الخميس، 6 يونيو 2013

( الإسلام والطفولة .. نظرة الاسلام للاطفال ) د. كمال إبراهيم علاونه

الإسلام والطفولة بسم الله الرحمن الرحيم
صوت فلسطين يقدم : آفاق ايمانية ( موسيقى إسلامية ) .
آفاق إيمانية برنامج أسبوعي من إعداد وتقديم : كمال علاونه .
بثت في يوم الجمعة 20 صفر 1420 هـ الموافق 4 حزيران 1999 م الساعة : 10ر7 – 8 مساء ، 44 دقيقة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ملء السماوات والارض وما بينهما والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد ،
ايها الاخوة الكرام ..ايتها الاخوات الكريمات الفاضلات .. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .. اهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة من مجلة آفاق ايمانية ( صوت فلسطين ) .
في هذا العدد : كلمة العدد ( وصايا لقمان الحكيم لابنه ) ، اخبار اسلامية ، الاعتداءات اليهودية على المساجد والاماكن المقدسة في فلسطين 1948 ، ملف العدد ( الإسلام والطفولة .. نظرة الاسلام للاطفال ) .
اعزاءنا ايها الاخوة والاخوات ونبدأ هذا العدد من مجلة افاق ايمانية بكلمة العدد ( وصايا لقمان الحكيم لابنه .. وصايا اسلامية شاملة ) .
يحكى ان لقمان الحكيم وهو عبد صالح من السودان او الحبشة اعطاه الله الحكمة ومنعة النبوة ، قال له مولاه مرة : إذبح لنا هذه الشاة ، فذبحها فقال له : أخرج منها اطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب . ثم مكث ما شاء الله ثم قال له مرة ثانية إذبح له هذه الشاة فذبحها قال أخرج منها أخبث مضغتين فيها فاخرج اللسان والقلب كذلك فقال له مولاه : أمرتك ان تخرج اطيب مضغتين فيها فاخرجتهما يعني اللسان والقلب ، وأمرتك ان تخرج أخبث مضغتين فيها فاخرجتهما كذلك ، ما السر في ذلك ؟ قال لقمان الحكيم : إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا اخبث منهما إذا خبثا . وكان لقمان يعمل راعيا في بداية حياته ثم تولى القضاء بين الناس في زمنه حيث رفعه الله سبحانه وتعالى بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك ، فقال له ألست عبد بني فلان الذي كنت ترعى الغنم بالامس ؟ قال : بلى ، قال فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله واداء الأمانة وصدق الحديث وتركي ما لا يعنيني . وقيل قال لقمان : غضي بصري وكفي لساني وعفة طعمتي وحفظي فرجي وقولي بصدقي ، ووفائي بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري وتركي ما لا يعنيني فذاك الذي صيرني إلى ما ترى من الحكمة والبلاغة .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى لقمان ان يشكر نعمته التي انعم الله بها عليه من الحكمة والفهم والتعبير ، فشكر الله ، وأوصى ابنه كما ورد في القرآن الكريم عدة وصايا اسلامية :
{  وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}( القرآن المجيد - لقمان ) .
نعم ايها الاخوة والاخوات إنها وصايا شاملة عامة تشمل التوحيد بالله وعدم الاشراك به ودعوة لاقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصائب فقال لقمان لإبنه ولا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم إحتراما لهم فلا تستكبر عليهم ولا تمش خيلاءً وتكبراً فان الله يبغضك واعتدل وتروى في المشي ليس بالبطيء ولا بالسرعة واخفض الصوت عند الحديث لان الاصوات العالية مذمومة ولا فائدة في رفع الصوت ولا تبالغ في الكلام .
نعم ايها الاخوة الاخوات إن هذه الوصايا هي وصايا حكيم لإبنه في موعظة وعظها لكي ينال رضى الله اولا في الدنيا والآخرة ويحوز على العلاقة الطيبة مع الناس مع بني جلدته . فهي وصايا أحق ان تتبع عند الجميع لما لها من أهمية في تنشئة الابناء على الرسالة التوحيدية الحقة وكيفية التعامل مع الناس بمعاملتهم المعاملة الحسنة الطيبة المتواضعة إبتغاء مرضاة الله وتطييباً لنفوس البشر .
ايها الاخوة والاخوات الكرام نتواصل واياكم من المجلة الاسلامية ( أفاق إيمانية ) من صوت فلسطين . ونتحول من كلمة العدد الى الاخبار الاسلامية . مجموعة من الاخبار .
فاصل موسيقي
ايها الاخوة والاخوات انتم دائما مع مجلة آفاق إيمانية من صوت فلسطين وننتقل الآن الى  ملف العدد ( نظرة الاسلام للاطفال ) .
===========================
نظرة الاسلام للاطفال
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} ( القرآن المجيد - المائدة ) .
يحتفل العالم في الاول من شهر حزيران من كل عام ب ( يوم الطفل العالمي ) حيث تنظم المهرجانات والندوات والمسابقات والالعاب والجوائزالمخصصة للاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم ستة عشر او ثمانية عشر عاما ، وهذا تقليد سنوي كمحاولة لانصاف الاطفال والتغني باحتياجاتهم في الغرب والشرق على حد سواء ، وما أن يمر هذا اليوم الاحتفالي حتى يرجع كل شيء الى مكانه، وكأنه اصبح او يصبح بعد حين نسيا منسياً ، فالاطفال يعودون وقد لعنوا هذه الحالة وهذا الاهتمام المزعوم الذي تلاشى كسرعة البرق دون ان يبقي لهم شيئا يذكر يفيدهم او يسليهم او يواصل الاهتمام بهم ، اللهم الا بعض الفقاعات الاعلامية هنا او هناك وبعض الخطابات الرنانة والظهور على شاشات التلفاز او البرامج السمعية عبر اثير الاذاعة او الصور على صفحات الصحف والمجلات وبعض الكتب وبعض النشرات على شبكة الاتصال العالمية او ما يسمى بالانترنت ، وما ادراك ما الانترنت ؟
اما الاسلام العظيم فقد اهتم  ببني الانسان احسن اهتمام ، بجنسيه الذكر والانثى ، بكافة فئاتة العمرية من الاطفال والشباب والرجال والنساء ، وعلى اختلاف انواع القرابة : الاب والأم والاخ والأخت والقريب والقريبة والابن والابنة وسواهم ، منذ بداية بزوغ فجره في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان وانتشاره الى بقية اصقاع المعمورة ، فليس كالاسلام شيء في العناية  بالطفل والطفولة في جميع مراحلها واحتياجاتها  ، فاعطى كل ذي حق حقه بصورة عادلة دونما أي انتقاص له او لكرامتة الانسانية ، فقد خلق الله سبحانه الانسان في احسن تقويم ، وسخر له  ما في هذه الدنيا لخدمتة ومنفعتة اذا احسن استخدام الصالح منها .
فبادئ ذي بدء ، يتم انجاب الاطفال بالزواج ، وكلما كان الزوج والزوجة صالحين فان اطفالهما غالبا ما يظهر الصلاح على وجوههما ، فالشجرة الطيبة لا تنبت الا ثمارا طيبة بإذن الله العزيز الرحيم فالاصل ثابت والفرع ينطلق الى عنان السماء . والاطفال فلذات اكباد الآباء والامهات ، هم احدى مظاهر زينة الحياة الدنيا ، كما ورد في كلام الله الخالد في القرآن الكريم : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)} ( القرآن المجيد - الكهف ) .
وبخصوص الاطفال المسلمين ، جيل المستقبل الاسلامي الواعد ، طلائع الامة ،  فقد دعا الاسلام الحنيف الى رعاية الاطفال وحمايتهم والانفاق عليهم حتى يبلغو ا سن الرشد ، وحث الآباء والامهات بخاصة والمجتمع بعامة الى العدالة فيما بينهم ويستوي في ذلك إن كانوا ذكورا او إناثا . ومن الواجب ان تتقاسم الاسرة والعائلة او البيت والمدرسة والمسجد والنادي والمدرسة عملية التنشئة الاسلامية الصالحة لاطفالنا المسلمين ليكونوا سلالة طاهرة وذرية صالحة تتغذى على مكارم الاخلاق وانبلها وبالتالي يكونون ابناء بررة .  وتشمل عملية رعاية الاطفال والاهتمام بهم في الاسلام عدة مجالات تربوية وسلوكية وتعليمية ثقافية عامة وتدريبية وجهادية عسكرية وفنية وترويحية ورياضية وسواها ، وذلك ضمن بوتقة امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، فالاطفال هم احباب الله سبحانه وتعالى ، ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ، وفيما يلي اهم هذه الاهتمامات :
1.     التسمية باسماء حميدة : وعدم اطلاق الاسماء الغريبة والعجيبة على ابناء المسلمين تشبها بالكفار والملاحدة ، وان تكون اسماء اسلامية خالدة مقبولة في المجتمع بحيث عندما يكبر الولد يحب اسمه ولا يسبب له هذا الاسم الاحراج في مختلف المناسبات .
جاء في مسند أحمد - (ج 39 / ص 35) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا أَوْ قَالَ وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
وفي رواية أخرى وردت بسنن أبي داود - (ج 13 / ص 115) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ . ومعنى الحارث هو الكاسب والهمام هو الذي يهم مرة بعد اخرى والانسان دائم السعي والهمة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم "  يغير الاسم القبيح " ، فغير اسم بره الى زينب واسم عاصية الى جميلة وغير اسم العاصي وسماه هشاما وسمى حرباً سلماً وسمى عفرة ( وهي الارض التي لا تنبت ) خضرة ( وهي الارض التي تخضر )  وسمى المضطجع المنبعث وقد سمى هذه الاسماء للتفائل ودعا الى الابتعاد عن التشاؤم .
ولم يكتف الاسلام بالاهتمام بتسمية الولد الاسم الحسن بل كرم الولد بان حبب الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكنى الآب والأم باسم الابن فيقال ابو فلان وام فلان وهكذا حتى وان لم يكن لهم ولد .
ورد في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 189) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .
وفي رواية أخرى ، وردت بصحيح البخاري - (ج 7 / ص 316) كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " .
وروى في صحيح مسلم - (ج 11 / ص 67) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا نَدَعُكَ تُسَمِّي بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِابْنِهِ حَامِلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ مُحَمَّدًا فَقَالَ لِي قَوْمِي لَا نَدَعُكَ تُسَمِّي بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ " .
وليست التسمية الحسنة من حق الولد على ابيه وامه فحسب بل ان يختتن الذكر ، عن عثيم بن كليب عن ابيه عن جده ، انه جاء الى النبي  صلى الله عليه وسلم ، فقال : قد اسلمت . قال : ألق عنك شعر الكفر واختتن  "  ، رواه احمد وابو داود . وقال عن ذلك في حديث آخر فيما رواه احمد والترمذي : " اربع من سنن المرسلين : الختان والتعطر والسواك والنكاح " .
2.     الانفاق وتوفير الاحتياجات اليومية : الانفاق على الابناء من واجب الأب والأم ، من توفير المصروف اليومي او شراء الملبس والمأكل والمشرب والعلاج والتطبيب وغيره .  جاء في صحيح مسلم - (ج 5 / ص 160) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ". وعن إعالة البنات ،  جاء في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 77) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ " ، إذ لا فرق في الاسلام الحنيف في الانفاق على الطفل او الطفلة.
3.    التربية والآداب العامة والخلق الحسن : من آداب الطعام الشراب وافشاء السلام  واللباس والكلام اوالحديث مع الآخرين كبارا وصغارا.  اما بشأن آداب الطعام ، صحيح مسلم - (ج 10 / ص 298)
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ
كُنْتُ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " . وفي حديث نبوي آخر ، قال النبي عليه الصلاة والسلام  يحض المسلمين على تكريم وتأديب الاولاد كما ورد في سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 64) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ " . اما من آداب الشرب فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ان لا يجب ان يتنفس الانسان في إناء الماء .
4.    التنشئة الدينية والاجتماعية الصالحة : تعليم المسلمين ابنائهم الصلاة  كما ورد بسنن أبي داود - (ج 2 / ص 88) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " . وتعليمهم الشؤون الاسلامية العامة من قراءة القرآن وحفظه  والجهاد في سبيل الله والصوم والعمل الصالح واطاعة الكبار في السن ومعاملة الجيران والاطفال الآخرين معاملة طيبة .
5.    التعليم : والتعليم اساسي في صقل مواهب الاطفال في كافة مراحل سنهم ، فمن الضروري ان يلحقوا بالمدارس ذات التعليم الالزامي المجاني  لينهلوا من مناهل العلوم والمعرفة النظرية والعملية لزيادة وعيهم وثقافتهم في شتى شؤون الحياة . فالانسان الواعي هو اقدر على الاعتماد على نفسة واكثر فائده لنفسه ولاسرته ولشعبه ووطنه ولامته على حد سواء . إذ ليس من الصدفة ان تنزل اولى آيات القرآن المجيد حاثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على القراءة : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}( القرآن المجيد - العلق ) .  وورد بصحيح مسلم - (ج 13 / ص 212) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " .
6.  العدالة والمساواة في المعاملة بين الاطفال الذكور والاناث ، كما جاء بسنن الترمذي - (ج 7 / ص 150) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ ".
وفي رواية اخرى ، بمسند أحمد - (ج 28 / ص 278) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ قَالَ وَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ قَالَ فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُوا لَهُ وَاحِدَةً لَقَالَ وَاحِدَةً ".
كما جاء بسنن أبي داود - (ج 13 / ص 358) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا قَالَ يَعْنِي الذُّكُورَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَلَمْ يَذْكُرْ عُثْمَانُ يَعْنِي الذُّكُورَ . وقد حض الرسول صلى الله عليه وسلم على العدل بين الذكور والاناث كما ورد بمسند أحمد - (ج 37 / ص 405) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"  اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ " . فلا فرق بين ابن وابنة في الاسلام الحقيقي ، وما نراه في تصرفات بعض المسلمين في هذه الايام من تمييز وتفضيل الذكر على الانثى في بعض الاحيان لا يمت للاسلام بصلة ، والحق ان الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء الذكور ولمن يشاء الاناث انه عليم بخلقه وقدير على خلقه جل جلاله .
7.    الرحمة والعطف : وهي غريزة فطرية جبل الانسان عليها ، وهي واجبة على الآباء والامهات تجاه اولادهم .
- سنن الترمذي - (ج 7 / ص 156) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا
- صحيح مسلم - (ج 11 / ص 456) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَرْحَمْ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
- مسند أحمد - (ج 39 / ص 246) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ وَمَنْ لَا يَغْفِرْ لَا يُغْفَرْ لَهُ
- سنن الترمذي - (ج 7 / ص 161) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ
- صحيح البخاري - (ج 18 / ص 403) أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ
- صحيح البخاري - (ج 18 / ص 404) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ
وفي حادثة انسانية تدل على العطف والشفقة والرحمة ليس بالانسان او الاطفال فقط وانما بالطير ايضا ، جاء بسنن أبي داود - (ج 7 / ص 280) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ قُلْنَا نَحْنُ قَالَ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ

8.     الرفق والاناة والحلم : فيجب ان يعامل الاطفال حسب الشريعة الاسلامية السمحة بالرفق واللين . ورد في صحيح البخاري - (ج 18 / ص 447) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ .
9.    الرماية والتدريب العسكري : وهذه الفنون العسكرية في الرماية والتدريب واجبة بصورة جلية وواضحة لينمكن الانسان من الدفاع عن نفسه في الظروف العادية والحرجة لارهاب العدو ، لأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى ، ان عملية التدرب على الرماية بكل صورها مفيدة للجسم  صحيا ليتخلص من الفضلات بصورة مستمرة  ويبقى نشيطا وفعالا .  يقول الله عز وجل في القرآن الكريم : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) }( القرآن المجيد - الانفال ) .
وقال رسول الله في شرح معنى القوة كما ورد بصحيح مسلم - (ج 10 / ص 32) عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ  .
وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 18 / ص 216) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : « اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناءك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك » .
وورد بسنن الترمذي - (ج 6 / ص 187) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَالْمُمِدَّ بِهِ وَقَالَ ارْمُوا وَارْكَبُوا وَلَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ ".
- المعجم الكبير للطبراني - (ج 2 / ص 270)
عَنْ عَطَاءِ بن أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ جَابِرَ بن عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بن عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَّ يَرْتَمِيَانِ فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ : كَسِلْتَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهُوٌ أَوْ سَهْوٌ إِلا أَرْبَعَ خِصَالٍ : مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ ، وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ ، ومُلاعَبَةُ أَهْلِهِ ، وَتَعَلُّمُ السِّبَاحَةِ ".
والمشي بين الغرضي يعني الرمي . وقال عمر بن الخطاب : " علموا ابنائكم الرماية والسباحة وركوب الخيل  " .
10.     الرياضة واللعب والترفيه عن النفس : وخاصة اللهو واللعب بالاشياء والالعاب التي لا تتنافى مع مبادئ الاسلام الحنيف ، كالركض وتسلق الجبال والتعرف على المواقع الجغرافية ولعب الالعاب الجماعية والثنائية : ككرة القدم والسلة والطائرة والمسابقات والاشتراك في فرق الكشافة والزهرات كل على حدة  وما اليها . ومن نافلة القول ، إن الفراغ قاتل لوقت الاحداث المراهقين ولهذا من الافضل ان يتم العمل على تعبئة اوقات فراغ الاطفال بما هو مفيد لعقولهم واجسامهم .
ايها الاخوة والاخوات .. ايها الآباء المسلمين الاعزاء .. ايتها الامهات المسلمات الكريمات .. إن  مسؤولية تربية الاولاد او الاطفال التربية السليمة القائمة على الاسلام تقي اولادنا نوازع الشر وبواعث الفساد فهي أمانة في اعناقنا جميعا ولنكن على مستوى المسؤولية بإتباع النصوص القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة وتطبيقها على انفسنا اولا وعلى ابنائنا ثانيا فنحن قدوة لهم في اقوالنا وافعالنا لتحاشي انحراف الاولاد باتجاه الرذيلة وسوء الخلق مع ما يجلبه ذلك لنا ولمجتمعنا من مآس متلاحقة . وكلمة فصل اخرى ، هي ان الاطفال في الاسر المستقرة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا التي تتبع الاسلام كمنهج حياة يكون الاطفال مستقرين نفسيا اما في الاسر ذات الشقاق والخلاف بين الآباء والامهات فان الاطفال يكونون معرضين للانحراف على أي صورة من الصور .
هل يجزى الولد والده
ورد بصحيح مسلم - (ج 8 / ص 30) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " .
كما جاء بصحيح البخاري - (ج 3 / ص 414) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .
وعلى الجانب الآخر ، اوصى الله سبحانه وتعالى الاولاد بان يبروا الوالدين ويحسنوا اليهم ، قال الله تبارك وتعالى في القرآن المجيد : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) } ( القرآن المجيد - لقمان ) .
وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}( القرآن المجيد - الأحقاف ) .

وقال عز من قائل سبحانه وتعالى في سورة الإسراء : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)} ( القرآن المجيد - الإسراء ) . إنها معادلة عادلة في معاملة الاباء والامهات للابناء ومعاملة الابناء للآباء والامهات فاعطى كل ذي حق حقه في المعاملة الحسنة والاحسان واعتبر ذلك من قواعد واسس المجتمع الاسلامي القويم الذي يقوم على الحق وينبذ الباطل وسوء المعاملة بين الجيلين. وبهذا فاننا نريد ان يكون اطفالنا ذكورا واناثا من ذوي العقول المتفتحة لنور وضياء الاسلام ليفهموه على حقيقته الشاملة المتكاملة ، ولنقض على عوامل الجهل والاهمال والتخلف ، ليكونوا كما يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) ) القرآن المجيد - يونس ) . ولنجنبهم مرافق اللهو العابثة واصحاب ورفاق السوء والشر والفساد والثقافات المستوردة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تروي من ظما ثقافي تروج لها الدوائر الاستعمارية الغربية الحاقدة على الاسلام والمسلمين ،  لأنه كما يقول نبي الاسلام حسبما ورد في مسند أحمد - (ج 17 / ص 107) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " . ولنقل لابائنا القول الطيب الحسن ، قال الله تعالى : { وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8)}( القرآن المجيد - النساء ) .  وقد سئل أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب يوما عن حق الولد على ابيه ، فقال الخليفة عمر رضي الله عنه : ( ان ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ، ويعلمه القرآن ) . على أي حال ، اورد  الاستاذ عبد الله ناصح علوان في كتابه " تربية الاولاد في الاسلام " المطبوع عام 1996 عن مسؤوليات تربية  الاهل للاطفال حسب ما يرتايه العديد من المربين فكانت كما يلي : مسؤولية التربية الايمانية ، ثم التربية الجسمية فالنفسية ثم الجنسية فالخلقية فالعقلية واخيراالتربية الاجتماعية .
وأنتم ايها الاطفال الاعزاء يا فلذات اكبادنا التي تمشي على الارض المقدسة فلسطين نقول لكم كما روي بسنن الترمذي - (ج 9 / ص 56)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ :" يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ".
ايها الاطفال الاعزاء .. ابتعدوا عن ظاهرة الكذب والسباب والشتائم ولا تسرقوا شيئا لغيركم ولا تكونوا من الذين يتوجهون الى مراكز الانحلال الاخلاقي سيئة الصيت حيث روي بمسند أحمد - (ج 45 / ص 185)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكَبَارَاتِ يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ لِلْمُغَنِّيَاتِ قَالَ يَزِيدُ الْكَبَارَاتِ الْبَرَابِطُ ". ولا تكونوا مخنثين ، وكونوا عباد الله إخوانا لتسعدوا في الحياة الدنيا ولتفوزوا بالجنة ونعيمها في الدار الآخرة ،  دار القرار   ، فانتم جيل المستقبل  ، جيل الحرية والتحرير والكرامة والعزة والانفة والكبرياء الحضاري الاسلامي .. انتم بناة المستقبل .. نامل منكم ان تعيدوا أمجاد الحضارة العربية الاسلامية المجيدة التي إمتدت من مشارق الارض الى مغاربها الى سابق عهدها وعصرها الذهبي فكانت المتبوعة في كل شيء تحت راية لا إله إلا الله محمدا رسول الله . وبالله التوفيق ان شاء الله تعالى
وقبل طي الصفحة الاخيرة  نقول : { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}( القرآن المجيد - الفرقان ) .. آمين يا رب العالمين . وبالله التوفيق ان شاء الله تعالى ، ولله الحمد والمنة اولا وآخرا .
وبهذا ايها الاخوة والاخوات الكرام ناتي الى ختام هذه الحلقة الاسبوعية من مجلة آفاق ايمانية قدمنتها لكم من صوت فلسطين . شكرا لكم على المتابعة والإصغاء . ونشكر الزميل صبحي عكاشة من الهندسة الاذاعية . وهذه تحياتي كمال علاونه من الاعداد والتقديم ، نترككم في أمان الله ورعايته ، والى اللقاء في حلقة الجمعة القادمة إن شاء الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: