الاثنين، 28 سبتمبر 2009

الطباعة والمطابع في ألوية نابلس وجنين وطولكرم

الطباعة والمطابع

في ألوية نابلس وجنين وطولكرم

د. كمال إبراهيم علاونه

فلسطين العربية المسلمة

لمحة تاريخية

كان القدماء يعتمدون على الخشب أو لحاء الشجر للنقش والكتابة عليها ثم تطورت واستخدم المصريون القدماء ( الفراعنة ) خشب الابانوس في حوالي 3 آلاف سنة قبل الميلاد . واستعمل الصينيون نفس المادة . وأضافت أمم وشعوب أخرى استعمال الحجر والصلصال والطين والبرونز والأصداف للنقش عليها . ثم اخترع الفراعنة في الألف الثالثة قبل الميلاد ورق البردى للكتابة عليها ، وكانت تلف على شكل لفائف . ثم أضيف اختراع جديد وهو الكتابة على جلود الحيوانات بعد قتلها حيث كانت مهنة الصيد هي الطاغية على المهن والحرف الأخرى .

وبعد ذلك ، استخدم الرومان مادة استخرجوها من الشمع لتدوين كتاباتهم ورسائلهم ومذكراتهم وأنشأوا في عصرهم الذهبي مشاغل لنسخ الكتب كان عمالها من العبيد . أما حقوق التأليف فكانت غير معروفة إلا أن الرقابة كانت صارمة في بعض الأحيان حيث كانت تصادر الكتب وتحرق .

وقد عرف العرب الورق في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي ، ففي عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد انتشرت مصانع الورق في بغداد وسواها من مدن العالم الإسلامي حيث أنشأ هذا الخليفة مكتبة ( بيت الحكمة ) كمركز للترجمة ونسخ الكتب والاطلاع والتأليف ثم طورها من بعدة ابنه الخليفة المأمون .

أما أوروبا فقد وصل إليها الورق عن طريق العرب الفاتحين في الأندلس . وبعدها انتشرت أسواق الوراقين والكتبة التي كانت مركزا لنسخ الكتب وتجديدها الذي عرف بفن التجليد والتذهيب .

اختراع المطبعة والطباعة

يعتبر ( يوحنا جوتنبرغ ) أول من فكر في اختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة حيث بدا محاولاته في مدينة ستراسبورغ عام 1436 م وتابعها في مدينة هاينز لغاية 1445 م وإخراج الكتاب المقدس باللغة اللاتينية ، اللغة الأوروبية الأم .

وقد عرف الصينيون الطباعة على الألواح الخشبية قبل الميلاد ب 300 عام إلا أن هذه الطريقة لم تكن عملية إطلاقا إذ كان لا بد من إعداد ألواح خشبية مساوية لعدد صفحات الكتاب بالإضافة إلى الحاجة إلى عدد كبير جدا من الحفارين على الخشب .

وبعد اختراع جوتنبرغ للطباعة انتشرت هذه الطريقة من الكتابة إلى أوروبا وكان في البداية يصعب التمييز بين الكتاب المطبوع والكتاب المنسوخ نظرا لتشابه الأحرف .

تطور الكتابة

لقد مرت الكتابة بعدة مراحل حتى وصلت مرحلة الطباعة ، وأهم هذه المراحل :

أولا : الرسم والنقش : فمثلا كان الإنسان يرسم شكل إنسان أو حيوان أو طير للدلالة على نوع الطير أو الحيوان .

ثانيا : النسخ بالألواح الخشبية .

ثالثا : النسخ اليدوي .

رابعا : النسخ الآلي أو الطباعة .

الطباعة في فلسطين

عرفت فلسطين الطباعة في القرن التاسع عشر عندما قام الرهبان الفرنسيسكان سنة 1846 م بتأسيس مطبعة في القدس كانت باكورة أعمالها طباعة كتاب ( التعليم المسيحي ) باللغتين العربية والإيطالية . وقد تأسست أول مطبعة في فلسطين في حيفا عام 1909 م حيث أسسها الفلسطيني خليل نصر ثم نقلت لعمان وطبعت ( جريدة الأردن ) .

أعمال المطابع

تعمل المطابع على طباعة جميع أنواع الطباعة من أوفست وعادي ، ملون وغير ملون وتطبع الكتب والمجلات وأشغال المحاسبة والتجارة وعمل الأختام وكرتات الأعراس والفرح والدعوات العامة وغيرها .

نقابة عمال المطابع في محافظة نابلس

نشأتها

تأسست نقابة عمال المطابع في محافظة نابلس والتي تشمل نابلس وطولكرم وقلقيلية وجنين في 13 / 11 / 1956 م ، وافتتحت مكتبها ومقرها في مدينة نابلس . وجاءت هذه النقابة كامتداد طبيعي لجمعية العمال العرب التي كان يتزعمها النقابي الفلسطيني ( سامي طه ) . وقد التحق عمال المطابع بنقابتهم الفتية في أواسط الخمسينات من القرن العشرين ، وانتخبوا لجنة تشرف على شؤونهم . وفاز في اللجنة أو الهيئة الإدارية : نظمي عبده كمقرر للجنة ، وتيسير بعارة نائبا للمقرر ، ومحمود الشربيني أمينا للصندوق . والذين يعتبرون مؤسسي نقابة عمال المطابع التعاونية هذه بعد أن بذلوا كل الجهود من أجل حماية حقوق العمال وتحديد ساعات عملهم وتحقيق الإجازات المرضية والسنوية ورفع مستوى الأجور وتحديد يوم عطلة أسبوعية .

أهداف ونشاطات النقابة

إلتقت ( الفجر ) مع أمين سر نقابة عمال المطابع في محافظة نابلس النقابي محمود الشربيني وسألته عن الأهداف والنشاطات التي تقوم بها النقابة فأجاب قائلا :

لقد نجحت نقابة عمال المطابع في محافظة نابلس في تحقيق معظم أهدافها منذ تأسيسها وهي رفع مستوى العامل المعيشي والثقافي والصحي والاجتماعي وتوعية نوعية صالحة . وقد قامت بعدة نشاطات وعلى مختلف الأصعدة . فعلى صعيد المعيشة الحياتية عملت النقابة بالتعاون بين الهيئة الإدارية والهيئة العامة على تحسين الدخل وفتح أسواق أو بازارات للسلع الاستهلاكية وبأسعار رخيصة . ومن الناحية الصحية عملت النقابة على رعاية العمال وعائلاتهم صحيا فأسست صندوق التأمين الصحي . وكان ذلك في عام 1957 ونسقت مع عدد من الأطباء وبمختلف التخصصات للاهتمام بصحة العمال ، وتم تطوير التأمين الصحي حتى أصبح الآن يغطي 94 % من احتياجات العامل برسوم رمزية بسيطة . ومن الناحيتين الثقافية والاجتماعية أضاف النقابي محمود الشربيني أمين سر النقابة قائلا : لقد عقدت النقابة عدة اجتماعات وعملت على إقامة عدة محاضرات تثقيفية للعمال عن حقوقهم العمالية وواجباتهم ونظمت عشرات الندوات والبرامج الثقافية المختلفة . وأصدرت نشرة شهرية ( صوت العمال ) إلا أنها منعت من استمرار إصدارها وعملت على إصدار جريدة حائط .

ومن الناحية الاجتماعية ، لقد قامت النقابة وتقوم بزيارات للأعضاء في المناسبات المختلفة وتقديم المساعدات والهدايا ومساعدة العمال ف يحل مشاكلهم ، إلا أن أهم أعمال النقابة تجسد في تأسيس صندوق التأمين الصحي ، وإنشاء ( جمعية عمال المطابع التعاونية ) لعمال مهنة المطابع .

علاقة عمال المطابع مع الاتحاد العام لنقابات العمال في الضفة الغربية

لقد أخذت واحتلت نقابة عمال المطابع دورا فعالا ولسنوات طويلة في الاتحاد العام لنقابات العمال منذ عام 1958 حيث كان لأمين سر النقابة النقابي محمود الشربيني دورا فعالا وكبيرا في تأسيس الاتحاد العام في نابلس والضفة الغربية حيث انتخب النقابي محمود الشربيني أمينا عاما في أول انتخابات جرت في الضفة الغربية عام 1969 بعد قوم الاحتلال الصهيوني بعامين اثنين وتنازل لأسباب شخصية عن الأمانة العامة وكان للنقابة وأمين سرها وهيئتها الإدارية دورا كبيرا وفعالا في تصحيح المسيرة العمالية في العام 1981 .

ثم التقينا مع النقابي عبد الغني ناصر أحد الأعضاء المؤسسين والعاملين في مطبعة جمعية عمال المطابع التعاونية بنابلس فقال :

إن مهنة الطباعة هي من المهن الفنية التي تعتمد على الفكر والذوق والعمل اليدوي والآلي ، وقد أمضيت 26 سنة وأنا أعمل في هذه المهنة وما زلت لغاية الآن ، إلا أن الرواتب ضئيلة في هذه المهنة . وقد أحببت العمل في هذه المهنة لأنها من أهم المهن وأعظمها حيث رسخت وترسخ العلم والثقافة في جميع الأجيال السباقة والقادمة . وبالنسبة لعلاقتي بالنقابة فإنني أعتز بأنني انتخبت عدة مرات في الهيئة الإدارية للنقابة منذ العام 1961 حيث تجري الانتخابات بشكل دوري واشغل الآن منصب مقرر اللجنة الصحية التي تقدم خدماتها بواسطة التأمين الصحي لجماهير عمال المطابع .

توزيع المطابع

تتوزع المطابع في مدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية على النحو الآتي ( 1986 )

مطابع مدينة نابلس

يتواجد بمدينة نابلس 10 مطابع هي : مطبعة النصر التي تضم 54 عاملا ، مطبعة الاقتصاد يعمل بها 18 عاملا ، مطبعة جمعية عمال المطابع التعاونية يعمل بها 12 عاملا . ويتوزع 11 عاملا على 8 مطابع هي مطبعة الأمين ، الحرية ، النجاح ، شلهوب ، الاتحاد ، الريان ، والفرج . أي يبلغ عدد العاملين في المطابع بمدينة نابلس 95 عاملا .

مطابع مدينة طولكرم وقلقيلية

في طولكرم 4 مطابع يعمل بها 9 عمال وهي مطبعة ابن خلدون والمطبعة الأهلية ، التوفيق ، الشيب . وفي قلقيلية مطبعة السلام .

مطابع مدينة جنين

هناك مطبعتان في جنين هما : السلام ، وجنين ، يعمل به 7 عمال .

وتضم نقابة عمال المطابع في محافظة نابلس 143 عاملا منهم 113 عاملا يعملون في مدن نابلس وجنين وطلوكرم وقلقيلية و28 عاملا يعملون في فلسطين المحتلة 1948 .

فوائد الطباعة والمطابع

لقد ساعد تقدم الطباعة على زيادة إنتاج الكتب بسرعة وبأقل تكاليف ممكنة فساهم في تقليص المصروفات المادية ، وعملت المطابع على زيادة انتشار العلم والتعليم وطباعة وتوفير الكتب والمجلات والصحف بأرخص الأثمان . وبزيادة انتشار المطابع وتقدم الطباعة بأنواعها المختلفة فقد ساعدت في زيادة التقدم الاجتماعي والثقافي والحضاري . وقد ساعد قيام الجامعات الفلسطينية وكليات المجتمع في الأرض المحتلة على قيام العديد من المطابع وزيادة أعمالها كما ونوعا بسبب حاجة الآلاف المؤلفة من الطلبة للمراجع والكتب الجامعية .

المشاكل والعقبات

هناك عدة مشاكل وعقبات تعاني منها المطابع في الألوية الفلسطينية الثلاث ، نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية ، وأهم هذه المشاكل على سبيل المثال لا الحصر :

أولا مشاكل الضرائب الباهظة .

ثانيا : قلة الأعمال بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية .

سوء تطبيق قانون العمل والعمال .

ملاحظة هامة : نشرت هذه المادة الإعلامية في صحيفة ( الفجر ) المقدسية ، مع صور طباعة ومطابع ، 30 / 9 / 1986 ، ص 8 . تحقيق : كمال شحادة .

ليست هناك تعليقات: