السبت، 30 مايو 2009

العملة الصهيونية .. الليرة والشيكل الإسرائيلي في فلسطين المحتلة 1948 - 2009

العملة الصهيونية ..
الليرة والشيكل الإسرائيلي
في فلسطين المحتلة 1948 - 2009
د. كمال علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

الشيقل الكنعاني
كانت وحدة العملة المتداولة في أرض كنعان سابقا ، الشيقل أو الشاقل الكنعاني ، لتسهيل عملية التبادل التجاري الفردي والقبلي على نطاق واسع إلى جانب التبادل العيني بالسلع والبضائع المتنوعة بين أهل البلاد والقبائل المهاجرة أو الإمبراطوريات الغازية لأرض فلسطين التاريخية ، ثم تعامل به بنو إسرائيل السابقين في الأرض المقدسة . وبهذا فإن وحدة العملة الكنعانية في بلاد ما بين البحرين ، البحر الأبيض المتوسط غربا والبحر الميت شرقا ، وهي فلسطين القديمة هي العملة الأساسية . ويخطئ كل من يظن أن اسم وحدة العملة الصهيونية الشيكل أو الشيقل أو الشاقل هي تسمية يهودية بل هي تسمية كنعانية أصيلة منذ غابر الأزمان والقرون الخالية .
نشأة وحدة العملة الصهيونية ( الليرة - الشيكل )
بعد قيام الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة في 14 ايار 1948 ، اهتمت حكومة الاحتلال بزعامة رئيس وزرائها الأول دافيد بن غوريون بالاقتصاد الصهيوني الناشيء ، فالغت الجنية الفلسطيني ، الذي فرضته سلطات الاحتلال البريطاني في فلسطين ما بين 1917 - 1948 ، وقت الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني في أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية ، فعملت على إصدار عملة صهيونية لأول مرة في التاريخ مستلهمة ذلك من المؤتمر الصهيوني التأسيسي الأول في بازل السويسرية بزعامة تيودور هرتزل ما بين 29 - 31 آب 1897 م . وكان اسم هذه العملة الصهيونية الجديدة آنذاك ( الليرة الإسرائيلية ) ثم تطور لاسم الشيكل ( الشيقل أو الشاقل ) الإسرائيلي ، ثم الشيكل الإسرائيلي الجديد بحذف صفر من اصفار العملة الصهيونية المتداولة أكثر من مرة لتجنب التضخم وانخفاض قيمة العملة الصهيونية المتداولة في فلسطين المحتلة .
سلة العملات المتداولة في فلسطين المحتلة
هناك العديد من العملات العربية والإقليمية والدولية التي يجرى تداولها في سوق الصرافة الفلسطيني والصهيوني في فلسطين الكبرى وهي : أولا : الشيكل الإسرائيلي : وهي العملة الأولى في البلاد ، لسيطرة الكيان الصهيوني على فلسطين سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، فالاحتلال الصهيوني يتحكم بمختلف شرائح وأجنحة الاقتصاد الفلسطيني .
ثانيا : الدينار الأردني : وهو العملة الثانية في البلاد التي يتداولها الفلسطينيون وخاصة في الضفة الغربية ، حيث كانت العملة الأولى في هذه المنطقة منذ 1950 - 1967 عندما أشرفت الحكومة الأردنية على إدارة شؤون الضفة الغربية وكانت جزءا لا يتجزأ من المملكة الأردنية الهاشمية . وتدفع العديد من المؤسسات والشركات العاملة في فلسطين للموظفين والعمال لديها بالدينار الأردني مثل الجامعات الفلسطينية وشركة الاتصالات الفلسطينية وغيرها . وكذلك يجري التداول بالدينار الأردني في البورصة الفلسطينية ( سوق المال الفلسطيني ) . ويتم دفع مهور العرائس بفلسطين بالعملة الأردنية ( الدينار ) وأقساط الجامعات الفلسطينية وشراء المعدن النفيس ( الذهب الصفر ) .
ثالثا : الدولار الأمريكي : وهو العملة الثالثة التي يتم التداول بها في فلسطين المحتلة ، من العرب واليهود على السواء . ولكن الدولا يحتل المرتبة الثانية بعد الشيكل لدى يهود فلسطين المحتلة في المعاملات الفردية والجماعية والرسمية . وهو العملة الثانية التي يتعامل بها الفلسطينيون في البورصة الفلسطينية حيث يتم شراء وبيع الأسهم بهذه العملة الدولية .
رابعا : الجنية المصري : وهو العملة الرابعة التي يجري التداول بها في قطاع غزة لدى الفلسطينيين ، ولا يتم التعامل بها رسميا في الضفة الغربية لدى الفلسطينيين .
خامسا : اليورو الأوروبي : وهو العملة الخامسة التي يجري التداول بها في فلسطين المحتلة لدى المواطنين العرب ، والعملة الثالثة لدى السكان اليهود .
سادسا : العملات الأخرى : مثل الريال السعودي اللازم لتسهيل عمليات الذهاب والإياب للمواطنين الفلسطينيين المسلمين للديار الحجازية لتأدية مناسك العمرة وركن الحج الإسلامي .
وفي فلسطين ، جاءت اسعار العملات الرئيسية الأربع المتداولة في السوق المصرفي الفلسطيني مقابل الشيكل الاسرائيلي في بدء التداول المصرفي صباح اليوم السبت 30 أيار 2009 كالآتي : الدولار الأمريكي : 3.93 شيكلاليورو الأوروبي : 5.56 شيكلالدينار الأردني : 5.55 شيكلالجنيه المصري : 0.69 شيكل
الشيكل الإسرائيلي والدولار الأمريكي
ترتبط العملة الصهيونية ( الشيكل الإسرائيلي ) بالدولار وليس لها ارتباط وثيق بالذهب لا من قريب أو بعيد . وتعتبر عملة الشيكل الإسرائيلي الجديد ، هي العملة الأولى المتداولة في فلسطين المحتلة الآن في عام 1430 هـ / 2009 م سواء بين أيدي العرب ، سكان فلسطين الأصليين ، أو اليهود الغرباء الطارئين على الأرض المقدسة ، فهي عملة التداول اليومي والبيع والشراء الأساسية ، من أغذية والبسة واحتياجات عامة . وتدفع الحكومة الصهيونية لموظفيها والعمال العاملين في القطاع الخاص بالشيكل الإسرائيلي . وفي المقابل تدفع الحكومة الفلسطينية ( السلطة الوطنية الفلسطينية ) لموظفيها في القطاع الحكومي بالعملة الصهيونية ( الشيكل الإسرائيلي ) إذ لا توجد عملة وطنية فلسطينية متداولة في البلاد ، واقتصاد فلسطين مرتبط ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الصهيوني بسبب المقاصة والضرائب والجمارك والاستيراد والتصدير .
فئات الشيكل الإسرائيلي
تتنوع فئات وحدة العملة الصهيونية ( الشيكل الإسرائيلي ) التي يصدرها البنك المركزي الصهيوني ( بنك إسرائيل BANK OF ISRAEL ) في العام الحالي 2009 ، إلى عدة فئات معدنية وورقية أو بلاستيكية هي :
أولا : فئات المعدن : أغورة ، 10 أغورات ، نصف شيكل ، شيكل واحد ، 2 شيكل ، 5 شيكل ، 10 شيكل . وقد غابت فئات الأغورة عن الوجود بسبب التضخم وانخفاض قيمتها الشرائية الحقيقية وبقيت الفئات الأخرى بين أيدي التداول البشري .
ثانيا : الفئات الورقية والبلاستيكية : 10 شيكل ( الغيت سابقا ) ، 20 شيكل ، 50 شيكل ، 100 شيكل ، 200 شيكل ، 500 شيكل .وتحمل جميع فئات الشيكل الصهيوني ( الإسرائيلي ) الاسم والقيمة باللغات الثلاث المتداولة في الثلاث بشكل كبير وهي : العبرية والعربية والانجليزية .
شعارات العملة الصهيونية
يضع ( بنك إسرائيل ) على وحدات العملة الصهيونية ابتداء من العملة السابقة الملغاة وحتى العملة المتداولة حاليا شعارات يهودية وصهيونية متعددة منها : خريطة إسرائيل الكبرى ، كما هو مصكوك على فئة ( الأغورة - 10 أغورات ) صورة خريطة ( إسرائيل الكبرى ) مصكوكة على 10 أغورات إسرائيلية وفوقها الشمعدان اليهودي ، والشمعدان اليهودي والنجمة السداسية ، والخطوط الزرقاء والبيضاء ، والعلم الصهيوني ، وصور شخصيات يهودية وصهيونية بارزة مثل تيودور هرتزل ، ودافيد بن غوريون ، وجولدا مائير وغيرها من الشعارات والصور . وتحض وحدات العملة اليهودية يهود العالم على القدوم السريع لفلسطين حيث تلعب دورا ماليا وسياسيا وإعلاميا في الآن ذاته . وعلى النقيض من ذلك تسبب القهر والظلم لأهل البلاد الأصليين .
آثار التعامل بالعملة الصهيونية على الشعب الفلسطيني
يتأثر الشعب الفلسطيني بتذبذب صرف العملة الصهيونية المتداولة في فلسطين الكبرى المحتلة ، بصورة سلبية كبيرة ، حيث يخسر كل من يتعامل بالشيكل الإسرائيلي جراء الارتفاع والهبوط لقيمة العملة بشكل متسارع بين الحين والآخر . ولهذا لا يلجأ أهل فلسطين الأصليين للتوفير بالعملة الصهيونية ( الشيكل الإسرائيلي ) إلا ما ندر ، ويتم التركيز في مجال الإيداعات والمدخرات والبنوك بالدينار الأردني بالدرجة الأولى ، وخاصة التوفيرات . ولا تمنح البنوك العاملة في فلسطين سواء أكانت فلسطينية أو عربية أو أجنبية القروض الربوية ( بالفائدة ) الا بالدينار الأردني أو الدولار الأمريكي وقليلا ما يتم منح تسهيلات بالشيكل الإسرائيلي بسبب عدم الثقة بالشيكل وعدم الراحة النفسية من التعامل به أو الخسائر المتوقعة التي يسببها . ورغم وجود سلطة النقد الفلسطينية ( البنك المركزي الفلسطيني ) المغيب على الساحة الاقتصادية الفعلية ، فإن الاقتصاد الفلسطيني يئن من وطأة التحكم والهيمنة الاقتصادية الصهيونية على أجنحة الاقتصاد في فلسطين الكبرى . ويدفع أبناء الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا جراء غياب العملة الوطنية الفلسطينية ، لعدة أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية عامة وخاصة ، فيضطر أهل البلاد الأصليين إلى التعامل بعملة الاحتلال والمحتلين مع ما يشكله ذلك من أرق نفسي وقلق اقتصادي متعاظم كما حدث خلال العقود الزمنية الستة الأخيرة منذ عام 1948 - 2009 . وغني عن القول ، إن وحدة العملة الصهيوني ( الشيكل الإسرائيلي الجديد ) المتداول سابقا وحاليا غير معترف به دوليا ويتم تدعيمه بالدولار الأمريكي . وفي أيار 2008 أعلن بنك "سي إل إس" للتعاملات الدولية أنه قرر ضم الشيكل الإسرائيلي إلى جهاز المقاصة التابع له ليكون من الممكن استبداله بـ16 عملة صعبة أخرى، اعتباراً من 26 أيار - مايو 2008 .وقد اعتبر البنك المركزي الصهيوني ( بنك اسرائيل ) في تل أبيب أن هذا الإجراء عاملاً معززاً لمكانة الجهاز المصرفي الإسرائيلي في العالم. وبذلك أصبح الشيكل قابلاً للتداول في الأسواق العالمية لأول مرة في التاريخ الصهيوني .
تزييف العملة الصهيونية
كثيرا ما يتم صك عملة صهيونية مزيفة ، وخاصة فئات العملة ذات القيمة العالية خاصة من فئات : 50 شيكل ، و100 شيكل ، و200 شيكل . وكان في أحايين أخرى تم ترويج فئات أخرى من المعدن مثل : 5 شيكل و10 شيكل حيث طبعت في الصين وجرى تسويقها حتى تم اكتشافها ، وهذه الترويجات المزيفة تجعل الفلسطيني يزداد هروبا وعدم التقبل لهذه العملة الصهيونية الأجنبية التي تسبب له المتاعب والخسائر الاقتصادية المتلاحقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

حسبي الله ونعم الوكيل علي اليهود واتباعهم

وعا وسويا وجنبا الي جنب حتي القدس حتي القدس حتي القدس