السبت، 24 مايو 2008

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ

ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

جولة إسلامية في عالم
( الشعب المختار المحتار )
المنبوذ في العالم


{ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }

( وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ
فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا )

" وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ

وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ "


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) }( القرآن المجيد ، الجمعة ) .

يستخدم الله العظيم الحليم التشبيهات الكثيرة في القرآن المبين لتبيان الحق للأنام أجمعين ، فالقرآن الحكيم كلام الله المقدس ، له وقع خاص في نفسية الناس فقد تحدى به الله الجميع هل سيأتون بمثله أو بعشر سور ، فعجزوا ويعجزون وسيعجزون مستقبلا فهو ليس كمثله شيء .
تعالوا بنا لنعرف ما هو سر الوصايا الإلهية العشر لليهود المذكورة في التوراة الحقيقية إبان بعث موسى عليه السلام كليم الله العزيز الحكيم ، لنعرف وصايا التوراة الحقيقية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل من نسل يعقوب ويوسف عليهما السلام أحفاد نبي الله إبراهيم عليه السلام ، فرضوها رفضا قاطعا واستبدلوها بعكسها فوصفهم الله الكريم بأن كل واحد منهم من لا يحمل نصوص التوراة بقلبه ولسانه وجميع جوارحه الإنسانية . وهذه الوصايا الإلهية نزلت لإسعاد قوم بني إسرائيل في ذلك الوقت من البعثة الإسلامية الجزئية فاختاروا الكفر والفسوق والعصيان ولم ينصاعوا أو يطيعوا التعاليم الربانية . بل أكثر من ذلك لقد نصبوا إلها خاصا بهم سموه ( يهوه ) وهو إله لهم وحدهم أما البقية الباقية من بني البشر فهم أغيار وأممين ( جوييم ) بمعنى حيوانات عجماء خلقوا لخدمة اليهود فقط ، فهذه هي الأفكار النيرة العنصرية الظالمة التي ينطلقون منها ولها ؟؟ فهل هذا غباء أم استغباء لبني البشر ؟؟ كيف يكون لكل جماعة أو حتى شعب أو أمة إله واحد !! هذا مستحيل بصورة مطلقة ؟! مالهم كيف يحكمون ؟ هم من المضللين فأصبحوا هم المغضوب عليهم من رب العالمين وليس ربهم فقط وحدهم . تعالوا بنا لنتعرف على الوصايا العشر التي كانت في التوراة الهادية لهم زمن رسول الله وكليمه موسى عليه السلام واستلمها في طور سيناء بمصر .

ذكر الحمار والحمير
في القرآن المجيد
والسنة النبوية المطهرة

هناك سورة من سور القرآن العظيم تحمل اسم الأنعام ، والأنعام تشمل الحيوانات كالبقر والإبل والماعز والخيل والبغال والحمير والطيور الأليفة كالطيور ومنها الهدهد والحشرات كالنحل والنمل والبعوض والذباب وغيرها . وقد ورد ذكر كلمة الحمار بالمفرد والحمير بصيغة الجمع عدة مرات بالقرآن المجيد ، كلام الله المقدس ، الهادف لإسعاد البشر والبشرية على مدار السنين . فمهمة هذه الأنعام هي تحقيق منافع ومصالح للإنسان سخرها الله لبني آدم لتعينه على متاعب الحياة الطبيعية من حمل الأثقال وأكل لحومها وألبانها والاستفادة من أصوافها والتنقل عليها واستخدام بعضها للحراثة . والحمار والحمير في شتى بقاع الأرض معروف عنها الغباء والمعارضة والمناقضة للأوضاع السوية . دعونا نستذكر بعض آيات الله السميع العليم الخبير في خلقه ، ومنها ذكر الحمار والحمير ، ثم الاستحمار لبني البشر ممن رضوا على أنفسهم بأن يكونوا كالحمار يحمل كتبا وأمتعة لا يعرف مضامينها وكنهها وهي صفة لمن لم يتبعوا تعاليم التوراة القومية الهادية زمن كليم الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام . ومن المعروف عن الحمير البلاهة والسفاهة والجهل والغباء وكل الصفات الذميمة ، والبعض يتخذ من رمز الحمار شعارا له كأحد الأحزاب الأمريكية ممن تريد التشبه بالحمار ، عافانا الله وإياكم من هذه الصفات والسمات . وهذا تكريس للوصف الإلهي الصادق لمن هم لم يلتزموا أو يلزموا أنفسهم بتعاليم التوراة الهادية الصادقة الحقيقية ، وهذا دليل آخر على أبدية القرآن الكريم المجيد الذي لا يأتيه الباطل بتاتا . وجاء في سنن النسائي - (ج 11 / ص 310) وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَمِيرِ فَقَالَ : " لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } " .

وكذلك لا بد من التذكير بالطب البيطري الذي يفيد أن الحمار عندما ينكح فرسا ( أنثى الخيل ) فإنه ينجب بغلا ، ليكون والد البغل حمار مستحمرا .
جاء بسنن النسائي - (ج 11 / ص 336) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أُهْدِيَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا فَقَالَ عَلِيٌّ لَوْ حَمَلْنَا الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ لَكَانَتْ لَنَا مِثْلُ هَذِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " . وورد بمسند أحمد - (ج 2 / ص 55) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَلِيُّ أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ وَلَا تَأْكُلْ الصَّدَقَةَ وَلَا تُنْزِ الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ وَلَا تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ " .
وهناك العديد من الأمثال والأقوال الشعبية التي تصف الجهلاء والسفهاء بالحمرنة والبغلنة ونسبتها للحمير والبغال منها : قالوا للبغل من أبوك ؟ فيقول أن الحصان خاله ، وتجنب ذكر كلمة الحمار أبيه ، وهو لف ودوران على الإجابة الصحيحة ، فهذه إذا صفة الحمار والحمير . تعالوا بنا لنتعرف على ذكر الحمار والحمير بالقرآن المجيد .
يقول الله تبارك وتعالى : { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}( القرآن الحكيم ، النحل ) . ويقول الله جل جلاله : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)}( القرآن المجيد ، لقمان ) . وبهذا نستشف من ذكر كلمة الحمار والحمير بالقرآن المقدس العظيم ، كلام الله رب الأولين والآخرين ، أن الله تبارك وتعالى الحمار هذه البهيمة ليستفيد منها الإنسان وجعلها طائعة أحيانا ومقصرة أحيانا أخرى ولا تأتي إلا بالضرب طورا وطورا وطورا ، وللحمار صفات ذميمة الصوت العالي المرتفع فصوت الحمير أنكر الأصوات وأقذعها تمجها الفطرة البشرية السمحة . وكذلك استعمل الإنسان الحمير لنقل أمتعته حينما يريد التنقل من مكان لآخر وخاصة في المناطق الجبلية ، ولدينا في فلسطين استخدم الحمار في حراثة الأرض ونقل إنتاجها ، من المزروعات والخضروات والأشجار المثمرة وغيرها .
وكلمة لا بد منها ، وهي أن الحمار ينظر للشياطين ويراهم فعندما يرى الحمار شيطانا فإنه يبدأ بالشهيق والنهيق والزعيق المتواصل بالصوت الذي تمجه الأذنين فهو الصوت النكير غير الرخيم . وقد جاء بصحيح مسلم - (ج 13 / ص 262) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا " . وفي رواية أخرى ، جاء بمسند أحمد - (ج 16 / ص 462) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا فَاسْأَلُوا اللَّهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ " . وفي رواية ثالثة ، ورد بمسند أحمد - (ج 17 / ص 451) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا وَإِذَا سَمِعْتُمْ صُرَاخَ الدِّيَكَةِ بِاللَّيْلِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا " . وجاء في مسند أحمد - (ج 28 / ص 314) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنْ اللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتْ الرِّجْلُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ وَغَطُّوا الْجِرَارَ وَأَكْفِئُوا الْآنِيَةَ قَالَ يَزِيدُ وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ " .
وجاء في بعض الأحاديث النبوية الشريفة ، إن القيامة تقوم على الناس الذين يتهارجون كتهاريج الحمير ، فقد جاء بمسند أحمد - (ج 36 / ص 27) : " إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا طَيِّبَةً تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ قَالَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ وَعَلَيْهِمْ أَوْ قَالَ وَعَلَيْهِ تَقُومُ السَّاعَةُ " . ومعنى التهارج : التسافد والجماع أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس علانية كما يفعل الحمير .
ما هية الوصايا العشر التوراتية الصحيحة ؟
تعتبر الوصايا العشر التوراتية هي قوانين ربانية إلهية أعطاها الله العزيز الحكيم لبني إسرائيل بعد الخروج من بر مصر والإقامة المؤقتة في سيناء . وتعد هذه الوصايا العشر ( عددها 10 وصايا ) المركزة التأسيسية للديانة اليهودية الصحيحة القويمة في تلك الحقبة من الزمن التي كانت على أغلب الظن عام 1227 قبل ميلاد المسيح بن مريم عليه السلام في مكان كنيسة بيت لحم في الأرض المقدسة فلسطين . وبهذا فإن الوصايا العشر هي ملخص موجز سها الحفظ والتطبيق لعدد كبير من الوصايا (حوالي 600 وصية توراتية ) وهي حكم وأمثال إلهية تهدي إلى سواء السبيل والصراط المستقيم موجودة في الشريعة أو العهد القديم في التوراة القويمة السليمة من التحوير والتحريف . والوصايا العشر موجودة في سفر الخروج 1:20-17 وسفر التثنية 6:5-21 وهي كالآتي :
الوصية الأولي : رسالة التوحيد الإلهي : ( لا يكن لك آلهة أخري أمامي ). فهذه الوصية ترسخ وحدانية الله الكريم العظيم الحليم السميع العليم وتدعو إلى تجنب عبادة أي آلهة أخري غير الله وذلك لأن الآلهة الأخرى باطلة بطلانا مطلقا إذ لو كان هناك إله غير لذهب كل إله بما خلق فسبحان الله عما يشركون علوا كبيرا .
الوصية الثانية : ( لا تصنع لك تمثالا منحوتا ، ولا صورة ما مما في السماء من فوق ، وما في الأرض من تحت ، وما في الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهن ولا تعبدهن ، لأني أنا الرب إلهك اله غيور ، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي ، وأصنع إحسانا إلي ألوف من محبي وحافظي وصاياي ) . هذه الوصية الثانية تدعو بني إسرائيل هي الأخرى إلى وحدانية المولى عز وجل وتحذير ونذير شديدين من محاولة صناعة ونحت تماثيل المزخرفة لعبادتها والتبرك بها وعبادتها من دون الله الجليل . الوصية الثالثة : ( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا ، لأن الرب لا يبريء من نطق باسمه باطلا ) . هذه الوصية الثالثة في ترتيب الوصايا العشر تنذر وتحذر وتعد بالعقاب الأليم لك من يستعمل اسم الله القوي القهار باطلا أو باستهانة أو باستخفاف متعمد للحديث العادي أو المبرمج أو الحلف به . وبهذا فينبغي عليهم تبيان وتوضيح وإظهار الاحترام الجامع والكرامة الحقيقية اللائقة بالله خالق الخلق أجمعين عند ذكر اسمه تبارك وتعالى جده .الوصاية الرابعة : ( اذكر يوم السبت لتقدسه . ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك ، وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك . لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك . لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها ، واستراح في اليوم السابع . لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه ). هذه وصية ربانية صريحة ودعوة لتقديس يوم السبت ( أو اليوم الأخير في الأسبوع ) للرب بعادته والتقرب إليه ، وهي منفعة ومصلحة لقوم موسى عليه السلام في تجديد النشاط والفعالية في الأيام الأخر من الأسبوع .
الوصية الخامسة : ( أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك علي الأرض التي يعطيك الرب إلهك ) . هذه وصية هادفة إلى تعزيز مكانه الأبوين : الأم والأب ، كونهما أنجبا الأطفال فيجب على الأطفال أن يحترموهم ويحبوهم فهم الذين أنشأوا الأطفال وربوهم وأنفقوا عليهم وتعبوا وسهروا في الاهتمام بهم ، فهذه وصية ربانية لإكرامهم والعناية بهم بالشكل المناسب .الوصية السادسة : ( لا تقتل ) . هذه الوصية الإلهية لقوم موسى عليه السلام بعدم اللجوء للإرهاب والعنف وقتل الآخرين لأن القتل يؤدي إلى المهالك ويدمر الحياة الإنسانية الطبيعية ويجعل الإنسان وحشا كاسرا يستأسد على الضعفاء والمستضعفين في الأرض بدلا من العطف عليهم ومساعدتهم وتقديم كل ما يلزمهم . فالقتل هو من الكبائر التي تحني هامات المجتمع وترهقه وتتعبه وتنشر الفوضى والإضطراب بين ثناياه وتجعله يئن أنين الحياة الأخير .وبالتالي فإن القتل هو من الأمور المنبوذة من الإله ويجب نبذه كذلك من العباد . الوصية السابعة : ( لا تزني ). وهذه وصية إلهية جليلة كذلك ، فهي تمنع إقامة العلاقات الجنسية البغيضة بين الذكر والأنثى ، وبطريقة مباشرة تدعو إلى الزواج المباح إشباع نهم الغريزة الجنسية كمتطلب حيوي من متطلبات المتعة والتناكح والتناسل وحفظ حقوق الزوج والزوجة والأطفال ، فهي وصية عظيمة تقدر قيمة الإنسان وتسمو به إلى مصاف راق بعيد عن مصاف الحيوانات الأعجمية التي تتسافد وتتناكح في الغابات والشوارع بل يجب الالتزام بأنظمة قويمة تحفظ حقوق الجميع ، وتشجيع حتمي لإنشاء أسر تمارس حياتها الطيبة في وضح النهار بعيدا عن الخفاء والجفاء ، إذا هذه وصية تحرم قطعيا ممارسة الزنا بجميع أشكاله وصوره القذرة النتنة .
الوصية الثامنة : ( لا تسرق ) . وهذه وصية اقتصادية أخلاقية ، تتمثل في الدعوة لعدم أخذ مال الغير بغير وجه حق دون تعب أو تقديم جهد يذكر ، ويجب الاستعاضة عن السرقة بالعمل الحلال والكسب الحلال وعدم استغلال تعب الآخرين بذلوه في سنوات وجنيه في لحظات قليلة .الوصية التاسعة : ( لا تشهد علي قريبك شهادة زور ) . وهذه وصية اجتماعية تدعو إلى الصدق في القول والفعل وعدم الكذب والدجل على الآخرين لكسب ودهم أو إلحاق الضرر والأذى بهم .
الوصية العاشرة : ( لا تشته بيت قريبك . لا تشته امرأة قريبك ، ولا عبده ، ولا أمته ، ولا ثوره ، ولا حماره ، ولا شيئا مما لقريبك ) . وهذه الوصية متممة للوصايا التسع الأولى وهي تطلب وتأمر أمرا كل إنسان أن يبتعد عن تمني بما للغير ليصبح له ، والابتعاد عن الحسد والغيرة فتطلب عدم اشتهاء أي شيء مادي أو معنوي ليس ملك لك . فالاشتهاء والحقد والكراهية وتمنى مال الغير يوبق الإنسان ويجره إلى مهاوي الردى والتعاسة مخالفا سنة الله الطبيعية الداعية إلى السعادة والإخلاص والتعاون وعم الخصام والتصادم مع الآخرين وابتزازهم أو السيطرة على ممتلكاتهم ، وعملية التمني ما ليس باليد ربما تقود بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى جرائم وكبائر مميتة مثل القتل ، أو الزنا ، أو السرقة أو كلها مجتمعة . وهي إجراء وقائي تهدف لخدمة الإنسان وترتقي به نحو الدرجات والمثل العليا التي تسعده وتقوده للحق والصراط المستقيم وتبعده عن الفوضى والتفسخ والاستغلال والظلم والقهر للآخرين .
لقد وعد الله حسب التوراة الحقيقية الجميلة الهادية إلى سواء السبيل المستقيم ، كل من يطبقها بالفوز بنعيم الدنيا والآخرة ، ولكن بني يعقوب الخارجين من مصر للنجاة من ظلم فرعون مصر لم ينصاعوا لتعاليم التوراة الحقة ، فوصفهم الله بعد معرفتها كلية وترك العمل بها كالحمار الذي يحمل أسفارا وهي الكتب والتعاليم الصحيحة على ظهره ولا يعرف ماهية ما يحمل في الخرج أو الشيء الموضوع على ظهره ، وهو تشبيه بليغ من رب العالمين لأبناء القردة والخنازير ونذير وتحذير وتبشير في الآن ذاته بضرورة الالتزام بتعاليم الله الجليلة المقدسة لنيل السعادة في الدارين الدنيا والآخرة .
يقول الله خالق الخلق أجمعين : { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)} ( القرآن الحكيم ، البقرة ) . فلن يظلم الله أحدا من عباده الصالحين الأتقياء الأنقياء المصطفين الأخيار ، فالعدل اسم من أسماء الله الحسنى ، والعدالة هي مبدأ إلهي أزلي .
وبعد التحذير والتنبيه الإلهي لبني إسرائيل القدماء ، رفض كثير منهم التعاليم الإلهية فعاقبهم بالتيه في صحراء سيناء وعدم التمكن من دخول الأرض المقدسة أربعين عاما متواصلة امتدت حتى وفاة موسى وهارون عليهما السلام في سيناء المصرية . يقول الله الغني الحميد : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) }( القرآن الكريم ، الأعراف ) .
على كل حال ، نرى في هذه الأيام الذين يدعون أنفسهم من بني إسرائيل ونسله وأتباعه ، من الصهاينة واليهود الجدد في فلسطين وبقية أصقاع الكرة الأرضية ، وهم ليسوا كذلك ، ليسوا من أتباعه ولا من مريده ولا من يقتفون أثر يعقوب التقي النبي الكريم ابن اسحق ابن إبراهيم عليهما السلام ، لا يلتزمون بتعاليم التوراة الحقيقية المنزلة من رب العباد على رسوله وكليمه موسى عليه السلام ، وبالتالي فقد استحقوا ما ذكره القرآن خالدا مخلد أبدا الدهر وهي صفة الحمار ، وهو الدابة العجماء بألوانها السوداء أو البيضاء أو المزركشة المختلطة مع بعضها البعض . فهم يناقضون الوصايا العشر التوراتية الإلهية الآنفة الذكر ، فقد تبنوا فكرا يقول إن لهم إله خاص بهم ، هو يهوه وأما بقية الناس فهم عبارة عن حثالات وحيوانات وأممين وأغيار خلقوا لخدمة أبناء الشعب المختار الذي أختاره الرب ، فأين الخيار والفقوس والاختيار في هذه التصرفات ؟؟ فقد عصوا أوامر ربهم فلقوا وسوف يلقون غيا وعذابا أليما من رب العالمين من الأولين والآخرين ، فالإمهال والتمهل صفة من صفا الله العزيز الحكيم ، وكذلك جعل بعضا من الكافرين منهم عبرة لمن يعتبر ويتعظ فقلبهم قردة وخنازير يتيهون في الأرض على غير هدى ولا كتاب منير .
لقد مارس السواد الأعظم من اليهود الكبائر والموبقات العشر التي تناقض الوصايا والتعاليم العشر الحميدة المجيدة في العالم ، فهم يقتلون ويعيثون فسادا وإفسادا في جميع قارات العالم ، وخاصة في ارض فلسطين ، المركز الأساسي لليهودية والصهيونية العالمية منذ 60 عاما ، وما قبلها وما بعدها ، فها هو شعب فلسطين الأصلي في أرض آبائه وأجداده يقتله يهود الجاليات اليهودية الآتية من معظم أنحاء العالم ويدمرون حياته ويسلبون أرضه وماله ، ويعتدون على حرمات الله ليل نهار ولا من مغيث سوى رب العباد أجمعين ، ويمارسون الدعاية الهدامة بصيغة الجمع والمبالغة وليس الكذب بل الدجل بعينه وهو أسلوب الدعاية اليهودية الصهيونية الخارجة عن تعاليم الله الجليل الحكيم ، فالقتل سمة من سمات هؤلاء المحتلين الأنذال في أرض الله المقدسة التي باركها من فوق سبع سماوات طباقا . وكذلك يستخدمون الزنا والنساء في الوصول لغاياتهم الدنيئة المتسلطة الهادفة للتحكم في رقاب الآخرين في فلسطين وغيرها ، وإن كانت فلسطين هي المثال الحي لوحشيتهم ودناءة نفوسهم فهم يتصرفون كالخنازير التي لا تغار على عرضها ، فكل شيء مباح لبني يهود للوصول إلى الهيمنة والتجبر والتسلط على الآخرين من المستعفين في الأرض . والسرقة والربا هي سمة أخرى من صفات وسمات هذه الثلة المغضوب عليها من رب العباد ، فهم يأخذون أموال الناس بالباطل وكلام الزور والبهتان والإفك المبين المستبين ، دون مسوغ أو مبرر، استولوا على أرض فلسطين وسرقوها من أهلها بالرشى والغش والترهيب لأهل البلاد فمارسوا الإرهاب والقتل ونشروا الفتن ما ظهر منها وما بطن . وبالتالي فإن التشبيه الإلهي الحكيم لبني يهود : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}( القرآن الحكيم ، الجمعة ) .
وهي أقوال فصل هي صادقة كل الصدق ومناسبة لهم في حلهم وترحالهم في فلسطين وفي العالم اجمع ، فهم كالبعوض والذباب الأزرق أيضا يعتاشون على دماء الآخرين ومص دمائهم كما يمص الطفل ثديي أمه لينال الحليب ليكبر وينمو ، فهم ليكبروا يمارسون مهنة امتصاص دماء أهل فلسطين من المسلمين وحتى النصارى منهم أيضا فهم في غيهم سادرون .
وقبل أن نختتم هذه العجالة الإسلامية في عالم الشعب المحتار لا المختار نذكر بقول للفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كما جاء بالمستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 19 / ص 355) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول : « إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة ، ثم يعود إلى خلافة ، ثم يعود إلى سلطان ورحمة ، ثم يعود ملكا ورحمة ، ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير ، أيها الناس ، عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ، ويكون تماما قبل أن يكون رماما - أو يكون حطاما - ، فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام ، فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم » .
عافانا الله وإياكم من عصيان التعاليم الربانية القرآنية ، وجعلنا ممن يقرأون ويستمعون القول فيتبعون أحسنه . نترككم في أمان الله ورعايته ، سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: