الأحد، 27 ديسمبر 2009

الذكرى الأولى للعدوان الكانوني الصهيوني على قطاع غزة 27 / 12 / 2008 – 2009

الذكرى الأولى

للعدوان الكانوني الصهيوني على قطاع غزة

27 / 12 / 2008 – 2009

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 426) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ " . حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ دَاوُدَ وَزَادَ وَنَقَصَ وَمِمَّا زَادَ فِيهِ : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ " .

يصادف اليوم 27 كانون الأول 2009 ، الذكرى السنوية الأولى للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ، جوا وبحرا وبرا ، حيث بدأ العدوان الغاشم على قطاع غزة الصغير بمساحته البالغة 363 كم2 ، والقليل بسكانه 1.5 مليون سنة ، الكبير بإيمانه بالله الواحد القهار ، والأكبر بمناجاته لله العزيز الوهاب .
لقد هجمت الطائرات الحربية الصهيونية المعادية على أبناء قطاع غزة ، ولم تميز بين الأطفال والنساء والكبار في السن ، ولم تميز بين أبناء قطاع غزة من شماله لجنوبه ، في جميع المحافظات من : جباليا وغزة ودير البلح وخانيونس ورفح ، ولم تميز بين أبناء حركة حماس أو حركة فتح أو الجهاد الإسلامي أو المستقلين أو غيرهم ، فكان الجميع تحت مرمى النيران الصهيونية الجوية والبحرية والبرية ، ولقد تجسدت الوحدة الوطنية الحقيقية على أرض المعركة .. ولات حين مناص ، فرضت الحرب على أهل السلام من أتباع الله السلام في الجناح الجنوبي من الأرض المباركة .. فكانت عدوانا غير مسبوق بهذه الكيفية والنوعية والكمية ، دون رادع أخلاقي أو ضمير إنساني ، أو عقيدة دينية .. فلم تسلم من الهمجية والوحشية العدوانية الصهيونية المتغطرسة جميع الكائنات الحية المتحركة .. يا لها من همجية في القرن الحادي والعشرين ، إنها همجية إرهابية من الاحتلال والمحتلين ، لقد دكت طائرات إف 15 وإف 16 الأمريكية الصنع ، وطائرات التجسس بلا طيار ، والبوارج الحربية الثقيلة ، والدبابات الميركافا 3 و4 من آخر طراز ، مستخدمة شتى أنواع وأشكال الأسلحة الصهيونية والأمريكية من الفسفور الأبيض والقنابل العنقودية والقنابل من فئة وزن طن وغيرها من الأسلحة الفتاكة .. لقد دكت البيوت الآمنة والمدارس البائنة كالفاخورة دكا دكا وغيرها ، والجامعات كالجامعة الإسلامية والأقصى وغيرها ، والمقار الوزارية والمؤسسات المدنية ، وبيوت الله في الأرض ( المساجد ) .. ورغم الظلم والظلام والطغيان الصهيوني – اليهودي الحاقد على هذه الثلة من أبناء شعب الأرض المقدسة ، فقد صمد ورابط الناس ، ولم يخرجوا كما كان يظن البعض عبر سيناء ، وخابت توقعات المحتلين ، فالجميع فضل نيل إحدى الحسنين : النصر أو الشهادة ، على الهرب باتجاه سيناء المصرية ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ..
وفي سبيل الدفاع الشرعي عن النفس ، والدفاع عن الأرض والعرض والحياة الطبيعية لأهل فلسطين الأصليين ، ولأول مرة استخدم أهل قطاع غزة أسلحة صغيرة جديدة وصلت مسافة 60 كم باتجاه المستوطنات الصهيونية باتجاه التجمعات اليهودية عسقلان وأسدود وبئر السبع وبالقرب من تل أبيب وغيرها ، وتم ترحيل معظم سكان مستوطنة سديروت في فلسطين المحتلة عام 1948 ، شرقي قطاع غزة الأبي . وبالرغم من أن الحرب العدوانية الصهيونية التي استمرت ما بين الكانونين ، من 27 كانون الأول – ديسمبر 2008 حتى 18 كانون الثاني – يناير 2009 وعدم التوازن العسكري ، فإن توازن الرعب حدث للمرة الثانية في فلسطين الكبرى ، المرة الأولى إبان انتفاضة الأقصى المجيدة ، والثانية في العدوان الصهيوني بأسابيعه الثلاثة على قطاع غزة ، وقد لعبت الأنفاق الأرضية السرية ، دورا مهما في صمود الغزيين في جميع المدن والقرى والمخيمات بقطاع غزة هاشم الأشم .
فرغم الجراح النازفة ، ورغم الآهات والآلام والأحزان والهموم والغموم ، بقي قطاع غزة كبيرا صامدا مرابطا بأهله وناسه وأرضه ، وأبت العائلات الثكلى من أهالي الشهداء والجرحى ، إلا أن يبقوا مرابطين في أرض الرباط ولا بديل لديهم عن ذلك .
لقد تفرج العالم على قطاع غزة الأهل والأرض ، وهي تحرق بالأسلحة الثقيلة الصهيونية اللئيمة ، واستمر الفيلم الصهيوني – الأمريكي - العالمي لمدة 21 يوما ، وكل يوم يتم انتشال عشرات الأطفال من تحت الأنقاض بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم يعيشون في هذه الأرض الفلسطينية الطيبة . فشلت أيدي الأعداء والمتفرجين من العرب والمسلمين وأمم العالم على السواء . فلقد هدمت مئات البيوت وهجرت آلاف العائلات الفلسطينية من بيوتها ونامت في المدارس والمساجد فلاحقتها ألسنة النيران الصهيونية المجرمة ، ولا زالت تفترش الأرض وتلتحف السماء ، والبعض منها بنى بناء من طبن ، والإسمنت ممنوع ، فيا له من إسمنت الجدار العنصري الفاصل المتواصل ليفصل بين أهل فلسطين .
وتداعى العرب وعقدوا مؤتمرا لنجدة قطاع غزة ، بل مؤتمرات سياسية واقتصادية وإعلامية ، في ثلاث مدن وعواصم عربية ، في قطر والكويت والرياض ، وتم تحديد ملياري دولار لمساعدة المنكوبين بالنكبة الثالثة في قطاع غزة ، ولم يصرف منها إلا الوعود تلو الوعود ، فلا أبنية رممت ولا مساجد أعيد بناؤها ، ولا وزارت بنيت ، والمساجد تعاني من نقص الأدوية والآلات والمعدات بعدما دمرت محطات توليد الكهرباء ، ورجع حوالي 35 ألف فلسطيني في هجرة ثالثة بعد الأولى بنكبة فلسطين 1948 ، والثانية 1967 ، وكأن نصيب أهل فلسطين الهجرة تلو الهجرة بفعل العدوان الصهيوني المتواصل . فتبا وسحقا لهذا العدوان ومن يتفرج عليه ويغذيه ويسانده بأي صورة من الصور ... لقد ضحى شعب غزة بحوالي 1600 شهيد ، وأكثر من 6 آلاف جريح ، المئات منهم جراحهم نجم عنها إعاقات جزئية أو كلية ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
لقد صمد قطاع غزة ، بجميع أهله ، وحركاته وفصائله بلا استثناء ، وأنبتت الأرض والرمال الربيع بعد شتاء دامي وحامي ، بفعل أدوات الإرهاب التقليدية والحديثة من بين صهيون الطارئين الغرباء على هذه البلاد ، من آخر طراز من أنواع وأشكال الأسلحة المجرمة .. فانتصرت سياسيا ومعنويا وإعلاميا ( معركة الفرقان ) الفلسطينية على معركة ( الرصاص المسكوب الصهيونية ) في حرب شريعة الغاب اليهودية – الصهيونية المجرمة ضد أهل البلاد الأصليين ، ولم يعاقب المجرمون الصهاينة حتى الآن على أفعالهم القذرة النتنة ، رغم خسارتهم في الانتخابات الصهيونية الأخيرة كعقاب ذاتي داخلي ، في شباط 2009 ، فولى الفاسد إيهود أولمرت ، وذهبت الغانية تسيفي ليفني لزعامة المعارضة ، وبقي المارق الآبق إيهود باراك رغم وضع المضادات من العيار الثقيل من الباتريوت وغيرها كمصدات للصواريخ عابرة الحدود والقارات ، بالقرب من منزله . ورغم قرارات محاكم إسبانية وبريطانية وبلجيكية لملاحقة السفلة المجرمين إلا أنهم نجوا من الملاحقة القضائية الغربية ، وآخرها إلغاء زيارة ليفني إلى لندن خوفا وجزعا من إلقاء القبض عليها في بريطانيا منشئة الصهيونية في أرض فلسطين الأبية .. ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة كما يقول المثل الشعبي العربي .
لقد سحق الناخب الصهيوني زعيم الفاسدين والمفسدين من شياطين الإنس إيهود أولمرت ، وحلق حزب الليكود لحزب كاديما على الصفر وبانت عورتهما جميعا فاضطر الليكودي بنيامين نتانياهو للاستعانة بكبير المجرمين المتمثل في اليهودي الروسي إفيغدور ليبرمان لتشكيل التحالف الوزاري المقيت . وها هي الحكومة الصهيونية كعادتها لا زالت سادرة في غيها وتبتعد عن لغة العقل والحكمة وتغلب لغة القوة وتريد شن الهجوم مجددا على قطاع غزة بدعاوى واهية ، والسبب هو السبب ، رفض بني صهيون رفع الحصار والإغلاق الشامل على فلسطين ، ورفض منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين العتيدة المنتظرة لشعب محروم من بناء دولته منذ غابر السنين .
وهناك بعض العبر والعظات التي نستفيد منها في العدوان الصهيوني المركز على قطاع غزة طيلة 3 أسابيع ، بين الحرب الكانونية غير القانونية ، من أهمها :
أولا : ضرورة الاعتماد الفلسطيني على الذات الداخلية عسكريا واللجوء لحرب العصابات والكر والفر وعدم التقابل عسكريا لاختلال التوازن العسكري والحربي البشري والتسليحي .
ثانيا : ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية والاعتصام بحبل الله المتين والإسراع في توقيع ورقة المصالحة الجامعة بين الفلسطينيين كافة لإعادة الإعمار واحتضان المشردين في الشوارع بفعل الحصار الصهيوني التي تسبب في مضاعفة البطالة وقلة الأعمال .
ثالثا : ضرورة الإسناد الحربي والاقتصادي والمالي والإعلامي العربي والإسلامي والعالمي الخارجي . ويكون الإسناد المنشود رسميا من الجيوش العربية وليس بالقمم العربية المتعددة ، والإسناد شعبيا من الشعوب العربية لنصرة المستضعفين الفلسطينيين في الأرض .
رابعا : ضرورة امتلاك صواريخ مضادة للطائرات لصد الطيران المعادي ، والتلاقي البري في حرب المدن والشوارع وعدم الإنجرار في حرب مكشوفة لصد العدوان وتكبيد المحتلين أكبر خسائر بشرية ومادية ممكنة .
خامسا : ضرورة التحرك السياسي والدبلوماسي على جميع الأصعدة لرفع الحصار الصهيوني على فلسطين عموما وقطاع غزة خصوصا . وتفكيك الجدار الفولاذي المصري ظاهرا والأمريكي والصهيوني باطنا المنصوب ضد قطاع غزة .
سادسا : ضرورة إعادة تأهيل البنى التحية في قطاع غزة من الماء والكهرباء والشوارع وأبنية المدارس والمؤسسات والجامعات والمساجد والبيوت المدمرة .
سابعا : إن النصر المبين سيكون حليف المجاهدين المسلمين الساعين للدفاع عن النفس والأهل والأرض ، يقول الله العزيز القدير : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}( القرآن الحكيم ، الحج ) .
وأخيرا ، نقول رغم أنه لا يكفي القول المجرد ، سلام على أهل غزة هاشم جميعا ، أطفالا وشيبا وشبانا ، ذكورا وإناثا ، وسلام على أرض غزة ، وسلام على رمال غزة هاشم ، وسلام على البحر الأبيض المتوسط الذي يلطف الأجواء النيرانية العدائية الصهيونية ضد الأهل والشعب في قطاع غزة هاشم .. طوبى للصابرين والقابضين على الجمر في جميع أنحاء بلادي ، وطوبى وألف مرحى للمدافعين عن حمى المسجد الأقصى المبارك وجميع المساجد في بلادي من عدوان الأعادي ، وطوبى للمدافعين عن جميع سهول وجبال وهضاب وصحارى وأودية الأرض المقدسة ، وطوبى للذين ساهموا في وقف العدوان عليك يا بلادي ، بالتصريح والتلويح ، سرا وعلنا ، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا .. طوبى لك يا بلادي المرابطة ويا شعبي الأبي ، جوا وبرا وبحرا . ولك الله الواحد القهار يا قطاع غزة هاشم ، فهو العزيز الحكيم الذي سيحاسب جميع المتفرجين من شتى البقاع على أهل فلسطين البررة ، إن عاجلا أو آجلا ، فالله يمهل ولا يهمل . وكما يقول الله العلي العظيم عز وجل : { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: