السبت، 23 مايو 2009

وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا .. حرية الصحافة والإعلام ..في يوم الصحافة العالمي 3 أيار 2009


وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ..
حرية الصحافة والإعلام ..
في يوم الصحافة العالمي
3 أيار 2009





د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
يطلق على وسائل الصحافة والإعلام في العالم منذ غابر الأزمان لقب ( صاحبة الجلالة ) لتمجيدها والتعظيم من قدرها ، فصاحبة الجلالة ( الصحافة والإعلام ) يفترض أن تكون لها الكلمة المسموعة واللسان الطيب الطويل في التغيير والإصلاح ، والقلم النبيل في الدعوة للحق والحقيقة ، ومحاربة الجهل والجهلاء والسفاهة والسفهاء ، والغبار والأغبياء ، وأن يكون لها فصل الخطاب في شتى الأنواع والأشكال من صحافة مطبوعة وخاصة الصحف والمجلات ، وصحافة أو إعلام مسموع كالإذاعات وإعلام مرئي كمحطات التلفزة والفضائيات التي تمخر عباب السماء ، وهناك الإعلام المختلط الذي يجمع ما بين المطبوع والمسموع والمرئي وهو عالم الانتر نت ( من شبكات عالمية ومنتديات ومواقع عامة وخاصة ) الذي أصبح له دورا بارز لا يستهان به . ومع تطور وسائل الاتصال الجماهيري المذكورة آنفا ، تراجعت حرية الصحافة والإعلام في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف سنويا 3 أيار – مايو . فوسائل الإعلام على اختلاف أسمائها ومسمياته ، وتوجهاتها ومشاربها وألوانها وأطيافها الفردية والجماعية والرسمية ، تعاني من الملاحقة والضغوظ المتعددة على مسرح الحياة اليومية ، من التهديدات والإغلاقات والتشويش المرئي والمسموع واختراقات قراصنة الانترنت ( الهكرز ) لمواقع الشبكة العنكبوتية ، والاعتقالات الإدارية والسياسية والأحكام الجائرة بحق العاملين في مهنة المتاعب والأهوال من الصحافيين المخضرمين والناشئين وما بينهما ، وما بين بينهما ، وللكلمة أكثر من معنى ومغزى . وتتصدر الدول الاستعمارية عبر القارات والمحيطات ، في جميع أنحاء الكرة الأرضية صدارة الاعتداء الخانقة على الحريات العامة لتتعدد وتتشعب وتتلون كالحرباء في كل زمان ومكان حسب الطبيعة المعاشة في هذا الركن أو ذاك من العالم الدنيوي . وغني عن القول ، إن هناك مئات الإعلاميين والصحافيين الذين تضرروا من هذه الفئة الحاكمة أو تلك الطغمة الطاغية أو الزمرة الباغية ، وتنوعت أشكال وأنواع الأضرار من الضرب الوحشي ، إلى الحجز في الزنازين ، ومن الأحكام التعسفية الجائرة إلى الغرامات الباهظة ، إلى الملاحقة المخابراتية مرورا بالاستشهاد وإغلاق وتدمير محطات الإذاعة والتلفزة والفضائيات ومنع توزيع المطبوعات وحرقها ، وما إلى ذلك . وكل هذه الأساليب تقع طبعا في خانة التعديات غير المبررة ضد الإعلاميين والصحافيين النشامى الذي أبوا إلا أن يبينوا الحقائق ويضعوها واضحة وساطعة كشمس الصيف الذهبية اللاهبة ، أمام الشعوب والأمم في شتى بقاع الأرض . ومن المفترض في وسائل الإعلام أن لا تخضع للضغوط والابتزاز من هذا أو ذاك ، سواء أكان فردا أو حزبا أو جهة رسمية أو حكومية ، فالحق أحق أن يقال ، ويفترض في الإعلامي المتمرس الضليع في الشؤون العامة والخاصة في أن يكون شجاعا مدافعا عن الحق والحقوق وحاميا لقضايا شعبه وأمته ، وذا خلق قويم بعيد عن الفساد والمفسدين في الأرض الذين يعيثون في الأرض فسادا ويقلبون الحق إلى باطل ، والباطل إلى حق مزيف ، دونما تفضيل لمصالحه الخاصة والعائلية والحزبية والمصلحية على الصالح العام . ولضمان قيام الإعلامي بدوره الصحيح والناجح ، في الحياة العامة والخاصة ، ينبغي أن يكون هاويا ومهنيا ، بمعنى له هواية في العمل الإعلامي ، ومؤهل مهنيا في شتى الفنون الإعلامية ، في الآن ذاته ، دون أن يلتفت للمغريات وسياسات الترغيب والترهيب مهما كلف الأمر ، أو التنحي جانبا ، طالما هو لا يمكنه أو لا يقدر على تحمل المسؤولية . وكثيرا ما يتم شراء ذمم بعض الإعلاميين من المنتفعين والمتسولين والمنافقين بالدراهم والمناصب والمنح المالية ، والعينية ، والسفرات الخارجية ، والتسكع على أبواب الحكومات والأحزاب الفاجرة المنتشرة في الأنظمة الرأسمالية والشيوعية الفاسدة والمفسدة في الآن ذاته . وهناك آلاف الإعلاميين للأسف قد باعوا ضمائرهم وأخلاقهم في سبيل دولارات بخسة من العم سام أو ما شاكله من المستعمرين الإعلاميين في العالمين القديم والجديد . ولهذا لا بد من مصدر رزق ثابت للإعلاميين دون منغصات أو تهديدات بقطع الأرزاق لأن قطع الأعناق أفضل للإنسان من قطع الأرزاق ، مما يجعل الشعب والأمة يفتقدون للكلمة الناصحة والمرشدة والملاحقة للفساد والمفسدين في الأرض . على أي حال ، هناك بعض الوسائل الخسيسة التي تلاحق بها بعض الجهات الفاجرة وسائل الاتصال الجماهيري ، من الإدارات والصحافيين على حد سواء ، بالتهديد والوعيد تارة وبالضغوط المالية تارة وبالاعتقال والسجن طورا آخر وإغراقهم بالمجون والخلاعة أطورا . وبناء عليه ، فإن الأمة المكممة الأفواه هي أمة مكبلة اليدين والرجلين واللسان على السواء ، ويؤدي بها هذا الأمر إلى مهاوي الردى والقهقرى ، وبالتالي فإن الفاسد أو المفسد هو الذي يخاف من انتقاد الآخرين النقد البناء ، بعيدا عن التجريح والتهويل والمبالغة في سرد الأخبار والتقارير والتحقيقات المكتوبة والمسموعة والمرئية والمختلطة التي تجمع الأساليب الإعلامية الثلاثة بجدية وصدق مميزين . وعلى النقيض من ذلك ، فإن الحرية الإعلامية المصونة والمضمونة للجميع دون استثناء تساهم في رقي المجتمع ومحاربة الرذيلة والرذائل ، وينبغي التنبه إلى عدم استغلال الحرية الإعلامية في التجريح ونشر الأنباء الفاسقة والفاجرة والكاذبة مما يشوه الحقائق ويجعلها تزحف زحفا في المجتمع وبالتالي التسبب بالأذى العام والخاص عن حسن نية أو عن سبق الإصرار والترصد وكلاهما باطل يزيغ عن الحق . وكثيرة هي الوسائل الإعلامية التي تروج للأكاذيب والتضليل للأفاكين الآثمين ، دون سند قانوني أو اجتماعي أو سياسي أو أخلاقي ، وتنشر الفضائح والمهازل والمجون وتساهم في تفشي الأمراض الاجتماعية كالمخدرات والجرائم والجنح وبذر بذور الشقاق والنفاق ، وشن الحملات الإعلامية الساذجة القبيحة ، بدلا من محاربة الفجور والنفاق والثبور . وبناء عليه ، نقول إن الإعلامي الناجح ، ذكرا أو أنثى ، هو الذي يساهم في نشر الوعي والثقافة على اختلاف أشكالها وصورها ، ويحارب الرذيلة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحارب الاحتلال والظلم والاستغلال والقهر والفساد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، ويعمل على ترسيخ وتعزيز القيم الفاضلة والعادات والتقاليد الأصيلة الساعية للتطور والتطوير الذاتي والمجتمعي بكل ما أوتي من قوة الحق ، لا حق القوة ، وشتان بين السياستين المتناقضتين . وكلمة لا بد منها في يوم الصحافة والحرية الصحفية العالمية ، إنه ينبغي أن يأخذ كل ذي حق حقه ، وأن يكون الإعلامي على قدر المسؤولية ، فالكلمة تغير وتخيف الفساد والمفسدين ومن والاهم من المنافقين العامين ، وتجعلهم يحسبون لها كل حساب ، ونلاحظ أن السفهاء المفسدين في الأرض يحاولون ويسعون دوما لملاحقة الإعلاميين الذي ينشرون الأنباء كما هي وتوضيحها للجميع دون خوف أو وجل من أحد فلا يخافون في الله لومة لائم . فيعمد هؤلاء الأشرار إلى اغتيال الإعلاميين أو تحييدهم أو مقاطعتهم ، خوفا وطمعا في أنبائهم لكيلا ينشرون الجرائم والمفاسد والكبائر والموبقات التي توبق المجتمعات وتجعلها موصدة ومكبلة اليدين والرجلين ، وتجعل المجتمع يدور حول نفسه في دائرة مفرغة ولا يدري ماذا يفعل بسبب اليأس والقنوط . وفي يوم الصحافة العالمي ، نرفع صوتنا عاليا ، نعم للتعددية السياسية والفكرية ، ولا وألف لا للقمع العسكري ، ولا لسياسة الترغيب والترهيب لتضليل المجتمع عبر وسائل الإعلام . ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب حينما قال : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " . فالكلمة الحرة الطيبة توزن بموازين الذهب الغالي ، من أعلى الدرجات ، والكلمات الصفراء الباهتة لا تسوى الحبر والورق أو وسيلة الإعلام التي نشرت بها . فتحية لوسائل الإعلام الصادقة الصدوقة مع ربها أولا ثم مع نفسها ثانيا ثم مع الناس ثالثا ، فالمراقبة الذاتية لتطبيق التعاليم الإلهية واجبة على الفرد والجماعة والأمة ، ويجب تسمية الأمور بمسمياتها ، وليس اختلاق أسماء بعيدة كل البعد عن الأصل والجذر والجوهر . ويحضرني في هذا المجال ، محاولة تغيير اسم ( انفلونزا الخنازير ) لاسم آخر لا يمت للحق والحقيقة بصلة ، وهي محاولات سخيفة لتقليل أهمية هذا الوباء العالمي لحيوانات محركة إليها عبر القرآن المجيد ، كتاب الله العزيز للرسالة الإسلامية الحنيفية ، حيث أصيب مئات الأشخاص من قرابة 20 دولة به وبدلا من مواجهته دينيا تجري عملية الترويج لاسم آخر ، لصيانة حرمة حيوانات الخنازير المقرفة وأبعاد تسليط الأضواء عن مساوئها ونتنها . فيا أيها الإعلاميون الناطقون باسم الشعوب والأمم ، غيروا المنكر ، ولا تتستروا عليه ، فحاربوا البغاء السياسي قبل الجنسي ، وحاربوا الفساد الأخلاقي قبل الفساد الإداري، وقاوموا الاستغلال الاقتصادي والربا ، وحاربوا الكبائر ما ظهر منها وما بطن ، وأحلوا ما أحل الله وحرموا ما حرم الله خالق الخلق أجمعين ، ولا تساهموا في الترويج لها عبر الأفلام الإباحية والإعلام الخليع الذي يسوق صاحبه إلى المهالك الهالكة المتهالكة ليصب في نار جهنم وبئس المهاد . ويا أصحاب الصحافة والإعلام ، اجتنبوا الزور وقول الزور ، ولا تشهدوا إلا بحق ، ولا تكونوا أبواقا كالببغاوات تردد ما يملى عليها من الذين يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا . فقد وصف الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) }( القرآن المجيد ، إبراهيم ). على العموم ، إن لكل شخص حرية ولكنها تتوقف عندما تقترب من التعدي على الآخرين دون وجه حق ، فيجب البعد عن التشهير الشخصي أو الفردي ، ويجب عدم الاقتراب من المحرمات الإلهية فتلك خطوط حمر ابتعدوا عنها ، ولا تنشروا السفاهات والمنكرات بين الأمم . وطوبى لمن يعرف الحق فيتبع سبيله ، وطوبى لمن ينشر الأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والبغي والظلم والظلام . وكلمة لأهل فلسطين ، في الوطن والمنافي ، في أرض الإسراء والمعراج ، أرض المسجد الأقصى الحزين الذي يئن الأنين تلو الأنين ، ابتعدوا عن التشهير والتطبيل والتزمير الإعلامي ، وأوقفوا الحملات الهستيرية ، ضد بعضكم البعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، وأدعوا إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلوهم بالتي هي أحسن ، وليكن كل حزب بما لديهم فرحون ، ولكن بعيدا عن شن الحملات الإعلامية ، فالإله واحد ، والرسول واحد ، والوطن واحد ، والمصير واحد والتاريخ واحد ، والعدو واحد ، إعدلوا هو أقرب للتقوى . ولتتجه بوصلة السهام الإعلامية نحو المحتلين والظالمين ليثوبوا إلى رشدهم ويتركوا أهل الأرض المقدسة وشأنهم ، لبناء دولتهم ، فوق أرض الآباء والأجداد . أيها الصحافيون والإعلاميون ، ابتعدوا عن الصياح الإعلامي المضلل ، يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}( القرآن المجيد ، لقمان ) . فلا داعي للصياح الإعلامي المنفر ، فبشروا ولا تنفروا ، فالنفير النفير الإعلامي لمقاومة إبليس وأعوان إبليس من شياطين الإنس والجن ، وكلهم سواء . وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الأخيار . فأنتم أيها الإعلاميون الفلسطينيون والعرب والمسلمون ، من يواجه الحرب النفسية والإلكترونية الموجهة لإختراق الإنسان العربي المسلم في فلسطين وأشتات العالم ، فكوا على قدر المسؤولية ، فالبوق لا يواجهه بوق أو أبواق مثله بل أصوات صادحة مليئة بالكلم الطيب الحكيم كما ونوعا . وكلمة أخيرة ، يجب أن لا يقوم الإعلام بتمجيد الزعامات في المجتمعات ، بل ينبغي أن يلعب دوره الأساسي في المراقبة والنقد البناء والشفافية والنزاهة ، والإصلاح العام والخاص ، يقول الله الغني الحميد ، في محكم التنزيل : { قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }( القرآن الحكيم ، هود ) . والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: