السبت، 23 مايو 2009

رسالة مفتوحة إلى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر بمناسبة زيارته الأرض المقدسة ( فلسطين ) 11 – 15 أيار 2009


رسالة مفتوحة

إلى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر

بمناسبة زيارته الأرض المقدسة ( فلسطين )

11 – 15 أيار 2009

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : إعلان الإسلام ونصرة الأرض المقدسة

الحبر الأعظم / بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر المحترم

السلام على من اتبع الهدى ، وبعد ،
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وفي مقدمتهم محمد بن عبد الله والمسيح عيسى بن مريم وموسى بن عمران وعلى جميع عباده وأوليائه الذين اصطفى وكفى ،
بادئ ذي بدء ، نرحب بقدوم شخصكم على الأرض المقدسة ، فلسطين المباركة ، عامة وفي بيت لحم والقدس والناصرة خاصة للاطلاع على أوضاع النصارى في فلسطين ، كجزء من الشعب العربي الأصيل في هذه البلاد . أرض الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ، وفي مقدمتهم إبراهيم واسماعيل واسحاق وموسى وعيسى ومحمد خاتم الأنبياء والمرسلين . ونذكر حضرتكم بأن فلسطين ، هي أرض عربية مسلمة منذ البدء وإلى الأبد ، فهلا تذكرون العهدة العمرية من أمير المؤمنين الفاروق الخليفة الإسلامي الثاني عمر بن الخطاب ، الذي فتح بيت المقدس وعموم فلسطين سنة 636 م / 15 هـ ، وأعطى الأمن والأمان لنصارى فلسطين وطرد المحتلين الرومان واللصوص من بيت المقدس ، لا أخالكم نسيتم أو تنسون تلك الفاتحة الخيرة بين أبناء فلسطين العرب ، والتسامح الإسلامي في نشر الدعوة التوحيدية الحقيقية ، في شتى قارات العالم ، ومن بينها قارة أوروبا التي ولدت فيها ، وألمانيا بلدكم الأصلي . لقد زرت فلسطين ، الأرض المقدسة ، ووجدت الترحاب والاستقبال الحافل من أهل فلسطين الأصليين الطيبين ، ووجدت الجفاء من المحتلين اليهود الغرباء الطارئين على أرض فلسطين ، أرض الزبور والإنجيل ، وأرض معظم الأنبياء ، وأديت الحج النصراني في أرض المسيح عيسى بن مريم ، وهي ذاتها أرض الإسراء والمعراج برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى . وكما تعلم فإن لكل رسول أو نبي من أنبياء الله معجزة أو معجزات شتى ، فمثلا معجزة المسيح عيسى بن مريم ولادته بلا أب ، وكلم الناس بالمهد وسيكلمهم كهلا لاحقا ، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله الخالق المصور رب العالمين ، خالقه وخالق الخلق أجمعين ، بينما من معجزات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر به المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، القرآن العظيم فيه ذكر البشر منذ بدء الخليقة إلى يوم البعث والحساب العظيم في يوم الدين ، وكذلك معجزة الإسراء والمعراج ليلا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك بالأرض المقدسة ، وإمامته بجميع الأنبياء والمرسلين ومن ضمنهم عيسى بن مريم ، وبذلك يكون الإسلام الشامل هو الرسالة الإلهية الخاتمة لجميع الرسالات القصيرة السابقة وبالتالي على الجميع إتباع الإسلام العظيم ، وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين الأتقياء الأتقياء المحسنين الأبرار ولعلك تكون منهم . وإعلم أيها الحبر النصراني الأعظم أن الإسلام رسالة سماوية إلهية أنزلها الله سبحانه وتعالى لعباده المتقين الأخيار ، ومن يبتعد عن الإسلام فقد أختار طريق الفجرة الكفرة ، من المغضوب عليهم والضالين الذين سيعاقبهم الله جل شأنه ، فالله سيظهر هذا الدين على جميع الملل والنحل ولو بعد حين ، فتدبر في القول الرباني على لسان المسيح عيسى بن مريم عليه السلام : { إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}( القرآن المجيد ، الصف ) . وجاء في قول رباني عميم وقويم آخر : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) }( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .

إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ
أيها الحبر الأعظم ، صاحب دولة الفاتيكان الصغرى في روما ..
يقول الله الحي القيوم عز وجل : { الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) }( القرآن المبين ، آل عمران ) . أيها الحبر الأعظم بنديكتوس السادس عشر ، أنظر أين الباباوات السابقين من قبلك ، بنديكتوس الأول إلى الخامس عشر ، لقد عفا عليهم الزمن في الأمم الغابرة ، وأين البوالصة ممن سبقوكم أو لازموكم ؟ في حاضرة الفاتيكان في روما ، كدولة كنسية دينية نصرانية ( مسيحية ) مصغرة لتحجيم الدين النصراني في أوروبا ، وفق مبدأ فصل الدين عن الدولة فيما يسمى بالعلمانية ؟ فلتأخذ العبرة والعظة ممن سبقوك ، وتسابق على جنة عرضها السماوات والأرض ، أعدت للمتقين المحسنين من أهل الإسلام العظيم . ولقد كبر سنك وبلغت من الكبر عتيا ( 82 عاما ) ونيف ، فبادر إلى إصلاح نفسك ، وإعلان إسلامك ، وأنت في ارض الإسراء والمعراج ، الأرض المباركة التي قدسها الله الحميد المجيد ، للأمة الإسلامية على مدار التاريخ البشري .
المسلم المسيح عيسى بن مريم رسول الله ..

في الإسلام العظيم
أيها الحبر النصراني الأعظم في العالم …إعلم ، وأظنك تعلم ، ولكن للتذكر والتذكير ليس إلا ، أن الإسلام يمجد ويحترم رسول الله المسيح عيسى بن مريم ، كنبي من أنبياء الله ، من أمه مريم عليهما السلام ، وليس غير ذلك ، فالمسيح عيسى بن مريم واحد من وجهاء البشر كسائر الآدميين الذي جعله الله وجيها في الدنيا والآخرة ، وليس كمثلكم كما تسيئون لرسول الله المصطفى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين علما بأنه في الإنجيل الصحيح ، ذكر لنبي من بعد عيسى بن مريم ، ولكنكم لا تريدون الإيمان به ، وتقولون عليه الأقاويل غير الصحيحة ، فهو إمام المتقين في الأولين والآخرين . يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) }( القرآن العظيم ، آل عمران ) .

الله - إله واحد لا إله إلا هو لا ثلاثة
يقول الله العظيم الحليم تبارك وتعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }( القرآن العظيم ، النساء ) .
أيها الحبر الأعظم .. إعلن إسلامك تربح
لقد آن الأوان أن تنصح النصارى من طائفة الكاثوليك التي تديرها في العالم ، والبالغ عددها حوالي 1.3 مليار نسمة ، وتقدم الإرشاد لبقية الطوائف النصرانية واليهودية أثناء رحلة الحج إلى الأرض المقدسة ، بأن تعلن إسلامك وإتباع رسالة الإسلام الخالدة ، وأطلب من أتباعك بأن يعلنوا إسلامهم جهارا نهارا دون خوف أو وجل ، فالدين الإسلامي هو الرسالة التوحيدية الخاتمة والناسخة لجميع الملل القومية والزمنية المؤقتة السابقة ، والإسلام يجب ما قبله . وتذكر بأن الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس ، وليست أمة وثنية أو هرطقة دينية كما تظن ويظن من أساء ويسئ فهم الدين الإسلامي القويم .
بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في بيت لحم بالأرض المقدسة 13 أيار 2009
نحن كمسلمين نعلم جماعيا وشخصيا ، تعصبك لصليبك الذي تلبسه وتزهو وتفتخر به ، وإساءتك للإسلام ولم تعتذر عن هفواتك السابقة حتى الآن ، ولكن أود إعلامك ، وأظنك تعلم أكثر من غيرك ، من البابوية السابقين ، أن المسيح عيسى ابن مريم نجله ونحترمه في الإسلام أسوة بجميع الأنبياء والمرسلين ، من رب العالمين للعباد على مر الزمان والسنين في القرون الخالية في الأولين والآخرين . وقد ورد اسم المسيح وأمه الصديقة في القرآن المجيد ، الكتاب الإسلامي الأول ، وهناك سورة خاصة بالقرآن العظيم تحمل أسم ( سورة مريم ) البتول عليها السلام ، وجانب من حياة مريم وأبنها المسيح في الأرض المقدسة ، وبشارتها به في الناصرة وميلادها في بيت لحم ، ومطاردته من يهود فلسطين ( بني إسرائيل الغابرين ) في بيت المقدس وصعوده إلى السماء حيث أنجاه الله العزيز الحكيم جل جلاله ، فتمعن في الآيات القرآنية المجيدة التي تنطق بالحق المبين ، كلام رب العالمين عن بني إسرائيل الغابرين : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}( القرآن المجيد ، النساء ) .
أيها الحبر الأعظم ، قل وردد ، كما يقول الله العلي العظيم : { رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) }( القرآن الكريم ، آل عمران ) .
مريم العذراء .. وكلام المسيح عيسى بن مريم

لقومه حسب الإسلام
ورد في بعض الآيات القرآنية المجيدة حديث للمسيح عيسى بن مريم لقومه قائلا : { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) }( القرآن العظيم ، مريم ) . وإعلم أيها الحبر النصراني الأعظم .. يا صاحب الصليب .. أن الله جل جلاله ، سينزل المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، من السماوات للأرض ، ليدمر الصليب الذي تحملونه ، على صدوركم وأكتافكم ورقابكم ، لأنه لم يصلب ولم يقتل ، وسيقتل الخنزير الذي تأكلونه ، لأنه محرم إسلاميا ، وترى مدى الخوف والوجل من إنتشار وباء ( انفلونزا الخنازير ) في شتى قارات العالم ، وأن المسيح عليه السلام سيقيم العدل والمساواة ويرفع الظلم عن أهل الأرض المقدسة ، أرض الإسراء والمعراج فانتظر إنا منتظرون . وقد أخبرنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ، أن المسيح عيسى بن مريم الذين تجلونه وتنزلونه منزلة عظيمة ، ونجله ونحترمه أكثر منكم ، سينزل مرة ثانية من السماء ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وينصر الدين الإسلامي في الأرض المقدسة ، لفترة من الزمن ثم يتوفى للمرة الأولى ، لأنه لم يتوفى سابقا ، كما تظنون وتحملون الصليب من أجل ذلك على صدوركم ، وسيدفن بجوار قبر أخيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قرب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وسط شبة الجزيرة العربية . جاء في أحد كتب المتون الإسلامية ، بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 266) أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } " . كما ورد بمسند أحمد - (ج 18 / ص 300) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَنْ يَنْزِلَ حَكَمًا قِسْطًا وَإِمَامًا عَدْلًا فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً فَأَقْرِئُوهُ أَوْ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحَدِّثُهُ فَيُصَدِّقُنِي فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ أَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ " . ومن ناحية أخرى ، وفيما يتعلق بدولة الفاتيكان في العاصمة الإيطالية ، روما ، التي اقتطعها الفاشية الإيطالية لكم عام 1929 عبر الدوتشي الإيطالي بنيتو موسوليني ، بمساحة ضئيلة جدا ، ولا يتجاوز عدد سكان دولتكم الدينية الصغرى الآن في أيار 2009 / 1430 هـ الفي نسمة ، فإن الله سيفتحها للمسلمين ، بالتكبير ( الله أكبر ) بلا عناء ، أو قتال ، والتهليل ( لا إله إلا الله – محمد رسول الله ) ، لأن الحق أحق أن يتبع ، فاتبعوا الحق قبل فوات الأوان والخسران المبين . وفي السياق ذاته ، جاء في مسند أحمد - (ج 18 / ص 445) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلًا مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " . وكلمة لا بد منها ، إن القساوسة والرهبان هم الأقرب للمسلمين فأسال أهل فلسطين كيف يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني ، إنهم يعيشون في تسامح ديني واجتماعي وتكافل اقتصادي ، لأن مصيرهم واحد ، وتاريخهم واحد ، وقد جاء ذلك وصف بالقرآن الحكيم : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) }( القرآن المجيد ، المائدة ) .
وللتذكير الأخير أيها الحبر الأعظم ، كما علمت فإن الحاجة البشرية ماسة للزواج وإشباع الغرائز الجنسية بالحلال أمر ضروري لا مفر منه ، ولعلك عانيت من تمرد وشذود القساوسة والرهبان فيفترض أن تعمل على السماح لأتباعك الكاثوليك بالزواج الشرعي بعيدا عن الأفعال الشيطانية والفواحش ما ظهر منها وما بطن . كما يقول الله جل جلاله : { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) }( القرآن المجيد ، النساء ) . فدعوكم من حياة الرهبنة والعزوف عن الزواج وعودوا للحياة الطبيعية بعيدا عن الكبت النفسي والجنسي .
وأخيرا نقول لكم ، انصروا أهل فلسطين ، بشتى الطرق المعنوية والمادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فما يتهدد المسجد الأقصى المبارك يتهدد كنيسة القيامة ، والمهد والبشارة في فلسطين الكبرى من الاحتلال العنصري الصهيوني . والله ولي التوفيق . تحريرا في يوم الأربعاء 13 أيار – مايو 2009 الموافق 19 جمادي الأولى 1430 هـ

والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .

ليست هناك تعليقات: