الأربعاء، 24 يونيو 2009

وفاة والدي .. إبراهيم محمد شحادة علاونه 1927 – 2009 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً



وفاة والدي ..
إبراهيم محمد شحادة علاونه

1927 – 2009

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ .
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً .
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) . ويقول الله المحيي المميت جل جلاله : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} ( القرآن المجيد ، الفجر ) .
النشأة والميلاد
ولد المواطن إبراهيم محمد شحادة علاونه ، في قرية عزموط 5 كم شرق مدينة نابلس ، عام 1927 ، عام الزلزال الذي ضرب فلسطين بقوة زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين . وهو الإبن الرابع من أصل خمسة إخوة ذكور ، عفيف وعلي وأحمد وإبراهيم وثامر ، وثلاث أخوات هن : عفيفه وعلياء وخديجة . وكان هذا الإبن من الزوجة الثالثة ( حليمة ) لأبية محمد شحادة الأحمد أحد وجهاء القرية ، ونشا وترعرع في أحضان والديه ، ثم توفي والده في أواسط العقد الرابع من القرن العشرين الماضي . وكان جده شحادة من أولياء الله الصالحين كما أشارت الروايات الإسلامية التاريخية ، فهذه العائلة كانت من العائلات المتدينة وتواظب على أداء الفرائض الإسلامية العامة والأساسية والخاصة ومن الذين يعتصمون بحبل الله المتين ويستمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها . و لا زلت أذكر منذ كنت طفلا ويصحبني والدي ( أبو جميل ) على المسجد الأقصى المبارك ، في أيام الجمع الرمضانية ، وأيام زيارتنا لعمتي علياء المتزوجة في قرية صور باهر ، القريبة من القدس ، وعمتي عفيفة المتزوجة في قرية سلواد قرب رام الله أثناء الأعياد الإسلامية .
التعليم العام
كانت قرية عزموط زمن الاحتلال البريطاني ، تفتقد لمدرسة ذكور ، وكذلك لا يوجد بها مدرسة للإناث ، وكان يتوجب على كل طفل أو طفلة أن يقطع مسافة عدة كيلومترات ذهابا وإيابا ، للوصول إلى المدرسة البعيدة في بلاطة البلد ، مع ما يسببه ذلك من متاعب وعناء جسدي وفكري ومالي في مختلف فصول السنة وخاصة فصلي الشتاء والصيف ، فالبرد الشديد في الشتاء ، والحر في فصل الصيف . وبهذا فلم يتم تسجيل الطفل إبراهيم في المدرسة البعيدة أسوة بغيره من عشرات الأطفال ، فبقي أميا ، لا يقرأ ولا يكتب في طفولته ، وعندما كبر سنه ووصل مرحلة الشباب قرر أن يتعلم ذاتيا بمساعده بعض المتعلمين ، فتعلم الحروف ، وأرقام الحساب والرياضيات ، وأصبح يوقع ويمضي اسمه ( إبراهيم ) بحروف ملتوية وهي الحروف السبعة المكونة لإسمه الندي البهي ، على اسم نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام ، وذلك في حركات غريبة وعجيبة متقنة ندر مثيلها . فكان شابا ورجلا وكهلا ومسنا ذا إرادة قوية ، في الذكاء والتعليم ورواية القصص والأحاديث الشيقة ، بشهادة الأقرباء والأصدقاء والغرباء على السواء .
الزواج الأول 1949 .. المهاجرين والأنصار
وعندما كان عمره 22 عاما ، وتحديدا في عام 1949 م تزوج الشاب إبراهيم من شابة فلسطينية اسمها سهيلة من المهجرين من قرية الخيرية قرب مدينة يافا المحتلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط . فتعانق المهاجرون والأنصار لنصرة المستضعفين في الأرض ، وآويا إلى مأوى سكني ( سقيفة ) مبني من اللبن المقوى ، نظرا لعدم سماح قوات الاحتلال البريطاني للمواطنين في القرية من الامتداد الجغرافي على ما يطلق عليه الأرض الزراعية . واستمر عيش هذه الأسرة الفلسطينية المرابطة في ثرى الأرض المقدسة حتى عام 1961 حين انتقلت لبناء عمراني إسمنتي جديد مؤلف من غرفتين ، واحدة للبشر والثانية للثروة الحيوانية مع فناء البيت .
الذرية الطيبة .. الأبناء والبنات
في عام 1950 ، بعد قرابة عامين من الزواج الميمون ، أنجب الشاب إبراهيم شحادة الطفل الأول الذي أسمياه ( جميل ) فهو الإبن البكر ،ثم تلاه البنت سهام إلى أن بلغ عدد الأبناء من الذكور والإناث 10 أبناء ، فقد أنجب من زوجته سهيلة ، على التوالي جميل وسهام وجمال وكمال وفاطمة ومحمود وسحر وسمر وسنيورة وكايد . أي أن أسرته تكونت مناصفة بين الذكور والإناث ، فبقيت الأسرة 12 فردا بما فيها الوالدين هذا عدا عن الأبناء الذين توفوا وهم صغارا بفعل المرض . وبهذا فإن والدي رحمة الله شارك في مرابطة عدد كبير من أولاده في أرض الرباط الإسلامية المقدسة ، في صراع سكاني مرير مع الاحتلال الصهيوني البغيض الذي يعمل على تفريغ الأرض الفلسطينية المقدسة من أهلها وابتلاعها . وهذا الإنجاب الأسري الإسلامي الفلسطيني هو نوع من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن حمى الوطن المقدس من الأعداء .
عمل ومهن الحاج إبراهيم
أولا : مهنة الزراعة
كانت المهنة الأولى ، لوالدي الحاج إبراهيم في شبابه ، الزراعة ، فكان يزرع بصحبة والدته وزوجته الأولى ( سهيلة ) في أراضي القرية القريبة والبعيدة على حد سواء ، مثل الحبوب كالقمح والعدس والفول والشعير وغيرها ، والمحاصيل الصيفية كالذرة والسمسم والبامية . هذا بالإضافة إلى زراعة الأشجار المثمرة ، كالزيتون الفلسطيني المقدس ، والتين ، واللوز والعنب وغيرها من أنواع الأشجار المثمرة . وكانت الأرض التي يزرعها تعود له من ورثة أبيه ، بالإضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي التي تعود للأصدقاء والأقرباء ، حيث يزرعها وفق ( نظام المزارعة ) فينتج إنتاجا وفيرا له ولأسرته وخاصة من القمح والعدس ، ولثروته الحيوانية من الأبقار والأغنام يزرع ويحصد الشعير والكرسنة والبيكة وغيرها . وكان يستخدم أسلوبي الزراعة التقليدية في الأرض الجبلية ، في مناطق الغور الفلسطيني ( الحبيس والمثابة وتحت العراق والجور ) والزراعة العصرية في المناطق السهلية في سهل عزموط وسهل عسكر باستخدام الجرار الزراعي والدرس الآلي . وكان مواطنا منتميا لأرضه ووطنه بكل معنى الكلمة .
ثانيا : خبير متفجرات بالعمل المدني
وكانت المهنة الثانية ، للرجل الفلسطيني إبراهيم ، هي تفجير العبوات الناسفة في الكسارات مثل كسارة أبو ريحان ، وكسارة فريتخ وغيرها في نابلس . ففي زمن العهد الأردني 1950 – 1967 ، كان يدمج العمل الزراعي مع العمل في الكسارات لإنتاج الناعمة والحصمة والحجارة اللازمة للتعمير السكني في فلسطين و كان من المبرزين في عمله ، حيث كان خبير المتفجرات في الكسارة ، ويتقن عمله كما كان يحدثنا ، ويتحدث عنه الآخرون من زملائه الذين عملوا في المتفجرات في الكسارات . وأذكر مرات عديدة أنه كان يضع قنابل البارود المرخص عندما حفر لنا بئرا وسط الدار ، دون أن يؤذي أي سكن أو مأوى أي مواطن من جيرانه ، فقد حذق عملية وضع المتفجرات بالقدر المعلوم والمحدد لتكسير الحجارة الصلبة دون إيذاء الآخرين .
ثالثا : مهنة الصيد :
والمهنة الثالثة للحاج إبراهيم شحادة هي الصيد ، فقد كان صيادا ماهرا يشهد له أقرانه بحسن التصويب وإصابة الهدف . فقد كان أبو جميل ، يطلق النار على الطيور كالحمام البري والشنانير ( الحجل ) وهي في السماء ويرديها طريحة الأرض ليتولى ذبحها ، وكذلك اصطياد الغزلان والنيص والأرانب البرية والعودة بها لأولاده . وكان له باع طويل في هذا الأمر ، ومشهود له على مستوى محافظة نابلس ، جبال النار ، ونادرا ما كان يعود للبيت من رحلة الصيد خالي الوفاض ، بل كان يكرمه الله سبحانه وتعالى ، ويصطاد فريسته الحلال لإطعام أبنائه الطعام الحلال والمشرب الحلال ، وكانت معظم مأكولاته من الطيور من تلك التي يصطادها بتأن واقتدار بتوفيق من الله عز وجل .
رابعا : مهنة الرعي
كان المواطن إبراهيم يهتم بالثروة الحيوانية ، حيث يربي قطيعا كبيرا من الأغنام ( الماعز السمراء ) والأبقار ، فكان يربي عدة بقرات من النوع البلدي ، وعشرات الماعز ، التي يتم تصنيع بتجميع الحليب بالطريقة اليدوية ، وتصنيع اللبن الرائب ، وصناعة الجبن واللبنة أحيانا أخرى ويجري تسويها في السوق المحلي القريب من القرية . ومن نافلة القول ، إن مخلفات الزراعة والثروة الحيوانية كانت تستخدمها أسرة الحاج إبراهيم كغيرها من الأسر الريفية التقليدية الفلسطينية في صناعة الخبز فيما يعرف ب ( الطابون ) . وكان يرعى الغنم في صغره للمزارعين الفلسطينيين إضافة لأغنام أسرته حيث ورث هذه المهنة عن والده ثم تركها في سنوات شبابه . على العموم ، كنت ألاحظ أن والدي يمتلك بعض المال الكافي ، للأسرة ، ويفيض قليلا أو كثيرا حسب طبيعة الغلة التي يجمعها في الحصاد السنوي من مهنه المتعددة . وكان يستخدم طريقة القرض الحسن ، لإخوته والجيران والأصدقاء ، وكان بمثابة مقرض حسن للجميع دون ربا مالي كما كان يفعل بعض سكان القرية ، ويبتغي رضى الله فقط ، وكان ينفق على الصدقات ، ويساعد المحتاجين ، ويوزع بين أبنائه بعد نهاية جني موسم الزيتون ، حب الزيتون للمخلل ، وزيت الزيتون حسب الطريقة الإسلامية ، وكان يستعين بي في هذا الأمر ويطلب مني دائما الحضور لتوزيع إنتاج الزيتون السنوي ، سواء أكان غزيرا أو شحيحا . وكنت أشاهد كرمه عندما يأتي بعض أخوالي المهجرين من فلسطين منذ نكبة فلسطين 1948 من عمان بالأردن حيث يعمد لسخل من بين قطيع الماعز ويذبحه ويطلب من والدتي رحمها الله أن تطبخه للضيف الكريم والأسرة .
ورثته من أبيه وأمه
ورث الشاب إبراهيم عشرات الدونمات السهلية الجرداء أو المزروعة بأشجار الزيتون الرومي المعمر ، أو الجبلية المزروعة بالأشجار . وكان يستخدم أراضيه ، في الزراعة وخاصة الحبوب ، وأشجار الزيتون واللوز والتين والصبار المثمرة سنويا بانتظام . وهذه الورثة جاءت بعد وفاة والده محمد شحاده ، وخاصة في مناطق سهل عزموط ، والعمارة الشرقية والعمارة الغربية والعمارة الصغيرة والقصيلة ، والمثابة وتحت العراق والجور والحبيس . كما ورث عن والدته بضعة دونمات بمنطقة العروق شمالي القرية التي زرعها بعيد الاحتلال الصهيوني عام 1967 ، بأشجار مثمرة كالزيتون واللوز والتين والعنب أحيانا . ومن هذه الورثة ، من مساحات الأرض ، التي قدرت بنحو 50 دونما ، من أرض قرية عزموط ، بني في جزء منها بيتا في المنطقة الشمالية من قرية عزموط ، وقد تألف البيت في بادئ الأمر عام 1961 من غرفتين وحديقة ومساحة فناء للدار تقدر مساحتها بأكثر من دونم ارض ثم امتدت مساحة البيت وغرفه لتصل إلى 6 غرف وفناء بيت متوسط المساحة . وبقية قطعة الأرض وزعها على ثلاثة من أبنائه الذكور ليبني فيها لاحقا هؤلاء الأبناء جميل وجمال ومحمود كل واحد منهم شقته الخاصة به وبأسرته ، وأما أنا كمال ، فبنيت في منطقة القصيلة بمساحة تقدر مساحتها ب 451 مترا مربعا بشقة مساحتها 130 م2 ، ثم اصبحت 240 م2 ، بمساحة كل طابق من الطابقين ، وأما شقيقي الأصغر كايد فقد بنى فيلا في منطقة العمارة الصغيرة بمساحة 170 م2 على طابقين .
المواطن إبراهيم .. ورحلة الثورة
كان المواطن إبراهيم محمد شحادة مواطنا وطنيا مسلما فلسطينيا بكل فلسطينية الكلمة وتفرعاتها ، يحب أرضه ووطنه ، ويعشقها تمام العشق ، فيقوم بزراعتها ورعايتها كأبنائه تماما . ويرفض بيعها للعرب أو اليهود رفضا باتا . وأذكر أنه في حرب حزيران 1967 كان يستضيف بضعة رجال من الجيش الأردني والحرس الوطني ، فيقدم لها الملابس والطعام والشراب ، وهم متخفين في بستان الأسرة المزروع بالأشجار المثمرة .وبعد اعتقالي ( أنا أبنه الأوسط كمال ) منع من السفر بضع سنوات لخارج فلسطين منذ عام 1989 حتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في تموز 1994 ، بسببي كوني اعتقلت إداريا لمدة ستة شهور في 28 آب 1985 ، وما تلاها من اعتقالات إدارية عامي 1988 و1989 . وكان يرتدي الكوفية الفلسطينية باستمرار كلباس تقليدي وتراثي فلسطيني . وكان رسولا متنقلا للثورة الفلسطينية بين فلسطين والخارج ، فلم يتمكن مع والدتي من حضور جنازتي اثنين من أخوالي ( عز الدين ومحمود ) في عمان .
رحلة الحج .. ووفاة الزوجة الأولى 1999
سجل المواطن إبراهيم محمد شحادة علاونه ، لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ، عام 1999 لأداء ركن هام من أركان الإسلام العظيم ، وهو فريضة الحج ، وعلى الجانب الآخر ، كنت أنا ولده كمال ، قد انتدبتني هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ، ضمن الوفد الإعلامي الفلسطيني ، لأداء وتغطية مناسك الحج ، فقد كنت ابنه وصديقه وزميله في الحج الإسلامي العظيم . وبعد إجراء القرعة في مقر مديرية وزارة الأوقاف الفلسطينية في نابلس كان نصيب المواطن إبراهيم ( أبو جميل ) ضمن المقبولين لأداء فريضة الحج لذلك العام . دفع الرسوم المالية المطلوبة لبعثة الحج الفلسطينية ، وسجل في إحدى شركات الباصات التي تقل حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة عن طريق البر ، ولم نسافر معا ( والدي وأنا ) كوني سافرت مع الوفد الإعلامي الفلسطيني جوا من مطار عمان لجدة . وقد أدى العمرة مع الحج عن نفسه في عام 1999 م / 1419 هـ ، وسبق ذلك أن قام بتأدية العمرة عنه ، ثم مرة ثانية عن والدته المرحومة ( حليمة ) كما أديت العمرة أنا عدة مرات منها مرة واحدة عن والدتي بصحبته .
وفي أوائل شهر نيسان / أواخر شهر ذي الحجة 1419 هـ / عاد الحاج إبراهيم ضمن قافلة وفد الرحمن من الحجيج إلى قرية عزموط ، وفي نفس اليوم كان زفاف ابنة ابنه ( حفيدته سماهر ) على شاب من مخيم عسكر القديم ، فساهم في إخراجها ودفع نقوطا ماليا لها كما هو المعتاد في إخراج البنات أو الحفيدات أو القريبات . وبعد أسبوع من رجوعه من رحلة الحج الإسلامية الدينية الممتعة ، والصلاة في المسجد الحرام بالقرب من قلب البيت العتيق ( الكعبة المشرفة ) والصلاة في المسجد النبوي الشريف ، مرضت زوجته التي كانت لا تقدر على المشي وتتوكأ على عصا ، فجرى عرضها على عدة أطباء ، واستقر الأمر بأن نصح الأطباء بإدخالها المستشفى ، مستشفى رفيديا أولا ثم مستشفى الوطني ثانيا . وما لبثت أن لبت نداء ربها وانتقلت إلى الرفيق الأعلى فانتقلت إلى رحمته تعالى يوم الخميس 22 نيسان 1999 م / 6 محرم 1420 هـ ، وتم دفن الجثمان الطاهر في مقبرة عزموط الغربية بيوم الجمعة 23 نيسان 1999 ، وكانت جنازتها كبيرة لم يشهد لها مثيلا في تاريخ القرية ، وكان يبدو متماسكا أمامنا ولكنه كان يسر له بأن وضعه أصبح معاناة كبيرة بلا شريكة حياته التي هي والدتي المرحومة بإذن الله .
وبعد وقت معين ، بعد وفاة أمي بأربعين يوما ، أراد الحاج إبراهيم الزواج من إمرأة ثانية ، فشارك الأبناء في طلب بنات كبيرات في السن ( عوانس ) ليتزوج الوالد مرة أخرى بعد وفاة أمهم ، بعض الأبناء كان موافقا ، وكنت في مقدمتهم ، والبعض الآخر كان رافضا ، أو ممتعضا ، ولكن قدر الله ومشيئته المباركة شاءت أن يتزوج في تشرين الأول 2001 ، بعد قرابة سنة ونصف من وفاة زوجته الأولى أم جميل ( سهيلة رحمها الله – وهي والدتي الحنونة ) . وتتدخل قدرة الله دائما ، فلم تنجب المرأة الثانية ، أي طفل ، طيلة فترة زواجهم . وغني عن القول ، إن بيت العائلة مؤلف من طابقين ، فبقي يسكن الزوجين ، إبراهيم وإنعام ، في الطابق الأرضي ، وسكن الطابق الثاني ، كايد أصغر أبناء الحاج إبراهيم ، وحفيده ( محمد ) ، ثم ما لبث كايد أن بنى بيتا جديدا في قطعة ارض قدمها له أبيه ، تبعد عن مأوى الأسرة الأول قرابة 1 كم ، وبقى الحفيد محمد في الطابق العلوي والجد وزوجته في الطابق الأرضي . وما فتئ الحفيد محمد أن بنى له شقة فوق شقة أبيه جمال ، وخطب يوم الجمعة 19 حزيران – يونيو 2009 .
الزواج الثاني خريف 2001
وفي تشرين الأول عام 2001 تزوج الحاج إبراهيم شحادة من زوجته الثانية ( إنعام ) من مخيم عسكر القديم ، وكان عمرها 36 عاما ، وعمره 74 عاما . وبقي الزوجين ، مع بعضهما البعض ، متفاهمين رغم فارق السن بينهما ، حتى وفاة الحاج إبراهيم شحادة ، في 23 حزيران – يونيو 2009 . وكانت زوجته تحمل شهادة الثانوية العامة ( التوجيهي ) . وقد كان والدي رحمه الله ، صبورا رحيما ، خدوما ولا يعمل إلا برأيه ، مع بعض الاستئناس برأي الآخرين إن رأى إنها على صواب ولمصلحة الأسرة العامة أو الخصوصية . وتجد الإشارة إلى أن والدي كان يحب الأطفال حبا جما ، حيث يلاعب أطفالنا الصغار ، وخاصة ابنتي أمل الزهراء وعمر بن أخي كايد وغيرهم من أبناء وبنات أخواتي .
الراتب التقاعدي من الأبناء
وفق مبدأ ( زرعونا فأكلنا .. ونزرع فيأكلون ) في تعاقب الأجيال الفلسطينية الرائدة ، كان الحاج إبراهيم يتقاضى راتبا تقاعديا من أبنائه الذكور ، وخاصة كمال وكايد ، وهي واجبة إسلاميا وأخلاقيا واجتماعيا ، وليست منة منا ، حيث يتم الدفع المالي شهريا ، بالعملتين المتداولتين في فلسطين المحتلة : الشيكل الإسرائيلي ( مني كوني موظفا حكوميا في القطاع الحكومي الفلسطيني العام ) وأتقاضي مثلي مثل 175 ألف موظف حكومي بالعملة المتداولة في الأرض المقدسة ، وهي العملة الإسرائيلية ، ثم الدينار الأردني من شقيقي الأصغر كايد كونه يعمل في شركة الاتصالات الفلسطينية منذ تخرجه عام 1998 ، وكان ينفق بعض هذا الراتب ، ويوفر البعض الآخر .
رحلة مرض الحاج إبراهيم شحادة
( التوقف عن النطق ) 1 شباط 2008
كأي شخص ، تعرض المواطن الحاج إبراهيم شحادة لمرض في يوم من أيام الجمع 1 في شباط 2008 ، فقد أصيب بجلطة في الفم واللسان ، فلم يعد قادرا على الكلام والنطق باللغة العربية ، وجرى نقله على عجل لمستشفى الوطني في نابلس في مركز المدينة ، وهو مشفى حكومي ، ودخله كوني أنا ابنه كمال ، موظفا حكوميا ، ولي تأمين صحي شامل . عالجه الأطباء طيلة عدة أيام ، وطلب الحاج إبراهيم مغادرة المستشفى ، بعد كتابة العلاج الملازم له ، بعد خروجه من المشفى ، وكان يشرف على الحاج المريض إبراهيم شحادة د. ناجح زين الدين . ولكن مشيئة الله جل جلاله ، اقتضت بقاء الحاج إبراهيم في الإبتلاء الرباني ، فلم يعد ينطق سوى بضع كلمات من أهمها : كمال ، كايد ، إنعام ، وصلاة وغيرها كلمات محدودة ويضحك ملء فمه عندما نمازحه ونطلب منه الإعادة في الكلام الخفيف الضيئل العدد الثري بصداه ونغماته الموسيقية الجميلة من أبي جميل . وكان الحاج إبراهيم يداوم على العلاج الذي وصفه له الأطباء المختصين ، وراجع بعض عيادة الأطباء الخاصة ، ولكن دون جدوى ، فبقي يتفاهم مع زوجته وأبنائه ومن حوله بالإشارة بالأصابع تارة وباليد طورا ، وبالإشارة إلى المتشابهات من المأكولات والمشروبات الخفيفة ، من الألبان والعصائر وما شابهها . وكنت أتعامل معه بإحضار معظم ما يلزمه من خضار وفواكه ولحوم وسواها كما أحضر لأسرتي الصغيرة .
المرض والوفاة في 23 حزيران 2009
كان المواطن إبراهيم شحادة أبو جميل منذ أن أدى مناسك الحج والعمرة ، يجتهد في أن يصلي في الصف الأول في المسجد معظم الصلوات إلا ما ندر ، وكان يمارس حياته الطبيعية ، ثم ما لبث أن أحس المواطن بمرض شديد وإعياء كبير ، فنقلناه أنا وبعض إخوتي وأخواتي لمستشفى رفيديا الحكومي في نابلس في 14 أيار 2009 ، ومكث في المشفى حتى 25 أيار من العام ذاته ، وطلب أطباء المستشفي منا توفير 5 وحدات دم ، حيث وصلت نسبة دمه 7.1 ثم 7.5 واستقرت بعد أسبوع على 12 . تبرعت أنا بإحداها في بداية التبرع ، وابن عمي محمد بوحدة ثانية ، وعايد ابن أخي بوحدة ثالثة ، ووحدتين وفرتها إدارة المستشفى مشكورة ، حيث تبرع بها لأبي بعض الشباب النشامى ، ممن لا نعرفهم بارك الله فيهم جميعا ، وجزاهم الله ذو الجلال والإكرام كل خير ، وبعد حوالي أسبوعين ، غادر والدي المشفى بناء على طلبه ورفضه إجراء عملية كان الأطباء يتوقعون ضرورتها وهي وجود إنسداد في الشرايين ، وظهور اصفرار في الكبد ، أو وجود حصى في المرارة ، ولكن بعد الفحص الطبي بالأشعة ، في مستشفى رفيديا ، والصورة الطبقية ، ثم الفحص الطبي بالمنظار في المستشفى التخصصي العربي القريب من مستشفى رفيديا الحكومي تبين أن الحاج إبراهيم يعاني من ورم خبيث وليس من حصى في المرارة ، وقد نصحني الطبيب المختص بأن لا أجري عملية جراحية لشق البطن لوالدي إذ كنت أنا من يصاحبه ، كونه لا يتحمل إجراء عملية جراحية غير مضمونة النتائج بتاتا ، لتدهور صحته ، فعمره قد ناهز 82 عاما ، كما أن العملية الجراحية لن تؤتي أكلها بالمرة ولو بعد حين . فتشاورت مع والدي وزوجته إنعام ، وقرر هو أولا ثم تبعته وأيدته في رأيي أن يعود إلى البيت حالا ، مع توقيف تناول العلاج غير المجدي ، فالنزيف المعوي الداخلي لا يمكن إيقافه ، وهو نوع من أنواع السرطان المستشري في معدة والدي ، كنت أتفاهم معه بالإشارة لأنه لا يتحدث ولا ينطق ، وأعيد عليه السؤال عدة مرات ومرات ، لأطمئن من جوابه ، وكان القرار الصائب منا جميعا ( العودة للبيت بلا عملية جراحية ) وعدم موافقة أطباء المستشفى ، هكذا قرر وهكذا كان ، بإذن الله السميع العليم . وكان والدي الحاج إبراهيم أثناء مرضه يحافظ على أداء فروض الصلاة المكتوبة والسنة بانتظام في وقتها ، وهو جالس على سريرة ولكنه لم يعد ليصلي في المسجد كما هي عادته ، قبل مرضه الأخير . وكان قبل جلطة النطق وبعدها يؤدي معظم الصلوات في مسجد عمر بن الخطاب في قريتنا عزموط من صلاة الفجر حتى صلاة العشاء دون استثناء في غالب الأحيان . ولكن بعد مرضه الأخير ، ودخوله المستشفى في 14 أيار وخروجه في 25 أيار 2009 ، لم يتمكن من الذهاب للمسجد لتأدية الصلاة الجماعية ، رغم حرصه الشديد على تأدية الصلاة على الكرسي في غرفة النوم بصورة منتظمة فيصلي في وقت الصلاة بعد انتهاء الأذان مباشرة .
ثم تراجعت صحة والدي الحاج إبراهيم شحادة بعد عدة أيام ، فلم يقدر على تناول الطعام ، واكتفى لمدة أسبوع بتناول كاستين صغيرتين من الحليب يوميا في الصباح ، وقليل من الشوربة عند الظهيرة أو المساء ، وبعد مدة لم يذق الطعام قبل وفاته بأربع أيام أي في يوم الجمعة 19 حزيران 2009 ، وبقي يعتمد على الماء ، والماء فقط .
لقد توفي ومات والدي بمرض في بطنه وهو الورم الخبيث بالمعدة ( السرطان ) فكان أحد أصناف الشهداء الذين بشرنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال كما ورد في صحيح البخاري - (ج 3 / ص 42) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ثُمَّ قَالَ : الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " .
وبعد عصر يوم الثلاثاء 1 رجب 1430 هـ / 23 حزيران – يونيو 2009 ، انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها خالق الخلق أجمعين ، إلى السماوات العلى ، راجين من الله العلي العظيم أن يكرم مثواه ، ويجعله من ورثة جنة النعيم ، في الفردوس الأعلى . آمين يا رب العالمين . وقد صلي عليه ودفن في اليوم ذاته من مبدأ ( إكرام الميت دفنه ) . بعد وفاته في البيت في غرفة نومه ، وعلى سريره ، كنت في بيتي حيث زرته قبل صلاة ظهر ذلك اليوم الحزين المشهود ، ودعوت الله أن يختر له الأحسن والأسلم ، وبعد صلاة العصر ، جائني الخبر أن نبض والدك توقف ، لم أتفاجا ، ولكنني توترت قليلا ، فجددت وضوئي ، وسارعت لمنزل الأسرة الأول ، وهو منزل والدي العزيز ، وقرأت له سورة يس ، وسورة تبارك والفاتحة وآية الكرسي ، ودعوت له بعض الأدعية الإسلامية ، بصوت عال ومسموع وكذلك فعلت اثنتين من أخواتي ، وعلا صياح أختي الكبرى فمنعتها من البكاء والعويل ، لأن ذلك محرم إسلاميا وطلبت من النساء الحاضرات أخواتي وزوجتي وزوجات إخوتي وزوجة أبي وجميع النسوة الحاضرات ، اللواتي جئن للوقوف إلى جانب الأسرة المكلومة ، البكاء بصوت منخفض وعدم الصياح أو اللطم وهذا ما كان والحمد لله رب العالمين . ثم أحضر أخي المحاسب كايد ، الذي عاد قبل أسبوع من عمله في الخليج العربي ، لمتابعة حالة والدي الصعبة ، الطبيب الأخ ناجح النمور زميلنا في الدراسة الإعدادية ، للتأكد من الوفاة ، فأجرى الفحوص الطبية اللازمة ، رغم يقيني عندما لمست يداه وناصيته أنه توفي قبل لحظات ، ولم يعد لديه نبض في القلب أو الشرايين ، ولكن الإجراءات الطبية الرسمية تتطلب إثبات شهادة الوفاة ، من الطبيب ، فقال لي الطبيب ( الله يرحمه ) فقلت له بارك الله فيك يا أخي الدكتور ناجح ، إنا لله وإنا إليه راجعون صبر جميل والله المستعان . ثم قمنا بتغسيله بعد إحضار شيخ مختص بغسل الموتى ، وهو الشيخ أبو السعيد من قرية دير الحطب المجاورة لقريتنا عزموط ، ثم نقلناه بالتابوت الخشبي الذي أحضرناه من مقبرة القرية ، لمسجد القرية الذي يحمل اسم أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصلينا عليه صلاة الجنازة ، أربع تكبيرات ، حيث كنت وبعض إخوتي في الصف الأول ، ثم دفناه بمعية العشرات من المصلين من أهل القرية الطيبين ، ولقنه إمام مسجد القرية الشيخ جمال اشتيه ( أبو بكر ) ، ثم نعاه أبني هلال ، الطالب بالسنة النهائية في الصحافة بجامعة النجاح الوطنية ، بخطبة إسلامية جامعة شاملة موجزة ، وواريناه الثرى ، وسط الحزن والأسى ، ولكنا نؤمن بأن النتيجة الحتمية لكل حي هو الموت للانتقال من الحياة الدنيا الفانية إلى حياة البرزخ الوسطى ، ثم إلى الحياة الآخرة ، والآخرة خير وأبقى لنا جميعا إن شاء الله السميع العليم الحي القيوم تبارك وتعالى .
فيا أبتاه سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا ، يوم البعث والقيامة ، لقد كنت من عباد الله الصالحين ، وكنت من العابدين الراكعين الساجدين لرب العزة ذو الملك والملكوت وذي العزة والجبروت والحي الذي لا يموت ، كما يقول الله السميع العليم سبحانه وتعالى : { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}( القرآن المجيد ، العنكبوت ) .
فيا والدي العزيز .. رحمك الله رحمة واسعة ، وأسكنك فسيح جناته ، في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصالحين والشهداء والأولياء وحسن أولئك رفيقا . فقد نجحت إن شاء الله الحليم العظيم في الامتحان الدنيوي حيث جعل الله هذه العاجلة اختبارا للناس أجمعين ، كما يقول رب العزة سبحانه وتعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}( القرآن المجيد ، الملك ) .
وتحيات مباركات طيبات أطيرها لروحك في عنان السماء إن شاء الله العزيز الحكيم ، فلن ننساك أبدا ما حيينا ، وسنبقى مخلصين لك ولأحبابك ولأصدقائك .
الميراث والتوريث
ترك المرحوم والدي أبو جميل ، لأسرتنا زوجته وأبنائه وبناته العشرة ذكورا وإناثا ، من العقارات والمباني المشتركة والأموال السائلة :
أولا : مساحة من الأرض : مساحة متوسطة من الأرض في قرية عزموط وسط القرية وشرقها وشمالها وجنوبها ، في مناطق قريبة وبعيدة على السواء حوالي 50 دونما . ومعظم هذه الرض مغروسة بمئات الأشجار المثمرة من الزيتون واللوز والتين . ثانيا : بيت الأسرة التقليدي ، بغرفه الست وفناء البيت الذي تبلغ مساحته 250 م2 . ثالثا : الأموال المنقولة السائلة : ورثنا حوالي 4000 دينار ، و500 دولار ونحو 1000 شيكل . بعضها أقرضه قرضا حسنا ، والبعض الأخر نقدا ، كان قد أمر بتسلمي إياها قبل توجهنا لمستشفى رفيديا في 14 أيار 2009 .
وكلمة لا بد منها في هذا المجال إنه في الميراث حسب الإسلام العظيم يجري توزيع التركة ، كل حسب نصيبه وفق الدستور الإسلامي العظيم وهو القرآن المجيد ، كما يقول الله الغني الحميد جل شأنه : { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) }( القرآن العظيم ، النساء ) .
بيت الأجر ( العزاء )
نظم وإفتتح بيت الأجر ( العزاء ) لوالدي الحاج إبراهيم محمد شحادة المرحوم إن شاء الله تعالى ، في جناح من بيتي بمساحة 50 م2 ، أيام الثلاثاء 23 حزيران 2009 بعد الدفن مباشرة من صلاة المغرب حتى منتصف الليل تقريبا ، والأربعاء والخميس 24 و25 حزيران 2009 . وقدم للمعزين الكرام حبات التمر الممتاز والقهوة السادة بواقع 5 عبوات تمر كل واحدة وزنها 5 كغم ، و2 كغم قهوة ، وقد توافد المئات لبيت العزاء من قرية عزموط ومحافظة نابلس ومن محافظات طولكرم وجنين والقدس وقلقيلية وسلفيت وغيرها عدا عن عشرات الاتصالات الهاتفية ورسائل تعزية خاصة عبر الجوال والبريد الإلكتروني من عدة دول عربية وإسلامية وآسيوية . بارك الله في الجميع وشكر الله سعيهم وأعظم أجرهم وأجرنا . وجزاكم الله كل خير . إنا لله وإنا إليه راجعون .
النعي في صحيفة القدس المقدسية
نشر صباح اليوم التالي الموافق الأربعاء 24 حزيران 2009 / 2 رجب 1430 هـ ، من موت والدي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، نعي حاج فاضل في الصفحة الأولى من جريدة القدس المقدسية بكلفة حوالي 200 دولار ( 750 شيكل ) ، هذا نصها : ==============
نعي حاج فاضل
عزموط - نابلس - بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، ينعى أبناء الفقيد الدكتور كمال وكايد وجميل وجمال ومحمود وسهام وفاطمة وسحر وسمر وسنيورة واقرباؤهم وأنسباؤهم وعموم آل شحادة وآل علاونه في الوطن والخارج والدهم وفقيدهم المرحوم
الحاج إبراهيم محمد شحادة علاونه ( أبو جميل ) الذي انتقل إلى رحمته تعالى يوم أمس الثلاثاء 23 / 6 / 2009 م عن عمر يناهز 82 عاما قضاها في طاعة الله وتقواه . وشيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة . تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته . تقبل التعازي للرجال في منزل نجله الدكتور كمال في عزموط ، ولمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس الثلاثاء . وللنساء في منزل الفقيد في نفس العنوان .
====================
تجهيز قبر المرحوم الحاج إبراهيم
جرى تجهيز قبر المرحوم الحاج إبراهيم شحادة ( أبو جميل ) من منشار حجر قريب من عزموط ، ليرتفع القبر الحجري بمقدار 30 سم ، بطول 175 سم ، وعرض 70 سم تقريبا . وكتب على الشاهد الأيمن الغربي للقبر : الفاتحة - قبر المرحوم الحاج إبراهيم محمد شحادة علاونه ( أبو جميل ) الذي توفي في 23 حزيران 2009 / 1 رجب 1430 هـ .
=============
أدعية إسلامية لوالدي
وختاما ، أدعو بهذا الدعاء لوالدي الكريم ، إبراهيم محمد شحادة ، الذي علمنا حب الله ورسوله ، وشد الرحال إلى المساجد الثلاثة ، المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، وعلمنا الإخلاص والتضحية والفداء ، والإلتزام بالصلاة وغيرها من أركان الإسلام الخمسة . اللهم ربنا إغفر لوالدي إنك أنت العزيز الغفور ، وألحقه بالصالحين ، وَاجْعَلْ له لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ، وَاجْعَلْه مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ . اللهم أنزل والدي منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ، رب ابن لوالدي عندك بيتا في الجنة ، { رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَامَعَ الْأَبْرَارِ . رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) . { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}( القرآن العظيم ، نوح ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحريرا في 2 رجب 1430 هـ / 24 حزيران 2009 .

الاثنين، 22 يونيو 2009

رسالة مفتوحة إلى باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين / د. كمال علاونه

رسالة مفتوحة
إلى باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين
==================
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
--------------------------------------
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ
حضرة السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكيين

السلام على من اتبع الهدى في العالمين ، أما بعد ،

الموضوع : ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ

نبارك لك توليك سدة الحكم في الإدارة الأمريكية الجديدة ، وبمناسبة توليك سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية ، الدولة العظمى في العالم ، في تغيير تاريخي مثير حيث يتولى رجل أسود ليس من البيض زمام الحكم في البلاد منذ إعلان الإستقلال لديكم حيث فزت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 4 تشرين الثاني 2008 وطردت ممثل الحزب الجمهوري من الرئاسة الأمريكية وتبوأت مقعد صدق عند الأمريكيين بمصداقيتك الأولية لدى شعبك في طول البلاد وعرضها . وهذه المعاملة الطيبة والمساواة الحتمية بين البشر دون النظر إلى لون بشرة الشخص أو جنسه أو عرقه هي من المبادئ الراسخة الأزلية في الإسلام العظيم إذ يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}( القرآن المجيد ، الحجرات ) . ونذكرك بأن أصحاب الجمعة من أهل الإسلام في بلادكم انتخبوك ومنحوك ثقتهم لإنصافهم آملين أن تكون على قدر المسؤولية وتعطيهم حقوقهم كافة .
وتذكيرا لك بزيارتك السابقة عام 2008 / 1429 هـ للأرض المقدسة فلسطين ، إبان حملتك الدعائية للرئاسة الأمريكية ، واجتماعاتك ولقاءاتك بالمسئولين الفلسطينيين واليهود الصهاينة ( الإسرائيليين ) ، في رام الله وتل أبيب ، والعواصم العربية في المنطقة . وزيارتك المرتقبة الآتية للوطن العربي في السنة الهجرية النبوية الإسلامية الشريفة ، لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين الموافق لسنة ألفين وتسع من الميلاد المجيد للمسيح بن مريم عليهما السلام ميلادية ، فهذه الهجرة كانت لأعظم الأنبياء والمرسلين من بدء الخليقة إلى يوم الدين ، محمد رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله وصحابته ومن تبعه بإحسان إلى يوم يبعثون . حيث كان ملاحقا من الكفاروالمشركين ببطن مكة المكرمة فخرج منتصرا بعزة الله القوي المبين ، أعدل العادلين ووصل إلى يثرب – المدينة المنورة ، في رحلة أنارت شموع النور للغافلين ، فأصبحوا من المحسنين والمتقين ، وتركوا الجهالة والجاهلية بعون الله العزيز الحميد رب العالمين . ولهذا فإنني أدعوك بداية بدعاية الإسلام الحق الحنيف لتعلن إسلامك على الملأ ، يقول الله جل جلاله بكتابنا المقدس ، القرآن الكريم : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) . ويقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
وأركان الإسلام الأساسية هي كما جاء بكتاب صحيح البخاري - (ج 1 / ص 11) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " . وبهذا فإن المثلث الإسلامي يتمثل في إعلان الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب . وأظنك ستختار إعلان الإسلام لإصلك الإسلامي الطيب ، فاسم أبيك حسين هو اسم إسلامي على اسم حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الحسين بن علي بن أبي طالب من ابنة رسول الله فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
وصفات عباد الله المخلصين من الأتقياء : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) }( القرآن المجيد ، الفرقان ) .
أسلم تسلم يؤتيك الله أجرك مرتين ، فالدين الإسلامي دين المودة والمحبة والتسامح والتعاون والبر والتقوى ، وليس دينا إرهابيا كما تدعون ، فقل ربي الله ثم استقم ، قل : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) . وقل لأمتك ، الأمة الأمريكية ، التي تم تجميعها من جميع المستوطنين من الشعوب الأوروبية ومن الأمم عبر التاريخ أن تركب في سفينة النجاة الإسلامية ، كما قال نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}( القرآن المجيد ، هود ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 5 / ص 356) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : " إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ " .
وإن رفضت فإن عليك إثم الأمريكيين ومن والهم إلى يوم الدين ، يوم الفصل بين الخلائق أجمعين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } . ندعوك أن تقول كما ، يقول اللهجل جلاله بالقرآن المجيد على لسان المسيح عيسى بن مريم : { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) } ( القرآن المجيد ، آل عمران ) . وكما يقول الله العزيز الحكيم : { رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
السيد باراك حسين أوباما الرئيس الأمريكي الجديد الذي بدأ ولايته في 20 كانون الثاني 2009 .. إنا لنراك من المحسنين .. وليس كما قلنا لسلفك جورج بوش : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } .. قل لقيادة أمتك ، لماذا تنقمون على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية العظيمة ؟ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ } . لا تنشروا الحقد والكراهية ضدكم بين أبناء المسلمين ، عبر وسائلكم المتبعة بالترغيب والترهيب ، فإن المسلمين في غنى عن أفكاركم السوداء المظلمة من الربا والزنا والخمر والكبائر الأخرى التي تتجبر في الأرض ضد العالمين بدعاوى أحادية قطب القرن الحادي والعشرين . ولا يخاف أبناء الإسلام من الإرهاب الأمريكي والموت في سبيل الله ، لأن الأعمار بيد الله { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } . والقتلى الذين يقتلون من آلات حربكم البرية والجوية والبحرية ، في فلسطين بغزة هاشم ، وفي أرض الرافدين ، دجلة والفرات ، وفي أفغانستان والسودان والصومال .. وغيرها . هم شهداء الله في الأرض ، فقتلانا شهداء في الجنة وقتلاكم في النار ، ولا نهاب الحصار العسكري والقهر السياسي والتجويع الاقتصادي والاستغلال الاجتماعي ونؤمن ، بالقول الإلهي العظيم : { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَإِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }( القرآن العظيم ، البقرة ) . فدائما تعودنا على قول (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) لننال ثواب الصلاة الربانية علينا والرحمة الواسعة لنا من الله الرحمن الرحيم ، وهو أرحم الراحمين . لعلك أطلعت على مسيرة الحجاج الميامين ، فالحج أشهر معلومات في مكة المكرمة ببلاد الحرمين الشريفين ، رغم الصعوبات والعقبات إلا أن الجباه الإسلامية لا تلين وتبتغي الغفران والصفح الجميل من الله الحق المبين . فهؤلاء يتركون أهاليهم وأولادهم لمرضاة الله رب العالمين .
السيد باراك حسين أوباما كبير الأمريكان ..
عد إلى أصلك الإفريقي المسلم الطيب ، إلى جذور آبائك وأجدادك المسلمين الأفارقة ، وإذا رفضتم تنفيذ رسالة الإسلام العظيمة والحكم بالعدل بين الناس فإن الأمة الإسلامية ، سوف تتصدى لغيكم المبين ، وستعمل على معاملتكم وفق سياسة ( الند للند ، والمثل بالمثل ) إن عاجلا أو آجلا ، ولا تتبعوا سياسة ( فرق تسد ) المعهودة لديكم ، فلم تعد تجدي نفعا ، فنحن نتبع سياسة (جمع تنتصر ) لحصد الفلاح المبين ، فلا تكن دجالا ظالما لأمتك وشعبك والعالم أجمع، وتلقي بهم في جهنم الدنيا والآخرة : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ . وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . وهذه دعوة عامة وخاصة لكم لتحكموا بما أنزل الله بالإنجيل الصحيح : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وتعهد الله العزيز الحكيم بهيمنة القرآن الكريم على الإنجيل ، لأن الإسلام هو الجذري الأصلي لجميع الديانات السماوية ، فقال الله تبارك وتعالى مخاطبا النبي العربي الأمي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) }( القرآن العظيم ، المائدة ) . أيها القادة الأمريكيون الجدد..ابتعدوا عن السياسة الإمبراطورية الصليبية الاستعمارية الشريرة ، على المسلمين في بلاد الإسلام العظيم ، والمسيح المفدى من الصليبية المفتتنة الضالة براء، لأن أمة القرآن الكريم الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس ، تقدر وتجل المسيح ، وهاكم قول المسيح عيسى بنمريم عليه السلام الذي بشر بقدوم النبي العربي الأمين من بعده ، فقال للجميع يدعوهم لإتباع الإسلام : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }( القرآن الحكيم ، الصف ) . فهذا الإظهار الإلهي للإسلام شاء من شاء وأبى من أبى حتمي لا ريب فيه من المشككين والمرتابين والمنافقين والفاسقين والظالمين .
السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكان ، لا تبغ الفساد في الأرض ، كأسلافك أباطرة الولايات المتحدة السابقين ، وكفاكم طغيانا وظلما للعالمين تحت أسماء ومسميات شتى منها : الديمقراطية والحرية الفردية ، وحرية المرأة وغيرها ، وتنكرتم لحقوق المسلمين الأساسية في الحياة الطبيعية الآمنة ، لقد أذقتم أبناء الإسلام الويلات جراء حروبكم الوحشية الهمجية ، المباشرة أو غير المباشرة بالوكالة عنكم ، ولم تسلم منكم الشعوب غير الإسلامية أيضا في ألمانيا واليابان والصين وكوريا الشمالية وغيرها . ولن تسامحكم أجيال المسلمين المتعاقبة على أفعالكم .
يا أصحاب الأحد ، لقد بطشتم جبارين وطغيتم في فلسطين وحولتموها لمستعمرة لأصحاب السبت ، ومحمية يهودية تابعة لصليبكم المزعوم ، وشمعدانهم المهزوم ، ودمرتم أفغانستان فيمابعد ، وها أنتم تدمرون العراق الإسلامي ، وتفتعلون الفتن والحروب في الصومال والسودان وإيران وسواها من بلاد المسلمين . لا تأخذكم العزة بالإثم ، فأصحواوتراجعوا عن غيكم الذي دنستم به الوطن الإسلامي . لقد سررنا بخطابكم الراشد القاضي بمد يد الصداقة للعالم الإسلامي ، وقرار الإنسحاب من بلاد العراق الإسلامية ، وعليكم التعجيل بهذا الإنسحاب وعدم تأخيره ، ومنح أهل الرافدين حقهم في تقرير مصيرهم دون تدخل منكم بأي حال من الأحوال . وكذلك لا بد من تطهير بيتكم الأبيض وإدارتكم الأمريكية الجديدة من العنصريين والمتطرفين من بني صهيون ، من ممثلي الحزبين الجمهوري والديموقراطي ( وهو الحزب الذي تنتمي إليه ) على السواء ، وإدخال المسلمين في جميع مراكز صنع القرار السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية العامة ، في الولايات المتحدة التي نأمل أن يكون لها صفة وصبغة إسلامية مستقبلا ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والبغي ، وتدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل إن الباطل كان زهوقا . وجاء في إسلامنا الحنيف قول الله السميع العليم : { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) } ( القرآن الحكيم ، البقرة ) . فيا أيها القادة الأمريكان ، إذا كنتم أقوياء الآن ، فتذكروا قدرةالله عليكم ، لأن الدهر يومان : يوم لكم ويوم عليكم ، الأيام متداولة بين الناس . لقد أخذتم وتبجحتم بيومكم الذي لكم ، فانتظروا اليوم الذي عليكم ، وأسالوا أهل التاريخ إن كنتم لا تعلمون ؟ كيف مزق الإسلام العظيم الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية في العصر الإسلامي الأول زمن الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، الذيتعرفونه جيدا أكثر من غيركم حيث مزقتا شر ممزق . ولا تنسوا تمزيق الاتحاد السوفياتي السابق على أيدي أمة الإسلام في أفغانستان ، فانتظروا تمزيق إمبراطوريتكم قريبا إن شاءالله على يد المسلمين من ذوي البأس الشديد ، في إيران والعراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال وغيرها ، والمهدي المنتظر إسلاميا ، محمد بن عبد الله المجدد ، سيعيد الحق إلى نصابه . وسنة الله في خلقه ظاهرة للعيان : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَاجَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } . وكما يقول الله الحي القيوم : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) }( القرآن المبين ، هود ) .
السيد باراك حسين أوباما ، عظيم الأمريكان ، إعلم أن القرن الحالي ، القرن الحادي والعشرين بالتقويم النصراني والقرن الخامس عشر الهجري الإسلامي ، هو القرن الإسلامي بحق وحقيق ، فدعك من فرض الحلول على أهل فلسطين الكبرى كما أوفدت ممثلك الخاص للمنطقة العربية جورج ميتشيل أواخر كانون الثاني 2009 ، بتقسيمها لدولتين : دولة يهودية – صهيونية - إسرائيلية كبرى لتكون مأوى يهود العالم أجمع ، ودولة فلسطينية صغرى ، لا حول لها ولا قوة ، ففلسطين عربية مسلمة ، ولن تكون غير ذلك ، مهما طال الزمن وتكالب عليها المتآمرون ، لأنها أرض مقدسة للمسلمين أينما كانوا ، وحيثما حلوا ، باركها الله سبحانه وتعالى ، وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى ومعراج النبي العربي المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي بوابة الأرض إلى السماء ، وأرض الأنبياء ، إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب وداود وسليمان ، وشعيب وعيسى ومحمد عليهم السلام جميعا ، ومهد الأديان قاطبة ، فلا تعثوا فيها مفسدين . لقد مزقت إمبراطوريتكم المتهاوية الآن ، فلسطين عبر التاريخ المعاصر وجزأتم مدنها وقراها ومناطقها ، أكثر من مرة ، وشردتم معظم أهلها ففروا من إرهابكم وإرهاب ربيبتكم ابنة صهيون ، ونصبتموها آمرة ناهية في العالم ، فقد فرضت بلادكم عام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ، ظلما وبهتانا وزورا وتزويرا للتاريخ القديم والحديث والمعاصر ، ورغم ذلك أقمتم المحمية الأمريكية الاستعمارية الجديدة وغيرتم أسم البلاد الأصلي إلى ( إسرائيل ) ، كما قدمت بلادكم العديد من المشاريع السياسية لفرض الاستسلام على أهل فلسطين فرفضها الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ، فهو شعب العمالقة الجبارين . كما اقترح سلفكم غير الصالح جورج بوش الصغير ، خريطة الطريق لحل قضية فلسطين نهاية 2002 ولم يطبقها ولن تطبقها أنت أيضا لاستحالتها جذريا ، وأخيرا نظمت إمبراطوريتكم الشريرة بزعامة جورج بوش الصغير مؤتمر أنابوليس لما يسمى بالسلام على طريقتكم الفجة غير الناضجة ، في بلادكم على مقربة من عاصمتكم واشنطن ، في 27 تشرين الثاني 2007 تحت مظلة الإدارة الأمريكية السابقة الجمهورية المتحيزة للمستعمرين الصهاينة في فلسطين المحتلة ، فقد زرعتم الشر بشوكه ولن تحصدوا خيرا، وكما يقول المثل العربي الأصيل ( إنك لن تجني من الشوك العنب ) إذا أصررتم على إتباع نهج سابقيكم المتكبرين في الأرض .
أيها القادة الأمريكان ، في الإمبراطورية الجديدة الأخيرة التي سيمحوها الإسلام بحضارته وعراقته وأصالته ورسالته التوحيدية لرب العالمين ..ارفعوا أيديكم عن بلاد المسلمين ، أينما كانوا وحيثما حلوا ، بعددهم البالغ حوالي 1.3 مليار مسلم ، في شتى قارات العالم ، إن الإسلام هو الدين الباقي الأزلي الخالد ، كان وما زال وسيبقى ، على مدى العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لأن العاقبة للمتقين وليس للظالمين أمثالكم . كفاكم إيقادا لنار الحروب ، لأنكم كلما أوقدتم نارا أطفأها الله العزيز الحكيم ، ولا تسعوا في الأرض الفساد لأن الله لا يحب المفسدين بل يحب المتقين والمحسنين الذين يحسنون إلى الناس ويدعوهم إلى صراط الله الحميد المجيد .أيها الأمريكان المتسلطون على العالم بالحديد والنار ، تذكروا نار جهنم التي أعدت للظالمين والكافرين ، ما لكم لا تنطقون بالحق المبين ، إن الله سيعاقبكم كما عاقب من قبلكم الأولين الكافرين الفاسقين الظالمين ويجعلهم الأسفلين . وسيهبط عليكم العذاب الإلهي العظيم ، هل تدعون وتنتظرون الحرب العالمية الثالثة كما أشار إليها آنفا سلفكم الذي انتهت ولايته وذهب إلى مزرعته مذموما مدحورا ، بعد انتصاركم عليه ، ولتعلموا وأنكم كذلك ؟!! في هذه المعركة الفاصلة المزلزلة ( معركة اليوم العظيم – يوم الله القدير – هر مجدون ) وهو وادي قدرون ، كما تشير لها الخطابات اليهودية – الصهيونية – الإسرائيلية ، أو كما تسمونها في كتاباتكم ( معصرة غضب الرب العظيمة ) ، حيث سينفذ بكم غضب الله ويهلككم بواسطة ( فتى الرب ) وهو المهدي المسلم المنتظر الذي ينتظره المسلمون الأشداء على أعدائهم الرحماء بينهم ، بشوق ورغبة كبيرة . وفي هذه المعركة التي تعدون لها الإعداد المتواصل ، بشريا وعسكريا وفكريا وغذائيا ونفطيا ، ستدمر المملكة الخاطئة ، رجسة الخراب والنجاسة التي زرعتموها في قلب الوطن العربي المسلم شرقي البحر الأبيض المتوسط ( إسرائيل ) كما بشر بذلك دانيال الحكيم من أرض بابل العراقية ، وسيقتل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، دجالكم ومسيخكم ( المسيخ الدجال ) لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين ، في فلسطين بأرض اللد التي نزلت في مطارها عند زيارتك التاريخية لفلسطين الكبرى آنفا إبان دعايتكم الرئاسية الانتخابية ثم لبستم القبعة اليهودية ( الكيبا ) عام 2008 وزرتم حائط البراق الإسلامي ( الذي تدعون أنه حائط المبكى ) زورا وبهتانا ، سوية كأصحاب الأحاد وأصحاب الأسبات . يا أهل الكتاب ، فلا تستحبوا العمى على الهدى .
ونحيطكم علما بأننا في الإسلام نحترم ونقدر المسيح عيسى بن مريم ووالدته الكريمة مريم عليهما السلام ، فقد جاء بالكتاب المقدس الذي نقرأه ليل نهار : { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) . وهناك آيات كثيرة تصف ميلاد ونشأة وحياة رسول الله عيسى بن مريم ، في الدنيا والآخرة ، وكذلك هناك سورة كاملة تحمل اسم مريم العذراء عليها السلام .
أيها السيد الأول في البيت الأبيض الأمريكي .. هل تدعون إلى السلام أم الاستسلام ؟ نحن كمسلمين نحب السلام ونكره الاستسلام والفسوق والعصيان ، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى ، وهي تحيتنا بكرة وعشيا ، وحين تمسون وحين تصبحون وحين تظهرون ، وتحيتنا في جنات الفردوس الأعلى آمنين إن شاء الله . فالسلام العادل الحقيقي مبدأ وسياسة نبتغيه منذ ولدنا وحتى مماتنا . ولكن السلام الذين تدعوننا إليه ليس بسلام بل هو سراب من سرابات الاستعمار العصرية المتجددة . أوقفوا بناء المستعمرات اليهودية في فلسطين ، وتهجير اليهود من كل مكان لفلسطين ، بيت المسلمين ، فهذه المستعمرات التي تشيد تبنى بظل أجنحتكم العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية المتعددة التي ستزول قريبا كما زال الاحتلال الروماني لفلسطين عندما حررها المسلمون وفتحوا بيت المقدس عام 636 م بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب ، وكما زالت المملكة اللاتينية إثر معركة حطين بقيادة صلاح الدين عام 1187 م . وكما انتهى واندثر الاحتلال المغولي التتري على فلسطين وبلاد المسلمين في معركة عين جالوت عام 1260 م ، بقيادة بيبرس وسيف الدين قطز . فالمسلمون يتمنون الشهادة في سبيل الله عبر الجهاد العظيم لأن الشهادة من أسمى أمنيات المؤمن في هذه البلاد المباركة ، ليعيش حياة سعيدة آمنة هانئة في جنات النعيم في أعلى عليين . فلا تتوقعوا منا تسول السلام الظالم منكم حيث أنكم لا ترحمون أبدا . ونذكركم بمجازركم الأمريكية الظالمة ضد المسلمين الآمنين ، في عديد بلدان المسلمين ، ولن تنفعكم دولاراتكم وسجن المساجين المسلمين في غوانتنامو الذي وعدتم بإغلاقه في دعايتكم الانتخابية لإيمانكم بأنه ظالم وغير عالد بتاتا ، أو السجون السرية العابرة للقارات ، أو مطاردة المجاهدين ، مهما رصدتم من أموالكم البلايين . فالواقعة ستنزل عليكم كما نزلت بطبرية فلسطين وخاصة حطين . وقد ورد بالخبر الصحيح عن النبي المصطفى رسول الله للعالمين أجمعين ، فقال : " لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ... عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى " . وفي حديث آخر قال : " عُصْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ " . وسيفتح هذا البيت الأبيض كما فتح بيت كسرى من الأباطرة السابقين وربما تكونوا آخر أباطرة الأمريكان العالميين ، وسيصعد نجم الإسلام العظيم ، وكما يتوقع خبرائكم فإن إمبراطوريتكم ستذوى وتذبل وستأتي الصين والهند بدلا منها ، وستأتي الخلافة الإسلامية بعاصمتها المقدسة بيت المقدس ومسجدها المبارك المسجد الأقصى في الأرض المقدسة لترسم معالم العدل الإلهي في الكرة الأرضية شاء من شاء وأبى من أبى وإلنا لصادقون ، كما وعدنا ربنا العظيم الحليم في محكم التنزيل : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30) }( القرآن الكريم ، السجدة ) . ولن تركع ولن تسجد الأمة الإسلامية إلا لرب العالمين ، فانتظروا إنا منتظرون ... الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما عظيم البيت الأبيض .. إن هيئة الأمم المتحدة التي أوجدتها إمبراطوريتكم وما يسمى بالحلفاء الغالبين في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، بعد مقتل حوالي 50 مليون نسمة ، وإثر ضرب مدينتي هيروشيما ناجازاكي اليابانيتن بالقنابل الذرية ( النووية ) هي هيئة لا تصلح لنشر الأمن والسلام في العالم ، خاصة أن فيها خمسة أعضاء بمجلس الأمن الدولي البعيد عن الأمن الحقيقي العالم ، ومن ضمنها بلادكم ، يحتفظون ظلما وعدوانا بما يسمى ( حق النقض – الفيتو ) فلا ديموقراطية ولا تعددية سياسية ولا هم يحزنون ، وبالتالي فيجب تغييرها وأن تأخذ البلدان الإسلامية حقها التاريخي والقانوني والعددي في أن يكون لها من يمثلها بحق وحقيق على الوجه الأمثل . وفي ظل سريان البغي والطغيان على هذه المنظمة العالمية الخالية من الأممية الحقيقية ، فحوالي 1.3 مليار مسلم لا يمثلون فيها فهذا قمة الظلم والعدوان ولهذا لا بد من تصحيح المعادلة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية الدولية في العالم أجمع ، وإتاحة المجال أمام البلدان الإسلامية في الاستفادة من الطاقة النووية مثلكم ومثل أوروبا على قدم المساواة ، فهذه هي العدالة العامة ، وليس كما يجري الآن . ونحن كمسلمين نمتلك مقومات الدولة العالمية العظمى ، أكثر منكم ، وسترون ذلك قريبا إن شاء الله القوي العزيز القهار .
لقد استمعنا وشاهدنا نحن العرب والمسلمون ، خطاب تنصيبكم يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني 2009 ، وسررنا لتضمينكم وإصراركم على ذكر اسم أبيكم المسلم حسين ذي الأصول الإفريقية المكافحة والمجاهدة من أجل إحقاق الحق والعدالة الشاملة بين الجميع ، في ظل الله بديع السماوات والأرض رب العرش العظيم جل جلاله ، بدستوره المجيد ، القرآن الحكيم ، فجلجل وسائل الإعلام والصحافة ليخترق أذان ومسامع شتى الأمم في جميع أصقاع المعمورة . وهذا تذكير لشخصكم العصامي ، نحن المسلمين لا نخاف الطغاة العتاة والظالمين ، فالله رب العالمين يطلب منا عدم الذل والهوان ، وعدم اليأس والقنوط ، بل نكون دائما متفائلين يحدونا الأمل بالعزة والكرامة والتمكين في الأرض ، بعيدين عن التشاؤم ، مهما تعاظمت الأمور وتراجعت الشؤون العامة لنا ، حيث يطلب منا الإله تجلت قدرته ، طلبا حثيثا تمهيدا للفتح والنصر الذي سيدوي الآفاق ، فيقول الله عز وجل : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
السيد باراك حسين أوباما عظيم الأمريكان .. حفيد المسلمين الأبرار أعلن تأييدك وانضمامك للإسلام تفلح وتنجح وأنت على سدة الحكم ممسك بزمام الإدارة الأمريكية ، سواء بالسر أو بالعلن لاحقا ، ولا تكن كغيرك من عظماء ورؤساء الأمريكان الذين يدعون لإنصاف شعب فلسطين بعدما يتركون سدة الحكم والبيت الأبيض في واشنطن ، كما حدث مع زميلك السابق جيمي كارتر موقع اتفاقية كامب ديفيد في العقود الخالية . ونبشرك بأن عاصمة دولة المسلمين العالمية العظمى الآتية لا ريب فيها ستكون في القدس الشريف بمركزها في المسجد الأقصى المبارك الذي يقدسه المسلمون في جميع أنحاء الكرة الأرضية . ونذكرك أيضا بالبشرى النبوية الإسلامية كما ورد بصحيح مسلم على لسان النبي العربي الأمي خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا . فَيَقُولُ : لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " . وفي حديث آخر ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " . وفي حديث ثالث نبوي ، أكد نبينا المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على صمود ومرابطة أهل فلسطين المباركة على الحق المستبين ، منتظرين الفرج والفتح المبين من الله العلي القدير ، قاهر الخلق أجمعين ، فقال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ، إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " . وبناء عليه سيكون أمر الله آت لا محالة لنصرة عباده المستضعفين في الأرض لسنين ومنهم الفلسطينيين ، أهل البلاد الأصليين ، ضد الغزاة الغرباء الطارئين ، من كافة الأجناس وجميع الأمميين ، فالصبر مفتاح الفرج ولو بعد حين .
السيد باراك أوباما من نسل المسلمين ، وإمبراطور الأمريكيين حاليا ..
أطع الله ذو الجلال والإكرام ، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ولا تكن من المتكبرين ، ولا تطع مستشاريك من البيض والملونين ، وعليك بإنصاف الشعب المعذب في الأرض وهم الفلسطينيين ، وكن من العادلين ، ولا تكل بمكيالين طيلة حكمك لأربع سنين ، ولا تتوقع أن يصطف شعب الجبارين لاستقبالك بالزهور والورود والياسمين والرياحين ، وأخرج من السجون والمعتقلات الغلابى منهم المساجين ، ولا تنتظر المدح من الكادحين المحاصرين ، أسأل من كان قبلك من الزعماء الأولين ، مثل بيل كلينتون من سبقك في الآخرين ، عام 1998 عندما زار فلسطين ثم ضرب العراقيين ، فنزلت صوره من العلياء بعد مؤتمر غزة إلى أسفل سافلين ، وأسال سلفك غير الصالح جورج بوش الصغير ، عندما ودعه منتظر الزيدي في 14 كانون الثاني 2008 ، وداع الرافدين في بغداد حاضرة الرشيد خليفة المسلمين ، بالأحذية فولول مهزوما مذموما مدحورا من الهاربين ، أمام وسائل الإعلام على مرأى من العالم أجمعين ، وكانت تلك ضربة ثورة الأحذية لصالح دعايتك العالمية ، في الرابع عشر من كانون الثاني في الآخرين . نأمل أن لا تضرب أي من بلاد المسلمين بعد جولتك العالمية بادئا من كندا توأم الأمريكيين ، وتدعى أنك أحرزت النصر المبين ، لأن مثل هذه الزيارات والاستكشافات الفريدة من نوعها تأتي للاستيضاح في وضح النهار وابتزاز الآخرين . فاسحب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق ومن أفغانستان وقبلها من فلسطين ، ودع المسلمين وشأنهم في هذه الأمصار ، وأسأل عنها إمبراطورية الشر البريطانية التي ولت مهزومة مدحورة في الغابرين ، فالقدح ربما يكون تنفيس عن المظلومين . ولا تكن من الغافلين ، ولا تطع المكذبين ، ولا تستمع للمنافقين ، ولا تلق بالا للمغضوب عليهم ولا الضالين ، وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين .و{ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}( القرآن المجيد ، يس ) .وإعلم أنك بإعلانك الإنضمام رسميا إلى الإسلام العظيم ، سيكون لك احترام كبير بين المسلمين والنصارى في الأولين والآخرين ، وستحل الأزمة المالية الأخيرة المستعصية التي هي ناتجة عن ( سياسة الربا ) الظالمة بين الخلائق ، فالإسلام هو الحل لجميع المشكلات المعاصرة : السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والنفسية . وستدخل التاريخ من أوسع أبوابه محسنا تقيا من الورعين ، وربما يتم تنصيبك خليفة للمسلمين لبضع سنين ، وفق ما يمليه الإسلام في حديث عن رسول السلام في العالمين ، المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتاب صحيح البخاري - (ج 11 / ص 141) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ أَتْقَاهُمْ . فَقَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ؟ قَالَ : فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ؟ قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا " . وفي حديث نبوي شريف آخر ، كما ورد بكتاب صحيح البخاري - (ج 11 / ص 314) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " . وأخيرا ، لا تؤثر الحياة الدنيا ولا تغرنك الحياة الغرور وما فيها من ملذات وشهوات القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدولارات والجاه والحكم والبنين والنساء ، فالحياة الدنيا فانية وزائلة بصورة حتمية لا ريب فيها ، والجميع فيها سيموت عند أجله المحتوم المحكوم بالثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة ، يقول الله خالق الخلق أجمعين : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) . فالآخرة خير وأبقى .. ندعوك ونطلب منك أيها الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب باراك حسين أوباما ، وأنت كهلا ، أن تعود لأصلك الإسلامي ، إكراما لوالدك وعزة وكرامة لك ، وأن تكون أرشد الرؤساء والأباطرة الأمريكيين وتعلن إسلامك على الملأ عاجلا قبل آجل ولو بعد حين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) فستكون من أخير النصارى في هذا العالم فعند إسلامك ، ستكون وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين عند رب العرش العظيم عن شاء الله تبارك وتعالى . وإعلم هداك الله ، كما يقول المولى عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)}( القرآن المجيد ، لقمان ) . ونأمل أن تكون يا باراك أوباما ، ممن تنطبق عليهم الآية القرآنية المجيدة : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) }( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .

تحريرا في يوم الجمعة 4 صفر 1430 هـ / 30 كانون الثاني 2009 م .

الخميس، 18 يونيو 2009

أهمية النفط في الوطن العربي والعالم .. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ


أهمية النفط في الوطن العربي والعالم ..

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

د. كمال إبراهيم علاونه
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}( القرآن المجيد ، إبراهيم ) .
تمهيد

النفط أو البترول أو الذهب الأسود - كما يطلق عليه كثير من الباحثين والسياسيين والاقتصاديين وعامة الناس - هو : سائل معدني قاتم اللون يحتوي على عدة مئات من المركبات الكيماوية المتنوعة على ثلاثة أشكال : غازية أو سائلة أو صلبة . مثل غازات البوتان وسائل البنزين ومادة القطران ، ويعود سبب وجوده على شكل سائل إلى كثرة السوائل في المزيج النفطي وقوتها المذيبة بالنسبة للغازات والمواد الصلبة ، وسنستخدم كلمة النفط أو البترول أو الذهب الأسود بشكل عام لتشمل الغاز الطبيعي أيضا .

ومنظمة الأوبك : هي منظمة الأقطار المصدرة للنفط ، التي تأسست عام 1960 ، وتضم في عضويتها ثلاث عشرة دولة ، وهي : فنزويلا ، السعودية ، إيران ، العراق والكويت وهي الدول الخمس المؤسسة ، إضافة إلى الجزائر والإكوادور والجابون واندونيسيا ، ليبيا ، نيجيريا ، قطر ، الإمارات العربية المتحدة . The Organization of the Petroleum Exporting Countries (OPEC)
وتختلف منظمة الأوبك عن منظمة الأوابك ، فمنظمة الاوابك : هي منظمة البلدان العربية الأساسية المصدرة للنفط وتضم كلا من : السعودية ، العراق ، الكويت ، ليبيا ، قطر ، الإمارات العربية ، البحرين ، الجزائر ، ويمكن أن ينضم لها دول نفطية أخرى وخاصة أن النفط اكتشف في كل من : مصر واليمن وسوريا والسودان وغيرها .
وتعتبر السعودية أكبر منتج للنفط في العالم ، ( تنتج 10 ملايين برميل يوميا ) ويوجد بها أكثر احتياطي نفطي عالمي كذلك ، فهي دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام المستجابة من فوق سبع سماوات طباقا ، فسبحان الله العلي العظيم ، فأفئدة الناس تتجه نحو الجزيرة العربية لأداء فريضة وركن الحج ، وكذلك النفط .

مكونات النفط الكيماوية

يتشكل النفط كيميائيا من عدة عناصر رئيسية ممزوجة مع بعضها البعض ، على النحو التالي ( 1 ) : الكربون من 82 -87 % ، الهيدروجين من 11 - 15 % ، الكبريت من 2ر0 - 4 % ، الأكسجين 1 % ، الازوت 1ر0 % ، الفسفور أقل من 1 % ، الرماد من 05ر0 - 11ر0 % . وإضافة إلى العناصر الكيماوية السابقة يشتمل على نسب بسيطة من معادن أخرى مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والألمنيوم والفانديوم والنحاس وغيرها . والنفط منذ اكتشافه بشكل واسع في القرن الماضي ، القرن العشرين ، يشكل أهم المصادر الأساسية للطاقة في مختلف أرجاء العالم من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ، إضافة إلى الفحم الحجري ، والطاقة الكهربائية والمفاعلات النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الجوفية وغيرها من موارد الطاقة الممكنة الاستخدام بشكل سريع وميسور دون معوقات سياسية أو اقتصادية أو بيئية كبيرة .
استعمالات النفط

وهناك عدة استخدامات عامة للنفط على مختلف أنواع مشتقاته الخفيفة والثقيلة بما فيها طبعا الغاز الطبيعي ، ومن ابرز هذه الاستخدامات :
أولا : الطاقة :
تزايدت استخدامات النفط في الطاقة على اختلاف أنواعها وأشكالها كوقود ، وإنارة وتدفئة في المنازل والمركبات والمصانع والمنشآت الاقتصادية وغيرها ، ويستخدم النفط بشكل واسع في توليد الكهرباء . ويمتاز النفط عن غيره من مصادر الطاقة بأنه ارخص سعرا وأسهل استعمالا واقل تلويثا للبيئة ، وبلغ استهلاك الطاقة بمختلف مصادرها ومواردها في العالم في العقد التاسع من القرن العشرين الفائت كما يلي : عام 1990 890,5 مليون طن ، وفي عام 1995 1023,5 مليون طن ، وفي عام 2000 حيث إزداد استهلاك الطاقة في العالم إلى حوالي 1165 مليون طن ، على أساس إن الزيادة السنوية بمتوسط حسابي قدره 65ر2 % ، وتتألف مساهمة النفط من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في العالم بنسبة تتراوح ما بين 36 % - 40 % حتى أواخر هذا العقد التاسع من القرن العشرين المنصرم ( 2 ) . على العموم ، إن النفط يستخدم في كافة المجالات المدنية والعسكرية حيث يستعمل في النقل البري والبحري والجوي للمركبات على اختلاف أشكالها وأنواعها والقطارات وفي البواخر والسفن والطائرات في الحياة المدنية العامة كما يستخدم النفط كوقود في الأسلحة البرية والبحرية والجوية ، في الدبابات والمدرعات والقوارب والبوارج الحربية وفي الطائرات الحربية النفاثة والعادية ، إضافة إلى تصنيع الغازات السامة كنوع من الأسلحة العصرية الفتاكة .
ثانيا : الصناعة :
يشكل النفط احد أهم مصادر المواد الخام للصناعات المختلفة في أوقات السلم والحرب على حد سواء ، إذ يدخل في إنتاج حوالي 300 ألف منتج صناعي بشكل كامل أو جزئي ، في الصناعات الحربية والزراعية والصحية والنسيجية والكتابية والمنزلية وتعبيد الشوارع والطرقات وغيرها ، ومن أبرز هذه الصناعات ( 3 ) : " النابالم ، أل ( تي . أن . تي ) ، النايلون ، الدكرون ، الارلون ، مبيدات الحشرات ، الأسمدة الكيميائية ، صناعة المركبات ، الصحون ، خراطيم المياه ، مراهم التجميل ، طاولات الحدائق ، أغطية الطاولات ، البرنيق ، الأزهار الاصطناعية ، السقوف ، الستائر ، احمر الشفاه ، الكحل الحديث ، طلاء الأظافر ، الألبسة الداخلية ، الإسفنج الاصطناعي ، فرشاة الأسنان ، الشمع ، الأحواض ، الغاز المستخدم في المنازل ، حبر الطباعة ، الإسفلت ، الأفلام … الخ " . إضافة إلى الصناعات السابقة ، هناك العديد من المواد البتروكيماوية التي يجرى تصنيعها من النفط : مثل الغازات التالية ( 4 ) : " اثيلين ، ميثانول ، ايثانول ، بروبلين ، بنزين ، تولوين ، مخلوط الزايلين ، بارازالين ، اثلين كلايكول ، ستارين ، ميلامين ، فورمالدهيد ، فينول ، بولي اثيلين ( م ) ، بولي اثيلين ( ع ) ، بي في سي ، بولي ستارين ، الكيل بنزين ، ميثيل بوتيل الثلاثي ايثر ، بولي بروبلين ، بولي بول ، مثالك الهيدريد ، راتنجات الالكيد ، الياف بولي اميد ، الياف بولي استر ، راتنجات بولي ، استر غير مشبع ، راتنجات ثنائي اوكتيل ، راتنجات فورمالدهيد ، راتنجات بولي فلات فنيل" ، وهي غازات ضرورية لمختلف الاستعمالات البشرية اليومية .
ثالثا : النفط كسلاح سياسي :
يمكن للدول المصدرة للنفط استخدام هذا المورد الاقتصادي كوسيلة للضغط السياسي والاقتصادي على أي دولة من الدول في منطقة أو اقليم جغرافي معين ، إلا إن هذا الاستخدام هو سلاح ذو حدين ، إذ انه يمكن استخدامه لتحقيق أهداف أو غايات محددة ضمن فترة زمنية محددة أو مفتوحة لأجل غير مسمى ، فمثلا استخدم العرب سلاح النفط عام 1973 كسلاح اقتصادي وسياسي ضد الولايات المتحدة وهولندا لدعمهما السياسة الصهيونية العدوانية تجاه الوطن العربي وكان له مفعول قوي ، وعلى النقيض من ذلك ، استخدم سلاح النفط عام 1991 كعقاب ضد العراق اثر حرب الخليج الثانية من خلال منع بيع وتصدير النفط العراقي مما الحق أضرارا بالغة بالشعب العراقي من النواحي الاقتصادية والمعيشية الداخلية ، وجمد أو شل العلاقات العراقية الخارجية مع العديد من الدول العربية أو الأجنبية . وبناء عليه ، فإن النفط سلاح متعدد الاستخدامات والأهداف كنعمة ونقمة في آن واحد ، يمكن إن يؤثر على الدولة المصدرة أو المستوردة على حد سواء ، ولكن بتبعات وآثار مختلفة ومن آن لآخر ومن دولة لأخرى .
رابعا: النفط كسلاح اقتصادي ومصدر ثروة عامة :
يتأتى من بيع عشرات ملايين براميل النفط أو آلاف الأطنان من مختلف المشتقات النفطية عائدات مالية وفيرة للدولة المصدرة تتباين من دولة لأخرى حسب كمية الإنتاج أو شكل المادة المباعة هل هي صلبة أو سائلة أو غازية ، وهل هي مادة خام أو مصنعة ، وتراوح سعر برميل النفط الخام في العقد التاسع من القرن الحالي ما بين 15 - 18 دولارا ، بينما وصل أقصى سعر له حوالي 150 دولار ، ثم انخفض لحوالي 30 دولار ، ويتراوح الآن سعر برميل النفط ما بين 60 – 70 دولار بأسعار حزيران 2009 . " وبالنسبة إلى الدول العربية يشكل النفط مصدر ثروتها الأساسي حيث تعادل صادرات النفط 25 % من الناتج القومي للدول العربية النفطية وغير النفطية ، وحوالي 80 % من مجمل الصادرات . أما في الدول العربية النفطية فبطبيعة الحال تعتمد بأكثر من ذلك على النفط . وإن حاجة الدول الأوروبية والغربية عموما إلى النفط العربي من جهة وأهمية النفط للدول العربية كمصدر ثروة أساسي ، وللحصول على العملات الأجنبية من جهة أخرى ، هما الأساس لإمكانية أن يكون النفط جسرا للعلاقات بين الدول العربية وأوروبا ، وان كان تفتيت الموقف العربي وتجزئته حاليا يضعف ذلك " ( 5 ) . وعلى كل الأحوال ، فان النفط العربي يبقى احد أهم مصادر القوة العربية إقليميا وعالميا ، وذلك تبعا لأساليب الضغط العربية السياسية والاقتصادية وتوفر الإرادة لذلك ، وقد لعب النفط العربي دورا كان له مردوده الايجابي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في مؤتمرات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي دول عدم الانحياز وفي المؤتمرات الإسلامية والإفريقية عندما كانت تتوفر الإرادة السياسية حيال هذا الموضوع ، وكذلك إن بعض الدول النفطية تلجأ إلى استخدام النفط للتأثير على السياسة العامة لدولة أخرى حيال مسالة معينة كمبادلة النفط للحصول على خبرة تكنولوجية أو الحصول على معدات وآليات مدنية أو عسكرية من إحدى الدول الصناعية الغربية أو دول جنوب شرق آسيا .

مميزات النفط العربي

يمتاز الوطن العربي الكبير بشكل عام بعدة مميزات جغرافية وإستراتيجية واقتصادية وعسكرية وحضارية وثقافية ودينية هامة ، تؤثر بشكل أو بآخر على مجمل الأوضاع العامة ، سواء بشكل داخلي أو خارجي على النطاق العالمي ، لقارات آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكيا وغيرها ، وتنبع هذه الأهمية من كون الوطن العربي يقع جغرافيا في موقع متوسط ما بين العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ، فهو يربط القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا ، في حلقة وصل جغرافية واستراتيجية تتمثل في وقوعة على سواحل بحرية طويلة تبلغ نحو 14 مليون كم ( 6 ) ، تتوزع على ثلاثة منافذ مائية دولية وهي : البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس التي تربطه مع البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي إضافة إلى سواحله على المحيط الأطلسي ، وهذه المسطحات المائية مهمة في الملاحة الدولية الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية العامة ، للتنقل بين القارات ودولها المختلفة . وكنتيجة عامة فان النفط العربي يكتسب كافة هذه المميزات إضافة إلى نوعية وكمية تدفق براميل النفط بغزارة ووصول الكميات النفطية إلى المستهلك بسعر اقل من سعر البرميل الواحد من دول أو أقاليم أخرى وخاصة إلى الدول الصناعية الكبرى ، وفيما يلي أهم مميزات النفط العربي :
1 - تدفق كميات كبيرة من النفط من مختلف الموارد المنتشرة على الخارطة العربية بكلفة مالية اقل ، وغزارة إنتاجية أفضل من المناطق الأخرى المنتجة للنفط سواء من الدول الأخرى الأعضاء في منظمة الأوبك أو خارج منظمة الأوبك : " هذا وان تدفق البترول العربي بكميات ضخمة أدى إلى ازدياد أهمية هذا الموقع مما جعله يكتسب أهمية استراتيجية عظيمة في السلم والحرب .وإن البترول تتوقف أهميته على عدة جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن للأمة العربية إن تستغله لصالحها في حل قضاياها ، ومن هذا المنطلق أصبح موقع الوطن العربي ميدانا للتنافس حاميا في الصراع بين القوى السياسية الدولية الكبيرة ومحورا يدور حوله الكثير من الأحداث العالمية "( 7 ) .
ولا تصل مصاريف إنتاج برميل النفط العربي الإجمالية إلى 33 % من إنتاجه في فنزويلا ، العضو في منظمة الأوبك ، وكذلك إن تكاليف إنتاج برميل النفط العربي يعادل 10 % من تكاليف إنتاج البرميل النفطي من الولايات المتحدة ( 8 ) . وحسب بعض المصادر النفطية ، فان إنتاج برميل النفط العربي يتراوح ما بين 1 – 2 دولار قياسا لإنتاج برميل النفط الفنزويلي ، في حين إن إنتاج برميل النفط من بحر الشمال البريطاني يصل إلى 7 دولارات ، وهذا يعادل عدة إضعاف إنتاج برميل النفط العربي . 2 - المساهمة الكبيرة في التجارة الدولية ، إذ يساهم النفط العربي بنحو 60 % من التجارة الدولية( 9 ) ، حيث ينتج الوطن العربي حوالي 40 % من الإنتاج النفطي العالمي ، وفي المقابل لا يستهلك أكثر من 5 % من إنتاجه مما يعطيه ميزة تصدير ضخمة تتراوح ما بين 80 % - 90 % من الصادرات العربية العامة .
3 - قلة تكاليف نقله ، من منابعه إلى المستهلكين في العالم ، فهو يستخرج من عدة دول عربية هي : السعودية والعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وليبيا والجزائر واليمن وسوريا والسودان ومصر بشكل تجاري ، وتختلف كميات الإنتاج من بلد عربي لآخر لعدة أسباب جغرافية وجيولوجية وفنية وسياسية ( من خلال سياسة الأوبك التي تحدد كميات إنتاج كل قطر من أعضاءها ) . وبالتالي فان التوزيع الجغرافي لإنتاج النفط العربي يكسبه أهمية كبرى ، لسهولة عملية نقله إلى مختلف الدول المستهلكة ، سواء عبر الأنابيب أو عبر الناقلات النفطية العملاقة المخصصة لهذا الأمر . 4 - وجود احتياطي نفطي عربي كبير يتراوح ما بين 65 % - 70 % من الاحتياطي أو المخزون النفطي العالمي ، وحوالي 21 % من مخزون الغاز الطبيعي ، والذي يقدر ب 600 مليار برميل نفط و 2406 ألف مليار م3 من الغاز الطبيعي ، في كافة أرجاء الكرة الأرضية ( 10 ) . وختاما ، فأن النفط العربي لا يستغل الاستغلال والاستثمار الأمثل حيث يتم تصدير كمادة خام ، حيث يتم تصنيعه في المصافي النفطية الغربية التي تعيد جزءا منه للأمة العربية وهو مصنع مع ارتفاع في تكاليف تصنيعه بدرجة خيالية تصل قيمة برميل النفط المصنع عدة أضعاف .

==========
الحواشي
=======
1. هشام سمعان : أساسيات الطاقة ( دمشق : منشورات وزارة الثقافة ، 1994 ) ، ص 62 - 65 .
2 . عبد الأمير السعد ، " أسعار النفط في التسعينات " ، المستقبل العربي ، العدد 166 ، كانون أول 1992 ، ص 64 .
3 . جاك بيرجيه ، وبيرنار توماس : حرب البترول السرية ، ترجمة : محمد سميح السيد ( دمشق : طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، 1984 ) ، ص 5 .
4 . فرهنك جلال ، " الصناعة البتروكيماوية والتكامل الاقتصادي " ، المستقبل العربي ، العدد 156 ، شباط 1992 ، ص 112 .
5 . احمد السعدي ، " أما زال النفط عامل لقاء وتعاون بين مجموعة الدول العربية ومجموعة الدول الأوروبية " ، المستقبل العربي ، السنة 17 ، العدد 187 ، أيلول 1994 ، ص 39 .
6 . صالح الطيطي ، وغالب محمد إسماعيل : استراتيجية التنمية العربية والتطلعات المستقبلية ( عمان : دون مكان نشر ، 1990 ) ، ص 9 .
7 . المرجع السابق ، ص 8 .
8. المرجع السابق ، ص 16 .
9. المرجع السابق ، ص 9 .
10 . احمد عتيقة ، " دور الطاقة في تنمية الأقطار العربية " ، المستقبل العربي ، السنة 14 ، العدد 156 ، شباط 1992 ، ص 91 - 92 . 11 . شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) 2008 – 2009 .

رسالة مفتوحة إلى السيد آية الله علي خامنئي - المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية


رسالة مفتوحة
إلى السيد آية الله علي خامنئي المحترم
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية

د. كمال إبراهيم علاونه
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،

حضرة السيد آية الله علي خامنئي المحترم
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية

الموضوع : الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرة
ومستقبل إيران القادم
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) ( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
أولا : قراءة في النتائج النهائية للانتخابات الإيرانية 2009
1. الترشيح للرئاسة الإيرانية :
فإن الانتخابات الرئاسية العاشرة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نظمت يوم الجمعة المباركة 12 حزيران – يونيو 2009 ، وتنافس أربعة مرشحين أساسيين ببرامج انتخابية تكتيكية متقاربة وإستراتيجية ثابتة ، هم :
1. الدكتور المهندس محمود أحمدي نجاد ، الرئيس الإيراني المنتخب عام 2005 . وهو من المحافظين .
2. مير حسين موسوي – رئيس الوزراء الإيراني 1980 – 1989 . وهو من الإصلاحيين .
3. مهدي كروبي – رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق ، ومؤسس حزب الثقة الوطنية ( اعتماد ملي ) . وهو من الإصلاحيين .
4. محسن رضائي . القائد السابق للحرس الثوري الإيراني . وهو من المحافظين .
وهؤلاء المرشحين الأربعة ، من أصل 475 مرشحا بما فيهم 42 إمرأة ، سجلوا رسميا في الفترة الرسمية إلكترونيا ويدويا ، في الفترة الواقعة بين 4 – 9 أيار 2009 ، انتقاهم من مئات المرشحين العاديين ليكونوا المرشحين الحقيقيين من الكثرة الكاثرة ، مجلس صيانة الدستور الإيراني ، في 20 أيار – مايو 2009 ، كما هو منصوص عليه في الدستور الإيراني الذي ينص على ضرورة أن يتمتع المرشح الرئاسي بخلفية سياسية ودينية وأن يحملالجنسية الإيرانية وأن يؤمن بمبادئ الجمهورية والديانة الرسمية في البلاد ، متضمنا بيانات رسمية وفعلية ، حسب القوانين الإيرانية يجب أن يكون المرشح للرئاسة رجل ( ذكر وليس أنثى ) و صاحب سابقة فيالدين أو السياسة ومن أصول إيرانية وتابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويتمتعبحسن الشهرة ، ومؤمن وملتزم بالأصول والقوانين الإيرانية ومذهبها الرسمي . وهذا الانتقاء والاختيار النوعي والقليل العدد هو عين الصواب ، فلا داعي لمئات المرشحين وخاصة لمنصب هام لقيادة الشعب الإيراني في شتى المجالات والميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية ، والقليل في هذه الحالة يغني عن الكثير .
2. حملة الدعاية الرئاسية في إيران
انطلقت الحملة الدعائية الرئاسية للمرشحين الأربعة ، اعتبارا من 22 أيار – 10 حزيران 2009 ، لنحو ثلاثة أسابيع متصلة غير منفصلة ، ببرامج مختلفة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والنووية والفكرية المحلية والإسلامية والإقليمية والعالمية ، وذلك لتمثيل 72 مليون إنسان من الشعب الإيراني المسلم الشقيق ، يعيشون على مساحة شاسعة تقدر ب 1.648.195 كم² ، وأعطي الحق ل 46.26 مليون ناخب من الذكور والإناث ، بالمشاركة السياسية في التصويت ، ووزعت وزارة الداخلية الإيرانية 45713 صندوق اقتراع في 386 مدينة و558 ناحية ومنطقة في إيران ، ممن بلغ سن الثامنة عشرة من عمره ، ذكورا وإناثا ، في الاقتراع العلني العام في صناديق الاقتراع في مختلف أرجاء الجمهورية الإسلامية وتوجه أكثر من 39 مليون و165 ألف شخص لصناديق التصويت بما يشكل نسبة 85 % من مجمل أصحاب حق الاقتراع ، وما يكلف ذلك من جهد ومال ووقت ، لهو عرس شعبي إسلامي شوري ليس له مثيل في العالم . فقد اثبت الشعب المسلم الإيراني أنه على قدر المسؤولية وقادر ومستعد لتحمل الأعباء في الحرية والتحرير والاستقلال الوطني ، والمشاركة السياسية ، وأنه لفظ الامبريالية الأمريكية والبهلوية الشاهنشاهية البغيضة إلى غير رجعة ، التي أنهتها الثورة الإسلامية الكبرى بشهر شباط 1979 ، شهر الخير والبركة على إيران والوطن الإسلامي برمته ، والعالم أجمع ، حيث ولى وزال عهد الشاة البائد الذي كان قاعدة إستراتيجية من قواعد الاحتلال الأمريكي والهيمنة الاستعمارية الشريرة على مقدرات الأمة الإسلامية من أقصى العالم إلى أقصاه وذلك بفعل زخم الثورة الإسلامية الكبرى بقيادة الإمام الراحل آية الله روح الله الخميني طيب الله ثراه . على أي حال ، أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرة في 12 حزيران – يونيو 2009 ، اشتملت على حملة دعائية محلية وإقليمية وعالمية بأن الشعب الإيراني يمارس حقه في الشورى الإسلامية الموجهة ( الديموقراطية على النهج الغربي ) في اختيار الرئيس الإيراني ، لولاية محددة بفترة زمنية وفقا لما هو سائد في غالبية دول العالم ، باعتبار الولاية الانتخابية أربع سنوات قابلة للتجديد حسب ما يقرره الناخبون الإيرانيون . وقد أدلى كل مرشح بدلوه أمام أنصاره ، وأمام الشعب الإيراني قاطبة عبر وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت ، ويفترض أن تنتهي لنقول لجميع الناخبين والمنتخبين والمرشحين .. يا أيها الذين تنافسوا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ، الفائزين والمهزومين ، وما يتبعها من الانتخابات البرلمانية القادمة ، اتبعوا قول الله جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }( القرآن الكريم ، الأحزاب ) . فلا تستمروا في الردح الإعلامي وأوقفوا حملات التعرية والتشهير والاستخفاف بالآخرين ، وكونوا عباد الله إخوانا يرحمكم الله .
3 . نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية حزيران 2009
يقول الله تبارك وتعالى : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)) ( القرآن المجيد ، يوسف ) . توجه ملايين الناخبين الإيرانيين لصناديق الاقتراع كل في منطقة سكناه ، يوم الجمعة العظيمة في 12 حزيران – يونيو 2009 ، وبلغت نسبة التصويت الإجمالية حوالي 85 % من أصحاب حق الاقتراع ، أو ما يعادل أكثر من 39 مليون نسمة ونيف ، وامتنع أو عزف أكثر من 7 ملايين نسمة عن التصويت لأسباب خاصة بهم . وتعتبر نسبة التصويت المذكورة نسبة عالية ، في المعايير الفعلية العالمية ، حيث لوحظ التهافت على مراكز الاقتراع قبيل فتح أبواب المراكز الانتخابية منذ ساعات الصباح الباكر ، فاصطف الناس في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم ، لتحقيق أمنياتهم في انتخاب من يريدون . وتنافس الناس في التأشير كل على مرشحه ، فعملوا على إدخال الأوراق والبطاقات الانتخابية في صناديق الاقتراع التي ابتلعتها بنهم شديد ، وما لفت الانتباه وقوف المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد حوالي 40 دقيقة في طابور الصف للإدلاء بصوته ، كغيره من الناخبين ، وهي دعاية انتخابية ناجحة جدا ، من ناحية ، وتشير إلى التواضع العام لهذه الشخصية التاريخية في سماء الانتخابات الإيرانية ، ومناصرته للفقراء والمحرومين الذين دافع عن حقوقهم وسعى لإنصافهم عبر سني حكمه الأربع سنوات الخالية ما بين 2005 – 2009 . وقد حصل الدكتور المهندس محمود أحمدي نجاد ، صاحب الشعار البسيط والمتواضع الذي آتى أكله للمرة الثانية ( نستطيع ) على نسبة كبيرة من المصوتين بواقع 62.63 % من مجمل عدد الأصوات يجمل عددها في 24.527.516 صوتا لصالحه ، من أصل 39.165.191 صوتا ، على منافسه الآخر مير حسين موسوي صاحب شعار طويل براق لم يؤتي أكله ( تطور ايران بالقانون والعدالة والحرية ( فحاز على نسبة تصويت بلغت 33.75 % من مجمل عدد المشاركين في الاقتراع العام ، بما يساوي 13.216.411 صوتا ، وحاز محسن رضائي صاحب شعار ( حكومة إئتلافية ) على نسبة 1.73 % من إجمالي الأصوات المقترعة ، وحصل مهدي كروبي صاحب شعار ( التغيير ) على نسبة 0.85 % من الأصوات . فلم ينجح ثلاثة وفاز واحد بصورة طبيعية في انتخاب شوري مشهود ، فكان يوما مشهودا من الأيام الإسلامية الإيرانية المجيدة في التاريخ المعاصر ، يعتد به ويحسب في التقويم العام من الأعراس الشعبية الحقيقية في البلاد . وبحصول نجاد على أكثر من 50 % من مجمل عدد المقترعين الإيرانيين ، فقد تلافى حصول جولة ثانية من الانتخابات بعد أسبوع من الجولة الأولى ( الجولة الأولى 12 حزيران 2009 والجولة الثانية المفترضة 19 حزيران 2009 ، في حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من نصف عدد المقترعين ) .
فيا أيها الإيرانيون النشامى ، عليك بالسواد الأعظم من الشعب ، ولا تنشروا الفوضى في الشوارع ، وتجعلوا الأجانب والغربيين يشمتوا فيكم وفي النظام الشوري الإسلامي ، فاقبلوا بالنتائج فالرئاسة تكليف وليست تشريف . ونورد هذه المعطيات من المعلومات التفصيلية نوعا ما وباختصار شديد ، للقاصي والداني ، للتذكير والذكرى ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، وتردع الكافرين والمنافقين والمشككين ، وهذا رد إجمالي على كل من يحاول الإدعاء بوجود تزييف وتزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية فقد سارت هذه العملية الانتخابية ، كعرس وطني إيراني إسلامي كبير ، كما قال المرشد الأعلى خامنئي ( عرس حقيقي ) وعيد كبير لجميع الإيرانيين والرئيس المحترم المنتخب هو رئيس لكل الإيرانيين ، بلا استثناء ، وفق القانون وتحت القانون ، وإن شابها بعض التجاوزات هنا أو هناك ، فهي أمور سطحية وصغيرة وتافهة لا بد من تلافيها مستقبلا ، والشعب الإيراني المسلم مدعو للوحدة والتمسك بالإسلام العظيم ، والاعتصام بحبل الله المتين ، ونبذ الفرقة والنزاع ، لأن النزاع يجلب الفشل وذهاب الريح ، وذوبان توازن الرعب الحالي بين إيران الإسلامية وقوى الظلام الطغيانية . فإيران ليست محورا من محاور الشر وفق المقاييس الأمريكية ، بل هي خلية نحل دائبة الحركة ، تنتج العسل للأمة الإسلامية العظيمة بين الأمم ، أمة ذي القرنين المسلمة .
4. دروس وعبر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرة
في كل شؤون الحياة الدنيا ، الزائلة الفانية ، يتعلم المرء كل ما هو جديد ، ويحاول التقييم والتقويم ، ويستخلص الإنسان الدروس والعبر والعظات الكبيرة والصغيرة على السواء ، للاستفادة منها في المرات المقبلة ، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية ، وبرأينا المتواضع ، من أهم هذه العبر الآتي :
أولا : تطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع ، وكل راشد بالغ عاقل ذكرا أو أنثى ، يحق له المشاركة في التصويت ، فالناس سواسية كأسنان المشط ، ولا فرق بين صغير وكبير ، ويجب مكافأة المصيب ومحاسبة المخطأ .
ثانيا : اختيار الزمان والزمان المناسب : فقد كان زمان ومكان الانتخابات الإيرانية مناسب للجميع في صيف 2009 .
ثالثا : وضع ضوابط ومعايير شاملة وعامة للجميع ، وفق القواعد الإسلامية الصحيحة ، فالانتخابات هي من السياسة الإسلامية في إتباع نهج السواد الأعظم من الشعب في شؤون الحياة الدنيا والقرآن المجيد هو الدستور الإلهي الذي ارتضاه الله عز وجل لخلقه أجمعين حتى يوم الدين . وقد أحسنت القيادة الإيرانية صنعا حينما قلصت عدد المتنافسين لأربعة مرشحين فقط بعيدا عن التهويل والتزمير والتطبيل الإعلامي الأجوف والشكليات القاتلة ، فالجوهر والمضمون هو الأجدى والحل الأمثل ، ورحم الله إمرا عرف قدر نفسه ، وبهذا يجب إنزال الناس منازلهم على الصراط المستقيم .
رابعا : تمكين الذكور من المنافسة على الانتخابات الرئاسية ، وفق الأسس الإسلامية ، وتجنيب المرأة خوض المنافسة على منصب الرئيس مع السماح لها بالمشاركة في الانتخاب والترشيح والتصويت في الانتخابات البرلمانية والمحلية البلدية والجامعية والنقابية وسواها . وهذه عبرة وإستفادة إسلامية من حديث نبوي شريف مشهور ، كما جاء في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 497) لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَارِسًا مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً " .
خامسا : قبول المرشحين ، الفائزين والمهزومين ، على السواء بنتائج العملية الشورية الإسلامية ، وعدم اختلاق الفوضى والاضطرابات والشغب في الأماكن العامة والشوارع ، لئلا يصطاد الأعداء في المياه العكرة . وبعد ظهور النتائج الرسمية يجب التصافح وتقديم المباركة للفائز والصف صفا واحدا خلف القيادة المنتخبة والابتعاد إفتعال المشكلات والتكسير للمباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة ، بل ينبغي اللجوء لكظم الغيظ وعدم الغضب .
سادسا : عدم الالتفات لضغوطات الأعداء ، وعدم السماح بالتدخل بالشأن الداخلي الإسلامي .
سابعا : الضبط والربط في الدعاية والحملة الانتخابية التي تسبق الانتخابات ، ويجب الالتزام بقواعد العملية الانتخابية وعدم التشهير بالآخرين ، وتوزيع الاتهامات جزافا دون وجه حق ، لأن ذلك يضعف من تماسك المجتمع المسلم والشعب المسلم ويخلق البلبلة في الصفوف مما يسهل عملية الاختراق الأمني للقوى الغربية المعادية .
ثامنا : إشراك مندوبي المتنافسين في الانتخابات في جميع مراكز التصويت والفرز قبل إعلان النتائج النهائية .
تاسعا : التعهد الإجباري من المرشحين بالحفاظ على الأمن والنظام وعدم افتعال الفوضى والشغب في الشوارع ، مهما كانت النتيجة للمتنافسين .
عاشرا : إشراك المنافسين الآخرين ومؤيديهم في تولي بعض الصلاحيات والسلطات حسب حجمهم في الانتخابات ، لأن وحدة الشعب ، ضرورية وحيوية للاستمساك بالعروة الوثقى لا انفصام لها . وسياسة الردح والتشويه والحملات الإعلامية المغرضة تساهم في شق الشعب وتمزيقه ، ولهذا يجب تحاشي كيل الاتهامات جزافا دون حسيب أو رقيب بشري أو قانوني .
5 . لماذا نجح محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية الإيرانية ؟
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي سرعت في إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد وحصوله على نتيجة انتخابية ساحقة وصاعقة في الآن ذاته لولاية ثانية مكونة من أربع سنوات خضر جديدة ، لعل من أهمها الآتي :
أولا : الدعم القيادي من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي يشرف على الشؤون الإستراتيجية الكبرى والمصلحة العليا لإيران الإسلامية .
ثانيا : خلفيته العسكرية ، في الحرس الثوري الإيراني ، حامي الثورة منذ انطلاقتها في شباط 1979 حتى الآن . وكان مهندسا عسكريا في الحرس الثوري .
ثالثا : زهده وتواضعه وشعبيته بين الناس . حيث كان يجلس معهم على البساط الأرضي والحصير ويحتك بهم يوما بيوم ويأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ويمشي معهم في الأسواق وتركيزه على الأرياف وعدم إغفال المدن . وقيل إنه يلبس جاكيتا ثمنه دولار أمريكي واحد ، وهو ثمن قليل ورخيص . فقد حمده الناس نتيجة صنائعه الجامعة السابقة فأعطوه ثقتهم بيسر وسهولة .
رابعا : الولاية الرئاسية السابقة لأربع سنوات امتدت ما بين 2005 – 2009 ، مما مكنه من تحقيق فوز ساحق وماحق لمنافسيه الثلاثة الآخرين . ومساعدة الحكومة الإيرانية له لعلمها بشجاعته وزهده وترابط المصالح العليا في المؤسسات الحكومية في البلاد . وفي الجانب الآخر ، غياب منافسه الرئيس مير حسين موسوي عن الساحة السياسية قرابة 20 عاما وقد لعبت الدعاية الإعلامية الناجحة واللقاءات الشعبية في الترويج الواسع لبرامجه الآنية والمستقبلية على حد سواء .
خامسا : الشهادة العلمية العليا : فمحمود أحمدي نجاد متحصل على الشهادة الجامعية الثالثة في الدكتوراه في الهندسة والتخطيط ، وعمره الشبابي ( 52 عاما ) ، الذي استقطب فئات الشباب أكثر من منافسه مير حسين موسوي الطاعن في السن ( 67 عاما ) .
سادسا : خلفيته البلدية السابقة ، خاصة وأنه كان رئيسا لبلدية طهران ، العاصمة الإيرانية ، أكبر المدن الإيرانية ، قبل انتخابه رئيسا للبلاد في الولاية الثانية التي بدأت عام 2005 . وتشكل طهران نحو 12 مليون من أصل 72 مليون نسمة عدد سكان إيران .
سابعا : تحديه للغرب من الأمريكان والأوروبيين ، وتهديد الكيان الصهيوني ، بالإزالة عن الوجود ( محو إسرائيل عن الخارطة السياسية في العالم ) . وتحالفه مع أعداء أمريكا مثل روسيا وفنزويلا وغيره ، وخطاباته النارية الجهادية الإسلامية المعبرة ومعاملة الغربيين الند للند دون خوف أو وجل ، بعكس المرشحين الثلاثة الآخرين الذي كانوا يدعون في برامجهم الانتخابية للتعاون مع الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا . وقد لعبت هذه المسألة دورا مهما في إعادة انتخابه كونه ارتقى بمستوى إيران لمصاف الدول العالمية حيث يقول ( إيران الإسلامية دولة عظمى ) .
ثامنا : دخول أطراف خارجية تصطاد في المياه العكرة في إيران . فالابن الأكبر لشاة إيران المخلوع ظهر على السطح الإعلامي فجأة وبدأ يناطح إعلاميا متحديا الإرادة القومية والإسلامية الإيرانية مما دفع الناس تجاه انتخاب نجاد كشخصية دينية مهنية لها باع طويل في مقارعة الأعداء .
تاسعا : الإشراف الشخصي على المفاعلات النووية الإيرانية ، متحديا وكالة الطاقة النووية الدولية والتهديد الأمريكي والغربي .
عاشرا : استمرار المقاطعة الأجنبية ( الأمريكية والأوروبية ) لإيران ، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، وبناء علاقات طيبة مع روسيا والصين وغيرها من الدول المعادية لأحادية القطب العالمي . فرأي الرأي العام الإيراني أن نجاد هو الشخصية المناسبة لقيادته لأربع سنوات قادمة .
حادي عشر : الدعم الرسمي الإيراني في عهده لحركات المقاومة في فلسطين : حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وحركة الجهاد الإسلامي ، وفي لبنان حزب الله الذي تصدى لأعتى هجمة عدوانية في صيف 2006 . ويذكر أن بعض استطلاعات الرأي العام الأمريكي التي سبقت الانتخابات الرئاسية كانت أظهرت تفوق نجاد على منافسه الرئيسي موسوي بنسبة 2 : 1 وهذا ما حصل تقريبا .
ثاني عشر : انتشار فساد بعض المرشحين المناوئين له ، وفضحهم عبر وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية . وثنائية المرشحين الإصلاحيين ( مير حسين موسوي ومهدي كروبي ) وعدم اتفاق الإصلاحيين على مرشح واحد يمثلهم .
على كل حال ، ساهمت هذه الأسباب والعوامل في جلب وحصد ملايين الأصوات حوالي 24.5 مليون صوت ، للمرشح الرئاسي محمود أحمدي نجاد . وفي جميع المقاييس الانتخابية والقانونية ، الرسمية والشعبية ، فإن الانتخابات الإسلامية الإيرانية صحيحة تمام الصحة ، وهذا هو خيار الشعب الإيراني المسلم ، وكل من يحتج على هذه النتيجة ، أو يشكك في نزاهتها ، ويطالب بإعادتها ، هو واهم كل الوهم ، ومخطئ كل الخطأ ، فالشعب أدلى بدلوه وما على الجميع من الأشقاء والأصدقاء والأعداء على حد سواء ، إلا القبول والتسليم بالنتائج مع هذه النتيجة الشعبية الزخمة ، ولو كانت حلوة أو مرة المذاق ، وشمس الحقيقة لا تغطى بغربال . وقد وقفت إيران الإسلامية في وجه المخطط التآمري الاستعماري الأمريكي – الأوروبي – الصهيوني الجديد ، فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد ، شاء من شاء وأبى من أبى ، وكلمة الحق دائما لا تعجب الفجار والمنافقين والكفار من دول ومحميات الاستكبار ومن ملف لفهم ، في جميع أرجاء الكرة الأرضية . وكلمة حق تقال ، إن إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ينادي دائما بالثورة الإسلامية مدعوما من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية علي خامنئي ، قد أثلج صدر السواد الأعظم من أبناء الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة ، وهذا ما كان يتوقعه أصلا ، فالأصول والمنابت الإيرانية التي تتصدى وتتحدى لعنجهية وإرهاب الكيان الصهيوني في المحافل العالمية السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية نجحت في نيل ثقة الشعب المسلم في إيران الإسلامية ، بعيدا عن أشباح الاستعمار الأمريكي القديم والحديث وما بينهما وما بين بينهما .
ثانيا : مستقبل إيران المنظور والبعيد
تتمتع إيران بموقع استراتيجي وجغرافي واقتصادي ونفطي مهم في العالم ، وتمتلك إيران قوة بشرية هائلة ، أكثر من 72 مليون نسمة ، ومساحة واسعة ، وحضارة زاهية ، طيلة قرون خالية ، وخاصة زمن الملك قورش الفارسي ، الذي قضى على مملكة بابل في أرض الرافدين ( العراق ) وتاريخ إسلامي مديد مجيد ، ونفط عالمي وجيد ، فإيران هي خامس دول العالم إنتاجا للذهب الأسود ( البترول ) وهو سلعة إستراتيجية حيوية للجميع ، وعلى كل هذا وذاك يتوقف مستقبل إيران في الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة ، الآجلة والعاجلة . وحسب العقيدة الإسلامية السمحة ، فإن ساحة إيران ستكون ملتقى للحرب القادمة ، زمن ظهور المسيخ الدجال في قرية مرو بمنطقة أصفهان ( أصبهان ) ، حيث يتبعه 70 ألف من يهود ، من أصحاب الطيالسة . ورد في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 181) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ " . وورد في مسند أحمد - (ج 26 / ص 412) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ " . وجاء في مسند أحمد - (ج 49 / ص 483) أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي . فَقَالَ لِي : مَا يُبْكِيكِ ؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ وَإِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى الشَّامِ مَدِينَةٍ بِفِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقْتُلَهُ ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا " .
ثالثا : المطلوب من إيران ..

الثورة الإسلامية .. والجمهورية الإسلامية
يقول الله القوي العزيز عز وجل : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)}( القرآن العظيم ، الأنفال ) . في سبيل التفوق والتقدم ، والمبادرة العامة الشاملة ، لخير الشعب الإيراني ، وخير الأمة الإسلامية جمعاء ، هناك جملة من المطالب الشعبية الإيرانية ، واجبة التحقيق والتطبيق ، من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية ، والرئاسة الإيرانية ، ومجلس صيانة الدستور الإيراني ، ومجلس الشورى الإيراني ، والقضاء الإيراني ، والجيش الإيراني ، والحرس الثوري والميليشيا ، للتمهيد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية المقبلة مستلهمة العبر والعظات من الحياة السياسية المنقوصة ، كما ظهرت بالانتخابات الرئاسية العاشرة في البلاد ، من أهمها :
أولا : ضرورة التعددية السياسية والحزبية في الحياة السياسية الإيرانية وفق نظام الشورى الإسلامي القويم .
ثانيا : كفالة الحرية الدينية وحرية التعبير عن الرأي للجميع : من المسلمين والنصارى واليهود وغيرهم . فلا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي . وعدم إجبار الناس على مذهب واحد من المذاهب الإسلامية السمحة ، بل ينبغي التركيز على الحياة الإسلامية الحقيقية وسيرة رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قلبا وقالبا ، ، ذكورا وإناثا ، كما وردت بالقرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة دون تغيير أو تحريف أو تبديل . وبهذا يجب تواصل العمل الفعلي على ترسيخ بنيان الإنسان المسلم والأسرة المسلمة والمؤسسة المسلمة والدولة المسلمة ، في البلاد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وعدم تقليد الغرب الفاسد والمفسد الماجن بأي حال من الأحوال . ومن نافلة القول ، إن الحرية الدينية تشمل حوالي 300 ألف نصراني ، و40 ألف يهودي في جميع أرجاء إيران حسب التقديرات الإجمالية القصوى . ونعلم أن هناك 20 كنيسا يهوديا في طهران وحدها ، إذ يبلغ عدد سكان العاصمة الإيرانية قرابة 12 مليون نسمة .
ثالثا : تقوية الاقتصاد الإيراني : بالاعتماد على شتى الأجنحة الاقتصادية وخاصة النفط كممول أساسي للتطوير الزراعي والصناعي والسياحي والتجاري . وتحجيم نسبة البطالة ، والقضاء على الفقر ، وتحسين توزيع الدخل بين الأسر الإيرانية بشتى السبل والطرق الشرعية المستقيمة .
رابعا : إيران دولة عظمى في المنطقة والعالم : وهذا الأمر يُعزز ويُرسخ عبر الوحدة الوطنية الإيرانية الحقيقية ، ليكون الرأي العام الإسلامي في إيران متقارب الآراء والأفكار قادرا على صد العدوان الامبريالي المقبل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني عبر التهديد اليومي الظاهر والباطن .
خامسا : تعزيز القدرات العسكرية العامة : البرية والبحرية والجوية ، وتقوية المفاعلات النووية الإيرانية للاستخدام السلمي والحربي للردع النووي والوقاية والدفاع العسكري عن حمى البلاد الإسلامية الإيرانية كجزء من الوطن الإسلامي العزيز . فامتلاك السلاح النووي في إيران يحفظ التوازن العسكري والنووي في المربع القاري الآسيوي والإفريقي والأوروبي والأمريكي .
سادسا : ضرورة تطوير العلاقات العربية – الإيرانية ، والعلاقات الإيرانية – الإسلامية . ويتمثل هذا الأمر في ترسيخ العلاقات الطيبة مع الأمتين العربية والإسلامية ، وخاصة في أفغانستان والعراق وفلسطين . ودعم الثورة في أفغانستان والعراق لطرد المحتلين الأجانب ، من بلاد المسلمين ، ومن محيط إيران الإقليمي أيضا لتحاشي محاصرة إيران من حدودها الشرقية أو الغربية أو الجنوبية أو الشمالية ، برا وبحرا وجوا . وبهذا من الضروري لعب دور أكثر حنكة وحكمة في التعامل مع الملفات العربية والإسلامية الساخنة والعادية على السواء .
سابعا : وضع حد للتهديد الأمريكي – الأوروبي - الصهيوني لإيران ، سواء أكان تهديدا فرديا أو ثنائيا أو جماعيا ، والاستمرار في التعبئة الجهادية الإسلامية بشتى الطرق والأساليب بالاعتماد على الله العزيز الحكيم ثم على الشعب الإيراني المسلم في دحر الطغاة والبغاة في العالم . ويفترض تأسيس علاقات إيرانية – عربية – إسلامية – عالمية ، عبر التعبئة الإسلامية بالجهاد في سبيل الله ، والتصدي للذين يهددون الأمن القومي الإيراني والعربي والإسلامي العام ومناصرة المستضعفين في الأرض .
ثامنا : الإبقاء على التحالف مع روسيا والصين ، كونهما عضوين في ما يسمى مجلس الأمن الدولي ، ويلزمان في منع تمرير قرارات دولية فعلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وكذلك ضرورة تعزيز العلاقات مع قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا للوقوف ضد النظام العالمي الجديد بأحاديته القطبية المفرطة .
تاسعا : دعم الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها والمستضعفين في الأرض من الإحتلال الأجنبي الأمريكي والأوروبي والصهيوني ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا ، بحيث تكون إيران مصدرة للثورة الإسلامية الحقيقية ، بعيدا عن المذهبية والقبلية والقومية والقطرية الضيقة .
عاشرا : دعم الشعب العربي الفلسطيني المسلم بكل السبل المتاحة ، والعمل الحثيث على توحيد الشعب والقضية ، وتقديم الدعم السياسي والعسكري والمالي والإعلامي اللازم ، للشعب أولا وللحركات الإسلامية والوطنية سواء بسواء ، مثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وحركة الجهاد الإسلامي وغيرها ، لأن قضية فلسطين ، قضية إسلامية مركزية ، وليست فقط قضية عربية ، أو قطرية فلسطينية ، والدفاع عن الأرض المقدسة واجب إسلامي حتمي لا مفر منه بتاتا . ولا بد من التوازن في الدعم الشامل بين الحركات الفلسطينية قاطبة ، الداعية للحرية والتحرير والاستقلال ، وذلك بهدف إبعاد شبح الضغوط الأمريكية والصهيونية والأوروبية على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية . ولا بد من التذكير ، أن الإمام آية الله الخميني رحمه الله كان متحالفا مع الثورة الفلسطينية وخاصة حركة فتح ضد الاحتلال الصهيوني ، فلا بد من إعادة أمجاد هذه العلاقة التاريخية المصيرية لجميع الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح ، التي قادت الثورة الفلسطينية طيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن . وتبقى مسألة تصدير مبادئ ومفاهيم وقيم الثورة الإسلامية في العالم من صلب الأمة المجاهدة لتحقيق النصر المبين والفتح القريب على أعداء الإسلام والمسلمين مهما كانت جنسياتهم وأعراقهم وجغرافيتهم وتاريخهم ودياناتهم وأصولهم الاجتماعية وخلافها .
وختاما ، نقول ، وأجرنا على الله جل جلاله ، إن إيران الإسلامية العصرية ، ساهمت في التوازن الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي والنفطي في المنطقة الغربية من قارة آسيا ، ووقفت إيران أمام الإرهاب الأمريكي في أحايين كثيرة ، ويتطلع أبناء الأمة الإسلامية ، أبناء خير أمة أخرجت للناس إلى الوحدة أو الاتحاد الإسلامي الفعلي قولا وفعلا ، سواء في منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المنظمات الجامعة الشاملة لتوحيد كلمة المسلمين ليغادروا خانة الغثاء كغثاء السيل ، والبقاء في الأرض لمنفعة الناس وصالحهم العام والخاص ، أهل البلاد الأصليين في المشرق والمغرب ، وطرد كل قوى الظلم والظلام والطغيان ، فإرادة شعوب الأمة الإسلامية هي من إرادة الله العلي العظيم ، والله هو الغالب على أمره ولو كره الكافرون والمتزلفون والمرتزقة والمنافقون إلى يوم الدين . راجين لجميع أبناء الشعب الإيراني المسلم الشقيق ، قيادة ورئاسة وحكومة وشعبا وأفرادا ، فرادى وجماعات ، محافظين وإصلاحيين ، كل التقدم والإزدهار تحت الراية الإسلامية الخفاقة في سماء الوطن والعالم أجمع ، بعيدا عن تدخلات قوى الاستكبار العالمية ، والشيطان الإنسي الأكبر ، ولينصرن الله من ينصره إن الله على كل شيء قدير .
فيا أيها الشعب الإيراني المجاهد والصابر : انصر الله ينصرك ، واحفظ الله تجده تجاهك ، وأتق الله يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب . يقول الله العلي العظيم سبحانه وتعالى { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}( القرآن الحكيم ، الحج ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحريرا في يوم الأربعاء 24 جمادى الثاني 1430 هـ / 17 حزيران 2009 م .