الأحد، 19 يوليو 2009

قريتي عزموط .. في محافظة نابلس – جبال النار .. بين الماضي والحاضر والمستقبل

قريتي عزموط ..

في محافظة نابلس – جبال النار ..

بين الماضي والحاضر والمستقبل

د. كمال إبراهيم علاونه
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)}( القرآن المجيد ، الحجر ) .

الاسم والموقع والحدود

كانت قرية عزموط في غابر الأزمان عبارة عن خربة صغيرة ، سكنتها بعض عائلات القرية الحالية ، وكان يطلق عليها تاريخيا اسم ( عز الموت ) لمعركة حامية الوطيس نشبت زمن الرومان بين جيشين متقاتلين أحدهما جيش الاحتلال الروماني وأهل البلاد الأصليين ، وقد عز الموت أي انتشر فيها الموت بكثرة . ومع مرور الزمن حورت وحولت الكلمة من التاء إلى الطاء وحذفت أل التعريف فأضحت ( عزموط بدلا من عز الموت ) .
وتقع قرية عزموط في ريف محافظة نابلس ، جبال النار ، على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مركز مدينة نابلس . وتتألف هذه القرية الريفية من البلدة القديمة ، وسط البلد ، بأبنيتها القديمة الأثرية ، التي هجرت غالبيتها ، وبنى المواطنون مبان جديدة من الباطون ( الخرسانة ) والبناء الحجري على الطراز العصري الحديث . وتتألف أبنية القرية من أبنية تتراوح ما بناء ارضي وطابق ثالث بمساحات مختلفة . ويحد قرية عزموط من الشمال الباذان وطلوزة ، ومن الجنوب بيت فوريك ومخيمي عسكر القديم والجديد وروجيب ، ومن الشرق قرية دير الحطب ، ومن الغرب المساكن الشعبية وعصيرة الشمالية .
وتهيمن مستوطنة ( ألون مورية ) اليهودية على مساحة واسعة من أراضي قرية عزموط ، منذ إقامتها على أراضي ثلاث قرى شمال شرق نابلس هي : عزموط ودير الحطب وسالم . وكان الشارع الرئيسي لهذه المستعمرة اليهودية يمر من منطقة حدودية بين قريتي عزموط ودير الحطب ، ثم جرى نقل الطريق إبان انتفاضة الأقصى المجيدة ، لطريق إلتفافي آخر ، صادر مساحات واسعة من قرى سالم ودير الحطب وبيت دجن شرقي قرية عزموط . ومعظم أراضي المستعمرة اليهودية هي أراض مصادرة وتم بيع بضع عشرات الدونمات من أناس يجهلون الأطماع التوسعية الصهيونية ، لتجار أراضي من نابلس وغيرها ، من عديمي الضمير والأخلاق والبعيدين عن الإسلام ، وسرعان ما تبين أن هذه الدونمات القليلة التي لا تتجاوز مائة دونم قد سربت للمستوطنين اليهود وصادر الاحتلال الصهيوني بالإضافة إليها مئات الدونمات من أراضي الأحراش بين قريتي عزموط ودير الحطب .

جغرافية قرية عزموط .. التضاريس والمباني


تقع قرية عزموط في هضبة جبلية وسهل صغير وجبلين : الجبل الكبير ( جبل الشيخ بلال بن رباح ) ، وجبل الطابور . وتبلغ مساحتها أكثر من 13 ألف دونم . بواقع 12 حوض أرض ، صودر منها حوالي 4 آلاف دونم ، وعطل منها حوالي 3 آلاف دونم . والجزء الأكبر من القرية أراض جبلية ، في شمال القرية أو تقع في وادي الشاجور وما حوله ، ومرتفعات الشفا ، ومنحدرات قريبة من الباذان ، والمساكن الشعبية . فإلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس ومخيماتها : مخيم عسكر القديم ، ومخيم عسكر الجديد ، ومخيم بلاطة ، تقع هذه القرية الرابضة على خاصرة جبال النار الشمالية . وتتألف قرية عزموط من جغرافية تضاريسية متنوعة : ففيها الأراضي السهلية جنوبي القرية ، وفيها وادي الشاجور السحيق ، غربا حيث يستخدم لتصريف وتسريب مياه مجاري المنطقة الشرقية من نابلس وقراها ومخيماتها الشرقية الثلاثة وهو عبارة عن منطقة وعرة سكنها الثوار زمن الاحتلال البريطاني وإرتادها ثوار فلسطين إبان انتفاضة فلسطين الكبرى الأولى ، وانتفاضة الأقصى المجيدتان . وقد إلتهم هذا الوادي السحيق بعض مواطني القرية أثناء مرورهم أو رعيهم فيه كونه منطقة خطرة ووعرة جدا . وتقع ( عين ماء ) في قلب هذا الوادي السحيق ، ولكنها غير مستغلة وهي ملوثة نوعا ما ، بسبب منسوب المجاري المنخفض الذي تمر به . وأثناء حدوث زلزال عام 1927 بفلسطين إنهارات بعض المناطق الجبلية بالقرب من الوادي وهي ظاهرة للعيان بصورة ملفتة للنظر . وتقع مباني القرية على هضبة جبلية متوسطة ، وخاصة وسط القرية ، بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب . وتعود هيكلية الأبنية في قرية عزموط إلى حضارتين : قديمة وجديدة . وتنقسم القرية إلى عدة أحياء ، هي : الحارة الفوقا ، والحارة التحتا ، وحارة التنك ، والحارة الوسطى ، والحارة الشمالية . وتمتد الأبنية في مسطح قرية عزموط على نحو 2 كم من الشمال للجنوب ، وأكثر من 1 كم من الغرب للشرق . وتبلغ نسبة المباني الحجرية من مجمل المباني العامة حوالي 25 % .

السكان

يبلغ عدد سكان قرية عزموط في تموز 2009 حوالي أربعة آلاف ، من الذكور والإناث ، بالإضافة إلى نحو 1000 مواطن يعيشون خارج البلاد ، ممن يعيشون كمغتربين في الأردن أو دول الخليج العربي كالسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن والكويت ، أو في أوروبا كألمانيا وإسبانيا وغيرها . ويصل عدد سكان قرية عزموط ممن يحملون الهوية الشخصية حوالي 1500 مواطن ، منهم 1070 فردا يحق لهم المشاركة في الانتخابات ممن هم فوق سن 18 سنة ، من أصل عدد السكان الإجمالي ، حوالي خمسة آلاف نسمة في فلسطين وخارجها . ويذكر أن هناك مئات المواطنين من قرية عزموط ممن يسكنون مدينة نابلس أو قرى دير أبو ضعيف ومدينة جنين كانوا خرجوا من القرية قبل عشرات السنين لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية ولم يعودوا إليها .

أسماء الحمائل والعائلات

ينحدر السكان في القرية من ثلاث حمائل رئيسية تنقسم بدورها لعائلات وفروع شجرية عائلية متوسطة أو صغيرة . وهذه الحمائل هي :
أولا : حمولة علاونه : ويتفرع عنها عائلات من أبرزها : آل الشيخ صالح ، آل صادق ، آل شحادة ، آل خليل ، آل رشيد ، آل حسان ، آل ياسين ، آل الشافعي وغيرها . ويبلغ عدد أفرادها حوالي ألفي شخص من الذكور والإناث والأطفال .
ثانيا : حمولة صوالحة : وتضم حوالي 1300 شخص . ويتفرع عنها ، آل ضاحي ، آل العاصي ، آل حمدان وآل العط وغيرها .
ثالثا : حمولة حوامدة : ويبلغ عدد أفرادها قرابة 1200 فرد . ويتفرع عنها : آل ثابت ، آل إبراهيم ، آل الأسمر ، آل عامر ، آل عفانة ، آل سمارة ، آل حامد ، آل أبو نصر وغيرها .
وبالإضافة إلى هذه الحمائل والعائلات ، فقد بدأت هجرات سكانية داخلية من مدينة نابلس ومخيمات عسكر القديم والجديد ومخيم بلاطة باتجاه قرية عزموط ، كونها قرية هادئة وساكنة ، لا يوجد بها إزعاج وتشويشات الاكتظاظ السكاني .

الحياة الإسلامية في عزموط

تواجد في قرية عزموط مسجد عمري قديم يحمل اسم ( مسجد عمر بن الخطاب ) ، عبارة عن بناء صغير ، مؤلف من غرفة وساحة صغيرة لا تتجاوز 70 مترا مربعا ، ونظرا لتزايد التكاثر الطبيعي وتضخم عدد السكان ، فقد جرى تشييد مسجد جديد كبيت من بيوت الله عام 1988 ، وكان يتسع لحوالي 300 مصل ، ثم تم إدخال إضافات عليه ليتسع لحوالي 670 سجادة صلاة ، وخاصة أيام الجمع وعيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك . وتبلغ مساحة المسجد الآن ( 150 م2 أصلي ، و150 م2 إضافي و67 م2 سدة كمصلى للنساء ، و100م2 مساحة جديدة للصلاة فيها ، و40 م2 فناء المسجد مغطاة بالقرميد ، و4 حمامات مشتركة مع مجلس قروي عزموك و4 مقاعد للوضوء . وبصورة إجمالية تبلغ مساحة المسجد العامة 507 م2 هذا عدا عن طابق التسوية الأرضي . وفي المسجد مكتبة إسلامية خاصة تتكون من : عشرات المصاحف ، عشرات الكتب ، عشرات أشرطة القرآن المجيد ، وفيها إذاعة مسجدية لإذاعة نداءات محلية ، فبالإضافة إلى رفع الأذان خمس مرات باليوم والليلة ( الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ) يتم إذاعة بيانات عبر إذاعة المسجد للعمل أو إعلان وفاة أحد المواطنين ، للمشاركة في صلاة الجنازة عليه ، ثم تشييع الجنازة ، وكذلك إعلان وفاة أحد أقارب المواطنين خارج القرية . ويصل بث إذاعة المسجد لدائرة قطرها 1 كم .
وقد حول المواطنون المسجد العمري الصغير القديم لعيادة طبية تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ، ثم تحول مقرا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) بعد انتقال الصلاة للمسجد الجديد . ويدير شؤون المسجد في قرية عزموط لعام 1430 هـ / 2009 ، إمام مسجد ( الشيخ جمال اشتية – أبو بكر ) ومؤذن خادم للمسجد .
ولا بد من القول ، إن هناك بعض السكان ممن لا دين لهم ، حيث انحرفوا يسارا باتجاه الماركسية - اللينينية ، أو كانوا أو أصبحوا يقلدون اليهود في تصرفاتهم ، كتقليد أعمى مثل احتساء الخمر ، كونهم تأثروا بهم أثناء عملهم في المنشآت الاقتصادية اليهودية لفترات قد تقصر أو تطول ، ومعظم هؤلاء المقلدين تقليدا أعمى ، عادوا إلى جادة الصواب ، وأصبحوا من المصلين المواظبين على أداء الصلوات في المسجد ومن الصائمين في شهر رمضان الفضيل ومنهم من أدى ركن الحج في مكة المكرمة .

المواقع الأثرية

يوجد في أرض قرية عزموط ، التاريخية الفلسطينية ، العديد من الآثار الإسلامية والعربية والكنعانية والرومانية والنصرانية ، من أهمها :
1. مقام الشيخ بلال بن رباح ، وهو عبارة عن بناء قديم أقيم على جبل الكبير شمالي القرية ، تبلغ مساحته حوالي 40 م2 ، وزرع بالقرب منها أشجار رومانية معمرة ، يبلغ عدد عشرات أشجار الزيتون ، وشجرة بلوط كبيرة . ويتواجد بئر ماء في منطقة المقام الديني الإسلامي بعمق 10 م ، وعرض 4 م . ويتسع هذا البئر لحوالي 100 كوب ماء ( 100 م3 ) . وكان يستخدم هذا البئر لتوريد مئات رؤوس الأغنام والأبقار عليه للشرب . وبالقرب من شجرتي البلوط الكبيرة والصغيرة هناك مغارة أو كهف يبدو أنها كانت تستخدم للنوم في الأزمان الغابرة .
وكان هذا المقام الإسلامي ، من ضمن المقامات الإسلامية في جبال النار في محافظة نابلس ، يستخدم زمن العهود الإسلامية السابقة كمرصد ديني وعسكري بإشعال النيران للتراسل بين الجيوش الإسلامية . ويطل هذا المقاوم على الأغوار الفلسطينية والأردنية ، وجبال عجلون في الأردن . وكذلك استعمل هذا المكان الديني المرتفع كمزار وسياحة لأهل قرية عزموط والقرى المجاورة لذبح النذور وإقامة الحفلات الدينية والاجتماعية ، بقص شعرات من رأس الطفل وذبح الذبائح كالخرفان والماعز ، وإقامة الولائم للعائلة المعينة والضيوف .
وقد سيطرت قوات الاحتلال الصهيوني على هذا المقام الإسلامي فوق الجبل الكبير ، بعد زرع المستوطنة اليهودية في أرض عزموط ، الفلسطينية العربية المسلمة ، وأقامت عليه بؤرة عسكرية ، تصل إليها الدبابات اليهودية . وقد جعله يهود المستوطنة موقعا استراتجيا سياحيا وعسكريا على السواء ، فأقاموا عليه الإضاءات الكاشفة ، وأطلقوا عليه حسب ما نشر باللغات العربية والعبرية والإنجليزية ( مقام يوسف لونص ) وهو الحاكم العسكري اليهودي الذي قتل على أيدي فدائيين عام 1970 في البلدة القديمة في مدينة نابلس . والجيب العسكري الصهيوني الذي يقف عليه يستطيع تسليط الضوء على سكان قرية عزموط التي تبعد عنه مسافة 2 كم ومعرفة ما يدور فيها عبر استخدام النواظير المدنية والعسكرية الخاصة .
وفي إنتفاضة الأقصى المجيدة ، استخدم مقام الشيخ بلال بن رباح كثكنة عسكرية أطلق منها قذائف الدبابات باتجاه مدينة نابلس والحواجز العسكرية التي كانت مقامة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني .
2 . الكهوف والمغاير : توجد في أرض قرية عزموط عشرات الكهوف الأثرية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ، وقد وجد بعض الأهالي أباريق وكنوز أثرية وعملات رومانية سابقة قبل عشرات السنين . ومن أشهر الكهوف والمغاير الآن : بئر المغارة ، وشقيف سلامة ، ومغاير العروق ، ومغارة مقام بلال بن رباح ومغاير المثابة ، ومغاير تحت العراق ، ومغاير الحبيس ، وعشرات المغاير الأخرى . وكانت هذه المغاير ( جمع مغارة ) تستعمل كبيوت للأكل والشرب والنوم ، للمواطنين وثكنات جنود الجيش الذي كان يتواجد في المنطقة في القرون الخالية .
3. البيوت القديمة : وهي بلدة عزموط القديمة ، حيث توجد الآن وسط القرية ، بمبانيها الحجرية ( العقد ) وآبارها العديدة . ومعظم هذه البيوت القديمة إندثر بفعل الظروف الطبيعية أو هدم وأقيمت عليه مبان جديدة . وتكونت البيوت القديمة من نوعين : الأول : فوق الأرض وهي البيوت العقد الحجرية ، والبيوت الطينية . والثاني البيوت المحفورة تحت الأرض وهي الكهوف الأرضية .
4. مقامات المقابر : حيث يوجد في قرية عزموط ثلاث مقابر : الغربية والشرقية والوسطى . وهناك مقامات لأولياء مسلمين ، مثل مقام الشيخ أحمد أبو شحادة ، ( وهو مقام جد والدي إبراهيم محمد شحادة أحمد رحمهم الله جميعا ) ، ومقام الشيخ صالح علاونه . ومثلا يوجد بمقام الشيخ أحمد قبر المرحوم ، وسط بيت عقد ، بني من الحجارة والطين ، مساحة حوالي 30 م2 . ويزوره الأحفاد في عيدي الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك .
5. معاصر زيت الزيتون : كان قديما معصرتان لعصر حب الزيتون وإستخراج الزيت منه ، ولكنها زالتا عن الوجود ، إحداهما بالهدم لتوسيع المسجد الجديد ، والثانية عبر الطمر وهما متقاربتان لا تبعدان عن بعضهما 15 مترا . ولا يوجد لهما الآن أي اثر بعد إزالتهما قبل حوالي 20 سنة .
6. الآبار القديمة لجمع مياه الشتاء : لا زالت عشرات الآبار القديمة موجودة في القرية سواء في البيوت أو في البساتين الشجرية . وبعد تزايد عدد السكان وإنشاء شبكة المياه تم تحويل بعض هذه الآبار إلى جور امتصاص لمياه المجاري . ومن أمثلة آبار المياه الكبيرة التاريخية الباقية : بئر النفاخة في منطقة العروق لال شحادة ، وبئر المغارة ، وبئر الشيخ بلال ، وبئر المرحان ، وبئر المثابة ، وبئر تحت العراق وبئر القصيلة وغيرها . وكانت هذه الآبار تستعمل لري الأشجار المثمرة ، والشرب للناس في الأيام العادية وفي أيام الحصاد في الصيف ، والحيوانات من مئات رؤوس الأغنام الماعز والبياض والأبقار البلدية .
7. موقع إعدام المجاهدين : توجد صخرة كبيرة في منطقة وادي الشاجور يطلق عليها اسم ( العريس ) . وهي أعلى قمة جبلية على الجانب الآخر من وادي الشاجور التابع لقرية عزموط بالقرب من طريق الباذان ، كان يستخدمها الاحتلال البريطاني في إعدام المجاهدين الفلسطينيين ، حيث يلقي بهم وهم أحياء من فوق تلك الصخرة التاريخية ، فيرتقي المجاهد الفلسطيني شهيدا ، فيقضي نحبه .

الخدمات العامة في عزموط

أولا المدارس : في قرية عزموط الآن ، ثلاث مبان مدرسية حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية وضمت خلال العام الدراسي 2008 / 2009 حوالي 350 تلميذا ( طالبا ) للذكور وقرابة 400 تلميذة بما مجموعه 750 تلميذا ذكرا وأنثى :
- المبنى الأول وهو التاريخي الذي شيد عام 1950 ، إبان العهد الأردني ، وهو للمرحلة الإبتدائية ( من الصف الأول الإبتدائي حتى السادس الأساسي ) ولا زال قائما ومساحته تقارب 500 م2 . ويحمل اسم مدرسة ذكور عزموط الأساسية . وخلال العام الدراسي 2008 / 2009 بلغ عدد تلاميذ المدرسة الأساسية 165 تلميذا توزعوا كالآتي : 21 تلميذا بالصف الأول ، و 43 تلميذا بالصف الثاني ، و29 تلميذا بالصف الثالث الأساسي ، و38 تلميذا بالصف الرابع الأساسي ، و34 تلميذا بالصف الخامس الأساسي .
- المبنى الثاني : وهو المبنى الجديد الذي شيد إبان العهد الفلسطيني ( مدرسة ذكور عزموط الثانوية ) ، ويضم صفوف التلاميذ ( الطلبة ) من الذكور حتى الثاني الثانوي ( التوجيهي – الأدبي ) بواقع 185 تلميذا . وتقدر مساحته بنصف دونم .
- المبنى الثالث : وهو مبنى قديم جديد ، يحمل اسم ( مدرسة بنات عزموط الثانوية ) وهو للصف الثاني الثانوي التوجيهي الأدبي . واشتمل عدد تلميذات المدرسة على حوالي 400 تلميذة في العام الدراسي 2008 / 2009 . وتقدر مساحته بأكثر من دونم ونصف .
- وبالإضافة إلى ذلك ، هناك روضتان للأطفال : السلام وعزموط ، تضمان بالمتوسط 150 طفلا .
ثانيا : شبكة المياه : يتواجد في قرية عزموط شبكة مياه منذ عام 1985 . وهي شبكة قديمة مترهلة بحاجة لصيانة بسبب التسريب فيها . ولا تصل المياه لجميع بيوت القرية ، ويستعين مئات المواطنين بمياه التنكات المتنقلة عبر صهاريج المياه الكبيرة ( 4 عيون ) أو صهاريج صغيرة تجرها تراكتورات ( جرارات زراعية ) أو بجمع المياه الهاطلة في فصل الشتاء . وتأتي مياه الشبكة من المياه الفلسطينية التي تسيطر عليها شركة ميكوروت اليهودية للمياه . ويبلغ عدد مشتركي المياه المستهلكين أكثر من 400 مشترك ، ويدفع المشترك حد أدنى للمياه بواقع 20 شيكل ( الدولار يساوي 4 شيكل ) وثمن المتر المكعب من المياه يساوي 4 شيكل إسرائيلي جديد في تموز 2009 .
وفي تموز 2009 جرى العمل على حفر شبكة مياه جديدة بمواسير قطر 3 إنش ، لتوصيل المياه من مدخل القرية ، حتى الحاووز شمالي القرية لتمكين جميع المواطنين من الاستفادة من مياه الشرب .
ثالثا : شبكة الكهرباء : يتواجد في قرية عزموط شبكة كهربائية ، منذ تشرين الأول بخريف 1985 ، وفي معظمها بقوة 1 فاز ، وبعضها 3 فاز . وجميع البيوت يصلها التيار الكهربائي ، ويبلغ عدد المشتركين المستهلكين في شبكة الكهرباء 650 مشترك . وكان النظام المعتمد منذ 1985 حتى نيسان 2009 هو نظام الدفع بعد الاستهلاك ، ثم جرى بعد ذلك اعتماد النظام المسبق للدفع حيث تم تركيب عدادات ( ساعات ) كهرباء مسبقة الدفع على أساس الفاتورة أو البطاقة الممغنطة . وسعر الكيلو واط من الكهرباء يساوي 0.60 أغورة إسرائيلية ، أي 15 سنتا أمريكا .
رابعا : العيادة الصحية : وهي عيادة حكومية ، للموظفين الحكوميين ، وعموم أهالي القرية ، تم إنشائها إبان انتفاضة الأقصى المجيدة ، 2004 . وهي عبارة عن الطابق الأرضي لبناية المجلس القروي . ويستفيد من هذه العيادة الصحية الحكومية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية عشرات الحالات المرضية يوميا ، للأمراض العادية والمزمنة . ولا يوجد بها مختبر للفحوصات .
خامسا : المواصلات : هناك شبكة مواصلات من القرية لمدينة نابلس وبالعكس ، وتقوم في هذه المرحلة سيارات نقل خاصة بنقل الركاب ذهابا وإيابا لمركز المدينة ، وتبلغ قيمة بدل المواصلات 3 شيكل إسرائيلي ذهابا و3 شيكل إيابا بما يعادل 1.5 دولار يوميا في الاتجاهين . من جهة أخرى يبلغ عدد سيارات العمومي المرخصة من وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية أكثر من 40 سيارة عمومية ، و6 دوبل كابينة ، وشاحنتان تجاريتان وحوالي 250 سيارة خاصة .
سادسا : شبكة الهواتف الثابتة والجوالة : تقدم شركة الاتصالات الفلسطينية ( بالتل ) خطوط الهاتف الثابت لأهالي القرية ، وهي متوفرة لمن يرغب بها ، وهناك مئات خطوط الهواتف الثابتة . وكذلك تقدم شركة جوال فلسطين خدمة الهواتف المحمولة ( جوال ) لمئات المواطنين في القرية هذا بالإضافة لعشرات الهواتف الخلوية من شركات إسرائيلية مثل سيلكوم وأورانج وبلفون وغيرها التي تنافس شبكة جوال فلسطين .

الدواوين العائلية

تنتشر ثلاثة دواوين حمائلية رئيسية في قرية عزموط ، وكان الديوان الأول : ديوان حمولة علاونه الذي أنشا قبل عشرة أعوام تقريبا بمساحة 130 م2 . ثم ديوان حمولة صوالحة وهو قيد الإنشاء بمساحة تزيد عن 100 م2 . وديوان حمولة حوامدة بمساحة تزيد عن 100 م2 وهو قيد الإنشاء . وهناك ديوانين صغيرين : الأول ديوان عائلة آل السبع 60 م2 . وديوان عائلة آل إبراهيم شحادة 50 م2 .
وتقوم هذه الدواوين بعدة أدوار هي : الاجتماع في حالات الأفراح كالأعراس الشعبية والخطوبة ، والاجتماع في حالات الأتراح وهي بيوت الأجر ( العزاء ) . واستقبال الضيوف ، والتجميع العائلي في الأزمات والملمات . وهذه الدواوين تقوم بدور صالات الأفراح للأعراس الفلسطينية على الطريقتين : الشعبية التقليدية ، والعصرية الإفرنجية .

مؤسسات قرية عزموط

1. مجلس قروي عزموط

أشرفت لجنة عائلية زمن العهد العثماني على إدارة شؤون قرية عزموط تألفت من وجهاء القرية من أبرزهم الشيخ شحادة والشيخ صالح وشيوخ آخرين . ونعني بكلمة شيخ وجيها دينيا من المتدينين المسلمين وليس شيخ قبيلة .
وفي العهد الأردني ، وعهد الاحتلال الصهيوني ، كانت لجنة ثلاثية تدير شؤون قرية عزموط قبل قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، تمثل الحمائل الثلاث في القرية : علاونه وصوالحة وحوامدة . وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 ، جرى تطوير اللجنة السابقة التي حلت بقرار من وزير الحكم المحلي الفلسطيني ، لتصبح 9 أعضاء بما فيهم رئيس اللجنة وأطلق عليها اسم ( لجنة مشاريع قرية عزموط ) . ثم طورتها وزارة الحكم المحلي الفلسطينية إلى مجلس قروي حسب الأنظمة واللوائح الداخلية الرسمية للوزارة . وفي 4 أيار – مايو 2005 جرت أول انتخابات لمجلس قروي عزموط فاز فيه 9 مرشحين من بين حوالي 20 مرشحا وترأس المجلس القروي المحامي وائل حسني علاونه . وقد غلب على هذه الانتخابات المحلية الطابع العشائري والقبلي .
وفي بداية الأمر استأجر المجلس القروي مقرا له في مدخل القرية ، ثم انتقل لمقره الثابت الجديد ، في الحي الشرقي من القرية شرق مدرسة ذكور عزموط الثانوية بمائة متر . ويقع مقر المجلس القروي لقرية عزموط في الطابق الثاني ، لبناية المجلس فوق العيادة الصحية . وهو مقر مؤثث انتقل إليه رئيس وأعضاء المجلس القروي عام 2007 ويعمل به ثلاثة موظفين : رئيس المجلس ( مكافأة شهرية ) ومحاسب وسكرتيرة . ومشرفان فنيان : مشرف فني على شبكة الكهرباء ، ومشرف آخر على شبكة المياه بالقرية وموظف خامس غير متفرغ . ويشرف المجلس على الخدمات في القرية مثل شبكات المياه والكهرباء وجمع النفايات ، وتوسيع الشوارع ، ورفع احتياجات القرية للوزارة والجهات المختصة ، وتقديم المساعدات العينية كالمواد الغذائية ، المقدمة من المساعدات الخارجية للأسر المعوزة .

2. الجمعيات الخيرية

يتواجد في قرية عزموط عدة جمعيات خيرية محدودة الفعالية والتأثير ، بعضها نشط لفترة زمنية معينة ، وبعضها لا يمارس فعاليات فعلية . ومن أهم هذه الجمعيات : جمعية نساء عزموط الخيرية : وتشرف على روضة أطفال السلام التي تضم 70 طفلا في المتوسط .

الحياة الاجتماعية في عزموط

قرية عزموط هي من القرى العربية الإسلامية المحافظة ، بفعل الإسلام أولا ، وبفعل العادات والتقاليد والقيم العربية الأصلية ، وكان مجتمع قرية عزموط محافظا في الفترة السابقة ، إلا أنه أصبح أكثر انفتاحا على المجتمع الفلسطيني الكبير . فهناك عائلات لم تكن مثلا تسمح بزواج بناتها خارج إطار العائلة أو الحمولة ، ولا تسمح ب( تغريب ) الفتاة للزواج خارج القرية ، علما بأن شباب القرية كانوا يتزوجون من فتيات من قرى ومحافظات أخرى . وحالات زواج فتيات من قرية عزموط لخارجها في محافظات أخرى كانت معدودة على الأصابع في فترة ما بين العشرينات والخمسينات من القرن العشرين الماضي . والآن نرى عشرات الفتيات العزموطيات اللواتي تزوجن خارج القرية أو العكس ، ممن تزوج من شباب القرية من فتيات من مدينة نابلس أو قرى قريبة أو من محافظات فلسطينية أخرى . وبدأت ظاهرة العنوسة تغزو المجتمع العزموطي إذ يوجد أكثر من 80 عزموطية فلسطينية من خيرة بنات القرية ، من الفتيات العوانس ممن فاتهن قطار الزواج ممن تجاوزت أعمارهن 30 عاما . علما بأن متوسط سن الزواج لدى الشباب الذكور هو ما بين 24 – 25 سنة في الغالب وهناك حالات اقل وحالات أخرى أكثر . وهناك حوالي 40 أرملة ، من النساء ، و5 أرامل من الرجال . و4 رجال متزوجين امرأتان ، وواحد تزوج 3 نساء وهم أحياء الآن .
وفي الأعراس الشعبية ، تجري المشاركات بين العائلات والحمائل ، وتقام حفلات الزجل الشعبي ليلة السهرة ويوم العرس الفلسطيني ، سواء أكان على الطريقة التقليدية الشعبية الفلسطينية أو على الطريقة الغربية الإفرنجية . وتذبح الذبائح يوم العرس ويتم إعداد المناسف الشعبية لضيوف أهل العرس من القرية وخارجها ، وبعض حالات الأعراس يتم توزيع علب عصير ( كولا ) وشيكولاته لتخفيف تكاليف العرس وتقليص الجهود المبذولة للعرس وقد أخذت تنتشر هذه الظاهرة من الأعراض الإفرنجية لتحتل المرتبة الثانية بعد العرس الشعبي التراثي .
وتتراوح قيمة مهور الفتيات للزواج ما بين 2500 – 3000 دينار أردني معجل ، عدا عن توابع المهر المعجلة من الأثاث وغرف النوم وغيرها وتوابع المهر المؤجلة نقدا أو عينيا . وفي عام 2008 تزوج حوالي 70 شخصا من شباب القرية ، معظمهم سكن القرية والبعض الآخر بنى له شقة في نابلس أو أستأجر فيها أو في مدينة فلسطينية أخرى حسب طبيعة عمله .
ويشارك مئات المواطنين بعضهم البعض في الأتراح في الصلاة جنازات الموتى ودفنهم .

إقتصاد قرية عزموط

الأهالي بقرية عزموط معظمهم من الفئات الاجتماعية الفقيرة ، وبعض العائلات من الحالات المتوسطة الحال ، وقليل من العائلات الثرية ، وهناك تقارب في الحياة المعيشية العامة . ويلتحق أبناء قرية عزموط الفلسطينية ، المرابطة في أرض فلسطين المقدسة ، التي باركها الله جل جلاله ، بشتى قطاعات الاقتصاد الفلسطيني وأجنحته سواء داخل القرية أو في فلسطين وخارجها . ويلتحق أبناء القرية في مختلف قطاعات الاقتصاد الفلسطيني في سوق العمل المحلي ، أو في سوق العمل العربي أو سوق العمل الأجنبي ، كالعمل في المنشآت الاقتصادية اليهودية في الكيان الصهيوني .
أولا : الزراعة : يشكل القطاع الزراعي المصدر الأول للدخل لدى معظم اسر القرية ، سواء كمصدر أساسي أو مصدر ثانوي مساعد . ويهتم المواطنون في عزموط بالدرجة الأولى بالأشجار المثمرة مثل : الزيتون ، واللوزيات ، والتين ، والصبر ، والعنب والتوت وغيرها . كما تتم زراعة المحاصيل الشتوية من الحبوب كالقمح والشعير والعدس والبيكة . والمحاصيل الصيفية كالذرة والبامية والسمسم وغيرها . وتشتهر عزموط بأشجار الزيتون دائمة الخضرة حيث يوجد بأرض القرية ما يزيد عن 20 ألف شجرة زيتون و 10 آلاف شجرة لوز ، و3 آلاف شجرة عنب ، وألفي شجرة تين ، ما بين شجرة معمرة وشجرة يتراوح عمرها عشر سنين . ويتواجد بالقرية 10 جرارات زراعية ( تراكتورات ) للحراثة والنقل الخاص والتجاري .
ويهتم عشرات المواطنين بتربية الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام والدواجن . وهناك عشرات النساء اللواتي يعملن في الحقل الزراعي التقليدي وتربية الثروة الحيوانية والطيور البلدية الداجنة كالحمام والدجاج .
يهتم المزارعون بالدرجة الأولى بتربية الأبقار ، فهناك عدة مزارع أبقار تجارية ، تضم عدة أبقار ، وهناك مزارع أبقار أحادية أو ثنائية . ويتم تصنيع منتجات الحليب داخليا أو بتوريدها لمصنع الصفا القريب من مخيم عسكر القديم التابع للجنة الزكاة في نابلس . ثم تأتي مزارع الأغنام البياض ( النعاج ) البلدي والمهجن ( المخلاع ) . ويتم تصنيع منتجات الألبان من قطعان الأبقار والأغنام على عدة أشكال هي : اللبن الرائب ، الجبنة ، اللبنة وغيرها في بعض الأحيان .
ويقدر عدد الأبقار في قرية عزموط حوالي 250 بقرة ، ونحو 1000 رأس غنم ماعز وبياض في تموز 2009 . وهناك العديد من مزارع الدواجن اللاحم يقدر بنحو 15 ألف دجاجة في كل دورة .
ثانيا : الصناعة والتجارة : تشكل الصناعة مصدر الدخل الثاني لمواطنين قرية عزموط حيث يلتحق عشرات العاملين في مصانع متعددة الأغراض في محافظة نابلس ، مثل : الحقائب ، الأحذية البلاستيكية ، الملابس ، المناجر ، المحادد .وفي قرية عزموط 3 مناجر لتصنيع الأثاث البيتي ، و4 محادد لتصنيع أبواب الحديد والشبابيك ، و3 معامل للألمنيوم ، ويمتلك أهالي القرية منشارين للحجر و20 مقاول للبناء ، وق صالونات حلاقة ، و9 بقالات لتزويد المواطنين بالأغذية ، وهناك مطحنة واحدة ، وملحمة واحدة ، ومخبز واحد . وقد لوحظ أن العديد من المحلات التجارية تثر وأغلق أبوابه ، بعدما إزدهر لفترة ما بين سنة وثلاث سنوات ، فقد أغلق 15 محلا تجاريا بسبب اعتماد أهالي القرية على الأسواق التجارية في مدينة نابلس .
ثالثا : قطاع البناء : يلتحق عشرات العاملين في قطاع إنشاء الأبنية ، داخل القرية وخارجها . ويعمل عشرات العمال في مناشير الحجر القريبة أو في محافظة نابلس .
رابعا : الخدمات العامة : وتنقسم على قسمين : القسم الأول : وهو القطاع الحكومي الرسمي : وخاصة الوظائف الحكومية ، حيث تشكل المصدر الثاني من مصادر دخل الأهالي في قرية عزموط . فيلتحق أكثر من 150 موظفا في القطاع الحكومي بجناحيه : المدني في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية مثل التربية والتعليم والصحة ، والعسكري في الأجهزة الأمنية الفلسطينية .
والقسم الثاني : في القطاع الأهلي والخاص ، وخاصة في الشركات الخاصة والبنوك العاملة في فلسطين .

التعليم العالي في عزموط

يهتم أهالي قرية عزموط بتعليم الأبناء ، الذكور والإناث على السواء ، في الجامعات الفلسطينية وخاصة جامعة النجاح الوطنية القريبة من القرية على بعد 8 كم . ويوجد في عزموط مئات الجامعيين الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط والبكالوريوس . وعشرات المتحصلين على شهادة الماجستير في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية . وهناك 12 شخصا حاصلا على شهادة الدكتوراه منهم : 3 إدارة واقتصاد ، 4 تربية ، 1 علوم سياسية ، 1 تاريخ ، 1 لغة عربية ، 1 صحافة وإعلام ، 1 هندسة . ومعظمهم يعلمون في الجامعات الفلسطينية وبعضهم لا زال يعلم بالمدارس .
وهناك نسبة كبيرة من العاملين في الخدمات العامة الحكومية والأهلية من الخريجين الجامعيين وخاصة الذين يعملون في سلك التربية والتعليم والصحة والوزارات الأخرى .

الحياة السياسية في عزموط

شاركت قرية عزموط في فعاليات الجهاد والنضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني . واعتقلت عشرات الشباب من القرية لفترات إعتقال إدارية وحكم بالسجن الفعلي لفترات مختلفة ولا زال شابين من الشباب في القرية محكومين بالمؤبدات ( 99 سنة لكل واحد منهم ) : محمد عبد المجيد صوالحة ، و حسني فازع صوالحة .
وقد أنشأت لجنة الشبيبة للعمل الاجتماعي في قرية عزموط في عام 1983 التابعة لحركة فتح . وكانت عزموط مركزا للاتحاد العام للجان الشبيبة للعمل الاجتماعي في الأرض المحتلة ما بين 1984 – 1986 حيث تبوأت منصب نائب الأمين العام للاتحاد العام للجان الشبيبة . وكانت مركزا للاتحاد العام للفلاحين الفلسطينيين في الأرض المحتلة ( الضفة الغربية ) التابع لحركة فتح ما بين 1986 – 1993 حيث شغلت منصب رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للفلاحين الفلسطينيين وكان مقر الاتحاد بعزموط يشرف على مشتل أشجار مثمرة كالزيتون واللوزيات والعنب والتين والتوت وغيرها . وتعتبر حركة فتح هي الحركة الأولى المنتشرة بين أهالي قرية عزموط ، ثم حركة حماس ( الشباب المسلم ) ، وبعض الأحزاب اليسارية الصغيرة العدد .
وكانت قرية عزموط مركزا للعمل الوطني الفتحاوي في العقد الثامن من القرن العشرين الماضي ، وأشرفت على إدارة شؤون الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العديد من المناطق في محافظة نابلس ( جبال النار ) ، واعتقل العديد من شباب القرية بتهمة التحريض وفعاليات الانتفاضة الفلسطينية الباسلة في الانتفاضتين الفلسطينيين الأولى 1987 – 1994 ، وما بين 2000 – 2006 .
وغني عن القول ، إن قرية عزموط قدمت العديد من الشهداء الفلسطينيين الأبرار ، على مذبح مسيرة الحرية والاستقلال الوطني ، ضد الاحتلال الصهيوني ، دون انتظار مكافئة من أحد سوى من الله العلي العظيم . فكان هؤلاء الشباب من خيرة أهالي القرية ، فهم الأكرم منا جميعا . وكانت قدمت القرية أيام العهد العثماني العديد من الشهداء في الحروب العثمانية الروسية ، والعثمانية الأوروبية حيث قدمت 18 شهيدا دفاعا عن الدولة العثمانية من أبرزهم الأشقاء : حماد وأحمد وعبد الغني من آل شحادة .

مشكلات وعقبات

تعاني قرية عزموط ، مثلها مثل بقية القرى والبلدات الفلسطينية ، من عدة مشكلات عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، من أهمها :
أولا : مشكلات الاحتلال الصهيوني عسكريا وسياسيا :
وجود الاحتلال الصهيوني اللعين . فقد ألقى الاحتلال اليهودي لفلسطين عموما ومن بينها قرية عزموط بظلالها الحزينة الكئيبة طلية العقود الاحتلالية منذ 1967 حتى الآن مما أرهق المواطنين نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا . وقد ساعد التحكم بمداخل ومخارج القرية ، بقلب حياة الأهالي إلى جحيم ، حيث منع سكان القرية من مغادرتها عبر الطريق الرئيسية إبان انتفاضة الأقصى المجيدة ، ووضعت الأتربة على مداخل القرية . وكذلك يعاني الأهالي من الاقتحامات الصهيونية الطارئة والمفاجئة .
وجود مستوطنة ( ايلون مورية ) منذ نشأتها عام 1980 حتى الآن . فهذه المستوطنة سلبت المواطنين آلاف الدونمات من أراضيهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد . وحرمت مئات المزارعين من الاستفادة من أراضيهم بالقرب من المستعمرة اليهودية . وكذلك يقوم قطعان المستوطنين اليهود بمنع المواطنين من حراثة أراضيهم وزراعتها بالمحاصيل والعناية بالأشجار المثمرة كالزيتون واللوزيات والتين وغيرها . ولا يتمكن مزارعو القرية من جنى ثمار الزيتون في فصل الخريف إلا في أيام معدودات عبر التنسيق مع الارتباط المدني الفلسطيني – الإسرائيلي . هذا بالإضافة إلى إحراق المستوطنين اليهود لمئات الدونمات من الأشجار المزروعة بالزيتون سنويا مما يحلق أضرار باهظة بالمواطنين . وكذلك معاناة المواطنين بعزموط من مياه مجاري المستوطنة اليهودية القذرة القادمة عليهم من جهة الشمال .
ثانيا : مشكلات قلة الخدمات :
عدم وجود شبكة مجاري للقرية . ويضطر المواطنون إلى نقل مخلفات المجاري التي يجري تجميعها في أحواض خاصة تحت الأرض عبر صاريج مجاري خاصة ، علما بأن جميع مجاري نابلس الشرقية ومخيماتها وقرى بلاطة البلد وعسكر البلد يتم عبر وادي الشاجور الذي هو جزء من أرض قرية عزموط .
عدم وجود متنزهات وملاعب بقرية عزموط : فأهالي القرية يفتقدون للحدائق والمتنزهات العامة ، وذلك رغم وجود بساتين الأشجار المثمرة . وشباب القرية بحاجة لملاعب كرة قدم وكرة طائرة وسلة وغيرها . وقد تسببت عملية استخدام ملاعب المدارس الثانوية للذكور والإناث مشكلات اجتماعية لقربها من بيوت المواطنين وما تسببه الملاعب من أصوات مزعجة ، وإيذاء لحرمة البيوت .
ضيق مساحة المقابر ، وخاصة أن هذه المقابر أنشأت قبل عشرات السنين وأصبحت مكتظة بالموتى . وبهذا فإن المجلس القروي مطالب بتوفير مساحة جدية للمقبرة .
صيانة شبكتي المياه والكهرباء . فشبكتي المياه والكهرباء قديمتين ، أكل الدهر عليهما وشرب ، وبحاجة لترميم وصيانة دائمة لتقليل الفاقد ، وتزويد المواطنين بكفايتهم من الماء والكهرباء .
وجود الشوارع الترابية الرئيسية ، والحاجة لصيانة الشوارع الرئيسية وإعادة تعبيدها بشكل ملائم ، وخاصة شارع مدرسة البنات الثانوية . وكذلك الحاجة الماسة لشق أو توسيع الطرق الزراعية .
الديون المالية المتراكمة على مشتركي الماء والكهرباء ، وحسب تقديرات المجلس القروي تبلغ حوالي 3 ملايين شيكل ( 750 ألف دولار ) .
ثالثا : مشكلات اجتماعية :
التوزيع الظالم للميراث : حيث تكثر حالات حرمان الأخوات والأمهات ، من ميراث الآباء والأمهات ، الوارد بالقرآن المجيد ، وحتى أن بعض الآباء يسجلون عقارات من أراضي وأبنية بأسماء أبنائهم الذكور ولا يقومون بحقوق النساء المقرة في الإسلام العظيم .
انتشار العائلية والقبلية والعصبية العشائرية المقيتة في القرية . وقد ساهمت الانتخابات المحلية في توتير الأجواء الداخلية بين العائلات الصغيرة من جهة ، والحمولات الثلاث وأفخاذها وفروعها من جهة أخرى .
التفكك الأسرى بين العائلات والحمائل فكل عائلة بما لديهم فرحون . وكذلك انتشار الانحلال الأخلاقي لفئة معينة من الشباب المخنثين . وهذه الظواهر دبأت في أوصال المجتمع في ظل انتشار التقنية الاتصالية العصرية كالفضائيات والانتر نت وأساليب الترفيه الماجنة .
انتشار ظاهرة العنوسة بين الفتيات ، فهناك أكثر من 80 فتاة تجاوزن سن الزواج المتعارف عليه في القرية فبلغن فوق الثلاثين سنة فأعلى وهن يشكلن الآن نسبة عشرين بالألف ( 2 % ) من إجمالي عدد السكان بالقرية . وتعود هذه الظاهرة لعدة أسباب وعوامل من أهمها : الإنغلاق الاجتماعي ، أو رفض الفتيات الزواج ممن تقدموا لهن بحجة عدم التناسب الاجتماعي ، أو انتشار الأمية ، أو متابعة التعليم العالي أو النعرات العشائرية الطائفية المقيتة أو عدم تزويج بعض هذه الفتيات كزواج ثاني ، أو إبقاء الفتاة لرعاية والديها أو المرض الجسدي . ونذكر هذا الأمر لأخذ العبر والعظات منها وتلافيها مستقبلا .
التقليد الأعمى للغرب من عشرات شباب القرية مثل حالات التقليد للغرب في اللباس والحلاقة ومعالم الاتصالات الحديثة وما شابهها .
انتشار الإشاعات الاجتماعية المغرضة الهدامة الكاذبة في مجتمع ريفي صغير . ويبدو أن هناك طابورا خامسا كثيرا ما ينشر الإشاعات المغرضة التي لا تمت بصلة للواقع الحياتي المعاش لممارسة دور الفساد والإفساد في المجتمع الريفي الصغير .

كلمة أخيرة


إن قرية عزموط في جبال النار ، بمحافظة نابلس ، هي قرية مسلمة مرابطة في الأرض المقدسة ، ورابضة فوق تلال في مفترقات طرق جبلية وحركة مواصلات تربط جبال نابلس بالأغوار السحيقة ، حافظت على وجودها المحافظ إلى حد ما ، وسط التيارات الأجنبية العاتية التي هبت على فلسطين والوطن العربي ، فاستمرت محافظة على إسلاميتها ، وعروبتها ، وفلسطينيتها ، وكنعانيتها الأصلية . كانت ولا زالت ويبدو أنها ستبقى كذلك مستقبلا ، فكل الدلائل تشير إلى الصحوة الإسلامية المتصاعدة في قرية عزموط ، وتوسيع المسجد عدة مرات خلال سنوات يشهد على ذلك . وأهل عزموط كلهم مسلمون ولا يوجد أي دين آخر في القرية .
ونذكر أهالي القرية بقول الله الحميد المجيد تبارك وتعالى : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)}( القرآن الحكيم ، النحل ) .
آملين كل النجاح والتوفيق لأهل قرية عزموط ، وأن تبقى محافظة على إسلاميتها الأصلية والأصيلة ، رغم كل المعوقات والصعاب الاقتصادية والاجتماعية والفكرية .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: