الأحد، 2 أكتوبر 2011

فلسطين .. والعام الدراسي الجديد 2011 / 2012 م


أحرف اللغة العربية

فلسطين .. والعام الدراسي الجديد 2011 / 2012 م


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول ل الله العليم الخبير جل جلاله : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}( القرآن المجيد - الزمر ) .

وجاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 119) في بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } وَقَالَ { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } وَقَالَ { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ) .
وجاء بصحيح مسلم - (ج 13 / ص 212) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ . كما جاء بسنن أبي داود - (ج 10 / ص 49) كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .
إستهلال
بدأ العام الدراسي الجديد في فلسطين ، في جناحي الوطن المقدس ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، في 4 أيلول 2011 ، حيث توجه قرابة 1.154 مليون طالب فلسطيني ، للمدارس الحكومية ومدارس الوكالة ( الأونروا ) والمدارس الخاصة في نظام التعليم العام ، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف طالب جامعي إلتحقوا بركب التعليم العالي في البلاد في 15 جامعة فلسطينية وحوالي 30 كلية جامعية متوسطة ، من أصل 4 ملايين شخص ، هم عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يعرف رسميا بالمحافظات الشمالية والجنوبية .
وفي ظل هذه المعطيات الإحصائية السكانية ، فإن تزويد ثلث سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ، بالقرطاسية والكتب والمطبوعات والحواسيب والحقائب والملابس والأحذية الجديدة والمستلزمات المدرسية الأخرى وسواها ، لإستقبال العام الدراسي الجديد في المدارس والجامعات المحلية الفلسطينية ، ينعش الأسواق المحلية الفلسطينية بصورة كبيرة ، ويسبب الاكتظاظ في وسائل النقل والمواصلات في الذهاب والإياب ، من وإلى المؤسسات التربوية في التعليم العام والعالي على السواء .
ورغم الديون المتراكمة على الأهالي في فلسطين ( الأرض المقدسة ) جراء التأخر في صرف رواتب العاملين بالقطاع الحكومي العام ، البالغ عددهم حوالي 180 ألف موظف مدني وعسكري ، وحوالي 30 ألف متقاعد فلسطيني ، فإنه لا بد من إنارة درب السالكين للعلم والمعارف المتنوعة والمتعددة ، وتوفير المستلزمات الضرورية التي لا مناص من توفيرها لفلذات الأكباد التي تمشي على الأرض .
الزي المدرسي الموحد
تعتمد وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الزي المدرسي لكلا الجنسين ، في مدارس البنين والبنات كلا على حدة ، فنرى الزي الموحد لطلبة الصفوف الأساسية للذكور ( البلوزة الزرقاء السماوية والنبطلون المناسب ، والرمادي للصفوف الذكورية العليا ، من الزي الموحد لطلبة الصفوف الثانوية ، وكذلك الحال بالنسبة للزي المدرسي الأنثوي في مدارس البنات ، الذي هو عبارة عن مريول أبيض وأزرق فاتح وبنطال مناسب للصفوف الأساسية الدنيا والعليا ، ومريول أخضر وبنطال مناسب للصفوف العليا في المدارس الحكومية . وهذا الزي المدرسي بغض النظر عن ألوانه فهو يساهم في تطبيق نوع من المساواة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية في اللباس بين جميع فئات المجتمع الفلسطيني ، في النسيج الاجتماعي لتقليل الفوارق الطبقية والمالية بين الأبناء ، وتقليل الصراعات الاجتماعية الخفية بين الجميع ، فالجميع سواسية كأسنان المشط في الزي المدرسي لا فرق بين أبناء : غني وفقير ، وموظف وعامل ، وشغال وعاطل عن العمل .. إلخ .
الرسوم المدرسية
تشترط وزارة التربية والتعليم في فلسطين من الطلبة دفع رسوم مالية رمزية بسيطة في مطلع العام الدراسي الجديد ، وهي عبارة عن بضع عشرات من الشواكل ، لتستخدم في توفير المستلزمات والاحتياجات المدرسية من طباشير وألوان وغيرها . وهي ليس تبرعات كما يطلق عليها البعض ، بل هي رسوم مالية إجبارية واجبة الدفع ، تجبى من الجميع ، جميع المقتدرين من الطلبة مع وجود إعفاءات واستثناءات معينة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وغير المقتدرين ، من ذوي الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية . وهذه الرسوم تعتبر نوعا من المساهمة الشعبية الأهلية في المسيرة التعليمية العالمية ، التي يقبلها البعض ويمتعض منها البعض الآخر ، خاصة من ذوي الدخل المحدود ، والفئات المعوزة ، وتلك العائلات التي لديها عدة أبناء وبنات في المراحل التعليمية المخلفة .
النظام التعليمي
يتم توزيع الكتب على طلبة المدارس الأساسية والثانوية ، بأثمان زهيدة ، وبعضها مجانية ، في اللغة العربية والعلوم والرياضيات والتربية الإسلامية والتربية الوطنية والتربية المدنية والاجتماعيات وسواها ، وبعضها بثمن مالي معين ككتب اللغة الأجنبية ( الإنجليزية مثلا ) . ولهذا يجب عدم التأخير في توزيع الكتب المدرسية في بداية الفصل الدراسي بل السعي الحثيث لتوزيعها في الأيام الأولى لبدء العام الدراسي الجديد لتحضير وتهيئة الطلبة نفسيا وبدنيا لتلقي المعارف والعلوم بانتظام .
وتكتظ الصفوف المدرسية بعشرات الطلبة في كل صف دراسي ، وفي نظام تعليمي منفصل ، حيث يتم فصل الطلبة الذكور عن الإناث ، في غالب الأحيان باستثناء بعض الصفوف المختلطة سواء في الصفوف الأساسية أو الصفوف الثانوية في هذه المدرسة أو تلك . ويفضل أهل فلسطين النظام المدرسي المنفصل ، لما له من مزايا إجتماعية ونفسية متعددة ، ولا يحبذون الفصوف الدراسية المختلطة بين الذكور والإناث ، حسب الأصول والمبادئ الإسلامية القويمة ، على عكس الصفوف التعليمية العليا في قاعات المحاضرات الجامعية المختلطة بين الذكور والإناث .
متابعة التحصيل التعليمي
يفترض تقاسم واجب العمل التعليمي بين الأهل والمدرسة ، وعدم ركون أو إعتماد الأهل الكلي على المدرسة لتعليم الأبناء والبنات ، فالمهمة التعليمية متواصلة نهارا وليلا ، يتخللها بعض فترات الراحة النفسية والبدنية للطلبة ، ولهذا يتوجب على الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات الكبار ، مساعدة الطلبة ، في تحضير ومتابعة الدروس أولا بأول ، لكي تؤتي العملية التعليمية أكلها الطيبة المباركة ، وتحبيب الطلبة الأحباب بالتعليم ، وعدم تنفيرهم منه . وينبغي تعويد الطلبة على مبادئ القداسة والقدسية الدينية الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية للتعليم العام .
وبناء عليه ، ينبغي تقاسم المسؤولية التعليمية والتربوية بين الأهل والمدارس ، خاصة وأن الطلبة يمكثون عدة ساعات في الصفوف المدرسية ، ما بين الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا للفترة الصباحية ، ومثلها أو أقل قليلا للفترة المسائية ( إن وجدت ) .

الطلبة والإضرابات النقابية
يفترض في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والجهات المختصة ، في الأرض المقدسة ، العمل على تلبية متطلبات العيش الكريم المالية والاحترام العام ، للعاملين في سلك التربية والتعليم وغيرهم ، وعدم إضطرارهم لسلك سلوك الإضرابات المتكررة المتفرقة أو المتواصلة ، للمطالبة بحقوقهم المطلبية المشروعة ، المقرة قانونيا في شتى قوانين الأرض . ومن نافلة القول ، إن تكرار إضرابات العاملين في العملية التعليمية يضر بالتلاميذ في المدارس ، ويجعلهم ينتظرون ايام الإضراب بفارغ الصبر للهروب من المدارس ، والتسكع في الشوارع ويمكن أن تصبح ظاهرة التغيب عن النظام التعليمي عادة لدى بعض الطلبة يصعب التغلب عليها مستقبلا . ومن ناحية أولى ، ينبغي إبعاد المسيرة التعليمية عن المناكفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الرسمية والشعبية والقبلية والعشائرية ، واستثنائها من المزايدات الحزبية والرسمية والشعبية ، والعمل من أجل الصالح العام ، وفق المصلحة العليا ، فالعلم والتعليم يجب أن يكون بمنأى عن نزاعات العمل المتوالية ، وينبغي وجود تفاهمات عامة بين طاقم الحكومة ووزارة التربية والتعليم والإتحاد العام للمعلمين بخطوط عريضة تجنب المسيرة التعليمية ويلات الإضرابات ونتائجها السلبية على الجميع .
النوم المناسب والفضائيات والانترنت
في هذا المضمار ، يتوجب على الأهل تمكين الطلبة من النوم لساعات مناسبة ، سواء في قيلولة النهار أو نوم الليل ، ليتمكنوا من الإستيعاب التعليمي ، وعدم تنبيههم متأخرين للذهاب للمدارس بل تعويدهم على أداء صلاة الفجر بوقتها قدر الإمكان ، والسعي لحثهم وتعويدهم على النوم في ساعات الليل المبكرة ، وعدم الإلتهاء بمتابعة المسلسلات والأفلام التلفزيونية ، مع إتاحة المجال أمام الطلبة لمتابعة تلفزيونية أخلاقية قيمة ، والابتعاد عن السفاهات والتفاهات المبثوثة عبر بعض الفضائيات التلفزيونية الهابطة أخلاقيا واجتماعيا . وكذلك ينبغي تقليل فترات مكوث الطلبة على شبكة الانترنت للتسلية والترفيه وعدم إتاحة المجال أمامهم للجلوس أمام الانترنت ساعات طويلة لأن ذلك يلحق أضرارا كبيرة بالطلبة ويجعلهم شاردي الذهن في الحصص المدرسية ويجعلهم يهتمون بالانترنت أكثر من الكتب المدرسية .
التسرب من المدارس
من نافلة القول ، إن هناك بعض نسب التسرب المتزايدة في المسيرة التعليمية العامة والعليا على السواء ، ولكن بنسبة مختلفة ، فنجد التسرب من المدارس في بداية الفصل الدراسي الأول والثاني من العام الدراسي ، كالمعتاد ، ولكن نسبة التسرب الطلابي تكثر في الفصل الدراسي الثاني أكثر من الفصل الدراسي الأول لأسباب إقتصادية وإجتماعية ونفسية وتخلف مئات إن لم يكن آلاف الطلبة عن الركب المدرسي القويم ، والإلتهاء بأمور ثانوية أو رغبة بعض الآباء والأمهات في إخراج أبنائهم من المدارس لمساعدتهم في تصريف الشؤون الحياتية العامة ، ومساعدهم في تحمل المسؤوليات المالية الملقاة على عاتقهم لتوفير الاحتياجات البيتية الضرورية بسبب قلة السيولة المالية بين أيديهم أو عدم إعارة التعليم العام الإهتمام الرعاية الكافية .
ملابس ورسوم وحقائب وقرطاسية .. معونات مدرسية للأسر الفقيرة
تنشط الكثير من الجمعيات والفعاليات الاجتماعية ، الذكورية والنسوية ، كل على حدة ، في توفير بعض مستلزمات العملية التعليمية في الأرض المقدسة ( فلسطين ) كغيرها من دول العالم ، من ملابس وقرطاسية ومطبوعات وحقائب وأحذية قبيل أو اثناء العام الدراسي الجديد لتمكين ثلة من المحتاجين من الإلتحاق بقافلة المسيرة التعليمية الكبرى في البلاد . وهناك الكثير من الأثرياء المسلمين من أهل التقوى والصلاح وفعل الخيرات ، ممن يتبرعون بالصدقات ويؤدون الزكوات والهبات النقدية والعينية لهذه الفئات الخاصة لتسهيل حياتهم قدر الإمكان . فجزى الله هذه الفئة الخيرة خيرا كثيرا مباركا إلى يوم القيامة كونها تفرج هموم وكروب المحتاجين ، وتساعد في سلك دروب العلم والعلماء .
الإبتعاد عن المخدرات والتدخين
لا بد من تشديد الرقابة المدرسية والأهلية والشعبية العامة والإعلامية الجماهيرية على طلبة المدارس لتجنيبهم ويلات الإنحراف الاجتماعي والأخلاقي ، وإبعادهم عن سفاسف الأمور والرذائل وسوء الأخلاق ، وغرس القيم والمثل العليا النبيلة في نفوسهم ، وفق سياسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة متواصلة .
ومن أولى سبل المراقبة العامة لهذه الشريحة الاجتماعية من شرائح المجتمع المحلي ، تعزيز الروح الإسلامية في نفوس الطلبة ، ذكورا وإناثا ، و تقنين المصروف اليومي بين أيديهم ، دون شح أو إسراف وإفراط وتفريط ، لتحاشي إنزلاق الأموال نحو شراء سجائر الدخان أو حبوب المخدرات أو المسكرات أو الموبقات أو غيرها . فالمراقبة يجب أن تكون مزدوجة نفسية ومالية في الآن ذاته ، دون الإخلال بالنظام الحياتي العادي للطلبة . ويمكن القول ، إن وجود المصروف المادي الكثير والوفير بين أيدي الطلبة يساهم في إفسادهم ، وتقليل توجهاتهم نحو العملية التعليمية ، ولذا لا بد من منح الطلبة حاجاتهم الضرورية للمال ، بإشراف أسري من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأقارب وأولياء الأمور بصورة عامة .
ولا بد من تفعيل الإرشاد الديني والتربوي والإخلاقي والنفسي ، بتعيين المرشدين النفسيين المختصين المدربين للتعامل مع هموم وغموم الطلبة وخاصة فئات المراهقين .
التنقل والمواصلات للطلبة
ينبغي العمل الحثيث على توفير وسائل الراحة لنقل الجموع الطلابية الغفيرة ، لتمكين الطلبة من الوصول الآمن للمباني المدرسية باقل تعب أو عناء أو مشقة ، وعدم السير على الأرجل مسافات طويلة لأن ذلك يرهق الطلبة بدنيا ونفسيا ويجعلهم منهكي القوي في ساعات الذهاب الصباحي والإياب عند ساعات الظهيرة . ومن الضروري كذلك عدم وجود الاكتظاظ في وسائل النقل العامة ، في الحافلات والسيارات العمومية ، بعدم تكديس الطلبة فوق بعضهم البعض ، بدعاوى أزمة المواصلات عند ذهاب وإياب الطلبة للمدارس لتلقي العلوم والمعارف المتنوعة . ويفترض في أجهزة الشرطة ، ممارسة مهامها في ساعات مبكرة كعادتها السنوية ، لتنظيم السير والحيلولة دون إرهاق الطلبة ، وكذلك تمكين الطلبة من المرور بالشوارع بإنسياب مروري منتظم ، لما لذلك من أهمية في تقليل حوادث السير والطرق بين الطلبة وغيرهم .
كادر الإدارة والهيئة التدريسية
من أولى مقومات العملية التدريسية : وجود المباني المدرسية على قطعة أرض مناسبة ، ووجود الكادر البشري ، من الإدارة والطاقم التدريسي ، بإشراف طاقم وزاري مؤهل ، والمناهج المدرسية المتمثلة بالكتب المتخصصة والمكتبة المدرسية العامة . والأصل في العملية التربوية والتعليمية العمل على توفير الطاقم الإداري والتدريسي المناسب ، في الوقت المناسب وعدم التأخير في تعيين أعضاء الهيئة التدريسية المؤهلة المناسبة وفق التخصصات الأكاديمية الملائمة ، بعيدا عن العشوائية والعفوية التعليمية .
إدارة المدرسة المؤهلة القوية
إن وجود إدارة المدرسة المؤهلة المجربة القوية ، يساهم في تحقيق أهداف وغايات المسيرة التعليمية العامة في البلاد ، وعلى النقيض من ذلك ، فإن وجود إدارة المدرسة الضعيفة إداريا وعلميا ووجاهيا ، يضعف العلم والمسيرة التعليمية ، ويجعل المدرسة عرضة للتقلبات الاجتماعية والنفسية ، ويمكن الطلبة من أخذ زمام الأمور ، وإنتشار العشائرية والقبلية والإنحرافات السلوكية بين الطلبة ، وبالتالي تعرض العملية التعليمية برمتها للهزال والتراجع ، وعدم ثقة الأهل بالمدرسة والوزارة على السواء ، وهذا الأمر يشجع الكثير من الطلبة على الانتقال من هذه المدرسة لغيرها ، ويجعل بعض الطلبة يحثون الخطى السلبية نحو التسرب من المدارس ، والتعرض لآفة الأمية في صفوفهم . وعليه ، فإن وجود الإدارة المدرسية الهزيلة يعتبر كارثة دينية وقومية على نطاق واسع بكل معنى الكلمة ، وتزداد صعوبة الأمر وتعقيداته المتتالية ، خاصة إذا كانت المدرسة بالمرحلة الثانوية ، فتصبح المدرسة فوضى مبرمجة يتخللها بعض النظام العام . ولهذا ينبغي على طاقم الوزارة ومديريات التربية والتعليم تفقد أحوال المدارس بانتظام ، على مدار العام ، وعدم الركون والاكتفاء بتعيين المدراء وفق الواسطات والمحسوبيات المدمرة فالشخصية القوية والكفاءة والتأهيل في المدير ومن حوله من أولى أوليات العملية التعليمية العامة . وفي هذا الخصوص لا بد من العمل على إحداث تنقلات وتبديلات في صفوف المدراء بين الحين والآخر ، وفق مبدأ التغيير والإستبدال الإيجابي .
الإذاعة المدرسية
ينبغي على إدارة المدرسة ، العمل الدؤوب لزيادة الإهتمام بفعاليات الإذاعة المدرسية ، وتمكين جميع الطلبة من المشاركة في فقرات الإذاعة المدرسية الصباحية ، الإسلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والسياسية والفكرية والصحية وسواها ، وترديد الشعارات الإسلامية والوطنية المجيدة ، على وقع النشيد الوطني الفلسطيني ، لتعزيز ربط الطالب بالمدرسة ، وتقوية شخصيته ، وتمكينه من التعبير عن نفسه بحرية دون خوف أو وجل من الوقوف أمام الزملاء ولو كثر عددهم . ويفترض في نظام الإذاعة المدرسية المناوبة بين الصفوف المدرسية في طابور الصباح اليومي ، لإنجاح العمل الإعلامي المدرسي المبرمج ، وفق نسق وضوابط إعلامية اساسية ، تشتمل على تخليد المناسبات الدينية والقومية ورعاية حفظ وتلاوة القرآن المجيد ، بإشراف مختصين من المدرسين المهتمين بهذه الشؤون الطلابية .
الفعاليات المدرسية اللامنهجية
يجب أن تتلازم النشاطات والفعاليات المدرسية اللامنهجية مع الفعاليات المنهجية التندريسية في بوصلة مركبة متواصلة ، كالطابور النظامي الصباحي ( الصف بالصفوف المنتظمة ) ، وإنشاء الفرق الرياضية للمدرسة ( كرة قدم ، كرة طائرة ، كرة سلة ، تنس طاولة ، الوثب ومسابقات المشي وسواها ) ، وتشجيع الكشافة المدرسية ، وفرق المسرح المدرسي ، وفرق المسابقات القرآنية والعلمية والأدبية ، وتنظيم الرحلات والاحتفالات المدرسية ، الإسلامية والاجتماعية والوطنية في المناسبات المتعددة ، والزيارة الجماعية للطلبة المرضى ، والأيام المفتوحة التي يتخللها الإفطار الجماعي والغذاء الجماعي وسواها ، لما لذلك من أهمية في ترسيخ العملية التعليمية في نفوس الطلبة ، وجعل الطلبة ينتظرون ساعة بدء الدراسة اليومية لتلقي العلوم والمعارف المنهجية المفيدة بنهم شديد .
كلمة أخيرة
المسيرة التعليمية في فلسطين ، ينبغي مراعاتها ، في جميع النواحي والأشكال الإستراتيجية ، بتوفير المباني المدرسية والمطبوعات المدرسية المناسبة وتعيين الهيئات الإدارية والتدريسية المدربة ذات الكفاءة العالية ، في شقي العملية التربوية ، للذكور والإناث ، وعدم إهمال أو تجاهل تعليم الإناث ، لأنهن نصف المجتمع تقريبا ، وتعليم البنت ، الأم المستقبلية ، واجب إسلامي وقومي ووطني ، جنبا إلى جنب مع الطلبة الذكور ولك بانفصال تعليمي تام . وعملية فصل العملية التعليمية العامة بين الذكور والإناث ، مطلب إجتماعي حثيث لا بد منه ، في جميع المراحل والمستويات التعليمية ، لتكريس النظام الإسلامي الفعال في الأرض المقدسة ، بعيدا عن الإختلاط ومشاكله وويلاته وهمومه وغمومه غير المقبولة . وأهل التقوى والخير والأعمال الصالحة ، مطالبون بمواصلة التبرع ببناء وتشييد المؤسسات التعليمية في فلسطين كوقف اجتماعي ، وصدقات إسلامية جارية ، لمواكبة توفير الاحتياجات الأساسية لنظام التعليم العالم لأبناء المجتمع الفلسطيني ، الذي يعيش حالة صراع ونزاع طويلة من يهود فلسطين المحتلة الآتين من كل فج عميق لاستغلال واستعمار فلسطين . فالتعليم الفلسطيني هو الركيزة الأولى في تعزيز صمود شعب فلسطين فوق ثرى وطنه المقدس ، أرض الآباء والأجداد ، في مواجهة الهجمة الإستيطانية العبرية الصهيونية اليهودية المتصاعدة ، بين الحين والآخر . ومدارس وطلبة القدس عاصمة القدس المنتظرة ، يفترض أن ينالوا الرعاية والاهتمام الخاص لخصوصية الأوضاع التي يعيشونها بإزدواجية المناهج التعليمية والتدخلات العبرية السافرة .
وحمى الله السميع البصير ، الخبير العليم مسيرة التعليم بجميع مراحله في الأرض المقدسة ، أرض الإسراء والمعراج الأبية ، بحمايته الكبرى ، راجين للجميع عاما طيبا مباركا في ربوع الأرض المقدسة ، ومسيرة تعليمية زاهرة وزاخرة .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: