الجمعة، 4 يونيو 2010

رسالة مفتوحة للجميع .. اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ .. في يوم البيئة العالمي 5 حزيران 2010

رسالة مفتوحة للجميع ..

اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ..

في يوم البيئة العالمي

5 حزيران 2010


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

أخي المواطن .. أختى المواطنة ..
يا معشر الشباب والشابات في جميع قارات العالم ..
يا معشر الآباء والأمهات والأبناء والبنات في الكرة الأرضية ..
يا معشر الحكومات في العالم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،

الموضوع : الحفاظ على البيئة المحلية والإقليمية والعالمية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) }( القرآن المجيد – الشعراء ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 140) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ " .

استهلال

النظافة مظهر وعنوان حضاري مشهور والماء هو أساس الحياة الكونية وركيزة النظافة الشاملة . فالإنسان الحضاري هو الذي يحافظ على
ضبط كاملالبيئة النظيفة . والتلوث والتلويث بدني وعقلي . والتلويث النفسي والعقلي المتمثل بالإعلام الهابط السفيه كالأفلام الخلاعية والإباحية والحرب النفسية القذرة على الناس فرادى وجماعات . وأما التلويث المادي فهو المتمثل بتلويث البيئة العامة ، وهو الذي نحن بصدد تناوله في هذه العجالة . وتنقسم البيئة المحلية والإقليمية والعالمية ، إلى ثلاثة أجنحة رئيسية ، اليابسة والماء والغاز . وبهذا فتشتمل البيئة العالمية على جميع النطاقات البرية في القارات الست في الكرة الأرضية ، والبيئة البحرية في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والجوية في السماء الدنيا .
ولا يمكن للكائنات الحية أن تعيش في البيئة الموبوءة والمسمومة الملوثة ، بل تحتاج في حياتها لبيئة ناصعة نقية نظيفة ، برا وبحرا وجوا ، تتمثل في الثلاثي المقدس للحياة : الماء والغذاء والهواء ، لتجنب العثرات البدنية والأمراض المتعددة الأشكال والأنواع والأشكال . وتعتبر البيئة النقية من ضروريات الحياة البشرية والنباتية والحيوانية كونها تمهد الطريق لحياة هانئة سعيدة بعيدة عن التعب والشقاء الناجم عن التلوث الطبيعي والصناعي .

البيئة النظيفة والإسلام العظيم

يقول الله الحنان المنان ذو الجلال والإكرام جل شأنه : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}( القرآن الحكيم – الحجر ) .

لقد حث الإسلام العظيم على متابعة الحياة النظيفة في الفرد والجماعة والشعب والأمة ، ليعيش الجميع في هناء وسعادة ، بعيدا عن الأوبئة والأمراض الفجائية والمعدية والمزمنة . وجعل الله ثواب الطهارة والنظافة الجنة في الفردوس الأعلى وجنات النعيم المقيم وجنات المأوى العظيم . وتقوم أركان الإسلامي الكبرى على الماء والطهارة والتطهير البدني والنفسي والبيئي ، فالوضوء ضروري للصلاة بأوقاتها الخمسة المفروضة ، وبقية السنن والرواتب . والغسل والاغتسال المنتظم واجب على الإنسان المسلم ، في جميع الأوقات وتجب الصلاة في الأماكن الطاهرة فلا يجوز الصلاة في المقبرة والأماكن النجسة والطريق والمزبلة . وإماطة الأذى عن الطريق هي جزء من الإيمان الكبير لرب العالمين .
وفيما يلي أبرز الآيات القرآنية المجيدة والأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت البيئة الصالحة :
أولا : في القرآن المجيد
ينزل الله سبحانه وتعالى الماء من السماء في أوقات محددة ، متتالية أو متقطعة حسب الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية والديموغرافية ، وهذا الماء الغزير الهاطل بانتظام من السماء يساهم في طهارة الإنسان وتطهير الأرض من المواد السامة والضارة التي تلوث حياة الإنسان . وهناك العديد من الآيات القرآنية المجيدة التي تحض على النظافة البيئية للإنسان والمحيط .
يقول الله الحميد المجيد جل جلاله :
- { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
- { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}( القرآن المبين – الأنفال ) .
- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}( القرآن العظيم – المائدة ) .
- { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) }( القرآن الكريم – البقرة ) .

ثانيا : الأحاديث النبوية الشريفة
تعددت الأحاديث النبوية الشريفة المحببة التي تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ، التي حضت على البيئة النظيفة النقية الصافية من الكدر والأوحال الدنيوية ، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ، قبل تحديد يوم البيئة العالمي ، وفيما يلي طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة المنقولة عن المصطفى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، التي تحض على نظافة البيئة وإزالة الأذى عن طريق المسلمين :
- صحيح البخاري - (ج 10 / ص 163) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " .
- صحيح مسلم - (ج 13 / ص 49) عَنْ أَبَانَ بْنِ صَمْعَةَ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَازِعِ حَدَّثَنِي أَبُو بَرْزَةَ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ : " اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ " .
- سنن الترمذي - (ج 9 / ص 198) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " .
- مسند أحمد - (ج 44 / ص 52) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ قَالَ عَارِمٌ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ وَقَالَ يُونُسُ النُّخَاعَةُ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ " .
- مسند أحمد - (ج 18 / ص 421) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " دَخَلَ عَبْدٌ الْجَنَّةَ بِغُصْنِ شَوْكٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ فَأَمَاطَهُ عَنْهُ " .
- مسند أحمد - (ج 56 / ص 15) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً وَمَنْ كُتِبَ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ " .
- مسند أحمد - (ج 17 / ص 46) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّ سُلَامَى مِنْ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ حِينَ يُصْبِحُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ سَلَامَكَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ صَدَقَةٌ وَإِمَاطَتَكَ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ وَإِنَّ أَمْرَكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيَكَ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ " .

البيئة والإيمان

من المفروض أن يكون أهل البيئة هم الفئة البشرية الأقرب إلى الإيمان بالله والملائكة واليوم والآخر والكتب الإلهية والأنبياء والرسل ، والشريعة الإسلامية السوية ، فهم يتعاطون من الكون الفسيح الواسع الذي يدل على عظيم مخلوقات الله في الأرض والسماء وما بينهما .
يقول الله الحليم العظيم جل ثناؤه : { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}( القرآن الحكيم – النمل ) .
ويقول الله السميع العليم خالق الكون كله جل وعلا : { وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}( القرآن المبين – فاطر ) .
ويقول الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى عز وجل : { حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) }( القرآن العظيم – الجاثية ) .

يوم البيئة العالمي 5 حزيران سنويا

دأبت البشرية على تخصص أيام معينة للاهتمام بفعاليات إنسانية محددة . وتم الاتفاق على عقد المؤتمر البيئي الإنساني الأول في 5 / 6 / 1972 في العاصمة السويدية ستوكهولم ، في تلك الدولة الاسنكندنافية شمالي قارة أوروبا ، وبعدها توالت عملية تنظيم مؤتمرات البيئة والاحتفال بيوم البيئة العالمي سنويا في 5 حزيران من كل عام برعاية أممية أو محلية رسمية أو شعبية وبهرجات إعلامية متصلة أو منفصلة . وهدف المنظمون لهذا اليوم العالمي تقليل تاثير البيئة على الحياة البشرية خصوصا وحياة الكائنات الحية عموما ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
وفي يوم السبت 5 حزيران 2010 / 1431 هـ ينظم ويحتفل بيوم البيئة العالمي تحت شعار ( أنواع كثيرة .. كوكب واحد .. مستقبل واحد ) ، بمعنى أن هناك أنواع كثيرة من الأجناس البشرية والنباتية والحيوانية ، يعيشون في كوكب الأرض ، في ظل الشمس ، ولهذا الكون مصير ومستقبل واحد ، ويجب أن يعلم الجميع أن لهذا الكون رب واحد لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ، وهو على كل شيء قدير ، وهذه دعوة علنية وضمنية لتضافر الجهود في الحفاظ على بيئة آمنة نقية بعيدة عن التلوث الطبيعي والصناعي . وكانت البشرية ضمن إطار الأمم المتحدة ، احتفلت بيوم البيئة العالمي العام الماضي 2009 تحت شعار ( كوكبك يحتاجك ، فلنتحد لنكافح تغير المناخ ) ، وبهذا فإن الاحتفال بيوم البيئة العالمي المتمثل في 5 حزيران – يونيو سنويا ، لا يكفي بل إن البيئة بحاجة للمحافظة على مقوماتها الطبية والطيبة على مدار اليوم والليلة طيلة أيام السنة الشمسية وليس بيوم البيئة فقط ، فيوم واحد لا يشكل سوى جزء من 365 جزء من أجزاء السنة الشمسية أو يوم واحد لا يشكل سوى رقم واحد من أيام السنة القمرية المؤلفة من 354 يوما .

البيئة بين الوقاية والعلاج البشري .. كن صديقا لنفسك وللبيئة

تعتبر الإجراءت الوقائية للحفاظ على البيئة البيتية والمحلية التي يمكن التحكم بها هي الأصل والحل الأمثل لبقاء البيئة آمنة بعيدة عن التلوث ، وتأتي الإجراءات العلاجية كحل ثان لا مناص منه في ظل اللامبالاة والاستهتار الكبير من البعض في جعل البيئة ملوثة في المجالات الثلاث البرية والبحرية والجوية . وليبدأ كل فرد بنفسه ثم بأسرته وعائلته ومجتمعه المحلي ، ليكون مواطنا صالحا لا طالحا . فالمواطنية الصالحة هي أن تحب لغيرك ما تحبه لنفسك ، وأن تميط الأذى عن الطريق بالطريقتين الوقائية والعلاجية وأن تبذل الجهود اليومية في سبيل هذا المسعى والمبتغى والهدف الأسمى . ويجب أن تقوم بدور الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، بجميع الأشكال والأساليب بقدر استطاعتك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وليكن كل واحد فينا قدوة حسنة ومثالا حيا في التفاني والمنافسة والتسابق في الحفاظ على بيئة نظيفة غير ملوثة للمصلحة الفردية والجماعية ، ولمصلحة الشعب والأمة . فالطهارة والتطهير البدني والنظافة والتنظيف يبدا بالإنسان نفسه ، ثم ياتي بالذين من حوله ، في البيت والمؤسسة والمدرسة والجامعة والوزارة والنادي والجمعية والمصنع والمنشأة وغيرها . ومن الضروري الامتداد الجغرافي في هذا المضمار وعدم الاقتصار على الفرد نفسه ، فهناك الكثير من الناس غير المبالين الذين يلقون بالقمامة في الطريق ولا يحترمون البيئة ، فهم ليسوا أصدقاء للبيئة بل هم العدو اللدود لها .

تلويث البيئة .. أمثلة حية

من الملاحظ في معظم أنحاء العالم ، غياب شبكات الصرف الصحي والمجاري ، ورمي العائلات للفضلات والقمامة في الشوارع والطرقات ، كما نلاحظ أن الكثير من طلاب المدارس والجامعات يمزقون الدفاتر والأوراق في نهاية الفصل أو السنة الدراسية بالشوارع العامة والطرقات الصغيرة ، ونجد المصطافين في الشواطئ يلقون ببقايا امتعتهم الغذائية والبلاستيكية على السواحل أو بمياه البحر أو البحيرات مما يلحق الأذى بغيرهم ، ونشاهد الكثير من المدخنين يلقون بأعقاب السجائر أينما حلوا وحيثما ارتحلوا ، ويلجأ أصحاب المصانع لرمي مخلفات مصانعهم الكيماوية بالقرب منها ، وتنتشر الكسارات والمحاجر والمنشآت الاقتصادية ومواقف السيارات وسط التجمعات السكنية مع ما تسببه من تلوث بيئي خطير ، ويضع بعض الناس مواد البناء كالناعمة والحصمة والأسمنت ، ذو الغبار المتطاير ، في الطريق مما يؤذي المارة ، مما يشكل انتهاكا للبيئة الصحية السوية ويعتبر إعتداء على النظافة العامة وعلى حقوق الآخرين .
وهذه المسائل وغيرها ، من ملوثات البيئة النظيفة ، بحاجة لسن تشريعات قانونية وتطبيقها ضمن أنظمة ضبط وربط ومعاقبة المخالفين بدفع الغرامات المالية أو إجبارهم على تنظيفها وإصلاح أخطائهم وعداوتهم للبيئة وإلقاءها في الأماكن المخصصة لها ، لتقوم الجهات المختصة بنقلها للمواقع التي يتم التعامل بها بصورة إيجابية والتخلص منها بطرق علمية واقتصادية .
وخيرا تفعل وزارات الحكم المحلي والهيئات المحلية كالبلديات والمجالس القروية عندما تفرض رسوم نفايات أو نقل فضلات شهرية أو سنوية على البيوت جميعها ، لتساهم كل أسرة في دفع تكاليف الحفاظ على البيئة الصحية السليمة الآمنة ، لأن هذه المسألة هي مسألة جماعية رسمية وشعبية وليست فردية فقط .

صفات البيئة النقية

هناك العديد من الأمور الواجب توفرها لكي نحافظ على بيئة صافية نقية في البشر والشجر والحجر ، بعيدة عن التلوث والتسمم ، وفيما يلي أهم ملامح البيئة الصحية النقية :
أولا : النقاء والصفاء والنظافة العامة في القرى والمدن والتجمعات السكانية . وتتوفر البيئة النظيفة في البيوت والشوارع والأماكن العامة والخاصة .
ثانيا : إنتشار الزراعة الشتوية والمروية سواء بسواء بالمحاصيل والأشجار المثمرة والخضروات والفواكه النافعة للإنسان .
ثالثا : وجود الغابات الكثيفة والمزارع والبساتين والمد السنوي لزراعة الأشجار الحرجية في الجبال والهضاب . فكلما كانت البيئة الزراعية سلمية كلما استنشقنا الهواء النقي .
رابعا : الصحة العامة في المجتمعات الإنسانية .
خامسا : المياه الصافية البعيدة عن التلوث والسموم .
سادسا : عدم وجود الحروب والقتال الذي يسبب استخدام الأسلحة التقليدية أو الكيماوية الملوثة للمناخ والجو . وأكبر مثال للتلوث الذري مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان اللتين قصفتا بقنبلتين ذريتين من الجيش الأمريك في آب 1945 ولا زالت الحياة مستحيلة فيهما .
سابعا : المحافظة على الهواء وخاصة الأكسجين النقي الضروري للتنفس لدى جميع الكائنات الحية ، وتقليل الأدخنة في التجمعات السكانية في الأرياف والمدن والعواصم في العالم .
ثامنا : بث ونشر الدعاية الإعلامية المتواصلة لحث الناس على المحافظة على بيئة طيبة ونقية صافية للمصلحة الفردية والجماعية والإنسانية العليا .

أبرز طرق التدمير البيئي
هناك طريقتان رئيسيتان للتلوث البيئي العالمي هما :
أولا : الطرق الطبيعية : وهي قضايا خارقة وخارجة عن الإرادة البشرية ، مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق الطبيعية والرياح الشديدة كالخماسينية الحاملة للأتربة والغبار المتطاير . وتقتل هذه المؤثرات الطبيعية سنويا مئات آلاف البشر وتدمر ملايين الأبنية وعشرات ملايين الأشجار المثمرة والمزروعات وهي طرق يمكن التخفيف من تاثيرها أو الحد من نتائجها قليلا ولا يمكن منعها بأي حال من الأحوال فهي بيد الله سبحانه وتعالى خالق الكون جميعه .
ثانيا : الطرق البشرية : وتتعدد هذه الطرق العمدية والعفوية في غالبيتها لتشمل ما يلي :
1) الحروب البرية والبحرية والجوية التي تندلع بين الحين والآخر بين المتصارعين من الشعوب والأمم والجماعات والأفراد ، فينجم عنها قتل البشر والشجر والحجر والحيوانات ، وتلويث البيئة بالأسلحة وتدمير البيوت وإحراق أو جرف المزروعات وتكبيد الزراعة خسائر جسيمة .
2) إقامة المصانع والمنشآت الصناعية وسط التجمعات السكانية كالمحاجر وكسارات الحجارة لتصنيع مواد البناء ، والمصانع الكيماوية ذات المداخن الكبيرة والمجاري غير الصحية الغزيرة .
3) استخدام وسائل الطاقة : مثل إحراق الحطب والأخشاب والفحم الحجري ومشتقات النفط ، والكيماويات ، والطاقة النووية وغيرها . وكلها تسبب الدخان الكثيف الملوث للحياة العامة والخاصة سواء أكان منها لوسائل التنقل البري والبحري والجوي أو للطهي او للتصنيع .
4) إلقاء بقايا المواد الحديدية والبلاستيكية والكيماوية وتوابعها في مكبات غير مخصصة لها .
5) إبقاء مواد البناء في الشوارع والطرقات مما يلحق الأذى بالناس والبيئة .
6) إشعال النيران في المزروعات والأشجار المثمرة والغابات الحرجية .
7) عدم وجود شكبات المجاري والصرف الصحي المناسبة .

كيفية المحافظة على البيئة النقية .. نصائح ووصايا عامة

هناك العديد من الطرق والأساليب التي تساعد على الحفاظ على بيئة مجتمعية نظيفة وآمنة بعيدة عن التلوث البيئي ، لعل من أبرزها الآتي :
أولا : الدين : فالدين عامل هام في بث روح الحفاظ على البيئة النظيفة ، وخاصة الدين الإسلامي الخالد الذي يحتم على الإنسان طوال الوقت أن يكون نظيفا في بدنه وبيته والمساجد والشوارع العامة ويحض على إماطة الأذى عن الطريق .
ثانيا : الإلتزام الأخلاقي عبر التحلي بالأخلاق الحميدة والمثل العليا التي تحث على جعل الأماكن العامة والخاصة نظيفة باستمرار والابتعاد عن الأذى والإيذاء للآخرين .
ثالثا : سن التشريعات القانونية واللوائح التنفيذية عبر ما يسمى بسياسة ( الثواب والعقاب ) لتكريم الناس الذين يحافظون على البيئة الصحية النظيفة في الوزارات والمؤسسات والمصانع والمنشآت الصناعية والزراعية والصناعية . ووضع مواد قانونية لمعاقبة المخالفين الذين يهملون في النظافة العامة ، ويلقون بالقاذورات والأوساخ والقمامة في الشوارع والأماكن العامة .
رابعا : زيادة إهتمام الهيئات المحلية من البلديات والمجالس القروية في العالم بالحفاظ على النظامة العامة والصحة العامة .
خامسا : إنشاء وزارة خاصة بالبيئة ورصد وتخصيص ميزانيات مالية للبيئة وخاصة لوزارات : الصحة والحكم المحلي ولجودة البيئة والاقتصاد الوطني .
سادسا : شن حملات التطوع والنظافة العامة في المؤسسات والشوارع والمنشآت الاقتصادية بانتظام بالاستعانة بطلبة المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية والنوادي الشبابية .
سابعا : تواصل الحملات الإعلامية المتلفزة والمسموعة والمطبوعة وعبر الانتر نت ، المنادية بالحفاظ على النظافة العامة .
ثامنا : تشجيع الزراعة العادية عامة والزراعة الشجرية الحرجية والإكثار من الغابات . وتضع الحكومات في العالم عادة خطة سنوية لزيادة المساحات المزروعة أو سياسة التشجير والتخضير ، بزراعة ملايين بل مئات الملايين أو مليارات الغراس الشجرية وخاصة في الأماكن المرتفعة كالجبال والهضاب .
تاسعا : إيجاد أماكن مخصصة لإحراق الحيوانات الميتة ودفن النفايات المنزلية بعيدا عن التجمعات السكانية .
عاشرا : إبعاد المناطق الصناعية عن المساكن البشرية .
حادي عشر : تقليل إنبعاث العوادم والأدخنة الصناعية في البلاد . واستخدام التقنية العصرية في الطاقة والتركيز على الكهرباء والطاقة الشمسية الطبيعية .
ثاني عشر : الحد من الحروب والصراعات الحربية بين الشعوب والأمم في جميع قارات العالم واللجوء للسلام والسلم بين الجميع .
ثالث عشر : تخصيص أماكن معينة لإلقاء القمامة ( سلال ومكبات لنزعها وتنظيفها ) ، ثم تولي الجهات المختصة لعملية ترحليها للأماكن المخصصة لإتلافها السلبي أو الايجابي . وذلك عن طريق الحرق أو الدفن أو الاستفادة منها وتكريرها في الأسمدة الصناعية الضرورية للزراعة . وتكرير المياه العادمة لاعادة استعمالها في الصناعة والزراعة .
رابع عشر : زيادة الاهتمام بشبكات الصرف الصحي في الريف والمدن على السواء . فنظام الصرف الصحي يقي من الأمراض والأوبئة الطارئة والمزمنة ، ويجعل البلاد صافية نقية بعيدة عن التلوث اليومي الدائم .
خامس عشر : إتلاف المخلفات الصناعية والكيماوية والنووية في أماكن آمنة لا تلحق الأذى بالمواطنين ، وعدم العبث بها أو رميها في المحيطات والبحار حيث أن إلقاءها في المياه يسبب موت الكائنات البحرية ويحرم الإنسان من الثروة البحرية .

كلمة أخيرة

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}( القرآن المجيد – النازعات ) .

وختاما ، لا بد من القول ، النظافة من الإيمان ، وإن مسألة الحفاظ على البيئة في البيت والمدرسة والجامعة والشارع والمؤسسة والوزارة والنادي والجمعية والشركة والمنشأة والمصنع وسواها هي مسؤولية فردية وجماعية ، شعبية ورسمية ، يشارك فيها الجميع .
فلتنظم أيام العمل التطوعي المجانية في يوم البيئة وقبل أيام الأعياد الدينية والوطنية والقومية والعالمية ، وكلما دعت الحاجة لذلك ، ليعيش الإنسان حياة آمنة مستقرة بتلوث أقل . ولتبادر وزارات البيئة وهيئات ومؤسسات وجمعيات وأحزاب الحفاظ على البيئة لشن حملات تنظيف جماعية شعبية ورسمية ، ونشر دعايات بيئية مبرمجة دائمة وعدم الاكتفاء بيوم أو أيام قليلة على مدار السنة . ولتنظم حملات الزراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية والمهملة والتشجير والتخضير وفق خطط استراتيجية دائمة في مواسم الزراعة المتعددة . وليكن شعار الجميع ( بيئة نقية ، وعالم نظيف وأخضر بلا تلوث ) .
وندعو فنقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: