الجمعة، 27 يونيو 2008

عالم التدوين العربي الإلكتروني .. أسرار السرية الجديدة

عالم التدوين العربي الإلكتروني
أسرار السرية الجديدة

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة


يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}( القرآن المجيد ، الحشر ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 17 / ص 214) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ . فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً . وَنَافِخُ الْكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )) .
عالم التدوين الإلكتروني عالم رحب واسع ، فبعد أن تكتب أو تضع مقالا أو إدراجا جديدا على مدونتك أو على موقع الكتروني حتى يتحول بصورة فنية سريعة مذهلة كسرعة البرق على شبكة المعلومات العنكبوتية العالمية ليطلع عليه المئات إن لم يكن الآلاف من القراء المهتمين والباحثين عن الحق والحقيقة . هذا ما المسه عند كتابتي مقالات وموضوعات ساخنة ذات حرارة عالية أعلى من حرارة الجو في سماء قارة أفريقيا السمراء .
وينبغي أن يكون عالم التدوين العربي الالكتروني عالم تدوين مميز يبتعد عن السطحية ويغوص في أعماق أعماق المواضيع بتأن ودراسة وتمحيص وطرق الموضوع بجدية ليلقي المدون ظلالا طيبة على الموضوع وتوضيح ما له وما عليه ، ويبتعد عن التجريح الشخصي أو الحزبي أو الفئوي لينال رضى الجميع أو على الأقل أكبر فئة معينة من هواة ومفكري عالم التدوين العربي والإسلامي الالكتروني . ويفترض في المدون ، ذكرا أو أنثى ، أن يكون واقعيا ، وأن يكون صادقا مع ربه أولا ثم مع نفسه ثانيا ، ثم مع الآخرين ثالثا ، في مثلث هرمي يستوعب الجميع ويخدم الجميع وأن يبتعد عن اللف والدوران وأن يطرق الموضوع مباشرة . فمضمون التدوين مهم جدا لسبر أغوار الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمساهمة الفعالة في خدمة فلسطين والأمتين العربية والإسلامية ، ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي ونشر العدل والعدالة والشفافية والحرية الفكرية والحرية الدينية . والعلم والعمل الالكتروني أصبح في متناول فئة كبيرة من مطالعي الشبكة العنكبوتية العالمية ، ولا يمكن إخفاء أو مراقبة أو رقابة مواضيع معينة وشمس الحقيقة لا تغيب أو تحجب بغربال بأي حال من الأحوال . وليكن المدون من حامل المسك الذي يعطر من حوله ولا يكون من حامل النار والكير الذي يؤذي غيره من حوله الآخرين الذين يريدون فكرا وعلما ومعرفة لينهلوا منها ينابيع العلم النافع لا العلم الضار الذي لا يفيد المدون أو الآخرين . ومن أولى أخلاقيات مهنة التدوين الالكتروني هي عدم التجريح والتعرض للأخرين والابتعاد عن العنصرية والفئوية والحزبية والقبلية والدعوة للاعتصام بحبل الله المتين ، والاستمساك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والتمسك بتعاليم رسالة الإسلام العظيم وفي مقدمتها القرآن المجيد الحكيم ، وسنة رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والابتعاد عن سبل الشيطان الرجيم وأتباعه .
ما يطرح في عالم التدوين الإلكتروني به كثير من المعلومات المفيدة والمعلومات التافهة التي لا تستحق من المرء قراءتها أو تضييع جزءا من وقت عمره لمطالعتها فهي لا تسوى شيئا ، وهناك الكثير من المعلومات في عالم التدوين الإلكتروني تمتاز بالدقة والحقيقة فيجب أن يكون الإنسان منتبها وحذرا خاصة وإن الانتر نت أصبح يستخدمه البعض للعربدة ، والبعض الآخر لصيد الفرائس من هنا وهناك ، والبعض للمراقبة والمتابعة المخابراتية عن قرب وبعد ، وهناك فتيات ينتحلن صفة الذكورية وذكور ينتحلون صفة الإنوثة فيا للعجب العاجاب الغريب والمستغرب أيضا ؟ والله المستعان على ما تصفون . خلال الأربعة شهور الماضية على إنشاء مدونتي جاءني نحو 30 رسالة حب من هناك وهناك ولم أرد على واحدة منهن بعضها باللغة العربية وغيرها بالفرنسية وغيرها بالإنجليزية ، فهل البعض متفرغ وفارغ لمثل هذه التفاهات التافهة ؟ وعلى الجانب الآخر ، سعدت بمراسلات كريمة وتعارفات جليلة مع أحباء مدونين ومدونات مسلمين من مختلف أنحاء الوطن العربي الكبير ، من داخله أو خارجه ، يطيب للإنسان ان يبني معهم علاقات إخوة وصداقة وإباء وثناء وتواصل إسلامي متنامي سواء عبر الماسينجر أو البريد الالكتروني أو تعليقات المدونات . على العموم ، إن عالم التدوين الإلكتروني العربي به مراهقات ومناكفات ومنافسات ومزايدات ، فكرية وعاطفية ، شريفة أو غير شريفة ، والبعض يضع نفسه في قالب مثالي متعالي غير قالبه الحقيقي الواقعي ولكن الاستمرارية في النهج هي من يكشف العورات السابقة والحالية واللاحقة !! . واستغرب أن يضيع الكثير من الشباب والشابات أوقاتهم في تعليقات تافهة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ، وكما يقول المثل الشعبي كل إناء بما فيه ينضح . وإياكم ومرافقة نافخي الكير بل تابعوا حاملي المسك فقط . من جهة ثانية ، لقد أتاح لي شخصيا عالم التدوين العربي الإلكتروني نشر افكاري ومعتقداتي العلمية والسياسية والإسلامية العامة والخاصة ، بسرعة حيث أنني أنشر ما أكتبه بمدونتي أولا ثم بمواقع الكترونية فلسطينية وعربية ثانيا وثالثا . وكم أسعد عندما أبحث في الانتر نت وأجد من أقتبس الكثير الكثير من موضوعاتي الفلسطينية والعربية والإسلامية بعلمي أو دون علمي لا فرق ، والنتيجة واحدة وهي علم ينتفع به ترصد في بنك حسناتي ليوم القيامة إن شاء الله تبارك وتعالى . وكذلك اتاح لي التدوين التعرف على شخصيات وأدباء وشعراء ومفكرين مما كنت افتقد له سابقا لمستوى خارج بلادي فلسطين ، الأرض المباركة المقدسة . وأقول حقا إن التدوين سلاح ذو حدين سجال فعال وباطل بطال ، والله نسال أن يجعلنا من أهل الصنف الإسلامي الفعال الذي يسجل ويبث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فالتدوين الشيطاني الباطل البطال سيبطله ويزهقه الله العزيز الحكيم ولو بعد حين ، والتدوين الإسلامي الفعال السجال سيكرمه الله تبارك وتعالى وسيجعله فوق الباطل ، فلنعمل من أجل جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى في الأرض ، أرض الله بين عباد الله .
وتجربتي الخاصة في التدوين هي أنني رغبت في بث أفكاري ومعتقداتي عبر مدونة خاصة بي ، وكنت قبل ذلك أعد العدة لموقع الكتروني مستقل يحمل اسم ( شبكة الإسراء والمعراج - إسراج ) وهي فكرة ما زالت تراودني حتى الآن ولكن المشكلة في وقتي الضيق الذي أسحبه سحبا من عملي الجامعي أو التزاماتي البيتية والأسرية والفلسطينية والإسلامية العامة . وقد أردت أن أنشر مقالات دون رقابة رسمية أو شعبية اللهم إلا من رقابة إلهية تتمثل بمراقبة الله جل جلاله لي أولا ، ورقابتي الذاتية الشخصية التي التزم بها لربي ثم لنفسي ثم للناس ثالثا . وقد صدمت بعد نشري بعض مقالاتي وموضوعاتي الإسلامية الساخنة كموضوع فلسطين والعراق بحجب مدونتي فنيا وسياسيا لعدة أيام متواصلة عدة مرات بالشهر الواحد ، فكنت أخفف الموجه وأكتب مقالات بعيدة عن الأولى لإراحة الرقيب الداخلي وعدم إحراجه وأن أجعل له متنفسا يلتقط فيها أنفاسه ، ولكنها ليست تراجعا عن معتقداتي وقيمي بأي حال من الأحوال فالثبات على المواقف من سماتي وصفاتي . ولكن الظروف أحيانا تكون سيدة الموقف والسير عكس التيار كثيرا يجرف الصالح والطالح ، فيجب أن يحافظ الإنسان على الصالح ويتجاهل الوضع الآخر لبرهة من الوقت لاستعادة الأنفاس والترياق الوقائي والعلاجي في الحياة العامة .
وهناك الكثير من المواضيع التي أنشرها على المواقع الالكترونية الفلسطينية والعربية والإسلامية تنشر في عديد المواقع ولكن بعض تلك المواقع تستنكف عن نشرها لأسباب لا أعرفها فيمكن أن تكون سياسية أو فكرية أو فئوية أو شخصية أو حزبية أو خلافها . وعلى العكس من ذلك ، هناك مواقع إلكترونية تراسلني وتطلب مني الكتابة عبرها متبرعة بذلك ، فأكن لها كل الاحترام والبعض منها أعتذر له لرغبته في أن تكون بعض كتاباتي حصرية فقط من خلالها ؟؟ وهذا ما يغضبني ولا يرضيني ، فأنا أكتب طواعية وعن سبق الإصرار الإيماني الإسلامي مجانيا لوجه الله الكريم لزيادة ميزان حسناتي وأخذ الأجر عليها من الله رب العالمين ، ولا أرغب بأجر دنيوي بخس دراهم أو دنانير معدودة فانية عليها ؟؟
وأتذكر يوما عندما كنت خريجا جديدا من قسم العلوم السياسية والصحافة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عام 1986 وخروجي من الأسر الصهيوني بعد اعتقال إداري دام بالمرة الأولى ستة شهور ثم عملت كاتبا صحفيا بصحيفة الفجر المقدسية التي تصدر في القدس الشريف ، وكنت أكتب على القطعة الصحفية ، وكنت أتقاضى راتبا شهريا ماليا بأكثر من راتب رئيس تحرير الصحيفة لكتاباتي الغزيرة الموجهة العامة في جميع المجالات ، وهنا حين أكتب بغزارة ولكن مجانيا لوجه الله تبارك وتعالى ، وأذكر كذلك مقص الرقيب اليهودي اللئيم الذي كان يحذف كليا المقالات السياسية لي ، ويبقي على المقالات الاجتماعية وبعض الاقتصادية والدينية الإسلامية العادية .
والآن ، ونحن في عام 2008 ، وأصبح لدينا شبكة المعلومات الدولية العنكبوتية ، اصبحت الحرية الإعلامية مكفولة إلى حد ما ولكنها لا تخلو من منغصات وهموم وغموم ومكدرات وأحجار عثرة تقف في الطريق أحيانا . فقد تعرضت لملاحقة جزئية فلسطينية في مرة من المرات لكتاباتي عبر الانتر نت من بينها ( غزوة رفح .. وانتفاضة فلسطين الثالثة ) ، وفلسطين الأسيرة ، والموت حق على الجميع مثلما أنكم تنطقون ، وسيهزم الجمع ويولون الدبر بارض الرافدين ، وغيرها فقد كنت أكتب هذه المقالات عبر مدونتي ( فلسطين العربية المسلمة ) وأجدها على المواقع الالكترونية الفلسطينية مثل وكالة قدس نت للأنباء ووكالة معا الإخبارية ولا أجدها على مدونتي وقد أخفيت بشكل غريب عجيب ؟؟ ويتصل بي بعض معارفي وأصدقائي وطلابي الجامعيين أين مقالاتك على مدونتك يا دكتور كمال ؟؟ بعضها يظهر العنوان منه ، فأراجع مدونتي وأجدها أمامي ولكنها مخفية عن الانترنت بقرصنة الكترونية يبدو أنها قد تكون من شركة الاتصالات الفلسطينية التي تتحكم بها فنيا بسرية تامة شركات الاتصالات الصهيونية أو من اصحاب مدونات مكتوب لا أعرف من الذي يخفيها ولكنها في النتيجة مخفية ؟؟؟
وفي سياق آخر ، لقد توطدت العلاقات التدوينية بين أصحاب الكثير من المدونات الموجهة الهادفة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ، فقد لمست هذا عن قرب ، فالكثير من مواضيعي كانت تنشر في الآن ذاته عبر مدونات أو مواقع الكترونية فلسطينية أو سعودية أو عراقية أو جزائرية أو مصرية أو مغربية أو أوروبية مسلمة وسواها . وهذا الأمر يسجل في ميزات ومزايا التدوين العربي الإسلامي الالكتروني الهادي لسواء السبيل .
وأما بالنسبة لطبيعة مهنية وتخصص التدوين فإن المدونات والمواقع الالكترونية ساهمت في إيجاد نوع من التخصص التدويني أو الشمولية في بعض الأحيان من مختلف أنواع وأشكال المدونات الفلسطينية والعربية والإسلامية . فنجد المدونات الإسلامية الدينية الجامعة الشاملة ، والمدونات الاقتصادية ، والمدونات السياسية ، والمدونات الأدبية والثقافية ، والمدونات الفكرية أو العلمية أو الطبية أو الرياضية أو الفنية وخلافها . وشخصيا أخترت نمط التدوين العام الشامل الذي يجمع كل ميادين الحياة العامة والخاصة ، فمدونة فلسطين العربية المسلمة ، يستطيع المرء أن يحدد توجهاتها واتجاهاتها الجامعة الشاملة لجميع شؤون الحياة ، وهذا النوع من التدوين يروق للكثيرين من المدونين والمدونات ولا يبقيهم ضمن دائرة قطرية محددة الجوانب والحدود المغلقة فالحدود الطبيعية المفتوحة فكريا وجغرافيا وسياسيا وإسلاميا مطلب عام للجميع . فالمدونات الشعرية مثلا لا تلقى رواجا كثيرا ، والمدونات الترفيهية أو الفنية لا يلقي لها السواد الأعظم من الناس بالا . ولكن المدونات الجامعة هي من يحظى بمطالعة وقراءة متواصلة وعداد زوار المدونة يسجل ارتفاعا متصاعدا يوميا للمدونات الشاملة ذات المواضيع الحساسة وتكتسب مصداقة وقبول عام لدى فئة كبيرة من المدونين ومطالعي الانتر نت .
على العموم ، إن التدوين الالكتروني أبعد المدون عن رقابة مقص الرقابة الرسمية التي كانت تقض مضاجع المؤلفين والكتاب ، فقد خبرت هذه الرقابة عندما كنت أكتب في دوريات من صحف ومجلات فلسطينية فتطالها ايدي مقص الرقيب الصهيوني وتلقي بالكثير من المقالات في حاوية الحاويات . ولكني عندما بدات أكتب في التدوين الالكتروني سواء في مدونتي الخاصة ضمن مدونات مكتوب ( فلسطين العربية المسلمة ) أو مدونة ( الإسراء والمعراج - إسراج ) على جوجل ، فإن الرقابة غابت بنسبة 95 % تقريبا . ولكن الرقابة الذاتية بقيت موجودة ولها أثر إلى حد ما ، ولا يمكن أن أحكم على الرقابة الطباعية على الانتر نت المستقبلية على الانترنت حتى أخرج خارج فلسطين على الحدود العربية لأعرف ردة الفعل والرقابة الأمنية الآتية عن بعد ، هل هي فعلية أم نظرية ؟؟ وهذا ما ستثبته السفرات والخروج للزيارات العلمية والدينية لخارج وطني الصغير فلسطين إلى وطني الكبير ، الوطن العربي الرحب الواسع لاحقا .
على أي حال ، يمكننا القيام بتلخيص موجز مختصر عبر التطرق لهموم وغموم وشجون عالم التدوين العربي الإسلامي الالكتروني التي تتمثل بالآتي :
أولا : الوقت اللازم للتدوين وتوزيع هذا الوقت على مدار اليوم او الأسبوع أو الشهر .
ثانيا : التخصص العلمي لطرق المواضيع .
ثالثا : الجهد المبذول لإخراج الموضوع إلى حيز الوجود ليرى النور في عالم التدوين .
رابعا : طبيعة الموضوع المحدد لمعالجته ، وهل هو آني أو حادث عرضي . فالموضوع الأكثر إثارة وله مناسبة معينة يكون أكثر تاثيرا وقراءة من المطالعين والقراء من المدونين ومن خارج عالم التدوين .
خامسا : الإخراج الفني والتقني : المتمثل بتوفر الكهرباء المتواصل ، والحاسوب الصالح بعيدا عن غزو الفيروسات على مدار الساعة ، وسهولة أو صعوبة الدخول للمدونة أو الموقع الالكتروني المعين .
سادسا : التدوين الذاتي الطوعي المجاني دون مقابل مالي ، فليس الجميع لديه الوقت للكتابة التدوينية المجانية ، ومن يكتب في عالم التدوين والمدونات هم من ذوي الأعمال والمهن الحرة أو الحكومية أو التجار ممن لهم دخلا ثابتا أو شبه ثابت للإنفاق على النفس والأهل .
سابعا : الرقابة على التدوين : هذه المسألة حساسة لدى جميع المدونين فكلما غابت الرقابة القريبة أو البعيدة عن التدوين كلما زادت المواضيع المطروقة . وقد تكون الرقابة مباشرة أو غير مباشرة بتهديد الموظف الحكومي برزقه ورزق عياله .
ثامنا : النفسية العامة : فكلما كان الإنسان راضيا مطمئنا مستقرا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا كلما كانت نفسيته راغبة في التدوين أكثر وأكثر . وهناك من المدونين ممن يكتب للتفريغ الفكري والديني والتنفيس عن النفس .
وهناك بعض الوصايا للمدونين والمدونات من أهمها :
1. الكتابة الفعالة المريحة المتأنية وعدم الانفعال عند كتابة المواضيع والمقالات والإدارجات ، بل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وأخذ العفو والأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2. اتباع أخلاقيات الإسلام المجيدة من الأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا . وحبذا لو أن كل مدون ، ذكرا أو أنثى ، يستخدم الآيات القرآنية المجيدة والأحاديث النبوية الشريفة والأمثال الشعبية الممتازة وأبيات الشعر الملتزمة إسلاميا .
3. عدم تجريح الآخرين وشن الهجوم عليهم ، واللجوء للتلميح وليس التصريح لئلا تتحول المدونات لبروج حربية ضد بعضنا بعضا .
4. التخصص في طرح المواضيع وعدم النقل الكثير من هنا وهناك بل ينبغي الحفاظ على شخصية المدون ومدونته .
5. العمل الجماعي المنتج عبر إتحاد المدونين العرب ، وتشكيلاته الفرعية من اللجان المتخصصة لخدمة الصالح العربي والإسلامي العام .
6. عدم تضييع الوقت في أمور لا تستحق فعمر الإنسان هو أعز ما يملك .
7. اختيار الوقت المناسب للتدوين بعيدا عن الانفعال والعصبية والغضب .
8. بناء علاقات طيبة ممتازة مع مدونين ومدونات عرب ومسلمين لخدمة الإسلام .
9. عدم التنابز بالألقاب والغمز واللمز ضد الآخرين .
10. الاحترام والاحترام المتبادل بين الجميع ، والابتعاد عن التجريح والتشهير الفاضح .
11. الكتابة بالاسم الحقيقي والابتعاد عن الاسماء المستعارة فالاسم الحقيقي يعطي صدق وثقة ومصداقية كبيرة ويجعل المدونة رائدة .
12. في حالة التدوين السياسي الخائف يفضل اللجوء للرمزية السياسية التي تحمي صاحبها من الملاحقات الأمنية في وطنه الصغير أو الكبير .
13 . عدم الاهتمام كثيرا بعداد زوار المدونة فهناك من يزور هذه المدونة او تلك ويطبع المقال كاملا خلال فترة بسيطة . وهناك طلبة ومؤسسات بحثية تطبع المقال أو الموضوع دون الاستمرار في فتح أبواب المدونة ، وهناك من ينقل الموضوع بدقيقة إلى حاسوبه للمطالعة بعمق راسخ .
14 . فتح باب التعليقات الحرة وعدم إغلاقها وجعلها تحت رقابة مراقبة صاحب المدونة ، فتحديد التعليق يقلل من التعليقات ولكن فتحه أيضا خطير في الوقت ذاته خاصة ممن ليس لديهم أخلاق عالية في هذا المجال ويعلقون بسخرية وتهكم على بعض مدونات النساء والفتيات .
15. المنافسة الشريفة في طرح المواضيع ، والحصول على التعليقات ، وعدم الاستجداء من الآخرين للتعليق على المدونات .
16 . الإخراج الفني المناسب والخط الواضح والتلوين واستعمال الصور للتعبير عن الآراء .
17 . إعطاء الموضوع حقه والابتعاد عن الرمزية المفرطة فلا إفراط ولا تفريط بمادة الموضوع .
18 . التعريف المناسب بشخصية الكاتب صاحب المدونة ، ووضع سيرة ذاتية موجزة مختصرة للمدون .
19 . التركيز على المواضيع الساخنة المتداولة على الساحة ، فلا يظهر المدون في واد والعالم في واد آخر .
وكما يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) }( القرآن الحكيم ، الأحزاب ) .
آملا وراجيا عالما تدوينيا عربيا إلكترونيا موفقا للجميع ، والله ولي التوفيق .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
د. كمال إبراهيم علاونه
فلسطين العربية المسلمة

ليست هناك تعليقات: