السبت، 11 يوليو 2009

رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كبير العلمانيين في الإتحاد الأوروبي

رسالة مفتوحة
إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
كبير العلمانيين في الإتحاد الأوروبي

د.كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وكفى ، والصلاة والسلام على محمد رسول الله إمام المتقين المصطفى ، أما بعد ،

السلام على من اتبع الهدى ،

الموضوع : الإسلام في فرنسا والزي الإسلامي للمرأة


فإن الإسلام العظيم هو دين البشرية جمعاء ، وهو الرسالة السامية التي تنقذ الناس من الضلال إلى هدى الله ، وهدى الله هو الهدى ، في جميع بقاع الكرة الأرضية من أقاصيها حتى أقاصيها ، للقاصي والداني ، وهو نور الحق والحقيقة ، يعالج كافة الشؤون الروحية والمادية . ويضع الحلول الوقائية والعلاجية الجذرية للحقوق والواجبات ، للذكر والأنثى ، وهو رسالة التوحيد الأبدية لجميع البرية ، فيشتمل على المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية والإعلامية والفكرية والحضارية ، التاريخية والجغرافية ، في فسيفساء فريدة ونادرة من نوعها . فالإسلام دين شامل وكامل متكامل رضيه الله خالق الخلق أجمعين ، بديع السماوات السبع والأرضين السبع ، لخلقه أجمعين منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين ، يوم الحساب العظيم .
يقول الله الكريم في الكتاب العزيز : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) .

يا نيكولا ساركوزي .. من كبيري المفسدين في الأرض

دعك من العقلية الاستعمارية العدوانية القائمة على الظلم والظلام ، والقهر والاستغلال والاستعباد لعباد الله في الأرض ، فالدنيا لا تغني عن الآخرة ، يقول الله الغني الحميد : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) }( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .

نيكولا ساركوزي .. كبير العلمانيين الأوروبيين
حول اللباس أو الحجاب الإسلامي الذي تعترض عليه ، وتطالب الفتيات المسلمات بعدم إرتدائه بحجة أنه يشكل مظهرا عنصرا من مظاهر العنصرية في أوروبا ، وهو كلام سخيف ، وتدخل سافر لا مبرر له في الشؤون الشخصية للأفراد والجماعات المسلمة ، من الذكور والإناث . فهذا اللباس هو مظهر إسلامي عتيق ، ورمز لحماية وحرية المرأة وعدم الاستخفاف بها ، ومنع استغلالها كالسلع البراقة في المحلات والمعارض والشوارع في باريس وليون ومرسيليا وكان وغيرها من المدن الفرنسية .
فلا تتدخلوا بشؤون المسلمين الداخلية ، وتؤذوا المؤمنين والمؤمنات . يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) .

إن تعاليم الثورة الفرنسية العلمانية التي تدعيها لا تلزم النساء المسلمات بمبادئها غير السوية ، فاللباس هو شأن ذاتي لكل فرد في فرنسا ، بينما هو شأن إسلامي عام لفتيات ونساء المسلمين في فرنسا والعالم ، فلا داعي لتدخلكم غير المبرر في هذا المجال . وإن فرض السفور وحسور الرأس ، وتحرير المرأة من ملابسها ليست من القيم العليا والأخلاق النبيلة الفاضلة في شيء ، فلا تأمر الناس عبر قوانينكم الوضعية الظالمة ، وتدع إلى المنكر وتتجنب الأمر بالمعروف بأي حال من الأحوال ، وإذا رغبت في الاستمرار في غيك وغي قوانينك الوضعية ، وأمرك بالمنكر الفاضح ، في جمهوريتك العلمانية فأنت حر على أتباع حزبك وجمهوريتك المتهاوية أخلاقيا . ولك أن تفرض على قرينتك ما تشاء ، وأن تمنحها الحرية كما تشاء بالتعري والسفور وما إلى ذلك من امتهان لكرامة الفرنسيات غير المسلمات . وسينطبق عليك قول الله القوي العزيز : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) }( القرآن المجيد ، المسد ) .
فإن بقيت في ضلالك القديم والجديد ، فأنت ممن تنطبق عليه عبارة تبت يدا نيكولا ساركوزي وتب ، ما أغنى عنه علمانيته في جمهورية فرنسا وحكمه وما كسب ، وستصلى نارا ذات لهب في الحياتين الدنيا والآخرة ، فكف عن صنيعك غير الأخلاقي ، وتوقف عن مطاردة أبناء الأمة الإسلامية في أرض الله ، وفرنسا جزء من أرض الله ، وستعلم أكثر من غيرك ، أن فرنسا كغيرها من دول قارة أوروبا ستلفظك كما لفظ المستعمرين الفرنسيين من قبلكم ، في عقر داركم هذه المرة ، ولن تنفعكم الفرانكوفونية ، ولا الساركوزية ، ولا العلمانية ، ولا الإباحية يا رجل أوروبا المريض . يقول الله العلي العظيم تباركت أسماؤه الحسنى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) }( القرآن الحكيم ، البقرة ) .

نيكولا ساركوزي .. من دعاة الإباحية المفرطة .. ألد الخصام
إن من يستمع لكلامك عن الديموقراطية والحرية والإخاء والمساواة والإنسانية ، يغتر بكلامك المعسول ، وهو في حقيقة الأمر مليئ بالكفر والسموم ، والابتعاد عن الدستور القرآني الإلهي القويم ، فأنت ألد الخصام ممن ينطبق عليهم كلام الله العزيز : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) }( القرآن الكريم ، البقرة ) .

نيكولا ساركوزي .. كبير الفرنسيين ورئيسهم
تذكر أنك إن حكمت الشعب الفرنسي ، وشاركت في التحكم بمصير الأوروبيين ، العلمانيين والملحدين ، والمشركين والمنافقين ، فرقعة المساحة التي تحكم بها نظريا هي مساحة فرنسا ، وجزءا من دول الفرانكوفونية ، البسيطة المساحة . فمساحة فرنسا ، تبلغ 674.843كم2 أو ما يعادل 260.558 ميل مربع ، وهي مساحة لا تكاد تذكر من الأرضين السبع والسماوات السبع وما بينهما التي يملكها الله ، فارضخ للأمر الواقع ، ولا تستكبر في الأرض ، الأصغر من الصغيرة ، وشخصك النحيل لا يسيطر على أكثر من 66 مليون نسمة في فرنسا ، هم عدد سكان جمهوريتكم العلمانية المتهاوية ، منهم 60 % من النصارى ( من النصارى الكاثوليك 78 % ومن النصاري البروتستانت 2 % ، ومن المسلمين 10 % ، ومن اليهود 1 % ومن الملحدين 9 % ) وهو عدد بسيط جدا لا يكاد يذكر مع جنود ربك العزيز الوهاب الذين لا يعلمهم إلا هو . فلا تعادي شرع الله في ارض الله الواسعة ، وإعلامك البسيط لا يكاد يظهر من بين القدرة الربانية الحاكمة . فالله هو مالك الملك ومالك يوم الدين ، يقول الله بديع السماوات والأرض : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) }( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
ويؤكد الله تحكمه بجميع البشر ، وجميع الكائنات الحية والجمادات ، حيث نطقت الآيات القرآنية المجيدة بالآتي : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133) مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134) }( القرآن الحكيم ، النساء ) .

المساواة الإلهية بين الذكور والإناث
وتذكير أمهات المؤمنين بعدم التبرج

لقد تطرق الله سبحانه وتعالى صاحب الكلمة الأولى العليا في الدنيا والآخرة ، للمرأة في القرآن المجيد ، فحدد لها الحقوق والواجبات بشكل تام مفهوم ، وأنصفها أيما إنصاف ، في العلاقات الأسرية والزوجية والميراث والأعمال الصالحة ، والطلاق وغيرها من الأمور الظاهرة والباطنة . وتحمل إحدى سور القرآن الكريم اسم ( النساء ) ومنها سورة مريم ، وسورة الطلاق ، وغيرها من الآيات الناطقة بالحق والحقيقية ، لإسعاد البشرية في الدارين الفانية والباقية . ويؤكد الله سبحانه وتعالى على حقوق النساء المتساوية مع الذكور ، بشكل صريح واضح لا لبس فيه ولا غموض ، فيقول جل شأنه :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . فأين أنت وزوجتك المتبرجة من حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنت يا ساركوزي تدعو للتبرج والتعري وزوجتك مارست وتمارس عرض الأزياء الكالحة الفاضحة ، ونشرت لها الصور بلا ملابس داخلية أو خارجية ، في شبكة الانتر نت ( الشبكة العنكبوتية الدولية ) ، وفي صفحات المجلات الإسبانية والأوروبية وغيرها ، فانظر إلى انتر نت وتصفح صور قرينتك العارية ، فهل هذه هي حرية المرأة وتحررها ؟ وهل تحرير المرأة من ملابسها يعني الحرية الإنسانية بنظركم ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ أف لكم وما تدعون إليه ؟ عليكم أنفسكم ولا تفرضوا آرائكم البذيئة والعفنة على أبناء المسلمين والمسلمات ، الذين يشكلون أكثر من 10 % من المواطنين في فرنسا ، أو ما يعادل أكثر من 6 ملايين مسلم ، كفاكم كفرا وتمردا على التعاليم والتوجيهات الربانية الصحيحة ، ولكم الحرية بذلك ولكن تتوقف حريتكم عندما تتعدى وتعتدي على حرية الآخرين ، وخاصة نساء المسلمين !!! . وسؤال بحاجة لجواب فوري ، هل من المعقول أن يرتدي الرجال البدلات الرسمية وربطات العنق ولا يظهر منهم شيئا إلا رؤوسهم وتجبر أو يطلب من الفتيات والنساء التبرج في جميع الأماكن رغما عنهن ؟ لعمري إن هذا من سفاسف الأمور ، وقبائحها ، وأفعالها السيئة غير المقبولة بتاتا لدينا في المجتمعات المسلمة .
فالمساواة في الإسلام بين الرجال والنساء بالأعمال الصالحة ، وليس القبيحة والإغراء والإغواء ، الذي تمارسونه ، دون رادع أو وازع أخلاقي أو ديني . فتفكر إن كنت من أولي الألباب ، ( وأشك في ذلك فأنت من المراهقين والبهيميين ) تفكر وأمعن النظر في آيات الله العزيز الوهاب السابقة ، المسلمين والمسلمات .. والحافظين فروجهم والحافظات ، لا الزانين والزانيات وانتشار الدعارة والفجور في نواديكم الليلية والنهارية بالقرب من الشانزيليزية وبرج إيفل كمعالم تاريخية لديكم وغيرها من القصور الجمهورية الرئاسية والوزارية . فقد جاء في آيات قرآنية كريمة أخرى : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126) وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) }( القرآن العظيم ، النساء ) .

نيكولا ساركوزي .. أيها العلماني الأمر بالربا
إن الأزمة الاقتصادية العالمية المستفحلة في بلادكم والبلدان الرأسمالية الربوية ، التي تأكل الأموال الحرام ، منذ صيف 2008 حتى الآن ، اثبتت لكم قبل غيركم أن النظام المصرفي الإسلامي ، هو النظام الأمثل والأفضل للابتعاد عن التهاوي الاقتصادي ، ولعلك تذكر أن المجلس الأعلى في بلادكم ( مجلس الشيوخ ) أوصى في صيف 2008 ، بضرورة اللجوء للمبادئ المصرفية الإسلامية لإنقاذ اقتصادكم الهالك المتهالك على شفا النار وحافة الإنهيار . ولن تنفعكم أموال الربا المضاعفة التي اكتسبتموها زورا وبهتانا من هنا وهناك . ولن تفيدكم الاستعراضات العسكرية والنووية ، فانظروا إلى طائراتكم التي تصنعونها أصبحت كالخردة التي تتهاوى في البحار والمحيطات ، وسيلبسكم الله الحي القيوم ، لباس الخوف والجوع ، ما ظهر منهما وما بطن . أما آن الأوان لأن تعودوا عن غيكم وضلالكم ، ولا تعتدوا على الحريات السياسية والاقتصادية والدينية الإسلامية ، في الأرض الفرنسية ، التي أحرقها النازيون ذات يوم ، ولعلها ستحترق مجددا ، عاجلا أو آجلا ، إن استمر الظلم والطغيان والربا والبغاء الثلاثي الأبعاد : ( الزنا واللواط والسحاق ) لديكم . فالدين الإسلامي هو الدين الذي يعطي المرأة الحقوق والكرامة والعزة في ظل راية التوحيد والدستور الإلهي العظيم المتمثل في القرآن المجيد .
أيها الساركوزي الناهي عن المعروف والآمر بالمنكر وأنت على سدة الرئاسة الفرنسية ، الزائلة حتما لا محالة ، إن عاجلا أو آجلا ، ، لم تنه عن لبس الحجاب الإسلامي . يقول الله الحليم العظيم جل في علاه : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }( القرآن المبين ، فصلت ) .

الإسلام يقول : استوصوا بالنساء خيرا

فلتعلم يا نيكولا ساركوزي ، إن الزي الإسلامي في اللباس ، قرره الله عز وجل للمؤمنات المسلمات للدفاع الوقائي والحماية الربانية للمرأة المسلمة ، لحمايتها من التحرش الجنسي والزنا والاستخفاف بها في الشوارع ، مع ضمان حقها في لبس ما تشاء في بيتها ، بيت الزوجية وبيت الأسرة المسلمة ، فهل أنت منته عن قراراتك الخاطئة غير الصائبة ؟؟ انته عن ذلك خير لك قبل فوات الأوان ، قبل أن يجعلك الله لمن بعدك آية كما فعل الله العزيز القدير بفرعون وقارون والنمرود والأقوام الكافرة من قبلك ، عاد وثمود وقوم نوح وغيرها ، وما فعله الله بالإمبراطورية الشيوعية السوفياتية ، وكيف محقها محقا محقا ، وما سيفعله بكم وبإمبراطورية الشر الأمريكية ، ولو بعد حين فأنتظروا إنا منتظرون ، وإنا لصادقون ، فاعتبر إن كنت من أولي الألباب ، مع شكنا الصريح في أن تكون من هذه النخبة المختارة في الحياة الدنيا والآخرة .

نيكولا ساركوزي .. صاحب الإمبراطورية الفرانكوفونية المتهاوية كأوراق شجر الخريف
فلا تبق في صفوف الشياطين الإنسيين في فرنسا وأوروبا والعالم ، لقد عدت إلى أحضان الإمبريالية الأمريكية في قيادة ما يسمى بحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) ، بعدما تركها سابقيك من الرؤساء الفرنسيين ، وعدت تشارك في احتلال أفغانستان المسلمة وتساهم في قتل شعبها الهادئ المسالم ، فلا تبغ الفساد في الأرض ولا تبتغ غير الإسلام دينا ، لأنه لن يقبل منك يوم القيامة ، وستكون من الظالمين لنفسك وغيرك ، فألوان الشياطين ورايتهم غير الزاهية ، هي استخفاف بالناس ، واستخفاف بالعواطف والعقول ، فاترك صفوف إبليس الشيطان الرجيم ، وانضم لصفوف المسلمين المؤمنين الموحدين بالله الصبور الشكور ، وكن من الشاكرين لله على توليتك إمارة الفرنسيين ، وقيادة إتحاد الأوروبيين فعليا ، فلن يغني عنك اليورو ولا سالفه الفرنك البائد ، ولا ملء الأرض ذهبا ، ولا التمتع بالنساء الفاجرات المتبرجات السكيرات غير المحتشمات في يوم الدين يوم يقوم الناس لرب العالمين وقد خاب من حمل ظلما .
وكما تعلم أكثر من غيرك ، من الضالين أو المغضوب عليهم ، والمشركين والمنافقين والسفهاء والمجرمين ، إن الإسلام العظيم ينصف المرأة ويجعلها في مستويات راقية في جميع أشكال الحياة الإنسانية ، الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والعسكرية والتربوية وتنشئة الأجيال المستقبلية ، بصفتها مخلوقة آدمية ، كرمها الإسلام وأحسن إليها ، وأمر باحترامها ، ولهذا وضع لها معايير أخلاقية ونفسية تقوم على المثل العليا والاستقامة والعزة والكرامة ، وابتعد عن استغلالها ، كما تفعل بها حضارتكم غير الأخلاقية التي تأمرها بالتبرج والسفور لجعلها متع من متع الحياة فقط ، فتطلب منها حضارتكم وقيمكم المنحرفة عن جادة الصراط المستقيم ، التعري في الشوارع وأن تكون زانية بلا حقوق ولا أمومة أو احترام حقيقي ، فهي ليست سلعة جسدية تباع وتشترى في كل حين ، بل وضعها الإسلام العظيم في أعلى عليين في الحياة الدنيا والآخرة إن كانت من المسلمات الصالحات المؤمنات العابدات لله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . ففرض الإسلام احترام المرأة وتعليمها ومنحها حقوقها الأسرية والزوجية وأمر المسلمين أن يستوصوا بالنساء خيرا ، لا شرا كما تفعلون ، وتأمرونها بالفسوق والنفاق والعصيان ، فإن عملتكم على شاكلتكم فأتيحوا للمسلمين والمسلمات أن يعملوا على شاكلتهم الإسلامية القويمة التي تسير على الصراط المستقيم .
وأعلم أن العاقبة للمتقين والمحسنين الأخيار الأبرار ، وإن أكرم الناس اتقاكم لرب العزة ، رب السموات والأرض ومن فيهن وما بينهن ، يقول الله الواسع الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) }( القرآن المجيد ، الحجرات ) .
فيا أيها الجندي الكبير من جند إبليس الرجيم .. إن تعيين نصف حكومتكم من النساء الفرنسيات ، من المتبرجات وبعض الزانيات في حكومتكم الفاجرة إجتماعيا وأخلاقيا وغير الرشيدة ، لا ولم ولن يغفر لكم ، العدوان المتواصل على حقوق المرأة المسلمة ، وحقوق المسلمين ، كأقلية قومية ودينية من الأقليات العرقية لديكم ، فالحق أحق أن يتبع ، فاتركوا الباطل ، فإن الباطل إلى زوال حتمي أكيد . يقول الله العلي الكبير جل شأنه : { وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) }( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
فيا ساركوزي إسأل الله العزيز الوهاب ، أن يعزك ويكرمك بالإسلام الحنيف ، وأن يدخلك مدخل صدق ويخرجك من الدنيا مخرج صدق ، فهذه الحياة الدنيا فانية وزائلة ما لها من قرار ، والآخرة خير وابقى لمن اتقى وآمن بربه وأستوى . ولا تدخل مدخل نفاق وفجور وكفر دائب ، فمصيرك كما مصير غيرك ( حفرة تحت الأرض بمتر في مترين ) عند الموت ، فسوف تلاقي حسابك من ربك ، الذي لن يرحمكم إذا بقيت على ضلالك ، فتب إلى الله توبة نصوحا ، وأصلح شأنك مع الله الغفور الرحيم ، قبل يوم الحساب ، فيوم الحساب على الأبواب ، لو كنت من المدركين ، فالحياة الدنيا حياة قصيرة كالمستظل تحت شجرة سرعان ما يتركها الإنسان ويسير في حال سبيله ، ويصبح نسيا منسيا ، وهكذا هي الحياة الدنيا ، فهي متاع الغرور التي تنادي بها لن تغني عنك من الله شيئا ، فقل أمنت ثم استقم خير لك ولفرنسيتك وجمهوريتك وأترك علمانيتك التي لا تسمن ولا تغني من جوع روحي وديني واقتصادي واجتماعي وسياسي وما شاكلها .
يا نيكولا ساركوزي رئيس الفرنسيين .. لقد قررت أن ابعث لك هذه الرسالة المفتوحة ، لأنني لا أخاف في الله لومة لائم كأي مؤمن من المؤمنين ، وبصفتي جندي من جند الله في الأرض ، ولا أتبوأ منصبا رئاسيا أو وزاريا أو غيره مثلك ، بل إنني عبد من عباد الله المؤمنين الذين يبتغون فيما آتاهم الله الدار الآخرة ولا ينسون نصيبهم من الدنيا ، وأحسن كما أحسن الله إلي ، ، للتذكير والتنكير فقط ، لما فعلته وتفعله من منكر بحق المرأة المسلمة في بلاد ما يطلق عليها ببلاد النور ، فلا تحولها لبلاد الظلم والفجور بأفعالك المشينة القبيحة ، بالتعدي عن حقوق الآخرين . فإذا كنت قادرا على غيرك اليوم فستكون ضعيفا واهيا واهنا غدا أو بعد غد ، وتذكر حتميتك الذاهبة للموت ، حيث تنتزع ملائكة الله روحك من جسدك النحيل وتصبح كالخشب المسندة ، فما لك من منقذ سوى الله ، وتذكر نار جهنم وليس نور باريس الفجوري في الملاهي الليلية الحمراء الفاجرة الكافرة ، فكلها إلى زوال أكيد لا محالة .
نيكولا ساركوزي .. إن جنود ربك أقوى واقدر وأكبر عددا وعدة من جنودك ، ولا تغتر ولا تبتهج بحكمك الفاجر بالحياة الدنيا الزائفة ، فالله هو مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، ولا تمنن تستكثر من خداعك لشعبك أولا وللأمم والشعوب الأخرى ، فدعك من ملة الكفر ، واترك ملة الفسوق والكفر والعصيان والغثيان ، من مصلحتك ومصلحة شعبك الفرنسي وأمتك الأوروبية المتناثرة الأعراق والأهواء ، والتحق بملة الإيمان ، بصورة علنية غير خفية ، قبل أن يحل عليك عذاب الله الشديد المقيم ، وتدخل نار جهنم خالدا فيها أبد الآبدين يوم لا ينفع الإنسان مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . فهذا هو الحق من ربنا جميعا ، يقول الله الحميد المجيد : { وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) }( القرآن الحكيم ، الأنبياء ) .

مطالب المسلمين بفرنسا

على أي حال ، هناك العديد من المطالب الإسلامية التي ينبغي عليكم في القيادة الفرنسية تنفيذها تجاه أبناء المسلمين في فرنسا وهي كالآتي :
أولا : وقف الاعتقالات بحق المسلمين في فرنسا . وأعلموا أن من يقتل من المسلمين من قوى البغي والشر لديكم نعتبره شهيدا في سبيل الله ، مقبلا غير مدبر ، دفاعا عن النفس والأرض والعرض والرسالة الإسلامية السمحة .
ثانيا : إن من حق المسلمين ممارسة شعائرهم الإسلامية الدينية بحرية كاملة غير منقوصة ، بإقامة أركان الإسلام الخمسة : الشهادتان ، وهي توحيد الله ، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ما استطاع إليه سبيلا والتوجه للمسجد الحرام بمكة المكرمة . وما يترتب على ذلك من بناء للمساجد والمراكز الإسلامية العامة والشاملة دون ملاحقة من أجهزة الأمن الفرنسية فلا إكراه في الدين .
ثالثا : ضرورة تصحيح العلاقة الإستراتيجية مع الأمة الإسلامية على أساس الاحترام والاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل والند بالند على أساس التكافؤ والمساواة .
رابعا : الانتباه للمصالح والمنافع المشتركة بين المسلمين والفرنسيين ، فالأمة الإسلامية يبلغ تعدادها 1.3 مليار نسمة ، وهي أضعاف أضعاف تعداد الأمة الفرنسية ، وبالتالي فإن الانتقاص من حقوق المسلمين سيساهم في إلحاق الأضرار البالغة بكم وباقتصادكم في حال المواجهة .
خامسا : عدم التدخل في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين ، وسياسة دخول المدارس الحكومية والجامعات الفرنسية التي تفرض عدم الإلتزام بالزي الإسلامي مرفوضة ، فالقوانين العلمانية المطبقة هي قوانين باطلة ، ولا تنطبق على المسلمين ، فلا تكونوا ممن ألهاهم الانحلال الأخلاقي والإباحية ، فالمسلمين أحرار في لبس ما يشاؤون والإلتحاق بالمدارس والجامعات التي يرغبون .
سادسا : حرية المسلمين في إنشاء المدارس والجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية الخاصة بهم ، والتدريس باللغات التي يريدونها كاللغة العربية والإنجليزية والفرنسية ، فاللغة العربية هي لغة مقدسة ، مجدها الكتاب الإسلامي الأول المقدس .
سابعا : لا تجعلوا المسلمين يناصبونكم العداء في الداخل والخارج وعاملوا المسلمين بالحسنى ولا تستعبدوهم أو تكرهوهم على ملتكم البغيضة . وكفى بنا لكم ناصحين ، وإني لكم ناصح أمين ، فلا تتبعوا سبيل الإعوجاج واتبعوا سبيل الرشاد .
فإن رفضتم هذه المطالب للفرنسيين المسلمين ، فأعلموا أن الرد الإسلامي سيكون الآتي :
أولا : غضب ولعنة الله عليكم وملائكته والناس أجمعين إلى يوم القيامة .
ثانيا : فإن من غضب الله عليه ولعنه فإن له نار جهنم خالدا فيها ، لا يموت فيها ولا يحيى .
ثالثا : فإن الأمة الإسلامية لا تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري من سفك دماء ضد المسلمين ، وستتدخل إن عاجلا أو آجلا ، بشريا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا وإلكترونيا وخلاف ذلك ، فالنصر المبين للمسلمين من رب العالمين ، وهو القاهر لعباده أجمعين على مر القرون والعقود والسنين . وسيكون مبدأ المسلمين لاحقا ( أطلبوا الجهاد في سبيل الله ولو في أوروبا عامة وفرنسا خاصة ) لنصرة الحق المبين ، ونصر المسلمين ضد العلمانيين والملحدين ، وملاحقة السفهاء في كل مكان وحين .

نيكولا ساركوزي .. لا تبق آثم القلب والضمير ، واهجر الإلحاد والإباحية والأيام الحمراء ، ولا تستكثر من كبائر الإثم والفواحش بل اجتنبها تمام الاجتناب والابتعاد ، واستكثر من فعل الخيرات والصالحات ، واستغفر ربك فالله هو الغفور الرحيم ، فلا ولي لك من دون الله ولا نصير إلا هو عز وجل . يقول الله الحكيم الحميد إله العالمين جميعا ، تبارك وتعالى : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) }( القرآن العظيم ، فصلت ) .
وكلمات جليلة ، لا بد منها يا نيكولا ساركوزي .. نذكرك بكلام الله القهار تجلت قدرته : { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }( القرآن الحكيم ، محمد ) .
فكن ممن يعملون الصالحات ، ويبتعدون عن صنع السيئات ، وكن من المؤمنين المبتعدين عن الكفر والباطل ، الملتزمين بالحق ، لتكون من أولياء الله الصالحين ، وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر لتكون من الفائزين المفلحين . فانظر كيف كانت عاقبة الكافرين ؟؟؟ والدهر كما يقولون يومان : يوم لك ويوم عليك ، فهذا اليوم هو الذي لك في فرنسا ، فاتعظ لليوم الذي عليك في الدنيا والآخرة على السواء ، ولن يرحمك الله ولن يرحمك التاريخ ولن ترحمك الأمة المسلمة الوسطى ، التي ستكون شهيدة على الأمم الأخرى إن بقيت سادرا في غيك وضلالك الجاهلي المقيت ، وسيكون مصيرك كمصير أبي لهب . يقول الله السميع البصير سبحانه وتعالى : {
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)
وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) }( القرآن المجيد ، الشورى ) .
فشاور نفسك وأهلك وشعبك ، واتق الله أينما كنت ، وحيثما حللت وأهجر الضلال والمضلين والمضللين .
آملين أن تلقى هذه الكلمات الإيمانية الإسلامية صداها الصحيح إلى قلبك وعقلك لتبتعد عن جند إبليس اللعين وتنجو بنفسك وشعبك ، من الفكر والإلحاد ، وتطيع الله الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم وهو رب العالمين ، الأولين والآخرين . وإنني أقول كما جاء بالقرآن المبين : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) }( القرآن المجيد ، غافر ) .
والله ولي التوفيق والقادر عليه ، إنه على كل شيء قدير . وهو على كل شيء وكيل . وَآَخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
تحريرا في يوم السبت 19 رجب 1430 هـ / 11 تموز – يوليو 2009 .

ليست هناك تعليقات: