الاثنين، 28 سبتمبر 2009

ولادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا .. في ثول بالسعودية تحت المجهر .. مركز إشعاع حضاري علمي سعودي عالمي

ولادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا

في ثول بالسعودية تحت المجهر

مركز إشعاع حضاري علمي سعودي عالمي


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
جامعة فلسطين التقنية بطولكرم - فلسطين

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) }( القرآن المجيد ، المجادلة ) .
في اليوم الوطني السعودي التاسع والسبعين ، احتفلت السعودية يوم الأربعاء 4 شوال 1430 هـ / 23 أيلول – سبتمبر 2009 م بافتتاح أكبر وأضخم جامعة عربية مسلمة في حرمها ومبانيها ، في أرض مهبط الوحي والرسالة الإسلامية السامية ، برعاية سعودية سامية ، من المؤسس الكبير الذي رضي أن تكون جامعة ومدينة جامعية متكاملة ، سعودية وعربية وإسلامية وعالمية ، كبيرة بحجمها ونوعيتها ، وطلبتها وأساتذتها وإدارتها ، إنها جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، ( كاوست KAUST )
King Abdullah University Of Science And Technology


وهي جامعة سعودية عالمية في الوقت ذاته ، تستقطب كوكبة مضيئة من الطلبة النوابغ والمتفوقين والأساتذة السواطع ، مفتوحة ومنفتحة على العالم تضم ثقافات فكرية وعلمية ودينية متعددة المشارب وهي الجامعة السعودية الأولى في التدريس الجامعي المختلط بين الذكور والإناث كونها جامعة خاصة وبيت حكمة العرب الجديد . وقد شيدت مباني هذه الجامعة طيلة السنوات الثلاث الخضر الماضية ، لتستوعب مئات الطلاب على مدار سنوات ، لدرجتي الماجستير والدكتوراه من الجنسين الذكور والإناث على السواء ، وبإشراف أستاذي علمي عالمي ، في مجالات العلوم والتكنولوجيا وعالم التقنية العصرية البراقة .
ويترافق إفتتاح جامعة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين مع الذكرى أل 79 لقيام ونشأة المملكة العربية السعودية بقيادة الشيخ عبد العزيز آل سعود رحمه الله فكان الملك عبد الله خير خلف لخير سلف بالديار الحجازية . وفي هذا الإفتتاح العلمي الرصين لصرح بحثي كبير من صروح مؤسسات التعليم العالي في العالم على الساحل الغربي للسعودية ، وهو ساحل البحر الأحمر الندي .
وغني عن القول ، عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا ، خصص لها القائمون عليها والمؤسسون حوالي 10 مليارات دولار ، والدراسة فيها مجانية طيلة فترة الدراسة .


كليات الجامعة

تضم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا العديد من الأقسام العلمية حيث تتركز في أربعة أقسام أساسية وهي :
1) علوم الأرض وعلوم وهندسة البيئة .
2) العلوم الحيوية والهندسة الحيوية .
3) الرياضيات وعلوم وهندسة الحاسوب .
4) والعلوم والهندسة الفيزيائية والكيميائية.

وقال الأستاذ الدكتور السنغافوري تشون فونج شيه
الذي أكد بتصريحات إعلامية أن الجامعة تشتمل على مرافق جامعية إبداعية رائدة ( مرافق بحثية غير مسبوقة ) حيث تضم في مبانيها الراقية العصرية الآتية :
- ( الحاسوب شاهين ) وهو واحد من أقوى الحواسيب العملاقة في العالم وأسرع حاسوب عملاق في الشرق الأوسط . وتضم هذه المراكز أدوات بحثية متقدمة جداً أبرزها الحاسوب العملاق شاهين، الذي يحمل اسم الصقر العربي القناص، وهو أسرع حاسوب عملاق في منطقة الشرق الأوسط وواحد من أقوى الحواسيب العملاقة في العالم. وقد تم تصميمه بالتعاون مع شركة آي بي إم، وهو قادر على حل 222 تريليون عملية حسابية في الثانية.
- ( القرنية ) : وهي مرفق واقع افتراضي يعطي الطلاب والباحثين القدرة على تحويل البيانات إلى هياكل ثلاثية الأبعاد يمكنهم التفاعل معها. وتعتبر ( القرنية ( مرفق الواقع افتراضي غمري كامل ذو ستة جوانب يعطي الطلاب والباحثين القدرة على تحويل البيانات إلى هياكل ثلاثية الأبعاد يمكنهم التفاعل معها. وقد تم بناؤه بالشراكة مع جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، ويشمل 24 عارضًا من أعلى أجهزة العرض المتاحة وضوحًا بدرجة 4096×2160 بكسل لكل منها، وقاعة متعددة الأغراض مجهزة بنظام عرض سينمائي رقمي 32 مليون بكسل، وتسع 75 شخصًا وتتيح لهم مشاهدة مجسمة.
وكان أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عن البدء بإنشاء مرافق الجامعة خلال زيارته لمدينة الطائف في 22 تموز - يوليو 2006 غذ وصفها في تلك الزيارة ب( مشروع المستقبل ) للسعودية والأمة العربية ، وفي 21 تشرين الأول - أكتوبر 2007 وضع العاهل السعودي عبد الله خادم الحرمين الشريفين حجر أساس الجامعة ، مؤكدا عن تخصيص وقف مالي للجامعة يكون ريعه للإنفاق على مشاريعها وأبحاثها بقيمة 10 مليارات ريال سعودي ( يعادل حوالي 2.7 مليار دولار تقريبا ).
وضمن إستراتيجية الجامعة المستقبلية فإنها ستعمل على تطوير عدد المراكز البحثية كما ونوعا ليصبح عددها 20 مركزًا في عام 2020 . وقد إفتتحت الجامعة الآن عددا من المراكز البحثية وهي :
- تحلية المياه وإعادة استخدامها .
- جينوميات وتقنية الإجهاد في النبات .
- النمذجة الهندسية والتصوير العلمي .
- الأغشية .
- العلوم البيولوجية الحاسوبية .
- علوم وهندسة الطاقة الشمسية والطاقة البديلة .
- علوم وهندسة البحر الأحمر .
- الحفز الكيميائي .
- الاحتراق النظيف.
مهام الجامعة
يقع على عاتق الجامعة عدة أمور من أهمها : تحويل أشعة الشمس من مصدر حرارة غير مستغلة إلى مصدر وفير للطاقة المتجددة، وتحلية المياه المالحة وتحويل الرمال الصحراوية إلى تقنيات، والنباتات الصحراوية منخفضة الغلة إلى محاصيل غذائية عالية الغلة.

موقع الحرم الجامعي لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا
تولى عملية تنفيذ الجامعة شركة ( أرامكو ) . وتقع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في بلدة ( ثول ) غربي السعودية على ساحل البحر الأحمر . ويضم الحرم الجامعي مساحة تقدر بحوالي 16 كيلومترًا مربعًا على البر ومساحة 20 كيلومترًا مربعًا أخرى من المحميات البحرية في البحر الأحمر، وثول هي بلدة صغيرة في منطقة مكة المكرمة تقع على بعد حوالي 80 كيلومترًا إلى الشمال من مدينة جدة . على العموم تزيد مساحة الحرم الجامعي على 36 مليون م2 في ثول على ساحل البحر الأحمر وبتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من عشرة مليارات ريال سعودي ( 2.5 مليار دولار).
ويضم الحرم الجامعي محطة الطاقة الشمسية على سطح مباني الجامعة 4.134 م2 من الألواح الحرارية الشمسية لتسخين المياه و16.567 م2 من مصفوفات الخلايا الفولتا ضوئية لإنتاج وتوليد 4 ميجاوات من الطاقة سنويا.
ويتواجد في الحرم الجامع ملاعب ودور حضانة ورياض أطفال ومدارس ، وخدمات ترفيهية مثل المطاعم وملعب للغولف وملاعب للتنس والشواطئ وأحواض سباحة، ومارينا.
وتشتمل على 25 مبنى منها أربعة مراكز للأبحاث العلمية بمساحة تزيد عن 500 ألف م2 ، وبين المباني ممرات بحرية وتشغيل مولدات كهربائية وأبراج تبريد عددها 5 أبراج لتبريد المباني كاملة تنفذها شركات عالمية .
وتوجد 5 مدارس للتعليم العام ومدرسة عالمية ومستشفى بالمدينة الجامعية ومرفأ بحري ومنطقة للقوارب الشاطئية ومسجدان تم تصميمهما بشكل يجمع بين الحداثة والأصالة ويستوعب الأول حوالي 1500 مصل والثاني 500 مصل . وأحد هذين المسجدين بالحرم الجامعي له بمئذنة شاهقة يزين واجهتها الخارجية الكتابة بالخط العربي المنحوت من الفولاذ المقاوم للصدأ، فضلا عن الدلفين وهي قطعة فنية سميت بهذا الاسم نسبة إلى مجموعة النجوم التي تُرى في السماء وتشير لاتجاه الشمال، ويشمل التصميم ثلاثة هياكل من النحاس الأبيض موزعة في أنحاء الفناء المطل على البحر ويقصد بها توجيه المشاة، في دلالة على المساهمات التي قدمها علم الفلك العربي في مجال المعرفة العلمية.
ولتقليل التلوث البيئي العام في الحرم الجامعي والمنطقة ، وتخفيض انبعاث الكربون يشتمل الحرم الجامعي والحي السكني للطلبة والأساتذة 100 سيارة كهربائية ومحطة شحن، وشبكة نقل بالحافلات، وبرنامج استخدام مشترك للدراجات.
ويضم الحرم الجامعي 3 أحياء سكنية متعددة ومتنوعة للطلبة والأساتذة ، ويتواجد بها عدة مرافق رياضية مجانية ، منها : 3 منشآت للسباحة ، وجدار تسلق صخور، و21 ملعبًا للتنس و 7 ملاعب إسكواش، و4 ملاعب كرة مضرب ، ومجمع صالات بولينج 18 حارة، وملعبين لكرة قدم، وملعب بيسبول، و3 ملاعب لكرة سلة، وملعب جولف 9 حفر، و125 مزلقا لليخوت.
ويشتمل الحرم الجامعية على مجموعة من القطع الفنية التي تحفز على الإبداع والتفاعل، مثل منارة حاجز الأمواج الواقعة قرب مدخل المرفأ وتمثل صورة معاصرة لمنارة مستوحاة من التقاليد العربية البحرية القديمة وكذلك الأعمال الفنية والمعمارية الإقليمية. وكل لبنة من لبناتها الخرسانية المسدسة تتشكل في نمط هندسي زخرفي يمثل عنصر الكربون الذي يمثل لبنة أساسية من لبنات الحياة على المستوى الجزيئي.
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا .. للماجستير والدكتوراه
تتخصص جامعة الملك عبد الله في برنامجين للدراسات العليا ، هما برنامج الماجستير، والذي يستغرق عادة ثمانية عشر شهرًا لإتمامه، وبرنامج الدكتوراه والذي يستغرق ما بين 3 – 4 لإتمامه ، ويشمل إجراء بحث أصلي يتوج بأطروحة دكتوراه .
وتمنح الجامعة الدرجات الجامعية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في 11 تخصصا من التخصصات الأكاديمية والبحثية تشمل : الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، العلوم البيولوجية، الهندسة الكيميائية والبيولوجية، العلوم الكيميائية، علوم الحاسوب، علوم وهندسة الأرض، الهندسة الكهربائية، العلوم والهندسة البيئية، العلوم والهندسة البحرية، علوم وهندسة المواد، الهندسة الميكانيكية.وتدرس المقررات باللغة الإنجليزية لضمان قبولها ومساواتها مع برامج الدرجات العلمية في الجامعات الأخرى في جميع أنحاء العالم .
وشهدت الجامعة إقبالا واسعا وكثيفا في بداية إنطلاقتها الأولى قبل الرسمية ، حيث قدم للجامعة ما يزيد عن 7187 طلبًا من الطلاب الراغبين الالتحاق بتخصصاتها العلمية ، وتم قبول 817 طالبًا منهم من 61 دولة من شتى قارات العالم ، و بدأ 374 طالبًا من هذه المجموعة الدراسة في 5 أيلول - سبتمبر 2009 منهم 44 طالبا في درجة الدكتوراه ( الدرجة الجامعية الثالثة ، و330 طالبا في الماجستير ( الدرجة الجامعية الثانية ) . ومن المقرر أن يلتحق الباقون بالركب الجامعي في هذه الجامعة الناهضة مطلع عام 2010 . ومن المتوقع أن يصل عدد طلاب الجامعة بعد ثلاث سنوات من افتتاحها إلى 12 ألف طالب وطالبة من المتفوقين من حملة الماجستير والبكالوريوس.
وتبين من سجلات الجامعة أن توزيع الطلبة الملتحقين بركب هذه الجامعة التكنولوجية الفريدة من نوعها : للعام الأكاديمي 2009 / 2010 جاء كالتالي :
- علم الحاسوب بنسبة 21 % من إجمال الـ374 طالبا .
- الهندسة الكيميائية والبيولوجية 13.1 % .
- الهندسة الكهربائية 12.5 % .
- الهندسة الميكانيكية 10.4 % .
وحسب الفرز الأكاديمي يمثل الطلاب 161 مؤسسة جامعية من شتى بقاع العالم ، وجاء توزيع الطلبة بالدفعة الأولى وفق معيار أن لا تقل معدلات درجاتهم ما بين 3.6 من 4 ، أي درجة امتياز فأعلى حسب جنسياتهم من أهمهم كالآتي :
- السعودية بنسبة 15 % .
- الصين 14 % .
- المكسيك 11 % .
- الولايات المتحدة 8 % .
إدارة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا
يترأس هذه الجامعة العالمية الفتية ، ثلة أكاديمية وإدارية فريدة من نوعها ، كالآتي :
- رئيس الجامعة البروفيسور السنغافوري تشون فونج شيه .
- الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية والمالية نظمي النصر .
- رئيس مجلس الأمناء ووزير النفط السعودي علي النعيمي . ويضم مجلس الأمناء 20 شخصية عالمية .
وتضم الجامعة كادرا مؤهلا من الأساتذة يبلغ عدده 71 أستاذًا من جميع العالم منهم 14 أستاذا الولايات المتحدة ، و7 ألمان ، و6 كنديين ، و6 صينيين . ومن المقرر ارتفاع عدد أعضاء هيئة التدريس عند اكتمالها لـ 225 .
وحسب السير الذاتية لهذه الهيئة التدريسية في الجامعة وصل إنتاج عدد من هؤلاء الأساتذة والباحثين 108 براءات اختراع، و100 بيان منتجات أو اختراع برمجيات، و64 كتابًا أو فصل كتاب، وحاز بعضهم على جوائز علمية عالمية، مثل وسام فرقة الشرف، جائزة ماكس بلانك للبحوث، وجائزة ويليام ت. بكورا، وجائزة الاتحاد الوطني للعلوم للتطوير المهني، وجائزة جوردون بل.
ويترأس الجامعة البروفيسور تشون فونغ شيه ، وهو مهندس ميكانيكي بارع ورائد أكاديمي بارز، عين رئيسًا مؤسسًا للجامعة في كانون الأول - ديسمبر 2008 ، حيث كان أمضى 9 سنوات في منصبي رئيس جامعة سنغافورة الوطنية ونائب الرئيس للشئون التعليمية والمالية والإدارية. وعمل على تحويل جامعة سنغافورة الوطنية إلى جامعة بحثية عالميا بإنشاء شراكات بحثية وتعليمية مع المؤسسات العريقة في العالم.
وكان البروفيسور شيه أحد القوى المحركة الرئيسية في تشكيل التحالف الدولي لجامعات الأبحاث الذي يضم عشر جامعات من جامعات الأبحاث الكبرى في العالم تنتشر في أربع قارات، وهو الرئيس الفخري لاتحاد جامعات المحيط الهادي، الذي يضم 37 جامعة من جامعات الأبحاث الكبرى، كما شغل منصب رئيس مجلس الإشراف على المعهد العالمي لاتحاد جامعات المحيط الهادي، الذي يركز على القضايا العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي تهم العالم.
وعلى مستوى التعاون الأكاديمي فقد وقعت الجامعة في 22 تشرين الأول - أكتوبر 2007 مع معهد وودز هول لعلوم المحيطات عقدا لتعزيز الأبحاث في مجالات الشعاب المرجانية والتيارات المائية ومصائد الأسماك في البحر الأحمر، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع المعهد الفرنسي للبترول في 22 حزيران يونيو 2007 بغية التعاون في برامج الأبحاث، والتعليم العالي، والتطور التقني.
ومن المتوقع أن تتعاون الجامعة والمعهد في قبول طلاب الدراسات العليا بشروط متفق عليها لإجراء دراسات أو أبحاث معينة في مقر المعهد الفرنسي. وخاصة أبحاث استخلاص الكربون من الهواء، وأنواع الوقود النظيف، والحفز الكيميائي، والبوليمرات وإعداد النماذج الرياضية في مجال الهندسة الكيميائية.
ويشرف على أنشطة الجامعة مجلس أمناء معين، يتكون من 20 عضوا يترأسهم علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية بالسعودية، ومن بين الأعضاء قادة دوليون في المجالات الأكاديمية، والعلمية، والمالية، والصناعة، والحياة العامة.
وحسب ميثاق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا ، يقوم مجلس الأمناء بتعيين رئيس الجامعة واعتماد تعيين كبار المسئولين الإداريين وأعضاء هيئة التدريس، واعتماد القواعد التي تنظم الشئون الأكاديمية والمالية والإدارية في الجامعة، وتقديم الدعم للمسئولين عن إدارة الأعمال اليومية.
وبخصوص الإفتتاح الرسمي للجامعة يوم الأربعاء 23 أيلول – سبتمبر 2009 فقد أكد حوالي 40 رئيس دولة حضورهم شخصيا أو إرسال ممثلين عنهم للمشاركة في مهرجان الإفتتاح الرسمي ورؤساء 20 جامعة عالمية، وعدد العلماء الحاصلين على جائزة نوبل.
ومن بين رؤساء الدول الذين أبدوا رغبتهم بالحضور : الرئيس لتركي عبد الله جول، والفلبينية جلوريا مكاباجال أورويو، واليمني علي عبد الله صالح، والسوداني عمر البشير، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والتونسي زين العابدين بن علي، والألماني هورست كولر، والبولندي ليخ كاتشينسكي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأقيم الحفل في خيمة عربية أسطورية كبرى ، نصبت على مساحة 4 ملايين م2 ، مصنوعة من مواد مقاومة للحرائق ، وصنعت مقاعدها بحسابات رياضية دقيقة لتناسب المساحة المتاحة، حيث صنع نحو 3500 مقعد، بينما تتسع الخيمة لحوالي 5 آلاف ضيف، والخيمة مقسمة إلى 3 أجزاء؛ مسرح الحفل، صالة الطعام، والمعرض المقسم إلى نصفين؛ جزء للابتكارات والآخر للمركز الإعلامي، بحسب صحيفة عكاظ . وسربت وسائل إعلام سعودية بعض المفاجآت أبرزها الشاشة العملاقة التي تظهر فجأة أمام الحضور، بطريقة فلاشات التصوير، مع انعكاس مياه البحر الأحمر.
وأكدت مصادر سعودية مطلعة أن رؤساء وقادة الدول المشاركين سيلتقطون صورة جماعية قبل التوجه إلى صالة الطعام التي ستكون مطلة مباشرة على البحر الأحمر، بينما ستطلق ألعاب نارية، تنتهي بإضاءة برج المنارة وسط الجامعة كدلالة على الإشعاع العلمي الذي تبثه إلى كل أنحاء العالم.
وشهد الحفل كذلك كلمات افتتاحية لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، رئيس مجلس أمناء الجامعة ، ورئيس شركة أرامكو السعودية التي أشرفت على بناء الجامعة المهندس خالد الفالح، ورئيس الجامعة البروفيسور فونغ شيه.
وإفتتحت الجامعة بندوة علمية بعنوان "الاستدامة في مناخ متغير"، قسمت إلى جلستين : الأولى عن دور العلم والتكنولوجيا في تحقيق الاستدامة . والثانية عن الغذاء والماء في مناخ متغير.
على أي حال ، يمكن القول ، إن السعودية قد افتتحت نواة جامعة الجامعات في البلاد وفي المشرق العربي ، وفي العالم كونها نواة جديدة لجامعة عالمية ، تهتم بالطاقة والهندسة والتنمية السكانية والعمرانية ، وإرتقاء متصاعد ومتزايد دوما ، بالعلم والعلماء ، وتركز على نوعية الدارسين والباحثين وعلى نوعية الأبحاث والدراسات العلمية ، ويمكن أن تخطو هذه المؤسسة التعليمية العليا الفريدة من نوعها في الوطن العربي خطوات متقدمة إلى الأمام ، خاصة وأن الكادر التعليمي والبحثي متوفر ، وتتوفر الأموال لدعم ما تتطلبه الأبحاث العلمية المتقدمة لمواجهة التحديات العلمية المستقبلية القادمة .
أهمية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا

تتمتع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا كجامعة ومدينة عصرية جديدة شيدت وإفتتحت رسميا في عام 1430 هـ / 2009 م بعدة مزايا من أهمها الآتي :
أولا : إنشاء منارة علمية حضارية عصرية ضخمة .
ثانيا : بناء مدينة سعودية عربية مسلمة عالمية جديدة وصرح بل قلعة إسلامية متقدمة على ساحل البحر الأحمر ، في ثول للتحول القرية إلى مدينة كبيرة علميا وعالميا .
ثالثا : تمازج وتشابك الحضارات والثقافات العربية والإسلامية في المدينة الجامعية الجديدة .
رابعا : إستصلاح مساحة واسعة في بلدة ثول السعودية قرب بمساحة 36 مليون م2 .
خامسا : بناء مركز سياحي وديني عالمي ينافس المدن السياحية الدولية .
سادسا : الاستفادة من الأبحاث والدراسات الزراعية والبيئية والتقنية والصناعية ، وإيجاد مصادر دخل جديدة للسعودية .
سابعا : إستيعاب المتفوقين والنوابغ من العرب والمسلمين والعالم ، من الأساتذة والعلماء والمفكرين والباحثين ، والحد من هجرة الكفاءات والأدمغة العربية والإسلامية ، وتخليصهم من التوجه المرير للولايات المتحدة والدول الأوروبية .
ثامنا : إعادة الهيبة للحضارة العربية والإسلامية المجيدة بين الحضارات العالمية وتشجيع العلم والعلماء في منارة العلم الفريدة الجديدة .


وكلمة لا بد منها ، وهي أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد عمل على تغيير نظرة العالم للعرب والمسلمين ، من أناس يمطتون ظهور الجمال والخيول والخيم على أناس يمتطون ظهور العلم والتعليم للوصول على الأهداف والغايات العلمية المتطور لتساعد في إزدهار العرب والمسلمين ، فجاءت جامعة أثول براقة ساطعة على أرض الواقع بعيدا عن المناكفات والإنقسامات العربية هنا وهناك ، فهذه الجامعة من الممكن أن تكون الوجه الجامعي المشرق والمشرف للأمة العربية أمام العالم أجمع ، وينبغي أن تأخذ دورا هاما ومتقدما في تصنيف الجامعات العالمية .

مبارك للسعودية ، وللطلبة الدارسين فيها ، وللمستفيدين من خدماتها ، وللعاملين فيها ، ونحو العلى والأمام دائما ، وينبغي أن يكون لها نظاما إسلاميا مميزا لا غربيا أجنبيا غريبا الأطوار عن المجتمع الإسلامي المستنير . وجزى الله العزيز العليم مؤسس الجامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز كل خير على هذه اللفتة العربية الكريمة كتقليد إسلامي عربي لبيت الحكمة العباسي في بغداد الرشيد ، فهذه أثول عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، تضاف لرصيد حسناته المضاعفة لإرساء نواة التقدم الصناعي والمائي والطاقة في أرض مهبط الوحي وبلاد الإسراء والمعراج الجنوبية ، ونذكرهم بأن لا ينسوا الجناح الشمالي من بلاد الإسراء والمعراج ، أرض فلسطين المباركة ، ليكون لها رصيد من الأساتذة والطلبة والباحثين . ونحو المزيد من استقطاب الكفاءات العلمية العربية والإسلامية بالدرجة الأولى للحد من هجرة الأدمغة العربية الفذة لخارج الوطن العربي الكبير ، ويمكننا القول إن أهل اثول أدرى بشعابها وتطلعاتها وأمانيها المستقبلية .
وهذه رسالة محبة ومودة ومباركة طيبة خالصة ، لخادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، الكريم بن الكريم ، من منابت العرب المسلمين الأقحاح ، الذي أنشأ هذه القلعة التعليمية العليا كباكورة جامعة عربية إسلامية عالمية لن تخطئ الهدف إن شاء الله تبارك وتعالى .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: