الجمعة، 31 يوليو 2009

أختي بشرى شاكر .. أعظم الله أجركم بوفاة والدتك .. رسالة تعزية


أختي بشرى شاكر ..

أعظم الله أجركم بوفاة والدتك ..

رسالة تعزية


الأخت الكريمة القريبة إسلاميا البعيدة جغرافيا بشرى شاكر المحترمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) . ويقول الله المحيي المميت جل جلاله : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} ( القرآن المجيد ، الفجر ) .
وجاء في سنن أبي داود - (ج 8 / ص 493) صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ فَقَالَ : ” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ ” .
وجاء في دعاء الإبن أو البنت للوالدين ، الأحياء والأموات على السواء : - { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) } ( القرآن المجيد ، إبراهيم ) .- { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) }( القرآن الحكيم ، نوح ) .ونصيحة للجميع ، كما يقول البارئ عز وجل عالم الغيب والشهادة : { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}( القرآن الكريم ، الحديد ) .

أختي الكريمة المسلمة ، والمؤمنة بقضاء الله وقدره ، الغالية بشرى شاكر ، أعظم الله أجركم جميعا ، أنت وأختك واباك وجميع أقربائك ، وأهل بلدك ، وشعبنا المسلم في المملكة المغربية الشقيقة ، راجين من الله المحيي الميت ، الغفور الرحيم ، العزيز الحكيم أن يتغمد والدتك بالرحمة والمغفرة وأن يتقبلها في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .لها الرحمة والغفران إن شاء الله تبارك وتعالى ، ولكم مع بعدها الصبر والسلوان .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 4 / ص 475)عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ فَقُلْتُ إِنَّ لِي بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ فَقَالَ أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ ” .
اختي بشرى الفاضلة
أبعث لكم من قلب الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، عذرا على التأخير في التعزية لأنني كنت مشغولا ولم اراجع المدونات منذ فترة طويلة منذ وفاة والدي الحاج إبراهيم رحمه الله تعالى في 23 / 6 / 2009 . ولم أعلم بوفاة والدتك إلا قبل قليل عبر تعليق على مدونتي ، يوم الجمعة 31 تموز 2009 .
لقد جربت قبلك وفاة أمي ، منذ أكثر من عشرة أعوام ، وكان وقعه كبيرا ، ولكننا يجب أن نتحلى بالصبر ، وكلنا سننتقل من دار الحياة الدنيا / دار الفناء إلى حياة البرزخ حتى يوم البعث ، ثم الانتقال للحياة الآخرة ، حياة البقاء ، فالموت حق ، وكاس حتمي سيمر على كل الناس . لقد بكيت لوفاة والدتي سابقا ووفاة والدي بعد ذلك ووفاة والدتك أيضا ، عندما سمعت بوفاة والدتك الكريمة مؤخرا ، فطيب الله الثرى ، وجعل جنات النعيم هي المأوى لجميع أمواتنا .
وربما يكون الموت راحة من كل شر ، ومن المرض العارض الطارئ أو المزمن . وأنا أدعو شخصيا ( اللهم لا تنكسي في الخلق ولا تردني إلى أرذل العمر يا أرحم الراحمين ) .
وفي الموت أجر وثواب ، وراحة من الهم والغم والحزن ، والصبر هو الذي ينبغي أن يصاحب الألم ، والفاجعة ، فلنقل جميعا عندما تصيبنا مصيبة ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) . يقول الله الحميد المجيد جل شأنه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المجيد ، البقرة ) . ولا تنسي قراءة سور من القرآن المجيد على روح والدتك المتوفاة رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ، مثل قراءة الفاتحة ( تعادل نصف القرآن المجيد ) ، سورة يس - قلب القرآن ، ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات ) ، وسورة تبارك ، فهي المانعة من عذاب القبر ، وسورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن المجيد .ورد في صحيح مسلم - (ج 8 / ص 405) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” .سبحان ذو الملك والملكوت ، سبحان ذو العزة والجبروت ، وسبحان الحي الذي لا يموت .سلام على والدتك يوم ولدت ، ويوم ماتت ويوم تبعث مع الأحياء .عزاء مشترك ، والبقاء لله الواحد القهار .الحمد لله على كل حال ، إنا لله وإنا إليه راجعون .سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مودتي
أخوك
د. كمال إبراهيم علاونه
فلسطين العربية المسلمة
شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
تحريرا في يوم الجمعة 9 شعبان 1430 هـ / 31 تموز 2009

ليست هناك تعليقات: