الأربعاء، 20 أبريل 2011

الإبراهيميون الجدد .. وإنهيار الأصنام العربية .. مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ

الإبراهيميون الجدد ..
وإنهيار الأصنام العربية ..
مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}( القرآن المجيد – الأنبياء ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .

إستهلال

تعرضت الكثير من بلدان الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر ، للإستعمار الغربي الأوروبي والأمريكي ، البريطاني والفرنسي والألماني والإسباني ، طيلة القرن التاسع عشر الخالي ، والنصف الأول من القرن العشرين الفائت ، ومطالع القرن الحادي والعشرين ، وضحت الأمتين العربية والإسلامية بالخيرة والنخبة من شبابها ومجاهديها لنيل الاستقلال الوطني ودحر المحتلين الأعداء الأجانب ، فقدمت الشعوب العربية والإسلامية ملايين الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل الحرية والتحرر الوطني وطرد الأجنبي .
ومارست قوات الاحتلال الأجنبي ، على إختلاف أسمائها ومسمياتها ، وأشكالها وأنواعها ، السابرة والسادرة في التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا ، عمليات التعذيب والتنكيل والقمع البشع ، ضد أبناء الثورة العربية الإسلامية ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وخرج الظالمون البغاة الطغاة بأذيال الخيبة والفشل والهزيمة ، مذمومين مدحورين ، مصحوبين بالعار السياسي والعسكري والأخلاقي . وتبوأ القيادة العربية والإسلامية في البلدان والأمصار المستقلة حديثا ثلة من السياسيين المخضرمين ، وما لبث السواد الأعظم من هؤلاء الحكام العلمانيين والماركسيين والقوميين والبعض منهم من الماسونيين ، الماسكين بزمام الأمور في الأقطار العربية والإسلامية ، أن قمعوا الحريات وأكلوا الثروات فأصحبوا من القطط السمان ، من أصحاب الذوات والبهلوات ، فصادروا حرية الرأي ، ولاحقوا أبناء جلدتهم ، في سبيل إرواء نهمهم وشبقهم الجنسي والتحقوا بالبارات والملاهي الماجنة ، وهيمنوا على مقدرات الأمة بلا محاسبة شعبية أو برلمانية أو إعلامية أو حسيب قريب أو بعيد . وإلتف حولهم المنافقون والفاسقون التائهون ، من كل حدب وصوب ، فأقيل أهل الهمة العالية العلية ، وحيدوا جانبا ، وخلى الميدان لحميدان ، وزج بالكثير منهم في الزنازين والمعتقلات ، وقضى البعض الآخر منهم نحبه ، وترك البعض الآخر وطنه الغالي ، ليؤسس ثورة جديدة خارج الوطن ، وفق ما يطلق عليه المعارضة السياسية للنظام الحاكم . واختلط الحابل بالنابل ، والصالح بالطالح ، فتقدم أهل الرويبضة ، من أصحاب الجاهلية المعاصرة ، لاستلام مقاليد الحكم ، بمساعدة المستعمرين والمحتلين السابقين ، الذين رحلوا عسكريا وبقيت مخلفاتهم وبقاياهم النتنة السياسية والدبلوماسية والفكرية والثقافية والاقتصادية ، فشجعوا الحكام الجدد على قمع الأحرار بالحديد والنار ، من أبناء الحركات القومية والوطنية والإسلامية على السواء ، وأعتبروا أنفسهم أنهم هم أصحاب الحل والعقد وأصحاب الحق بالثروة والثراء والذكاء والأكثر فهما ومفهومة في جميع الميادين الحياتية ، وكأن لهم ( في كل عرس قرص ) . فمن هؤلاء الحكام من بقي في الحكم حتى مماته ، ومنهم من ورث ملكه لورثته ، ومنهم من يعد الأبناء والأحفاد لتولي زمام البلاد ؟؟

لقد مارس هؤلاء الحكام الجدد في الوطنين العربي والإسلامي ، السادية في الحكم ، والشهوانية في التعامل مع الشهوات المتعددة الأشكال والأنواع ، فسيطروا على زمام الأمور بكل ما أوتوا من قوة ، الظلم والفسق والفجور والكفر ، ونسوا أو تناسوا يوم الحساب الرباني العظيم ، فانطبقت عليهم الآية القرآنية المجيدة : { فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}( القرآن المجيد – عبس ) .




التماثيل البشرية المزيفة للحكام الديكتاتوريين .. ستخلع من جذورها إن عاجلا أو آجلا

يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }( القرآن المجيد – الكهف ) .
وموضوعنا الأساسي في هذه العجالة المستعجلة ، هو ( التمثائيل البشرية المزيفة للحكام ) المتمثل بما يطلق عليه ، المجد والتمجيد والتقديس البشري للبشر ، بتشجيع النفاق العام ، والمنافقين والفاسقين والفاجرين الكثر ، وما أكثرهم في هذه الأيام . فبعد أن سيطر وتحكم الحكام الجدد بمصير البلاد والعباد ، وامتلكوا جميع اللذائذ والشهوات ، أقدموا على نشر صورهم المزركشة والملونة ، الكبيرة والمتوسطة الحجم في المكاتب الحكومية والعامة والخاصة والميادين والساحات والشوارع العامة ، لتذكير الناس بقمعهم ، وجبروتهم ، وتخويف شعبهم منهم ، بصورة متواصلة .
فانتشرت الصور العملاقة والتماثيل والمنحوتان الحجرية والبرونزية والبلاستيكية والألماسية ، بميزانيات مالية ضخمة بتمويل حكومي منهوب من الثروة القومية للشعب والأمة ، بعد أن عكف مئات المصورين والنحاتين والفنانين والمصممين والمخططين ، المحليين والأجانب ، برواتب ذات ارقام فلكية ، لينصبوها ويثبتوها ، في مختلف المحافظات والمدن العربية والإسلامية ، في معظمها رهبة خوفا وطمعا ، وفي بعضها حبا ونفاقا عاما ، غير مسبوق . وفي هذا الأمر غير السوي ، تقديس للفرد وديكتاتوريته ، وتحويل لأنظار الشعب ، وقيمه ورموزه وتعاليمه النبيلة السامية ، من الأمور الأساسية إلى المسائل الثانوية ، فاضحى المواطن العربي المسلم يعيش في غربة داخل نفسه ووطنه وثقافته ، في الآن ذاته ، ولسان الحال يمقت هذا التصرفات الدخيلة الغربية على مبادئ الحضارة العربية الإسلامية السامية ، التي تقدر الفرد وتتيح الحرية أمامه بأوسع نطاقها ، لا أن تقيده بأصفاد الماضي وأوهام المستقبل في يديه ورجليه وقبل ذلك عقله وعاطفته .




أسباب نصب التماثيل والصور الضخمة بالشوارع والساحات العامة

يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

بعد تخطيط أسبق ، وتنميق مسبق ، وتطبيق مطبق ، يتم نصب التماثيل والصور العالية الضخمة للحكام الديكتاتوريين ، في مختلف الشوارع والميادين العامة والمدارس والجامعات والمسارح والمتنزهات والمطارات والموانئ ، لتحقيق الأهداف والغايات السادية التالية :
أولا : العلو والإفساد في الإرض بالتمجيد لصاحب الصورة أو التمثال .
ثانيا : المناداة بالفنون الجميلة ( غير المقبوله ) .
ثالثا : الإرهاب والتخويف من النظام الحاكم .
رابعا : كسب الأتباع من المنافقين وذوي النفوس المريضة .
خامسا : الإستكبار والإستعلاء على الآخرين ( مبدأ السيد والعبيد – الرقيق ) .
سادسا : الدعاية الإعلامية لرمز من رموز قمع الشعب والأمة .
سابعا : الإسراف والتبذير ، وإغداق الأموال على الأتباع الآمرين بالمنكر والناهين عن المعروف .



أيها الحكام إبعدوا عنا صوركم وتماثيلكم .. فهي رمز بغضكم


من نافلة القول ، إن نظرة المواطن في الوطن العربي الكبير أو الوطن الإسلامي الأكبر ، للتماثيل والصور الضخمة العملاقة ، هي :
- سرقة من أموال الشعب أولا .
- واستغلال لمنصب الحاكم الديكتاتوري المتسلط ثانيا .
- وتدنيس للميادين والساحات العامة ثالثا .
- ومنظر غير سياحي رابعا .
- وعمل مقزز وإستفزازي خامسا .
- ومخالفة دينية إسلامية سادسا .
وبالتالي فإنه في غالب الأحيان تأخذ هذه الصور التماثيل الضخمة المنتشرة في العواصم والمدن والأرياف العربية والإسلامية البغض واللعنات تلو اللعنات المتتالية السرية والعلنية ، على السواء ، حسب حالة الاختلاء بالنفس والأصدقاء المأمونين الجانب ، والسباب والشتائم وحالة البصاق في أضعف الإيمان . ولا يغرنكم بعض المنافقين والفاسقين الذين يلتقطون الصور التذكارية أمام هذه الأصنام الجديدة ؟

أيها الحكام .. أي طريقة تنتقون لإزالة تماثيلكم

وكتحصيل حاصل ، فإن الإزالة الشعبية للتماثيل والصور المنصوبة بعنجهية في الميادين والساحات والشوارع العامة والبنايات الشاهقة ، بأطوال وأحجام شتى ، تتراوح ما بين 3 – 30 م في بعض الأحيان ، ستكون بإحدى عدة طرق لعل من أهمها :
أولا : الإهانة والإذلال بالجلوس على رأس التمثال وأكتافه أو ركوب التمثال ( راكب ومركوب ) أو التسلق عليه ، كألعاب للكبار .
ثانيا : التكسير والتمزيق الخفيف بالفؤوس والمناشير والمهدات لجميع التمثال أو يديه أو رجليه أو أجزاء أخرى منه .

ثالثا : التحطيم والسحق العنيف بالجرافات أو التفجير بالديناميت أو الجر بالدبابات أو الشاحنات وغيرها أمام عدسات التلفزة والفيديو وسط التصفيق الشعبي .




رابعا : التبول الخفيف والتبرز ( الغائط ) على هذه التماثيل ( فتصبح التماثيل الجوفاء مكانا للبول والبراز لاحقا ) حيث تتحول لمكرهة صحية أو إلقاء القاذورات عليها في جنح الظلام أو جهارا نهارا حسب الظروف السياسية المحيطة .
خامسا : التفكيك الرحيم ، وهذه نادرة الحدوث .



سادسا : بيع التمثال بمبالغ مالية زهيدة كثمن للمواد المصنع منها .
سابعا : إلقاء التماثيل في مزبلة التاريخ في أمكنة مهجورة .

ثامنا : تمكين الأجانب من التماثيل للتصوير معها أو عليها بركوبها بعد إزالتها كشاهدة على أفول حقبة زمنية معينة في الأماكن السياحية لإهانة الديكتاتور أولا وشعبه وأمته ثانيا .



فيا ترى أي طريقة من الطرق الثماني المذكورة آنفا ، سيختار الحكام الديكتاتوريون الطغاة البغاة ، للتخلص من تماثيلهم وصورهم ، بعد افول نجمهم الدنيوي ؟ والذي لا ولن يدوم طويلا حسب سيرورة الحياة الدنيا الفانية ؟ فيا أيها الحاكم لا تكن ماردا حجريا أو بلاستيكيا أو نحاسيا أو برونزيا بأي حال من الأحوال ، لمصلحتك أولا ومصلحة أسرتك ثانيا ، ومصلحة حزبك ثالثا ومصلحة شعبك رابعا ومصلحة أمتك خامسا والمصلحة الإنسانية العليا سادسا وأخيرا .


" إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ "

على أي حال ، إن التماثيل المتعددة الأشكال والأحجام والإتقان ، للشخصيات والقيادات ( التاريخية ) غير المبجلة ، المصنعة من أفضل المواد التي لا تتاثر بتقلبات الطقس والمناخ ، الموزعة هنا وهناك في الكثير من العواصم العربية والإسلامية ، ستدقها الجماهير الثائرة دقا دقا ، وسيكون ناصبها وفارضها عبرة لمن يعتبر على مدار التاريخ الإنساني ، عندما يأتي الحساب الدنيوي قبل الحساب الأخروي بيوم القيامة العظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين وقد خاب من حمل ظلما .



يقول الله الحي القيوم عز وجل : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) }( القرآن المجيد – هود ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 14 / ص 268) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }" .
ولا بد من القول ، إن من يحب هؤلاء الحكام الذين تنتشر صورهم وتماثيلهم الضخمة في الحواضر والأرياف والبوادي ، هو على شاكلتهم ، وهو عبد من عبيدهم ، تخلى عن عبوديته لله الواحد القهار خالقه وخالق الخلق أجمعين ، وسخر من نفسه عبدا ، لهؤلاء الطارئين في الحياة الدنيا ، ومن يلف لفهم ، ومن المستفيد من بذخهم وعطائهم النزير المربوط بالنفاق والتملق والطاعة العمياء ، وسرعان ما ينقلب هؤلاء الفساق وأهل النفاق ، ضد الحكام حالما تسنح الفرصة ذلك لهم ، فالدين النصيحة ، فإياكم والبطانة الفاسدة غير الصالحة .




فكن أخي المواطن العربي المسلم ، ممن يحب الحكام الأسوياء المسلمين العادلين غير المارقين ، المتقين الأخيار المحسنين الأبرار الذين يخشون ربهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، وعلى ربهم يتوكلون . وكن للحق نصيرا ، ولا تكن للباطل نزيلا .

أزيلوا تماثيلكم وأريحوا الأمة من غضبكم وقتلكم وظلمكم

يقول الله عالم الغيب والشهادة ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) }( القرآن الحكيم - آل عمران ) .
وجاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 442) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ " .
أيها الناس الكرام .. ويا أيها الحكام في كل مكان وزمان ، إعدلوا بين أبناء الشعب والأمة ، ومع الشعوب والأمم الأخرى ، فكل هذه الثروات ستهلك وستهلكون بسببها أمام ثورات شعوبكم ، فالجميع إلى زوال ، وفق البناء الرباني العظيم للإنسان ولجميع الكائنات الحية ، فكل بداية لها نهاية ، وإن طال أو طار بها الأجل ، وسيحاسب كل واحد فينا وفيكم ، على أقواله وأفعاله ، بمثاقيل الذر ، بيوم القيامة العظيم ، عند الله العدل العادل ذو الجلال والإكرام ، فهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ، فعليكم بإفشاء السلام وإطعام الطعام ، وطيب الكلام والصلاة والناس نيام لكي تدخلوا الجنة بسلام .


أيها الحكام في كل زمان ومكان ..

يقول الله الواحد القهار عز وجل : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

قبل فوات الأوان ، أصدروا أوامركم العاجلة ، بإزالة صوركم من الوزارات الحكومية والمؤسسات العامة ، ومن الشركات والمصانع ، ومن البيوت الخاصة ، وأزيلوا التماثيل التي نصبتموها للشعب والأمة بدل المدارس والجامعات والمؤسسات الخيرية والمصانع والمنشآت والشركات والمباني وبقية الحاجات . فمن المصلحة العامة العليا إزاله هذه التفاهات والهرطقات من جميع الأماكن العامة ، بصورة إرادية قبل أن تزال بصورة ثورية عنيفة كما حصل في الكثير من العواصم العربية ، وقبل أن تزهق أرواح الكثير من الشباب الثائر المظلوم برصاصكم الغاضب ، وليست تونس ومصر واليمن منا ببعيد ، كما بعدت بإيران صور الشاه رضا بهلوي بطهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 .

فقد ذاق الرؤساء المخلوعين في تونس ( زين العابدين بن علي ) ومصر ( حسني مبارك ) في شتاء عام 2011 ، عملية الخلع والطرد ، والحرب سجال في دمشق وطرابلس لإزالة التماثيل للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ، والتماثيل البراقة للزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وغيرهم ، وهذه أمثلة وليس على سبيل الحصر . فليضع كل زعيم أو حاكم في الوطن العربي أو الإسلامي صوره في بيته ، بالعدد الكبير والحجم الضخم الأصيل فذلك من حقه ، لأن الميادين والشوارع العامة والمدارس والجامعات ليست ملكا له ولأسرته ، لكي يفرضها على جميع الناس نقول هذه العبارة على سبيل النصيحة بكل شجاعة وإخلاص لتجنب ما بعدها من جفاء وإرهاص من بعض أتباع الحكام الديكتاتوريين ومن يدور حولهم كالوقاص .



أنشروا العدل والعدالة بين الناس

وغني عن القول ، إنه قبل أن تزيلوا صوركم وتماثيلكم من الميادين والشوارع والمدارس والجامعات والمصانع والمؤسسات وغيرها إنشروا العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية والإسكانية ، ووطدوا الاستقرار في ربوع الأوطان ، ولا تتسلطوا على الناس بأجهزتكم الأمنية العسكرية القمعية ، المخصصة للمهرجانات والاحتفالات الصاخبة بمختلف المناسبات غير الحميدة البعيدة وغير المجيدة بأبسطتها الحمراء غير الأنيقة .




طوبى للإبراهيميين الجدد .. الذين يجتثون التماثيل

يقول الله الحليم العظيم سبحانه وتعالى : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .


طوبى للإبراهيميين الجدد ، من أتباع نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام ، ليس في أرض الرافدين فحسب ، بل وفي كل مكان ، الذين فجروا التماثيل البشرية ومزقوا الصور الكبيرة في العواصم والمدن العربية والإسلامية وغيرها ، في أرض الهلال الخصيب ووادي النيل وشمال إفريقيا ، وكنا نتمنى أن تزال تماثيل صدام حسين بأيدي ثوار عرب مسلمين وليس بدبابات أمريكية قبل تهاوى النظام البعثي في العراق الشقيق .
فجزى الله أهل الثورة والفداء من الإبراهيميين الجدد ، الذين طردوا الحكام المستبدين ، وأحرقوا تماثيلهم وبددوها بالشوارع ونثروها هباء منثورا ، خير الجزاء وبارك الله في جهودهم النبيلة الخيرة التي حاربت الإستهواء لا الإستهداء الحاكمي هنا وهناك . فليعلم الجميع إن إزالة التماثيل بشتى صورها واشكالها وأحجامها وألوانها ، هو عمل صالح ، وهو نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتصد للفاسدين المفسدين في الأرض ونشر للفضيلة ومحاربة الرذيلة والاستكبار في الأرض .

كلمة طيبة أخيرة ..

لترفع رايات التوحيد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها : ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) ، وصور ضخمة للدستور الإلهي العظيم ( القرآن المجيد ) والآيات القرآنية الكريمة ، في إرتفاعات وأحجام مناسبة ، كساعة مكة المكرمة الإسلامية بالقرب من المسجد الحرام ، وغيرها ، بدلا من التماثيل البشرية والصور الآدمية الضخمة للحكام الظالمين الذين أذاقوا شعوبهم في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر ، كاسات الردى في حياتهم بدل أن يسهروا على راحتهم وتمكينهم من عبادة الله في الأرض .
وليتم تبييض السجون في الوطنين العربي والإسلامي ، من سجناء الرأي ، المعارضين لسياسات الأنظمة الحاكمة ولتخصص السجون لأصحاب الجنايات والجنح الأخلاقية وليس للمعارضين السياسيين . وليتم التفاخر بإنشاء المدارس والجامعات والمصانع والمساجد والموانئ والمطارات ، بدلا من التماثيل والصور الفخمة الضخمة التي ترمز للديكتاتورية والهيمنة القسرية على الشعب حقبة طويلة من الزمن ، والسجون الممتلئة بأصحاب الحق والحقوق الإسلامية والعربية الأصيلة .
وثورة بيضاء شعبية إسلامية عربية شاملة مظفرة لاجتثات الظلم والظلام والطغيان وإحلال العدل والأمن والأمان في ربوع الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر والعالم الأوسع ، بصورة طيبة ومباركة بعيدة عن الصور العملاقة غير الخلاقة والتماثيل البشرية البراقة .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .










ليست هناك تعليقات: