقابل كل وصفة طبية موقعة من الطبيب الحكومي في الدائرة ذاتها .
ويشمل التامين الصحي الشامل المطبق من قبل وزارة الصحة على العاملين في القطاع الحكومي الفلسطيني العام ، إذ ان التامين اجباري لهؤلاء العاملين الا ان هذا النوع من التامين الحكومي هو اختياري للعاملين في القطاع الخاص كالعاملين في المنشآت الاقتصادية او المصانع او الورش او المؤسسات الاهلية كالشركات والمحلات التجارية وغيرها .
وتختلف قيمة المبالغ المقتطعة للتامين الصحي الشامل باختلاف الدرجات الوظيفية والادارية ( مدير عام او مدير او رئيس قسم او موظف عادي ) المصنفين في الدرجات الوظيفية وفق قانون الخدمة المدنية الفلسطيني والتي تتراوح ما بين الدرجة الاولى والعاشرة ، الا ان رسم التامين الصحي العادي هو 15 دولارا شهريا للمواطن العادي . وهناك بعض التخفيضات لبعض الشرائح الاجتماعية كاعضاء رابطة مقاتلي الثورة الفلسطينية القدامى والجرحى والاسرى المحررين او اعضاء النقابات العمالية حيث يتوجب عليهم دفع حوالى اربعين شيكلا شهريا . وتأتي عملية التخفيض هذه نظرا للظروف الاقتصادية السائدة المعاشة في فلسطين واحساسا من وزارة الصحة بهذه الاوضاع ، وهي مسالة تستحق الاحترام والتقدير .
الا ان هناك بعض الملاحظات نحب ان نوردها كما طرحها بعض المنتسبين لنظام التامين الصحي الشامل ، من ابرزها :
اولا : هناك اكتظاظ كبير في العيادات المركزية الموجودة داخل المدن الرئيسة وهذا الامر يشكل ارهاقا للعاملين في القطاعين العام والخاص على حد سواء حيث يضطر المريض المراجع للانتظار ساعات طويلة بانتظار الدور للوصول الى غرفة المعاينة للطبيب مما يسبب آلاما نفسية وجسدية فوق آلام المرض الطبيعية المعروفة ، ولهذا من المفترض ان يصار الى توفير عيادات فرعية في كل جهة او منطقة وخاصة في القرى والبلدات الفلسطينية وهذا بدأ العمل به في انتفاضة الأقصى المجيدة .
ثانيا : هناك العديد من الحالات التخصصية والمحولة الى المشافي او العيادات المختصة كعيادات وأطباء العيون والعظام والانف والاذن والحنجرة والقلب وسواها تحتاج الى عدة اسابيع او شهر او عدة شهور للحصول على دور حيث يبرز النقص الواضح في الاطباء الاخصائيين وهذا بدوره بحاجة الى حل جذري ، فالمريض الذي يعاني من مرض في عينه او عظامه لماذا يطلب منه الحجز للمراجعة بعد اسبوعين او شهر او اكثر ؟
ثالثا : إن عدد المرضى الذين يعاينهم الطبيب في العيادات الحكومية مرتفع ( الى حد ما ) حيث يتراوح عددهم ما بين 50 - 70 مريضا يوميا كما افاد احد الاطباء العامين وخاصة في العيادات المركزية ، الامر الذي يرهق الاطباء وبالتالي يؤثر على طبيعة عملهم ، ويبدو الامر هنا وكأن الطبيب وجد فقط لصرف وصفات طبية عن قرب او عن بعد سيان بين ذلك ؟ ترى ما الوقت المخصص لكل مريض في هذه الحالة اذا علمنا ان الطبيب يداوم من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الثالثة عصرا وهناك يومين إجازة رسمية : الجمعة والسبت .
رابعا : يشكو كثير من المرضى الملتحقين بالتامين الصحي الشامل من نقص الادوية والعلاجات العامة والخاصة بالامراض المعينة وفي بعض الحالات يضطر المريض لصرف معظم العلاج من خارج صيدلية العيادة الصحية الحكومية .
على أي حال ، التأمين الصحي الشامل للعاملين في القطاع الحكومي البالغ عددهم نحو 165 الف موظفي مدني وعسكري ، هو ملزم شهريا أما العاملون في القطاع الخاص فانهم في بعض الاحيان يترددون في تجديد بطاقات التامين الشامل للاسباب المذكورة آنفا ، ولهذا يجب المبادرة الى ايجاد حل سريع ليشمل التامين الصحي اكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا الفلسطيني .
أنا شخصيا من المجبرين على الالتزام بالتأمين الصحي الحكومي كوني موظفا حكوميا ، ولو لم أكن موظفا حكوميا فلن أشترك بهذا التأمين الصحي الشامل غير الشامل بحق وحقيق ، والمتعب كل التعب ، ولا يستفيد منه الملتزمين به إلا في حالات نادرة . فرغم اشتراكي الاجباري بالتأمين الصحي الحكومي الاجباري فإنني عندما أمرض أتوجه للعيادات الخاصة ، واشترى الأدوية من الصيدليات الخاصة ، على حسابي الخاص طبعا ، علما بأنه يتم خصم نحو 20 دولارا شهريا من راتبي رسوم تأمين صحي إجبارية ، لأني أدرك الجواب سلفا ، الطبيب الحكومي مشغول والصف طابور على الدور ، ومعظم العلاجات غير متوفرة ، فلماذا يتعب الإنسان نفسه في الالتزام بمثل هذا التأمين الصحي الحكومي . ولو يتم التخيير بالالتزام بالتأمين الصحي من عدمة فلن التزم به أبدا وهناك عشرات الآلاف مثلي ايضا . وللحقيقة يستفيد الإنسان من التأمين الصحي في حالة واحدة هي الحاجة للدخول للمشفى لإجراء عملية جراحية أو المراقبة السريرية للمريض . وغني عن القول ، إن الموظف الحكومي يلجأ في حالة مرضه للمشفى أو العيادة الصحية الحكومية لأخذ تقرير طبي كإجازة مرضية لتحاشي خصم جزء من راتبه وهو مريض يعاني من حدة مرضية أو نوبة طارئة وما شابه ذلك .
نقول هذا الكلام ليس للاحباط وإنما لاستنهاض الهمم والنفوس للتغيير والإصلاح الجذري نحو الأفضل والأصلح وترك المحسوبيات والواسطات في التغطيات العلاجية الخارجية خارج فلسطين . ونحو تخصيص موازنة سنوية أكثر واضخم لهذه الوزارة المهمة ، واستيعاب أطباء وممرضين وموظفين جدد لسد الحاجة المتزايدة للقطاع الصحي الحكومي . وغني عن القول ، إن وزارة الصحة تقدم خدمات طبية جليلة متزايدة وخاصة للمرضى من ذوي الأمراض المستعصية أو المزمنة كالسرطان والسكري والأمراض النفسية والضغط والإعاقات الجسدية ولكن ليس على المستوى المطلوب كما يجب أن يكون أصلا .
ونتمنى للجميع صحة موفورة مليئة بالسعادة والهناء ، ونرجو للتأمين الصحي الحكومي كل تقدم ونجاح والاهتمام بوقت المراجعين وظروفهم المرضية . فالمراجعة في العيادات الخارجية الحكومية متعبة بل وشاقة كثيرا يجب تسهيلها وعدم تعسيرها وتقليل فترة الحجز للمراجعة في مختلف الأمراض المزمنة والعادية الطارئة .
إخواني القراء الكرام .. أخواتي القارئات الكريمات
لا تنسوا العلاج الرباني القرآني ، والطب النبوي ، والشفاء بالعسل الطبيعي الأصلي من النحل والتداوي بالأعشاب المفيدة ، والتداوي بالقرآن للأمراض العصبية والجسدية على السواء فهي لا تتحمل الوقوف في طابور طويل وما عليك إلا أن تنفذ برنامج غذاء روحي أو غذاء طعامي للشفاء .
يقول الله جل جلاله : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}( القرآن المجيد ، النحل ) . والتداوي بالقرآن للمؤمنين خاصة وليس لغيرهم ، يقول الله العزيز الحكيم : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتدواي لأن لكل داء دواء ما عدا الموت . فقد جاء بسنن أبي داود - (ج 10 / ص 371) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ " . وجاء في صحيح البخاري - (ج 17 / ص 449) سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ " . وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ أو القزحة . وجاء في سنن ابن ماجه - (ج 10 / ص 256) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ : الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ " . وورد بصحيح مسلم - (ج 8 / ص 237) سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ أَهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ وَقَالَ : " إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ أَوْ هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ " .
والى هنا نأتي الى ختام حلقة هذا اليوم من برنامج محطات عمالية ، شكرا لمتابعتكم ، نلقاكم في حلقة أخرى قريبة إن شاء الله تبارك وتعالى .

ليست هناك تعليقات: