الخميس، 20 يونيو 2013

رسالة مفتوحة للشعب المصري العظيم ودعاة الديموقراطية في مصر والعالم .. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .. ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ ( د. كمال إبراهيم علاونه )

خريطة مصر Map of  Egypt
رسالة مفتوحة للشعب المصري العظيم ودعاة الديموقراطية في مصر والعالم .. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .. ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}( القرآن المجيد - الزخرف ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 22 / ص 50) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ " .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعلوم أن الانتخابات الرئاسية المصرية جرت بكل شفافية ونزاهة ، يومي 23 و24 أيار - مايو 2012 ، وتنافس فيها العديد من المرشحين ، بالجولة الأولى من : الإسلاميين والعلمانيين والقوميين واليساريين . وجرت الجولة الانتخابية الرئاسية الثانية في 16 و17 حزيران - يونيو 2012 ، وكتحصيل حاصل فاز فيها د. محمد مرسى صاحب ( مشروع النهضة وتطبيق الشريعة الإسلامية ) ، مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين ، بنسبة 51.73 % ، وقد جرت هذه الانتخابات في ظل التخلص من النظام المباركي البائد وصعود شخصية جديدة لقيادة مصر الكنانة . لقد أعلى الشعب المصري المصلحة العليا على المصالح والمنافع الحزبية والأنانية الضيقة ، فانتخب من كان سجينا سياسيا بالزنازين المصرية في العهد البائد .

الرئيس المصري د. محمد مرسي
والولاية القانونية للرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي ، تمتد لاربع سنوات ، وليس لسنة واحدة ، كما يخطط ويعد المدعومين من جهات خارجية ومن فلول الحزب الوطني الديموقراطي المنحل ، فاية سخافة هذه واية سفاهة هذه التي يقوم فيها قادة المعارضة لخداع الشعب وجره للانقلاب على الرئيس المصري المنتخب بيوم 30 حزيران - يونيو 2013 !!! اي بعد عام من توليه الرئاسة في البلاد ؟
وكما يعلم الجميع ، فإن النظام السياسي السوي في اي دولة من دول العالم ، هو من ينتخب قادته عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الانقلابات وتدبير التمرد المدعوم من أصحاب السبت أو أصحاب الأحد أو كليهما ، ومن لف لفهم في العالم .
ما لكم كيف تحكمون ؟ وكيف تفكرون ؟ ومن تريدون أن تنصبوا بالعنف بعيدا عن ما انتخبه السواد الاعظم من اصحاب حق الاقتراع في مصر  ؟؟
هل اشتقتم للنظام الفاسد البائد ، وتحاولون استغلال الظروف الاقليمية المتوترة وإحداث إنقلاب فاسد ، لما لا تعطون الرئيس المنتخب فترته الدستورية لتطبيق برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ؟ هل باعتقادكم تكفي سنة واحدة للتغيير والاصلاح ؟ كلا إن سنة واحدة تعد فترة بسيطة جدا ولا يمكن إحداث الاصلاح الاجتماعي والانتعاش الاقتصادي والتغيير السياسي المطلوب والمأمول .
فانتظروا ولا تستعجلوا ، يا ايها الناس من المعارضة والفلول .. الم يقل لكم الرئيس إذهبوا فأنتم الطلقاء .. فلماذا تفتعلون الاستفزاز والتوتر ..
واستغرب الأبواق الإعلامية الفاسدة والمفسدة التي تنادي بالانقلاب عبر العنف وافتعال الاضطرابات والفوضى والقلاقل لجر مصر وشعبها العظيم لإتون حرب أهلية ، دينية وسياسية وعسكرية واقتصادية ،
برأينا ، فإن كابوبس النظام المصري السابق بزعامة الرئيس المخلوع حسني مبارك ، دمر مصر ارضا وشعبا ، وأدخل مئات آلاف المصريين بالسجون والزنازين بأحكام صورية جائرة .. واستمد ذلك النظام المنهار قوته من الامبريالية الأمريكية وبنى علاقات وطيدة من الكيان الصهيوني ، وتآمر على فلسطين ، والوطن العربي برمته ، وكان شرطي امريكا في افريقيا ، وأخذ التعليمات والفرمانات من السفارة الامريكية في القاهرة .. إلخ .
شخصيا ، حاولت زيارة مصر ، كجزء من وطني العربي الكبير ، وفشلت عام 1998 ، حيث توجهت من نابلس لغزة ثم رفح ، تمهيدا للانتقال للقاهرة ، لاستكمال درجة الدكتوراه في جامعة الأزهر بالقاهرة ، بالعلوم السياسية أو الإعلام .. فأعادتني السلطات الأمنية المصرية مرتين ، من معبر رفح البري ، رغما بأنني كنت عضوا بوفد رسمي فلسطيني ، ولدي فيزا صالحة ، من الممثلية المصرية في غزة ، بدعاوى أنني ( إرهابي ) واشكل خطرا على النظام المصري البائد ، وأعرض النظام المصري للخطر ؟؟ فاي خطر يمكن أن أعرضه كطالب جامعي بالدراسات العليا ، للنظام الموالي للغرب ؟؟ لم أتفاجئ بأن ملفي الأمني كمعتقل إداري فلسطيني لدى سجون الاحتلال الصهيوني ثلاث مرات ( 1985 و1988 و1989 ) ، كان بحوزة الأمن المصري ، في ظل التنسيق الأمني بين الجانبين الصهيوني والمصري المنحل ؟؟
سحقا وتبا لذلك النظام الفاسد بجميع قادته في السجون وخارجها الآن .. لقد تنفسنا وتنفس الشعب المصري الشقيق الصعداء من الأجهزة الأمنية الفاسقة والفاسدة المصرية ، تلك الاجهزة الامنية التي طغت في البلاد بارض الكنانة وأكثرت فيها الفساد .. بتوجيهات وفرمانات عليا من حاكم القاهرة سابقا ..

ايها المصريون النشامى ..

جاء في سنن الترمذي - (ج 9 / ص 287) عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :" أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " .

أعلموا جميعا أن الخروج عن الرئيس المنتخب هو كبيرة من الكبائر ، فاجعلوا انفسكم وأموالكم مصانة ومحفوظة بعيدا عن العنف والعنف المضاد ، فاسعوا لأن تكون مصر دولة عصرية إقليمية قوية يحسب لها الف حساب وحساب ، لا هشة ضعيفة تتكالب عليها الذئاب الاستعمارية من كل حدب وصوب .
فلا نريد أن نرى منكم القتلى والجرحى بدماء مسفوكة في الميادين العامة ، فكونوا حضاريين ولا تلتفتوا لدعاة الفتنة ..
وأقول لجميع المعارضين المصريين ، ومن يمالئهم في المشرق والمغرب العربي ، إننا نحترم إرادة شعب مصر في الانتخابات الرئاسية ، ولا داعي للهرطقات الاعلامية والاحتقان الاجتماعي والمراهقة السياسية ، ثوبوا إلى رشدكم ، واعطوا الرئيس المصري الشرعي المنتخب د. محمد مرسي فرصة للتغيير والاصلاح ، بطريقة شورية وديموقراطية ، ولا داعي للاستفزاز واستعراض العضلات وتنفيذ الاجندات الاستعمارية الغربية ، فقد قال الشعب كلمته ، وانتظروا الانتخابات الرئاسية القادمة في موعدها القانوني ..
كفاكم صراخا واستفزازا ، لقد تخلصنا جميعا من الفرعون المصري المخلوع ( حسني مبارك ) ، بثورة 25 كانون الثاني - يناير العظيمة ، وهل تريدون شخصا على شاكلته ، من الفاسدين والمفسدين . لماذا الاستعجال والاستهبال لعامة الشعب المصري ؟
ونداء لجميع الحركات والاحزاب الاسلامية ، وكافة الاحزاب القومية السوية ، لا تنجروا لما يسمى ( التمرد ) القادم في 30 حزيران - يونيو 2013 ، لأنكم ستدخلون في أزمة طائفية مقيتة ، وفتنة وبيلة ، وحرب أهلية ستأكل الاخضر واليابس ، وتخسرون وطنكم الآمن ، وتعرضكم للتدخل الاجنبي الأوروبي والامريكي ، وخلط الأوراق من جديد ببعثرة ضالة ومضللة ، فهذه الفتن أنتم في غنى عنها ، ولا ضرورة لها ، عافاكم وشفاكم الله منها ، فهذه الفتنة المفتعلة هي الحالقة ، لا اقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في آن واحد معا . فلا تزيغوا عن الحق ، فتهلكوا ، وتتداعى عليكم قوى الامبريالية والاستعمار الجديد من قارات إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية ، فتقعوا في مستنقع كريه الرائحة لا طاقة لكم بها .

أيها المصريون في أرض الكنانة .. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ

يقول الله الواحد القهار جل جلاله : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) }( القرآن المجيد - الانفال ) .

أيتها المعارضة في جميع الأحزاب المصرية : الدينية والقومية والعلمانية واليسارية .. عليكم تقبل وصول أناس غيركم لسدة الحكم ، الذي هو تكليف وليس تشريف !!! فانتظروا التحول الديموقراطي الكامل ، ولا تستعجلوا الأمور ، ماذا ستربحون من افتعال القلاقل والاضطرابات ؟ هل ستصلون إلى زمام الحكم ؟ أنتم الاقلية فعليكم التقيد بقرارات الأغلبية ، فهذه هي سنة الحياة ، الدهر يومان : يوم لك ، ويوم عليك ؟؟
ايها الشعب المصري العظيم ، في جميع المحافظات ، إنكم أمام خيارات معقدة وصعبة ، وأزمات كارثية مفتوحة ، فكونوا على مستوى المسؤولية ، والخيار الأمثل لكم جميعا ، موالاة ومعارضة ، هو الاحتكام لصناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان المصري والرئيس المصري عند انتهاء ولايته القانونية ، وليس بتدبير الانقلابات العسكرية أو الشعبية ، أو العصيان المدني والعنف والاضطرابات والقلاقل المهلكة والانجرار خلف بعض الأنانيين من ذوي المصالح الحزبية والشخصية الضيقة .


كلمة أخيرة .. لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : {  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
وورد بمسند أحمد - (ج 55 / ص 258) عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةَ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَيْهِ بُرْدٌ قَدْ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ وَهُوَ يَقُولُ :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ " .
يا أهل مصر الأبية .. يا ايها الشعب المصري العظيم .. ندعوكم للابتعاد عن الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ، فعيشوا حياتكم الطبيعية بوئام لا بخصام ، وفق الاستقرار والأمن والأمان ، ولا تدخلوا في الفتنة أو توقظوها باي حال من الأحوال ، وكونوا عباد الله إخوانا .
ابتعدوا عن المليونيات الشعبية الموالية ، والمليونيات الجماهيرية المضادة ، فاصبروا وطيبوا نفوسا ، فلا داعي للاحتكام للقتال والمواجهات الميدانية بالأسلحة البيضاء والاسلحة النارية .. عبروا عن آرائكم بحرية وروية بلا عنجهية أو صدامات عنفية . احقنوا دمائكم ولا تلجأوا للتخريب والعنف باسم الثورة .. وعليكم بالحوار الجاد لحل المعضلات التي تواجهكم ، وفق سياسة البناء لا الاقصاء لأي كان ، فمصر للجميع ، وتتسع للجميع ، ولا بد لها من انصاف الجميع في ظل القانون بعيدا عن الفلتان الذي سيقود الى التدمير الذاتي والتدخل الخارجي اللعين ..
يقول الله ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) }( القرآن المجيد - المائدة ) .
يا شعب مصر العظيم .. ننتظر منكم أن تقولوا لنا في فلسطين ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) }( القرآن المجيد - يوسف ) . وهذا الدخول لتلقي العلم والزيارة العائلية والسياحية والدعم المادي والمعنوي لتحرير فلسطين ، وتوطيد العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والمصري ، كشعبين عانيا من ويلات وتبعات الاحتلال البريطاني البغيض ، بعيدا عن الملاحقة والتعذيب التي مر بها ابناء شعبنا العظيم إبان حكم الطاغية السابق حسني مبارك .
آملا من الله العلي القدير أن يسود النظام والوئام بعيدا عن المناكفة والنزاع والخصام في مصر ( ارض الكنانة ) وأن ينعم جميع المواطنين المصريين بالأمن والأمان والسلام .
وطوبى للصابرين المرابطين في ارض الكنانة ، الساعين للحرية والعدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والانسانية في مصر والعالم .
وأخيرا ، يجب أن يلبي الجميع وصية الله عز وجل لعباده المؤمنين بالكتاب العزيز : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) }( القرآن المجيد - آل عمران ) .

وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : {  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد – نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .  { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

تحريرا في يوم الاربعاء 10 شعبان 1434 هـ / 19 حزيران 2013 م

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جوال فلسطين : 0598900198

بريد الكتروني : k_alawneh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: