الاثنين، 28 سبتمبر 2009

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا .. شجرة اللوز - زراعتها .. أنواعها .. واستعمالاتها

شجرة اللوز

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ..
شجرة اللوز - زراعتها .. أنواعها .. واستعمالاتها


وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا

د. كمال إبراهيم علاونه
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) }( القرآن المجيد ، الأنعام ) .
ويقول الله المحيي المميت جل شأنه : { وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)}( القرآن الحكيم ، يس ) .
ويقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)}( القرآن العظيم ، النبأ ) .
ويقول الله الرزاق ذو القوة المتين ذو الجلال والإكرام جل في علاه : { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)}( القرآن الكريم ، عبس ) .

تعد وتعتبر شجرة اللوز من الأشجار المثمرة التي يهتم بها المزارع الفلسطيني في الأرض المحتلة ، بزراعتها في أرضه جنبا إلى جنب مع أشجار الزيتون والتين والحمضيات وتعطي هذه الشجرة المعطاءة أكلها وثمارها الطيبة المحبوبة على شكل حبات لوز صغيرة تتوزع فوق أغصان هذه الشجرة في النصف الثاني من شهر شباط سنويا . ويستطيع الإنسان تناول حبات اللوز الخضراء ذات اللون الجذاب والطعم طيب المذاق والشكل المخروطي لغاية شهر أيار من ك لعام . ومن ثم يمكنه تناولها بعد جفافها وتشقق القشور الخارجية وكأنها تبلغ المزارع أنها أصبحت جاهزة لقطفها وجمعها لاستخدامها في شتى الطرق والمجالات .

زراعة اللوز

يقوم المزارع الفلسطيني في كانون الأول وكانون الثاني وشباط بزراعة حبات اللوز الجافة في أرضه بعد قيامه بحفر حفرة صغيرة يبلغ عمقها 20 سم ، وبعرض 10 سم في جوف الأرض . ثم تطمر حبة اللوز وتدفن بالتراب لتتفاعل مع التربة وتنمو في جوف الأرض لتخرج شجرة مباركة إلى عالم النبات .
ويمكن لها النوع من الشجر المثمر أن يعطي أكله وإنتاجه بعد مضى فترة على زراعته تتراوح ما بين 3 – 6 سنوات ويعود هذا تبعا لنوعية الخدمة والاهتمام الممنوح لهذه الشجرة .
وتنقسم مراحل نمو شجرة اللوز إلى ثلاث مراحل :
مرحلة النمو الأولى حيث لا تعطي الشجرة أية إنتاج أو ثمار في هذه الفترة وهي الفترة التحضيرية للإنتاج .
مرحلة الإنتاج وإعطاء الثمر على شكل حبات مخروطية الشكل تبدأ بالإزهار أو ما يطلق عليه بمرحلة النوار في شهر كانون الثاني وشباط ، ثم تتكون الحبات الخضراء مخروطة الشكل ثم تأتي الحبة إلى مرحلة الجفاف حيث تجف حبة اللوز وتتشقق عندئذ يقوم المزارع بجمع الحب لإستخدامه .
مرحلة الهرم ( الصمغية ) ، حيث ان شجرة اللوز عندما تبلغ مرحلة متقدمة من عمرها فإنها تبدأ بإعطاء مادة الصمغ على جذوعها وبشكل كثيف ، ويطلق عليه المرحلة الصمغية .
وتستمر شجرة اللوز في عطائها للإنتاج والثمر لذيذ المذاق لغاية الأربعين عاما أو أكثر قليلا . وبالنسبة لأمراض شجرة اللوز ، فإن أهم أمراض شجرة اللوز فهو مرض المن .

أنواع اللوز

هناك نوعين من اللوز هما :
أولا : اللوز الحلو . ويقسم على قسمين :
أ‌) اللوز الفرك ذو القشرة الخارجية الطرية المرنة .
ب‌) اللوز الصلب ذو القشرة الخارجية الصلبة .
ثانيا : اللوز المر .

استعمالات اللوز

هناك عدة استعمالات للوز حيث يستعمل الإنسان اللوز في العديد من المجالات كالتالي :
استعمالات الأكل ويكون في حالة الحب الأخضر الطازج أو الحب الجاف عند جفافه واكتمال نموه .
الحلويات – حيث يستخدم اللوز في تحضير بعض أنواع الحلويات اللذيذة كالحلاوة والهريسة ويكثر المواطنون الفلسطينيون من استعمال اللوز الحلو في القطايف وخاصة في شهر رمضان المبارك وهو شهر الصوم عند المسلمين .
مصدات للرياح : يستخدم الإنسان أشجار اللوز كمصدات للرياح في المزارع .
الصمغ : يعتبر شجر اللوز من الأشجار التي تعطي كميات كبيرة من الصمغ وخاصة عند تقدمها في السن .
العلاجات الطبية : يستعمل اللوز المر في الطب والعلاج لأنه يحتوي على أحد السموم النافعة وهو حامض السيانيدريك أو الحامض البروسي .

تجهيز شراب اللوز

ويستخرج من اللوز حليب اللوز الذي يوصف في حالات السعال وتهيجات الجهاز الهضمي والمسالك البولية . كما يوصف بشكل خاص للأطفال ويحضر حليب اللوز كالتالي : تجهيز 50 غم من اللوز و50 غم من السكر أو العسل ولتر ماء ثم ينقع اللوز بعض الوقت في ماء فاتر ثم يقشر ويدق في هاون مع قليل من الماء حتى يصبح عجينة لينة تحل بالماء المتبقي ويحل معها بالسكر ثم تصفى بقطعة من القماش الناعم النظيف .
ويمكن تحضير شراب آخر من اللوز يطلق عليه ( شارب الفضة ) حيث يستعمل كمهدئ في حالات التهاب الأعضاء التناسلية والمجاري البولية ويحضر كالتالي :
تجهيز 1 كغم لوز مقشر ويدق في هاون ، ثم يحل في 1 لتر ماء مع نصف كغم من السكر ويصفى مع عصره بقطعة قماش نظيفة ثم تضاف إليه 750 غم من السكر و250 غم من ماء زهر البرتقال .

فوائد اللوز الطبية

اللوز الحلو غني بالفيتامين أ والفيتامين ب وبمقادير عالية من السكر والزيت والصمغ . وكذلك يحتوي على الفسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والحديد . ولب اللوز الحلو يحوي 1 % من الفسفور الطبيعي الأمر الذي يجعله يستخدم كدواء فعال وممتاز لمكافحة الأمراض العصبية والوهن العصبي وفقر الدم والضعف الجنسي . ويلعب الفسفور والكبريت دورا هاما في تمثل الكلس وفي تثبيته على رؤوس العظام وفي الأسنان وفي تقوية الشعر .
وبما أن اللوز لا يحتوي على المواد الهيدروكربونية فإنه يوصف للمصابين بالداء السكري . وكذلك تنصح الحوامل والمرضعات بتناول اللوز لأن مواده مغذية جدا وهو ما تحتاجه الحوامل والمرضعات بشكل كبير جدا .
إلا أنه لا ينصح بتناول كميات كبيرة منه لأنه يحتويعلى مادة الألبومين التي لا تناسب المعد الإنسانية . ويستخدم بعض قشور اللوز إذا ظل على النار مدة نصف ساعة مع قليل من السكر وبعض نقط من الدوم حيث يشكل شرابا صحيا معطرا ينصح بتناوله في حالة الحميات والسعال وأوجاع الحلق .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ملاحظة هامة : نشرن هذه المادة الإعلامية في صحيفة ( الفجر ) المقدسية العدد 43 77 ، 10 / 3 / 1987 م . إعداد : كمال شحادة .




ليست هناك تعليقات: