الأربعاء، 1 أغسطس 2012

تجربتي بالزحف الإسلامي الفلسطيني المقدس بإتجاه الأقصى بالقدس المحتلة ( 1 ) الجمعة 1 رمضان 1433 هـ / 20 تموز 2012 م


موقع المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة
تجربتي بالزحف الإسلامي الفلسطيني المقدس
بإتجاه الأقصى بالقدس المحتلة ( 1 )
الجمعة 1 رمضان 1433 هـ / 20 تموز 2012 م

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) }( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك
وجاء في صحيح البخاري - (ج 4 / ص 376) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى " .
المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة
إستهلال

المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة في الأرض المقدسة ( فلسطين ) هو أحد المساجد الإسلامية الثلاثة التي تشد الرحال إليها ، من دون المساجد الإسلامية في العالم . فالمسجد الأقصى المباركة التي قدسها الله عز وجل ، فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بمكة المكرمة ، وهو المكان التي أسرى وعرج منه رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، وبذلك فإن أرض المسجد الأقصى المبارك ، هي نقطة الإنطلاق الأرضي إلى السماء السابعة ( بوابة الأرض إلى السماء ) في معجزتي الإسراء والمعراج النبوية على البراق بصحبة أمين وحي السماء جبريل عليه السلام عام 621 م ، اي قبل الهجرة النبوية الشريفة بعام واحد حسب التأريخ الإسلامي . والصلاة بالمسجد الأقصى المبارك صلاة مضاعفة الأجر والثواب الجزيل عند رب العالمين ، وهناك أحاديث نبوية متعددة حول هذه المسألة منها من يضاعف الثواب بخمسين ألف صلاة ، ومنها من يضاعف الصلاة بالف صلاة ، ومنها من يضاعف الصلاة بخمسائة صلاة ، لصلاة الفريضة والتطوع على حد سواء .
وتبلغ مساحة المسجد الأقصى المبارك من المبنى المسقوف القديم وقبة الصخرة المشرفة وحديقة أو باحة المسجد  144 دونما كلها أرض وقف إسلامي ثابت غير متغير . ومن يصلى في اي بقعة من هذه المساحة ، المسقوفة أو المفتوحة ، فهو يصلى بالمسجد الأقصى المبارك المذكور في القرآن المجيد بسورة الإسراء بالآية الأولى . ومن يصلى بالمسجد الأقصى المبارك فله ثواب 500 صلاة فيما سواه ، ما عدا ثواب الصلاة بالمسجد النبوي التي يصل ثوابها إلى 1000 صلاة ، وثواب الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة ب 100 ألف صلاة .
يقول الله العزيز الرحيم جل شأنه : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) }( القرآن الحكيم - الذاريات ) .
وقد أم رسول الله سيد الأولين والآخرين ، وإمام المتقين ، محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين في صلاة الفجر ببقعة المسجد الأقصى المبارك ، في حادثة الإسراء والمعراج ، فهو إمام المتقين والأنبياء والمرسلين . يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى عن المعراج النبوي إلى السماوات العلى والوصول النهائي إلى سدرة المنتهى بالجنة : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}( القرآن المجيد - النجم ) .
معالم المسجد الأقصى المبارك
ويتألف المسجد الأقصى المبارك من العديد من الأبنية والمعالم الدينية التاريخية تبلغ قرابة 200 معلم منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار وسواها . وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، مشكلا بذلك قرابة سدس ( 1 / 6 ) مساحة مدينة القدس القديمة المسورة ، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491 م ، والشرقي 462 م ، والشمالي 310 م ، والجنوبي 281 م .
معالم المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف
ويتألف المسجد الأقصى الكبير من عدة مساجد فرعية هي : الجامع القِبلي وهو الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المواجة للقبلة ولذلك سمي بالجامع القبلي، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية. ويعتبر هذا الجامع هو المصلى الرئيسي للرجال في المسجد الأقصى، وهو موضع صلاة الإمام. بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ / 636 هـ . وقد بدأ بناء هذا المسجد الخليفة الأموي المسلم عبد الملك بن مروان ، وأتم بناءه ابنه الخليفة الوليد بن عبد الملك .
-     المصلى المرواني : يقع المصلى المرواني تحت أرضية المسجد الأقصى، في جهة الجنوب الشرقي .
-        الأقصى القديم : يقع الأقصى القديم تحت الجامع القبلي، وقد بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية.
-        مسجد البراق : عند حائط البراق .
-        مسجد المغاربة
-        مسجد النساء ( مسجد قبة الصخرة المشرفة ) .
والماَذن الأربع للمسجد الأقصى المبارك هي : مأذنة باب المغاربة ، ومأذنة باب السلسلة ، و  مأذنة باب الاسباط ، ومأذنة باب الغوانمة .
وتتكون قباب المسجد الأقصى المبارك من 14 قبة هي :
قبة الصخرة : قبة الصخرة هي المبنى المثمن ذو القبة الذهبية، وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى ككل كموقع القلب من جسد الإنسان أي أنها تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً. وهذه القبة تعتبر هي قبة المسجد ككل، وهي من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى الصخرة التي تقع داخل المبنى والتي عرج منها النبي إلى السماء لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى . وقبة الصخرة هي حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى . والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد أسفلها مغارة صغيرة. وقبة النحوية وقبة الارواح و   قبة السلسلة و قبة سليمان وقبة الخضر وقبة المعراج وقبة الميزان وقبة يوسف اَغا وقبة موسى وقبة النبي وقبة يوسف وقبة عشاق النبي وقبة الشيخ الخليلي
أبواب المسجد الأقصى المبارك
أما بالنسبة لأبواب المسجد الأقصى ، فللمسجد المحاط بالسور بالبلدة القديمة ، 15 بابا منها عشر مفتوحة ، وهي : باب الأسباط وباب حطة وباب العتم وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد و   باب القطانين وباب المطهرة وباب السلسلة وباب المغاربة . وأما الأبواب المغلقة في الجهة الجنوبية : باب المنفرد وباب الثلاثي وباب المزدوج . والأبواب المغلقة في الجهة الشرقية هي :    الباب الذهبي (باب الرحمة) وباب الجنائز
ويخضع المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس للاحتلال الصهيوني – اليهودي – العبري منذ عام 1967 ، وتتحكم قوات الاحتلال الصهيوني ، بعمليات الولوج والخروج لباحات المسجد الأقصى المبارك ، ليلا ونهارا ، ويتعرض هذا المسجد الإسلامي لعدوان المتطرفين اليهود من قطعان وسوائب المستوطنين والمتدينين اليهود الذي يقتحمونه بين الحين والآخر ويؤدون الصلوات والشعائر الدينية اليهودية تحت حراسة أمنية صهيونية مشددة ، في إعتداء سافر على الحقوق الدينية للمسلمين في هذه البقعة المباركة . ويطلق اليهود على المسجد الأقصى المبارك اسم ( جبل الهيكل ) وإجتزأوا الحائط الخارجي الغربي منه وهو حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود زورا وبهتانا ( حائط المبكى ) منذ ثورة البراق عام 1929 إبان الاحتلال البريطاني ، ويسعون لهدمه وتدميره أو نقله لمكان آخر لإقامة ما يسمى بالهيكل اليهودي الثالث مكانه فيما يسمى  ( هيكل سليمان ) المزعوم . ولا تسمح قوات الاحتلال الصهيوني للمصلين المسلمين بزيارة المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه  وأداء الشعائر الدينية الإسلامية بحرية ، حيث تفرض حظرا شاملا على الدخول والخروج . وفي شهر رمضان الكريم ، تبادر قوات الاحتلال اليهودي ( كبادرة حسن نيه ) بالسماح للمصلين المسلمين من مواطني الضفة الغربية أو فلسطين المحتلة عام 1948 ( الجليل والمثلث والنقب والساحل ) بالصلاة بالمسجد الأقصى المبارك لفئات عمرية متقدمة في السن ، تتراوح ما بين 40 سنة فأعلى أو 45 سنة فأعلى أو 50 سنة فأعلى للذكور والإناث في أيام الجمع الرمضانية فقط حسب المزاح الصهيوني ، بينما تحظر قدوم الفلسطينيين من قطاع غزة للصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، بمزاعم ودعاوى أمنية صهيونية يهودية هشة وباهتة ، بمبررات الحيلولة دون إندلاع مظاهرات ومسيرات شعبية فلسطينية إسلامية منددة بوحشية وعنجهية الاحتلال الصهيوني ضد العرب والمسلمين في الأرض المباركة التي تهيمن  قوات الاحتلال الصهيوني وفق منطق حق القوة وليس قوة الحق .
ولهذا ولجميع الأسباب السابقة الدينية الإسلامية وحمايته من التدنيس اليهودي ، يتقاطر المسلمون في الأرض المقدسة ( فلسطين ) افواجا للصلاة في هذا المسجد الإسلامي التاريخي الحيوي العظيم .
يقول الله السميع البصير : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}( القرآن الكريم - البقرة ) .
المسجد الأقصى المبارك بالمدينة المقدسة
وفيما يلي نظرات ميدانية إسلامية مضيئة ، كتجربة شخصية لي عايشتها ، على شد المصلين المسلمين الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك ، بعنوان الزحف الإسلامي الفلسطيني المقدس بإتجاه المسجد الأقصى المبارك على عدة حلقات بالجمع الرمضانية بشهر رمضان الفضيل لعام 1433 هـ / 2012 م .
إنطلاقة مسيرتي بإتجاه المسجد الأقصى المبارك

بعد تناولي طعام السحور الرمضاني ، والسحور من وجهة النظر الإسلامي هو الغذاء المبارك ، في بيتي الكائن في قرية عزموط ، على بعد 5 كم شمال شرقي نابلس بفلسطين المحتلة ، مع أسرتي الصغيرة ، زوجتي أم هلال وابني الشاب هلال وابنتي الصغرى أمل الزهراء ، إذ تكونت وجبتي في السحور من حبة موز وحبتين من الآجاص وكوبين متوسطين من الماء ، ذهبت في يوم الجمعة 1 رمضان 1433 هـ / الموافق 20 تموز 2012 م ، إلى مسجد عمر بن الخطاب في قرية عزموط لأداء صلاة الفجر الجماعية . وبعد الإنتهاء من أداء صلاة الفجر المبكرة ( ركعتي تحية المسجد وركعتين سنة وركعتين شكر لله تعالى ، وركعتين فرض ) عدت للبيت لتجديد وضوئي ، ثم الإنطلاق سيرا على الأقدام للوصول إلى مجمع السيارات الغربي بمدينة نابلس ، نظرا لعدم رغبتي في التنقل بسيارتي الخاصة ، لعدم إطلاعي على  أحوال الطريق نحو القدس المحتلة ، فلم يكن هناك سيارات عمومية بموقف سيارات قريتي عزموط تنقل الركاب للمدينة ، فمشيت سيرا على الأقدام نحو 1 كم ، في صبيحة ذلك اليوم المبارك كأول يوم في شهر رمضان الكريم ، لأن معظم الناس لم يكونوا يتوقعون بزوغ فجر رمضان المبارك ، وكانوا يتوقعون أن يأتي شهر صيام رمضان يوم السبت 21 تموز 2012 . وعند مفترق قرى عزموط – دير الحطب – سالم ، أوقفت سيارة كانت متجهة من سالم لمدينة نابلس ، وشعرت بأن الله سبحانه وتعالى قد سخر لي هذه المركبة لتقلني خاصة ، وكنت أعرف سائق السيارة العمومي ، فدفعت أجرة الركوب 4 شيكل ، ثم قطعت وقربت لنا السيارة المسيرة الجغرافية القصيرة ، فوصلت لمركز مدينة نابلس ، وأسرعت بإتجاه الصراف الآلي بالبنك العربي الذي ينزل به راتبي الشهري كموظف حكومي ، وسحبت أكثر مما يلزمني من النقود بالعملة الصهيونية ( الشيكل ) بمبلغ قدره 500 شيكل ( 120 دولار أمريكي ) ثم اتجهت مهرولا بإتجاه محطة الباصات الفلسطينية الغربية التي تنقل الركاب لمدينة رام الله وتصل لمعبر قلنديا بين مدينتي رام الله والقدس الفلسطينيتين .
وجدت في محطة الباصات بالمجمع الغربي لمدينة نابلس ، العديد من الحافلات الكبيرة والصغيرة التي تنتظر ركاب الزحف الإسلامي المقدس من الكبار في السن ، بإتجاه القدس الشريف ، ووقع نظري على حافلة صغيرة ، تتسع ل 19 راكبا ، يتواجد بها الرجال والنساء على السواء ، فسألت هل هذه الحافلة بإتجاه رام الله ومعبر قلنديا نحو القدس ، فرد السائق بالإيجاب . فصعدت للحافلة ، وكنت الراكب الأخير الذي يستقل الباص ، إنها رحلة إسلامية ميسرة بإذن الله المسيع العليم ، دفعت أجرة تذكرة الركوب بواقع 11 شيكلا ، وطلب مني سائق الحافلة الجلوس بجانبه في المقعد الأمامي الأول للحافلة . ثم إنطلق الباص عند الساعة الخامسة والنصف صباحا تقريبا بالتوقيت الصيفي ، مسرعا شرقا ثم جنوبا ، باتجاه مدينة رام الله وسط الضفة الغربية ، قرأت دعاء السفر الإسلامي المعتاد ، وأخرجت المسبحة الصغيرة المؤلفة من 99 حبة ، من جيبي لترديد الأذكار الدينية الإسلامية ثم قرأت بعض الآيات القرآنية الكريمة . وقد استغرقت الرحلة الفجرية الباكرة ما بين نابلس ورام الله أكثر من ساعة زمنية واحدة .

معبر قلنديا العسكري الصهيوني .. والقذارة العمدية
وصلنا لمعبر قلنديا بين مدينتي رام الله والقدس المحتلة ، فوجدنا بعض أفراد الشرطة الفلسطينية الذين ينظمون حركة السير شمالي المعبر ، فارشدونا لمكان مرور الرجال ومكان مرور النساء ، كل على حدة ، وشخصيا لدي معرفة ميداينة سابقة بذلك ، من العام الماضي 2011 . ويسيطر على هذا المعبر قوات الاحتلال اليهودي العبري الصهيوني ، وهو بمثابة معبر دولي ، وكأنه نقطة حدودية دولية تفصل بين دولتين حقيقيتين والأمر ليس كذلك فهناك الكيان الصهيوني وتتواجد السلطة الفلسطينية في المدن الفلسطينية وهي سلطة بلا سلطة فعلية على أرض الواقع . فالاحتلال الصهيوني هو الأمر الناهي في الأرض المقدسة برا وبحرا وجوا . فقلت في نفسي ، نسأل الله أن يزيل هذا الكابوس الصهيوني البغيض عن كاهل شعبنا الفلسطيني المسلم المرابط في ارض الرباط المباركة .
هرولت مسرعا بإتجاه ناحية الجنوب نحو المعبر ( معبر قلنديا ) بين مدينتي رام الله والقدس ، وهو معبر عسكري يتواجد فيه عشرات جنود الاحتلال العسكري الصهيوني بلباسهم العسكري الأخضر الفاتح والأسود والأزرق ، ورشاشاتهم بأيديهم وعلى أكتافهم ، ويتحكمون بعمليات الدخول والخروج للمارة بالاتجاهين ، شمالا وجنوبا . وهناك بوابات حديدية ، وجدران إسمنتيه ، وأجهزة إلكترونية ثابتة ويدوية متنقلة لتفتيش المواطنين الفلسطينيين المارين بهذا المسرب . ولا يسمح الدخول لأي فلسطيني إلا بعد إبراز بطاقة الهوية الخضراء اللون المزركة بألوان العلم الفلسطيني بداخلها ( الصادرة عن السلطة الفلسطينية ) لمواطني الضفة الغربية ، وبطاقة الهوية الشخصية الزرقاء الصادرة عن وزارة الداخلية العبرية لمواطني القدس وفلسطين المحتلة 1948 . إتجهت صوب أحد جنود الاحتلال الصهيوني من السود ( الفلاشا ) مبرزا بطاقتي الهوية ، فأذن لي بالدخول كغيري من المواطنين الفلسطينيين الذي تجمعوا بالعشرات في صفوف متواصلة أو متجمعين بفوضى عارمة للدخول لثنايا معبر قلنديا بإتجاه القدس المحتلة . وفي داخل هذا المعبر العسكري الصهيوني ، وجدنا عشرات الجنود اليهود ، ذكورا وإناثا ، المدججين بالسلاح ، في عدة حواجز ونقاط تفتيش عسكرية داخلية ، فيطلب بعض هؤلاء الجنود بطاقات الهوية ممن يشكون في أعمارهم . وكان التركيز الصهيوني يقضي كما ورد بوسائل الإعلام العبرية ، بالسماح للمواطنين الفلسطينيين بعبور معبر قلنديا نحو القدس الشريف ، والصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، لمن هم فوق أل 50 عاما للرجال ، و45 عاما للنساء .
تمكنا ، نحو 30 مواطنا فلسطينيا ، بعد 10 دقائق من إجتياز حوالي 500 م من معبر قلنديا ، ذو الرائحة القذرة ، جراء التبول البشري المسبق ، الخفيف والثقيل من فضلات الإخراج البشري ، إلى جانب الجدران الاسمنتية والبلاستيكية ، والأسلاك الشائكة ، ونعتقد أن جنود الاحتلال ليلا ونهارا ، يتبولون ويتبرزون فضلاتهم من مقدماتهم وخلفياتهم ( القبل والدبر ) على السواء ، ليلا ونهارا ، في ثنايا المعبر كنوع من الحرب النفسية والمعنوية والاستهزاء والاستخفاف والعنصرية اليهودية ضد المارين الفلسطينيين .
فرحلة الدقائق العشر هي رحلة مقززة ومقرفة في الآن ذاته ، بكل ما في الكلمة من معنى ، جراء إنتشار الفضلات البشرية بكثرة داخل منطقة معبر قلنديا العسكري الصهيوني . ويبدو أن النظافة معدومة في هذا الممر الاجباري المفروض على الفلسطينيين . وبعد الانتهاء من المشي سيرا على الأقدام من المعبر ، خرجنا بإنتظار الحافلات التي تقلنا بإتجاه المدينة المقدسة ، فلم يكن هناك إزدحاما كبيرا ، رغم تواجد مئات المواطنين الفلسطينيين في المكان . فركبت مع حافلة صغيرة ، ودفعنا أجرة قدرها 6.5 شيكل صهيوني ( إسرائيلي ) نظرا لعدم وجود العملة الوطنية الفلسطينية المتداولة أولا ولاجتيازنا منطقة فلسطينية تحتلها قوات الاحتلال الصهيوني ثانيا . قطعنا قرابة 20 كم ما بين معبر قلنديا ومحطة الباصات المركزية وسط القدس الشرقية العربية الفلسطينية على بعد 1 كم من باب العامود بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة . وبذلك فقد قطعنا مسيرة جغرافية تبلغ أكثر من 80 كم ما بين قريتي عزموط والقدس الشريف وسط فلسطين المحتلة استغرقت حوالي ساعتين ( 120  دقيقة ) وتنقلت خلالها 4 مرات سيرا على الأقدام ( الأولى من بيتي بقرية عزموط حتى مفرق الطريق الخارجي ، والثاني ما بين مركز المدينة ومجمع السيارات الغربي بنابلس ، والثالثة دخول معبر قلنديا شمالي القدس ، والرابعة من محطة الباصات بالقدس حتى المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة . وركبت ثلاث مرات بالمواصلات العمومية الفلسطينية :  مرة بالتاكسي العمومي من عزموط لمركز مدينة نابلس ، ومرتين بالحافلات الفلسطينية الأولى ما بين نابلس وقنلديا والثانية بعد المعبر ما بين قلنديا والقدس المحتلة . لا ريب إنها رحلة صعبة وشاقة ن فالسفر قطعة من العذاب ، ولكنها رحلة طوعية إيمانية إسلامية زاحفة بإتجاه شد الرحال للمسجد الإقصى المبارك بالمدينة المقدسة ، فقد تمنيت أن يأتي غرة شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1433 هـ في يوم الجمعة 20 تموز 2012 ، لإشتياقي الشديد لزيارة المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه ، بسبب الحظر الديني اليهودي والعسكري والسياسي الصهيوني علينا كأبناء للشعب الفلسطيني ، من عمارة المسجد الأقصى المبارك ، طيلة أيام السنة ، بقوة الحديد والنار ، وهذا ما كان والحمد لله رب العالمين .
الوصول للقدس المحتلة

بعد نزولنا من الحافلة الفلسطينية بمحطة الباصات وسط القدس المحتلة ، اتجهت شرقا نحو باب العامود في البلدة القديمة للدخول لباحات المسجد الأقصى المبارك ، إجتزنا شوارع القدس القديمة ، وسط حراسات أمنية يهودية مشددة ، وشاهدت أثناء مروري جنود الاحتلال المدججين بالسلاح الرشاش ، والبعض منهم يأكل الطعام ساندويشات وشكولاته وبسكويت ، ويشرب الكوكا كولا بالشوارع العامة أمام المسلمين الفلسطينيين ( فهم لا يصومون كالمسلمين ) ويراقب جنود الاحتلال الصهيوني الداخلين والخارجين من الزوار المسلمين من المسجد الأقصى المبارك بجميع بواباته الموصله إليه . كما رأيت تجار مدينة القدس بالمحلات التجارية وعلى العربات وجوانب الطرقات من مخلتف الأعمار يبيعون ويعرضون بضائعهم وخاصة الكراسي الصغيرة لذوي الاحتياجات الخاصة ، والمصليات القطنية أو البلاستيكية أو المصنوعة من القش بخمسة شواكل للقطعة الواحدة ، وحزنت كثيرا لوجود عشرات المتسولين الذين يسألون الناس بطريقة مبتذلة ، ولا يستطيع المرء أن يميز بين المتسول المحترف والمحتاج الحقيقي في الكثير من الأحيان .
الولوج للمسجد الأقصى المبارك
وبعد مسيرة حوالي 20 دقيقة لعدة كيلومترات ، ولجت من أحد الأبواب الصغيرة ( المدهونة باللون الأخضر ) وهو باب الحديد ، من البوابات الكبرى للمسجد الأقصى المبارك بعد الساعة السابعة صباحا بالتوقيت الصيفي الفلسطيني ، مستغفرا الله جل في علاه ، وذاكرا الله كثيرا ، وراضيا متمتعا بهذه الرحلة الإيمانية العظمى إلى الأقصى المقدس العظيم الذي أحبه وعلقت صوره في بيتنا ، وخططناه ورسمناه ووضعناه عند مدخل منزل العائلة بقريتي عزموط . ذهبت لتجديد الوضوء قرب باب المطهرة ، ولم يكن هناك إزدحاما صباحيا في إرتياد مطهرة الحمامات على الجانب الأيمن من المسجد الأقصى المبارك ، خرجنا بسرعة بعد أداء الوضوء الإسلامي الطاهر ، وعادة بعد الساعة الثامنة صباحا يحصل الإزدحام الشديد ، وتصطف الطوابير البشرية الفلسطينية لقضاء الحاجة وتجديد الوضوء الإسلامي أمام هذه المطهرة الجانبية غير الكافية . وفي طريق من المطهرة إلتفتُ لمكان المحل التجاري المعتاد الذي اشتري منه المسابح ( مسبحة الأذكار ) فاشتريت 4 مسابح بواقع 99 حبة ولكنها صغيرة الحجم ، فحباتها بلاستيكية قوية ، بألوان جذابة : سوداء وخمرية وعنابية وسكنية بواقع 15 شيكلا إسرائيليا ، ولم أجد طلبي بشراء المسابح البيضاء أو الخضراء المضيئة ليلا . وبعد ذلك أسرعت الخطى في باحات المسجد الأقصى المبارك لحجز مكان للصلاة في المسجد المسقوف القبلي الجنوبي كعادتي المفضلة ، وصليت ما كتب الله لي من الصلاة في هذا المسجد الإسلامي العظيم العامر بالإيمان ، حيث صليت ركعتين تحية المسجد و 8 ركعات صلاة الضحى ثم صليت ركعتين غيرها أهديت ثوابهما لوالدتي سهيلة المرحومة بإذن الله تعالى التي كانت تحب الصلاة بالمسجد القصى المبارك ، ثم صليت ركعتين أخريين وأهديت ثوابهما لوالدي المرحوم إبراهيم بإذن الله تعالى الذي أحب الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك كذلك . ثم بدأت بتلاوة القرآن المجيد من خلال جوالي الصغير بخطه الصغير ، من ماركة نوكيا 73 ، فقرأت سورة البقرة بكاملها ، ثم شرعت في التسبيح والأذكار والأدعية الإسلامية المتعددة . ثم إتصلت بأسرتي في قرية عزموط بمحافظة نابلس عبر الهاتف النقال ، لأبلغهم بوصولي للمسجد الأقصى المبارك ، والحمد لله رب العالمين ، وبقيت على مسيرة الإفراد الإذكاري الإيماني المتواصلة من ترديد الأذكار والأدعية الإسلامية المتنوعة تارة والاستماع لدروس دينية إسلامية لمحاضرين متطوعين حول الصيام وشتى المواضيع الإسلامية من الصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله ، والتذكير بأهمية المسجد الأقصى المبارك وغيرها من القضايا الإسلامية المعاصرة أو الحديث القليل الخافت الصوت ، مع جيراني بالمسجد . ثم تلى ذلك ، قدوم خطباء رسميون من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ، لإلقاء خطب دينية متنوعة وتلاوة بعض آيات القرآن العظيم .
الجمعة الرمضانية الأولى بالمسجد الأقصى المبارك

على أي حال ، لم تكن الجمعة الرمضانية الأولى 1 رمضان 1433 هـ / 20 تموز 2012 ، مزدحمة أو مكتظة كثيرا ، حيث شارك بصلاة الجمعة حسب التقديرات الفلسطينية حوالي 100 ألف مصل ، بل كانت خفيفة الإزدحام والاكتظاظ وربما يعود ذلك لعدم توقع الكثير من الناس بدء مطلع شهر الصيام هذه السنة بيوم الجمعة ، ومعظم التوقعات الفلكية كانت ترجح بأن يأتي رمضان يوم السبت وليس الجمعة .
منظر داخلي عام لقبة الصخرة المشرفة داخل المسجد
أداء صلاة الجمعة الجامعة بالمسجد الأقصى المبارك

يقول الله مالك الملك ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}( القرآن المجيد - الجمعة ) .
بعد وصولي لباحات المسجد الأقصى المبارك ، دخلت المبنى القديم من المسجد الأقصى المبارك في ساعات الصباح الباكر عند السابعة والنصف بالتوقيت الصيفي بفلسطين ، ومكثت حتى صلاة ظهر الجمعة ( صلاة الجمعة الجامعة ) بعد الواحدة مساء ، بمعنى بقيت نحو 5 ساعات نهارية متواصلة داخل المسجد ، ولم أخرج من المسجد بتاتا ، وبفضل الله ومنه ، تمكنت من أداء صلاة الجمعة ( الظهر ) بالجماعة الكبرى الأولى ، بالمسجد الأقصى المبارك ، والاستماع لخطبة الجمعة ، في الصف الثاني ، من الجهة الشرقية للمحراب ، وكانت حرارة الجو مرتفعة وكذلك حال مواضيع الخطبة الساخنة ، حيث تطرق الخطيب الشيخ لفرائض الإسلام العظيم وخاصة صيام شهر رمضان المبارك ، وتناول الأوضاع الفلسطينية العامة ، وللأوضاع الثائرة في سوريا ، وغيرها من الأوضاع السياسية في الوطن العربي .
ومما يذكر أن البناء الجنوبي المسقوف من المسجد القصى المبارك ، ومعظم الساحات العامة تخصص لصلاة الذكور من المصلين المسلمين ، من الرجال والشباب والفتيان بينما يتم تخصص مسجد قبة الصخرة المشرفة المزركش بالأزرق ومحاط بالآيات القرآنية المجيدة لصلاة النساء مع صحن القبة .
وبعد صلاة الجمعة المفروضة ، وتأدية صلاة ركعتي السنة البعدية لصلاة الظهر ، بالمسجد الأقصى المبارك ، أدى مئات المصلين المسلمين ممن يسكنون خارج المدينة المقدسة ، صلاة العصر قصرا بواقع ركعتين ، قبل رجوعهم لمواطنهم بمدنهم وقراهم ومخيماتهم ، فصليتها معهم لكسب الثواب الجزيل محتسبا لها عند الله رب العالمين .
ومما شد إنتباهي بعد خروجنا من صلاة الجمعة المفروضة ، وجود خطباء لمهرجان خطابي صغير لشباب حزب التحرير ( الإسلامي ) أمام الجهة الشمالية للمسجد القديم المسقوف ، من أولئك الذين ينادون بنصرة الثورة السورية ، ويتهجمون على السلطة الفلسطينية ، ويستظل هؤلاء الخطباء بظلال أشجار المسجد الأقصى بالباحة الشمالية للمسجد القديم ، وسط حضور شباب ورجالي لا بأس به يقدر بمائتي شخص . وأثناء الحر الشديد يقوم بعض فتيان الحزب برش الماء على الحاضرين من قارورة وكأنها خصصت لصالون الحلاقة لرش الماء على شعر المحلوق له . وبعد تجول هنا وهناك واستماع لهذه الجلسة أو تلك ، كنت انصت لما يقولون ولا أعلق على ما يقولون ، وهناك بعض الناس المشاركين بالمهرجان الصغير يعلقون أو يسألون والإجابة تأتيهم مباشرة عبر الميكروفون المتنقل وسماعة ( الامبيفير ) الصغيرة الحجم . وهناك من دخل وسط الجموع المحتشدة وأخذ يردد ( الله أكبر ولله الحمد ) وهو شعار يردده جماعة الإخوان المسلمين ، بينما ردد شباب حزب التحرير شعارات خاصة بهم منها ( يا الله .. يا الله ما لنا أحد سواه ) وغيرها يتخللها رفع شعار الحزب المذكور باللون الأسود وشعار الخلافة الإسلامية التي يطالبون بها . وغني عن القول ، إن هناك الكثير من أعضاء الحركات والأحزاب الإسلامية والوطنية ، ممن أدوا صلاة الجمعة في أول جمعة رمضانية لهذا العام المبارك . وقد شاهدت الكثير من مناصري حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) وحركة الجهاد الإسلامي ، وحزب التحرير ( الإسلامي ) وسائر الناس ، ويستطيع الإنسان التمييز بين هؤلاء وهؤلاء عبر شعاراتهم الخطابية وأناشيدهم المتدولة في بعض التجمعات والمسيرات داخل أروقة الحرم القدسي الشريف . وقد إلتقيت لبرهات متعددة ببعض الأصدقاء والأصحاب مما أتوا من كل فج عميق من فلسطين الكبرى لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك ممن كنت سابقا تعرفت عليهم عبر فترات السجن أو الدراسة الجامعية أو زمالة العمل في البلاد .

صلاة العصر بالمسجد الأقصى المبارك

يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
عندما حان موعد صلاة العصر الطبيعي المعتاد ، عند الساعة الرابعة والثلث بعد الظهر ، استطعت أن أصلي صلاة العصر جماعة بالصف الأول في المسجد الأقصى المبارك ، بالمسجد الجنوبي القديم ، كما خططت في صباح اليوم الباكر ، والحمد لله رب العالمين ، وذلك لعدم وجود الإزدحام في أولى صلوات الجمع الرمضانية لهذا العام . ثم خرجت من المسجد القديم للساحة العامة ، وتجولت في حديقة المسجد ، ورأيت من يجمع التبرعات لهذه الغاية أو تلك ، بعد صلاتي الجمعة ( الظهر ) والعصر على السواء ، مثل بناء المساجد في مختلف المحافظات الفلسطينية ، وهذا ينم عن صحوة إسلامية فلسطينية شاملة وواسعة . وهناك صناديق للزكاة نصبت في أفنية الساحة العامة للمسجد الأقصى المبارك ، ما بين مناد ومتبرع ، وما بين متحدث وسامع لهذه المسألة أو ذلك الموضوع . وكذلك ينتشر بعض طالبي المساعدة والمعونات المالية لسبب أو لاخر ، وبعضهم ممن يحترف مهنة التسول للأسف الشديد . ومما يلفت النظر للخارجين من المسجد القديم أو مسجد قبة الصخرة المشرفة ، أنه بعد صلاة العصر بالجمعة الرمضانية تواجد بعض الدعاة وحلقات الدراسة أو الخطب الدينية أو السياسية العامة .
حوار مع شيخ جليل مسلم من جنوب إفريقيا

جاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 442) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ " .
جلست بعد صلاة العصر من يوم الجمعة 1 رمضان 1433 هـ / 20 تموز 2012 م في ظل بعض الأشجار الوارفة بالساحة الأمامية للمسجد الأقصى المبارك ، ما بين المسجد القديم ومسجد قبة الصخرة المشرفة قرب المتوضأ ، مسبحا ومستغفرا ، ثم تحادثت قليلا مع من يجلس بقربي ، ثم جاء شيخ جليل بلحية بيضاء طويلة ، ناصعة البياض ، يلبس ثوبا ( جلبابا ) أبيضا تبدو عليه هيبة الرسالة الإسلامية الإيمانية ، وجلس على يميني ، فبادرته من اين حضرة الشيخ مباشرة ، فلم يجب بصورة فورية ، بل تأنى ، وتحدث بلهجة أجنبية ، هي اللغة الإنجليزية ، قائلا لي : أهلا ومرحبا أنا لست من هنا ، بل أنا مسلم من جنوب إفريقيا ، فتأكدت أنه ليس فلسطينيا بل أجنبي ، علما بأن لون بشرته قمحاوية مثل بشرتنا بفلسطين وليس اسود أو أسمر اللون ، ففرحت كثيرا لاجابته باللغة الانجليزية ، وبادلته التحية والحديث المطول لنحو ساعتين فأنبأني أنه من أصول هندية ، من بلد المهاتما غاندي . فسألني عن أهل فلسطين ، وسألته عن المسلمين في جنوب إفريقيا ، وسألني عن عملي فقلت له إنني استاذ جامعي ، أحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية ، ودرست في عدة جامعات فلسطينية ، وكان عنوان الأطروحة الجامعية عن التمييز العنصري الصهيوني ضد الفلسطينيين وإنني أعرف الكثير عن تفاصيل التمييز العنصري وخاصة البريطاني عن بلاده ( جنوب إفريقيا ) فسر كثيرا من معرفتي باللغة الانجليزية ، ومحادثته وإطلاعي على أوضاع التمييز والفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، ونظام الابارتهيد البريطاني البائد . وأخذنا أطراف الحديث عن العنصرية والعدالة ثم عرجنا على الحياة الدنيا والحياة الآخرة والجنة وأن الصراط المستقيم والحساب بيوم القيامة سيكون في ساحة المسجد الأقصى المبارك بعد أن تكون مستقيمة ومستوية وغيرها من الشؤون الدينية الإسلامية . ومن ضمن ما قاله لي ، إنه من مدينة قرب جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا ، وإن تعداد المسلمين في جنوب القارة الافريقية يبلغ حوالي 1.5 مليون مسلم ، وأن المسلمين أحرار في حياتهم الخاصة ، ويعيشون دون مضايقات حكومية هناك ، وإنه يعمل في التجارة ، وتبنى عملية بناء مسجد للمسلمين بمدينته بإشراف منه بجمع التبرعات المالية والعينية ، بمساحة تقارب 450 م2 ، بكلفة مالية عالية تقدر بمليون دولار . وقد حضر هذا المسلم من جنوب إفريقيا برفقة أهله ذويه ( 10 افراد ) زوجته وابنه وحفيده وبعض أقاربه للصلاة بالمسجد الأقصى المبارك في أول يوم رمضاني ( الجمعة الأولى ) لينطلق بصحبة اسرته وأقاربه برحلة عمرة إلى مكة المكرمة بالديار الحجازية حيث يغادر فلسطين يوم السبت 21 تموز 2012 . كما أنبأني أنه تزوج من إمرأتين طلق إحداهما لعدم تماثلها مع حياته الإسلامية العامة والخاصة ، وابقى على الزوجة الأخرى لتمسكها بالإسلام وطاعتها له ، وأن له ولدين وابنتين . كما تطرقنا في جولة حديثنا لمحرر جنوب افريقيا من العنصرية المقيتة ( نيلسون مانديلا ) ، وقد لاحظت أن هذا المسلم الجليل من جنوب إفريقيا ، يجمع ما بين الكلمات العربية والانجليزية في أحاديثه الخاصة ، ويردد كثيرا عبارات ( الحمد لله ) فقلت له قل الحمد لله رب العالمين أفضل ، كما يردد إن شاء الله ويذكر يوم القيامة الآتي لا ريب فيه . وأخبرني أن ابن أحد اقاربه يحفظ القرآن الكريم غيبا بصورة كاملة . فقلت له كيف تصلون ؟ فأخبرني ، بأنه يصلى باللغة العربية وأنه يحفظ الكثير من السور القرآنية القصيرة بلهجة ولغة عربية صحيحة ، فطلبت منه من باب الفضول أن يقرأ سورة الفاتحة فقرأها كاملة دون توقف ، غير أنه يلفظ كلمة الذين ( اللزين ) . على العموم ، أطلعته على معاناة الشعب المسلم في فلسطين والإجراءات الصهيونية ضد الفلسطينيين ، وحرمان الفلسطينيين من الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، ويتحكمون بفئات أعمار المصلين المسلمين ذكورا وإناثا ، في تعد سافر على الحقوق الدينية للمسلمين ، فاستغرب الأمر ، وتعجب كثيرا ، ويبدو أنه متأثر بسياسة التعايش وحل الدولتين الفلسطينية واليهودية ( الإسرائيلية ) . وقال إنه يزور فلسطين للمرة العاشرة للصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، مع بعض أفراد عائلته وذويه وأصدقائه . فقلت له هل زرت تل ابيب فقال لا آنا آتي لزيارة القدس فقط وخاصة الصلاة بالمسجد الأقصى . لقد كان حوار ثنائيا سياسيا ودينيا مؤثرا ، أوضحت له فيه الكثير من القضايا التي كان يسألني عنها بشغف كبير وسط استماع بعض الجالسين بالقرب منا . وعند إقتراب الغروب ، افترقنا لتجديد الطهارة والوضوء استعدادا لصلاة المغرب ، وقلت له أهلا وسهلا بكم في فلسطين دائما لنصرة الإسلام والمسلمين والتضامن الدائم مع الشعب الفلسطيني .

صلاة المغرب  بالمسجد الأقصى المبارك

أذن مؤذن المسجد الأقصى المبارك لصلاة المغرب ، وكنت داخل المسجد القديم بالصف الأول ، والحمد لله رب العالمين ، على هذه النعمة والتمكين الرباني ، لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك الذي أتوق للصلاة فيه منذ نعومة أظفاري وصغر سني ، عندما كان يصطحبني والدي الحاج إبراهيم رحمه الله وجعل مثواه الفردوس الأعلى مع والدتي بالجنة إن شاء الله تبارك وتعالى . بعد رفع الأذان الإسلامي تناولت كزملائي بالصلاة في الصف الأول ، كوبا من الماء بكأس بلاستيكي ، وبعض حبات التمر ، ثم أقيمت الصلاة فصلينا جماعة ثلاث ركعات صلاة المغرب ، ثم صليت ركعتي السنة ، وأربع ركعات بعدها ( صلاة الأوابين ) وخرجت لباحة المسجد ، فوجدت بعض المؤسسات التي توزع طعام الإفطار الرمضاني ، على أعداد غفيرة من الناس ، فتناولت وجبة من وجبات الطعام ( جزء من دجاج مطبوخ وبعض حبات البطاطا والجزر مع رغيف الخبز ) إلا أن الماء كان نادرا ، فتوجهت لحنفيات الماء الثابتة للشرب وتغسيل اليدين . ولاحظت أن هناك خللا معنويا ونفسيا وماديا في توزيع وجبات طعام الإفطار على الصائمين ، من أهمها : سوء تنظيم توزيع وجبات الإفطار على الصائمين المصلين ، وإستفراد الكثير من الغلمان بوجبات الطعام الكثيرة دون وجه حق ، بينما الكثير ممن يصلي بالصفوف الأولى بالمسجد القديم لا يستطيع الحصول على وجبة غذائية خصصت للصائمين من الإمارات العربية أو من قطر أو من الأوقاف الإسلامية الفلسطينية أو الحركات الإسلامية المشرفة على توزيع أطعمة وأشربة الصائمين المجانية . ومما أذكره أن أحد موزعي الطعام على الصائمين ، وبسبب الضغط المتزايد عليه تجرأ وسب الذات الإلهية ، ففضح نفسه وفضح جماعته المشرفين على توزيع الطرود الغذائية للصائمين ، فقلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،  هداك الله يا أيها الشاب ، ولا داعي لأن تكون ضمن وفد الرحمن بهذه الساعة المباركة بالبقعة المباركة من فلسطين المباركة ، أو ممن يشرفون على الرفادة والسقاية بالمسجد الأقصى المبارك في الأرض المقدسة . فكلمة لمن يشرف على شؤون الرفادة والسقاية إنه لا بد من إنتقاء الشباب المتطوعين المسلمين وليس الشباب الطارئين دون تدقيق أو تمحيص لأن هذا الشاب مرآه تعكس فعالية المؤسسة أو الجهة التي تقدم الخدمات الخيرية الجليلة لثلة الصائمين بالمسجد الأقصى المبارك .

صلاة العشاء بالمسجد الأقصى المبارك

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}( القرآن المجيد – النجم ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
رغم وجود مكان سكني البعيد عن القدس المحتلة ، حيث أقطن في قرية عزموط بمحافظة نابلس ، فقد انتظرت لأداء صلاة العشاء في المسجد الأقصى المبارك ، لعبادة الله العلي العظيم بالبقعة المباركة ، في أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، وارض الإسراء والمعراج النبوي الشريف ، وهذه منة وفضل من ربي العزيز الحكيم خالق الخلق أجمعين أحدث بها وفق مبدأ وأما بنعمة ربك فحدث . لقد أديت صلاة العشاء الفريضة والسنة ، ومن بعدها صلاة قيام رمضان ( التراويح ) في الصفوف الأولى حيث صليت 10 ركعات من التراويح بالبناء القديم بالمسجد الأقصى المبارك ، و3 ركعات صلاة الوتر ، رغم حرارة الجو المرتفعة ، وعدم فعالية المراوح الجانبية العلوية الصغيرة التي لا تغير شيئا من لهيب درجات الحرارة وإكتظاظ المصلين المسلمين . وبعد ذلك إضطررت لمغادرة باحات المسجد الأقصى المبارك عند الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت الصيفي بفلسطين ، فخرجت  من أحد بوابات الأقصى نحو باب العامود ثم لمحطة الباصات المركزية . وفي باب العامود اشتريت علبة من العنب ، استكمالا للفطور الرمضاني وتحسبا لتأخري لساعات السحور قبل وصولي إلى بيتنا بقرية عزموط . مشيت ومشينا مع الجموع الخارجة الراجعة لبيوتها ، سيرا على الأقدام في شوارع القدس العتيقة ، وسط إزدحام وإكتظاظ بشري كبير شبه منتظم ، ووصلنا لمحطة الباصات الفلسطينية بعد 30 دقيقة من المشي البطئ ، وسط الزحام ، للانتقال لمعبر قلنديا ثم رام الله ثم نابلس فعزموط .

العودة الميمونة لقريتي عزموط بمحافظة نابلس
ومن المفاجأة التي فوجئنا بها ، إن شركة الحافلات صاحبة الامتياز بالنقل بين القدس ورام الله ،  لا تكترث بالمسافرين الفلسطينيين ، فمكثنا ننتظر الباصات لتقلنا للمعبر ، ولكن بلا جدوى ، فالباصات متوقفة بميدان المحطة ولكن لا يوجد سائقين لقيادتها ، فانتظرنا ثم انتظرنا ، ثم ركبنا بعد عناء ومدافعة غير منظمة وجهد طويل ، في أحد الباصات الكبيرة ، فامتلأت كراسي الباصات ونحو 20 راكبا واقفين بين هذه المقاعد ، وقد ركبت بعض السيدات الآتيات من المسجد الأقصى المبارك ، واقفة ولم يتيسر لها مقعدا لتجلس عليه فناديت إحدى هذه السيدات وطلبت منها القدوم لتجلس مكاني ، وسط الباص ، فأتت وشكرتني على ذلك ، ولم يواصل الباص طريقه حتى نهاية الخط بل أوصلنا فقط للجهة الجنوبية من معبر قلنديا ، علما بأن خط سيره يفترض أن يستمر حتى مدينة رام الله ، بأجرة تبلغ 6.5 شيكل ، فبعد أن استوفى الأجرة كاملة لم يكمل المسير حتى نهاية المنطقة التي يفترض أن يوصل الركاب المسافرين إليها ، ولكن ظهرت استهتار ولا مبالاة السائق ، بنداءات الركاب الذين طالب الكثير منهم بإيصاله لنهاية الخط بمدينة رام الله ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فالوقت متأخر منتصف الليل ولا من مجيب .  وبعد أن طلب منا السائق النزول من الباص قبل معبر قلنديا ، نزلنا واتجهنا شمالا ، وأخذنا نبحث عن مركبة عمومية تقلنا لمجمع المركبات العمومية برام الله ، ودفعنا أجرة إضافية جديدة ( 3.5 شيكل ) ، ويعد هذا نوع من الاستغلال الاقتصادي للمسافرين ، من جهة ، واستهتار بوقتهم وحياتهم من ناحية أخرى .
وبعد ذلك وجدت مركبة باص عمومي صغير يتسع ل 7 ركاب ، معظم مقاعده محجوزة ، فما لبث أن أتى ركاب آخرون قادمين من المسجد الأقصى المبارك ، وأمتلأت مقاعد المركبة العمومية وإنطلقنا راجعين إلى مدينة نابلس . وقد عرج السائق لبلدة سنجل بين نابلس ورام الله ، لتوصيل بعض الركاب إليها ، كان قد إتفق معهم مسبقا بهذا الخصوص دون علمنا ، وحاول السائق الفلسطيني تقصير المسافة بين نابلس ورام الله ، فأجتاز نقطة عسكرية صهيونية إذ أوقفه الجندي اليهودي ، وطلب من السائق بطاقة الهوية الفلسطينية ، وسأل الجميع من اين أتيتم باللغة العبرية ، فأخبره السائق إنهم جاؤوا من القدس ويريدون العودة لمساكنهم في نابلس ،  فاجبر الجندي الصهيوني السائق الفلسطيني على سلك مسرب آخر ، وهذا ما كان ، ثم إنطلقت بنا السيارة مسرعة باتجاه الشمال نحو مدينة نابلس ، فوصلنا عند الساعة الواحدة صباح يوم السبت 2 رمضان 1433 هـ / 21 تموز 2012 م . وذهبت لمكتب تاكسي أجرة ( تكسي المدينة ) قرب ميدان الشهداء بنابلس ، للانتقال بطلب لقريتي القريبة عزموط ، ولكن المكتب لم يتجاوب معي ، وزعم أن سيارات الأجرة غير متوفرة علما بأنه كان يهاتف العديد من السائقين عبر الهاتف النقال والثابت . وقال لي انتظر ما بين 10 – 15 دقيقة ليحضر لي سيارة من سيارات الطلبات ( الأجرة ) لكنه لم يوف بوعده فانتظرت أكثر من 20 دقيقة ، ولكنه لم يلبي طلبي ، وقد أخبرته أنني متعب وجئت من المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف ، ولكنه لم يلق بالا ، فوعد ووعد بلا نتيجة فعلية . فامتعضت وخرجت خارج المكتب ، فإذا بسيارة أجرة قادمة من جهة الدوار ، فاشرت لها فتوقفت وابلغني السائق بأن لديه طلبا في الطريق ولا يستطيع نقلي . ثم جاءت سيارة أجرة أخرى فأوقفتها فتوقفت ، وإذا بشاب بالقرب مني يبحث أيضا عن سيارة طلب أجرة لتقله إلى المساكن الشعبية ، فقلت له السيارات شحيحة ، فهلا نركب معا بطلب واحد فوافق سريعا دون تردد ، ودفعنا مبلغ 20 شيكلا أجرة الطلب الليلي بناء على تعرفة السائق العمومي ، فتقاسمناها الاثنين ، ووصلت لبيتنا في قرية عزموط عند الساعة الثانية إلا الربع صباحا ( 1:45 ) صباحا أي قبل موعد أذان فجر يوم السبت بحوالي ساعتين ونصف ، بعد إجتياز 160 كم ذهابا وإيابا من وإلى قريتي عزموط . ويبقى القول ، رغم أنها رحلة شاقة وصعبة وخاصة في رحلة الرجوع إلى نابلس إلا إنها كانت رحلة إيمانية ممتعة بل ممتعة جدا ، والحمد لله رب العالمين .

كلمة إسلامية أخيرة  .. فلسطين مركز الخلافة الإسلامية النهائية

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
وورد بمسند أحمد - (ج 45 / ص 471) عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ هَامَتِي فَقَالَ : " يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " .
والله نسأل التوفيق ، والتمكين لعبادة الله في الأرض وخاصة في الأرض المقدسة ، كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ، وأن يخلص المسجد الأقصى المبارك من نير الاحتلال اليهودي المقيت .
والله نسأل أن يحرر فلسطين من ربقة الاحتلال اليهودي الصهيوني العبري البغيض وأن ينصر المستضعفين الفلسطينيين في الأرض ، أرض آبائهم وأجدادهم ، وأن يخرج الطارئين الظالمين الطغاة البغاة من ارض فلسطين وأن يجعلها خالصة للعرب والمسلمين وأصحابها الحقيقيين الأصليين ليتمكنوا من مواصلة الرباط والمرابطة على ثغور الإسلام العظيم ، في أرض الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية ، المقبلة إن شاء الله العزيز الحكيم العلي العظيم ، في هذه الحياة الدنيا الفانية للانتقال للحياة الأخرى الباقية ، إنه على كل شيء قدير وإذا أردا شيئا أن يقول له كن فيكون .
وتعالوا بنا ندعو الله القريب مجيب الدعاء كما دعا إبراهيم الخليل عليه السلام :{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) }( القرآن المجيد - إبراهيم ) .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول كما جاء بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الصخرة المشرفة
مخطط هيكلي للمسجد الأقصى المبارك

ليست هناك تعليقات: