السبت، 28 يونيو 2008

التيه العربي المبين .. فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ






















التيه العربي المبين
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ

د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد ، المائدة ) . وورد في صحيح البخاري - (ج 19 / ص 8) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ) . وجاء بسنن الترمذي - (ج 8 / ص 70) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ) .

الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ، وطن واسع وكبير ، جغرافيا وطبيعيا وحضاريا وتاريخيا وتراثيا ، يقيم فيه نحو 350 مليون نسمة يتوزعون على 5 ر13 مليون كم2 ، ويحوي الثروات الطبيعية العملاقة من الماء والغذاء والنفط والمواد الخام ، عدا عن الموقع الاستراتيجي الوسطي بين قارات العالم . وهذا الوطن متنوع المناخ ويصلح للتعدد الزراعي والتكامل الاقتصادي ، وفي الوطن العربي رسالة حضارية عالمية بزغ فجرها من الديار المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة في القرن السابع الميلادي ، وانتشر الإسلام العظيم عبر الطرق السلمية والجهادية لمختلف أنحاء المعمورة سواء زمن رسول الله الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أو ما بعده من الخلافة الراشدة وما تبعها من امتداد إسلامي جغرافي وحضاري واسع . وكان الوطن العربي النواة الأولى في العالم للحضارة والعلم والعلماء ، وحطم أسطورة الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية ، وشيد بناء عالميا متماسكا ، يحسب له الأعداء والأصدقاء ألف حساب وحساب . كان وطنا عزيزا كبيرا بأهله وإسلامه وقرآنه المجيد والاعتصام بحبل الله المتين ، ثم أخذ يذوي ويذوي ويذوي ، حتى أصبح الوطن العربي مقسما بين شرق وغرب وشمال وجنوب من أقصاه إلى أقصاه ؟
لقد غاب الشعاع الحضاري كسراج وهاج ثم تراجع ليصبح قمرا منيرا ثم مرة أخرى ليصبح كوكبا يعكس الضوء الخافت من غيره ، ثم تراجع القهقرى ؟؟!! وحسب التوهج القمري والإنارة الليلية تطور الوطن العربي في ظل الإسلام العظيم من حالة النواة المتمثلة في حالة الهلال الإسلامي الذي يهل على الجميع بخيره وبركاته وطيبته وعدالته ، وتطور إلى حالة البدر بأيامه البيض الذي يشع نوره ليلا على الكرة الأرضية جمعاء في دورة جدلية متماسكة متواصلة مترابطة كترابط كلام الله الأزلي في الكون الواسع الفسيح ، ثم تراجع لحالة المحاق التي يعيشها الآن في القرن الحادي والعشرين الميلادي الموافق للقرن الخامس عشر الميلادي .. إنها حالة التيه العربي الذي يعيشه المواطن العربي المسلم في نفسه وفي بيته وفي وطنه وفي أمته العظمى الوسطى .
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) }( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
على أي حال ، يترقب أبناء الأمتين العربية والإسلامية عودة الوضع الطبيعي للإسلام بقيادة العرب الأقحاح ذوي الشهامة والمروءة والكرامة ، العربية الإسلامية والنخوة والشجاعة والعزة والكرامة الإسلامية التي تليق بخير أمة أخرجها الله العزيز الحكيم للناس أجمعين ، أمة التفضيل والتبجيل صاحبة الرسالة الإسلامية الخالدة ، والقرآن المجيد الذي غزا ويغزو الآفاق الرحبة لنشر الحق والحقيقة والعدالة والوحدة العربية الإسلامية .. إنه انتظار وترقب عربي وإسلامي لعودة الحياة الطبيعية القيادية ووجود الراس للأمة المجيدة وتدفق الدم الأحمر النقي الصافي لشرايين دم الجسد العربي الإسلامي المتماسك والمتمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها .. لقد غاب المارد الإسلامي عن الساحة العالمية واصبح متلقيا بدلا من أن يلقي الكلام للتنفيذ والتطبيق ، لقد اصبح مرآة مقعرة ومحدبة يعكس سلبيات وانحرافات العالم في جميع بقاعه ، فأصبح العرب المسلمون مستوردون لا مصدرون .. مستوردون ليس للسلع والبضائع فحسب بل أيضا للأفكار والأيديولوجيات التائهة المتوهة للناس ، فاصبح الناس في حيص بيص وفي حالة يرثى لها سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
أيها المارد العربي الإسلامي إنهض وخذ مكانك الطبيعي بين الأمم ولا تبقى نائما هكذا في كهفك ؟؟ يضربك هذا ويصفعك هذا وأنت تائه بعيدا عن بوصلتك الإسلامية الجهادية الخلاقة التي وجهت بها دفة وزمام الحكم في العالم في فترة عالمية ليست بالبسيطة ، إنهض وأطرد الرويبضة والفاسدين والمفسدين ، وأنهض وخذ قرآنك بيد ، وسيفك باليد الأخرى دفاعا شرعيا عن الذات والنفس ، وأحمى الحمى ، ولا تخف في الله لومة لائم ، وأردم الحدود الصناعية والطبيعية فقد ذابت الحدود بين الأعداء في أوروبا وأصبح لها اتحادا أوروبيا يضم 25 دولة يبلغ تعدادها 450 مليون نسمة ، وأنظر إلى أمة الشياطين والأشرار الأمريكان الذين يتحكمون في مقدرات العالم ، رغم اختلاف اللغات والسمات والآهات ؟ فلماذا لا تذوبها أنت في عقر دارك ، وتخرج من قمقمك الذي وضعت به نفسك ، عفوا وضعك به ابناءك غير البررة قبل أعداءك ، فأصبحوا يستنجدون ويستجدون بالأجنبي ويسمونه ضيفا كما هو حال العراق .. من مهازل التيه العربي أن يوصف المحتل الأجنبي من بني قنطوراء في أرض الرافدين الكرام بأنهم ضيوف على أهل العراق الغلبان ؟؟ نعم هم ضيوف لكن بأيدهيم سيوف الباطل لقتل الأبرار والأبرياء في العراق الشقيق ؟؟
وهناك من في المغرب العربي الإسلامي من يقول لا تسبوا ابناء عمومتهم من اليهود ، والدعوة للسلام واجبة بين ابناء العمومة ؟؟ أية عمومة هذه التي تنادون بها يا أيها التائهون في المغرب الشقيق ، وعن اي سلام تتحدثون بالله عليكم ؟ ولماذا في أثينا اليونانية بمؤتمر الماسونية النتنة القذرة تشاركون ؟؟ اصمتوا خير لكم ، ولا تطبعوا مع الأعداء ، ولسنا بحاجة لترهاتكم الضالة المضللة فلا تبقوا تائهين تنادون وتزعقون بالسلام بل الإستسلام مع يهود فلسطين ؟؟. ونداء إلى التائهين في تونس الخضراء ، الإسلام عظيم ، فلا تلقوه من أيديكم ، وتتبعوا خطوات شياطين فرنسا ، لماذا ما زلتم تمنعون الحجاب الإسلامي في البلاد ، تونس عربية مسلمة كانت وما زالت وستكون ، شاء من شاء وأبى من أبى ، عودوا عن غيكم وضلالكم وأباطليكم ، فهذا إعتداء على حرية الإنسان والعقيدة ويزيد من التيه والتوهان ؟؟ وإلى أثرياء السعودية في أرض الحرمين المقدسة ، ‘عودوا بأموالكم من خارج البلاد وأنمو وطوروا داخل الوطن العربي الكبير فلا تصدروها للخارج ، أبقوها في أرض العرب للعرب وليس للأجانب ؟؟ وأنتم يا أثرياء العرب في المغرب والخليج العربي والإمارات وقطر وغيرها لا تنسوا الفقراء من أموالكم ونفطكم فالمسلمون شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار ؟؟
وانتم يا أبناء قطر ساهموا في وحدة أهل فلسطين كما ساهمتم في توحيد اللبنانيين ، وحافظوا على الإعلام القطري الرزين لخدمة العرب والمسلمين والمصلحة الإسلامية العليا ؟
ويا أبناء مصر الكنانة ، دعوا الحرية والدين الإسلامي يأخذان مكانهما وأطلقوا سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين ، ولا تبخلوا على أبناء فلسطين الميامين في قطاع غزة هاشم ولا تبقوا متفرجين عليهم وهم محزونون ؟؟ لماذا تبقون تتفرجون ؟؟ وأنتم يا أبناء فلسطين توحدوا وأتركوا الفرقة والخصام وعودوا للوحدة الجامعة الشاملة والوئام ؟ فالجميع ينظر إليكم وكونوا عباد الله إخوانا متآلفين ولا تخافوا من يهود فلسطين الإرهابيين ؟
وأنتم يا أهل العراق النشامى لا تهادنوا الأجنبي المحتل وعليكم بالجهاد المقدس في سبيل الله والوحدة على أرض المعركة ، ولا تصفوا الاحتلال العدواني بالضيوف كما يصفه من حملة الجوازات الأمريكية من حكام العراق الحاليين المرتزقة وأجلهم قريب من رب العالمين ؟؟
أيها العرب افتحوا الحدود الوهمية السياسية المصطنعة بين أبناءكم ، ولا تخذلوا الوحدة والبنيان المرصوص للعرب والمسلمين ؟؟ واعتمدوا على أنفسكم ولا تتولوا مدبرين ؟؟
ويا أهل الصومال اتحدوا ولا تجعلوا الاحتلال الإثيوبي في دياركم ، فهؤلاء شر الأشرار في البلاد الذين يعيثون في الأرض الإفساد والفساد ، فكونوا عصاميين واتبعوا القرآن المجيد .
ويا أهل الجزائر الشقيق ، اتركوا العادات والتقاليد الفرنسية وكونوا عربا وإسلاميين ، ولا تتناحروا فيما بينكم ، وأحفظوا غازكم ونفطكم ولتبرعكم لفلسطين مشكورين ؟؟
ويا أهل اليمن السعيد ، كونوا سعداء بالإسلام ولا تنابزوا بالألقاب والغمز واللمز ، وكونوا وحدة واحدة وطوروا نفطكم وبلادكم واقتصادكم ؟؟
ويا أهل سوريا ، عليكم الأمل في حالات الفتن والمحن ، فكونوا ناصرين ومناصرين لأهل الإسلام العظيم ؟
ويا أهل لبنان الأبي أنتم من هزمتم بني صهيون في صيف سابق فلا تختلفوا وتتناحروا وتفسدوا الود بينكم مجددا وكونوا ربانيين ؟؟ والعتب عليكم لماذا شاركتم رسميا في مؤتمر الماسونية الأخير بأثينا اليونانية ؟؟
ويا أهل الأردن الصامدين المرابطين عليكم بالاعتصام بحبل الله المتين من جميع الأصول والمنابت الاجتماعية فأنتم أهل الملتقى والفصل كملتقى اليرموك وحطين ؟؟
ويا أهل السودان المفدى توحدوا ولا تجعلوا الأعداء يتدخلون بشؤونكم الداخلية فتهزموا شر هزيمة ، فلا تسمحوا لهم بتقسيم البلاد والعباد وكونوا عباد الله إخوانا متألقين ؟؟
ويا أهل ليبيا الثورة كونوا للحق مناصرين ولبث الإسلام في أفريقيا سائرين وللتنمية والإصلاح منادين نحو الحرية والاستقلال للعرب أجمعين ؟؟
أيها العرب المسلمين عضوا على إسلامكم بالنواجذ ، ولا تبقوا متفرقين ، وأسعوا للإصلاح والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيما بينكم وتوحدوا واعتصموا بحبل الله المتين ، ولا تختلفوا ولا تختصموا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم كما هو الأمر الآن ؟؟
ألهذه الدرجة بلغت حالة التيه العربي ، للعرب والمسلمين ؟؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ وكيف تضيفون ؟ وكيف ترسمون ؟ هل الضيافة العربية الأصيلة في العراق الأبي تستدعي قتل أكثر من 2 ر 1 مليون عراقي خلال خمس سنوات من الاحتلال العجاف .. الضيافة العربية تستوجب تكريم وإقراء الضيف ثلاثة ايام فقط ، وليس خمس سنوات يا أهل التيه العراقي في سدة الحكم المنصوبة كخنزيرة البناء المائلة في ارض الرافدين المعطاءة ؟؟؟
التيه العربي أن تبقى القواعد الأمريكية والأجنبية : العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية ، في أرض العرب ، أرض خير أمة أخرجت للناس في المشرق العربي والمغرب العربي ، ومناورات النجم الساطع وغير اللامع وما والاها من مناورات حربية وعسكرية واقتصادية ؟؟ وأن يبقى سفراء إمبراطورية الشر الأمريكية يوجهون أنظمة الحكم في الوطنين : العربي والإسلامي عن قرب وعن بعد في العواصم العربية والإسلامية ؟؟ !!
التيه العربي ، يتمثل كذلك في استيراد الثقافات الدخيلة على الإسلام العظيم ، والثقافة العربية الأصيلة ، وتسمية الأمور بغير أسمائها .. نكبة ونكسة وفقسة ونقشة ..؟؟
ما هكذا تورد الأمور يا عرب ؟ ما لكم نائمون ؟ استفيقوا من نومكم وسباتكم العميق !! لا تبقوا من المشردين والمطرودين ، ولا تعجبكم كثرتكم ، ولا تبقوا تلهثوا خلف الأمور التافهة والملذات والشهوات الفانية ، ابحثوا عن الرصيد الحضاري العظيم بين الأمم لقيادة هذه الأمم وليس للإستيراد منها أخرجوا من قمقمكم ومغاراتكم وكهوفكم واصبحتم تنحنون من الجبال بيوتا فارهين ، وألهاكم التكاثر ، غير مبالين بما يجري حولكم ، وشدوا الأحزمة وأبدأوا بصولات وجولات إسلامية سامية عالية الشأن بين الناس . ولا تنسوا أنكم الأمة الوسطى بين الأمم .. لا الأمة الخلفية أو الهزلية .. أتركوا التيه ، والزموا القرآن المجيد ، وجربوه كما جربه الآباء والأجداد لتصبحوا في صدارة الأمم لا حثالتها ؟؟
أيها العرب والمسلمون .. يا ابناء الأمة الماجدة المجيدة .. دعوكم من العصبية والحزبية والفئوية والقطرية فإنها منتنة ، فإنها منتنة ، فإنها منتنة ، عودوا إلى جادة الحق والصواب ، وثوروا على الظلم والطغيان وأهجروا الاستغلال والقهر الداخلي والخارجي ، ولا تلقوا بالا للأعداء الأجانب وخاصة الأمريكان .. وحدوا صفوفكم ، ومجالسكم ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الفانية الزائلة فالأخرة خير وابقى ، نعم الآخرة خير وأبقى ..
أخرجوا من تيهكم الكبير ، والقوا بأصفادكم جانبا ، فلن تخسروا سوى هذه الأصفاد التي صفدكم وقيدكم بها الغرب الأجنبي ، ليجعلكم تعيشون في زنازين وطنكم الصغيرة ، لأنكم رضيتم بالحياة الدنيا واستكنتم لها ، وتركتم ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله ، الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر على السواء ، وأبدلتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، فقلبتم الآية رأسا على عقب دون وجه حق ، في تراجع أيديولوجي مخزي ورهيب فكان السقوط في الهاوية ، هاوية الحياة الدنيا والتيه العظيم الذي خسر به العرب الخسران المبين ، واستبدلوه بدل الفوز والفتح العظيم ..
يا أبناء الأمة العربية المجيدة ، لقد زرع الآباء والأجداد ، كل ما هو خير واستبدلتم الخير بالشر ، زرعوا الإسلام والقرآن والإيمان العظيم ، واستبدلتموه ( بالهاي والباي والماي ) والطاعة لغير الله ولغير رسوله ولغير أولي الأمر من المسلمين ، فأصبحتم تعانون من ويلات وهموم الأمم الغثة كلها ، أسالوا كلا من أهل : فلسطين وأفغانستان والشيشان والسودان ، والصومال والعراق ، ولبنان ، والمغرب والجزائر وتونس .. وغيرها الكثير الكثير .
حرروا أنفسكم من مهالك الحياة الهالكة واستبدلوها بما هو خير وأبقى ، تذكروا أيام الفتح والنصر الأولى ، فتح مكة والأمصار وهزيمة الفرس والرومان والصليبيين والتتار المغوليين ، وأعلموا أن أمامكم التيه الأكبر الآن في وطنكم الكبير ، استثمروا أموالكم في بلادكم ، وأخرجوا المشركين من جزيرة العرب والمغرب العربي الكبير والهلال الخصيب ووادي النيل ولا تعيثوا فسادا وإفسادا في أرض الله ضد عباد الله ، بيضوا السجون من الأسرى السياسيين والإسلاميين وعودوا لجهادكم العظيم المبين المحرر للنفوس والوطن والأمة .
ولا تتحالفوا وتتعاونوا مع الشياطين ومنهم المغضوب عليهم من رب العالمين ولا تطبعوا معهم سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا وحضاريا ، ولا تتعاونوا مع الضالين السفهاء المضلين والصليبيين المضللين ، فالمصلحة العربية والإسلامية العليا هي الأعلى والأولى ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وأنفروا خفافا وثقالا واتقوا الله لعلكم تفلحون عند رب العالمين ولا تكنزوا أموالكم عند بلاد العم سام والأوروبيين . وأخرجوا أنفسكم وأهليكم وشعبكم وأمتكم من براثن الهزائم وأصعدوا بها إلى معالم الفوز والنصر والفتح العظيم في الدنيا والآخرة .
أيها العرب المسلمون ، كونوا كما وصفكم الخالق سبحانه وتعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}( القرآن العظيم ، البقرة ) .
أيها العرب العرب العرب ، من أبناء الإسلام العظيم ، لا تفروا من أنفسكم ومن أهليكم ، ولا تهجروا قرآنكم فتبقوا في الأذلين والأرذلين ، وأنهضوا وواصلوا العمل والعلم لتكونوا كما أرادكم الله جل جلاله خير أمة أخرجت للناس كافة ، في كل زمان ومكان في العالمين . نريد دولة العرب المسلمين ، دولة واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي لتقود العالمين أجمعين ، نريد إله واحد هو الله الذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، ونبي عربي إسلامي واحد خاتم الأنبياء والمرسلين جميعا ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) ودين إسلامي واحد فالدين عند الله الإسلام ، ودستور قرآني إسلامي واحد وهوية عربية إسلامية واحدة ، وجواز سفر واحد ، وتاريخ عربي واحد ومصير عربي واحد ومستقبل عربي واحد ، واقتصاد واحد ، وجيش عربي واحد ، ورسالة إسلامية واحدة . فطوبى للموحدين لرب العباد الحي القيوم من أتباع وأصفياء المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين .



الوطن العربي الكبير
بلا حدود وهمية مصطنعة

وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ، يقول الله العلي العظيم جل شانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }( القرآن الحكيم ، التوبة ) .
والله ولي التوفيق
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: