الخميس، 26 يونيو 2008

زلازل في فلسطين


زلازل في فلسطين


فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ


وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ

يَا ابْنَ حَوَالَةَ :
إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ
فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ
وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ
مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ


د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}( القرآن المجيد ، الزلزلة ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 4 / ص 146) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ " . وورد بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 491) عنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَفِي نَجْدِنَا ؟ فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ".
الكثير من الناس يخاف من الزلازل والبراكين ، عن بعد ، ويتوجسون منها خيفة ، ويرتدون على أدبارهم وأعقابهم خسرانا مبينا ، وهؤلاء لا يعرفون إن كل شيء مقدور عند رب العالمين ، ولن يغير الخوف من الواقع شيئا ، ولكن يفترض في الإنسان أن يأخذ الحيطة والحذر ويتوكل على رب العباد . فالأجل محتوم والرزق مقسوم والعمل لن يدوم والصحة تهتز ولا تقوم ، وكل شيء عند الله بمقدار ، ومنها نار السموم . الزلزال الجغرافي المتوقع الذي سيضرب فلسطين المحتلة كما يقول مركز رصد الزلازل الصهيوني سيوقع مائة ألف قتيل على الأقل في منطقة حيفا ومحيطها ، ولهذا يتوجسون خيفة كلما اهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، فيخافون من كل صيحة عليهم وكأنها العدو ، ويجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ، ولكن هذه المرة ليس الفلسطيني هو العدو ، وإنما الصهاينة هم أعداء أنفسهم وأعداء الله ، فالويل لهم ثم الويل ، لقد استجلبوا غضب الله وعقابه الأليم الذي سيلحق بهم دار البوار والفناء المنتظر ، وهو على كل شيء قدير ، وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون . يقول الله القوي المتين : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) } ( القرآن الحكيم ، البقرة ) .

وفي فلسطين الكبرى ، بين ليلة وضحاها ، خلال 24 ساعة متواصلة ، اهتزت الأرض في أصبع الجليل شمال فلسطين المحتلة ليلة 12 و13 حزيران 2008 ، ضربت هزتين أرضيتين قدرت قوة الأولى ب 3ر3 درجة حسب مقياس ريختر ، وذلك عند الساعة الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فلسطين الصيفي وذلك دون إحداث أضرار مادية أو خسائر بشرية بين أبناء الجاليات اليهودية في فلسطين . وجاءت الضربة الزلزالية بقوة 5 ر 3 درجة بمقياس ريختر حيث وقعت عند الساعة التاسعة وخمس دقائق . وأشارت مصادر مركز رصد الزلازل الصهيونية إلى وقوع هين الهزتين ولكن دون الإعلان عن تفاصيل حول مركز الهزة الجديدة والسابقة .
وكانت ضربت يوم الخميس 12 حزيران 2008 ، هزة شمالي فلسطين المحتلة وجنوبي لبنان حدثت عند الساعة 00 : 4 مساء بالتوقيت الصيفي وأحس بها السكان في المنطقة وقدرت قوة الهزة ب 9 ر 3 درجة بمقياس ريختر . كما وقت هزة تلتها عند الساعة 30 : 6 مساء ، أي بحوالي ساعتين ونصف عن الهزة التي سبقتها ، لتسجل قوتها ب 8 ر 3 درجة بمقياس ريختر ، وجاءت الهزة التي تلتها وهي الثالثة في اليوم ذاته ، عند الساعة 41 : 6 مساء بقوة 2 ر 4 درجة بمقياس ريختر ، ثم جاءت الهزة الرابعة بعد ذلك بدقيقتين ، بدرجة 1 ر 4 بمقياسر ريختر وكل ذلك حسب مركز رصد الزلازل الصهيوني وقد شعر بالهزة الأخيرة بعض سكان وسط فلسطين من أبناء الجاليات اليهودية في فلسطين .
وقد ضاقت الأرض بما رحبت على الجاليات اليهودية في فلسطين لمجرد هزات خفيفة ، فكيف عندما تقع الواقعة ، ويأتي يوم الحساب للجميع ، ما له وما عليه ، وهل ينظرون ماذا يفعلون بأهل فلسطين الأرض المقدسة المباركة التي باركها الله من فوق سبع سماوات طباقا ،وهل ينتظرون غير عذاب وعقاب الله المقبل عليهم لظلمهم وغيهم وارتكابهم الكبائر والموبقات في كل وقت وكل حين . ومن المنتظر أن يقلب الله الأرض عليهم سافلها لعاليها والعكس بالعكس ، من عاليها لسافلها ، كما فعل الله بقوم لوط وأقوام أخرين كافرين ظالمين فاسقين . والخسف والزلازل قادم ضد يهود فلسطين ، لا محالة إن شاء الله الجبار القهار جل جلاله : { وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}( القرآن المجيد ، هود ) .
ويقول الله تبارك وتعالى : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}( القرآن الحكيم ، الحجر ) .
وكما ورد بالأحاديث النبوية الصحيحة ، عن الزلازل والهزات الأرضية ، وكثرتها قبل أن تأزف الآزفة ، في جميع أنحاء العالم ، وفي الوطن العربي أيضا . فنلاحظ حدوث الزلازل والبراكين الملتهبة شهريا ، من زلازل المدن الجزائرية والإيرانية والاندونيسية ، من تسونامي والعواصف الشديدة في الولايات المتحدة وأخيرا الزلزال الكبير الذي ضرب الصين وأودى بأكثر من 60 ألف قتيل .
على العموم ، ينجم عن الزلازل والهزات الأرضية عشرات بل مئات وآلاف وعشرات آلاف من قتلى وصرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ، وعشرات آلاف الجرحى والمنكوبين والمشردين عن بيوتهم وديارهم ، ويبعث الله عالم الغيب والشهادة كل إنسان حسب نيته ، وإيمانه بالله العزيز الحكيم جل جلاله ربا وبالإسلام دينا وبرسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، وأما الكافرون فلهم عذاب مقيم في الدنيا والآخرة ، فانتظروا إنا منتظرون وترقبوا إنا مترقبون ، وإنا لصادقون .
جاء بصحيح البخاري - (ج 22 / ص 21) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ لِي بِهِ وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ يَعْنِي آمَنُوا أَجْمَعُونَ فَذَلِكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا " .
ونحن هنا في فلسطين ، نرى البشرى النبوية الإسلامية قد قاربت على التحقق في الأرض المقدسة ، بإقامة الخلافة الإسلامية في فلسطين بمركزها في المسجد الأقصى المبارك لتكون خلافة إسلامية عالمية ، تنبع قيادتها من ارض الرباط ، أرض الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ، وفي مقدمتهم إمام المتقين والمجاهدين سيد الأولين والآخرين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد جاء بسنن أبي داود - (ج 7 / ص 68) حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَغْنَمَ عَلَى أَقْدَامِنَا فَرَجَعْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ : " اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ عَنْهُمْ وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ قَالَ عَلَى هَامَتِي ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " . قَالَ أَبُو دَاوُد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ حِمْصِيٌّ . وجاء بمسند أحمد - (ج 12 / ص 355) سمع ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَفِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا ثُمَّ اسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ فَقَالَ مِنْ هَاهُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ مِنْ هَاهُنَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ " . وفي رواية أخرى ، وردت بمسند أحمد - (ج 21 / ص 487) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ قَالَ الْهَرْجُ أَيُّمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ " . وعلامات الهزات والزلازل من علامات تمكين المسلمين في الأرض ولو بعد حين من الدهر ، جاء بمسند أحمد - (ج 34 / ص 317) حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنْ السَّمَاءِ قَالَ : " نَعَمْ قَالَ ، وَبِمَاذَا قَالَ بِمِسْخَنَةٍ قَالُوا فَهَلْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ عَنْكَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَمَا فُعِلَ بِهِ قَالَ رُفِعَ وَهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي مَكْفُوتٌ غَيْرُ لَابِثٍ فِيكُمْ وَلَسْتُمْ لَابِثِينَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا بَلْ تَلْبَثُونَ حَتَّى تَقُولُوا مَتَى وَسَتَأْتُونَ أَفْنَادًا يُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَبَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مُوتَانٌ شَدِيدٌ وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلَازِلِ " .
وبشائر الزلازل والهزات الأرضية هي من علامات قرب تشييد أسس الخلافة الإسلامية الراجحة في العالمين ، في الأرض المقدسة ، وهي ارض كنعان الفلسطينية المباركة للعالمين ، وانتشارها لكافة أصقاع الكرة الأرضية في جميع قاراتها وهي تحذير للمجرمين الظالمين كذلك فيدعوهم الله العزيز الحكيم للتوبة واللجوء إليه وترك الكفر والإلحاد والفسوق والنفاق والعصيان واللحاق بالشيطان إبليس الرجيم ، ويطلب منهم الامتثال لأوامره ونواهيه التي تأتي لإسعاد البشرية جمعاء . جاء بمسند أحمد - (ج 45 / ص 471) عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ : " اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ هَامَتِي فَقَالَ : " يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " . "
نعم هذه هي الرؤية الإسلامية الحقيقية التي تغيب عن أذهان الكثيرين منا ، ولكنها ليست بغائبة عن أذهان البعض منا ممن يترقبون النصر والفتح المبين للمسلمين في فلسطين ، بعد الأخذ بالسبل والإعداد المتين ، وليست بغائبة عن أذهان المستعمرين من بني صهيون المجرمين وبني قنطوراء الأمريكيين المحتلين الظالمين ، الذين يعيثون فسادا وإفسادا في الأرض قاطبة ، وفي فلسطين خاصة ، فترى علامات التسلط والهيمنة الظلامية الضالة من المغضوب عليهم والضالين الدجالين والصليبيين تنتشر في كل أصقاع الكرة الأرضية ، فقد صعدوا لقمة المثلث العالمي وهاهم يسقطون رويدا رويدا ليصلوا ويهووا خائبين في قاع الهرم العالمي . وسيسحلون سحلا دون مقدمات كما توفي الاتحاد السوفياتي سابقا ، وهم على درب السقوط والانهيار العظيم سائرون ، ولو بعد حين ، حسب تقادير رب العالمين . ونقول لكل فرد محتل أو مستعمر ظالم من بني قنطوراء وبني صهيون ، وكلهم من الظالمين ، اذا كنت قويا أقوى من غيرك الفلسطيني أو العربي أو المسلم ، فتذكر قوة الله العزيز الجبار القهار عليك ، فالله هو ناصر المستضعفين والمعذبين في الأرض من عباده المؤمنين المسلمين المتقين الأنقياء الأبرار . يقول الله جل جلاله واعدا جنده الميامين بالتمكين والفتح المبين : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } ( القرآن المجيد ، الصافات ) .

نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه . والله ولي التوفيق .

سلام قولا من رب رحيم . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: