الجمعة، 7 أغسطس 2009

المؤتمر السادس في بيت لحم .. وحركة فتح الجديدة

المؤتمر السادس في بيت لحم .. وحركة فتح الجديدة

د. كمال إبراهيم علاونه
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
أستاذ العلوم السياسية
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}( القرآن المجيد ، الفتح ) .

الفتح الزائف المبين في بيت لحم بفلسطين

كانت الأيام والسنين والعقود حبلى بالمآسي والأوجاع السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والنفسية ، وبعد مخاض طويل استمر 20 عاما ، وضعت حركة فتح حملها الجديد ، بغياب الراعي الأول الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى مسموما ، في 11 تشرين الثاني 2004 ، شهيدا سعيدا حميدا ، كما قالها عندما حاصرته طائرات ودبابات وأبواق داعية الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون الرجيم ، في الأرض والسماء ، والله أعلم بعباده المتقين .
في بيت لحم ، كانت آلام المخاض والولادة العسيرين ، كالأيام العسرة التي نعيش ، ولكنها جاءت ولادة قيصرية ليست سهلة كولادة المسيح بن مريم عليهما السلام ، في مغارة المهد ، فشتان ما بين الولادتين الطبيعية والقيصرية بشق البطن ، وشق الأنفس ، شتان بين الأمس الغائب واليوم الحاضر ، ولكن بيت لحم القديمة هي بيت لحم الجديدة مع فارق الزمان والأبنية والعمران ، وتحول مغارة المهد إلى كنيسة باسم المهد ، مع اختلاف في الرؤى والرؤيا ، وأحلام النوم العميق وأحلام اليقظة البهية .
استدعي مئات الأشخاص من هنا وهناك ، من كل فج عميق ، ليبلغ عدد المشاركين الذين شدوا الرحال ، في المؤتمر مجاهدين ومنافقين ، ودبلوماسيين ، وسكرتيرات ومرافقين ، وما شابههم إلى حوالي 2300 عضو ، بما فيهم أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، ما بين كبير وصغير ، وذكر وأنثى ، من شتى الأجيال الفلسطينية المتعاقبة . ويمكن القول إن بعضهم له ماض جهادي عريق ، وبعضهم لها باع طويل في النفع والانتفاع والمنتفعين ، فأصبح غنيا بعدما كان يطرق أبواب السلاطين ، والسواد الأعظم منهم من الخراصين ، الذين ركبوا موجه الفتح العظيم ، وحتى ولو أنهم كانوا بعيدين كل البعد عن الجهاد والمجاهدين ، ولم يسبق لهم أن غاصوا في أوحال فلسطين ، ولم يعرفوا سوى الدهن والتدهين ، ولبس ربطات العنق ، والأحذية الملمعة ، وقصات الشعر الإفرنجية على موديل المارينز الأمريكي الجديد كأتباع كيث دايتون اللعين . وهناك من لا يعرف إلا بطنه كجزء من الصيد الثمين ، وهناك من لا يعرف إلا كرسيه ولو على قوائم هوائية متنقلة ، ولا يهم إن كانت ، حديد أو خشب أو جلد أو غيره ، أو مزيج بينهما من الجيبات الفارهة التي لم يحلم به أبيه أو جده وجد جده . لقد حشر هؤلاء ببيت لحم جنوب الضفة الغربية بفلسطين ، حشرا صغيرا لمدة ثلاثة أيام ، ما بين 4 و5 و6 و7 آب - أغسطس 2009 ، فأبوا إلا أن يمددوا أيام الحشر التي حشروا فيها واستدعوا فيها ، لأيام أخر ، للنقاش والمناقشة ، والدعاية الإعلامية ، والبقاء أطول فترة زمنية ممكنة في أرض المسيح عليه السلام ، كي تكون ذكرى خالدة في نفوسهم المكلومة .
وعلى الأعم الأغلب فقد شهدت بيت لحم بفلسطين مرتعا كبيرا من مراتع ومنتجعات الفنادق والمطاعم الفاخرة في مهد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، فقد كانت فرصة البعض للهو والسياحة الدينية الداخلية في مدينة من مدن فلسطين ولم يتمكنوا من دخول القدس الشريف على بعد بعضة كيلومترات على الشمال من بيت لحم .
فطوبى لبيت لحم ، في فلسطين ، في الأولين وليس في الآخرين ، وتمنت هذه المدينة الفلسطينية في الأرض المقدسة ، أن لو انتقل جزء كبير من هؤلاء المصطافين في أرض بعيدة عن حطين طبرية بفلسطين ، أن يكونوا صادقين ومن المحسين والأبرار لفلسطين . ولسان حالها يقول : لو إن هؤلاء المصطافين انتقلوا وأقاموا في بيت لحم الأمريكية بعيدا عني لأنني مشهورة بولادة من خير الأولين والآخرين ، المسيح عيسى ، وأمه الصديقة ، العذراء مريم بنت عمران ، سلام عليهما من الله رب العالمين . ولكن هيهات .. هيهات أصروا على القدوم لبيت لحم لاقتناص الصيد الثمين ، صيد مناصب أو بهرجات بخسة لا يرقى على مستويات المجاهدين الآمنين المطمئنين ، فلم يصلوا ويأخذوا حذرهم كما كان يفعل أوائل المجاهدين المسلمين عندما فتحوا وحرروا فلسطين من الرومان المحتلين . فانطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) }( القرآن الحكيم ، الحشر ) .
في هذه المرة ، تترآى بيت لحم المقدسة ، بقدسية مغارة المهد ، التي احتضنت المسيح ، التي يفصلها 2009 سنة من سنوات الحياة الدنيا الفانية ، من بين ولادة المسيح المخلص ، عام واحد ميلادي ، حيث يؤرخ به التاريخ الحاضر والماضي ، وربما اللاحق لأهميته ، وما بين عام 2009 ، أقصد موديل 2009 ، وهو العام الحالي ، موديل حركة فتح الجديدة ، للاجتماع في الفنادق لا المغارة ، وهي سنوات متواصلة ومتصلة على الدوام ، سنوات خضر وعجاف على السواء ، بين الولادة الطبيعية لرسول الله عيسى بن مريم عليهما السلام ، الذي نادى بالمحبة والتسامح وتوحيد الله عز وجل ، واعتنق بعده أباطرة الرومان للنصرانية ، التي أصبحت لهم المذهب والدين ، ثم أنشأت هيلانة والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الكنائس الثلاث : البشارة في الناصرة ، والمهد في بيت لحم ، والقيامة ببيت المقدس وافتتحت ما بين 326 – 335 م .

أعداد المؤتمر والمؤتمرين آب 2009

كان ميلاد المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) في 4 آب – أغسطس 2009 ، ميلادا فجا وعسيرا ، ولكنه ميلادا إعلاميا ليس كميلاد الوليد السابق محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني ( ياسر عرفات ) في 4 آب – أغسطس عام 1929 ، بمدينة القدس الشريف ، وجاء لحضور المباركة والاستعراض الإعلامي فيه ، ثلة من المدعوين من 80 وفدا عربيا وأجنبيا ، وزفة إعلاميين يزيد عددهم على الألفين ، ومشاركة 2267 عضوا ، والعدد مرشح للزيادة قبل واثناء وبعد عقد المؤتمر ، ممن نسي مقامه الكريم أو كاد لإرضائه بثمن بخس .
لقد حضر الجمع ممن تبنى السواد الأعظم منهم ، مهنة الاسترزاق والتسول من هذا الضخم ماليا أو ذاك ، من أصحاب الملايين ، ودعي للحراسة والأمن حوالي 4200 من جند فلسطين الجدد ، وهم ليسوا من أصحاب الكوفية البيضاء السوداء ، التي كانت في يوم من الأيام رمزا لثورة فلسطين الكبرى عام 1936 ، ثم أصبحت رمزا لثورة فلسطين وعمودها الفقري حركة فتح المنهارة والمنقسمة على ذاتها ، في الانتخابات التشريعية الثانية في 25 كانون الثاني 2006 ، فغصت قاعة مدرسة تيراسنطة في بيت لحم بالمحتشدين من الفلسطينيين ، من أرض الوطن المحتل ، المكهرب ، والمنقسم على نفسه بنفسه ، بين توأمي فلسطين الكبيرين : فتح وحماس وما بينهما من الطريق الثالث الذي يتولى رئاسة حكومة رام الله العاجزة عن إخراج حوالي 400 من حركة فتح من ارض غزة هاشم ، بسبب الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق بينهما ، وربما الرابع أو الخامس مستقبلا ودول الطوق العربي لفلسطين وأشتات العالم . ولم تعجب الولادة القيصرية معظم الموجودين ، فمن باحث عن عضوية في اللجنة المركزية ، لحوالي 131 شخصية أو أكثر ، لشغل وإشغال ما بين 18 – 23 مقعدا بانتخابات قيادية مجتمعة ، ومن باحث عن عضوية في المجلس الثوري لحوالي 500 شخصية لملء 120 مقعدا ، وهناك حوالي 5000 شخص ، لم يعجبهم استبعادهم من مؤتمر بيت لحم التلحمي موديل 2009 ، على المقاس الصغير ، والبرنامج السياسي الأصغر . وهناك من جاء يبحث جيبات فارهة يقتنيها ، بعدما فقدها بعدما تخلصت منه حكومة رام الله قبل مدة ليست طويلة لبلوغه الخامسة والأربعين من العمر ، وذلك بأمر من الجنرال الأمريكي دايتون الحاكم الفعلي للضفة الغربية المحتلة . وعلى مرمى حجر ، من المؤتمرين الفتحاويين الفلسطينيين ، في تيراسنطة بيت لحم بفلسطين ، كانت ولا زالت وستبقى كذلك إن بقيت حركة في هذه الطريقة العفوية والاسترجالية من عقد المؤتمرات وتنظيمها ، تربض دبابات وجيبات برا وتحلق جوا الطائرات الحربية الأمريكية الصنع في سماء بيت لحم ، والتي غصت بالمشاركين ، بقيادة طيارين يهود من الاحتلال الصهيوني في الأرض المقدسة المعروفة بفلسطين الخالدين . وفي مياه البحر الميت تجري الاستعدادات لشق قناة البحرين ، الأحمر والميت وربما البحرين الأبيض المتوسط والميت ، لا فرق ، بقيادة طيارين يهود من الاحتلال الصهيوني في الأرض المقدسة المعروفة بفلسطين الخالدين .
تعددت المشارب والأهواء والإتجاهات والتيارات داخل قاعة الاجتماع الكبرى ، والكثير يتكلمون بلا إذن أو تنظيم ، في مقاطعة كلامية ، وهجوم إعلامي ، وانقلب الأمر ، فكان الناس يتكلمون أكثر مما يستمعون ، خلافا لطبيعة الإنسان التي جبله بها الله الخالق سبحانه وتعالى ، حيث جعل له لسان وشفتين ، وفما واحدا وأذنين وعينين ، فالأفواه المتحدثة كثيرة ، والمستمعين قلائل في قاعة زاخرة بأكثر من 6 آلاف من الحاضرين المشاركين ، من الأعضاء والضيوف الميامين ، وكان عدد الضيوف أكثر بمرتين من عدد الأعضاء ، كما هو حال الحراس والحارسين ، ضعف عدد الأعضاء ، وقرابة عدد الأعضاء من الصحافيين وغيرهم القليل من المشاهدين سوى من يتابع على الشاشات الصغيرة في البيوت والميادين .

الرايات الصفر

لقد كانت مدينة بيت لحم ، لابسة حلتها القشيبة الجديدة ، وبالرايات الصفراء الفتحاوية ، وبالعلم الفلسطيني بألوانه الزاهية الأربعة ( الأسود والأبيض والأخضر والأحمر ) فأضحت في ضحى يوم الثلاثاء وسط الأسبوع في صيف الرابع من آب اللهاب ، مدينة متنقلة بين القاعة والمطاعم والفنادق ، حيث زاد عدد سكان مدينة بيت لحم إبان عقد المؤتمر الفتحاوي حوالي 12 ألف نسمة ، والكل كمثل عبد السميع اللميع ، ملابس فاخرة بصناعة صهيونية منمقة ، معظمها بربطات عنق صينية الصنع ، وأحذية لامعة إيطالية وإسرائيلية وهي مظاهر لا تمت للثورة والثورية بصلة جديدة أو قديمة ، ولسان حال الأسيرين القائدين ( الإرهابيين ) مروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي يرتديان زي السجن الصهيوني الأزرق أو البني كرمز من رموز المقاومة الفلسطينية المجيدة . ، لقد جاؤو ا على مصيف بيت لحم ، واحتلوا الفنادق وتركوا الخنادق ، هذا إن كانوا في الخنادق ، وضاقت عليهم بيت لحم بما رحبت بسبب تذمر وضجر وشكاوى أهلها من طول الحراسة والطوق الأمني المفروض على فعاليات الاجتماع ، ولا نريد التعميم على الجميع فالبعض مشهود لهم بالاستقامة والتواضع والبساطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبرع بجزء مما يملك للثورة وليس لصا من سياسة ( حاميها وراعيها حراميها ) .
وباختصار شديد ، لقد انقلبت الأمور رأسا على عقب ، فالراية الصفراء ، والشمس المشرقة ، لم تعد كالراية الصفراء التي كانت في يوم من الأيام راية للأنصار في المدينة المنورة بشبة الجزيرة العربية ، ولم تعد كراية صلاح الدين من قادة الأيوبيين في معركة حطين قرب بحيرة ومدينة طبرية بشمال فلسطين ، ولم تعد راية خفاقة في سماء الوطن والمنافي كزمن الشهيد ياسر عرفات ، كما كانت بل أصبحت راية صفراء تصفر شيئا فشيئا ، من وقع الشمس الطبيعية اللهيبة ، وذابت شمس الحرية في هذه الاجتماعات المرئية وغير المرئية ، والصراع على أشده بين الرعاة والرعية ، وكل لواء أو عميد أو عقيد أو وزير أو سفير أو مستوزر أو غيره من أصحاب الإزدواجية في المناصب الرسمية والتنظيمية ، يريد نصيبا جديدا غير السابق ، من المآثر والمنافع ، من الكعكة الحلوة المقبلة المغموسة بأنات الأسرى والجرحى وحزن أهالي الشهداء الذين ضاعت حقوقهم وحولوا لمكاتب الشؤون الاجتماعية لينال أهلهم وأبنائهم فتات الفتات . وكلمة حق لا بد من قولها ، إنه هناك من احترم نفسه ورفض ترشيح نفسه للمركزية أو المجلس الثوري في سابقة هي الأولى من نوعها ، ورفض البقاء في مملكة حركة فتح القيادية أبد الدهر ، وهم قلة معدودين على الأصابع ولكنهم يستحقون التقدير والتكريم إن كانوا محسنين وتجب معاقبتهم إن كانوا مسيئين ، وفق مبدأ الثواب والعقاب الغائب من قواعد الحركة العملاقة التي جرى تقزيمها في هذا المؤتمر إلى ابعد الحدود .
وتعددت المطالب والأهواء والهوايات التضليلية فمن مطالب باستقلال حركة فتح عن السلطة الوطنية الفلسطينية ، ومن مطالب بتفرغ الأعضاء القياديين ، ومن مناد بأنه الناطق الرسمي أو الإعلامي أو السياسي ، ومن مهمل لأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ، ومن مدع بأنه من القيادة التاريخية أو التجديدية ومن مهاجم لحركة حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية ، ومن مطالب بحصة قيادية لقطاع غزة أو حصة قيادة لأهل فتح بالأردن ، ومن مطالب لأهل فتح بلبنان وغيرها ... وساءت مصيرا .. ونسي أو تناسى البعض أن التناقض الرئيسي مع الصهاينة والصهيونية ، والتناقض الهامشي أو الفرعي مع الآخرين ، فتقدم المؤخر ، وتأخر المقدم ، في جدلية سفسطائية كئيبة وحزينة محزنة .

فتح أم فتخ ؟

ومن الغريب المستغرب ، أن مئات الكوادر الفتحاوية ، كانوا لا يهتمون بما يجري لما سمي بأنه المؤتمر السادس لحركتهم التي شاخت وعجزت ، بسبب عجز الكثير من قياديها ، فأصبحوا عواجيز يشار لهم بالبنان يقودون الجيل الشاب ، بعدما شابوا ورفضوا التنحي مقبلين غير مدبرين ، وتفضيل مصالحهم الخاصة على المصالح الوطنية العليا ، مصالح فلسطين في الوحدة الوطنية الجامعة ، لتلم أشتات البلاد الممزقة ، والشعب المغلوب على أمره . وعلى النقيض من ذلك ، لوحظ أن بعض الأعضاء المشاركين في المؤتمر كانت صدرت ضدهم من نائب القائد العسكري الفلسطيني الشهيد الراحل خليل الوزير ( أبو جهاد ) المهندس العسكري للثورة الفلسطينية ، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، صدرت أحكاما ضدهم بالتصفية والإعدام إبان أيام الثورة المجيدة ، حيث كانوا أزلاما للاحتلال والمحتلين ورموزا لهم ، قاهرين لأبناء جلدتهم الفتحاويين والشرفاء الآخرين من أبناء فلسطين ، أو ممن كان جرى التحقيق معه من أسرى فلسطين الشرفاء في السجون الصهيونية ، عندما كان يهود فلسطين المحتلة من الغاصبين الصهاينة ، يطلقون على حركة فتح ( فتخ ) في الأيام الخالية ، حينما كانت قوات حركة فتح سرية بلا مقار ولا انتخابات ومؤتمرات ويافطات كبيرة ، كجداريات سلمية مزوقة ومتقنة الخط والتخطيط ، مسالمة بالقرب من القدس الشريف مدينة السلام لا أورشليم ، تحت أعين الاحتلال الصهيوني جهارا نهارا ، فهل يا ترى ماذا كان سيصنع الشهيد أبو جهاد طيب الله ثراه الرابض بقبره بالقرب من قبر صلاح الدين بدمشق ، لو كان حيا ، حيال هذه المسألة ؟؟؟!!

لسان حال يهود فلسطين المحتلة .. الشلام عليكم

تحت مظلة إنعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، فإن الجانب الصهيوني ترقب بشكل كبير جدا ما يجري في أروقة المؤتمر ، في بيت لحم المحتلة فعليا ، وقد سمح الاحتلال بعقد هذا المؤتمر ، مثله مثل أي مهرجان ، لا يغير ولا يبدل من الواقع شيئا ، وليكن ما يكون . وعلى عكس ذلك فإن أجهزة الاحتلال الصهيوني كانت تسجل وتحلل وتترقب بالمرصاد للكلمات التي تذاع في المؤتمر ويخطبها الخطباء ، كخطب عصماء لا أول لها ولا أخر ، ولا وجود لها على أرض الواقع وخاصة تلك المتعلقة بالمقاومة ، فالمقاومة انتهت ، وزالت بملاحقة أجهزة الاحتلال الصهيوني ، والفلتان الأمني في المدن والريف والمخيمات ، واستكملت بالاعتقالات السياسية من كلا الجانبين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، من حكومتي رام الله وغزة على السواء .
وبهذا فإنه لا وجود فعلي لما يسمى بالسلام بين أهل فلسطين الأصليين ، والطارئين على الأرض المقدسة ، من يهود وصهاينة العالم ، وكلهم ينادي بطرد شعب فلسطين من أرضه ، لا فرق بين فتحاوي وحمساوي وجهادي ، ( من أبناء حركة فتح وأبناء حركة حماس وأبناء حركة الجهاد الإسلامي ) وغيرهم . إلا أن بذور المقاومة موجودة بين ظهراني الشعب الفلسطيني المرابط فوق أرض الرباط المباركة ، فيمكن أن تندلع انتفاضة ثالثة في أي وقت من الأوقات وهي وحدها الكفيلة فعليا لا نظريا ولا رسميا بتوحد جناحي الوطن المتقطعة الأوصال المعنوية والسياسية ، فهي مقطعة الأوصال والترابط الجغرافي أصلا . ولسان حال يهود فلسطين المحتلة يقول : الشلام عليكم ، للسكان فقط .. لا السلام عليكم ، والسلام الاقتصادي لا دخل له بالأرض ، وكل سلام على الطريقة اليهودية – الصهيونية العبثية غير الواقعية ، وأنتم بألف خير . فالمطلب الصهيوني الجديد من أهل فلسطين والعرب أجمعين هو ما يسمى الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل الأمر الذي يعني تهجير وطرد أهل الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني خارج قراهم ومدنهم ومناطقهم في تهجير يهودي لهم متوقع في أي لحظة بانتظار الفرصة السانحة لذلك ، ولكن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام كما يتوقع الصهاينة .

استجلاب واستبعاد

وعلى الجانب الآخر ، لوحظ المئات من أبناء فلسطين عامة وأبناء حركة فتح وكوادرها خاصة ، من أسرى فلسطين منذ عقود وسنين من الرعيل والجيل الذي ضحى بنفسه فدفع ضريبة الدم أثناء المعارك ، وضريبة السجن لروحه وجسده معا ، وضريبة الهدم لبيته ، شطبت وحذفت أسماؤهم قبيل توجههم لبيت لحم بقليل .. وأفحم هؤلاء وأقحم أولئك في متاهات غير مستساغة ، منفرة ومخزية في الوقت ذاته ، فيا ترى ماذا دهى فلسطين ؟ وماذا دهى مفوضية التعبئة والتنظيم في الداخل والخارج ، والكلام موجه لأحمد قريع ومحمد غنيم بالأسماء على السواء ، هل تحولت لتعبئة السكرتيرات الملاح ، والمرافقين السواح ، وأهل الإنبطاح لحضور المؤتمر السادس ؟ فقال بعضهم إنها لوعة أوسلو والولاءات الشخصية والقبلية والعشائرية والجهوية يا فطين ، لا تنسى والنسيان ميزة وصفة من صفات الإنسان الضعيف والسمين . فطوبى لهؤلاء المنسيين ، واللعنة للمندسين وأهل النفاق والمنافقين ، وهذه من علامات يوم القيامة يوم يتحدث الرويبضة في أمور الشأن العام ، والمصلحة العامة ، ويجلس أهل التضحيات أو يجلسوا قهرا جانبا على قارعة الطريق عن طيب خاطر ويتقدم إلى الأمام في مسيرة الفنادق بعيدا عن المغاير والخنادق ، أهل الانتفاع والمنتفعين ، بشواقل أو دولارات معدودة بخسة ، وكلها ورق في ورق ، لا ترتقي لقطرات دموع وآهات الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني البغيض ، ولا تقدم ولا تؤخر في ميزان حسنات المحسنين المتقين الأبرار .
على العموم ، لقد استبعدت حركة فتح مئات أعضاءها طوعا ، لأسباب تنظيمية فجة وجغرافية وكيدية وشخصية ، كونهم ليسوا من الموالين للقيادة التاريخية الحالية ، التي عفا عليها الزمن ، لمنعهم من المشاركة بمؤتمرهم السادس ، وشاركتها حركة حماس في ذلك فمنعت السواد الأعظم من أعضاء حركة فتح من المشاركة بالمؤتمر السادس ، وكان سبقهما الاحتلال الصهيوني الذى أعطى الضوء الأخضر لعقد المؤتمر بمساع أمريكية وأوروبية ومصرية حثيثة ، بمنع بعض الأعضاء الآخرين ، مما أثر معنويا وسياسيا وإعلاميا ، على فعاليات المؤتمر ، ووضع نتيجة شبه مسبقة لإفراز قيادة موالية للمفاوضات العبثية والكارثية مع حكومة الاحتلال الصهيوني الرافضة لإقامة دولة فلسطين العتيدة للشعب الفلسطيني في ارض الآباء والأجداد . .
وعليه ، فإن قيادة حركة فتح ستدفع فاتورة شعبية انتخابية وسياسية محلية وطلابية كبيرة جراء هذا الحرمان تجاوز المجاهدين والمناضلين كما دفعتها في الانتخابات الجامعية والبلدية المحلية والبرلمانية عامي 2005 و2006 ، وسترون ونرى ، وستكون هذه المرة تصفية حسابات كبيرة مجهولة وأعمق وأكبر من تصفية الحسابات السابقة ، فانتظروا إنا منتظرون ، وإن غدا لناظرة قريب .

مزايا المؤتمر السادس في بيت لحم

غني عن القول ، إن لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح في الثلث الأول من شهر آب - أغسطس 2009 ، مزايا كما أن له مساوئ ، وأهم مزايا مؤتمر بيت لحم الفتحاوي الآتي :
أولا : انتفاضة سياسية وإعلامية حركية جديدة : تمثل بجمع شمل أكبر عدد ممكن من قيادات حركة فتح في فلسطين وخارجها للمناقشة والتداول حول مصير فلسطين المستقبلي ، ووضع النقاط على الحروف في محاولة إلى لملمة صفوف حركة فتح التي قادت الثورة الفلسطينية والحد من الفساد والمفسدين . ومحاولة استعادة هيبة حركة فتح النضالية التاريخية أمام الشعب وأمام العالم بعد هزيمتها في الانتخابات التشريعية الثانية 2006 ، واستيلاء حركة حماس على قطاع غزة .
ثانيا : استحقاق تاريخي : إن عقد مؤتمر فتح السادس هو استحقاق زمني لا بد منه ، إذ يتباعد هذا المؤتمر عن المؤتمر الخامس 20 سنة بالتمام والكمال حيث عقد المؤتمر الخامس في العاصمة التونسية ( تونس ) في المنفى .
ثالثا : تجديد الثقة بقيادة حركة فتح : هذا المؤتمر أفرز قيادة جديدة ، مختلطة بين الأجيال الفلسطينية القديمة ( الحرس القديم ) والجيل الشبابي الجديد وما بينهما . فقد ترهلت اللجنة المركزية وهي القيادة العليا لحركة فتح ، وترهل المجلس الثوري وهو الهيئة الوسيطة بين اللجنة المركزية والمؤتمر العام ، ولا بد من تجديد الدم في شرايين وعروق الحركة ، فعشرين عاما جعلت حركة فتح تشيخ وتهرم بهرم قيادتها ، واستشهاد بعضهم ، ومرض بعضهم الآخر ، وإزدواجية العمل القيادي غير المنتج ، والتراجع للخلف ، مما استدعى تغليب الاجتماع على التلاشي القيادي .
رابعا : تجديد البرنامج السياسي لمواجهة التحديات المصيرية ، في ظل فشل وإخفاق المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الكيان الصهيوني الجاثم فوق ارض فلسطين المقدسة .
خامسا : إيصال رسالة سياسية وإعلامية للعالم وللجانب الصهيوني بوجود قيادة لفلسطين منتخبة ، بعد انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس التي كانت لمدة أربع سنوات ( 9 / 1 / 2005 – 2009 ) وخاصة في ظل غياب الانتخابات الرئاسية .
سادسا : إظهار وتنصيب قيادة جديدة للسلطة الفلسطينية عموما وحركة فتح خصوصا ، تستطيع إكمال مسيرة الحوار الوطني الفلسطيني ، ومتابعة المفاوضات مع الجانب الصهيوني . وهذه القيادة ستتولى قيادة حركة فتح لاحقا ، ومحاولة وضع حد للانقسام في جناحي الوطن ( الأوسط والجنوبي – الضفة الغربية وقطاع غزة ) .

هل هو المؤتمر السادس لفتح أم مؤتمر بيت لحم ؟

لقد تم انتقاء مدينة بيت لحم ، دون سواها من المدن الفلسطينية المحتلة ، كونها أرض مغارة ونخلة مريم ووليدها المسيح المجيد عليهما السلام ، وأرض الإنجيل الرباني ، وبالقرب من مسجد الفاروق الخليفة الراشدي فاتح فلسطين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح في 4 آب 2009 لعدة أسباب من أهمها :
أولا : المدينة المفتوحة اجتماعيا : مدينة بيت لحم مدينة فلسطينية مفتوحة ومنفتحة اجتماعيا ، يبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة ، ويقطنها مسلمون ونصارى مناصفة تقريبا .
ثانيا : القداسة والطهارة : مدينة بيت لحم لها قداسة واحترام لدى الأمتين العربية والإسلامية ، والأمة المسيحية الغربية كونها مهد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام . فهي مدينة مشهورة في العالمين القديم والمعاصر .
ثالثا : مدنية بيت لحم أشبه بمدن وعواصم عربية مثل بيروت تونس وبها ما لذ وطاب من أصناف المأكولات والمشروبات الباردة والكحولية واللحوم البيضاء .
رابعا : مدينة بيت لحم ، مدينة تقع جنوب القدس الشريف التي ينتظر أن تكون العاصمة السياسية والدينية والجغرافية والاقتصادية والإدارية لدولة فلسطين العتيدة المنتظرة على أحر من الجمر .
خامسا : رفض الدول العربية التي طلب منها استضافة المؤتمر السادس فرفضت العواصم العربية استقبال جلسات المؤتمر ،على استحياء أو استهزاء أو استجداء لا فرق بينهما والنتيجة واحدة هي ( المنع ) الايجابي أو السلبي .
سادسا : موافقة يوم عقد المؤتمر لذكرى ولادة المؤسس الأول لحركة فتح ، فكانت متاجرة بدم الشهيد ياسر عرفات ، كنوع من التكريم الأولي ، ونسي هؤلاء القوم وتناسوا وتجاهلوا أنه أوصاهم أن يتم دفن جثمانه في رحاب المسجد الأقصى المبارك ببيت المقدس .
سابعا : كسب ود الدول الغربية وزيادة الدعم لحركة فتح والسلطة الفلسطينية كون المؤتمر ينطلق من إقليم من أقاليم الكتاب المقدس ( الإنجيل – العهد الجديد ) لدى النصارى في العالم .
ثامنا : الأهمية التاريخية الإسلامية لمدينة بيت لحم ، وقصة العذراء مريم بنت عمران وابنها المسيح بلا أب ، الواردة بالقرآن المجيد .

مؤتمر بيت لحم الفتحاوي بين الخسران المبين والربح العقيم

يتصور البعض أن عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، في أرض الوطن الفلسطيني ، هو بمثابة نصر وانتصار للشرعية الفتحاوية ، ولو على حساب المغيبين الآخرين ، وتنصيب غيرهم ممن لا يستحقون ، وكذلك عقد هذا المؤتمر في ظل حراب الاحتلال والمحتلين ، ومرور جميع الأعضاء بحواجز التفتيش العسكرية الصهيونية سواء ذهابا أو إيابا ، سواء عبر الحواجز التي تفصل بين محافظات الضفة الغربية أو الدخول عبر الجسور ، إلى معبر الكرامة بأريحا ، وفرار أعضاء من حركة فتح من قطاع غزة هاشم ، بعد منعهم من حكومة حماس في القطاع . وكتحصيل حاصل نقول : لقد خسر أهل الحق ، أهل الخنادق ، خنادق الثورة والانتفاضة ، خسارة صغيرة تافهة لا تذكر ، في المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، وهي المشاركة في مؤتمر إعلامي سياسي لأيام معدوات ، بعيدة عن الورع والتقوى ومتنكرة للجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام العظيم ، بجميع أنواع صوره وأشكاله ، وكسبوا رضى ربهم ورضى شعبهم ، ورضى ضميرهم . وفي المقابل خسر أهل النفاق والباطل خسرانا مبينا ، خسروا رضى بارئهم ، الذي أوصاهم بالجهاد بالمال والنفس ، وخسروا رضى الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي ، وتمكنوا من المشاركة في التشويش الداخلي ، ومشاهدة المتحدثين عن قرب داخل قاعة كبرى واحدة ، في صيف لاهب ولهيب ، فكانوا محبوسي الأنفاس والحديث إلا ما ندر ، في ظل التهديد والوعيد لمن يدلي بدلوه دون إذن بسبب منعه من الحديث جراء كثافة عدد المتحدثين ، بالطرد والإخراج من قاعة المؤتمر ، فبرأيكم أي الفريقين ربح المعركة ، معركة المؤتمر السادس الذي يبدو أن لا سابع بعده في ظل هذه الفوضى العارمة غير المنظمة ؟
لقد ربح المخططون لمؤتمر بيت لحم ، من السياسيين والاقتصاديين ، فنفذوا برامجهم وخططهم ، الملتوية أو شبه الملتوية سيان ولا فرق بين سياسي واقتصادي في هذا المضمار ، فانتفع السياسيون من إضافة أعضاء موالين لهم ، ونفذوا وروجوا لبرامجهم اللامعة بلا رصيد نضالي حقيقي ، لينالوا الغنائم والمآثر المالية والترفيهية والتنقل من مكان لآخر ومن عاصمة لأخرى ، على حساب مالية فتح ، وروج أصحاب المطاعم والاقتصاديين لمطاعمهم وحاناتهم الليلية والنهارية ، فأكلت اللحوم البيضاء والحمراء والأسماك بلا ريش أو زعانف ، وأمتلأت المقاهي بالزائرين من المؤتمرين والضيوف ، ولكنهم لن يفلتوا من يوم الحساب العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وربح كذلك المخططون ، من اجل الخط والرسم والشعارات المرسومة على قطع القماش الكبيرة والطويلة ، والشعارات البراقة الخافتة بين أزقة وجدران بيت لحم ، وحسبه أهل المؤتمر ماء فبدا وكأنه سراب في سراب في سراب خيالي ، فلم يكن ماء بل غثاء أحوى . وخسرت الرايات الصفراء كينونتها الحقيقية في بيت لحم ، فظهر المؤتمر وكأنه مهرجان خطابي سرعا ما تنقشع سحاب الصيف في سماء دون مطر أو بلل مفيد ؟ وظهر المشاركون وكأنهم شاهدو زور على ما دار من برامج سياسية هابطة متراجعة للخلف مئات الخطوات ، وبذلك فهم شركاء في الكبائر القادمة واللاحقة لها .

فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى

يقول الله العلي العظيم الأعلى جل شأنه : { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) }( القرآن المجيد ، الأعلى ) .
هذا المؤتمر يذكرني ، فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، بالعراق الجديد ، أرض الرافدين ما بين نهري دجلة والفرات بعدما احتل الغزاة الأمريكيون والبريطانيون ، من إمبراطوريتي الشر العالميتين ، أرض العرب والمسلمين في ربيع عام 2003 قبل ست سنين . وها هي حركة فتح الجديدة ، تتبع نفس النهج العراقي الموالي لأمريكا الشريرة ، تبدو بازغة في الأفق ، بقرارات جديدة ، ومواويل غنائية جديدة ، رغم بث تلفزيون وفضائية فلسطين ، أغاني وأناشيد الثورة السابقة في أيام إنعقاد المؤتمر ( غلابة يا فتح . وحملت رشاشي ، وقد كسرت قيد المذلة ، ثورة ثورة حتى النصر ) ولكن دون جدوى حقيقية لما بث ونشر على الهواء مباشرة ، فكان غير ملب لمطالب وحقوق شعب فلسطين الأصيل في فلسطين الأصلية والأصيلة . وإزاء هذا الوضع المأساوي لحركة فتح ، في ظل إنقسام قيادتها التاريخية ، وغياب البعض الآخر ، وغياب السواد الأعظم من مجاهدي ومناضلي حركة فتح عن المؤتمر والمؤتمرين ، وفضلوا المراقبة عن بعد أو التجاهل المتعمد لما يجري في كواليس بيت لحم الجديدة . وتحول شعار حركة فتح من شعار ( ثورة حتى النصر ) إلى شعار ( مسيرة لبيت لحم من أجل الغنائم ) و ( جسر حتى الجسر ) للقادمين عبر جسر الكرامة – جسر اللنبي ، قرب أريحا ، ثم العائدين لبيوتهم بالقرب من العواصم العربية والأجنبية ، و( فساد حتى الكسر لا النصر ) .

فتح بين الكفاح المسلح والمشلح

وبناء عليه ، فإننا نرى أن حركة فتح الجديدة ، طلقت الكفاح المسلح والعمل الفدائي ، والثورة الشعبية ، والجهاد في سبيل الله ، بالرصاص الحي ، وقبلت بتشليح برنامجها الشعبي من الدفاع الشرعي عن النفس ، بالسلاح والرصاص الحي ، واكتفت بالرصاص الفج الني ، برصاص فاسد سكني وإعلامي ودعائي مبين ، مشلح من الثورة والانتفاضة ، وبعيدا عن العنفوان والكرامة والعزة الوطنية والإسلامية ، ويظهر هذا في برامجها السياسية طالما أنها قبلت أن تعقد مؤتمر بموافقة حكومة الاحتلال الصهيوني بزعامة المتطرف الليكودي بنيامين نتانياهو وشريكه أفيغدور ليبرمان ( الذي ينتسب لما يسمى حزب إسرائيل بيتنا ) وهم اللذين يتبنيان المطالبة بيهودية الدولة ، ورفض إقامة دولة فلسطينية ، وعاصمتها القدس الشريف ، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مواطنهم الأصلية ، ودعاة الحكم الذاتي الهزيل للفلسطينيين دون الأرض الفلسطينية المقدسة إلى الأبد ، وبنيامين نتانياهو المنادي بما يسمى بالسلام الاقتصادي ، ( الاقتصاد مقابل السلام ، والسلام مقابل السلام ) في ظل الحراب الصهيونية على بعدة كيلومترات قليلة من ساحة المهد ومدرسة المؤتمر ، وقد يكون ذلك مؤقتا أو تهجره مليا ؟ وأصبح البعض منهم ينادي بالكفاح المشلح ، بالمظاهرات والإضرابات العامة والحداد على الشهداء ، والمسيرات والاعتصامات التضامنية واليافطات الترحيبية والاستنكارية ، ورفع المذكرات للأمم المتحدة ، وتنظيم الاحتجاجات الإعلامية ، أو ما يسمى بالانتفاضة المنزوعة السلاح لهدم جدار الفصل العنصري ، بالكتابة عليه بالرفض المطلق ، وفق سياسة فارغة من المضمون ( سنقاوم الجدار حتى ينهار ) ، وإيقاف التوسع السرطاني للمستوطنات اليهودية القديمة والحديثة ، ، وهذه المقاومة السلبية أثبتت عبر سني الاحتلال الصهيوني الغاشم ، كما يراها أهل فلسطين ، لا تسمن ولا تغني من جوع وطني وكرامة قومية أصيلة ، وزين المؤتمرون الحياة الدنيا بالمصايف والمنتجعات ، ورضوا بالمتاع الغرور ، بعدما شلح المؤتمر الجهاد والكفاح ثيابه وملابسه ، في صيف بيت لحم الحار شديد الحرارة ، كطوز صحراوي لا يفيد الحركة وفلسطين شيئا ، فذهب زبد المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم جفاء فأي فتح جديدة يصنعون ؟؟ ودولاب الزمن والتاريخ والأجيال القادمة لن ترحم أحدا من المتقاعسين والمنتفعين من القطط السمان ومن والاهم ومن لف لفهم بلف ودوران ومواربة كخيوط العنكبوت الضعيفة ، المتهاوية ولو بعد حين من الدهر ، بالقرب من مسرى ومعراج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، بالمسجد الأقصى المبارك ، بأرض المحشر والمنشر ، وتجاهل هؤلاء عن سبق الإصرار والترصد مدينة الثورة على الظلم والطغيان ، مدينة بيت لحم حينما كلم المسيح بن مريم الناس في المهد رضيعا وصبيا ، وأحيى الموتي وابرأ الأكمه والأبرص بإذن الله المحيي المميت الشافي المعافي الكافي ، وقال كلمة الحق والحقيقة ، وهي عبادة الله العزيز الحكيم ، يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) }( القرآن المجيد ، مريم ) .

كُونُوا رَبَّانِيِّينَ

وكلمة طيبة أخيرة ، فيا أيها المؤتمرون في المؤتمر العام السادس لحركة فتح وما قبله واثناؤه وما بعده ، (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ) فلا تنسوا وصية رب العالمين لعيسى بن مريم كما وردت بسورة مريم المذكورة آنفا ، فاتبعوا التعاليم الإسلامية الربانية السمحة ، من توحيد الإلوهية ، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وبر الوالدين ، وبر الأرض المقدسة ، لعلكم تفلحون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وكونوا عباد الله خوانا ، ولا تخافوا في الله لومة لائم . ولا تنسوا نصرة المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة المهد وكنيسة القيامة ، وبقية المقدسات الإسلامية والنصرانية في الأرض المباركة ، التي تئن تحت وطأة حراب الاحتلال الصهيوني . وكونوا فلسطينيين قلبا وقالبا ، لا حزبيين متزمتين ، وتذكروا عائلات الشهداء والأيتام والأرامل والثكالى ، والجرحى ، والأسرى ، والغلابى والفقراء والمحرومين في ارض الرباط الحزين . وليأخذ كل ذي حق حقه ، ولكل مجتهد نصيب ، ودعوكم من طمع الطامعين ، وتحقيق المطالب والأماني الشخصية والعائلية والقبلية .. فهل أنتم منتهون ؟ ! وكونوا ربانيين من المخلصين الدعاء لرب العالمين ، فهو القادر على تفريج الكروب والهموم والغموم ، إنه سميع مجيب الدعوات .
وليبارك الله المؤمنين من المسلمين وأهل الكتاب ( النصارى ) منكم ويهدي الفاسقين والمنافقين والكفار الملاحدة إنه على كل شيء قدير . وعلى كل الأحوال ، لقد ربحت فلسطين عموما ، وربحت حركة فتح خصوصا ، بعقد المؤتمر العام السادس ، رغم التغيب والتغييب المقصودين ، المتنافرين من جهتين متعاكستين ، فتجميع هذا الحشد البشري والسياسي والإعلامي ، يفيد أكثر مما يخسر ، مهما تعاظمت الهموم وتضاعفت الغموم والكلوم ، وإن كانت هناك خسارة في عقده فتتمثل في الشرخ الجديد بين رفاق الدرب الواحد ، والاحتكام إلى الخلاف بدل الاحتكام إلى الوفاق ، ولعل وعسى أن يكون هذا المؤتمر رافعة جديدة لرفع مشاغل وتداعيات الإنقسام بين توأم فلسطين : فتح وحماس وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الفلسطينيين ، في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل متزامن ، واللجوء إلى مبادئ المحبة والمودة ، وعدم الإنجرار وراء العزة بالإثم ، وينبغي العمل الجاد من أجل التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان وذلك تمهيدا لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني ومواجهة إبتلاع أرض فلسطين من المستعمرين اليهود .
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تغليب المصلحة الفلسطينية العليا ، والاحتكام إلى القرآن الحكيم ، واللجوء إلى العقل من أولي الألباب ، وإتباع الحكم الصالح الرشيد ، وإصلاح الفساد المالي والإداري والسياسي ، وعدم سماح تدخل القوى والدول الأجنبية في الشؤون الداخلية لحركة فتح ولفلسطين ، كأرض رباط إلى يوم القيامة . يقول الله القوي العزيز عز وجل : { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) }( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




ليست هناك تعليقات: