الخميس، 26 يونيو 2008

هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ في عزموط بفلسطين

هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ
في عزموط بفلسطين
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي
وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ
وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
يقول الله السميع العليم جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)} ( القرآن المجيد ، النور ) . ويقول الله العزيز الوهاب : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}( القرآن الحكيم ، الذريات ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 19 / ص 45) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا . وجاء بسنن أبي داود - (ج 13 / ص 23) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ .
ترددت أن أكتب في هذا الموضوع الشخصي جدا ، لكن الأحداث والمباركات والمراجعات من بعض الأخوة والأصدقاء من قريتي عزموط جعلتني استفز استفزازا حديا بحده الأدنى ، رغم ضحكي وتبسمي حيال هذا الموضوع . لي خمس أخوات وخمسة أخوة ، ووالدي حيا يرزق حيث يغط في مرض عضال ، نرجو من الله أن يشفيه شفاء مبرما ، ولدي بفضل الله ومنه أربعة أبناء ، ولدان وبنتان ، الثلاثة الكبار في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ، وهم في سن مقبلة على الزواج والبنت الصغرى أمل الزهراء في روضة الأطفال في سنتها الأولى . ولدي مشاغلي الكثيرة ، ولي أدمان كبير على الانترنت ( شبكة المعلومات العنكبوتية العالمية ) الإيجابية لتأليف وكتابة الدراسات والمقالات والتحليلات والإجابة على الحوارات واللقاءات الصحفية العديدة ، وأحيانا أتأخر في الجامعتين اللتين القي فيها المحاضرات وفي هذه الآونه في نهاية الفصل الدراسي الثاني في جامعتي فلسطين التقنية بطولكرم وجامعة القدس المفتوحة وأحيانا كثيرة أصلي صلاتي العصر والمغرب وأحيانا العشاء في مساجد مدينة نابلس التي تبعد عن قريتي عزموط 5 كم . وقد تفاجأت أن هناك إشاعة كاذبة مبينة تتردد عني بأنني قد تزوجت بإمرأة أخرى ، وهي باطلة من أساسها حتى رأسها لا أول لها ولا آخر . وتفاصيل الخبر كالآتي :
خطب للزواج أحد أبناء أختي الكبرى ، وهو خريج جامعي من جامعة النجاح الوطنية في نابلس ، بتخصص علم النفس من كلية التربية ، فتاة جامعية تعمل معه بنفس مكان العمل وهي من الضاحية بمدينة نابلس ، تعرفا على بعضهما البعض في مكان العمل في إحدى مدارس الوكالة بالمدينة ، وقررا الارتباط فيما بينهما برباط إلهي مقدس ، وهو الزواج الإسلامي ، طلب ابن أختى الفتاة الفلسطينية رسميا من أهلها فطلبوا منه الانتظار ريثما يسألوا عنه ، فسألوا بعض الناس من قريتنا فمنهم من مدحه ومنهم من ذمه ، وكان أحد الذين ذموه متزوج من امرأة قريبة للفتاة التي تقدم ابن اختي لخطبتها فما كان من أهل الفتاة إلا أن رفضوا فكرة الزواج لإبنتهم من ابن اختي الجامعي لأسباب لم نعرفها ولا يعرفها هو ، وكنت غائبا عن الإعداد للخطبة الأولية ، ولم يستعين بي وبإسمي ابن اختي إلا لاحقا ، عندما رفض طلبه ، وقال لهم إن خالي د. كمال علاونه يعمل أستاذا في عديد الجامعات الفلسطينية وعمل في الصحافة الفلسطينية منذ أكثر من 15 عاما ، وهو من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني ، وبإمكانكم أن تسألوا عني من خلاله ، وعنه أيضا ، فما كان من أهل العروس المخطوبة إلا أن جاءوا على حين غفلة وغرة إلى مسجد قرية عزموط ، ولم يسالوا عن العريس هذه المرة ولكنهم سألوا عن خال العريس الذي هو أنا ، وعندما سألهم بعض المصلين المنافقين ، لماذا تسألون عن د. كمال علاونه ، وهو شخصية مسلمة متدينة وجامعية محترمة في القرية وخارجها ، فقالوا لهم نحن نسال عن مصير زواج مقبل ولم يوضحوا ماهية هذا الزواج ، ولمن ؟؟ فتبادر الذهن لهؤلاء المنافقين المعروفين في البلدة ، أن الذي يريد الزواج هو د. كمال علاونه ؟؟ وأنا شخصيا ليس لدي علم بكل ما يجري من حبك ودسائس وإشاعات مغرضة ، وبعد سؤال أهل العروس عني في القرية ، عادوا إلى ابن اختي العريس المنتظر ، وجاؤوا إلى بيت دار أختي الكبرى ، واعتذروا للعريس طبعا دون علمي ، وقالوا له سألنا عن خالك د. كمال ، وعن خالك الأصغر ( أخي الأصغر ) كايد الذي يعمل محاسبا مرموقا في الإدارة العليا لشركة الاتصالات الفلسطينية ، ووجدنا الأمر ليس كما قال لنا بعض المنافقين الأفاكين ، وقالوا له مبارك تعال وأتمم الخطبة الشرعية للعروس . كان ذلك في شتاء العام الحالي منذ بداية شهر كانون الثاني 2008 . وكان ما كان ، ودعانا ابن أختي لخطوبته وذهبنا والجميع يتطلع علي من أهل العروس ، ومن بعض المواطنين المشاركين في دعوة الخطوبة ، ولم أعرف ما السبب ؟ بعد ايام تفأجات وإذا بأختي الصغرى ، خالة العريس عطا الله تطرق باب داري ، وتقول لي إن هناك إشاعة تقول إنك خطبت وتزوجت سرا ، وشاهدك بعض الناس وأنت تبحث عن سكن جديد ، كما يقولون ، فضحكت ، وضحكت زوجتي التي أقدرها وأحترمها كثيرا ، التي كانت جالسة قربي . وقلت هذه من سفاسف الأمور الاجتماعية .
وذهبت الأيام ودارت ، ومن عادتي أن أركب معي كل من التقيه كابن السبيل المقطوع من المواصلات في الشارع ينتظر سيارة أجرة للركوب ، صغيرا أو كبيرا ، صديقا أو مواطنا عاديا ، كزكاة عن السيارة التي امتلكها ، والملك لله الواحد القهار ، فركبت لوجه الله جل جلاله ، في أحد المرات صديق لي كان زميلي في سجون الاحتلال اليهودي في النقب في انتفاضة فلسطين الكبرى الأولى عام 1989 ، وتحدثنا كثيرا وكان معنا في السيارة أحد أبنائي وابنتي وبعد أن نزل الأبنان ، قل لي أخي د. كمال أريد أن افاتحك بموضوع شخصي ولا تغضب ولا تزعل ؟؟ وجاء السؤال الذي أعرف كنهه من عينيه ولسانه ، هل أنت متزوج ؟ قلت له نعم ، أنا تزوجت منذ 22 عاما ، وكما رايت لدي أبناء في الجامعة ؟ فقال لا أقصد ذلك ، ولكن هل أنت متزوج من امرأة ثانية ؟ ضحكت وضحكت وعرفت ماذا يقصد قلت له لعلك تقصد الإشاعة التي تقول كذا وكذا ، قال لي نعم ، هل هي إشاعة اصدقني القول ، فأنت أخي وصديقي ، ضحكت وضحكت ولم الق بالا للأمر ، وقلت له لو أنني تزوجت مرة أخرى لدعوتك في أول المدعوين للخطبة أو الزواج ؟؟ ثم قلت له يا أخي نحن مسلمين ولا نستغنى عن قدرنا وأنا أؤمن بالقدر كليا ، ويقول الله العزيز الحكيم جلال جلاله : { انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)}( القرآن المجيد ، النساء ) . وجاء بسنن الترمذي - (ج 12 / ص 399) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي وَإِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ . وقلت له لي أبنة صغيرة أسمها أمل الزهراء تملأ علي الدنيا جميعها ، وزوجتي تحبني وأحبها ، ولا داعي للإشاعات من هنا وهناك ؟ فضحك كثيرا وضحكت وتعالت ضحكاتنا ، وقلت له بالله من أخبرك بهذه الإشاعة فقال لي إن اخته هي التي أخبرته بذلك ولكنه لم يصدق ، الأمر وجاء يطمئن علي ويسألني شخصيا عن ذلك بحكم علاقة الصداقة التي تربطنا منذ أمد بعيد ! صدقني وقال لعن الله الكذابين ومطلقي الإشاعات الكاذبة ؟
نسيت الأمر ، أمر الزواج المكهرب الذي يتمثل بالإفك المبين ؟ فما لبثت أيام حتى راجع بعض إخوتي وأخواتي بعض المواطنين ، هل صحيح أن د. كمال علاونه ( أبو هلال ) أخوكم تزوج بامرأة أخرى ؟؟ وكانت علامات الاستغراب والاستهجان تبدو على ملامحهم وهم يحدثونني وأنا غير مكترث بهكذا اساطير أو خزعبلات ، وقالوا لي لماذا أن تسكت على مثل هذه التفاهات قلت لهم ، يقول الله العلي العظيم : { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}( القرآن المجيد ، الأعراف ) . ثم قلت لماذا تستعجلون ؟ دعيت زوجتي الغالية وقلت لها ما رأيك فيما يقال ؟ فضحكت كثيرا ملء فمها ، وقالت : هؤلاء أتفه من تافهين ، فأنت تسكن لدينا يوميا ، ودعك من القيل والقال ، فبعض هؤلاء الناس يتلهون بأحاديث غريبة عجيبة ، ويمارسون الغيبة والنميمة حسدا ويمضغون الماء بلا طحن وبلا نتيجة مثمرة ؟ مازحت زوجتي وداعبتها وقلت لها : ما رأيك أن تذهبي معي لتخطبي لي فتاة جميلة شقراء متدينة ؟ ضحكت ضحكات عالية ومالت لمشاهدة التلفاز في الحجرة الرئيسية ببيتنا ، وقالت لست معارضة لذلك إختر الفتاة وأنا من يخطبها لك ويساهم في مهرها أيضا إذا اردت ؟ ضحكت وقلت لها أنت خير من يعرف الإجابة على مثل هذه الأسئلة البايخة ؟ لن يكون هناك زواج ما دمت حية ترزقين إن شاء الله تبارك وتعالى ، فقالت : وأما إذا مت فماذا ستصنع ؟ قلت لها سأتزوج طبعا على سنة الله ورسول الكريم ، ذهبت لبعض شؤون البيت ، وأحضرت لنا فاكهة صيفية كالبطيخ ، ووزعته علينا ، وقالت دعونا من الأكاذيب والإفتراءات !! ولا تهتموا بها وهل تريدون أن أوزع عليكم شرابات أيضا ؟؟ . وهذا ما كان ، فلم نهتم بمن يردد إشاعات مضللة يمكن عن حسن نية أو سوء نية ، والله نسأل أن يعاقب كل من يشيع الأكاذيب المضللة فهو القادر على ذلك ، وقلت حسبنا الله ونعم الوكيل ، فقد جاء بصحيح البخاري - (ج 8 / ص 251) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَمَنَعَ وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ .
ثم توجهت لبعض أخوتي الذين يراجعونني : هل هم صادقين فيما يقولون ، قالوا نحن قلنا لهم أن هذه محض إفتراءات كاذبة لا أصل ولا فصل لها ؟؟ قلت لإخوتي وأخواتي اللذين يراجعونهم ردوا عليهم بما يستحقون كل حسب إشاعته وحسب تصديقه لهذه المقوله ، واستفزتني أخت لي ذات مرة وقالت لي ما زال البعض يردد أنت تزوجت ويشيع الكذب والدجل في القرية . تبسمت ثم ضحكت وقلت لها : هل تريدين قولا يمنع مراجعتك بهذه المسالة التافهة ، قالت لي نعم دلني عليها : قلت لأختي : قولي لمن يراجعك من النساء ، إذا لم يعجبك زوجك فطلقيه وأخي سيتزوجك ؟ ضحكت هي الأخرى وقالت لي : ايوه هل تريدني أن اتشاجر معن ؟؟ وقلت لها إذا كانت عانس فقولي لها : لا يريد أختي أن يتزوج في هذه الآن ، فمن تريد الانتظار فلتنتظر حتى يحدث الله امرا ؟؟ .
ولا بد من القول ، إن بعض الإشاعات كما حدث معي راجعوني وإخوتي وأخواتي نحو عشرة أشخاص ، ذكورا وإناثا ، وهي إشاعة كان يمكن تصديقها لبرهة من الوقت ولكنها كذابة بحق وحقيق ، لسبب واحد وهو : أن لدينا شقة متوسطة مساحتها 240 م2 ، نسكن بها أنا وزوجتي و\اولادنا الأربعة وهي شقة ارضية ، وبنينا شقة ثانية فوقها وما زالت تنتظر التجهيز والتشطيب ، ولكن برأيي هذا سبب غير منطقي أو حقيقي إطلاقا ، فمن يريد الزواج لا تثنيه وجود شقة من عدمها ، ولا يثنيه أموال أو فتيات فالدنيا مليئة برزق الله العزيز القدير ، لا إله إلا هو رب العالمين ، وهناك أمور ميسرة من الله جل جلاله وهي : قضايا الزواج والبناء والتعليم فهو الرزاق ذو القوة المتين .
وعودة على البدء ، عندما دعينا يوم السبت الماضي ، 14 حزيران 2008 ، أنا وزوجتي وابنائي لحضور حفل زفاف أبن اختي المذكور عطا الله ، الذي تسبب بعض أنسبائه في هذه العجالة الكلامية بسبب سؤالهم عن خال العريس وليس عن العريس في قرية محافظة مثل قريتنا ، ذهبنا للعرس ، ذهبت زوجتي وابنتينا : آية وأمل الزهراء لحفل النساء ، وذهبت مع أبن لي على حفل الرجال ، للتهنئة والمباركة ، جلست بالقرب من أحد أفراد عائلة ابن أختي ، تحادثنا نحو عشر دقائق ، تقريبا ، ثم اراد أن يسر لي سر ، فقال لي : لا تغضب ، ولا تعصب ، أريد أن أسالك سؤالا يحيرني ، وسمعته من بعض الناس ، وسمعت الإجابات النافية له ، ولكن اريد أن أسمع من د. كمال شخصيا : هل أنت متزوج من امرأة أخرى ، غير زوجتك الأولى ؟ قلت لهم قبل ان تكمل السؤال ، هل أنت مصدق لما قيل ويقال لدى أصحاب القيل والقال ، وممن لا شغل ولا هم لهم ، سوى مضغ سيرة الآخرين ، قال لي لا ، ولكن ما رأيك ؟ قبل أن تأتي عندنا كنت أتحدث مع أخي الأصغر مني ، وقلت لهم هناك إشاعة تقول أن خال العريس د. كمال متزوج مرة أخرى ؟ فنهرني وقال لي لا تتحدث هنا في هذا المجال ، ولم أوافقه الرأي فرأيت أن اراجعك لأنني أحبك ؟ قلت له جزاك الله خيرا ، على صراحتك ، فإنا لم أتزوج غير زوجتي الأولى ، وهي في العرس عند حفل النساء في الطابق الأرضي لهذه العمارة . ضحكنا أنا والموجودين ، وتناولنا الضيافة التي قدمت لنا ، ؟؟ ومر الأمر مرور الكرام ، وعندما عدنا أنا وزوجتي وابنائي في سيارتي الإيطالية الصنع ، إلى البيت قصصت الحديث على زوجتي ونحن مغادرين قاعة الأفراح التي تبعد عن قريتنا نحو 10 كم للعروسين ابن أختي وعروسته فضحكنا جميعا في ذلك المساء الذي استمر حتى الساعة الحادية عشرة مساء تقريبا .
هذه قصة شخصية حدثت معي ، وهي من القصص والنوادر القليلة الغبية التي يرددها بعض الأغبياء من قريتنا ، وكأن الأمر بالهين ، الزواج الأول أو التثنية ، في ظل وجود جو اسري طيب لدينا ، وتفاهم زوجي بيني وبين زوجتي العزيزة الغالية عطاف أم هلال ، واصطحابي زوجتي وابناء كثيرا للذهاب إلى مدينة نابلس ، جبل النار ، عاصمة فلسطين الاقتصادية الأولى . وتوصيلها اسبوعيا لبيت أمها بالقرب من قريتنا في المساكن الشعبية ، فزوجتي من مواليد نابلس ، وهي متعلمة كانت معي تدرس بالعلوم السياسية والصحافة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس ، ولها وزنها الاجتماعي في الحركة الطلابية في الجامعة وبعد الجامعة ، فهي تدعو نائبات في المجلس التشريعي الفلسطيني لبيتنا وتدعو العديد من قيادات الأطر النسوية وتربطها علاقات وطيدة مع نساء قياديات في فلسطين وليس في القرية أو محافظة نابلس فحسب .
وكلمة لا بد منها لأهل قريتي ، عزموط ، مسقط رأسي ، ومأواي ومأوى والدي ووالدتي رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه إنه قريب مجيب ، وكلمة إلى متابعي مدونتي من فلسطين والوطن العربي الكبير إنه لا بد من وضع حد للكذب والتلفيق والافتراء على الآخرين ، دون وجه حق ، وبرأيي ليس عيبا أن يتزوج الفلسطيني واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو اربعة حسب الإسلام العظيم ، ولكن شرط توفر معايير العدالة الاجتماعية بين الزوجات . ونصيحة أخرى ، ابتعدوا عن القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال كما أوصانا بذلك المصطفى حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . والحمد الله رب العالمين الذي جمع بسببي رأسين على وسادة واحدة ، وألف بين قلبين ، وعائلتين فلسطينيين ، لتكوين أسرة جديدة نووية واحدة وأبارك لأختي وابن أختي على الفرح الجديد للشاب الفلسطيني عطا الله . وشكرا جزيلا لكل من راجعني حيال هذا الأمر ، وجها لوجه ، من الأهل والأصدقاء والأحباب ، وشكرا لكل من جنى على نفسه وكسب الإثم والذنوب في الاستغابة والنميمة ومنحني جزءا من حسناته دون علم منه ، أو رغما عنه ، فميزان الله العدل الحكيم هو أعدل العادلين وهو أحكم الحاكمين . يقول الله العزيز الرحيم تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) .
وكما جاء بمسند أحمد - (ج 17 / ص 486) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا . يَرْضَى لَكُمْ : أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ . وَيَسْخَطُ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ . وليتم الابتعاد عن النفاق وسوء الأخلاق ، كما جاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 58) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ . فلنكن دائما من الصادقين ، مع ربنا سبحانه وتعالى أولا ثم مع أنفسنا ثانيا ثم مع الآخرين ثالثا لننال جنة النعيم عند مليك مقتدر لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الحي القيوم العزيز الحكيم . ويجب أن لا نكون من الكاذبين النمامين الذين يستغيبون الناس ويبهتونهم ، بأي حال من الأحوال ، فالكذب يهلك الإنسان ، ويجعله ركاما فوق ركام ، ويدمر المجتمع ويسيء إلى العلاقات الاجتماعية القويمة الصحيحة ، وليبتعد الجميع عن النميمة والغيببة وصغائر الأمور . يقول الله الجليل الكريم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}( القرآن الحكيم ، الحجرات ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 476) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ . قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ . فلا تبهتوا غيركم ولا تغتابوهم بتاتا ، وأحبوا لغيركم كما تحبون لأنفسكم . وفقككم الله واسعدكم في الدارين : الدنيا والآخرة .
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا . والله ولي التوفيق .


هدية إسلامية وردية متواضعة
لأسرتي الغالية
وخاصة زوجتي وشريكة حياتي الفاضلة الكريمة عطاف أم أولادي جميعا : هلال وحازم وآية وأمل الزهراء .

ليست هناك تعليقات: