السبت، 17 نوفمبر 2012

مواجهة معركة حجارة السجيل الإسلامية .. لعملية ( عمود الدخان ) العنكبوتية الصهيونية بفلسطين الكبرى 1434 هـ / 2012 م


قصف صاروخي فلسطيني لمستوطنة تل أبيب
مواجهة معركة حجارة السجيل الإسلامية .. لعملية ( عمود الدخان ) العنكبوتية الصهيونية بفلسطين الكبرى  1434 هـ / 2012 م

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) }( القرآن المبين – الأنفال ) .
ويقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى :{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }( القرآن المجيد - الفيل ) .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما جاء بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
الفارس المسلم على ظهر الجواد رافعا العلم الاسلامي الأسود ( لا إله إلا الله - محمد رسول الله )

استهلال

يعاني قطاع غزة بالجنوب الغربي من فلسطين المحتلة ، من الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي اليهودي الصهيوني الظالم منذ خمسة أعوام . ويقطن قرابة 1.7 مليون مواطن فلسطيني في مساحة صغيرة تبلغ قرابة  363 كم 2 .
وقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية مرحلية متدحرجة ، مدفعية برية وصاروخية جوية وبحرية بالبوارج والغواصات ن فكلها جدر سميكة متحركة ، في يوم الاربعاء أخر شهر ذي الحجة 1433 هـ الموافق ل 14 تشرين الثاني - نوفمبر 2012 م . وتحتمى كتائب المقاومة الاسلامية الفلسطينية بإرادة الله مقبلة غير مدبرة ، متدافعة بالصف الأول نحو إحدى الحسنيين وفق الايديولوجية الاسلامية العظمى : فإما النصر أو الشهادة  وكلاهما نصر إلا أن دخول جنات الفردوس الأعلى هي غاية الغايات الدنيوية والاخروية لكل مجاهد مسلم صادق مع ربه أولا ثم مع نفسه ثانيا ثم مع الآخرين ثالثا .
وكعادتها المفضوحة ، تتواصل العملية العسكرية الصهيونية الاجرامية العدوانية ، ضد أهل قطاع غزة الفلسطينيين ، لا فرق بين طفل وامراة وطاعن في السن ، وارتقى الى العلا عشرات الشهداء الفلسطينيين البررة ، وأدخل مئات الجرحى للمشافي لتلقي العلاج اللازم .
شعار حركة المقاومة الاسلامية ( حماس )

إشعال فتيل العدوان الصهيوني على قطاع غزة

يقول الله الحسيب الرقيب جل جلاله : { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}( القرآن المبين ) .
احمد الجعبري قائد كتائب الشهيد القسام
اشتعل فتيل النزاع العسكري بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني بعد استشهاد بعض الفلسطينيين ، والتدخل المصري للتهدئة ، بموافقة الجانبين الفلسطيني والصهيوني على التهدئة ، فما كان من الطيران الحربي الصهيوني الا أن إغتال القائد القسامي أحمد سعيد الجعبري ( ابو محمد ) عصر يوم الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012 م بصواريخ اطلقتها الطائرات الصهيونية ، باتجاه سيارته فقضى شهيدا مع مساعدى محمد الهمص . فجاء الرد المقاوم مدويا في المستوطنات اليهودية القريبة والبعيدة .

الحرائق الصهيونية بالمناطق الفلسطينية
الأهداف الصهيونية لشن العدوان العسكري الجديد ( عمود الدخان أو السحاب )
حسب التجارب العدوانية السابقة لجيش الاحتلال الصهيوني والقادة السياسيين والعسكريين والمخططين الاستراتيجيين ، فإن بنك الاهداف الصهيونية لضرب الفلسطينيين ، هي كل ما يتحرك وكل ما هو ثابت ، من البشر والشجر والحجر . ويشمل ذلك بيوت المواطنين الفلسطينيين والمؤسسات المدنية ومقار الحكومة والوزارات ومواقع الاجهزة الامنية والملاعب والمدارس والجامعات والمشافي و .. و .. وغيرها . فالحرب الشاملة المفتوحة التي يتبعها قادة جيش الاحتلال الصهيوني ، لا تميز بين ثابت ومتحرك .
وعلى الصعيد ذاته ، هناك العديد من الأهداف والغايات الصهيونية المباشرة وغير المباشرة ، العلنية والخفية ، التي أرادت الحكومة الصهيونية إيصالها للفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم ، ومن أبرز هذه الأهداف ما يلي :
أولا : الابقاء على الحصار الصهيوني الشامل عسكريا واقتصاديا وسياسيا على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المرابط ، من الجهات الثلاث الشمالية والغربية والشرقية ، وعدم تمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وكرامة كبقية شعوب المعمورة ، بعيدا عن الاذلال والقمع الاجرامي الصهيوني .
ثانيا : إعادة تدمير البنية التحتية الفلسطينية بقطاع غزة . والدعوة للتعبئة العامة والنفير الصهيوني الشامل . وهي رسالة سياسية للعالم بعد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤخرا ورصد 400 مليون دولار ، لاعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية في معركة الفرقان ( الرصاص المصبوب حسب التسمية الصهيونية ) ما بين 27 كانون الاول 2008 - 18 كانون الثاني 2009 م للحيلولة دون فك الحصار الظالم بشتى صوره وأشكاله .
ثالثا : ملاحقة المقاومة الفلسطينية والادعاء بالقضاء على ترسانة الصواريخ لديها التي تشكل خطرا داهما على المستوطنات اليهودية في فلسطين ، وإعادة خلط الاوراق من جديد .
رابعا : الدعاية الانتخابية العامة الصهيونية المعمدة بشلالات الدم الفلسطيني لخوض غمار الانتخابات البرلمانية للكنيست العبري في 22 كانون الثاني 2013 م. فهناك صراع انتخابي سياسي بين الاحزاب الحاكمة في تل ابيب مثل حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية ، وحليفة اليهودي الروسي وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا وايهود بابارك وزير الحربية الصهيونية زعيم حزب ( استقلال ) وغيرهم من قيادات الاحزاب الدينية والقومية المتصارعة على مقاعد الكنيست الصهيوني البالغة 120 مقعدا  .
خامسا : العمل على إغراق الضفة الغربية بالاستيطان اليهودي ، والتمهيد لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ( بنسبة 58 % من مساحتها البالغة 5878 كم2 ) ، وبالتالي الحيلولة دون تمكين فلسطين من الحصول عضوية كاملة أو منقوصة ( دولة غير عضو - بصفة مراقب ) ومنع تجريم المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة .امام محكمة الجنايات الدولية أو محكمة لاهاي الهولندية ، والابقاء على الحكم الذاتي الهزيل بالضفة الغربية تحت سلطة فلسطينة بلا سلطة حقيقية على ارض الواقع لفترة مفتوحة بلا سقف زمني .
سادسا : تجريب ردة فعل الثورات العربية بعد الربيع العربي وخاصة الجانب المصري والتركي والخليجي حيال قطاع غزة المحاصر .
سابعا : جس نبض ايران وحزب الله اللبناني ، حيال القضية الفلسطينية . ومحاولة قادة نل ابيب معرفة مقدرة المقاومة العسكرية الفلسطينية في الرد إذا ماهاجمت تل ابيب المنشآت النووية الايرانية المدنية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والعسكرية .
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

أشكال وصور العدوان الصهيوني على قطاع غزة

يقول الله العليم الحكيم جل شأنه : {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المبين - البقرة ) .
الطيران الحربي الصهيوني
تمثلت اشكال وصور الهجوم العسكري الصهيوني في العديد من المسائل لعل من أهمها :
أولا : التهويل الاعلامي لقوة جيش الاحتلال الصهيوني الذي يحاول استرداد هيبته السابقة ( أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يهزم ) المزعومة وذلك بعد أن مرغت المقاومة الفلسطينية سمعته وهيبته في الطين . ويلعب قادة الجيش الصهيوني والوزراء وقادة الاحزاب اليهودية المتطرفة دورا اعلاميا بارزا لشد الهمم اليهودية والحد من الانهيار النفسي الاجتماعي المتزايد ، والتقليل من قوة وزخم الصواريخ الفلسطينية . والامثلة كثيرة في هذا المجال ، حيث أعلن وزير الحربية الصهيوني ايهود باراك بأن جيشه دمر الترسانة الفلسطينية من الصواريخ ، فجاء رد المقاومة باستهداف تل ابيب والقدس وعسقلان واسدود وديمونا وريشون لتصيون وغيرها ، لتكذيب هذا التهويل الاعلامي المضلل .
ثانيا : الهجوم العسكري بأنواعه الثلاثة : الأسلحة البرية ( المدفعية والمشاة والقوات البرية ) والاسلحة الجوية ( الطيران الحربي إف 15 و إف 16 ، وطائرات الاستطلاع والاباتشي وطائرات الاستطلاع التجسسية ) والبحرية ( الزوارق والبوارج الحربية ) . فقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني 600 غارة جوية خلال الايام الثلاثة الاولى من العدوان الاجرامي الصهيوني . وتم استدعاء 75 ألف جندي من جنود الاحتياط بالاضافة للجنود العاملين في الخدمة الاجبارية .
ثالثا : الهجوم السياسي والدبلوماسي لتشويه صوره المقاومة الفلسطينية وتصويرها بأنها ( منظمات تخريبية ارهابية ) تعتدي على السكان اليهود . والادعاء بالدعوة للتهدئة والهدنة مع الفلسطينيين ، حيث مارست الخدعة والمكيدة فاغتالت نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام ، عضو المكتب السياسي لحركة حماس الحاج احمد الجعبري ( أبو محمد ) عصر  يوم الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012 م ، بعد اتفاق التهدئة بوساطة مصرية .
رابعا : الحرب النفسية : تمثلت في إرهاب وتخويف المواطنين الفلسطينيين من مغبة حماية المقاومين والمجاهدين الفلسطينيين ( المخربين والارهابيين - حسب المصطلح الصهيوني ) . وهذه الحرب النفسية برزت بصورة واضحة عبر الاستعراض النفسي والتهديد والوعيد الواهن للمواطنين الفلسطينيين - بانزال مناشير ورقية - من قتلهم والحاق الاذي الجسيم بهم وبممتلكاتهم .

حركة المقاومة الشعبية

الرد الصاروخي الفلسطيني .. الاسم الاسلامي القرآني مقابل الاسم التوراتي المزيف .. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

يقول الله الواحد القهار سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }( القرآن المجيد - الفيل ) .

تمتلك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اسلوب الميليشيا المدافعة والمهاجمة في الآن ذاته وفق قواعد ( حرب العصابات ) و ( الكر والفر ) و ( إضرب وإهرب ) ، وبالتالي فإن كتائب المقاومة الاسلامية والوطنية ليست بجيش نظامي يمتلك الاسلحة البرية والجوية والبحرية ، بمعنى أنها اسلحة خفيفة وقنابل وآر بي جيه وغيرها لا تستطيع مواجهة وجاهية مع جيش نظامي ، ولكن الارادة الجهادية لمقاتلي الحرية في فلسطين تستطيع التصدي للجيش الصهيوني بالاشكال المتعددة المعهودة ومن بينها العمليات التفجيرية الاستشهادية التي تلحق الخسائر بالاعداء المهاجمين تجعل نفسية الجنود اليهود المعتدين في الحضيض .
على العموم ، كانت ردة الفعل الاسلامية الفلسطينية على الصعيد العسكري ، بشكل مباشر من قبل ( كتائب عز الدين القسام ) الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) ، على العدوان العسكري الصهيوني الغادر ضد عملية بني صهيون العسكري المسماة ب اسم "عمود السحاب أو عمود الدخان أو عمود السماء " ، بإطلاق صليات متتالية غير منتظمة من مختلف أنواع الصواريخ ، باتجاه المستوطنات اليهودية بفلسطين المحتلة عامي 1948 و1967 فبقي يهود فلسطين المحتلة في حالة توتر وهياج نفسي غير مسبوق .. فاين المفر ، طالما تصل الصواريخ لجميع المستوطنات اليهودية المنتشرة كالسرطانات القاتلة بأرجاء الكيان الصهيوني .
وأطلقت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على عملية إطلاق الصواريخ  اسم "حجارة السجيل ".
ويرمز "حجر سجيل"، إلى الأحجار الربانية التي حمى بها الله الكعبة المشرفة بمكة المكرمة والمظلومين أبان الحملة الهمجية الحبشية التي شنها "أبرهة الحبشي" على مكة المكرمة مع الفيلة . وورد ذكر ذلك الحجر الطيني الذي يحمل اسم وصورة كل مهاجم ظالم حيث القت هذه الحجارة المنضودة الطيور الابابيل على المعتدين الغرباء الطارئين كما ورد في "سورة الفيل" بالقرآن المجيد ، بقوله تعالى" بسم الله الرحمن الرحيم، "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ".
وعلى النقيض من ذلك ،  يرمز مصطلح "عامود السحاب"، الذي يرد في "الإنجيل" و"التوراة" و"الزبور"، إلى الحماية المزعومة التي "سيوفرها الرب لبني إسرائيل" ضد أعدائهم علما بأن اليهود بفلسطين المحتلة هم ليسوا من بني إسرائيل الحقيقيين بل هي تسمية القيت عليهم للتمكن من جلب يهود العالم لفلسطين الارض المقدسة . إذا فهي حرب دينية مستترة وغالبة بين الحق الاسلامي والباطل الصهيوني ، شاء من شاء وأبى من أبى .
وحسب المزاعم التوراتية اليهودية المزيفة فقد ذكر الكتاب المقدس بالعهد القديم المتمثل في "التوراة"، في سفر الخروج، الاصحاح "13"، الصفحة 21 – 22، أن الرب كان يسير أمام جماعة بني إسرائيل، على شكل عمود سحاب في النهار، كي يهديهم، أما في الليل، فكان يتحول الى عمود نار، كي يضيء لهم. وغني عن القول ، إن هذه هرطقات دينية يهودية تستخدم في غير محلها وانتهى مفعولها منذ امد بعيد .
على العموم ، دعت الفصائل الاسلامية والوطنية الى التعبئة الجهادية المتاحة للرد على العدوان العسكري الصهيوني الشامل ، وتهيئة الجبهة الداخلية الفلسطينية لحرب الاستنزاف الجديدة ، والحيلولة دون الاجتياح الصهيوني لقطاع غزة .
وتضم هذه الاجنحة العسكرية الفلسطينية المقاتلة من أجل الدفاع عن النفس والحرية ، ( كتائب الشهيد عز الدين القسام ) الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية ( حماس )  وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، وكتائب الناصر صلاح الدين التابعة لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين ، وبعض الكتائب العسكرية الوطنية الصغيرة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) المتاح لها العمل بقطاع غزة ، وكتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وغيرها من بعض المجموعات المسلحة التابعة لحركات فلسطينية مثل حركة الاحرار الفلسطينية وسواها . وشكلت هذه القوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية قيادة مشتركة لقيادة الساحة الميدانية لمواجهة الاخطار الصهيونية المحدقة .
ولكن العمود الفقري للمقاومة المسلحة تتمثل في خلايا ومجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام . التي أمطرت المستوطنات الصهيونية بمئات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تتراوح ما بين 15 - 75 كم . ووصلت حمم صواريخها المحلية الصنع الى تل ابيب وديمونا وملبس ( ريشون لتصيون ) والقدس المحتلة وخلافها . ووصل عدد الصواريخ المقذوفة من قطاع غزة للمستوطنات اليهودية الشمالية والشرقية والجنوبية خلال الايام الثلاثة الاولى الممتدة ما بين 14 - 17 تشرين الثاني الحالي ،  550 صاروخا من مختلف فئات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى . وتم اسقاط طائرة حربية صهيونية من طراز إف 16 الامريكية الصنع ، بصاروخ ارض جو .
على اي حال ، إن المفاجئة العسكرية الصاروخية المتوسطة المدى ووصول الصواريخ المقذوفة لشوارع تل ابيب ، والقدس المحتلة وديمونا وغيرها من مناطق التجمعات السكانية اليهودية الحيوية المكتظة أذهلت قادة تل ابيب ورعاعهم ، وجعلهم يتخبطون في قراراتهم المرحلية المتدحرجة ، فالارباك بدا واضحا في تصرفات القادة العسكريين والسياسيين والحزبيين الكبار على حد سواء .
والمناظر المتلفزة التي تبث عبر الفضائيات العبرية والاجنبية ، لحالات الهلع والخوف الشديد والهرب في صفوف يهود فلسطين المحتلة من المستوطنين اليهود والعسكريين على حد سواء ، والتسابق للملاجئ ، يعطي القوة المعنوية لافراد المقاومة الفلسطينية زخما جديدا غير مسبوق . فحالة الهلع والخوف وصفارات الانذار المدوية بين الحين والآخر ، في التجمعات السكانية اليهودية مثل تل ابيب وريشون لتصيون قبل واثناء سقوط الصواريخ الفلسطينية يدلل على ضعف الشكيمة العسكرية الصهيونية ، وهشاشة المعنويات اليهودية الغريبة الطارئة على فلسطين .

بنك الأهداف الفلسطينية لاطلاق الصواريخ

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .
وفقا للمبدأ المعاملة بالمثل ، والند للند ، هناك العديد من الأهداف الاستراتيجية لمدى صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة في ( معركة حجارة السجيل ) الاسلامية المضادة لعملية ( عمود السحاب - اليهودية ) في شهر محرم بعام 1434 هـ / تشرين الثاني 2012 م ، من أهمها :
أولا : المواقع العسكرية - المتمثلة بالقواعد العسكرية الصهيونية ، ومصانع الانتاج الحربي وجيش الاحتلال الصهيوني بكافة قطاعاته البرية والجوية والجوية وغيرها .
ثانيا : المنشآت الاقتصادية المتنوعة .
ثالثا : المستوطنات اليهودية المنتشرة في جميع ارجاء الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة عامي 1948 و 1967 .
رابعا : المفاعلات النووية في تل الربيع ( تل ابيب ) وديمونا .
خامسا : مناطق الاستجمام اليهودية على شواطئ البحر الابيض المتوسط والبحر الميت .
سادسا : القادة العسكريون والسياسيون اليهود .
سابعا : إحراق الغابات والمزارع الصهيونية .

صفارات الإنذار وشجر الْغَرْقَدَ .. والرعب لدى يهود فلسطين المحتلة

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " .
بعد عدة أعوام على حرب تموز 2006 ، بين حزب الله اللبناني وقوات جيش الاحتلال الصهيوني ، برزت للحياة اليهودية بالكيان الصهيوني ظاهرة إطلاق صفارات الإنذار في التجمعات السكانية اليهودية في الجنوب والوسط والشمال ، فوصل هدير الصواريخ الفلسطينية لمناطق المستوطنات القريبة والمتوسطة والبعيدة على السواء ، مثل المستوطنات اليهودية المحاذية لقطاع غزة ، فوصل الامر لمطالبة بلدية مستوطنة سيدروت بإخلا المستوطنة من جميع اليهود . كما وصلت حمم الصواريخ الفلسطينية لمناطق بالنقب الجنوبي مثل بئر السبع وديمونا وغيرها . ووجهت منصات عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة ، وبالقرب من القدس الشريف . وفي الاتجاه شمالا ، وصلت صواريخ المقاومة لمستوطنات يهودية متعددة ابرزها تل ابيب ( مقر وزارة الحربية الصهيونية ) ، وبجوارها بمستوطنات ريشون ليتصيون ، وشمال تل ابيب لهرتسيليا ورامات غان ورامات هشارون وغيرها .
ورغم انتشار الملاجئ ( الجدر الثابتة ) والمتحركة ( الآليات العسكرية المصفحة ) في جميع أنحاء الكيان الصهيوني ، إلا أنها لا يمكنها أن تحميهم ، باي حال من الأحوال ، حيث يخافون من البشر والشجر والحجر الذي سينطق لمناداة المسلم المجاهد لقتلهم ولات حين مناص .

وهذا التمكين الصاروخي الاسلامي العربي الفلسطيني المفاجئ للكيان الصهيوني ، كما جاء في مسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .
وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على تاييد الله العزيز الحكيم ، للطائفة المسلمة المنصورة في الأرض المقدسة ، بإمكانيات متواضعة لادخال الرعب في نفوس يهود فلسطين المحتلة . ومن نافلة القول ، إن الكثير من الهاربين اليهود من حمم الصواريخ الفلسطينية ، أخذوا يحتمون خلف شجر الْغَرْقَدَ الذي زرعوه لنجدتهم في يوم الغضب الرباني ( يوم الله العظيم القدير ) لنهايتهم الحتمية بقرار رباني لا شك فيه قبل يوم القيامة .
الْغَرْقَدَ وما أدراك ما الْغَرْقَدَ ؟ فلا غرقد ولا هم يحزنون ، لقد جاءت الواقعة المبشرة بحتمية النصر الإسلامي العظيم على الطغاة البغاة في ارض المسلمين المقدسة . وهذه هي تباشير النصر الإسلامي المبين ولو بعد حين ، لنصرة المظلومين بفلسطين .

تاثير إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات اليهودية .. إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ

يقول الله ذو الجلال والاكرام جل جلاله : {  وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)  وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103) وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)}( القرىن العظيم - النساء ) .
إن عملية إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه المواقع والاهداف العسكرية والاقتصادية والمدنية الصهيونية في فلسطين الكبرى ، وجعل 5 ملايين يهودي من اصل 6 ملايين يهودي بالكيان الصهيوني في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية وفق مبدأ المعاملة بالمثل ، ينتج عنه الاضرار التالية :
أولا : إدخال حالة من الرعب الكبير وعدم الاستقرار الشخصي والجماعي في نفوس يهود فلسطين المحتلة من بحرها لنهرها ( من البحر الابيض المتوسط غربا للبحر الميت شرقا ) .
ثانيا : إلحاق خسائر بشرية جسيمة بجنود الاحتلال الصهيوني في أماكن متفرقة يالجهات الاربع الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية . ومن المعروف أن الاعلام الصهيوني بأمر من الرقابة العسكرية لا يعلن عن ارقام القتلى والجرحى اليهود بصورة حقيقية ، وما يتم الاعلان عنه عبارة عن حالات بسيطة ، وذلك بهدف رفع المعنويات اليهودية وشد أزر المستوطنين اليهود .
ثالثا : الفشل العسكري والأمني الصهيوني ( للقبة الحديدية والالكترونية والباتريوت ) في اعتراض الصواريخ الفلسطينية .حيث تم اعتراض ما نسبته 20 % فقط من الصواريخ الفلسطينية حسب احصائية رسمية صهيونية .
رابعا : تدمير مئات المنازل والممتلكات العامة والخاصة كالمركبات والمنشأت الاقتصادية والقواعد العسكرية اليهودية .
خامسا : إحداث تراجع في السياحة الداخلية والخارجية للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
سادسا : التوقف المؤقت أو تراجع الانتاج الزراعي والصناعي الصهيوني .
سابعا : التراجع البائن في مبيعات الاسلحة الصهيونية الصنع للخارج ، في ظل اخفاقها في التصدي لفعاليات المقاومة الفلسطينية البسيطة .
ثامنا : التسبب في زيادة الهجرة اليهودية المعاكسة لخارج فلسطين . ففي كل صاروخ فلسطيني يطلق على هذه المستوطنة أو تلك ، في جميع انحاء الكيان الصهيوني يرافقه رغبة صهيونية جامحة لدى مئات المستوطنين اليهود الطارئين في ترك البلاد والتوجه لامريكا وأوروبا وروسيا .
وعلى الجانب الفلسطيني ، فإن استشهاد ثلة من المجاهدين الفلسطينيين ، يأتي بمثابة تلبية الله سبحانه وتعالى لأدعية المجاهدين لنيل شرف الشهادة في سبيل الله ، بالدفاع عن الأرض والأهل والنفس . فقتلى المقاومة الاسلامية في الجنة وقتلى المجرمين اليهود بنار جهنم وبئس المهاد .

التضامن العربي والاسلامي والدولي مع فلسطين الجريحة

يقول القوي العزيز ، عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}( القرآن الحكيم - الصف ) .

جاء الرد المؤثر التضامني العربي والاسلامي تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وتمثل هذا الرد بموقف حاسم غير مسبوق من القيادة المصرية ، فندد الرئيس المصري د. محمد مرسي بالعدوان الصهيوني قولا وفعلا وأمر بسحب السفير المصري من تل ابيب ، وارسل رئيس الحكومة المصرية د. هشام قندبل مع وفد مرافق له يوم الجمعة 16 تشرين الثاني 2012 ، لايصال رسالة سياسية ودبلوماسية مصرية غير مسبوقة من مصر لقادة الكيان الصهيوني بأن غزة هاشم بامكانياتها القليلة البسيطة المحدودة لن تكون وحدها في ساحة المواجهة الميدانية الفعلية .
وجاء الرد التضامني التونسي بوفد رسمي وحزبي مؤلف من 12 شخصية رفيعة المستوى برئاسة وزير الخارجية رفيق عبد السلام ، صباح يوم السبت 17 تشرين الثاني 2012 م حاملا معه حفنات طاهرة من تراب قطاع غزة الفلسطيني ، كهدية رمزية فلسطينية للشعب التونسي الشقيق ، حيث شكل هذا الرد التضامني مفاجئة عربية أخرى للكيان الصهيوني من الثورة التونسية بالزعامة التونسية الجديدة .
ولا ننسى الموقف الشعبي العربي والاسلامي الداعم للشعب الفلسطيني العربي المسلم ، وخاصة للمقاومة الفلسطينية ، في العديد من العواصم العربية والاسلامية في مصر وايران وتركيا ولبنان واليمن وغيرها من الدول الاوروبية .
وسياسة تنظيم المظاهرات والمسيرات في العواصم والمدن العربية والاسلامية والعالمية لا تغير من العدوان الصهيوني بل يجب ان يكون الرد حازما لجميع المسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاعلامية بصورة حقيقية ، ليكون التضامن مشتملا على جميع الاشكال والصور .
ومما يبعث على الدفء الثوري العربي والاسلامي ترديد المتظاهرين العرب الذين رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا شعارات ترفع من سقف المطالب القومية والدينية الاسلامية العربية مثل "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"مقاومة مقاومة.. لا صلح ولا مساومة".
على اي حال ، إن تسيير مسيرة مليونية تضم عدة ملايين من المواطنين العرب وخاصة من مصر لعبور الحدود الوهمية المصطنعة باتجاه قطاع غزة ، والرفع الفعلي للحصار الصهيوني المفروض عن قطاع غزة على سبيل المثال لا الحصر ، سيقلب المعادلة الصهيونية ويجعل الحكومة الصهيونية في حالة ( حيص بيص ) وإرباك غير معهود وتعد للمائة قبل ان تقدم على اي خطوة وحشية جهنمية ضد الشعب الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة خاصة .

فيَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ..

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) )( القرآن المبين ، البقرة ) .

وكلمة لا بد منها وهي انه لا بد من التصدي للمؤامرة الصهيونية والامريكية والاوروبية الظالمة ضد الامتين العربية والاسلامية عامة والشعب الفلسطيني العربي المسلمخاصة  . وتكون عملية التصدي والتحدي بدعم عسكري واقتصادي واعلامي ونفسي ، شامل متوال ومنتظم لا يخضع للامزجة المترددة المتذبذبة في هذه العاصمة أو تلك . ولا بد للثورة الاسلامية والوطنية الفلسطينية المعاصرة ان تواصل مسيرتها الجهادية المظفرة لنيل الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال الصهيوني الاجنبي .
ولا يمكن للمقاومة الفلسطينية مهما بلغت من قوة الارادة والبسالة في الجهاد في سبيل الله ، لصد المعتدين اليهود الصهاينة بلا حماية جوية أو امتلاك صواريخ فعالة مضادة للطائرات الحربية الصهيونية ، فالتفوق الجوي الصهيوني في ساحة الميدان يلحق الخسائر البشرية الجسيمة والتدمير الكبير للمنشأت والممتلكات العامة والخاصة بالشعب الفلسطيني المرابط في وطنه ، في ارض الآباء والأجداد .

وأخيرا نقول ، كما يقول خالقنا ، ومولانا ، تبارك وتعالى الحميد المجيد : { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}( القرآن المجيد ، الرعد ) .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خريطة  فلسطين Map of Palestine

ليست هناك تعليقات: