الأربعاء، 9 يوليو 2008

هل ثمانية إسلامية تعادل ثمانية غربية 2008 ؟؟؟

هل ثمانية إسلامية تعادل ثمانية غربية 2008 ؟؟؟

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة


يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)}( القرآن المجيد ، الحاقة ) . وجاء في مسند أحمد - (ج 47 / ص 57) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ : الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ ) .
الرقم ثمانية هو من الأرقام المحبوبة في المجالات الإيمانية القويمة ، فهو رقم يبشر بالخير وهو من الأرقام الإسلامية المشهور في القرآن العظيم ، فيحمل يوم القيامة عرش الله الرحمن الرحيم الحي القيوم ثمانية ، وعدد أبواب الجنة ثمانية . ويبدو أن لهذا الرقم مزايا لا تحصى ولا تعد في الذاكرة الجماعية للأمة الإسلامية ، وللأمم العالمية في هذا الأوان ، والأيام الخالية . في العقد الزمني الخالي ظهر وطفا على السطح السياسي للكرة الأرضية مصطلح دولي جديد ( الدول الثماني الصناعية الكبرى ) التي تضم الولايات المتحدة وكندا ، وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان وروسيا . وهذه الدول الثماني الأجنبية الغربية والشرقية تمتد جغرافيا في ثلاث قارات هي : أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا ، وتجمعها سياسة ومصالح عليا رأسمالية ربوية مشتركة ويختصم بعضا منها فيما بينها في أمور جانبية خاصة الخلاف الأمريكي – الروسي في مجالات نشر الصواريخ في أوروبا .
وقد عقدت هذه المجموعة العالمية عدة اجتماعات قمة شاملة في المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والبيئية كان آخرها الاجتماع الذي عقد في جزيرة هوكايدو شمالي اليابان في الفترة الواقعة بين يومي 7 - 9 تموز 2008 . لمناقشة آخر الأوضاع والمستجدات العالمية من ارتفاع أسعار الغذاء والنفط والاحتباس الحراري وتزايد نسبة الفقر في العالم وأثر الدول الصناعية الكبرى في التخفيف والتأثير على ذلك .
وفي الفترة ذاتها ، عقد اجتماع دول الثماني الإسلامية النامية ، ولو أنها نظريا تحمل صفة الإسلامية ، لأن معظمها يحارب التيار الإسلامي المتجدد في نطاق حدودها القطرية والإقليمية الضيقة ، وتضم هذه الدول الثماني كلا من : اندونيسيا ، وماليزيا ، ومصر ، وتركيا ، والباكستان وإيران وبنغلادش ونيجيريا ، وهذه الدول الثماني تمثل نحو 14 % من سكان الكرة الأرضية ، بمعنى أن الدول الإسلامية الثماني تمتد جغرافيا لتشمل قارتي : آسيا وأفريقيا ، ويجمعها شكليا ونظريا صفة الإسلامية وإن كانت غالبيتها تتبنى الأيديولوجية العلمانية وليست الإسلامية . وقد عقدت الدول الإسلامية الثماني اجتماعها في ماليزيا لمواجهة ومواكبة اجتماع الدول الثماني الصناعية الكبرى في اليابان ، وكون ماليزيا دولة صناعية ، لها باع طويل أكثر من غيرها من الدول المشاركة في المجالات الصناعية والبنائية والاستثمارية والزراعية كالأسمدة .
ومن خلال استعراض الجوانب السلبية والايجابية للمجموعتين السابقتين : الغربية الأجنبية والإسلامية نظريا ، ترى من ستتغلب قراراتها على الأخرى ؟ بيد أنه في الوقت الراهن ستتغلب قرارات الدول الثماني الصناعية الغربية على الدول الثماني الإسلامية ، لسبب واضح للعيان وهو أن بعض الدول الإسلامية الثماني المذكورة آنفا هي ذيل بطريقة أو بأخرى للتجمع الصناعي الغربي ، ودولة مثل تركيا تريد دخول الاتحاد الأوروبي ، ودولة كمصر لها ارتباطات عميقة بالولايات المتحدة كناظم سياسي حكومي رسمي وليس كإطار شعبي ؟ فأين الرقم ثمانية الغربي من الرقم ثمانية الإسلامي في الوضع الحالي ؟ لا مجال للمقارنة بينهما أصلا ، ولكننا إذا افترضنا جدلا أن هناك مجالا للمقارنة فعلينا أن ندرك أن الدول الإسلامية ستقف صفا واحدا حيال قضايا الأمة الإسلامية المنتشرة على شتى بقاع العالم .
وقد أكدت الدول الإسلامية الثماني النامية في اجتماعها بالعاصمة الماليزية كوالالمبور الذي استمر يوما واحدا هو يوم الثلاثاء 8 تموز 2008 ، على ضرورة زيادة الإنتاج الزراعي والتعاون الإسلامي المشترك في هذا الصدد ، للتغلب على إزدياد الأسعار بشكل خيالي منذ السنة الماضية ، وطالبت بضرورة الاهتمام بالنفط الإسلامي وأن يكون للدول الإسلامية كلمة واحدة تجاه القضايا العامة الإقليمية والدولية لتأخذ دورها في التجديد والإصلاح والمشاركة السياسية والاقتصادية الغذائية والتجارية والنفطية الفعلية في اتخاذ القرارات المصرية وعدم الوقوف موقف المتفرج عن بعد الذي لا يلعب دورا مهما بل يبقى يتلقى الأوامر والتعليمات والتوجيهات من الدول الغربية التي تخطط وتبرمج للعالم وتسخره لمصالحها الحيوية وتلقي جانبا بهموم ومصالح الأمة الإسلامية التي يبلغ تعدادها أكثر من 3 ر 1 مليار نسمة ، وهو يمثل أكثر من 20 % من سكان العالم حاليا . فهل يمكننا القول ، إن هذا الاجتماع الإسلامي الثماني في كوالالمبور هو خطورة في الاتجاه الصحيح ؟ وهل سيتطور هذا الاجتماع وقراراته إلى فعل حقيقي على أرض الواقع ؟ وما مدى مساهمته في التخفيف أو الحد من تصاعد أسعار المواد الغذائية ؟ ومن بين هذه الدول الإسلامية هناك دولة إسلامية واحدة هي الباكستان التي تمتلك القنبلة النووية التي هندسها العالم عبد القدير خان الملاحق داخليا من نظام حكمه وحكومته والرئاسة الباكستانية ، وتناصر حكومة الباكستان الأمريكان المستعمرين في البلاد وأفغانستان ، فهل يجري التعاون بين أبناء الأمة الإسلامية : عسكريا وسياسيا واقتصاديا مستقبلا ؟؟ كل قرارات القمة الثمانية الإسلامية تبقى حبرا على ورق ما لم تتبعها خطوات تنفيذية لاحقة ، تبشر الأمة الإسلامية بفجر جديد وشمس ذهبية مشرقة تتمتع بالحرية والاستقلال الشامل والجامع ، في جميع المجالات والميادين العامة والخاصة . ونقول يا أيتها الدول الثماني التي اجتمعت في الآونة الأخيرة إذا طبقتم الإسلام وتعاليمه ومفاهيمه فإن الرقم الإسلامي الجديد ثمانية سيساوي الرقم الغربي القديم ثمانية بكل ما في الكلمة من معنى ، بل وسينتصر عليه لاحقا ، إذا نفذتم تعاليم وتوجيهات رسالة الإسلام العظمى ، بأن المسلمون شركاء في ثلاث مواد إستراتيجية حيوية مهمة في الوقت ذاته : الماء والكلأ والنار . فالكلأ هو جميع أنواع المواد الغذائية ، للكائنات الحية وخاصة البشرية منها ، والماء هو العنصر الاستراتيجي اللازم لجميع شؤون الحياة الإنسانية في هذه الدنيا ، والنار هو الطاقة أو كما هو معروف في عالمنا المعاصر النفط والطاقة النووية إضافة للطاقة الشمسية بصورة جماعية ، إذا طبقنا هذا المبدأ الإسلامي في الشراكة والتشارك الحقيقي الفعال ، ليصبح سياسة متداولة بين أيدي جميع المسلمين عندها يكون الرقم الإسلامي رقما عظيما يعادل في وزنه وحبيباته وقدراته الرقم الأجنبي الاستعماري الذي يخطط للاستيلاء على الثروات الطبيعية والصناعية الإسلامية في جميع أنحاء العالم ، وفي حالة وجود نظام عالمي متوازن باللجوء للإسلام الحقيقي في كل الشؤون الحياتية العامة للأمة الإسلامية والشعوب المنتشرة هنا وهناك التي تتوزع توزيعا مفتتا في قارتي آسيا وأفريقيا ، وعلى شكل جماعات وجاليات في معظم دول العالم وقاراته ، فعلى الدول الإسلامية الثماني تجنيد الدول العربية والإسلامية الأخرى لتكوين حركة إسلامية إمامية وأمامية ، عالمية واحدة موحدة حقيقية بحدها الأدنى على الأقل ، قادرة على إحداث التوازن في الميزان الدولي سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا عاما .
ومن جانبهم ، أوضح بعض قادة الدول الثماني الإسلامية النامية التي تضم نحو مليار نسمة أثناء انعقاد القمة بمدينة كوالالمبور يوم الثلاثاء الفائت : إن مشكلة أمن الغذاء والوقود المزدوجة تضغط كثيرا على دولهم وبصفة خاصة على الفقراء . وفي السياق ذاته ، دعا قادة دولتي ماليزيا وإندونيسيا أكبر منتجين لزيت النخيل في العالم قمة الدول الثماني الإسلامية النامية أن تضع حدا لتحويل الأرض الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي ، وزيت النخيل يدخل في إنتاج الوقود الحيوي ويستهلك على نطاق واسع في المنطقة كزيت طهي . وأشار الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو على أنه : ( ينبغي أن نتحرك على الفور وبشكل منسق ، تأجيل التحرك في مواجهة هذا التحدي الكبير يعني استدعاء كارثة ) . وتطرق ورسم القادة من بينهم المضيف رئيس وزراء ماليزيا عبد الله أحمد بدوي صورة قاتمة للأزمة التي شهدت ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية وصعود أسعار الغذاء أكثر من 75% منذ عام 2000 .
على أي حال ، لقد نسي أو تجاهل المؤتمرون المسلمون الثمانية في كوالالمبور الماليزية الإسلامية في صيف العام الحالي 2008 ، أن يحددوا وحدة عملة إسلامية لهم ، مثل ( الدينار الإسلامي ) أو ( الدرهم الإسلامي ) تحفظ لهم حقوقهم من أدناس وأرجاس الدولار الأمريكي الخبيث ، أو العملات الأجنبية الأخرى ، وخاصة ويلات وهموم الدولار الأمريكي العفن الذي تتلاعب به الولايات المتحدة الاستعمارية وتضرب بوساطته الإنتاج الإسلامي والاستهلاك والنفط الإسلامي والصادرات والواردات الإسلامية عموما وبالتالي أصبحت اقتصاديات الأمة المسلمة تحت رحمة العملات الغربية الاستعمارية وعلى وجه الخصوص العملة الأمريكية التي لا ترحم ، ولا تريد أن تنزل الرحمة على أبناء الأمة الإسلامية . ولو أن قرارا واحدا اتخذته القمة الإسلامية للدول الثماني النامية في ماليزيا وهو تحديد نوعية وقيمة العملة الإسلامية لكان إنجازا إسلاميا مثمرا ، يؤتي أكله في كل حين من المستقبل المنظور للمسلمين بانتظار ثمرات إسلامية جماعية أخرى لتتبوأ الأمة المسلمة مكانتها الحقيقية بين الأمم قاطبة .
وقد تزامن ذلك مع إصدار قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في العالم بيانا حذرت فيه من ارتفاع أسعار الوقود والغذاء واتفقت على خفض انبعاثات الغازات إلى النصف بحلول 2050 . وعبر قادة الدول الثماني الصناعية الاستعمارية عن قلقهم البالغ تجاه الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والنفط التي قالوا إنها تمثل مخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يواجه بالفعل ضغوطا شديدة في قطاع المال . وعلى صعيد الدول الثماني الكبرى الصناعية الأجنبية الغربية ، فقد اتفق قادتها ( بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة ) على جمع كبار منتجي النفط ومستهلكيه في منتدى عالمي جديد لبحث الطاقة ، ومناقشة الإنتاج والأسعار . وتلقي أسعار الغذاء والنفط التي سجلت معدلا قياسيا ببلوغها 145.85 دولار للبرميل الأسبوع الماضي - بثقلها السلبي الكبير على فقراء جميع قارات العالم .
ولتقليل وتهدئة الضغوط الاقتصادية على الدول الفقيرة والنامية قال مسئولون بالدول المجتمعة في اليابان : إن مجموعة الثماني الصناعية الكبرى ستكشف عن سلسلة من الإجراءات لمساعدة إفريقيا خاصة مزارعيها ، وستؤكد التزامها بمضاعفة المساعدات إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2010 مع تخصيص نصف المبلغ إلى أفقر قارات العالم وذلك بدلا من المعونات التي كانت مقررة سابقا في الاجتماع الأخير بألمانيا بمقدار 25 مليار دولار لم يدفع سوى ثلثها حتى الآن . وأصدرت الدول الثماني الصناعية بيانا سابقا اتفقت فيه على تقليل وخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري عالميا والتي نتج عنها تغييرا ملحوظا في المناخ بواقع النصف بحلول عام 2050 . وتطرق إعلان القمة حول التغير المناخي أن مجموعة الثماني ترغب : ( في أن تقر خلال المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة خفض الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة بحلول العام 2050 بمعدل النصف ) ، على أن تحدد كل دولة لاحقا أهدافا على المدى المتوسط . وفي موازاة ذلك ، انتقدت جماعات بيئية هذا الاتفاق على أن خفض الانبعاثات الغازية بواقع 50 % ليست كافية ، وطالبوا بوضع أهداف طموحة للحد من تلك الغازات بحلول عام 2020 . واتهمت جماعة الصندوق العالمي لحماية الطبيعة ( دبليو . دبليو . أف ) زعماء الدول المجتمعة باليابان بالتملص من مسئولياتهم التاريخية العالمية ، وقالت : ( إن مجموعة الثماني مسئولة عن 62 % من ثاني أكسيد الكربون المتراكم في الغلاف الجوي للأرض ، وهو ما يجعلها المتهم الرئيسي في التغيرات المناخية والجزء الأكبر من المشكلة . وكانت مجموعة الثماني الصناعية قررت العام الفائت ( الدراسة بجدية ) تحديد هدف بخفض الانبعاثات إلى النصف بمنتصف القرن الحادي والعشرين الحالي . ولكن الرئيس الأمريكي جورج بوش أصر على أن واشنطن لا يمكنها الموافقة على أهداف ملزمة إلا إذا قام كبار الملوثين مثل الصين والهند بكبح إنبعاثاتهم أيضا .
وفي السياق ذاته ، وعلى هامش مؤتمر الدول الثماني الكبرى باليابان عقد قادة دول خمس نامية ، وهي : البرازيل والمكسيك والصين والهند وجنوب إفريقيا ، اجتماعا في فندق بمدينة سابورو اليابانية يوم الثلاثاء 8 تموز 2008 قبل اجتماعهم مع زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى . وبحثوا عدة مسائل عالمية هامة منها : ارتفاع أسعار الغذاء وأسعار الوقود إلى الفقر في إفريقيا وارتفاع حرارة الأرض . وأشار فيليب كالديرون رئيس المكسيك في مؤتمر صحفي إلى أن : ( قمة الشمال والجنوب والتعاون بين شعوبنا وبين الأغنياء تجعل آليات مجموعة الدول الخمس أمر مهم للغاية ، نأمل أن نصل إلى حلول لمشاكلنا بطريقة تمكنا من تقديم إصلاح دولي يحسن قدرات بلادنا لمواجهة المخاطر المتزايدة .. اتفقنا على أنه من الأهمية بمكان عدم إلقاء اللوم في هذه المشكلات على اقتصاديات الدول النامية ، انتهينا إلى أن المساهمة الكبيرة في المجتمع الدولي والمنظمات المالية الدولية القائمة سيساعدنا على التحليل وتقديم الحلول ) .
وأخيرا لا بد من القول ، إنه لا بد من تضافر جميع الجهود الدولية لتوفير الغذاء المناسب والطاقة الملائمة لجميع سكان الكرة الأرضية ، وعدم لعب الدول الكبرى الصناعية الاستعمارية بمصير الفقراء والمحتاجين والمعوزين في العالم ، وهذا لا يتأتى إلا عبر تضافر وتعاون الجهود العالمية في الدول الصناعية الكبرى وأبناء الأمة الإسلامية والأمتين الصينية والهندية وبقية أمم العالم وشعوبه ليعيش الجميع في رخاء ووئام لا خصام ، بعيدا عن الحروب والنزاعات والاستعمار المعاصر لشعوب عربية وإسلامية .
فيا قادة الدول الثماني الكبرى التي اجتمعت في اليابان ويا قادة الدول الثماني الصغرى التي اجتمعت في ماليزيا ، ويا أيتها الأمة الإسلامية ، ويا أيتها الأمة الصينية ، ويا أيتها الأمة الهندية وسواها من الأمم ، لا تنسوا تقوى الله العظيم الحليم ، ولا تنغروا بالرقم ثمانية الآن ، سواء في اليابان أو ماليزيا ، ولا تنسوا الرقم الإسلامي ثمانية يوم الدين ، يوم يحمل عرش رب العالمين ثمانية ، ويأتي يوم الحساب العظيم ، فاتقوا الله الحي القيوم ، في أنفسكم وفي شعوبكم وأممكم ، ولا تظلموا الناس ولا تعسروا عليهم حياتهم ، بل يسروا وبشروا ولا تنفروا ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا . ويا أمم وشعوب العالم تعاونوا واتحدوا من أجل توفير الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة للجميع في جميع المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، الفردية والجماعية . واهتموا واسعوا للدخول من أبواب الجنة الثمانية ، كما جاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 128) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) . وكما جاء في مسند أحمد - (ج 47 / ص 57) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ : الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ ) . ويا أيها المسلمون في كل مكان وزمان ، تذكروا القول النبوي الخالد ، كما ورد في صحيح مسلم - (ج 10 / ص 1) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) . نترككم في أمان الله ورعايته . والله ولي التوفيق .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: