الخميس، 17 ديسمبر 2009

فَإِذَا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ .. انتخابات البلديات والهيئات المحلية في فلسطين 2010

فَإِذَا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ ..

انتخابات البلديات والهيئات المحلية

في فلسطين 2010


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . وورد في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 489) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " .

استهلال

تشرف الهيئات المحلية في فلسطين على العديد من الأنشطة والفعاليات الخدمية والمرافق العامة التي تهم كل مواطن فلسطيني في الأرض المقدسة ، صغيرا أو كبيرا ، ذكرا أو أنثى . وتشمل الخدمات العامة للمحليات الفلسطينية تنظيم وتخطيط المدن والقرى والشوارع ، وتعبيد الشوارع والطرقات وفتح الطرقات الفرعية والزراعية ، وإصدار تراخيص الأبنية ، وتنظيم الحرف والمهن والصناعات ، وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي ، وتنظيم الأسواق العامة والمحلات ، ومجمعات ومواقف وسائل النقل والمواصلات ، وبناء وتطوير المتنزهات ، والدفاع المدني وإغاثة المنكوبين ، وتصريف السيول والفيضانات والمراقبة الصحية للأغذية والمسالخ وتجميع الفضلات والقمامة وإلقائها في مكبات خاصة ، وحرقها وتنظيم شؤون الباعة المتجولين ومنع التسول ، وتنظيم البسطات والمظلات والإشراف على أسواق الدواب ، ومراقبة الموازين والمكاييل وإنشاء المقابر والمحافظة عليها وغيرها .

مشكلات المحليات الفلسطينية

وقد تعرضت المحليات الفلسطينية للعديد من المشكلات والصعاب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والفنية وخلافها ، وبحاجة لضخ دماء جديدة في شرايين العمل الخدمي المحلي تنهض بالهيئات المحلية نحو الإزدهار والتطوير والتقدم الحضاري ، وتمكين المواطنين من الاستفادة من سبل العيش الكريم في أرض الوطن ، أرض الآباء والأجداد بعيدا عن المنغصات والهموم والغموم العامة والطامة التي تعصف بها رياح عاتية داخلية وخارجية .

الاستحقاق الانتخابي للهيئات المحلية 2010

إقترب الاستحقاق الانتخابي للمحليات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لحوالي 4 ملايين مواطن فلسطيني ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فقد انتهت صلاحية البلديات الكبرى والهيئات المحلية الوسطى والصغرى في الضفة الغربية وقطاع غزة ، التي استمرت فترة 4 سنوات ونيف ، في 15 كانون الأول – ديسمبر 2009 ، حيث كانت أجريت انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية على فترات متباعدة ما بين أيار وكانون الأول 2005 . وأنظار العيون الفلسطينية تتجه نحو المستقبل المنظور والواقع الأليم الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني المسلم تحت الاحتلال الصهيوني ، ووجود الحكم الذاتي الضيق في الضفة الغربية الواقع على نحو 2.5 مليون نسمة فلسطيني ، والحصار الصهيوني المشدد المتواصل على حوالي 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة .
وقد حلت الحكومة الفلسطينية بمركزها في مدينة رام الله في آذار – مارس 2009 جميع الهيئات المحلية وجددت فترة ولاية الهيئات المحلية لمدة ستة شهور ( آذار – كانون الأول 2009 ) وذلك بسبب عدم التمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية جراء الانقسام السياسي بن جناحي الوطن في الضفة الغربية التي تديرها الحكومة الفلسطينية برام الله وقطاع غزة التي تديرها الحكومة الفلسطينية بغزة منذ 14 حزيران 2007 .
على العموم ، حدثت بعض الاشكالات المحلية في بعض الهيئات المحلية الفلسطينية في الضفة الغربية خلال فترة تمديد صلاحية ومهام المجالس البلدية والقروية لمدة ستة شهور ، بسبب مطالبة بعض الحركات والفصائل الفلسطينية والعشائر والعائلات وجماعات الضغط والمصالح بإعادة تشكيل هذه الهيئات ، وقد استجابت وزارة الحكم المحلي برام الله لبعض هذه المطالبات بتغيير رؤساء وأعضاء الهيئات المحلية الصغيرة والمتوسطة في قلقيلية ويطا وغيرها وعينت لجان جديدة لإدارة شؤون الخدمات العامة فيها كالماء والكهرباء وسواها لفترة مؤقتة ريثما تسمح الظروف والأوضاع السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بإجراء الانتخابات المحلية الثانية في كلا المنطقتين معا بعد تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية من خلال الورقة المصرية المقترحة بين حركتي فتح وحماس ، توأم فلسطين ، المتنافستين والمتنازعتين على إدارة الشؤون العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة .
على أي حال ، إن عملية إجراء الانتخابات المحلية للبلديات والمجالس القروية ولجان المشاريع بفلسطين مطلب شعب وجماهيري ، وقد يكون مطلبا رسميا من السلطة الوطنية الفلسطينية بعدما يتم توقيع ورقة المصالحة المصرية بين الحركات والفصائل الوطنية والإسلامية في القاهرة برعاية رسمية مصرية ومباركة عربية .

عدد الهيئات المحلية الفلسطينية

وفي التعامل مع المحليات الفلسطينية التي يبلغ تعدادها أكثر من 600 هيئة محلية ، في 16 محافظة فلسطينية في الأرض المقدسة ، منها 11 محافظة بالضفة الغربية و5 محافظات بقطاع غزة ، باعتبارها الحكومات المحلية في البلاد ، يجب التحلي اللين والصبر والشورى والتوكل على الله رب العالمين . يقول الله العلي العظيم عز وجل : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
وفي ظل الضبابية وعدم وضوح الرؤيا السياسية لموعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حيث كانت مقررة في 24 كانون الثاني 2010 ، ثم جرى تأجيلها بسبب عدم تمكن لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية من تهيئة الأوضاع الانتخابية بقطاع غزة بسبب منع حركة حماس اللجنة من إتمام الاستعدادات للانتخابات العامة . وهناك أمل كبير يراود البعض يتمثل في أن تجرى هذه الانتخابات في 28 حزيران 2010 كما اقترحت الورقة المصرية على المتنازعين الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس بسبب تضارب الأجندة السياسية والأمنية لكلا الحركتين ، ومحاولة قيادة العمل الوطني الفلسطيني المستقبلي .
وكتحصيل حاصل ، في ظل استمرار الشرذمة والانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإن إجراء الانتخابات الداخلية للهيئات المحلية الفلسطينية تبدو صعبة المنال وضرب من الخيال حتى الآن إلا إذا حصل الإنفراج الداخلي الفلسطيني ، وتغيرت الظروف الذاتية والموضوعية التي تلقي بظلالها الحزينة في أرض الوطن الفلسطيني ، وأجريت الانتخابات الرئاسية والتشريعية الثالثة في العام 2010 .

خيارات التعامل مع المحليات الفلسطينية

وإزاء هذه الأوضاع السياسية العسيرة ، وتحكم حكومتين متناكفتين ومتباعدتين فعليا بالشؤون الفلسطينية العامة ، واحدة في رام الله والثانية في غزة ، تبقى عدة خيارات أو سيناريوهات تفرض ذاتها بذاتها ، حول الهيئات المحلية الفلسطينية ، من أهمها :
الخيار الأول – إبقاء الوضع المحلي الراهن كما هو وتمديد فترة صلاحية ومهام المجالس البلدية والقروية ولجان المشاريع حتى إشعار آخر . وهذا الأمر سيفتح الجروح العشائرية والقبلية الاجتماعية والحزبية السياسية ، ويؤدي إلى شل عمل الهيئات المحلية بنسب متفاوتة من محافظة فلسطينية لأخرى .
الخيار الثاني – إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتوافق الوطني أو بالإجماع السري أو العلني ، كما جرى التوافق في توحيد امتحان شهادة الثانوية العامة ( التوجيهي ) بين جناحي الوطن لعام 2009 ، وكما حصل في موسم الحج الإسلامي الفلسطيني 1430 هـ / 2009 م والاقتراع على أسماء الحجاج الذين غادروا لمكة المكرمة بالديار الحجازية .
الخيار الثالث : إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وحدها واستثناء محافظات قطاع غزة بالتنسيق والتعاون بين حركة فتح والمستقلين والفصائل الوطنية الأخرى كالجبهة الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب والمبادرة وغيرها ، في حال رفضت حركة حماس السماح للجنة الانتخابات المركزية بالإشراف على الشؤون الانتخابية المحلية . وهذا حل جيد إلا أنه يمكن أن يعزز الإنقسام الداخلي ويدخل السلطة الوطنية الفلسطينية عن حسن أو سوء ، في متاهات جديدة هي في غنى عنها . وفي حال تنفيذ هذا السيناريو فإن حركة حماس ستغيب جزئيا أو كليا عن الانتخابات المحلية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بسبب مقاطعتها لانتخابات الهيئات المحلية كونها ملاحقة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبالتالي لا يمكنها الإعلان عن مرشحيها بصورة علنية ، خوفا من اعتقالهم .
الخيار الرابع : إجراء الانتخابات الداخلية للمحليات الفلسطينية ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، بإشراف مزدوج من حكومتي رام الله وغزة ، بحيث تشرف حكومة رام الله على الانتخابات للمحليات الفلسطينية في الضفة الغربية ، وتشرف حكومة غزة على انتخابات المحليات الفلسطينية بقطاع غزة وهذا طبعا بالتعاون مع لجنة الانتخابات المركزية بفلسطين ، أو لجنة أخرى يتم تسميتها والتوافق على تعيينها ذاتيا أو بتدخل عربي رسمي .
الخيار الخامس : قيام الحكومة الفلسطينية بمركزها في رام الله بتعيين رؤساء وأعضاء لجان بلدية معينة مؤيدة لها ، في جميع الهيئات المحلية في الضفة الغربية ، بالتنسيق والتعاون مع الحركات والفصائل الوطنية الفلسطينية فقط أو بالتعاون مع حركة حماس باتفاق خفي تحت الظل .
وفي خطوة لاحقة ستقوم الحكومة الفلسطينية بغزة بتعيين لجان بلدية مؤيدة لها قلبا وقالبا . وفي هذا السيناريو ، تتولد الكراهية والحقد ، وينشأ الامتعاض من الحركات والفصائل والأحزاب الفلسطينية .
وسياسة التعيينات ترفضها الجموع الفلسطينية لأنها تتضمن الأخطاء والمحاباة والتفضيل للمريدين والأتباع في التعيينات ، وتبقى دائرة الشك والتشكيك في نفوس الناس ، تجاه اللجان الجديدة المعينة من أعلى ، وأن هؤلاء المعينين في اللجان البلدية والقروية ولجان المشاريع هم معينون من قبل الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله أو الحكومة الفلسطينية بغزة . وعليه فإن الانتخابات تتيح المجال لانتقاء الأفضل للمسيرة المحلية الفلسطينية برقابة الآخرين ، من المواطنين والحركات والأحزاب المنافسة ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيري ، بينما يتولد في التعيين البغضاء والنفور الاجتماعي والمقاطعة والنميمة .

إنتقاء الأصلح لإدارة المحليات الفلسطينية

ومن نافلة القول ، إنه ينبغي أن يتولى الرؤساء والأعضاء الصالحون والناجحون في حياتهم العملية والاجتماعية سواء أكانوا منتخبين أو جرى تعينهم على تأن أو على عجل ، المهام والصلاحيات القيادية للمحليات الفلسطينية للنهوض والإرتقاء بها نحو العلى والأعالي ، وتجنب الفاسدين والمفسدين في الأرض ، لتحاشي نفور الناس معهم ، والعمل على إفشالهم ، وبروز المنافسات غير الشريفة والمغالطات وبالتالي ظهور ظواهر التجاهل والإهمال والتخلف والجهل بين ظهراني المسؤولين في الهيئات المحلية الفلسطينية على إختلاف أحجامها الكبر أو الوسطى أو الصغرى .
وفي السياق الوحدوي ، فإنه لا يمكن ترك المحليات الفلسطينية بلا رقابة أو محاسبة رسمية أو شعبية أو إعلامية ، والانتخابات تمكن من الاختيار الأحسن والأجدى للمواطنين . فعلى وزارة الحكم المحلي الفلسطيني بجناحيها في رام الله وغزة إدراك هذا الواقع المرير والأمر المستطير ، وعدم التغاضي عن الأخطاء السابقة والمرور عليها بعفوية بسيطة ، فيجب إتباع سياسة التقييم والتقويم ، خلال الحقبة الزمنية السابقة . فعملية الإصلاح السياسي والتصليح الاجتماعي تبدأ بالحكومات المحلية المتمثلة بالهيئات المحلية من بلديات ومجالس قروية ولجان مشاريع . وقد جاء في مسند أحمد - (ج 39 / ص 345) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ أَوْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ : " مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ قَالَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ فَنَادَى أَبُو أُمَامَةَ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ النُّورِ { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ } " .
وغني عن القول ، إن الحل الأمثل والأنجح والأفلح والأفضل لأوضاع الهيئات المحلية الفلسطينية الراهنة والمستقبلية هو إجراء الانتخابات المحلية بالتوافق الوطني الشامل والجامع ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، في يوم واحد ، وأن تجري انتخابات محلية بعيدا عن التزييف والتزوير ، تتمتع بالشفافية والنزاهة والتعددية والديموقراطية ، وحرية طرح البرامج الانتخابية للإصلاح العام والتصليح المحلي الفلسطيني ، وعدم إتباع أسلوب الملاحقة الأمنية الفلسطينية لأي كان . جاء في سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 442) كان أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ " .

كلمة طيبة أخيرة

وختاما ، نرجو من الله الغفور الرحيم ، أن يرحمنا وأن يتم إختيار الخيار الأصلح لهذا الشعب الفلسطيني المرابط في أرض الوطن بعيدا عن الانقسام والتناحر الوهمي على قضايا خلافية جانبية وهامشية في حياة الشعب الفلسطيني الأبي .
آملين من الجميع الاعتصام بحبل الله المتين ، والاستمساك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، وتوحيد شطري الوطن الممزق . يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}( القرآن الحكيم ، آل عمران ) .
ولمناسبة بدء السنة القمرية الهجرية الإسلامية 1431 هـ ، كل عام وأنتم بألف خير وخير .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: