الخميس، 1 مايو 2008

أُولِي الضَّرَرِ .. والتيسير لا التعسير

محطات عمالية
أُولِي الضَّرَرِ .. والتيسير لا التعسير
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
الاهتمام بالمعاقين الفلسطينيين ومبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع
وفق سياسة " التيسير لا التعسير "
وتنفيس وتفريج الكروب والهموم في
الحياة الطبيعية .. العيش الكريم .. التربية و التعليم .. العمل .. الزواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}( القرآن الحكيم ، لقمان ) .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ . وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ . وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " ، صحيح مسلم - (ج 13 / ص 212) .
المعاقون فئة مستضعفة في الأرض ، من أولي الضرر ، ليست بسيطة في أرض فلسطين ، ينبغي إيلائها الاهتمام اللائق بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، حكومة وأهالي وأحزاب وهيئات رسمية وشعبية وأفراد . وغني عن القول ، إن أي واحد فينا قد يصيبه ما أصاب هذه الفئة من ابتلاء رباني فطالما الاحتلال البغيض موجود يعيث قتلا وفسادا بأهل فلسطين الأصليين والحوادث المرورية اليومية متزايدة والفلتان الأمني والفوضى متوفرة والشجارات العائلية على اختلاف فصول السنة الشتوية والربيعية والصيفية والخريفية متصاعدة وحالات المقت والغضب المستشرية الطارئة فإن الجميع ليس بمأمن من التعرض لإعاقة ما ، عافانا الله وإياكم من أي نوع من الإعاقات . فالإنسان لا يعرف مصيره ، ويجب أن نستخلص جميعا العبر والعظات وأن نقدم لأنفسنا ، ولحسابنا يوم القيامة ، كما يقول الله جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}( القرآن العظيم ، الحشر ) .
وقد أعفى الله سبحانه وتعالى فئات أولي الضرر ، الجدسية والعضوية أو النفسية المزمنة أو المؤقتة ، من بعض فرائضه ، ووضع لهم نظاما خاصا يهتدون به ، في الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله وسواها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، يقول الله الحي القيوم : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)}( القرآن المجيد ، النساء ) . ويقول الله العلي العظيم : { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}( القرآن المجيد ، النور ) . ويقول الله تبارك وتعالى في سورة أخرى : { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)}( القرآن الكريم ، الفتح ) .
على أي حال ، يحيى المعاقون الفلسطينيون في أرض الوطن المبارك وفي العالم يوم المعاق العالمي الذي يادف 2 كانون اول 1998، في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية حيث عمل الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين على تنظيم عدة فعاليات ثقافية وطبية وعمالية وعرض منتجات المعاقين الراغبين المشاركة بانتاجهم الفني والأدبي او اليدوي في مختلف المعارض بالجامعات والمؤسسات العمالية والاجتماعية .
والمجتمع الفلسطيني ، كأي مجتمع في العالم ، يحاول النهوض بمستوى خدمات المعاقين من خلال تقديم التأهيل والتدريب المعني الا ان هذه القضية لا تقف عند التأهيل والتدريب اذ انه من المفروض ان تلحق هذه العملية بعملية استيعاب لهؤلاء المعاقين في سوق العمل .
وفي فلسطين ، هناك العديد من الاسباب التي ادت الى اعاقة الالاف من المواطنيين الفلسطينيين ، وتنقسم هذه الاسباب الى قسمين ، هما :
اولا : العوامل الوراثية العادية .
والثاني : العوامل الاجتماعية والسياسية التي سادت فلسطين بفعل الاحتلال اليهودي البغيض ، طيلة سنوات الاحتلال وخاصة سنوات الانتفاضة المجيدة ، والتي نجمت عن الاصابة جراء اطلاق النار من قبل جنود الاحتلال على شبابنا وشاباتنا وعمالنا وعاملاتنا ، وتنوعت هذه الاعاقات فكانت جسدية او حسية او عقلية جزئية او كلية فمنهم من تعرض لاصابة في راسه او عينه او يده او رجله او بقية اعضاء جسده ، شافاهم الله جميعا .
وتتركز نسبة الاعاقات الفلسطينية بشكل اساسي في الفئات العمالية الماهرة وغير الماهرة في هذه المنطقة او تلك ، وقد ادت عمليات الاعاقة العمدية او غير الوراثية الى تخلف الالاف من العاملين عن مراكز عملهم وبالتالي اصبحوا يتعرضون للبطالة بشكل ملفت للنظر مما ادى الى تدهور اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية الامر الذي اثر بشكل مباشر على الدخل العائلي لهذا المعاق او ذاك .
وبغض النظر ، فان الاعاقة هي الاعاقة رغم اختلاف الاسماء والمسميات ، للذكور والإناث ، ومن واجب المجتمع والمسؤولين العمل على تركيز الاهتمام بهذه الفئة ليس فقط الاهتمام بالتدريب والتأهيل بل الاستيعاب في قطاعات العمل المختلفة ضمن المهن التي يتم التدريب عليها سواء أكانت حكومية أو أهلية أو خاصة .
وحري بنا في هذه المناسبة وفي كل مناسبة ان ندعو الى تدعيم القول بالفعل لدعم المعاق وأسرتة من خلال توفير فرص العمل الضرورية بما يتناسب وطبيعة وظروف الاعاقة وتوفير فرص التعليم على اختلاف مستوياته المدرسية والجامعية والدورات المهنية والتعليم المستمر وكذلك توفير سبل التنقل الحر في ربوع الوطن الفلسطيني الغالي .
ونلاحظ ان العديد من مؤسسات التدريب والتأهيل المهني تتوزع على خارطة الوطن الا ان هذا الامر يقع بالدرجة الاولى على عاتق بعض الوزارات في السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال توفير برامج تأهيلية وتدريبية عامة وخاصة . وتشمل برامج تأهيل وتدريب المعاقين عادة على مهن النجارة والخياطة واعمال التنجيد وصناعة الخيزران والاعمال الجلدية والمكتبية والتجميل والحاسوب وغيرها .
وتتحمل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل وجمعيات تأهيل المعاقين وكذلك الاتحاد العام للمعاقين المسؤولية الكبرى في عملية اعادة تأهيل هذه الفئة من فئات شعبنا الفلسطيني التي كابدت وناضلت من أجل دفع مسيرة التحرر والتحرير الوطني الى الامام والتخلص من براثن الاحتلال اليهودي المقيت .
ومن الواجب ان يصار الى اجراء احصاءات حقيقية مفصلة لعدد المعاقين التي تقدر بنحو 60 ألف معاق تمهيدا للعمل الوطني الجاد من اجل استيعابهم او استيعاب الجزء الاكبر منهم في القطاعين العام والخاص في فلسطين ، ليس كمنة وإنما كحق طبيعي من حقوقهم في إعادة بناء البنى التحتية الوطنية في فلسطين والعمل على تنظيم برامج تأهيلية وتدريبية فعالة لكافة اشكال الاعاقة الطبيعية الخلقية ( بفتح الخاء وتسكين اللام ) او الوراثية والاعاقة السياسية الناجمة عن عمليات المقاومة الشعبية للمحتل الصهيوني .
وحبذا لو يتم تحديد نسب معينة فعلية وليس نظرية فقط في المؤسسات الحكومية والأهلية الفلسطينية لاعادة استخدام او توظيف هذه الشريحة المتضررة من شرائح شعبنا الفلسطيني وايلائها الاهتمام اللائق بالكرامة الوطنية والانسانية والعزة والإباء للانسان الفلسطيني المعاق ، ولنبادر الى احتضان المعاقين وتوفير سبل العيش الكريم لهم ولعائلاتهم ويجب ان لا يحسوا أنهم اصبحوا عالة على المجتمع الفلسطيني لأن الانسان بطبعه يحب العمل والاعتماد على ذاتة وذلك لتوفير المصاريف والمتطلبات المالية اليومية وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في ارض الوطن وان مرحلة البناء والتطوير ما زالت في بدايتها وبحاجة الى تكاتف كافة الجهود الوطنية المخلصة لاعادة البناء والاستثمار الاقتصادي القادر على ايجاد عشرات الالاف من فرص العمل للمواطنين الفلسطينيين بسكل عام والمعاقين العمال بشكل خاص والقضاء على ظاهرة البطالة التي تطل براسها صباح مساء وتسبب مآس اجتماعية واقتصادية لشريحة كبيرة من الشرائح الاجتماعية من شعبنا الفلسطيني .
ونؤكد على ضرورة ان يتمتع المعاق الفلسطيني بكافة حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية كمواطن عادي وفي مقدمتها حقه في العمل ومنحه الاجر المناسب ومراعاة ظروفه عند تحديد ساعات العمل اليومية لأن وضعه الجسدي يختلف عن وضع العامل العادي . وتنبع اهمية العمل او التشغيل للمعاقين على اختلاف انواع واشكال اعاقاتهم من كون العمل يؤكد استقلالهم الاقتصادي ويحقق الذات الانسانية للمعاق واسرتة بالاضافة الى ان العمل ضرورة فردية واجتماعية في حياة الانسان الطبيعي .
وفي الدول المتحضرة عادة ما يتم ايلاء فئة المعاقين اهتماما خاصا ، حيث ان غالبية الدول تأخذ بمبدأ تشغيل واستخدام المعاقين ، حيث نصت قوانين وتشريعات العمل على تخصيص نسبة للمعوقين من الوظائف لدى المؤسسات التي تشغل عددا محددا من العاملين ، وهناك بعض الدول تقدم منحا لخريجي مراكز التأهيل والتدريب كالقروض والتسهيلات المالية لتشغيل المعاقين او الجرحى وتوفير التأمين الصحي والضمان الاجتماعي ومخصصات البطالة وسواها من القضايا المالية التي تمنح لصالح المعاق .
وبناء عليه ، لا بد من ايجاد مؤسسات تشغيلية خاصة بالمعاقين والجرحى في فلسطين كالمشاغل المحمية والتعاونيات الخاصة وتقديم كافة التسهيلات المالية ودعم فرص العمل في سوق العمل وتشجيع وحث ارباب العمل لتشغيل المعاقين من خلال الاعفاءات الضرائبية ودعم الاجور والحوافز المعنوية ، ورب قائل يقول إن البطالة مستشرية في مجتمعنا المحلي للاشخاص الاصحاء غير المعاقين ، فكيف نوفر العمل للمعاقين ؟ ويبدو هذا صحيحا ، للوهلة الاولى ، الا انه من الناحية الاخلاقية والوطنية والاسلامية غير صحيح لأن هذه الفئة هي جزء لا يتجزا من شعبنا الفلسطيني ومن واجب الجميع الوقوق الى جانب المعاقين والسعي الحثيث لتشغيلهم لأن لهم كرامتهم الانسانية والوطنية والإسلامية ، فهم اخوتنا واقرباؤنا وجيراننا ومن واجب القوي الوقوف الى صف الضعيف ليأخذ بيده نحو بر الأمان في الحياة وفي العيش والاطمئنان النفسي والعائلي .
وعلى الصعيد العالمي ، عقدت ندوات دولية لمعالجة شؤون المعاق العالمي ، تحت شعار ( تكافؤ الفرص لصالح الاشخاص المعاقين منها ما عقد في كانون اول عام 1994 في العاصمة المغربية ، الرباط واتخذت عدة قرارات منها :
اولا : إقرار حق الشخص المعاق التام والكامل على قدم المساواة مع كافة افراد المجتمع في الحياة الكريمة وتكفؤ الفرص في كافة مجالات الحياة .
ثانيا : إقرار حق الشخص المعاق في تشريعات تضمن له جميع الحقوق في ميدان الصحة والتربية والتعليم والتشغيل وتعمل على تذليل القضايا الثقافية والجسدية وإزالة التمييز وتسخير جميع الامكانات لإشراكه في مختلف المجالات .
ثالثا : إقرار حق الشخص المعاق في التربية والتعليم بكافة مراحله وتخصصاته التي تتلائم مع قدراتة وامكاناته .
واخيرا نؤكد ان قضية تشغيل المعاقين هي قضية إسلامية ووطنية وإنسانية اولا واخيرا وينبغي ايلائها الاهتمام اللائق بها من خلال التأهيل والاعداد المهني والتدريبي وتحسين فرص تشغيل او استخدام المعاقين كل حسب قدرته واستطاعته .
وهناك بعض النصائح للاهتمام بالمعاقين عموما والحركيين خصوصا :
أولا : ضرورة متابعة العلاج العام الطبيعي لهذه الفئة من أولي الضرر للاستشفاء من الأمراض أو الإعاقات . فالتدواي واجب يجب أن يلازم حياه المصاب .
ثانيا : ضرورة التدريب التعليم والمعني المتواصل .
ثالثا : التشغيل حسب الحاجة والمقدرة .
رابعا : تخصص معاشات شهرية لمن لا يستطيعون العمل .
خامسا : تنظيم الزيارات الميدانية الدائمة لهذه الفئة لرفع معنوياتهم .
سادسا : دمجهم بالمجتمع الطبيعي ، وفق سياسة التيسير لا التعسير والملاطفة لا المناكفة .
سابعا : دعم الاتحاد العام للمعاقين والمؤسسات المهتمة بشؤون أولي الضرر ماليا وعينيا بصورة فعلية مناسبة حكوميا وشعبيا .
ثامنا : تخصص جزء ثابت من أموال الزكاة لهذه الفئة الكريمة .
تاسعا : الاهتمام بهم في مسألة الزواج .
عاشرا : تنظيم فعاليات دائمة وسنوية للاهتمام بهم وتذكير المواطنين بهم .
وكما يقول الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف : " وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " .

والى هنا اعزاءنا الكرام نأتي الى ختام هذه الجولة العمالية ، شكرا لمتابعتكم ، وهذه اجمل تحية ، والى اللقاء في محطة قادمة باذن الله العلي القدير . سلام قولا من رب رحيم . نترككم في أمان الله ورعايته . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: