الخميس، 12 يونيو 2008

وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا


وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا

قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله تعالى في القرآن المجيد : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ( القرآن الكريم : سورة الروم ، الآية 21 ) . ويقول الله سبحانه وتعالى : { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } ( القرآن الكريم : سورة النور : 32 - 33 ) . وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " ( صحيح البخاري - (ج 15 / ص 498) .
وغني عن القول ، إن الإسلام العظيم شجع الزواج الشرعي ، لعدة أهداف نبيلة وهي : التكاثر الطبيعي للبشرية والحفاظ على استمرارية الحياة حتى يأمر الله الحليم العظيم بنهاية العالم . وكذلك لإشباع الحاجة الغرائزية الفطرية لدى الذكر والأنثى على السواء عبر الزواج الحلال للطمأنينة والاستقرار والعفاف والمودة والرحمة والتفكر بخلق الله سبحانه وتعالى .
وقد حرم الله العلي العظيم جل جلاله جملة من الكبائر ، ووصف عباده المؤمنين بصفات أخلاقية وعبادية وُدعائية شتى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) }( القرآن المجيد ، الفرقان ) .
ويقول الله العزيز الحكيم عز وجل : { سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) }( القرآن الحكيم ، النور ) .
وهناك بعض المصطلحات التي نوردها مسبقا لمعرفة مضامينها قبل البدء بمعالجة فاحشة الزنا في المجتمع . الزنا هو ممارسة الجنس بين رجل وامرأة بالتقاء الفرجين أو الختانين بطريقة غير شرعية بل بطريقة بهيمية لا تحفظ حقوق الطرفين وهي طريقة يعاقب عليها الإسلام بعقوبات منصوص عليها في القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة ، والزنا هو نقيض الزواج الشرعي الذي يدعو له الإسلام وفق شعائر وطرق مباحة بل واجبة . والبغاء : الزنا مقابل أجر . والمسافحة : الزنا . والريب : الشَّكُّ وقيل هو الشِّك مع التُّهمة . والمحصن : المتزوج سواء أكان رجلا أو امرأة .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 143) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا " . وجاء بصحيح البخاري - (ج 7 / ص 364) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا زَنَتْ الْأَمَةُ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُثَرِّبْ ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُثَرِّبْ ثُمَّ إِنْ زَنَتْ الثَّالِثَةَ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ " . وورد في صحيح البخاري - (ج 19 / ص 262) أيضا ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ " . وورد بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 22) كذلك ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " .
وجاء تأكيد لذلك في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 125) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " .
وجاء بسنن أبي داود - (ج 6 / ص 184) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا مُسَاعَاةَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ لَحِقَ بِعَصَبَتِهِ وَمَنْ ادَّعَى وَلَدًا مِنْ غَيْرِ رِشْدَةٍ فَلَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ " .
وورد بسنن أبي داود - (ج 6 / ص 241) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ فَقُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ } الْآيَةَ " .
وورد بسنن أبي داود - (ج 6 / ص 242) جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : جَاءَتْ مِسْكِينَةٌ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ إِنَّ سَيِّدِي يُكْرِهُنِي عَلَى الْبِغَاءِ فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ { وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }.
وفي سنن أبي داود - (ج 10 / ص 471) كذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ " .
وحو لبعض حوادث ارتكاب المعصية الجسدية والفاحشة الكبرى بغير حق ، ودون وازع ديني قويم ، بل باللجوء لاشباغ الغريزة بطريقة محرمة لا يقرها الإسلام العظيم ، ورد بسنن أبي داود - (ج 12 / ص 7) سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : جَاءَ الْأَسْلَمِيُّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ : " أَنِكْتَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا ، قَالَ : نَعَمْ قَالَ : كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا . قَالَ : نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنْ امْرَأَتِهِ حَلَالًا . قَالَ : فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ عَنْهُمَا . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ . فَقَالَ : أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَا نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ ، فَقَالَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا ، أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا " . هذا هو الرد الإسلامي على الذين يرتكبون فاحشة الزنا ، الرجم إذا كانوا محصنين ، أي متزوجين ، لأنه كان بإمكانهما إرواء غريزتهما في ما أحل الله لهم ، وليس بمعصية كما حصل مع ذلك الرجل الذي لم يعجبه الحلال وإنما لجأ للحرام ، ولكنه ثاب إلى رشده ، وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة مرات ليتأكد من اعترافه بنفسه على نفسه ، فقد أهلك نفسه بنفسه ، عندما ارتكب الفاحشة الجسدية الممنوعة في الإسلام . وفي المقابل فإن اعترافه بجريمته الكبرى ، ثم معاقبته من أهل الإسلام وتوبته كانت مكفرة له عن ذنبه العظيم ، وسببا لدخول الجنة بعد نيله العقاب الأوفي الحياة الدنيا . وفي هذه الحادثة قصة وعبرة ، وهي عدم اللجوء للزنا ثم التوبة وكان الأجدى به أن لا يقوم بمعصية الله في نفسه ونفس غيره ، ولكن حصا ما قد حصل في عوقب وتاب الله عليه . فمن المفروض أن يكون هناك إجراء وقائيا لا علاجيا ، ولكن العاقبة للتقوى والمتقين .
وفي حادثة أخرى ، حدث زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حول جريمة الزنا غير الشرعية في المجتمع المسلم من أهل الذمة ، وهم من يهود المدينة المنورة ، فلنرى كيف تصر الرسول الكريم حيالها ، نرجو أن تبقوا معنا للمتابعة لأخذ العبر والعظات وكيفية معالجة الإسلام لمثل تلك الظاهرة أيضا ، من المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وردت سنن أبي داود - (ج 12 / ص 22) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الزِّنَا ؟ فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَجَعَلَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : ارْفَعْ يَدَيْكَ فَرَفَعَهَا ، فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَقَالُوا صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا " . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ " . وأكد ذلك في مسند أحمد - (ج 5 / ص 282) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ ، عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهِ فَلَمَّا وَجَدَ الْيَهُودِيُّ مَسَّ الْحِجَارَةِ ، قَامَ عَلَى صَاحِبَتِهِ فَحَنَى عَلَيْهَا يَقِيهَا مَسَّ الْحِجَارَةِ حَتَّى قُتِلَا جَمِيعًا فَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ فِي تَحْقِيقِ الزِّنَا مِنْهُمَا " . وبالتالي كان الرجم في مكان عام وهو باب المسجد النبوي الكريم بالمدينة المنورة عاصمة دولة المسلمين ، لتخويف الناس من إتيان الفاحشة الكبرى ، وحثهم على التعاطي مع الزواج الشرعي العظيم الذي فيه سكينة وأمن واستقرار نفسي ومجتمعي شامل جامع للمصلحة الإسلامية العليا .
هذا هو العلاج والعقاب الإسلامي للزنا وأن كان مرتكبوها من غير المسلمين ، وهي حادثة معبرة تروي لنا قصة حقيقية حصلت زمن المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه تصرف بحنكة ، وطلب منهم رأي التوراة ، فكان الحل هو الرجم ، وهذا هو الدين الواحد ذو الأصول والجذور الواحدة ليس المتشابهة بل المتطابقة كيف لا وهي في حقيقتها من عند رب العالمين في الأولين والآخرين لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم .
وفي سنن أبي داود - (ج 12 / ص 23) عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : مَرُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ قَدْ حُمِّمَ وَجْهُهُ وَهُوَ يُطَافُ بِهِ فَنَاشَدَهُمْ مَا حَدُّ الزَّانِي فِي كِتَابِهِمْ قَالَ فَأَحَالُوهُ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَنَشَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدُّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ . فَقَالَ الرَّجْمُ وَلَكِنْ ظَهَرَ الزِّنَا فِي أَشْرَافِنَا فَكَرِهْنَا أَنْ يُتْرَكَ الشَّرِيفُ وَيُقَامُ عَلَى مَنْ دُونَهُ فَوَضَعْنَا هَذَا عَنَّا . فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا مَا أَمَاتُوا مِنْ كِتَابِكَ " . ولا يجوز التذرع عند تطبيق حد الزنا بأن هذا شريف من أشراف القوم أو من كبارهم وهاذ صغير وضيع فالحل واحد والعلاج واحد والدين واحد يطبق على الجميع ولا يستثني أحدا مهما علت منزلته ومقامه في المجتمع ن فالناس سواسية في الحقوق والواجبات وفي الثواب والعقاب على السواء دون تمييز أو تفريق بين هذا كبير وهذا وزير وهذا غفير ، الجزاء واحد موحد لكل من يخالف الشريعة الإسلامية الغراء التي اقرها وفصلها رب العباد لعباده في الأرض ليعيشوا حياة سعيدة ويكونوا من المتقين الأخيار لا من السفهاء الأشرار ، لينالوا عقبى الدار ، الدار الآخرة ، دار القرار والخلود الأبدي في النعيم الإلهي المقيم في جنات المأوى .
جاء بسنن الترمذي - (ج 5 / ص 370) عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " اسْتُكْرِهَتْ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَرَأَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدَّ وَأَقَامَهُ عَلَى الَّذِي أَصَابَهَا وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ جَعَلَ لَهَا مَهْرًا " . وعليه يمكننا القول ، إن الإجبار أو الاستكراه لا يوجب توقيع العقوبة على حالات الاغتصاب الذي يقوم به بعض السفلة ويعتدون على أعراض الناس دون وجه حق ، فيعاقب الزاني المتعمد ولا تعاقب المزني بعه كرها وتعنيفا لأنه لا حول لها ولا قوة ، ولكن يجب عليها المقاومة وعدم الاستسلام لذوي النفوس الدنيئة ، فما أعظم الإسلام الذي ينصف الجميع ولا يؤخذ الإنسان بجريرة غيره من المفسدين في الأرض .
وفي معالجة إسلامية أخرى ، حول حقوق الولد غير الشرعي في حقوق الإرث ، وحرمانه من الميراث الاجتماعي ، جاء بسنن الترمذي - (ج 7 / ص 476) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَيُّمَا رَجُلٍ عَاهَرَ بِحُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ فَالْوَلَدُ وَلَدُ زِنَا لَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ " . وهو تأكيد على تطبيق الإسلام على فعلة الزنا كفاحشة كبرى ، وعدم تشجيع القيام بها مستقبلا وتجنيب المجتمع المسلم الموبقات والكبائر . وجاء بمسند أحمد - (ج 50 / ص 296) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هُوَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ إِذَا عَمِلَ بِعَمَلِ أَبَوَيْهِ يَعْنِي وَلَدَ الزِّنَا " . وهي نظرة إسلامية ثاقبة وواعية لكيفية معاملة ولد الزنا ن فهو شرير كمن ارتكب الخطيئة وهم والديه الذين مارسا غريزة الجنس المحرم شرعا .
وترى كيف ينظر الإسلام العظيم ، للذين يرتكبون الفاحشة العظيمة في المجتمع عن سبق الإصرار والتعمد والترصد ، جاء بسنن الترمذي - (ج 9 / ص 212) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَانَ فَوْقَ رَأْسِهِ كَالظُّلَّةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ عَادَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ " . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا خَرَجَ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : فِي الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ مَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَهُوَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ رَوَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وهناك حادثة أخرى ، تختلف عن سابقاتها في رفض ممارسة الزنا ، كجريمة من جرائم الحياة الاجتماعية التي ترهق المجتمع والناس وتعتدي على حقوقهم الإسلامية الشرعية الصالحة ، وما تبع ذلك الرفض من ملاحقة للرجل الذي رفض ارتكاب الزنا مع امرأة دعته لنفسها ، ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تزوج المسلمين من العاهرات والمومسات القذرات . ورد بسنن الترمذي - (ج 10 / ص 457) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ وَكَانَ رَجُلًا يَحْمِلُ الْأَسْرَى مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِمْ الْمَدِينَةَ قَالَ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهَا عَنَاقٌ وَكَانَتْ صَدِيقَةً لَهُ وَإِنَّهُ كَانَ وَعَدَ رَجُلًا مِنْ أُسَارَى مَكَّةَ يَحْمِلُهُ . قَالَ فَجِئْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى ظِلِّ حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، قَالَ فَجَاءَتْ عَنَاقٌ فَأَبْصَرَتْ سَوَادَ ظِلِّي بِجَنْبِ الْحَائِطِ فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَيَّ عَرَفَتْهُ فَقَالَتْ مَرْثَدٌ ؟ فَقُلْتُ : مَرْثَدٌ . فَقَالَتْ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا هَلُمَّ فَبِتْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ، قَالَ : قُلْتُ يَا عَنَاقُ حَرَّمَ اللَّهُ الزِّنَا ؟ قَالَتْ يَا أَهْلَ الْخِيَامِ هَذَا الرَّجُلُ يَحْمِلُ أَسْرَاكُمْ ، قَالَ فَتَبِعَنِي ثَمَانِيَةٌ وَسَلَكْتُ الْخَنْدَمَةَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى كَهْفٍ أَوْ غَارٍ فَدَخَلْتُ ، فَجَاءُوا حَتَّى قَامُوا عَلَى رَأْسِي فَبَالُوا ، فَظَلَّ بَوْلُهُمْ عَلَى رَأْسِي وَأَعْمَاهُمْ اللَّهُ عَنِّي . قَالَ : ثُمَّ رَجَعُوا وَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَحَمَلْتُهُ وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْإِذْخِرِ فَفَكَكْتُ عَنْهُ كَبْلَهُ فَجَعَلْتُ أَحْمِلُهُ وَيُعْيِينِي حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحُ عَنَاقًا ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ { الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَرْثَدُ { الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ } فَلَا تَنْكِحْهَا " . وهو بيان إلهي عظيم وتأكيد نبوي قويم لترك الزواج ممن تعودن على ممارسة الفاحشة دون وجه حق مع الرجال ، وهذا عقاب لهن ، وجزاء أوفى لمن يصر على مخالفة شرع الله العزيز الجليل الهادي لسواء السبيل .
من جهة أخرى ، جاء بسنن ابن ماجه - (ج 7 / ص 445) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ قَالُوا : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَّا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : خَصْمُهُ وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَأْذَنْ لِي حَتَّى أَقُولَ ؟ قَالَ : قُلْ قَالَ إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا ، وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ ، فَسَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَأُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ : الْمِائَةُ الشَّاةُ وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ ، وَتَغْرِيبُ عَامٍ . وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنْ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا قَالَ هِشَامٌ فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا " . وبهذا نستدل أن هناك عدة أنواع من العقوبة لفاحشة الزنا الموبقة وكل له علاجه وعقابه ، فعلاج العازب أو العازبة غير عقاب المتزوج أو المتزوجة ، ولكن العقاب يجب أن يشكل الطرفين الزاني والمزني به في حالة موافقة ورضى الطرفين . وهذا عدل إسلامي قويم ن فالمتزوج يكون محصنا وله حلاله ن بينما العازب يكون له ليس تجربة جنسية من امرأة فخفف الإسلام عنه ، ولكن ف يحال تكرار جريمة الزنا من العازبين فيكون الحل غير الحل الأول لثنيهم عن ارتكاب الفواحش وبالتالي الحفاظ على لبنات المجتمع المسلم من الانهيار الاجتماعي والاتجاه نحو الأخلاق الفاضلة وتفريغ الشهوة الجنسية في الحلال لمصلحة الفرد والجماعة والمجتمع والأمة والوطن في الآن ذاته .
وعلى صعيد آخر ، جاء بمسند أحمد - (ج 3 / ص 174) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
: أَنَّ جَارِيَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُفِسَتْ مِنْ الزِّنَا فَأَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ ، فَوَجَدْتُهَا فِي الدَّمِ لَمْ يَجِفَّ عَنْهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِي : إِذَا جَفَّ الدَّمُ عَنْهَا فَاجْلِدْهَا الْحَدَّ ، ثُمَّ قَالَ : أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " . وهذه أيضا حادثة تبين كيفية التصرف معها تختلف عن سابقاتها وهي إمهال المرأة حتى تنظف من الحيض والنفاس لتطبيق الشريعة الإسلامية عليها ، لتأخذ جزائها المناسب وفق مبادئ الإسلام العلاجية لمثل تلك الحالات .
وفي سياق آخر ، وللتأكد من الأشخاص المعنيين من ارتكابهم فاحشة الزنا ، من انفسهم عدة مرات ، فقد جاء في حادثة زنا أخرى أوردها مسند أحمد - (ج 6 / ص 376) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزٍ حِينَ قَالَ زَنَيْتُ لَعَلَّكَ غَمَزْتَ أَوْ قَبَّلْتَ أَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا ، قَالَ كَأَنَّهُ يَخَافُ أَنْ لَا يَدْرِيَ مَا الزِّنَا " .
وبالنسبة لنظر الإسلام لنتائج الزنا ، وهي الحصول على الولد غير الشرعي حسب الإسلام العظيم ، جاء بمسند أحمد - (ج 16 / ص 292) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ " . وهو تأكيد على ثلاثية الشر الذي يجب أخذ الحيطة والحذر منه ، من الزاني والزانية ونتيجة الزنا وهو الولد أو البنت ، ذكرا أو أنثى ، فهم أشرار في المجتمع الإسلامي . وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 16 / ص 375) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء " ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) " . وهي سياسة عدم تحميل الطفل الذي ينجب عن طريق الزنا ذنب أوبه الهالكين المتهالكين على ممارسة الجنس بطريقة محرمة إسلاميا . وبهذا لا بد من الاهتمام به وتربيته وعدم قتله بل العمل على تنشئته التنشئة الاجتماعية الإسلامية الصالحة فلا ذنب له ولا وزر ، وليس له أن يتحمل من فعله والديه غير الكريمين الذين فرض الله لهما عقوبة دنيوية رادعة .
وفي تصور إسلام خالد ، لمنع الموبقات وانتشار الفاحشة بين الناس في المجتمع الأرضي في الإسلام العظيم ، حدد الإسلام عدة أنواع من الزنا ، وليس الزنا عبر الفرج وسط جسم الإنسان ، وإنما هناك أنواع أخرى قد فصلها في حديث نبوي جامع مانع ، كما ورد بمسند أحمد - (ج 17 / ص 212) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لِكُلِّ بَنِي آدَمَ حَظٌّ مِنْ الزِّنَا فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلَانِ يَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْقُبَلُ وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ " .
وفي سياق آخر عن الزنا ، وهو كيفية معاقبة المرأة التي زنت وهي حامل ، هل يقام عليها حد الزنا ، مهما كان نوعه ، عاجلا أم آجلا وكيف ومتى ، يرد على ذلك حديث نبوي شريف ، أورده مسند أحمد - (ج 40 / ص 376) عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ : أَنَّ امْرَأَةً أُتِيَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جُهَيْنَةَ حُبْلَى مِنْ الزِّنَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ . قَالَ : فَدَعَا وَلِيَّهَا ، فَقَالَ أَحْسِنْ إِلَيْهَا ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي بِهَا . فَفَعَل فَأَمَرَ بِهَا فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا ، فَرُجِمَتْ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ تُصَلِّي عَلَيْهَا وَقَدْ زَنَتْ ؟ فَقَالَ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " . وهذا يدلل على أن هناك من يتبع الفطرة الإنسانية ويتراجع عن خطيئته ويريد العقاب عليها في الدنيا قبل الآخرة ، وهو عين الصواب ، واعترافه وعاقبه عليها في الدنيا تكون مكفرة لها عن ذنبه العظيم الشنيع الذي ارتكبه بحق نفسه وبحق طرف آخر وبحق المجتمع الإسلامي . وكما يقال الاعتراف بالذنب فضيلة منن الفضائل المعروفة ، ولكن الاعتراف الشخصي لا يلغي العقاب بأي صورة من الصور ، فهذه الخطيئة لها عقا إلهي معين ومحدد لا يجوز التلاعب به أو تخفيفه ، بل يمكن تأجيل تنفيذه لفترة محددة حسب كل حالة وكل حدث وطبيعة الخطيئة وحالة الجاني والمجني عليه في فاحشة الزنا العويصة المرفوضة إسلاميا جملة وتفصيلا .
وفي ذات مرة من المرات ، كما جاء بمسند أحمد - (ج 48 / ص 380) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا ؟ قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ . قَالَ فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ ؟ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ . قَالَ : لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ " . ومن هذا الحديث النبوي الشريف تأكيد تحريم ارتكاب الموبقات والكبائر والخطايا الصغيرة والعظيمة في المجتمع المسلم ، ومضاعفة عقاب الله لمن يعتدي على حرمة بيوت جيرانه ، فالجار له منزلة خاصة في الإسلام العظيم . فما أروع الإسلام الذي يبث الأخلاق الحميدة ويبني لبنات المجتمع الاجتماعية القويمة المستندة للحق والحقيقة وفق نسق تشريعي اجتماعي يرتقي بالإنسان للمراتب العليا في الفضائل والقيم والأخلاق الحميدة .
وفي حادثة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حث جاء أحد الرجال يطلب الإذن النبوي الشريف بممارسة الزنا ، فنهاه الرسول الكريم عن ذلك ، وأقنعه بعد اللجوء للفاحشة لإرواء غريزته الجامعة لديه ، ودعا له بطهارة القلب وتحصين الفرج ، فقد جاء بالمعجم الكبير للطبراني - (ج 7 / ص 201) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِي الزِّنَا، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"أَقِرُّوهُ"، فَدَنَا حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟"قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ"، قَالَ:"أَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟"قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ"، قَالَ:"أَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟"قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ"، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ كَفِّرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهْ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " .
وعن حال المجتمع الذي تنتشر فيه فاحشة الزنا ، والعقاب الإلهي المنتظر للأفراد والجماعات والمجتمع بأسره ، ورد بمسند أحمد - (ج 54 / ص 269) عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ " . فالله يمهل ولا يهمل ، ولكل جزاء عن خيرا فخير وإن شرا فشر ، نعوذ بالله من شر الشرار والسفهاء والأنذال ، فانتشار ظاهرة الزنا في أي مجتمع هي دلائل وعلامات قرب وقوع العقاب الجماعي من الله القهار ذو الانتقام العظيم للذين لا يلتزمون بأوامره ونواهيه الواردة في الدستور الإلهي العظيم وهي القرآن المجيد . فعن المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 12 / ص 402) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة ، وكثرت التجارة ، وكثر المال ، وعظم رب المال بماله ، وكثرت الفاحشة ، وكانت إمارة الصبيان ، وكثر النساء ، وجار السلطان ، وطفف في المكيال والميزان ، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له ، ولا يوقر كبير ، ولا يرحم صغير ، ويكثر أولاد الزنا ، حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق ، فيقول أمثلهم في ذلك الزمان : لو اعتزلتما عن الطريق ، ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن " .
فهذه الحال التي جاءت بالحديث النبوي الشريف ، هي من الأحوال التي تنطبق على الأوضاع الحالية التي تمر بها المجتمعات في العالم أجمع بما فيها المجتمعات العربية ولكن بشكل اقل من مثيلاتها المجتمعات الأجنبية ، فهناك المواخير والملاهي الليلية التي تخصص رسميا أو فعليا لممارسة الدعارة الجسدية لذوي النفوس المريضة ، والمغرر بها من الشباب الجاهل الذي تغريه ملذات الدنيا الفانية الزائلة وتوصله إلى الحضيض في أسفل سافلين .
وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 19 / ص 479) عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها ورجل معها ، فقال الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة ، فأعرضت عنه بوجهها ، قال أنس : فقلت لها : حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة ، فقالت : « يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا ، وبعثت حين تبعث وذلك الحزن في قلبك » فقلت : يا أماه حدثينا ، فقالت : « إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من حجاب ، وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا وشنارا ، فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم » فقال أنس : عقوبة لهم ؟ قالت : « رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ، ونكالا وسخطة وعذابا للكافرين »
وورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 19 / ص 494) ايضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " خروج الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها ، فإذا خرجت لطمت إبليس وهو ساجد ، ويتمتع المؤمنون في الأرض بعد ذلك أربعين سنة ، لا يتمنون شيئا إلا أعطوه ووجدوه ، ولا جور ولا ظلم ، وقد أسلم الأشياء لرب العالمين طوعا وكرها ، حتى إن السبع لا يؤذي دابة ولا طيرا ، ويلد المؤمن فلا يموت حتى يتم أربعين سنة بعد خروج دابة الأرض ، ثم يعود فيهم الموت فيمكثون كذلك ما شاء الله ، ثم يسرع الموت في المؤمنين فلا يبقى مؤمن فيقول الكافر قد كنا مرعوبين من المؤمنين فلم يبق منهم أحد ، وليس تقبل منا توبة فيتهارجون في الطرق تهارج البهائم ، ثم يقوم أحدهم بأمه وأخته وابنته فينكحها وسط الطريق ، يقوم عنها واحد وينزو عليها آخر لا ينكر ولا يغير ، فأفضلهم يومئذ من يقول : لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن ، فيكونون كذلك حتى لا يبقى أحد من أولاد النكاح ويكون أهل الأرض أولاد السفاح ، فيمكثون كذلك ما شاء الله ، ثم يعقر الله أرحام النساء ثلاثين سنة ، لا تلد امرأة ولا يكون في الأرض طفل ، ويكون كلهم أولاد الزنا شرار الناس ، وعليهم تقوم الساعة " .
وحول ظاهرة اللواط التي أخذت بالانتشار في العالم وتتبناها محافل الماسونية كما تذكر كتبها ، والذين دخلوا فيها ثم خرجوا من مختلف العواصم الغربية والعربية على السواء ، عندما تعرضوا لمثل هذه المشاهد المزعجة القذرة ، وكما تذكرون ما جرى بقوم لوط في الأغوار الفلسطينية في منطقة اريحا وقل منطقتهم سافلها عاليها بسبب شذوذيتهم . والبحر الميت ( بحيرة لوط أو بحر الملح ) في الأغوار الفلسطينية ، قرب أريحا شرقي البلاد ، شاهد عيان على قلب الأرض سافلها عاليها عندما عذب الله القوم الكافرين الظالمين المجرمين العصاة . يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ . وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ . قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ . قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ . قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ . فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }( القرآن المجيد ، هود ، 77 – 83 ) . وقال تعالى عن قوم لوط في فلسطين في آيات أخرى : { فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ . قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ . قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ . وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ . فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ . وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ . وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ . قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ . وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ . قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ . قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ . لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ . فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ . وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ }( القرآن الكريم ، الحجر ، 61 - 77 ) . وقال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ . إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ . وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ . قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ . قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ . رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ . فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ . ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ }( القرآن الكريم ، الشعراء ، 160 – 174 ) . وقال تعالى في آيات أخرى : { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } ( القرآن الكريم ، النمل ، 54 – 58 ) . وقال تعالى : { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ . قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ . وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ . قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ( القرآن الكريم ، العنكبوت ، 28 – 35 ) .
وجاء بالمعجم الكبير للطبراني - (ج 2 / ص 255) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا ظُلِمَ أَهْلُ الذِّمَّةِ كَانَتِ الدَّوْلَةُ دَوْلَةَ الْعَدُوِّ ، وَإِذَا كَثُرَ الزِّنَا كَثُرَ السِّبَاءُ ، وَإِذَا كَثُرَ اللُّوطِيَّةُ رَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ عَنِ الْخَلْقِ فَلا يُبَالِي فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكُوا ".
وورد بالمعجم الكبير للطبراني - (ج 13 / ص 99) أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ زَنَتْ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَمَلَتْ مِنَ الزِّنَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَّهَا، فَقَالَ:"أَحْسِنْ إِلَيْهَا فَإِذَا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا فَائْتِنِي بِهَا"، فَفَعَلَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُمْسِكَتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْهَا وَقَدْ زَنَتْ؟ فَقَالَ:"لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بنفْسِهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".
ومن جهة أخرى ، بشأن قذف المحصنات المؤمنات الغافلات ، جاء في المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 492) عَنْ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ "[النور آية 23] ، يَعْنِي: إِنَّ الَّذِينَ يَقْذِفُونَ بِالزِّنَا، يَعْنِي لِفُرُوجِهِنَّ عَفَائِفَ، "الْغَافِلاتِ"، يَعْنِي عَنِ الْفَوَاحِشِ، يَعْنِي عَائِشَةَ، "الْمُؤْمِنَاتِ"، يَعْنِي: الصَّادِقَاتِ، "لُعِنُوا" ، يَعْنِي : عُذِّبُوا وَجُلِدُوا ثَمَانِينَ، " فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " ، يَعْنِي : عَبْدَ اللَّهِ بن أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ يُعَذَّبُ بِالنَّارِ لأَنَّهُ مُنَافِقٌ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، قَالَ:جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَّانَ بن ثَابِتٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بن أُبَيٍّ ، وَمِسْطَحًا ، وَحَمْنَةَ بنتَ جَحْشٍ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً فِي قَذْفِ عَائِشَةَ ، ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ، غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ مَاتَ عَلَى نِفَاقِهِ .
وبشأن عقوبة الرجم للمحصنين المتزوجين رجالا ونساء ممن يرتكبون فاحشة الزنا ، جاء بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 106) خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذات يوم ليخطب في المسلمين بالمدينة المنورة ، فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَلَا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " . كما جاء بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 279) بَاب إِذَا اسْتُكْرِهَتْ الْمَرْأَةُ عَلَى الزِّنَا فَلَا حَدَّ عَلَيْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنْ الْخُمُسِ فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى اقْتَضَّهَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ وَنَفَاهُ وَلَمْ يَجْلِدْ الْوَلِيدَةَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي الْأَمَةِ الْبِكْرِ يَفْتَرِعُهَا الْحُرُّ يُقِيمُ ذَلِكَ الْحَكَمُ مِنْ الْأَمَةِ الْعَذْرَاءِ بِقَدْرِ قِيمَتِهَا وَيُجْلَدُ وَلَيْسَ فِي الْأَمَةِ الثَّيِّبِ فِي قَضَاءِ الْأَئِمَّةِ غُرْمٌ وَلَكِنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ .
=========
على أي حال ، هالني خبر قرأته صباح هذا اليوم في الموقع الالكتروني العرب ( دنيا الوطن ) حول إحصائية رسمية في الجزائر الشقيق ، بلد المليون والنصف مليون شهيد ، من انتشار أو بقاء انتشار ظاهرة الفاحشة الكبرى في المجتمع المسلم وهي فاحشتي الزنا واللواط . كنت أعد العدة للكتابة عن فلسطين في موضوع آخر ، فعندما قرأت هذا العنوان على الشريط الإخباري هالني وأفزعني ما يجري في البلدان العربية عامة وفي الجزائر خاصة ، فهل الأمر وصل على هذا الحد ؟؟!! أين التنشئة الاجتماعية الإسلامية السلمية القويمة ؟؟ أين الحكومة ؟ أم أن حاميها حراميها ؟ وأين الحركات والأحزاب الإسلامية ؟ أين .. وأين .. وأين ؟؟!!!كنت أعد لكتابة هذا الموضع منذ فترة ولكن مواضيع أخرى كانت تجذبني جذا من حيث لا أدري ، ولكن طالما هذا الأمر الفاحشي وصل إلى هذا الحد فلا بد من وضع النقاط على الحروف وليأخذ كل منا دوره في محاربة الفساد والمفسدين والسفهاء والأشقياء والأشرار ما استطاع إلى ذلك سبيلا . عندما يقرأ الإنسان خبرا مزعجا فإن أعصابه تهتز كزلزال يجعل تحته ركاما هامدا ، فيا حسرة على العباد .. أين هم من الإسلام القويم العظيم الذي يضع الحلول الوقائية لجميع المشكلات قبل وقعوها ؟ وهذا الخبر عن فواحش الزنا واللواط والاغتصاب ويمكن أيضا السحاق أزعجني كثيرا جدا ، تعالوا بنا لنرى ونقرأ هذا الخبر المفزع المفجع ، وليحكم كل فينا ضميره حيال ما جرى وما سيجري . فلا يجب أن نضع الرؤوس في الرمال ونخفيها وتبقى عوراتنا وأجسامنا بارزة للعيان ونتجنب هذا الوبال العظيم ؟
محامية جزائرية تفجر قنبلة أخلاقية بدعوتها لفتح المواخير2008-06-06 01:24:15
غزة - دنيا الوطنفجرت محامية جزائرية قنبلة اخلاقية ـ اجتماعية في البلاد عندما طالبت بصفة صريحة بإعادة فتح بيوت الدعارة من جديد للتقليل من استفحال ظاهرة اغتصاب الأطفال علي يد أشخاص مصابين بالشذوذ الجنسي.وأحدثت فاطمة الزهراء بن براهم ضجة كبيرة عندما أشارت الي الحاجة لهذا الحل نظرا لكون ظاهرة اختطاف الاطفال واغتصابهم عرفت منحي تصاعديا مخيفا خلال السنوات الأخيرة إذ سجلت السلطات 249 حالة اعتداء جنسي علي أطفال في سن المدرسة وقبلها خلال الاشهر الاولي من السنة الجارية.واعتبرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي يترأسها عبد الرحمن شيبان في تصريح اعلامي ان ما دعت له المحامية عبارة عن تحريض علي الفجور ونشر الرذيلة في أوساط مجتمع مسلم .ودعت الجمعية الي التصدي لهذه الدعوة وتشكيل لجنة وطنية عن وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلي والأحزاب الإسلامية لمناقشة هذه المسألة الخطيرة واتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لمنع تجسيدها عمليا .واستنكرت حركة النهضة (حزب اسلامي مشارك بالبرلمان) دعوة المحامية بن براهم واعتبرتها دعوة صريحة للترويج للرذيلة وتعميم الفاحشة وافساد الشباب . وحذر بيان عن الحركة من مخاطر هذه الدعوات التي تصدر تحت ذرائع العصرنة وحماية حقوق الانسان وحرية المعتقد .ولم تخرج تصريحات الشيخ بوعمران رئيس المجلس الاسلامي الاعلي عن المواقف السابقة. وقال بوعمران ان دعوة بن براهم خطوة لنشر الزنا في المجتمع ، واضاف ان فتح بيوت الدعارة لن يكون الحل للحد من تفشي الاعتداءات الجنسية علي الاطفال. ودفعت هذه الانتقادات بالمحامية لتصويب تصريحاتها التي أدلت بها في تصريح مباشر بالإذاعة الوطنية بداية الاسبوع. وأوضحت بن براهم انها لم تدع ابدا الي اعادة فتح المواخير المغلقة، ولكن لتقنين تلك التي تشتغل بطريقة سرية. وقالت ان فكرتها لم تفهم وأُسيء تأويلها، مشددة ايضا علي انها طالبت بتحويل صندوق الزكاة الي صندوق للزواج.واستحال امس الاتصال بالمحامية سواء علي هاتفها المحمول او هاتفها الثابت في مكتب محاماتها بحي حسين داي بالعاصمة.يذكر ان بيوت الدعارة التي كانت منتشرة في المدن الجزائرية منذ الحقبة الاستعمارية وطيلة السنوات الاولي للاستقلال، اُغلقت في نهاية سنوات الثمانينات تحت ضغط الاسلاميين. ولكن ذلك لم يمنع ظهور بيوت دعارة سرية يقوم اصحابها بتوظيف مومسات بطريقة غير شرعية بل ان عددا من مالكي مساكن اضافية في عمارات بالاحياء الشعبية فتحوا شققهم للممارسة الجنسية.يذكر ان عدة مدن جزائرية اشتهرت بمواخيرها، وخاصة تلك التي تعرف انتشار الثكنات العسكرية والوحدات الأمنية، مثل وهران وسيدي بلعباس والشلف غربا، وصولا الي سطيف وقسنطينة وعنابة شرقا مرورا بالبليدة وبجاية والجزائر العاصمة بوسط البلاد.وقالت بن براهم في برنامج اذاعي انها تطالب فقط بتنظيم مراقبة بيوت الدعارة وضبط نشاطها في اطار قانوني وتحت مراقبة الجهات الرسمية لمنع انتشار الرذيلة في اطرها السرية.وقبل المحامية بن براهم، أحدث وزير التضامن جمال ولد عباس قبل نحو عام ضجة مماثلة باعلانه انه سيطلب رسميا من الحكومة منح الأمهات العازبات (غير المتزوجات) راتبا شهريا بقيمة عشرة الاف دينار (حوالي 90 دولارا) بمبرر اعالة اطفالهن.وكشف ولد عباس بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للطفولة عن وجود 22 الف طفل لا تعرف هوية ابائهم، وقد تم التكفل بـ14 الفا من بينهم الفان تكفلت بهم عائلات جزائرية مقيمة بالخارج.وتجد السلطات الجزائرية صعوبة كبيرة في التعامل مع تنامي اعداد الاطفال المجهولي الهوية الذين يُهجرون في دور الحضانة التابعة للدولة، أو حتي في الشوارع.ويوميا تورد الصحف المحلية اخبار مواليد في ايامهم الاولي يُعثر عليهم في زوايا الشوارع وامام ابواب المساجد وحتي المزابل، ناهيك عن آخرين يُقتلون فور ولادتهم ويُرمي بجثثهم في اماكن معزولة.

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
هناك الكثير من الحلول لظاهرة ارتكاب الزنا ، وهي الفاحشة الكبرى المنتشرة بشكل جنوني في المجتمعات الغربية ، وعدواها انتقلت إلى مستعمراتها إبان الاحتلال الغربي لمختلف بلدان الوطن العربي . ولا بد من التنويه إلى أن العواصم العربية والمدن الكبرى غزتها الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وتتولى الفنادق الفخمة من خمس نجوم أو تخوم لا فرق عملية إنشاء الملاهي والبارات والمخامر والنوادي الليلية بإشراف بعض المرتزقة ممن باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم ، وللمال البخس ، فأصبحوا يقودون على مئات بل آلاف من نساء الأمة العربية أو الإسلامية ، ويعتبرونه تقدما وحضارة ؟؟!! فتبا لهذه الحضارة وهذا التقدم الذي يجعل الإنسان ديوثا يتصرف كالحيوان البهيمة الذي يرغب في إرضاء شهوته الحيوانية ولا يغلب عقله على عاطفته وعلى نفسه الأمارة بالسوء . وتتحمل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية كاملة على انتشار ظاهرة الزنا والابتعاد عن الزواج الشرعي الذي يثبت وينبت الأبناء الأباة ذو الكرامة والشهامة الشرعيين الذين يبنون البلاد والأوطان . لقد أصبحنا نشاهد هنا وهناك بارات تتوزع على الفنادق بقلة حياء سافرة ، وأصبح بعض الشباب يتهالكون فرواء غريزتهم الجنسية الفطرية بشكل محرم ، فيدنسون الأعراض والإسلام تحت مرأى ومسمع هذه الحكومات التي يمكن أن يكون بعضها له اليد الطولى – قطعها الله قطعا مبرما – في الترويج لهذه الموبقات والكبائر عبر والملاهي والنوادي والروتاري السرية والعلنية في الآن ذاته ، بل وإن بعضها يحمي ويرخص هذه الكازينوهات والملاهي الفاجرة الكافرة التي تشكل خطرا حقيقيا داهما على سمة من سمات الأمة الإسلامية وهي الزواج الإسلامي السعيد .
و لا ننسى الفضائيات الخلاعية الهابطة فهي عبارة عن كباريهات على الهواء ، وكذلك الحال بالنسبة للانتر نت الإباحية ، قبحها الله العزيز الحكيم جل جلاله ، من فضائيات وخلاعيات وإباحيات تنشر الإباحية والدعارة واللواط أو السحاق ممن يسمون مثيلي الجنس . ومما يساعد هذه الأمور الشاذة أن قادة بل قواد يقودون على أعراضهم ونسائهم في الغرب ممن يشجعون هذه الظواهر الشاذة ، . وهناك نوادي للعراة في الكثير من بلدان العالم ( المتحضر ) وهو المتبودر الذي سيسحقه الله الجليل العظيم ولو بعد حين ، كما سحق قوم نبي الله لوط عليه السلام بمدينة أريحا . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، هناك نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ممن ينتسب لنوادي اللوطية ، وهناك كونداليزا رايس ممن تمارس السحاقية مع مثيلتها ، وهناك شراذم وشراذم الماسونية التي تجعل من اللواط منهجا لحياتها الإباحية كما تذكر ذلك وسائل الإعلام الأمريكية نفسها . وهناك نوادي العراة في جنوب فلسطين المحتلة خاصة في مستعمرة إيلة ( إيلات ) التي يشرف عليها الإباحيون اليهود ... وهناك .. وهناك .. وهناك في البلدان العربية والإسلامية التي أصبحت مكشوفة تنادي بالزواج العرفي الكئيب الذي يمسخ حقوق المرأة مسخا كبيرا ويستغلها استغلالا رهيبا .
سؤال أطرحه بصراحة : هل يؤيد هؤلاء الناس الذين ينادون بالزواج العرفي أو بفتح ملاهي وبارات الدعارة والمومسات ويريدون أن يتمتعوا بالمرأة ويشبعوا رغباتهم الجنسية الحيوانية هل يقبلون ذلك لأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ؟؟ مالهم كيف يحكمون ؟ وكيف يستغلون المرأة أبشع استغلال ويريدون منها الجماع الجنسي فقط ولا يريدون لها الاحتفاظ بحقوقها كزوجة لها حقوقها الإنسانية . ثم إن الزنا واللواط يسببان كما ثبت علميا الأيدز والسفلس والسيلان والأمراض الجنسية الخطيرة لكلا الممارسين للفواحش من الذكور والإناث . فيعيش الفرد عالة على غيره من أجل شهوة حيوانية بهيمية يمكن أن يستثمرها في الاستقرار والسكينة والطمأنينة والمودة والرحمة لا تفريغ كبت المكبوتين والارتماء في أحضان المرض الخبيث .
ولا بد من القول ، فكما أن هناك عقاب للزاني والزانية هناك ثواب رباني إلهي عظيم للمتزوجين الذين يقضون شهواتهم ويفرغونها بالشكل الشرعي الإسلامي الحنيف سعيا وراء الفطرة الإنسانية القويمة الصالحة للفرد ذكرا وأنثى ، وصالحة لبناء لبنات المجتمع الصحيح السليم الخالي من الأمراض المعدية .
على أي حال ، هناك العديد من الطرق والسبل التي تساهم في الحد بل والقضاء على الفواحش الكثيرة منها الزنا واللواط والسحاق ، التي تنتشر في المجتمعات الغربية غير الأخلاقية ، وجلبها الاستعمار والاحتلال إلى الوطن العربي والمجتمعات العربية والإسلامية من أقصاها لأقصاها المستضعفة عسكريا واقتصاديا ، ومن أهم هذه التطبيقات العملية لا النظرية :
أولا : العودة الحميدة الحقيقية للإسلام العظيم ، وتقليل المهور وتزويج من لا يستطيع الزواج بدعمه ماليا وعينيا . ففي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزوج الشاب المؤمن التقي بمهر بسيط ،ولنا المثل الأعلى بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مهر زوجاته وبناته وهي مهور قليلة ، والمهر القليل والتكاليف القليلة هي بركة من بركات الله جل جلاله في الزواج . وقد خطت بعض الحكومات والحركات الإسلامية خطوات أولية في إنشاء جمعيات العفاف والزواج البسيط وتقديم المساعدات والمساهمات في حفلات الزواج الجماعية في مختلف المناطق ، منها في فلسطين ، والأردن وإيران والسودان وغيرها .
ثانيا : سن قوانين وتشريعات مكتوبة تحدد قيمة المهور بشكل منتظم يحفظ حقوق المرأة وحقوق الرجل على السواء ، وتخصيص موازنات مالية في وزارات المالية أو بيت المال أو جزءا من أموال الزكاة للتزويج الشباب العربي المسلم للحفاظ على تماسك المجتمعات .
ثالثا : إقرار وتنفيذ صكوك عشائرية عرفية تحد من ارتفاع المهور في المجتمعات العربية والإسلامية في مختلف قارات العالم .
رابعا : إنشاء جمعيات زواج لتزويج الشباب من كلا الجنسين : الذكور والإناث وتعريفهم على بعضهم البعض ، كل حسب معاييره وشروطه الإسلامية الحقيقية بالاستناد إلى القرآن المجيد ، والسنية النبوية المطهرة . وتخصيص أموال ورصدها لدعم الزواج لمن لا يقدر على الزواج . وهذه المسألة مسألة مهمة وخطيرة جدا في الوقت ذاته . فالمجتمع الإسلامي أو غيره من المجتمعات يقوم على إتحاد الذكر والأنثى ، وتكوين أنوية أسرية جديدة للتكاثر وتكثير سواد المسلمين .
خامسا : إيلاء الفتيات العوانس والشباب الذي مالوا عن الزواج وعزفوا عنه بدعاوى مالية كغلاء المهور وتصاعد تكاليف الحفلات والولائم وتعريفهم ببعضهم البعض على أسس إسلامية نابعة من صميم القرآن والسنة ، فهؤلاء الناس هم أدرى بشؤونهم وهم الأكثر تقبلا لتقليل التكاليف المالية الباهظة للزواج .
سادسا : المبادرة لإتباع سنة الخلفاء المسلمين الأوائل في حل مشكلة الأرامل اللواتي ترملن عن أزواجهن ويردن الزواج ، سواء بوفاة طبيعية أو في أعقاب زلازل وبراكين وكوارث طبيعية وزوجات الشهداء في حروب المسلمين مع الأعداء ، أو المطلقات لأسباب إسلامية شرعية ، حيث كان هؤلاء المؤمنين يبادرون للزواج ممن يرغب منهم في السترة وأخذ نصيبها في الحياة الزوجية الشرعية بعيدا عن الكبت أو الانفلات . وقد لاحظت عندما كنت في الخرطوم بالسودان الشقيق عندما كنت أكمل الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة النيلين ، بين عامي 2001 و2002 م مبادرة الرئيس السوداني السيد عمر البشير وبعض قيادة السودان بالزواج من زوجات شهداء قضوا نحبهم في حروب السودان مع الاستعمار والانفصاليين المتمردين وهي ظاهرة تستحق التشجيع والمتابعة على نطاق واسع وهي ُسنة إسلامية حميدة .
والى هنا انتهى وإلى ربنا الرجعى والمنتهى .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: