الحلول والمشاريع المقترحة بشأن القدس الشريف سياسيا ودينيا واقتصاديا
د. كمال إبراهيم علاونه
د. كمال إبراهيم علاونه
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
أستاذ العلوم السياسية
جامعة فلسطين التقنية / طولكرم ( خضوري )
بحث مقدم إلى : " معا من أجل القدس " المؤتمر الدولي الثالث لنصرة القدس
( القدس واقع ومستقبل ) 6- 7 حزيران 2009
===========================
ترددت عبر التاريخ البشري القديم والمعاصر ، عشرة خيارات لحل معضلة القدس وهي :
أولا : القدس المدينة المفتوحة دينيا
تظهر بين الحين والآخر بعض الحلول الدينية لإنهاء الصراع المستفحل بين أتباع الديانات السماوية الثلاث في الأرض المقدسة : الإسلام والنصرانية واليهودية . وتتركز هذه الاقتراحات الدينية بجعل مدينة القدس ، مدينة مقدسة لدى جميع أتباع هذه الديانات التي تعيش في العالم وتركز جل وصلب اهتماماتها على القدس الشريف لتكون رمزا دينيا لأتباع هذه الديانات . ويقضي هذا الحل بأن تكون المدينة المقدسة ، مدينة دينية مفتوحة تسهل فيها عملية الولوج والخروج لبيت المقدس ، وتأدية الفرائض والطقوس الدينية ، دون حواجز أو منغصات . وتم الاقتراح عدة مرات على أن تكون مسألة الإشراف على هذه المدينة الدينية الثلاثية المفتوحة إشرافا دينيا بحتا بأن تنتخب كل ديانة قيم على شؤونها في القدس ثم يتم تعيين مرجعية دينية عليا : إسلامية ومسيحية ويهودية تعمل على تسيير الأمور الدينية في الأماكن المقدسة ، المسجد الأقصى المبارك للمسلمين ، وكنيسة القيامة للنصارى ، وحائط البراق الإسلامي أو ما يسمى بحائط المبكي لليهود . وأن يتم ضبط الوضع عبر شرطة دينية متحدة بقيادة ثلاثية الأبعاد الدينية بقيادة شخصية حيادية أو تقاسم السلطة لتواريخ محددة .
ثانيا : القدس المدينة المفتوحة سياسيا
وهو اقتراح سياسي محايد ، يقضي بجعل المدينة المقدسة مدينة مفتوحة سياسيا على مصاريعها ، للنظامين السياسيين الفلسطيني والإسرائيلي ، ضمن إطار دولتين عربية فلسطينية ، ويهودية صهيونية ، تكون القدس الموحدة عاصمة لهاتين الدولتين ، وفق مبدأ عدم وجود سيادة سياسية لأي من الجانبين ، والسيادة مبهمة غير واضحة المعالم ، وتكون مركزا حضاريا لكليهما ، مع الاحتفاظ بشرطة مدنية للإشراف على تسيير الأمور والشؤون الداخلية فيها ، ويمكن أن تكون الشرطة الدينية جزءا من الشرطة المدنية ، للحفاظ على الأمن العام في المدينة المقدسة . وهذه الفكرة وإن لاقت بعض التأييد المحلي والعربي والإقليمي والعالمي إلا أنها صعبة التطبيق والتنفيذ على أرض الواقع ، كونها فكرة أو سياسة مثالية لا يمكنها أن تعيش في الواقع الحي في ظل المناكفات والصراعات السياسية والعسكرية والحضارية بين أهل البلاد الأصليين والمستوطنين اليهود الطارئين على المدينة المقدسة خصوصا وفلسطين عموما .
ثالثا : القدس المدينة المفتوحة بصورة شاملة
تقوم فكرة جعل المدينة المقدسة ، مدينة مفتوحة بصورة شاملة لتشمل جميع المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والعسكرية ، لجعل هذه المدينة غير قابلة للتقسيم كجناحين : جناح شرقي للعرب ( المسلمين والنصارى ) ، وجناح غربي لليهود . وقد تم الترويج لهذه الفكرة كحل شامل لوضع المدينة المقدسة المتنازع عليها في فترة من الفترات ثم فترت عملية المناداة بهذا الحل المصيري لأنها فكرة بدأت وكأنها خيالية في ظل التصادم وسياسة التهويد الصهيونية لمعالم المدينة المقدسة بشتى الأساليب . وبناء عليه ، فإن الحل المتمثل بجعل المدينة المقدسة ، مدينة مفتوحة بشكل شمولي تام غير قابل للتنفيذ الفعلي ، بسبب تواصل الهيمنة اليهودية الكلية وتحدي إرادة أهل البلاد الأصليين .
رابعا : القدس المشتركة عاصمة الدولتين المستقلتين العربية واليهودية ( فلسطين وإسرائيل )
يقضي هذا الاقتراح بأن يتم تقسيم المدينة المقدسة ، إلى جناحين غير متساويين موحدين بأنظمة وقوانين مشتركة خاصة كنظام فدرالي أو كونفدرالي حسب الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني باستفتاء عام لأهل القدس الشريف بقسميها أو بالتوافق الديني والسياسي : الجناح الأول : الجناح العربي ( المسلمين والنصارى ) وهو القسم الشرقي من المدينة المقدسة ، الذي يقطنه العرب وجاليات يهودية ويسري عليه قوانين وأنظمة عربية تعالج شتى الشؤون الحياتية . ويكون مقرا أو عاصمة سياسية وإدارية واقتصادية لدولة فلسطين العتيدة المنتظرة التي لم ترى النور حتى الآن . ويكون هناك حرية وصول ديني ومدني وعسكري للعرب والمسلمين . الجناح الثاني : الجناح اليهودي ، وهو القسم الغربي من المدينة المقدسة الذي يخضع للاحتلال الصهيوني منذ أيار 1948 . ويقطن هذا القسم السكان اليهود من أبناء الجاليات اليهودية المختلفة ، وبالتالي تكون السيادة المطلقة في القدس الغربية ( اليهودية ) لدولة ( إسرائيل ) . وقد لاقى هذا الاقتراح تأييدا أوروبيا وعربيا وإسلاميا وربما أمريكي على مضض ، وتم الترويج الشامل له ، منذ عقود زمنية عديدة أعقبت الاحتلال اليهودي للقسم الشرقي من المدينة المقدسة .
خامسا : القدس الدولية ( وصاية الأمم المتحدة )
كما جاء في قرار تقسيم فلسطين ، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 إنهاء الانتداب ( الاحتلال ) البريطاني ، وإقامة دولتين عربية ويهودية واتحاد اقتصادي بينهما ، ووضع منطقة القدس تحت نظام الوصاية الدولية ، حيث يعين مجلس الوصاية لهيئة الأمم حاكم القدس العام شرط أن يكون أجنبيا غير عربي أو يهودي . وقد أوصي بوضع القدس في كيان منفصل يخضع لنظام دولي خاص تشرف عليه الأمم المتحدة إداريا ويعين مجلس وصاية ليتولى السلطة التنفيذية الإدارية ممثلا عن الأمم المتحدة .
سادسا : القدس المنفصلة مدينتين وعاصمتين : القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين والقدس الغربية عاصمة ( دولة إسرائيل )
يتمثل هذا الاقتراح بجعل القدس مدينتين منعزلتين ، مقسمتين تقسيما دوليا ، بأسلاك شائكة ، وجدران أسمنتية ، كجدار الفصل والضم العنصري اليهودي ، للفصل بين المدينتين ، القدس الشرقية للعرب ، والقدس الغربية لليهود . وتكون في كل عاصمة سيادة وطنية أو قومية مطلقة ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وثقافيا وعسكريا ، كبقية العواصم في العالم . وطرح هذا الاقتراح بعدما تخلت منظمة التحرير الفلسطينية عن ( دولة فلسطين العلمانية الديموقراطية ) وتبنيها رسميا المناداة بقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ( فلسطين الصغرى ) في 15 تشرين الثاني 1988 عند إعلان وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني في الجزائر . وقد بدأ هذا الاقتراح يأخذ مفعوله الفعلي أثناء انتفاضة الإقصى بفلسطين ، عند طرح خطة خريطة الطريق رسميا في نيسان 2003 ، وقضت تلك الخطة التي لم ترى النور حتى الآن ، رغم انتهاء صلاحيتها ( 2003 – 2005 ) ، بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المنتظرة ، وفق الرؤية الأمريكية المغلفة باللجنة الرباعية الدولية ( الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ) .
سابعا : القدس الموحدة ( فلسطين ، إسرائيل )
ظهرت فكرة جعل القدس الموحدة عاصمة موحدة لفلسطين أولا ، وبعد فشل الفلسطينيين في تطبيق هذا المخطط السياسي ، انتقلت الفكرة بصورة مناقضة ليهود فلسطين ، لجعل القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني . وذلك على النحو الآتي :أ) القدس الشريف ( الموحدة ) عاصمة دولة فلسطين الديموقراطية اعتمدت هذه الفكرة السياسية إبان تشكيل حكومة عموم فلسطين 1948 ، حيث تبنت عملية إنشاء دولة فلسطينية ديموقراطية حرة في سائر أرجاء فلسطين ، وعاصمتها القدس الشريف الموحدة . يعيش فيها المسلمون والنصارى واليهود جنبا إلى جنب بالتساوي . ثم تبنت هذه الخطة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968 ، بطلب من حركة فتح ، شرط أن يعيش في فلسطين العرب من المسلمين والنصارى واليهود الموجودين في فلسطين حتى عام 1947 . ولكن هذه الفكرة فشلت وبدلت منظمة التحرير الفلسطينية خطتها إلى خطة مرحلية جديدة وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية . ب) القدس الموحدة ( العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل ) ( سياسة الأمر الواقع الحالية ) جاءت هذه الفكرة بإعلان رسمي صادر عن الحكومة الصهيونية ، بعد احتلال الضفة الغربية ومن بينها القدس الشرقية ، ففي شهر حزيران 1967 ، تم الإعلان الصهيوني عن توحيد مدينة القدس ( القدس الموحدة عاصمة دولة إسرائيل الأبدية الخالدة ) في تحد سافر للعرب والمسلمين أجمعين وتجاهل صارخ لقرارات الأمم المتحدة خاصة قرار تقسيم فلسطين .
ثامنا : القدس الشرقية تحت السيادة الأردنية والقدس الغربية تحت السيادة اليهودية
بعيد الاحتلال الصهيوني لبقية أجزاء فلسطين ، ومن بينها القدس العربية الشرقية في حزيران عام 1967 ، جرى الطرح الصهيوني لما يسمى ب ( الخيار الأردني ) ويتمثل بجعل الأردن دولة للفلسطينيين والأردنيين على السواء ، وإعادة أجزاء من الضفة الغربية المحتلة للسيادة الأردنية ، وجعل القدس الشرقية خاضعة للإدارة الأردنية ، بإحدى الطريقتين : مدنيا أو مدنيا وعسكريا شرط أن تكون القدس الشرقية منزوعة السلاح .
تاسعا : القدس الشرقية تحت الحكم الذاتي ( دولة فلسطينية بدون القدس )
بعد فشل اتفاقية أوسلو ، بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني ، تزايدت في الآونة الأخيرة عملية الحديث عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح ، تحيطها المستعمرات اليهودية من جميع الجهات ( دولة فلسطينية تحدها إسرائيل من الجهات الأربع ) ، وكثر الحديث الصهيوني عن ضرورة استبعاد القدس الشرقية من الحل ووضعها تحت الحكم الذاتي الفلسطيني كحل صهيوني أمثل . وأحيانا يتم الحديث عن إعادة تطبيق الحكم الذاتي المجدد إذ طرح ذلك الحكومة اليمينية بزعامة الليكودي بنيامين نتانياهو في أيار 2009 . وخيار الحكم الذاتي للمدينة المقدسة ، هو طرح أمريكي بموافقة صهيونية ، الهدف منه الإبقاء على القدس الشريف خارج السيادة العربية الفلسطينية ، وجعل الإشراف العسكري والسياسي العام بيد يهود فلسطين ، وجعل الأمور الهامشية بيد أهل البلاد الأصليين ، من أهل فلسطين العرب بجناحيهم المسلمين والنصارى . وهذا الحل يرفضه الفلسطينيون العرب ، من مسلمين ومسيحيين ويقره قادة الطوائف اليهودية في البلاد .
عاشرا : القدس العربية المسلمة الموحدة عاصمة الدولة الإسلامية المنتظرة
تنظر العقيدة الإسلامية ل ( بيت المقدس ) نظرة إستراتيجية ثاقبة عامة ، فالمدينة المقدسة جزء لا يتجزأ من صلب الرسالة الإسلامية العالمية . والمسجد الأقصى المبارك هو البقعة الإسلامية الأولى المقدسة في فلسطين ، وفي القدس ثاني المسجدين وهو ( المسجد الأقصى ) وفيها ثالث الحرمين الشريفين . وكانت بيت المقدس بمسجدها الأقصى قبلة المسلمين الأولى حوالي 17 شهرا ، زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي أرض الإسراء والمعراج التي أسري وعرج برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، وتمت عملية فرض الصلوات الخمس ثاني أركان الإسلام الخمسة في غضونها . وكذلك فإن القدس هي أرض المحشر والمنشر يوم تجميع الخلائق يوم القيامة في باحات المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس عامة . ويذكر أن المسلمين حرروا المدينة المقدسة ثلاث مرات عبر التاريخ ، المرة الأولى طرد فيها المحتلون الرومان زمن الخليفة الراشدي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عام 636 م ، والمرة الثانية طرد فيها الصليبيون الأوروبيون الفرنجة ، زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي 1187 م ، والمرة الثالثة زمن المماليك بقيادة سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت عام 1260 م . وينظر المسلمون لفلسطين ، الأرض المقدسة ، باعتبارها مقر الخلافة الإسلامية المنتظرة في نهاية الزمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " ، كما جاء بمسند أحمد بان حنبل ج 45 ، ص 471 . ولا بد من القول ، إن الحل الإسلامي للمدينة المقدسة هو الحل الأمثل والأسلم والأجدى من وجهة النظر الإسلامية ، كون القدس مدينة مقدسة ، يؤمها المسلمون من شتى بقاع الأرض ، مع الاحتفاظ بحق أهل الذمة ( النصارى واليهود ) وفق المعايير والأسس الإسلامية السمحة . على أي حال ، إن السنة الإلهية الأزلية في الكون تتمثل بعبارة ( دوام الحال من المحال ) ، ومداولة الحياة بين الناس ، فهي السائدة في العالم أجمع ومن ضمنها الأرض المقدسة . وتصارعت عدة حلول عبر التاريخ لقضية القدس ، بين سياستي الاستبعاد والاستعباد ، بين الآنية العاجلة والتبعيدية الآجلة ، فالبعض يطالب بحلها آنيا كالطلب الفلسطيني ، والبعض الآخر يطالب بـتأجيلها للحل النهائي البعيد عن الأفق المنظور كالطلب الصهيوني والأمريكي والأوروبي . وختاما ، فإن معضلة القدس تبقى مسألة مصيرية في حياة أهل فلسطين والعرب والمسلمين ، ولا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها أو بأي جزء منها لقداستها الإسلامية ، وعروبتها القومية ، وإنسانيتها الإقليمية والعالمية . وتتناقض هذه الرؤية مع الرؤية اليهودية – الصهيونية – الغربية المضادة ، وكل في فلك يسبحون ، ولا تنازل من أهل الأرض المقدسة الأصليين ، ولا تراجع عن الاحتلال من المحتلين ، ويبقى الأمر يدور في حلقة مفرغة تفتقد لمفتاح الحل السحري العاجل والآجل على حد سواء . وفي نهاية المطاف فإن طرح قضية القدس في هذه الآونة ، في ظل إنعدام التوازن العسكري الاستراتيجي ، تكون فيها الغلبة ليس للحق وأصحاب الحق ، بل للقوي وشريعة الغاب السائدة ، فقوة الحق تختلف عن حق القوة ، وهما سياستان متناقضتان ومتضادتان في الآن ذاته ، ولا يمكن أن تلتقيا بتاتا بوجود العنجهية الصهيونية المستندة لحق القوة ، في الصراع الدائب منذ ستة عقود ونيف مع قوة الحق الفلسطينية والعربية والمسلمة التي تفتقد لملازمة القوة لاسترجاع الحقوق السليبة .
وإلى هنا انتهى ملخص الحلول والمشاريع المقترحة لحل معضلة القدس الشريف عبر التاريخ . نترككم في أمان الله ورعايته . والله ولي التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وإلى هنا انتهى ملخص الحلول والمشاريع المقترحة لحل معضلة القدس الشريف عبر التاريخ . نترككم في أمان الله ورعايته . والله ولي التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق