الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الخيارات السياسية المصرية .. للموالاة والمعارضة .. من يقبض على من ؟ د. كمال إبراهيم علاونه


الرئيس المصري د. محمد مرسي ووزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي
الخيارات السياسية المصرية .. للموالاة والمعارضة .. من يقبض على من ؟
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) }( القرآن المجيد - المائدة ) .

وجاء في صحيح البخاري - (ج 4 / ص 146) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ " .

إستهلال

تسربت أنباء عن إعتزام قيادة الجيش المصري القبض على 60 شخصية إسلامية من مختلف الأحزاب الاسلامية بعد مضي ال 48 ساعة ، التي وضعتها قيادة الجيش المصري لحل الأزمة المفتعلة في البلاد .
ترى ما هو رد جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة وبقية الاحزاب الاسلامية للرد على هذه الاعتقالات في حال حصولها من الفئة الباغية ؟؟!!! ..
من المؤكد أن هناك خطة إسلامية للاخوان المسلمين لمواجهة هذه التهديدات العسكرية ، للدفاع عن النفس ، وعدم الابتزاز للضغوط من الاقلية ، ومن المعروف أن الاخوان المسلمين يملكون قوة تنظيمية وإرادة ذاتية للدفاع عن النفس ، والسيطرة على الأمور بالقوة ، في حال بدأت بها قيادة الجيش ، والجهاز الخاص يعد بملايين الافراد ..
لا تغتروا ولا تهتموا بتهديدات قيادة الجيش ، فضباط الجيش والجنود لن يمتثلوا لقرارات هوجائية من قيادتهم ذات العقلية الانقلابية . ومن المحتمل أن يتم القبض على عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بالحكومة المصرية التي شكلها د. هشام قنديل بتكليف من الرئيس المصري الفائز ، كونه خالف قرارات القائد الأعلى للجيش المصري وهو رئيس الجمهورية د. محمد مرسي ..

النصر المبين لأهل الحق .. وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

يقول الله الواحد القهار عز وجل : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)}( القرآن المجيد - الروم ) .

لا بد من الحسم السياسي والعسكري والامني والتنظيمي المفصلي وعدم الرضوخ لابتزازات حفنة من قيادات الجيش المصري من مخلفات فول النظام السابق بقيادة المخلوع حسني مبارك ، هذه الزمرة التي تتلقى أوامرها من واشنطن ومن السفارة الامريكية في القاهرة ..
الإرادة الشعبية المصرية هي من ستقول كلمتها إن عاجلا أو آجلا ، لا نريد قيادة عسكرية تتعالى على صناديق الاقتراع الشعبية عام 2012 ، فليذهب الجيش الى الثكنات وليخرج من ساحات المدن والمحافظات المصرية والابتعاد عن الحياة السياسية ..
لماذا هذا الاستعراض العسكري من الجيش المصري ؟؟ لقد جرى تسليم السلطة السياسية للفائز بالانتخابات الرئاسية في الصيف الفائت ، ودور الجيش هو الحفاظ على الأمن القومي ، ومكافحة التدخلات الخارجية للبلاد وليس تعزيزها وحماية محدثي الشغب والقلاقل .. لا بد من الحسم القريب ، وعدم الانتظار لتهديدات سخيفة ، فحياد الجيش المصري يضمن استتباب الأمن وتدخله وانتشاره بهذه الطريقة يساعد المعارضة المنفلتة من عقالها في استمرار التعديات على الناس والمباني والمقار الحزبية ..
الصراع الآن يدور بين الحق والباطل ، ومهما برر المعارضون بفتاوى مدنية أو دينية انقلابهم على الشرعية الرئاسية فليس لهم الحق في الانقلاب على الشرعية باي صورة من الصور ، وإجراء الانتخابات المبكرة بعد سنة من إجرائها العام الماضي ، هو ضرب لكل القواعد الديموقراطية النزيهة في العالم ، وتهور نحو مستنقع الابتزاز وممارسة الضغوط بدعم غربي مقيت ..
من يعلن الاستقلال الاقتصادي في الغذاء والدواء والسلاح والماء هو القادر على مواجهة التحديات ، والابتعاد عن موالاة امريكا واوروبا ..
نأمل أن لا يتكرر ما حدث في الجزائر عندما فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ عام 1992 ، ودفع الشعب الجزائري الثمن باهظا لتسلط الجيش بدعم أجنبي عبر الغاء نتائج الانتخابات البرلمانية ..
لا داعي لمحاكاة ما حدث في الجزائر ، ويجب التروي والحذر ، وعدم جر الشعب المصري لحرب اهلية وسفك دماء الابرياء من اجل أن يصعد أحمد شفيق أو محمد البرادعي أو حمدين صباحي أو عمرو موسى أو عبد الفتاح السيسي لسدة الرئاسة المصرية أو رئاسة الوزراء ..
إن الصحوة الإسلامية الضخمة هي مقدمة لارساء دعائم الخلافة الإسلامية المقبلة ، فليقبل الجميع باختيار الارادة الشعبية للانتخابات الرئاسية ...

تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 28) عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ قَالَ كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ فَقَالَ مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ

على المعارضة المصرية بشتى فروعها واجنحتها المتصارعة الانتظار والصبر وعدم جر البلاد الى ويلات سفك الدماء بلا معنى .. فليشاركوا في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، وعدم الاستعجال ، لقد نبذكم الشعب المصري في صناديق الاقتراع مؤخرا قبل شهور قليلة فلتأخذوا نصيبكم من المقاعد النيابية المقبلة في مجلسي الشعب والشورى ..
وإذا لم يكن من الحكمة اقالة وزير الدفاع السيسي والقبض عليه ، فمن باب أولى ، وضع مثيري الفتن والقلاقل من زعماء المعارضة تحت الاقامة الجبرية كمرحلة أولى نحو سير الامور على الصراط المستقيم ..

هل تقارب الزمان الآن بين السنة والأربع سنوات ؟؟!

جاء بصحيح البخاري - (ج 21 / ص 452) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَ هُوَ قَالَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ " .

أيها المصريون في جميع المحافظات بشتى التيارات الاسلامية والقومية واليسارية .. إياكم والفتنة ، ابتعدوا عن الحرب الاهلية ، لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ، حاربوا الفساد والمفسدين ، واسعوا الى الانتعاش الاقتصادي ، وتجنبوا الاقتتال ، وناموا بإطمئنان ، ولا تختلفوا على الكراسي الزائلة ، وتعلموا من الانتخابات الغربية : الامريكية والاوروبية ، حيث تنتظر المعارضة فرصتها في الانتخابات القادمة ، ويجب أن تخضع الاقلية لقرارات الاكثرية ، مع حفظ حقوق جميع أبناء الشعب بعيدا عن الاقصاء السياسي والوظيفي بل يجب التعاون والاعتصام بحبل الله المتين ..
لا تسخروا من بعضكم البعض ، ولا تلتفتوا للدعايات المضللة عبر الفضائيات والاذاعات الفاجرة ، من أهل الضلال ، وكونوا إخوة متحابين ، بعيدا عن الشر والأشرار ..
فالاصلاح الشامل : السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي والفني يحتاج لوقت ربما 4 سنوات أو أكثر .. مالكم لا تصبرون ؟؟ مالكم لا تسامحون بعضكم بعضا !!
ورد بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 79) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يُوشِكَ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ " .

لا تجعلوا أنفسكم مسخرة ومحل استهزاء الامم والشعوب الأخرى ، وانتخبوا الاصلح عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الاحتراب ، والتجمع في الساحات العامة ، بين التجمعات الموالية والتجمعات المضادة .. فلا تسفهوا انفسكم ، ولا تبيعوا أصواتكم وأنفسكم ببضع جنيهات معدودة أو دولارات ممدودة أو يوروهات محدودة .. هدانا الله وإياكم جميعا لنسير على الصراط المستقيم ..

الفسطاطين بين الإيمان والنفاق .. حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ

ورد في سنن أبي داود - (ج 11 / ص 316) عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ " .

أيها المصريون النشامى .. أيها الناس في كل مكان
التحقوا بفسطاط الايمان ، في كل مكان وزمان ، وتجنبوا الانخراط في فسطاط النفاق وسوء الاخلاق ..
وأخيرا كما ورد في سنن أبي داود - (ج 11 / ص 348) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ " .
كونوا من الأمة المسلمة ، وابتعدوا عن الفتن والمحن ولا تعذبوا أنفسكم في الدنيا والآخرة .

والله ولي التوفيق .

ليست هناك تعليقات: