الاثنين، 22 يونيو 2009

رسالة مفتوحة إلى باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين / د. كمال علاونه

رسالة مفتوحة
إلى باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين
==================
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
--------------------------------------
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ
حضرة السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين

السلام على من اتبع الهدى في العالمين ، أما بعد ،

الموضوع : ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ

نبارك لك توليك سدة الحكم في الإدارة الأمريكية الجديدة ، وبمناسبة توليك سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية ، الدولة العظمى في العالم ، في تغيير تاريخي مثير حيث يتولى رجل أسود ليس من البيض زمام الحكم في البلاد منذ إعلان الإستقلال لديكم حيث فزت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 4 تشرين الثاني 2008 وطردت ممثل الحزب الجمهوري من الرئاسة الأمريكية وتبوأت مقعد صدق عند الأمريكيين بمصداقيتك الأولية لدى شعبك في طول البلاد وعرضها . وهذه المعاملة الطيبة والمساواة الحتمية بين البشر دون النظر إلى لون بشرة الشخص أو جنسه أو عرقه هي من المبادئ الراسخة الأزلية في الإسلام العظيم إذ يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}( القرآن المجيد ، الحجرات ) . ونذكرك بأن أصحاب الجمعة من أهل الإسلام في بلادكم انتخبوك ومنحوك ثقتهم لإنصافهم آملين أن تكون على قدر المسؤولية وتعطيهم حقوقهم كافة .
وتذكيرا لك بزيارتك السابقة عام 2008 / 1429 هـ للأرض المقدسة فلسطين ، إبان حملتك الدعائية للرئاسة الأمريكية ، واجتماعاتك ولقاءاتك بالمسئولين الفلسطينيين واليهود الصهاينة ( الإسرائيليين ) ، في رام الله وتل أبيب ، والعواصم العربية في المنطقة . وزيارتك المرتقبة الآتية للوطن العربي في السنة الهجرية النبوية الإسلامية الشريفة ، لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين الموافق لسنة ألفين وتسع من الميلاد المجيد للمسيح بن مريم عليهما السلام ميلادية ، فهذه الهجرة كانت لأعظم الأنبياء والمرسلين من بدء الخليقة إلى يوم الدين ، محمد رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله وصحابته ومن تبعه بإحسان إلى يوم يبعثون . حيث كان ملاحقا من الكفاروالمشركين ببطن مكة المكرمة فخرج منتصرا بعزة الله القوي المبين ، أعدل العادلين ووصل إلى يثرب – المدينة المنورة ، في رحلة أنارت شموع النور للغافلين ، فأصبحوا من المحسنين والمتقين ، وتركوا الجهالة والجاهلية بعون الله العزيز الحميد رب العالمين . ولهذا فإنني أدعوك بداية بدعاية الإسلام الحق الحنيف لتعلن إسلامك على الملأ ، يقول الله جل جلاله بكتابنا المقدس ، القرآن الكريم : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) . ويقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
وأركان الإسلام الأساسية هي كما جاء بكتاب صحيح البخاري - (ج 1 / ص 11) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " . وبهذا فإن المثلث الإسلامي يتمثل في إعلان الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب . وأظنك ستختار إعلان الإسلام لإصلك الإسلامي الطيب ، فاسم أبيك حسين هو اسم إسلامي على اسم حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الحسين بن علي بن أبي طالب من ابنة رسول الله فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
وصفات عباد الله المخلصين من الأتقياء : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) }( القرآن المجيد ، الفرقان ) .
أسلم تسلم يؤتيك الله أجرك مرتين ، فالدين الإسلامي دين المودة والمحبة والتسامح والتعاون والبر والتقوى ، وليس دينا إرهابيا كما تدعون ، فقل ربي الله ثم استقم ، قل : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) . وقل لأمتك ، الأمة الأمريكية ، التي تم تجميعها من جميع المستوطنين من الشعوب الأوروبية ومن الأمم عبر التاريخ أن تركب في سفينة النجاة الإسلامية ، كما قال نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}( القرآن المجيد ، هود ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 5 / ص 356) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : " إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ " .
وإن رفضت فإن عليك إثم الأمريكيين ومن والهم إلى يوم الدين ، يوم الفصل بين الخلائق أجمعين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } . ندعوك أن تقول كما ، يقول اللهجل جلاله بالقرآن المجيد على لسان المسيح عيسى بن مريم : { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) } ( القرآن المجيد ، آل عمران ) . وكما يقول الله العزيز الحكيم : { رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
السيد باراك حسين أوباما الرئيس الأمريكي الجديد الذي بدأ ولايته في 20 كانون الثاني 2009 .. إنا لنراك من المحسنين .. وليس كما قلنا لسلفك جورج بوش : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } .. قل لقيادة أمتك ، لماذا تنقمون على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية العظيمة ؟ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ } . لا تنشروا الحقد والكراهية ضدكم بين أبناء المسلمين ، عبر وسائلكم المتبعة بالترغيب والترهيب ، فإن المسلمين في غنى عن أفكاركم السوداء المظلمة من الربا والزنا والخمر والكبائر الأخرى التي تتجبر في الأرض ضد العالمين بدعاوى أحادية قطب القرن الحادي والعشرين . ولا يخاف أبناء الإسلام من الإرهاب الأمريكي والموت في سبيل الله ، لأن الأعمار بيد الله { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } . والقتلى الذين يقتلون من آلات حربكم البرية والجوية والبحرية ، في فلسطين بغزة هاشم ، وفي أرض الرافدين ، دجلة والفرات ، وفي أفغانستان والسودان والصومال .. وغيرها . هم شهداء الله في الأرض ، فقتلانا شهداء في الجنة وقتلاكم في النار ، ولا نهاب الحصار العسكري والقهر السياسي والتجويع الاقتصادي والاستغلال الاجتماعي ونؤمن ، بالقول الإلهي العظيم : { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَإِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }( القرآن العظيم ، البقرة ) . فدائما تعودنا على قول (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) لننال ثواب الصلاة الربانية علينا والرحمة الواسعة لنا من الله الرحمن الرحيم ، وهو أرحم الراحمين . لعلك أطلعت على مسيرة الحجاج الميامين ، فالحج أشهر معلومات في مكة المكرمة ببلاد الحرمين الشريفين ، رغم الصعوبات والعقبات إلا أن الجباه الإسلامية لا تلين وتبتغي الغفران والصفح الجميل من الله الحق المبين . فهؤلاء يتركون أهاليهم وأولادهم لمرضاة الله رب العالمين .
السيد باراك حسين أوباما كبير الأمريكان ..
عد إلى أصلك الإفريقي المسلم الطيب ، إلى جذور آبائك وأجدادك المسلمين الأفارقة ، وإذا رفضتم تنفيذ رسالة الإسلام العظيمة والحكم بالعدل بين الناس فإن الأمة الإسلامية ، سوف تتصدى لغيكم المبين ، وستعمل على معاملتكم وفق سياسة ( الند للند ، والمثل بالمثل ) إن عاجلا أو آجلا ، ولا تتبعوا سياسة ( فرق تسد ) المعهودة لديكم ، فلم تعد تجدي نفعا ، فنحن نتبع سياسة (جمع تنتصر ) لحصد الفلاح المبين ، فلا تكن دجالا ظالما لأمتك وشعبك والعالم أجمع، وتلقي بهم في جهنم الدنيا والآخرة : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ . وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . وهذه دعوة عامة وخاصة لكم لتحكموا بما أنزل الله بالإنجيل الصحيح : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وتعهد الله العزيز الحكيم بهيمنة القرآن الكريم على الإنجيل ، لأن الإسلام هو الجذري الأصلي لجميع الديانات السماوية ، فقال الله تبارك وتعالى مخاطبا النبي العربي الأمي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) }( القرآن العظيم ، المائدة ) . أيها القادة الأمريكيون الجدد..ابتعدوا عن السياسة الإمبراطورية الصليبية الاستعمارية الشريرة ، على المسلمين في بلاد الإسلام العظيم ، والمسيح المفدى من الصليبية المفتتنة الضالة براء، لأن أمة القرآن الكريم الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس ، تقدر وتجل المسيح ، وهاكم قول المسيح عيسى بنمريم عليه السلام الذي بشر بقدوم النبي العربي الأمين من بعده ، فقال للجميع يدعوهم لإتباع الإسلام : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }( القرآن الحكيم ، الصف ) . فهذا الإظهار الإلهي للإسلام شاء من شاء وأبى من أبى حتمي لا ريب فيه من المشككين والمرتابين والمنافقين والفاسقين والظالمين .
السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكان ، لا تبغ الفساد في الأرض ، كأسلافك أباطرة الولايات المتحدة السابقين ، وكفاكم طغيانا وظلما للعالمين تحت أسماء ومسميات شتى منها : الديمقراطية والحرية الفردية ، وحرية المرأة وغيرها ، وتنكرتم لحقوق المسلمين الأساسية في الحياة الطبيعية الآمنة ، لقد أذقتم أبناء الإسلام الويلات جراء حروبكم الوحشية الهمجية ، المباشرة أو غير المباشرة بالوكالة عنكم ، ولم تسلم منكم الشعوب غير الإسلامية أيضا في ألمانيا واليابان والصين وكوريا الشمالية وغيرها . ولن تسامحكم أجيال المسلمين المتعاقبة على أفعالكم .
يا أصحاب الأحد ، لقد بطشتم جبارين وطغيتم في فلسطين وحولتموها لمستعمرة لأصحاب السبت ، ومحمية يهودية تابعة لصليبكم المزعوم ، وشمعدانهم المهزوم ، ودمرتم أفغانستان فيمابعد ، وها أنتم تدمرون العراق الإسلامي ، وتفتعلون الفتن والحروب في الصومال والسودان وإيران وسواها من بلاد المسلمين . لا تأخذكم العزة بالإثم ، فأصحواوتراجعوا عن غيكم الذي دنستم به الوطن الإسلامي . لقد سررنا بخطابكم الراشد القاضي بمد يد الصداقة للعالم الإسلامي ، وقرار الإنسحاب من بلاد العراق الإسلامية ، وعليكم التعجيل بهذا الإنسحاب وعدم تأخيره ، ومنح أهل الرافدين حقهم في تقرير مصيرهم دون تدخل منكم بأي حال من الأحوال . وكذلك لا بد من تطهير بيتكم الأبيض وإدارتكم الأمريكية الجديدة من العنصريين والمتطرفين من بني صهيون ، من ممثلي الحزبين الجمهوري والديموقراطي ( وهو الحزب الذي تنتمي إليه ) على السواء ، وإدخال المسلمين في جميع مراكز صنع القرار السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية العامة ، في الولايات المتحدة التي نأمل أن يكون لها صفة وصبغة إسلامية مستقبلا ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والبغي ، وتدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل إن الباطل كان زهوقا . وجاء في إسلامنا الحنيف قول الله السميع العليم : { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) } ( القرآن الحكيم ، البقرة ) . فيا أيها القادة الأمريكان ، إذا كنتم أقوياء الآن ، فتذكروا قدرةالله عليكم ، لأن الدهر يومان : يوم لكم ويوم عليكم ، الأيام متداولة بين الناس . لقد أخذتم وتبجحتم بيومكم الذي لكم ، فانتظروا اليوم الذي عليكم ، وأسالوا أهل التاريخ إن كنتم لا تعلمون ؟ كيف مزق الإسلام العظيم الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية في العصر الإسلامي الأول زمن الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، الذيتعرفونه جيدا أكثر من غيركم حيث مزقتا شر ممزق . ولا تنسوا تمزيق الاتحاد السوفياتي السابق على أيدي أمة الإسلام في أفغانستان ، فانتظروا تمزيق إمبراطوريتكم قريبا إن شاءالله على يد المسلمين من ذوي البأس الشديد ، في إيران والعراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال وغيرها ، والمهدي المنتظر إسلاميا ، محمد بن عبد الله المجدد ، سيعيد الحق إلى نصابه . وسنة الله في خلقه ظاهرة للعيان : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَاجَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } . وكما يقول الله الحي القيوم : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) }( القرآن المبين ، هود ) .
السيد باراك حسين أوباما ، عظيم الأمريكان ، إعلم أن القرن الحالي ، القرن الحادي والعشرين بالتقويم النصراني والقرن الخامس عشر الهجري الإسلامي ، هو القرن الإسلامي بحق وحقيق ، فدعك من فرض الحلول على أهل فلسطين الكبرى كما أوفدت ممثلك الخاص للمنطقة العربية جورج ميتشيل أواخر كانون الثاني 2009 ، بتقسيمها لدولتين : دولة يهودية – صهيونية - إسرائيلية كبرى لتكون مأوى يهود العالم أجمع ، ودولة فلسطينية صغرى ، لا حول لها ولا قوة ، ففلسطين عربية مسلمة ، ولن تكون غير ذلك ، مهما طال الزمن وتكالب عليها المتآمرون ، لأنها أرض مقدسة للمسلمين أينما كانوا ، وحيثما حلوا ، باركها الله سبحانه وتعالى ، وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى ومعراج النبي العربي المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي بوابة الأرض إلى السماء ، وأرض الأنبياء ، إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب وداود وسليمان ، وشعيب وعيسى ومحمد عليهم السلام جميعا ، ومهد الأديان قاطبة ، فلا تعثوا فيها مفسدين . لقد مزقت إمبراطوريتكم المتهاوية الآن ، فلسطين عبر التاريخ المعاصر وجزأتم مدنها وقراها ومناطقها ، أكثر من مرة ، وشردتم معظم أهلها ففروا من إرهابكم وإرهاب ربيبتكم ابنة صهيون ، ونصبتموها آمرة ناهية في العالم ، فقد فرضت بلادكم عام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ، ظلما وبهتانا وزورا وتزويرا للتاريخ القديم والحديث والمعاصر ، ورغم ذلك أقمتم المحمية الأمريكية الاستعمارية الجديدة وغيرتم أسم البلاد الأصلي إلى ( إسرائيل ) ، كما قدمت بلادكم العديد من المشاريع السياسية لفرض الاستسلام على أهل فلسطين فرفضها الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ، فهو شعب العمالقة الجبارين . كما اقترح سلفكم غير الصالح جورج بوش الصغير ، خريطة الطريق لحل قضية فلسطين نهاية 2002 ولم يطبقها ولن تطبقها أنت أيضا لاستحالتها جذريا ، وأخيرا نظمت إمبراطوريتكم الشريرة بزعامة جورج بوش الصغير مؤتمر أنابوليس لما يسمى بالسلام على طريقتكم الفجة غير الناضجة ، في بلادكم على مقربة من عاصمتكم واشنطن ، في 27 تشرين الثاني 2007 تحت مظلة الإدارة الأمريكية السابقة الجمهورية المتحيزة للمستعمرين الصهاينة في فلسطين المحتلة ، فقد زرعتم الشر بشوكه ولن تحصدوا خيرا، وكما يقول المثل العربي الأصيل ( إنك لن تجني من الشوك العنب ) إذا أصررتم على إتباع نهج سابقيكم المتكبرين في الأرض .
أيها القادة الأمريكان ، في الإمبراطورية الجديدة الأخيرة التي سيمحوها الإسلام بحضارته وعراقته وأصالته ورسالته التوحيدية لرب العالمين ..ارفعوا أيديكم عن بلاد المسلمين ، أينما كانوا وحيثما حلوا ، بعددهم البالغ حوالي 1.3 مليار مسلم ، في شتى قارات العالم ، إن الإسلام هو الدين الباقي الأزلي الخالد ، كان وما زال وسيبقى ، على مدى العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لأن العاقبة للمتقين وليس للظالمين أمثالكم . كفاكم إيقادا لنار الحروب ، لأنكم كلما أوقدتم نارا أطفأها الله العزيز الحكيم ، ولا تسعوا في الأرض الفساد لأن الله لا يحب المفسدين بل يحب المتقين والمحسنين الذين يحسنون إلى الناس ويدعوهم إلى صراط الله الحميد المجيد .أيها الأمريكان المتسلطون على العالم بالحديد والنار ، تذكروا نار جهنم التي أعدت للظالمين والكافرين ، ما لكم لا تنطقون بالحق المبين ، إن الله سيعاقبكم كما عاقب من قبلكم الأولين الكافرين الفاسقين الظالمين ويجعلهم الأسفلين . وسيهبط عليكم العذاب الإلهي العظيم ، هل تدعون وتنتظرون الحرب العالمية الثالثة كما أشار إليها آنفا سلفكم الذي انتهت ولايته وذهب إلى مزرعته مذموما مدحورا ، بعد انتصاركم عليه ، ولتعلموا وأنكم كذلك ؟!! في هذه المعركة الفاصلة المزلزلة ( معركة اليوم العظيم – يوم الله القدير – هر مجدون ) وهو وادي قدرون ، كما تشير لها الخطابات اليهودية – الصهيونية – الإسرائيلية ، أو كما تسمونها في كتاباتكم ( معصرة غضب الرب العظيمة ) ، حيث سينفذ بكم غضب الله ويهلككم بواسطة ( فتى الرب ) وهو المهدي المسلم المنتظر الذي ينتظره المسلمون الأشداء على أعدائهم الرحماء بينهم ، بشوق ورغبة كبيرة . وفي هذه المعركة التي تعدون لها الإعداد المتواصل ، بشريا وعسكريا وفكريا وغذائيا ونفطيا ، ستدمر المملكة الخاطئة ، رجسة الخراب والنجاسة التي زرعتموها في قلب الوطن العربي المسلم شرقي البحر الأبيض المتوسط ( إسرائيل ) كما بشر بذلك دانيال الحكيم من أرض بابل العراقية ، وسيقتل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، دجالكم ومسيخكم ( المسيخ الدجال ) لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين ، في فلسطين بأرض اللد التي نزلت في مطارها عند زيارتك التاريخية لفلسطين الكبرى آنفا إبان دعايتكم الرئاسية الانتخابية ثم لبستم القبعة اليهودية ( الكيبا ) عام 2008 وزرتم حائط البراق الإسلامي ( الذي تدعون أنه حائط المبكى ) زورا وبهتانا ، سوية كأصحاب الأحاد وأصحاب الأسبات . يا أهل الكتاب ، فلا تستحبوا العمى على الهدى .
ونحيطكم علما بأننا في الإسلام نحترم ونقدر المسيح عيسى بن مريم ووالدته الكريمة مريم عليهما السلام ، فقد جاء بالكتاب المقدس الذي نقرأه ليل نهار : { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) . وهناك آيات كثيرة تصف ميلاد ونشأة وحياة رسول الله عيسى بن مريم ، في الدنيا والآخرة ، وكذلك هناك سورة كاملة تحمل اسم مريم العذراء عليها السلام .
أيها السيد الأول في البيت الأبيض الأمريكي .. هل تدعون إلى السلام أم الاستسلام ؟ نحن كمسلمين نحب السلام ونكره الاستسلام والفسوق والعصيان ، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، وهي تحيتنا بكرة وعشيا ، وحين تمسون وحين تصبحون وحين تظهرون ، وتحيتنا في جنات الفردوس الأعلى آمنين إن شاء الله . فالسلام العادل الحقيقي مبدأ وسياسة نبتغيه منذ ولدنا وحتى مماتنا . ولكن السلام الذين تدعوننا إليه ليس بسلام بل هو سراب من سرابات الاستعمار العصرية المتجددة . أوقفوا بناء المستعمرات اليهودية في فلسطين ، وتهجير اليهود من كل مكان لفلسطين ، بيت المسلمين ، فهذه المستعمرات التي تشيد تبنى بظل أجنحتكم العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية المتعددة التي ستزول قريبا كما زال الاحتلال الروماني لفلسطين عندما حررها المسلمون وفتحوا بيت المقدس عام 636 م بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب ، وكما زالت المملكة اللاتينية إثر معركة حطين بقيادة صلاح الدين عام 1187 م . وكما انتهى واندثر الاحتلال المغولي التتري على فلسطين وبلاد المسلمين في معركة عين جالوت عام 1260 م ، بقيادة بيبرس وسيف الدين قطز . فالمسلمون يتمنون الشهادة في سبيل الله عبر الجهاد العظيم لأن الشهادة من أسمى أمنيات المؤمن في هذه البلاد المباركة ، ليعيش حياة سعيدة آمنة هانئة في جنات النعيم في أعلى عليين . فلا تتوقعوا منا تسول السلام الظالم منكم حيث أنكم لا ترحمون أبدا . ونذكركم بمجازركم الأمريكية الظالمة ضد المسلمين الآمنين ، في عديد بلدان المسلمين ، ولن تنفعكم دولاراتكم وسجن المساجين المسلمين في غوانتنامو الذي وعدتم بإغلاقه في دعايتكم الانتخابية لإيمانكم بأنه ظالم وغير عالد بتاتا ، أو السجون السرية العابرة للقارات ، أو مطاردة المجاهدين ، مهما رصدتم من أموالكم البلايين . فالواقعة ستنزل عليكم كما نزلت بطبرية فلسطين وخاصة حطين . وقد ورد بالخبر الصحيح عن النبي المصطفى رسول الله للعالمين أجمعين ، فقال : " لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ... عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى " . وفي حديث آخر قال : " عُصْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ " . وسيفتح هذا البيت الأبيض كما فتح بيت كسرى من الأباطرة السابقين وربما تكونوا آخر أباطرة الأمريكان العالميين ، وسيصعد نجم الإسلام العظيم ، وكما يتوقع خبرائكم فإن إمبراطوريتكم ستذوى وتذبل وستأتي الصين والهند بدلا منها ، وستأتي الخلافة الإسلامية بعاصمتها المقدسة بيت المقدس ومسجدها المبارك المسجد الأقصى في الأرض المقدسة لترسم معالم العدل الإلهي في الكرة الأرضية شاء من شاء وأبى من أبى وإلنا لصادقون ، كما وعدنا ربنا العظيم الحليم في محكم التنزيل : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30) }( القرآن الكريم ، السجدة ) . ولن تركع ولن تسجد الأمة الإسلامية إلا لرب العالمين ، فانتظروا إنا منتظرون ... الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما عظيم البيت الأبيض .. إن هيئة الأمم المتحدة التي أوجدتها إمبراطوريتكم وما يسمى بالحلفاء الغالبين في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، بعد مقتل حوالي 50 مليون نسمة ، وإثر ضرب مدينتي هيروشيما ناجازاكي اليابانيتن بالقنابل الذرية ( النووية ) هي هيئة لا تصلح لنشر الأمن والسلام في العالم ، خاصة أن فيها خمسة أعضاء بمجلس الأمن الدولي البعيد عن الأمن الحقيقي العالم ، ومن ضمنها بلادكم ، يحتفظون ظلما وعدوانا بما يسمى ( حق النقض – الفيتو ) فلا ديموقراطية ولا تعددية سياسية ولا هم يحزنون ، وبالتالي فيجب تغييرها وأن تأخذ البلدان الإسلامية حقها التاريخي والقانوني والعددي في أن يكون لها من يمثلها بحق وحقيق على الوجه الأمثل . وفي ظل سريان البغي والطغيان على هذه المنظمة العالمية الخالية من الأممية الحقيقية ، فحوالي 1.3 مليار مسلم لا يمثلون فيها فهذا قمة الظلم والعدوان ولهذا لا بد من تصحيح المعادلة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية الدولية في العالم أجمع ، وإتاحة المجال أمام البلدان الإسلامية في الاستفادة من الطاقة النووية مثلكم ومثل أوروبا على قدم المساواة ، فهذه هي العدالة العامة ، وليس كما يجري الآن . ونحن كمسلمين نمتلك مقومات الدولة العالمية العظمى ، أكثر منكم ، وسترون ذلك قريبا إن شاء الله القوي العزيز القهار .
لقد استمعنا وشاهدنا نحن العرب والمسلمون ، خطاب تنصيبكم يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني 2009 ، وسررنا لتضمينكم وإصراركم على ذكر اسم أبيكم المسلم حسين ذي الأصول الإفريقية المكافحة والمجاهدة من أجل إحقاق الحق والعدالة الشاملة بين الجميع ، في ظل الله بديع السماوات والأرض رب العرش العظيم جل جلاله ، بدستوره المجيد ، القرآن الحكيم ، فجلجل وسائل الإعلام والصحافة ليخترق أذان ومسامع شتى الأمم في جميع أصقاع المعمورة . وهذا تذكير لشخصكم العصامي ، نحن المسلمين لا نخاف الطغاة العتاة والظالمين ، فالله رب العالمين يطلب منا عدم الذل والهوان ، وعدم اليأس والقنوط ، بل نكون دائما متفائلين يحدونا الأمل بالعزة والكرامة والتمكين في الأرض ، بعيدين عن التشاؤم ، مهما تعاظمت الأمور وتراجعت الشؤون العامة لنا ، حيث يطلب منا الإله تجلت قدرته ، طلبا حثيثا تمهيدا للفتح والنصر الذي سيدوي الآفاق ، فيقول الله عز وجل : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكان .. حفيد المسلمين الأبرار أعلن تأييدك وانضمامك للإسلام تفلح وتنجح وأنت على سدة الحكم ممسك بزمام الإدارة الأمريكية ، سواء بالسر أو بالعلن لاحقا ، ولا تكن كغيرك من عظماء ورؤساء الأمريكان الذين يدعون لإنصاف شعب فلسطين بعدما يتركون سدة الحكم والبيت الأبيض في واشنطن ، كما حدث مع زميلك السابق جيمي كارتر موقع اتفاقية كامب ديفيد في العقود الخالية . ونبشرك بأن عاصمة دولة المسلمين العالمية العظمى الآتية لا ريب فيها ستكون في القدس الشريف بمركزها في المسجد الأقصى المبارك الذي يقدسه المسلمون في جميع أنحاء الكرة الأرضية . ونذكرك أيضا بالبشرى النبوية الإسلامية كما ورد بصحيح مسلم على لسان النبي العربي الأمي خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا . فَيَقُولُ : لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " . وفي حديث آخر ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " . وفي حديث ثالث نبوي ، أكد نبينا المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على صمود ومرابطة أهل فلسطين المباركة على الحق المستبين ، منتظرين الفرج والفتح المبين من الله العلي القدير ، قاهر الخلق أجمعين ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ، إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " . وبناء عليه سيكون أمر الله آت لا محالة لنصرة عباده المستضعفين في الأرض لسنين ومنهم الفلسطينيين ، أهل البلاد الأصليين ، ضد الغزاة الغرباء الطارئين ، من كافة الأجناس وجميع الأمميين ، فالصبر مفتاح الفرج ولو بعد حين .
السيد باراك أوباما من نسل المسلمين ، وإمبراطور الأمريكيين حاليا ..
أطع الله ذو الجلال والإكرام ، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ولا تكن من المتكبرين ، ولا تطع مستشاريك من البيض والملونين ، وعليك بإنصاف الشعب المعذب في الأرض وهم الفلسطينيين ، وكن من العادلين ، ولا تكل بمكيالين طيلة حكمك لأربع سنين ، ولا تتوقع أن يصطف شعب الجبارين لاستقبالك بالزهور والورود والياسمين والرياحين ، وأخرج من السجون والمعتقلات الغلابى منهم المساجين ، ولا تنتظر المدح من الكادحين المحاصرين ، أسأل من كان قبلك من الزعماء الأولين ، مثل بيل كلينتون من سبقك في الآخرين ، عام 1998 عندما زار فلسطين ثم ضرب العراقيين ، فنزلت صوره من العلياء بعد مؤتمر غزة إلى أسفل سافلين ، وأسال سلفك غير الصالح جورج بوش الصغير ، عندما ودعه منتظر الزيدي في 14 كانون الثاني 2008 ، وداع الرافدين في بغداد حاضرة الرشيد خليفة المسلمين ، بالأحذية فولول مهزوما مذموما مدحورا من الهاربين ، أمام وسائل الإعلام على مرأى من العالم أجمعين ، وكانت تلك ضربة ثورة الأحذية لصالح دعايتك العالمية ، في الرابع عشر من كانون الثاني في الآخرين . نأمل أن لا تضرب أي من بلاد المسلمين بعد جولتك العالمية بادئا من كندا توأم الأمريكيين ، وتدعى أنك أحرزت النصر المبين ، لأن مثل هذه الزيارات والاستكشافات الفريدة من نوعها تأتي للاستيضاح في وضح النهار وابتزاز الآخرين . فاسحب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق ومن أفغانستان وقبلها من فلسطين ، ودع المسلمين وشأنهم في هذه الأمصار ، وأسأل عنها إمبراطورية الشر البريطانية التي ولت مهزومة مدحورة في الغابرين ، فالقدح ربما يكون تنفيس عن المظلومين . ولا تكن من الغافلين ، ولا تطع المكذبين ، ولا تستمع للمنافقين ، ولا تلق بالا للمغضوب عليهم ولا الضالين ، وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين .و{ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}( القرآن المجيد ، يس ) .وإعلم أنك بإعلانك الإنضمام رسميا إلى الإسلام العظيم ، سيكون لك احترام كبير بين المسلمين والنصارى في الأولين والآخرين ، وستحل الأزمة المالية الأخيرة المستعصية التي هي ناتجة عن ( سياسة الربا ) الظالمة بين الخلائق ، فالإسلام هو الحل لجميع المشكلات المعاصرة : السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والنفسية . وستدخل التاريخ من أوسع أبوابه محسنا تقيا من الورعين ، وربما يتم تنصيبك خليفة للمسلمين لبضع سنين ، وفق ما يمليه الإسلام في حديث عن رسول السلام في العالمين ، المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتاب صحيح البخاري - (ج 11 / ص 141) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ أَتْقَاهُمْ . فَقَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ؟ قَالَ : فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ؟ قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا " . وفي حديث نبوي شريف آخر ، كما ورد بكتاب صحيح البخاري - (ج 11 / ص 314) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " . وأخيرا ، لا تؤثر الحياة الدنيا ولا تغرنك الحياة الغرور وما فيها من ملذات وشهوات القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدولارات والجاه والحكم والبنين والنساء ، فالحياة الدنيا فانية وزائلة بصورة حتمية لا ريب فيها ، والجميع فيها سيموت عند أجله المحتوم المحكوم بالثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة ، يقول الله خالق الخلق أجمعين : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) . فالآخرة خير وأبقى .. ندعوك ونطلب منك أيها الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب باراك حسين أوباما ، وأنت كهلا ، أن تعود لأصلك الإسلامي ، إكراما لوالدك وعزة وكرامة لك ، وأن تكون أرشد الرؤساء والأباطرة الأمريكيين وتعلن إسلامك على الملأ عاجلا قبل آجل ولو بعد حين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) فستكون من أخير النصارى في هذا العالم فعند إسلامك ، ستكون وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين عند رب العرش العظيم عن شاء الله تبارك وتعالى . وإعلم هداك الله ، كما يقول المولى عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)}( القرآن المجيد ، لقمان ) . ونأمل أن تكون يا باراك أوباما ، ممن تنطبق عليهم الآية القرآنية المجيدة : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .

تحريرا في يوم الجمعة 4 صفر 1430 هـ / 30 كانون الثاني 2009 م .

ليست هناك تعليقات: