السبت، 3 مايو 2008

أميرة الحب والموت العراقية والمتخاذلين معها

أميرة الحب والموت العراقية
والمتخاذلين معها
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
" هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،
يقول الله جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) ( القرآن المجيد ، الحجرات ) .
قتل أب عراقي حر شريف من جنوب العراق ابنته الصبية ( ر . ع ) الطالبة الجامعية التي تدرس اللغة الانجليزية بجامعة البصرة أواسط شهر آذار الماضي 2008 ، وكانت هذه الفتاة العراقية تحب جنديا من جنود وعلوج البريطانيين مساعدي إمبراطورية الشر الأمريكية ، التي تسببت بقتل نحو مليون مواطن عراقي بصورة مباشرة أو غير مباشرة . وكانت هذه الفتاة تتعامل مع جندي بريطاني أحبها وأحبته وقدم لها هدية وقبلتها ووضعتها عند زميلتها خوفا من ردة فعل أهلها ، بشهادة الشهود ، فهي كانت تعرف أن ممارستها خاطئة أصلا ولكن الغرور والنفس الأمارة بالسوء يا قوم . وكانت تضيع عدة ساعات عند زميلتها وهي تتفنن في وصف هذا الجندب البريطاني الأجرب ، أجرب عقليا وإنسانيا وقاتل الأبرياء من أبناء العراق الشقيق ،كما هي جرباء في محيط أسرتها الكريمة . البعض أنبرى يدافع عن شرف هذه الفتاة من ( عرب أمريكانو ودولارو وعرب استعمارو يورو ) والبعض الآخر وصف ذلك بوأد البنات ، ولكن الؤأد يا سادة هو للطفلات الصغيرات البريئات اللواتي لا حول لهن ولا قوة وليس لمن يتعاملن ويحببن المحتل عدو الله وعدو الشعب العراقي وعدو الأمة العربية الإسلامية ، هذه الفتاة بدل أن تقتل جندي من جنود الاحتلال البريطاني – الأمريكي المزدوج على العراق الشقيق ، قدمت له الورد والحب تلو الحب والكلام اللطيف الجميل جزاء وفاقا لأنه حرر العراق كما يرتأي ( عرب أمريكانو ) وكما تعرفون فإنه في حالة تدنيس أي بقعة من بقاع أرض المسلمين فيجب أن تخرج الفتاة للجهاد في سبيل الله دون إذن والديها أو ولي أمرها ، لا أن تتجه صوب الأعداء لتحب رجسا وعلجا من علوجهم الساقطين الهابطين جوا لاحتلال ارض العراق الشقيق ، وبعض هؤلاء الديوثين يدافعون عن الفتاة ويقولون أنها جنحة بسيطة ، والأمر قد تكرر كثيرا ، فمن الأفضل يا ترى أن نشجع بنات المسلمين على حب جنود الأعداء المحتلين أم نشجعهن على الغضب على الأعداء ومقارعتهم بكل ما يؤتى الإنسان من قوة الإرادة والشكيمة . أما هؤلاء المنبطحين الذي يرحبون بالأعداء وحب الأعداء فهم ليسوا من الإسلام بشيء ، وإنما هم من الموالين للأعداء ، هذا هو الشرع الإسلامي . أما من يكيف الشرع لمصلحته الذاتية أو الحزبية أو القبلية أو العشائرية أو كما يهوى هو فلا أهواء في افسلام في ظل وجود نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة توضح ذلك ، وأما من حال الأمر الحالي من بروز الرويبضات يدافعون عن الاحتلال وأذيال الاحتلال فلا يجوز إطلاقا . نحن شعب مسلم أعزنا الله بالإسلام العظيم ، وبالإسلام فقط لا بالحب يا حربجي ويا مزايد على الأتقياء الشرفاء الذين يوضحون الدين القويم للناس أجمعين ، ولا نقبل من يدنس رحاب الإسلام ، وأسال الشخص الذي اسمه حربجي هل يقبل لأخته أن تمارس ما مارست تلك الفتاة مع الدخيل أحد العلوج ذو العيون الزرقاء والشعر الأملس الندي . تبا لهذه المهاترات ، إن كان من يدعو للإرتماء بأحضان الأعداء ليست جريمة فما الجريمة إذا ؟؟!! . هل نفتح بيوتنا وصدورنا ونسمح لبنات المسلمين بحب جنود الاحتلال ومغازلتهم بالانجليزية لغتهم الأم وتقديم الورود لهم ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ ابتعدوا عن طرح موقف الإسلام فأنتم لا تمثلوه وإنما تمثلون رأيكم الشخصي وهو غير ملزم للمسلمين .
فإنني لا اقبل بتشبيه حادثة الإفك العظيم ضد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مثل هذه الحادثة الحبية الغرامية الإجرامية واستغرب بمن يقوم بالزج باسم المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمنا عائشة رضي الله عنها في هذه المسألة عن حسن نية أو سوء نية . رسول الله قدوتنا جميعا وهو الهادي والشفيع والبشير والنذير والذي كان فيه غلظة على الأعداء والكافرين ، ولا يدعو إلى حبهم ومغازلتهم والتشبث بهم ومصاهرتهم .
يقول الله جل شأنه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}( القرآن المبين ، التوبة ) .
وبين الله تبارك وتعالى ضرورة الغلظة على الكافرين ومن والاهم : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) }( القرآن المجيد ، الفتح ) .
وأوضح الله سبحانه وتعالى في سورة أخرى الفرق بين المؤمنات والخائنات : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}( القرآن الحكيم ، التحريم ) .
البنت العراقية الغرامية ( أميرة الحب ) واسميها أنا أميرة الموت وتفكيك الأسرة ، فهي طالبة جامعية ويفترض أن تكون عاقلة لا مرائية لأعداء وطنها وشعبها ، وتبا للحب من هذه الشاكلة ولو أيدها كل أصحاب الحب العذري والغزلي في العالم ، أميرة الحب - هذه المجنونة الخارجة عن هدى الإسلام - كما سماها عشيقها الجندي البريطاني المحتل ، إن كانت مذنبة وهي كذلك فجزائها القتل مهما كانت الدوافع والطرق لقتلها ، فوالدها أدرى بها وهو الذي أنجبها ورباها وهو أدرى بمصلحتها ؟ أم أهل الحب هم الأدرى بمصلحتها ؟ افهموني قولا وفعلا ، وما يرضاه الإنسان لنفسه فليرضاه لغيره من أبناء الإسلام العظيم؟ كيف تتعامل مع جندي بريطاني عدو للشعب العراقي ، الله أعلم كم قتل من أبرياء العراق ؟ وهذه العلاقة علاقة تجسس أصلا مباشرة غير مباشرة ، من ابنة مائعة مائلة مع الأعداء وجزائها برأيي الشخصي الإنهاء بأي طريقة وبأسرعها فهي لم تلتق معه مرة واحدة بالصدفة أو مرتين أو ثلاث وإنما هي تتطوع معه ؟؟ ما هذا الأمر العجيب ؟ هل ترضون لأخواتكم وبناتكم هذا التصرف الأهوج ؟؟ كيف لها أن تتحدث مع جندي أجنبي إرهابي جاء من بريطانيا لقتل المواطنين العراقيين ، وتهفو نفسها لتحبه والحديث معه بدعاوى أنها تتحدث الإنجليزية ؟؟؟ لو كل بنت تتحدث الإنجليزية توالي الأجانب لما لحقنا يا أخواني ؟ بتر العنصر الضار أفضل من بقائه ؟ والحمد لله التي جاءت على هذا الحال . ولا نعفي الأبوين من المسؤولية إطلاقا فالأب مسؤول والأم مسؤولة عن جنحة ابنتهما . يجب ان نراقب الأبناء المراهقين قدر الإمكان ، ذكورا وإناثا ، والجماعات المسلحة المسلمة مسؤولة عن مثل هذه الخطايا أيضا وتتحمل المسؤولية الإسلامية والتاريخية . أما أن تعربد هذه الفتاة وتتعامل مع المحتل فجزاؤها القتل . ومن ينفذ القتل ؟ المحاكم ؟ هل المحاكم الطائفية أو الميدانية ؟ لا محاكم حقيقية في العراق ! الذي يحكم في هذه الحالة هو الأقربون لأنهم الأولى بذلك ؟ وتحياتي للشعب الجزائري الشقيق الذي تحرر في فترة زمنية قصيرة بثورته 1954 - 1962 وكان من بين أساليبه قتل العملاء بالجملة في جبال الأوراس .
لو أن كل أب أو أخوة قتلوا قريبهم أو قريبتهم ممن يتعامل مع الاحتلال لتحررت البلاد المحتلة من بلاد العرب والمسلمين منذ زمن ولهرب المحتلون ؟ ولكن ضعاف النفوس والمرضى النفسيين هم من يتعاملون مع الاحتلال البغيض .
مع تفهمي لغرض الشرفاء الذين يحكمون عن بعد وليس لديهم اطلاع واسع في هذا الأمر ويطرحونه للنقاش وأثراء الحالة الجهادية وعدم قتل البنات بتبريرات زائفة ( الشرف ) وهم بعيدين كل البعد عن ذلك . إلا أن هذه المسألة لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال . وهذه الحادثة هي عبرة لمن يعتبر . وكنت أتمنى أن أن لا يستعجل الأب وأن ينصب الوالد وأبنائه كمينا لأبنتهم والجندي ويقتلوهم الإثنين معا ، فهو كافر وهي مخطئة عن سبق الإصرار والترصد ومغرر بها ولكن حادثتها تكررت مرارا . وطوبى ومرحى لمن يجاهد ضد الأعداء والخونة ولو كانوا من ذوي القربى . أرجو أن لا يدافع عن الفتاة كل مسلم يؤمن بالله العلي العظيم والقرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة لأن ما فعلته البنت ليس خطأ بل خطيئة مزدوجة فهي حادثت وعاونت المحتلين عدة مرات وما يدرينا لها كانت تتجسس على أبناء شعبها بدعوى أنها تتحدث الإنجليزية وتبا لها من لغة تتحادث مع محتلها قاتل شعبها على مرأى ومسمع من الأحرار الشرفاء حيث كانت تخفي هذا الأمر لعلمها بخطئه الجسيم . فمثل هذه الحادثة ستمنع مئات البنات من محادثة المحتلين ولو حديث طارئ وهو عين الصواب ، ولكن الله اراد أن يجعل هذه المخلوقة عبرة للنساء المنافقات العابثات بأمنهن الشخصي والعائلي والإسلامي .
يقول الله العزيز الحكيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}( القرآن المجيد ، المائدة ) . ويقول الله الحي القيوم : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
وجاء بسورة أخرى : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}( القرآن الكريم ، النساء ) .
وأخيرا أقول إن جريمة الفتاة جريمة مضاعفة ، أولا كونها تتحدث وتعاملت مرارا وتكرارا مع محتل أجنبي عدو لله ثم عدو للعراق وللشعب العراقي . وثانيا : تعاملت مع جندي كافر والعياذ به وتحبه ومشغوفة في حبه . يا له من عار على أحرار العرب والمسلمين . وهذا جزاء كل من تعامل ويتعامل مع الأعداء ذكورا وإناثا وقبل أن ينزل نفسه في اسفل سافلين بعد أن خلقه الله في أحسن تقويم . ولا بد من التنويه إلى أن قتلها ليس غسلا لشرف العائلة بل هو غسل لشرف الإسلام العظيم الذي تحدته الفتاة السافلة تلك .
من جهة أخرى ، أرجو أن تفهموني بالشكل الصحيح ، أنا ناقشت مسألة فتاة العراق ( أميرة الموت ) ولم أناقش قضايا الشرف العائلي ، فهذه تختلف عن تلك وخاصة بين بني جلدتنا الذين ينتهكون العرض ويعتدون على الفتيات أو النساء غصبا عنهن أو برضاهن وكله اعتداء وجريمة كبرى وكبيرة من الكبائر تسمى الزنا . قضية الشرف قصة أخرى مختلفة تماما عن هذه القصة . في قضايا الشرف يجب التروي وعدم التعجل لأن في العجلة الندامة أما قضية الشرف والكفر والخيانة والتجسس وحب جنود القتل العلوج من الأعداء فهذا غير جائز مطلقا والتعامل مع الأعداء فجزائها القتل حتما . أظنكم سمعتم بالحديث النبوي الشريف عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . هذا هو الحديث للتسريع في الحل والابتعاد عن دناءة النفس والتعرض لأعراض الآخرين برضا الفتيات أو بعدم رضاهن . فقط للذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
حول الزنا والشرف وعدم القتل والتسرع بالأحكام لا بد من العودة للقرآن المجيد كلام الله المقدس الخالد في الخالدين ، يقول الله العزيز الحكيم : { بسم الله الرحمن الرحيم : سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) }( القرآن المبين ، النور ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 3 / ص 51) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " .
وهنا يحضرني مثالا حيا للجلد ممن لم يرتكب موبقة من الموبقات ، أوتي ببعض المخمورين السكارى لعند خليفة الإسلام عمر بن عبد العزيز فأمر بجلدهم جميعا ، ثمانين جلدة فاحتج أحدهم فقال إنه صائم ، فقال له الخليفة العادل ، أنت صائم ؟ ولماذا تصاحبهم ؟ إبدأوا بجلده أولا ، فجلد الصائم الذي يمشي مع السكاري المخمورين أولا ، هذا هو الإسلام كما جاء بصحيح البخاري - (ج 2 / ص 58) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ . وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً " .
أين المسلمون من هذا الكلام ؟ وأين الذين يرتكبون الكبائر عن سبق الإصرار لنزوة ولذة حيوانية هابطة دنيئة مخالفة للدين الذي ارتضاه الله جل جلاله لنا لنهتدي به في الحياة الدنيا والآخرة على السواء من هذا البيان القرآني القويم والهدي النبوي الإسلامي العظيم ؟ أخواني الكرام لا تذهبوا بعيدا ، هل تريدون أن تدعو فتاة مراهقة لجندي احتلال بريطاني للإسلام ؟ فيلذهب إلى جهنم وبئس المهاد هو وزبانيته خالدا مخلدا فيها ؟ الأولى بذلك الرجال وليس النساء ، فالنساء يدعون النساء وليس للنساء من هذا القبيل أن تدعو المحتلين للإسلام ؟ فهي ليست أسيرة مصفدة اليدين والرجلين وإنما حرة طليقة تصول وتجول حتى تضحك على المحتل وتحاول إنقاذ نفسها بل هي الجريمة بحالها ، أحرصوا على بنات المسلمين جميعا كما تحرصون على قريباتكم من البنات والأخوات والخالات والعمات وغيرهن .
وقد حاولت أن لا أذكر اسم الفتاة ووالدها وعائلتها في هذا الإدراج لتحاشي التشهير بالأب المغلوب على أمره الذي أخذته الحمية الإسلامية وتسرع بقتل أحد الأطراف فقط والأحق قتل الإثنين معا سواء بسواء ، وكذلك لقد أفضت تلك الفتاة إلى ربها ولنترك حسابها للعدل سبحانه وتعالى فهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين جل جلاله ؟ ولكن لنأخذ العبر والعظات من هكذا ملمات وهموم وآهات .
تحياتي ومودتي ، نترككم في أمان الله ورعايته ، عافانا الله من جرائم الاحتلال المباشرة وغير المباشرة . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: