الاثنين، 28 سبتمبر 2009

التبرع بالدم .. ظاهرة إنسانية .. مفيدة صحيا

( التبرع بالدم ) ..

ظاهرة إنسانية .. مفيدة صحيا

د. كمال إبراهيم علاونه
فلسطين العربية المسلمة

منذ أن فتحت الجامعات الفلسطينية في الأرض الفلسطيني المحتلة أبوابها ، لبى طلبتها المخلصين لشعبهم وأمتهم والنابذين للأنانية والمفضلين مصلحة الشعب والوطن على المصلحة الخاصة ، لبوا نداء الواجب الإنساني ، وقاموا بالتبرع بالعديد بل بالمئات من وحدات الدم على اختلاف أصنافها وأنواعها للحالات المرضية التي تحتاج إلى الدم ، والتي ترقد على فراش المرض ، مثل حالات حوادث الطرق والولادة . إلا أنه وفي الآونة الأخيرة أصبح الناس ينظرون إلى الجامعات بشك لخاص وكليات المجتمع والمدارس الثانوية بشكل عام على أنها مستودع لتخرين الدم ، يسحبون منه وقتما يشاؤون .
فقد جاء بعض الأشخاص طالبين مساعدتهم في الحصول على وحدات الدم المطلوبة رغم أن بإمكانهم هم التبرع لأقربائهم وأصدقائهم لكنهم يلجأون إلى الجامعة ! مما أدى إلى نفور بعض الطلبة من عملية التبرع بالدم . ولإلقاء مزيد من الأضواء على ظاهرة التبرع بالدم التقينا زهير خطاب من قرية رامين ، قضاء طولكرم وخريج جامعة النجاح الوطنية من قسم علم الاجتماع وعضو مجلس طلبة سابق الذي حدثنا عن هذه الظاهرة قائلا :
" لقد تبرعت بالدم عدة مرات ، فكل ستة أشهر كنت أتبرع بالدم مرة واحدة ، بدافع إنساني وطني ، وأقول أنه من واجب كل طالب جامعي مقتدر أن يتبرع بالدم مرة كل ستة أشهر فهذا يساعد على تجديد الدم وتقوية الجسم . وبالنسبة للحالات القادمة لجامعة النجاح والتي تتطلب وحدات من الدم فإنه يجب التأكد من أن الشخص الذي يطلب الدم غير قادر فعلا ولا يوجد لديه من يساعده في ذلك ز فأحيانا كان يأتي البعض للحصول على وحدات من الدم لأحد المرضى مع العلم أن لديه القدرة على إعطاء الوحدات المطلوبة منه أو من أحد أقاربه حيث أن هذا الأمر يؤدي على نفور الطلبة من التبرع بجزء من دمهم ويتحمل المسؤولية هؤلاء المواطنين الذين يعتبرون عملية التبرع عملية كسب من دماء الطلبة .
ثم إلتقينا الطالب منير فريد من عرابة جنين طالب سنة ثانية اقتصاد من جامعة النجاح فقال عن التبرع بالدم : " كنت أتوجه إلى مستشفى رفيديا بنابلس لأتبرع بالدم إلا أن زمرة دمي بي أي BA لا تلائم كثير من الناس مما كان يضطرني على العودة دون أن أتبرع بدافع إنساني ولمساعدة المرضى المحتاجين . والتبرع بحد ذاته يساعد على تقوية دم الإنسان وتجديده من فترة لأخرى " .

بنك الدم في مستشفى الإتحاد النسائي بنابلس
تأسس فرع بنك الدم في مستشفى الاتحاد النسائي بنابلس في العام 1974 حيث تم إنشاؤه بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر بنابلس . وقد ساهمت هذه الجمعية بتقديم معظم التجهيزات اللازمة لبنك الدم الذي يستخدم لسحب الدم من الأشخاص القادرين ومنحها للأشخاص المرضى المحتاجين . ويقوم هذه البنك بالإضافة إلى سحب الدم بفحص دم المريض أو الإنسان العادي وتصنيف دمه حسب أصناف وأنواع فصائل الدم المختلفة .

أهداف بنك الدم
التقت ( الفجر ) عبد الجليل عيساوي مسؤول بنك الدم في مستشفى الاتحاد النسائي بنابلس وعضو الهيئة الإدارية للنقابة العامة للخدمات الصحية والأهلية وصناعة الأدوية ، فحدثنا عن بنك الدم قائلا :
" يهدف بنك الدم إلى مساعدة المرضى بإعطاء الدم للمحتاجين منهم حين لا يتمكن أهالي المريض من التبرع بوحدات الدم اللازمة ، فنقوم نحن بدورنا بتوفير وحدات من الدم المطلوبة من المواطنين الشرفاء الذين يتبرعون بدمائهم لإنقاذ حياة المرضى . وهناك أيضا العديد من المرضى الفقراء نقوم بإعطائهم ما يحتاجونه من وحدات الدم بدون مقابل مادي كمساعدة إنسانية ، والدم متوفر عندنا بشك لدائم وبأنواعه الثمانية وخاصة أو سلبي أو نيكاتيف ، حيث نقوم بسحبها من المواطنين المتبرعين .
أما عن أهداف وفوائد ودوافع التبرع بالدم فيضيف عبد الجليل عيساوي قائلا :
" يقوم المواطنون بالتبرع بالدم لعدة أسباب ودوافع : أولا : من الناحية الصحية : هناك بعض الناس يأتون للتبرع بالدم لكون نسبة الدم لديهم عالية والأطباء ينصحونهم بالتبرع فإذا لم يتبرعوا يصابون بالأمراض مثل مرض ارتفاع النسبة في كريات الدم الحمراء في الجسم والتي تؤدي إلى صعوبة في التنفس كما أن ارتفاع الدم يمكن أن يؤدي على الإصابة بالسرطان ، وكذلك فإن التبرع يمنع تجلط الدم – الجلطات – ويمنع ترسب الدم في تكوين الحصى في جسم الإنسان ، لذا أنصح كل شخص قادر على التبرع بالدم أن يقوم بذلك كل أربعة أشهر ، فهذا لا يضر الجسم من الناحية الصحية لأن الدم يتجدد في جسم الإنسان كل 120 يوما ( أربعة أشهر ) .
فالتبرع يجعل أعضاء الجسم ترتاح وبدل أن تذهب وحدات الدم هدرا فإنني أنصح بالتبرع بها للمرضى المحتاجين .
ثانيا : دوافع إنسانية : فتبرع الشخص القادر يساعد في إنقاذ حياة إنسان آخر يعاني من نقص في وحدات دمه ، وهذه نوع من المشاركة في المعاناة .
ثالثا ك لقد ساعدت عدة حالات تبرع بها المواطنين بالدم إلى زيادة أواصر التعاون والتعارف والزيارات الاجتماعية بين المتبرع والمتبرع له . وقد بلغ عدد المتبرعين في مستشفى الاتحاد النسائي بوحدات الدم في عام 1985 حوالي 1300 شخص كل واحد تبرع ب 450 سم3 دم .

شروط التبرع بالدم
هناك عدة شروط يجب أن تتوفر في المتبرع بالدم وهي :
أن يكون الشخص المتبرع خاليا من الأمراض .
أن يكون وزن الشخص المتبرع أكثر من 55 كغم .
أن لا يقل عمره عن 17 عاما ولا يزيد عن 50 عاما إلا في الحالات الاستثنائية ، حيث يؤخذ من الشخص البالغ أكثر من خمسين عاما وخاصة عندما تكون نسبة الدم لديه مرتفعة أو ضغطه مرتفع وبأمر الطبيب يجب أن يتبرع .
بالنسبة للرجل المتبرع يجب أن تكون نسبة الدم لديه أكثر من 14 غم إذ تعتبر نسبة الدم القصوى لدى الرجل البالغ حوالي 17 غم التي تشكل نسبة 100 % . وعند المرأة المتبرعة يجب أن يكون نسبة دمها 13 غم فما فوق وأقصى نسبة دم للمرأة هي 16 غم التي تشكل نسبة 100 % .
أن لا يكون المتبرع قد أجرى عملية جراحية منذ سنة . أما إذا أجريت له عملية في الطحال فلا يفضل أن يؤخذ منه دم .
ثم يتابع عبد الجليل عيساوي مسؤول بنك الدم في مستشفى الاتحاد قائلا : لقد بدأت العمل في بنك الدم منذ أكثر من 16 سنة حيث باشرت العمل في العام 1970 وهو العام الذي تأسس بنك الدم في هذا المستشفى . وقد حصلت على بعثات في دورة للدم المجمد إلى الأردن لمدة سنتين ، وتدربت على تخزين الدم المجمد الذي يصلح لمدة 15 عاما . وفي الوقت الحاضر دربنا بعض الفتيات لاستخدام بنك الدم ليل نهار في مستشفى الاتحاد للحفاظ على حياة المواطنين ونحتفظ بالدم المجمد في أجهزة حديثة تحت درجة حرارة من 2 – 8 فوق الصفر ونأمل أن تتوفر لدينا الأجهزة الكاملة ليصبح لدينا بنك دم مجمد .
وفي الختام يناشد المواطنين التبرع بوحدات الدم لكي نتمكن من إنقاذ حياة المرضى المحتاجين فالتبرع بنقطة دم تنقذ مواطنا هو أخ لنا " .

نشرت هذه المادة الإعلامية باسم : تحقيق : كمال شحادة
صحيفة الفجر المقدسية ، 25 / 11 / 1986 ، العدد 4273 ، ص 8 .

ليست هناك تعليقات: