الأربعاء، 7 يوليو 2010

الإتحاد الأوروبي .. الماضي والحاضر والمستقبل.. وصراع الأمم في العالم

الإتحاد الأوروبي ..
الماضي والحاضر والمستقبل ..
وصراع الأمم في العالم


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

استهلال

نبذة تاريخية

قارة أوروبا هي إحدى القارات الثلاث القديمة ، إلى جانب قارتي آسيا وإفريقيا . وقد خاضت شعوب دول هذه القارة العديد من الحروب البينية ، الداخلية في قلب قارة أوروبا ، أو الخارجية ، مع دول قومية أو استعمارية أو إمبراطوريات أخرى . وقد إندلعت الحرب العالمية الأولى والثانية في قلب هذه القارة المتنافرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وتتعدد فيها الأعراق والأجناس والسحنات الأوروبية المتقاربة أو المتباعدة مع بعضها البعض منذ عدة قرون زمنية خالية .
وغني عن القول ، إن الحرب العالمية الأولى ما بين 1914 – 1918 التي خاضتها دول المحور ضد دول الحلفاء كبدت الأمم الأوروبية أكثر من 10 ملايين شخص ، بينما خسرت هذه القارة ( أوروبا ) وجارتيها آسيا وإفريقيا مجتمعة في الحرب العالمية أو الكونية الثانية ( 1939 – 1945 ) حوالي 50 مليون شخص السواد الأعظم منهم من قارة أوروبا العجوز .
وقد تصارعت في هذه القارة القوميات التي قادت دول هذه القارة ، فتشكلت الإمبراطوريات الرومانية ( الإيطالية ) والألمانية ( الجرمانية ) والبريطانية ، والفرنسية والهولندية والإسبانية وغيرها عبر القرون الماضية وخاصة خلال القرنين الماضيين : التاسع عشر والعشرين .
وتعتبر قارة أوروبا فسيفساء دينية وعرقية متباعدة ومتناقضة ، وتتنازع النصرانية ( المسيحية ) بأجنحتها المتعددة ، من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وغيرهم ، الديانة الرسمية والشعبية في هذه القارة التي مقتت المسيحية وحياة الرهبنة والكنيسة ، هذا بالإضافة إلى إنتشار الدين الإسلامي بالدرجة الثانية في أوروبا يليه الدين اليهودي وغيرها من الديانات الصغيرة والوثنية والإلحادية والعلمانية المنتشرة في ثنايا القارة الواقعة في شمال شرق الكرة الأرضية على خريطة العالم .
وقد إجتاحت الماركسية والإشتراكية قارة أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين ، في عهد الإمبراطورية الشيوعية ( الإتحاد السوفيتي ) في فترة المد الشيوعي الأوروبي منطلقا من موسكو ، ثم تراجعت الإلحادية بعد إنهيار إمبراطورية الإتحاد السوفيتي عام 1991 ، وظهور دويلات جديدة وبقيت الشيوعية الصينية ذات الحزب الأحمر الواحد .

الصليبية الاستعمارية الأوروبية

سادت فترة من الفترات الصليبية المتزمتة ، معظم أنحاء قارة أوروبا ، فبرز المتنطعون النصارى ، وأخذوا ينظمون الحملات الصليبية لغزو الشرق الإسلامي ، والإستيلاء على ما أطلقوا عليه ( أقاليم الكتاب المقدس ) بعهديه : العهد القديم ( التوراة ) والعهد ( الإنجيل ) وشنوا غزوات صليبية متلاحقة على بلاد الشام وقتلوا مئات آلاف المسلمين ، مثل المجزرة الصليبية الكبرى ضد المسلمين في المسجد الأقصى المبارك عام 1099 م. ولم تسلم من العنف والقسوة والإرهاب الأوروبي جميع قارات العالم بلا استثناء .
وفي هذه الآونة ، برزت حملات صليبية يمينية متزمتة بطرق وأساليب جديدة لمحاربة الإسلام العظيم ، بإعتباره حامل الرسالة السماوية الخالدة ، والقرآن المجيد ، الدستور الإلهي الأزلي . فنلاحظ حملات التشويه ضد الرسالة الإسلامية ، والمناداة السخيفة والسفيهة بتعددية الآلهة ، والإلحاد الفاجر ، والتعديات على الرموز الإسلامية كالقرآن المجيد ، كتاب الله العزيز ، خاتم الكتب السماوية ، والهجوم المتواصل على المصطفى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حسدا من عند أنفسهم وتحديا للحق وإتباعا للباطل .

صراع الحضارات والإمبراطوريات

تصارعت القوميات والأمم الأوروبية مع قوميات وحضارات أخرى ، من بينها الحضارة الهندية والصينية واليابانية ، بالإضافة للحضارة الإنسانية للأمتين العربية والإسلامية ، التي كان من بينها الإستيلاء على ولايات الخلافة الإسلامية العثمانية ، التي دعيت آنذاك برجل أوروبا المريض حيث ورثته بقوة الحديد والنار منذ إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924 . وهيمنت الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية المتعددة ، ومرت بحالات من المد والجزر ، عبر القرون الخالية . وكذلك تصارعت في القرن العشرين مع الإمبراطورية الشيوعية الإلحادية الصينية والإمبراطورية الإلحادية السوفياتية المنهارة .
وتتصارع القوميات الأوروبية في هذا العصر مع الأمة الإسلامية ، وخاصة مع تركيا ( العلمانية والإسلامية على السواء ) ، ومع إيران الإسلامية بحجج ودوافع شتى ، معلومة وغير مفهومة ، وتغزو قوات الاحتلال الأوروبية منفردة أو مجتمعة مع حلف شمال الأطلسي وغيرها العديد من البلدان والأمصار العربية والإسلامية في حرب مفتوحة غير منتهية .

مساحة قارة أوروبا .. والإتحاد الأوروبي

تبلغ مساحة العالم ، الكرة الأرضية ، اليابسة والماء ، حوالي 510,072,000 كم²، منها 148,939,063 كم² يابسة بما يعادل 29.2 % ، والباقي البالغ نسبته 70.8 % ماء من المحيطات والبحار من الكرة الأرضية . وتبلغ مساحة قارة أوروبا الإجمالية حوالي 10.531.000 كم2 ، فيها 53 دولة مستقلة ، ويبلغ عدد سكانها حوالي 900 مليون نسمة . وهذه الإحصاءات تشمل الاتحاد الروسي وعدد من رابطة الدول المستقلة . ويأتي ترتيب قارة أوروبا من ناحية المساحة بالمرتبة الخامسة من القارات الست بالكرة الأرضية ، وذلك بعد آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ، وتصغرها فقط قارة أوقيانوسيا ( أستراليا ) . ويمتد الإتحاد الأوروبي على مساحة 3.975.000 كم2 .

السكان واللغات في قارة أوروبا

يبلغ عدد سكان قارة أوروبا ، من الأمم والشعوب المنضوية تحت لواء الإتحاد الأوروبي حوالي 500 مليون نسمة ينتشرون في 27 دولة من دول قارة أوروبا ، من أصل حوالي 7 مليارات نسمة عدد سكان العالم في عام 2010 . وبهذا فإن عدد سكان قارة أوروبا لا يزيد عن 1 / 14 من إجمالي عدد السكان العالمي .
ولا يمكننا القول ، أن هناك قومية أوروبية أو أمة أوروبية لغياب مقومات الأمة أو القومية الواحدة ، وهذا الأمر ينطبق على فقدان مقومات الشعب الأوروبي الواحد ، بل هناك فسيفساء شعوبية بقارة أوروبا . فتتعدد اللغات الأوروبية التي يتحدث بها الناس في مختلف أنحاء القارة ، لتشتمل على عشرات اللغات الفرعية ، التي تبلورت وإنشقت أو إنبثقت عن اللغة اللاتينية الأم التي بادت ، ولم يبقى منها سوى الاسم من الناحية الفعلية والعملية .
وتعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الأولى في قارة أوروبا من ناحية عدد المتكلمين بها ، كلغة رسمية أولى أو ثانية أو كليهما ، ثم تأتي اللغة الفرنسية ثم اللغة الألمانية بالمرتبة الثالثة ، ثم اللغة الإسبانية والإيطالية والهولندية وخلافها .






نشأة الإتحاد الأوروبي

كانت أول محاولة للوحدة الأوروبية سجلت بدعوة فرنسية منطلقة من قلب أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية بخمس سنوات ، إذ نادت فرنسا رسميا في 9 أيار - مايو 1950 ، بالتكتل القاري الأوروبي ، وكانت بمثابة حجر الزاوية للبناء الأوروبي المعاصر ، فاستجابت لتلك الدعوة الفرنسية منذ إطلاقها 6 دول هي : بلجيكا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا بالإضافة إلى فرنسا . ثم إنضمت دول أوروبية أخرى للاتحاد على التوالي : في عام 1973 : الدانمارك ، إيرلنده والمملكة المتّحدة . وفي عام 1981 اليونان ، وفي عام 1986 إسبانيا والبرتغال ، وفي عام 1995 النمسا وفنلندا والسويد ثم ضمت 10 دول دفعة واحدة لاحقا .
على أي حال ، يعتبر الاتحاد الأوروبي منظمة إقليمية رسمية أو تكتل جغرافي وسياسي واقتصادي قاري ل 27 دولة متقاربة جغرافيا ، ومتباينة جغرافيا واقتصاديا وثقافيا ولغويا وتاريخيا . وقد تأسس الإتحاد الأوروبي تاريخيا وفقا لإتفاقية إقليمية قارية معروفة باسم ( معاهدة ماسترخت ) الموقعة عام 1992 م، ولكن العديد من أفكار الوحدة النظرية الأوروبية وجدت منذ العقد الخامس من القرن العشرين الفائت فيما سمي آنذاك ( السوق الأوروبية المشتركة ) .
ومن أهم مبادئ الإتحاد الأوروبي تحول صلاحية وولاية الدول القومية الأوروبية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية . وتتبوأ فرنسا وألمانيا وبريطانيا الصدارة في عملية الدمج والإندماج الجزئية للدول الأوروبية الأعضاء بالإتحاد الأوروبي . ففرنسا أكبرها دول الإتحاد مساحة بينما تعتبر ألمانيا أكثر الدول سكانا . ولكل دولة من دول الإتحاد جيش خاص ، وجنسية خاصة بسكانها ، وعلم خاص لها ، وسفارات وقنصليات خارجية تمثلها في الأمم المتحدة والوكالات الدولية ودول العالم . وتتمتع دولتين من دول الإتحاد بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي هما : فرنسا وبريطانيا .
ويعتبر الإتحاد الأوربي سوق اقتصادية وجمركية موحدة ، تتبادل البضائع باليورو بالدرجة الأولى ، منذ مطلع كانون الثاني 2002 ، رغم أن 17 دولة تبنت هذه العملة القارية الأوروبية من أصل 27 دولة . وللإتحاد سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة .




الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي

تنقسم دول أوروبا حسب تصنيفات الإتحاد الأوروبي ، إلى ثلاث مجموعات وذلك حسب الموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي وهي :
المجموعة الأولى : وهي أعضاء الإتحاد أل 27 دولة . تنخرط تحت لواء الإتحاد الأوروبي 27 دولة أوروبية ، في عام 2010 ، هي على النحو التالي : ألمانيا ، إيطاليا ، بلجيكا ، فرنسا ، لوكسمبرغ ، هولندا ، الدانمارك ، المملكة المتحدة ، إيرلندا ، اليونان ، إسبانيا ، البرتغال ، السويد ، النمسا ، فنلندا ، إستونيا ، بولندا ، التشيك ، سلوفاكيا ، سلوفينيا ، قبرص ، لاتفيا ، لتوانيا ، مالطا ، المجر ، بلغاريا ، رومانيا .
المجموعة الثانية : الدول المرشحة وهي ( تركيا ومقدونيا وكرواتيا ) . ولم يبت رسميا في إنضمامها لمسيرة الإتحاد الأوروبي حتى الآن .
المجموعة الثالثة : وهي الدول الأوروبية الأخرى . وعددها 19 دولة وهي : روسيا ، ألبانيا ، أندورا ، أرمينيا ، أذربيجان ، بيلا روسيا ، البوسنة والهرسك ، جورجيا ، أيسلندا ، ليختنشتاين ، مولدافيا ، موناكو ، الجبل الأسود ، النرويج ، سان مارينو ، صربيا ، سويسرا ، أوكرانيا ، الفاتيكان .







مجموعة دول اليورو في الإتحاد الأوروبي





تضم مجموعة الدول الأوروبية الأعضاء بالإتحاد الأوروبي التي وحدت عملتها وتتعامل باليورو كعملة رسمية 17 دولة هي الدول التالية : ألمانيا ، إيطاليا ، بلجيكا ، فرنسا ، لوكسمبرغ ، هولندا ، إيرلندا ، اليونان ، إسبانيا ، البرتغال ، النمسا ، فنلندا ، سلوفاكيا ، سلوفينيا ، قبرص ، مالطا ، بلغاريا .
وهناك 10 دول لم تعتمد اليورو كعملة وطنية محلية لها وهي : الدانمارك فتتعامل في ( الكرونا الدانماركي ) ، والمملكة المتحدة ( الجنيه الإسترليني ) ، السويد ( كرونا ) ، إستونيا ( كرونا إستونية ) ، بولندا ( زلوتي ) ، تشيك ( كرونا تشيكية ) ، لاتفيا ( لاتس ) ، لتوانيا ( ليتاس ) ، المجر ( فورينت ) ، رومانيا ( ليو روماني ) .

أجهزة الإتحاد الأوروبي

حسب الموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي ، تتعدد الأجهزة السياسية والبرلمانية والاقتصادية والقضائية للإتحاد الأوروبي ، رغم عدم فعاليتها القوية حتى الآن . وقد دخلت فعليا معاهدة لشبونة في 1 كانون الأول 2009 ، لتقوية مسيرة بناء مؤسسات الإتحاد الأوروبي ( إتحاد أوروبي جديد ) وتفعيل دور الإتحاد على الساحة الدولية ، متسلحا بالشفافية والديموقراطية والفعالية ، بعد 8 سنوات من المفاوضات الشاقة بين الدول الأعضاء . ولا يوجد دستور للإتحاد الأوروبي ، حيث رفض الناخبون الفرنسيون والهولنديون عام 2005 هذا الدستور علما بأنه يتحتم نيل موافقة جميع الشعوب الأوروبية الأعضاء على هذا الدستور الأوروبي المقترح .
ويدير شؤون الإتحاد الأوروبي خمس مؤسسات رئيسية وينبثق عنها فروعا مختلفة هي : ( المفوضية الأوروبية ، والبرلمان الأوروبي ، ومجلس الإتحاد الأوروبي ، والقضاء الأوروبي ( محكمة العدل الأوروبية ، وديوان المحاسبة ) وهيئات إدارية للاتحاد ( اللجنة الإقتصادية والإجتماعية الأوروبية ، هيئة المناطق ، المحقق الأوروبي ، مصرف الاستثمار الأوروبي ، المصرف المركزي الأوروبي ، وكالات الإتحاد الأوروبي ) . وفيما يلي نبذة مختصرة عن هذه المؤسسات العامة للإتحاد الأوروبي :

أولا : المفوضية الأوروبية :
تتكون من رئيس ونواب وأعضاء أوروبيين . ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل ، وهي الهيئة أو الذراع التنفيذية للإتحاد الأوروبي . وفي 9 شباط 2010 تمت الموافقة على التشكيلة الجديدة للمفوضية الاوروبية بقيادة رئيس الوزراء البرتغالي السابق جوزيه مانويل باروسو ، ما يمهد الطريق أمامها لتولي المسئولية لمدة خمس سنوات مقبلة حتى 8 شباط 2015 . وقد صوت للتشكيلة الجديدة للمفوضية الأوروبية الكتل السياسية الرئيسية في البرلمان من المحافظين والاشتراكيين والليبراليين . وحظي تعيين أعضاء المفوضية الأوروبية وعددهم 27 عضوا ، بواقع مفوض من كل دولة من الدول الأعضاء ، بتأييد البرلمان الأوروبي في ستراسبورج ، حيث صوت 488 نائبا بالموافقة ، مقابل رفض 137 نائبا ، وامتناع 72 عن التصويت حسب الموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي . ويشرف كل عضو من أعضاء المفوضية الأوروبية على ملف خاص يتابعه مع الأعضاء الآخرين لتحقيق مصالح الإتحاد .
ومهمة المفوضية العليا للإتحاد الأوروبي إدارة الميزانية السنوية البالغة 130 مليار يورو ( 178 مليار دولار أمريكي ) لعام 2010 ، وصياغة القوانين الخاصة بالإتحاد ، ومتابعة إلتزام الدول الأعضاء بها . وتتمتع المفوضة الأوروبية بصلاحيات واسعة ، لإقتراح تشريعات وقوانين جديدة ، والإشراف على تنفيذ القوانين المقرة وجرت الموافقة عليها من البرلمان الأوروبي ، التي تندرج في نطاق الإندماج والتجارة والسوق الحرة والبورصات والشؤون الاقتصادية والنقدية وشؤون البيئة .
وحسب موقع الإتحاد الأوروبي بالعربية على الانترنت فإن : المفوضية الأوروبية تسهر على المصالح العامة للاتحاد. وتقوم الدول الأعضاء بتسمية رئيس المفوضية وأعضائها، بعد أن يصدق البرلمان الأوروبي عليهم. والمفوضية الأوروبية هي القوة الدافعة في نظام الاتحاد المؤسساتي :
1. للمفوضية حق تقديم اقتراحات التشريعات والقوانين للبرلمان والمجلس الأوروبي.
2. المفوضية هي جهاز الاتحاد التنفيذي، وهي مسؤولة عن تطبيق التشريعات الصادرة عن البرلمان والمجلس الأوروبي ( توجيهات ، تعليمات ، قرارات ) ، وتشرف على الميزانية والبرامج التي يوافق عليها البرلمان .
3. وتشرف المفوضية على الإتفاقيات والمعاهدات، وذلك بالإشتراك مع محكمة العدل، لضمان التطبيق بشكل صحيح.
4. وتمثل المفوضية الاتحاد على المسرح الدولي وتفاوض نيابة عنه في الإتفاقيات الدولية، وخاص في مجالي التجارة والتعاون.

ثانيا : البرلمان الأوروبي :
مقره في ستراسبورغ ويجتمع أيضا في بروكسل ولوكسمبورغ . يتألف البرلمان الأوروبي بموجب معاهدة نيس من 736 عضوا وينتخب كل خمس سنوات . وتتمثل دول أوروبا في هذا البرلمان ( السلطة التشريعية ) حسب عدد سكان كل دولة ، وفق نظام التمثيل النسبي ، وتجرى الانتخابات على المستوى الإقليمي مثل بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا ، أو على المستوى الوطني مثل فرنسا وفنلندا وإسبانيا والدانمارك والنمسا ولوكسمبرغ ، أو بالجمع بين الطريقتين على المستويين الإقليمي والوطني مثل ألمانيا . ويحق التصويت لكل أوروبي بلغ 18 عاما من الذكور والإناث ، والانتخاب سريا .
وتتبوأ ألمانيا مركز الصدارة في عدد الأعضاء بالبرلمان الأوروبي حيث يخصص لها 99 مقعدا ، بينما تنال مالطا 5 مقاعد . وانتخب البرلمان الأوروبي ما بين 4 – 7 حزيران – يونيو 2009 ، وفازت الأحزاب اليمينية بفارق كبير على الأحزاب الاشتراكية ، وسط إقبال ضعيف على المشاركة في التصويت في صناديق الاقتراع وشاركت نسبة أكثر من 56 % بقليل ، من أصل 357 مليون ناخب في الإدلاء بأصواتهم بينما شارك في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2004 ما نسبته 45 % من أصحاب حق الاقتراع مما يدلل على عدم المبالاة الشعبية ، باستكمال مسيرة الإتحاد الأوروبي . وتشكل البرلمان الأوروبي من المحافظين ثم الإشتراكيين ثم الليبراليين ثم الخضر على التوالي . وظهرت أصوات أحزاب أوروبية تنادي بعدم المشاركة بانتخابات البرلمان الأوروبي بل ودعت للإنسحاب كليا من الإتحاد الأوروبي مثل حزب الاستقلال في بريطانيا وغيرها .
وكانت عقدت معاهدتين بين الدول الأوروبية هما : معاهدة ماستريخت 1992 التي دخلت حيز التنفيذ عام 1993 ، ومعاهدة أمستردام عام 1997، اللتان حولتا البرلمان الأوروبي إلى برلمان وجودي على أرض الواقع ، كمؤسسة تشريعية تقوم بدور مشابه لدور البرلمانات الوطنية في الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي . وتتألف المجموعات السياسية للبرلمان الأوروبي من التالي :
EPP- ED مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي والديمقراطيين الأوروبيين
PES مجموعة حزب الإشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين
ELDR مجموعة الليبراليين الأوروبيين، والحزب الديمقراطي الإصلاحي
Greens/EFA مجموعة الخضر وتحالف الأحرار الأوروبي
EUL/NGL المجموعة الكونفيدرالية المتحدة لليسار الأوروبي واليسار الأخضر الشمالي
UEN مجموعة اتحاد أمم أوروبا
EDD المجموعة الديمقراطية لأوروبا المتعددة

ثالثا : مجلس الإتحاد الأوروبي :
يتكون المجلس من وزراء حكومات الدول الأعضاء . وأكدت معاهدة لشبونة عام 2009 على إيجاد منصب يسمى ( رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي ) لولاية تمتد مدة سنتين ونصف السنة ، قابلة للتجديد لمرة واحدة . ويشغل هذا المنصب الآن رئيس وزراء بلجيكا سابقا المسيحي - الديموقراطي الفلامندي ( هرمان فون رومبوي ) منذ 19 تشرين الثاني 2009 حيث يعتبر أول رئيس للإتحاد الأوروبي بعدما انسحب توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق من حلبة المنافسة للرئاسة الأوروبية . واختيرت البريطانية البارونة كاثرين اشتون المفوضة التجارية لتكون الممثل الأعلى للدبلوماسية والسياسة الخارجية والأمنية ( وزيرة الخارجية ) في محاولة لدمج بريطانيا أكثر في دعم النظام الأوروبي ، وإتاحة منصب عال للمرأة الأوروبية . وهاتين الشخصيتين غير معروفتين في أوروبا وغير مؤثرتين ، لصنع القرارات العليا للإتحاد الأوروبي ، فزاد ضعف الإتحاد باختيارهما . ويتمثل هنا الصراع بين الدول الكبرى المؤثرة في الإتحاد والدول الصغرى فلم يتم تعيين رئيس دولة أوروبية لا زال يمارس مهامه ، لرئاسة الإتحاد الأوروبي حتى الآن . ويبدو أن هذه الخطوة بعيدة المنال في ظل الظروف الراهنة .

المهام الرسمية الرئيسية لمجلس الاتحاد الأوروبي

حسبما ورد بالموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي على الانترنت ، فإن مجلس الإتحاد الأوروبي يتمتع بالصلاحيات والمهام والأدوار الآتية :
1. مجلس الاتحاد الأوروبي هو الهيئة التشريعية لمجموعة واسعة من قضايا الإتحاد الأوروبي، ويمارس سلطته التشريعية بالاشتراك مع البرلمان الأوروبي.
2. ينسّق السياسات الإقتصادية ما بين الدول الأعضاء.
3. يبرم نيابة عن الإتحاد الأوروبي الإتفاقيات مع دولة أو مجموعة دول أو منظمات دولية.
4. يشترك المجلس مع البرلمان في ممارسة السلطة المالية وميزانية الاتحاد.
5. يقوم باتخاذ القرارات التطبيقية للسياسة الخارجية والأمنية العامة، وذلك على أساس التعليمات العامّة المتخذة بالمجلس الأوروبي.
6. ينسّق نشاطات الدول الأعضاء، ويتّخذ الإجراءات فيما يتعلق بالشرطة والتعاون القضائي في الأمور الإجرامية.
وتعقد اجتماعات مجلس الإتحاد الأوروبي حول المسائل الآتية :
القضايا العامة، الزراعة، الاقتصاد والشؤون المالية، البيئة ، المواصلات والاتصالات، العمل والشؤون الاجتماعية، الثروة السمكية، الطاقة والصناعة، العدل والداخلية والدفاع المدني، السوق الداخلية، شؤون المستهلك والسفر، الأبحاث، الميزانية، الثقافة، التنمية، التعليم وقضايا الشباب، والصحة.
وعلى صعيد آخر ، لا يعتبر المجلس الأوروبي ( مجلس أوروبا ) من أجهزة الإتحاد الأوروبي الإدارية ، كونه يمثل اجتماع لرؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية إذ يعقد الاجتماع لمجلس أوروبا ما بين مرتين إلى ثلاث مرات سنويا للبت في قرارات سياسية واقتصادية هامة ورسم سياسة الإتحاد الأوروبي المتعثرة . ويرأسه رئيس الدولة التي تترأس مجلس الإتحاد الأوروبي ، وتتخذ القرارات بالإجماع .

رابعا : القضاء الأوروبي ( السلطة القضائية )
تتألف السلطة القضائية القارية الأوروبية ، من محكمتين على مستوى قارة أوروبا ، هما : محكمة العدل الأوروبية ( ومهمتها الإشراف على تنفيذ القوانين ) . ومحكمة مراقبة الحسابات " ديوان المحاسبة " ( ومهمتها الإشراف على ميزانية الاتحاد الأوروبي ) .
خامسا : هيئات إدارية للاتحاد :

وتضم هذه الهيئات ما يلي :
1. اللجنة الإقتصادية والإجتماعية الأوروبية : ( تمثيل مؤسسات المجتمع المدني في القضايا الاقتصادية والاجتماعية ) .
2. هيئة المناطق : ( تمثيل الإدارات المحلية في السياسة الإقليمية والبيئية والتعليم ) .
3. المحقق الأوروبي ( يشرف على شكاوى المواطنين المتعلقة بسوء الإدارة بمؤسسات الإتحاد الأوروبي ) .
4. مصرف الاستثمار الأوروبي : ( يساهم في أهداف الإتحاد الأوروبي بتمويل الإستثمارات الطويلة الأجل العامّة والخاصّة ) .
5. المصرف المركزي الأوروبي : ( يشرف عن السياسة النقدية والتبادل النقدي ) . وفيما يتعلق بالبنك المركزي الأوروبي فيصدر هذا المصرف الأوروبي العملة الأوروبية الموحدة منذ عام 2002 حيث طرحت للتداول الرسمي الأوروبي والإقليمي والعالمي ، لتنافس العملة الأمريكية ( الدولار ) ، وأصبح اليورو الأوروبي العملة الأوروبية الأولى ، وثاني عملة عالمية بعد الدولار الأمريكي . ويترأس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه .‏‏‏ ويترأس منطقة اليورو الأوروبية رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود جونكر .


العملة الأوروبية ( اليورو )



تم في 1 كانون الثاني – يناير 2002 طرح الأوراق النقدية والقطع المعدنية لليورو للتداول في الحياة اليومية للدول الأعضاء بالاتحاد النقدي الأوروبي ، و تم سحب العملات الورقية و القطع المعدنية الوطنية للدول المشاركة في اليورو وذلك حتى 30 حزيران - يونيو 2002 ، و تقوم الدول الأعضاء بدفع الأجور باليورو ، وتحديد الأسعار باليورو ، وتسديد الضرائب باليورو ، وبذلك أصبح اليورو هو العملة الوحيدة المعمول بها, و قد وصل إلى جيوب الأوروبيين بعد أن كان مجرد فكرة وحلم في خاطرهم .
وتتكون فئات اليورو من 7 قطع ورقية هي ( 5 ، 10، 20 ، 50 ، 100 ، 200 ، 500 ) يورو . بالإضافة إلى 8 قطع نقدية هي : 1 سنت ، 2 سنت ، 5 سنت ، 10 سنت ، 20 سنت ، 50 سنت ، 1 يورو ، 2 يورو ) .

أهداف العملة القارية الأوروبية ( اليورو ) :

جاء عن أهداف اليورو بالموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي ما يلي :
" لقد كان الهدف الرئيسي لليورو هو تحقيق الوحدة النقدية بين الدول الأوروبية ، التي تعتبر بدورها أهم حلقات الوحدة الاقتصادية الأوروبية المستهدفة ؛ وذلك لأن وجود عملة موحدة سيؤكد هذه الوحدة الاقتصادية ، وسيحد من الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الدول الأعضاء ، خاصة في المجال النقدي وأسعار الصرف . إلى جانب ذلك تهدف دول الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية أهمها :

1. خلق سوق مالي أوروبي يقوم على أسس اقتصادية موحدة .
2. إيجاد دور فعال للعملة الأوروبية على المستوى الدولي.
3. إتباع سياسة نقدية موحدة في الاتحاد الأوروبي بالتوازي مع السياسة التجارية والسياسة الزراعية المشتركة في دول الاتحاد.
4. تلافي سلبيات ومخاطر تقلبات أسعار الصرف بين عملات الدول الأعضاء بالاتحاد ، وتأثير هذه التقلبات على أداء الشركات ، وحركة رؤوس الأموال بين الدول الأعضاء .
5. خلق مزيد من الشفافية في الأسعار والتكاليف ، وزيادة المنافسة ، ورفع معدلات النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء " .

ومهما يكن من أمر ، فإن العملة الأوروبية الموحدة ( اليورو ) منذ 1 / 1 / 2002 ، أصبحت تشكل ركيزة إقتصادية كبرى أولى في دول الإتحاد الأوروبي عبر مراحل تطور هذا الإتحاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا . فتخلصت معظم دول الإتحاد الأوروبي حتى الآن من عملاتها الوطنية السابقة كالمارك الألماني والفرنك السويسري واللير الإيطالي وغيرها . وأضحى اليورو العملة المعتمدة الأولى في قارة أوروبا لمنافسة الدولار الأمريكي ، كعملة عالمية ، تتعرض للتذبذب الاقتصادي والهبوط والإرتفاع في السعر حسب الأوضاع الاقتصادية السائدة في الولايات المتحدة والعالم .





علم الإتحاد الأوروبي



يتكون علم الإتحاد الأوروبي من أرضية مستطيلة زرقاء اللون ، يتوسطها 12 نجمة صفراء ذهبية ، ولا يرمز عددها لأي دولة منها ، فعدد الدول 27 دولة .





الخطة الاقتصادية الأوروبية العشرية ( 2010 – 2010 )

عقد آخر اجتماع لرؤساء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، في 17 حزيران – يونيو 2010 التي وافقت على الخطة الاقتصادية العشرية ما بين 2010 – 2020 م لتنمية الاقتصاد الأوروبي التي تحمل اسم ( أوروبا 2020 ) ، وتتركز على التوسع في الإبتكار وزيادة التشغيل والتوظيف ، وزيادة القدرة التنافسية ، والحد من التلوث البيئي وتخفيف الحواجز التجارية بين باقي دول العالم وفتح الأسواق الحيوية الأمريكية والصينية والهندية أمام المنتجات الأوروبية وزيادة مخصصات الأبحاث والتطوير .
وتعتمد الخطة الاقتصادية الأوروبية للإنعاش والتنمية على اقتراحات المفوضية الأوروبية التي تدعو إلى الاتفاق على خمسة أهداف رئيسة ينبغي على الدول الأعضاء تطبيقها للإصلاح الوطني ، فإذا تحققت ستنشط نمو الاقتصاد القاري في الدول الأعضاء بالإتحاد. واستهدفت الخطة الاقتصادية العشرية الأوروبية زيادة الإنفاق على الأبحاث والتطوير وخفض معدل الفقر وخفض الإنبعاثات الغازية المسببة للاحتباس بنسبة 20% عن مستواه عام 1990 بحلول 2020 . وخفض معدلات التسرب من التعليم إلى أقل من 10% وزيادة نسبة خريجي الجامعات إلى أكثر من 40% وإخراج أكثر من 20 مليون شخص من دائرة الفقر .
وكان أقر بيان الاتحاد في آذار 2010 ثلاثة أهداف بشكل رسمي وترك المجال لمناقشة الهدفين الآخرين إلى القمة الأوروبية في حزيران 2010 . وتبين من بيان الإتحاد أن استراتيجيه الاقتصاد الأوروبي 2020 تهدف إلى الوصول بنسبة قوة العمل إلى 75 % من إجمالي عدد السكان للأعمار ما بين 20 و64 عاما والعمل على تعزيز دور المرأة الأوروبية . ورفض قادة الدول الأوروبية بداية الأمر ، الموافقة على الإقتراح الألماني بضرورة حصول نسبة 40% من الشباب على "تعليم عال" وأجلت القمة النظر في المقترحات ، كما رفضت القمة الموافقة على نص يهدف إلى خفض عدد الفقراء في دول الاتحاد الأوروبي بنحو 20 مليون شخص وأكدت على ضرورة مكافحة الفقر ثم جرى اعتمادها في قمة حزيران 2010 . ولم تؤكد القمة على أهداف الاتحاد الأوروبي بخفض نسب ثاني أکسيد الکربون في الجو بنسبة 30%، حيث خلت الإستراتيجية الجديدة من هذا الهدف .

الأهداف الرئيسية المعلنة للإتحاد الأوروبي

حسب موقع الإتحاد الأوروبي باللغة العربية على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ، فإن أهداف الإتحاد الرئيسية هي :
" أولا : تأسيس " المواطنة الأوروبية " : التي تتضمن الحقوق الأساسية ، وحرية التنقل، والحقوق المدنية والسياسية .
ثانيا : ضمان الحرية والأمن والعدل ( التعاون في الشؤون الداخلية والعدل ).
ثالثا : دعم التقدم الاقتصادي والاجتماعي ( السوق الأوروبية المشتركة ، العملة المشتركة ( اليورو ) ، التنمية الإقليمية ، قضايا حماية البيئية ) .
رابعا : تقوية دور أوروبا في العالم ( سياسة خارجية وأمنية موحدة ، الاتحاد الأوروبي والعالم ) " .

الغايات العليا الحقيقة العامة للإتحاد الأوروبي

برأينا ، يهدف الإتحاد الأوروبي الكبير الجديد لتحقيق العديد من الغايات والأهداف الخفية والعلنية على السواء ، كإتحاد قاري يجمع 27 دولة ، من دول قارة أوروبا وحدها دون غيرها . ومن أبرز الغايات والأهداف السرية والعلنية التي يهدف الإتحاد الأوربي لتنفيذها في الخطة الإستراتيجية العامة والتكتيكية المرحلية المتدحرجة ، ما يلي :
أولا : تشكيل إمبراطورية عظمى ، تعيد أمجاد الإمبراطوريات السابقة ، وتبوأ الصدارة في العالم . وها هي لبنات الإمبراطورية الأوروبية بدأت تلوح في الأفق ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا ، عبر ثورة الانترنت ، والفضائيات التلفزيونية العالمية التي تبث بلغات العالم والشركات الاقتصادية العابرة للقارات كشركات استخراج وتكرير وبيع النفط .
ثانيا : مواجهة إيديولوجيات الأمم الأخرى كالأمة الإسلامية ، والأمة الصينية والأمة الهندية ، والأمة الأمريكية والأمة الروسية وغيرها .
ثالثا : التكامل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي بين دول الإتحاد الأوروبي أل 27 دولة . والهيمنة على ثروات ومقدرات الأمم الأخرى في العالم كالمواد الخام الضرورية للصناعة الأوروبية والطاقة كالنفط والغاز الطبيعي .
رابعا : تكوين جيش عسكري قوي في أوروبا لخوض الحرب الكونية المقبلة ، والحفاظ على المصالح الأوروبية في جميع قارات العالم .
خامسا : التجسس المعلوماتي عبر الأقمار الصناعية على بقية الأمم في العالم . وإحداث ثورة رقمية أوروبية ، وإيجاد شركات الانترنت الرقمية الكبرى ، لمنافسة شركة غوغل التي تدير أکبر محرك بحث على الانترنت في العالم ، وأمازون التي تدير أحد أکبر مواقع التجارة الإلكترونية وفيس بوك أکبر موقع اجتماعي على الانترنت وغيرها .

علاقات الإتحاد الأوروبي الخارجية .. مع الأمة الإسلامية نموذجا

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .

على العموم ، تتعدد السياسات الخارجية للإتحاد الأوروبي ، كدول فرعية أو إتحاد قاري إقليمي أوروبي ، وتحكم هذه العلاقات المنافع والمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والإيديولوجية وغيرها ، وتقوم أسس وقواعد علاقات الإتحاد الأوروبي مع الأمتين العربية والإسلامية ، على الاستعمار والاحتلال بشتى الصور والأشكال منذ قرون عديدة ، توجت في الحروب الصليبية القديمة والجديدة . وقد تعرضت الكثير من بلدان الوطن العربي أو الوطن الإسلامي للاحتلال العسكري المباشر والظلم الاجتماعي القاهر ، والاستغلال الاقتصادي البشع ، وقتل ملايين المسلمين على أيدي الأوروبيين ، القدامى والجدد . ودعم الكيان الصهيوني في قلب الأمتين العربية والإسلامية ، كنوع جديد من الحروب العدوانية الغربية التي تشن على العرب والمسلمين منذ عام 1948 حتى الآن .
وحال الإتحاد الأوروبي ، بشكله وصورته الجديدة ، لا تختلف بأي حال من الأحوال عن الصورة الوحشية القاتلة السابقة ، في القرون الماضية ، فشهد القرنين التاسع عشر والعشرين ، ملاحقات أوروبية للكثير من الأمم في العالم عبر القهر والاستغلال والظلم والضلال والتضليل بشتى الطرق الخبيثة . وفيما يختص بالشؤون العربية والإسلامية ، فهناك تدخلات وحشية وفجة أحيانا ودبلوماسية وسياسية طورا وتدخلان عسكرية أطوارا أخرى ، كالحرب العسكرية العدوانية الغربية : الأوروبية والأمريكية في الوقت الراهن على فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان وباكستان وتهديد إيران وإندونيسيا وماليزيا وغيرها . وهناك التدخلات الاقتصادية عبر الشركات عابرة للقارات العالمية ، خاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي .
ومن نافلة القول ، إن الوطنين العربي والإسلامي ، يعانيان الآن من سوء المعاملة الغربية عموما والأوروبية الآتية من قارة أوروبا خصوصا حيث تعمل هذه الدول التي ينتشر بها الخمر والربا والزنا وتجارة اللحم الأبيض ، والبغاء والدعارة الفاضحة ، على تجميع صفوفها لشن هجوم متعدد الأشكال والألوان وبطرق قديمة متجددة على أبناء الأمتين العربية والإسلامية ، فنرى تشويه الإسلام العظيم ، الذي يقر حقوق الإنسان بحق وحقيق ، ويعطي لكل ذي حق حقه ، وفق التعاليم الربانية المقدسة ، وإزدراء المصطفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ووصف المسلمين المدافعين عن أنفسهم وأهاليهم وأمتهم ودينهم بالإرهابيين زورا وبهتانا ، دون وجه حق . وتشن الدعايات الأوروبية الضالة والمضلة والمضللة الهجوم الإعلامي المتواصل للحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية العظمى . ففي الوقت الذي تلملم قارة أوروبا صفوفها ، وتلعق جراحها ، تعمل على تفتيت أبناء الأمتين العربية والإسلامية ، بالطرق الماكرة الخبيثة وإبتزاز بعض القيادات فيهما وتسخيرهم لبيت الطاعة الأوروبي .
وكلمة لا بد منها ، وهي أنه لا بد من معاملة الأمة الإسلامية للإتحاد الأوروبي ، الند للند ، والبادئ أظلم ، ولكن في ظل غياب ( الإتحاد الإسلامي ) أو ( الإتحاد العربي ) إن جاز لنا التعبير والتسمية ، فإن كفة الميزان العالمي تخضع لحق القوة لا لقوة الحق والمنطق لدى الإتحاد الأوروبي فيكيل هذا الإتحاد الجديد بعدة مكاييل عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية ، حسب الأمزجة والتقلبات العامة والخاصة والمصالح الخاصة الدافعة لسلوكيات فجة غير ناضجة مع الآخرين . وستكون الوحدة الأوروبية الجديدة خطرا استراتيجيا داهما وتهديدا متصاعدا للأمن القومي الإقليمي والقاري والعالمي ، على الأمة الإسلامية عامة والأمة العربية خاصة ، وستبقى الحرب سجالا بين الأمم الأوروبية المتحدة أو المتجمعة وغيرها من الأمم المدافعة عن حقوقها ومصالحها الوطنية والإقليمية والعالمية ، مهما كلف الثمن بالطرق السلمية والعسكرية ما إستطاعت إلى ذلك سبيلا .


مشكلات وعقبات الإتحاد الأوروبي


برأينا ، تواجه قارة أوروبا عموما ، والإتحاد الأوروبي خصوصا ، كإمبراطورية أوروبية جديدة صاعدة ، العديد من العقبات والمشكلات التي تحول دون الوحدة الشاملة الحقيقية الكلية ، المباشرة ، عاجلا أو آجلا ، وتبقى مؤسسات الإتحاد عنكبوتية ، ومن أهم هذه العقبات والمشكلات الآتي :
أولا : التعددية اللغوية ، فهناك 27 لغة للإتحاد ، فلا يوجد لغة رسمية واحدة في دول الإتحاد الأوروبي . واللغة مهمة جدا في توحيد الحضارة والثقافة والتراث .
ثانيا : غياب الأجهزة السياسية والبرلمانية والقضائية والإعلامية الموحدة الفعالة للإتحاد الأوروبي . فرئاسة الإتحاد الأوروبي رئاسة دورية لستة شهور ، لكل دولة من دول الإتحاد أل 27 دولة . ولا يوجد قضاء أوروبي موحد فعال . فمثلا تحاول فرنسا وألمانيا وبريطانيا قيادة الإتحاد الأوروبي ، مما يشكل تذمرا كبيرا للدول الصغيرة ذات التأثير المحدود المعدود .
ثالثا : التسلط الأمريكي على قارة أوروبا عسكريا عبر حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) الذي يضم حلفاء عسكريين من خارج قارة أوروبا .
رابعا : الخطر الروسي ، فروسيا تمتد على قارتين ( أوراسيا – أوروبا وآسيا ) مع ما يجلبه ذلك من خطورة من الجار الشرقي القريب .
خامسا : عدم وجود الكفاية الاقتصادية من المواد الخام والطاقة في قارة أوروبا ، حيث تعتمد دول القارة على النفط والغاز العربي والإسلامي والروسي . ولا زالت 10 دول أوروبية لا تثق في العملة الأوروبية الموحدة في مقدمتها بريطانيا التي تتمسك بعملتها المحلية ( الجنيه الإسترليني ) فيبدو الصراع الاقتصادي على أشده في هذا المجال ، وبالتالي فإن معالجة مؤسسات الإتحاد الأوروبي للأزمة الاقتصادية سيكون صعبا للغاية في ظل التشرذم والإنقسام الفعلي على أرض الواقع .
سادسا : الإنحلال الأخلاقي والتفكك الأسري وإنتشار الدعارة والزنا بكثرة ، وقلة نسبة الخصوبة والتكاثر الطبيعي . فالروابط الأسرية معدومة ولا وجود لها على أرض الواقع . وهذا يؤدي إلى تقليل عدد السكان على المديين المتوسط والبعيد ، فالأمم الأوروبية أو الأمة الأوروبية الجديدة المفترضة المقبلة أمة هرمة غير متجددة وخصوبتها السكانية قليلة جدا .
سابعا : الصراع الديني الداخلي بين شتى أتباع الكنائس النصرانية ( المسيحية ) من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذوكس وغيرهم .
ثامنا : الصراع الإيديولوجي والجغرافي بين الأمم الأوروبية ، المتمثل بغياب الإيديولوجية الواحدة الموحدة ، فنرى الصراع بين العلمانية والإلحادية والمسيحية اليمينية الصليبية المتزمتة . وكذلك تغليب المصلحة القطرية لكل دولة من الدول الأعضاء على المصالح القارية والإقليمية والعالمية للإتحاد الأوروبي .
تاسعا : الأخطار العسكرية الخارجية من الأمم الكبيرة سكانيا وذات الخصوبة العالية ، كالأمة الإسلامية والأمة الهندية وأمم قارة أمريكا الجنوبية .
عاشرا : غياب الدفاع المشترك فلا وجود للجيش الأوروبي الموحد . فلا يمكن توحيد 27 دولة سلميا بأي حال من الأحوال ، والتجارب التاريخية الدولية ، أثبتت أنه لا وحدة لأي أمة كانت إلا بالقوة العسكرية والأمثلة الحية شاهدة عيان على هذا الأمر .
حادي عشر : الهجرة والتجنيس بين الدول الأعضاء وتهريب البشر والجريمة والإرهاب داخل الرقعة الجغرافية للدول الأعضاء . وتعمل أوروبا للتعويض عن التكاثر الطبيعي بتجنيس مئات آلاف الإشخاص سنويا مثل تجنيس حوالي 700 ألف للجنسيات الأوروبية من المواطنين المغاربة ( 64 ألف شخص ) وتركيا ( 50 ألف شخص ) ، والإكوادور ( 27 ألف شخص ) ، والجزائر ( 20 ألف شخص ) عام 2008 .
ثاني عشر : غياب الخطة الإستراتيجية لأمن الطاقة المشترك في الدول الأعضاء بالإتحاد .


كلمة أخيرة

إن هذا العصر هو عصر التكتلات البشرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والإعلامية ، ولهذا دأبت دول الإتحاد الأوروبي على السعي الحثيث لجمع كلمتها ولملمة صفوفها إستعدادا للمرحلة القادمة من صراع الأمم ودخول العهد الأوروبي الجديد وسط الأمواج العالمية المتلاطمة هنا وهناك في قارات العالم ومحيطاته وبحاره . ولم تستطع أجهزة الإتحاد الأوروبي القيام بدور دولة أو إمبراطورية واسعة النطاق ، بل هي عبارة عن شكل من أشكال الكونفدرالية لا الفيدرالية الموحدة .
ويمكننا التأكيد ، أن الإتحاد الأوروبي ، فشل حتى الآن في توحيد جميع الأمم والشعوب والقوميات الأوروبية المتناقضة باللغات والمصالح الاقتصادية والثقافية ، رغم نجاحه الجزئي الباهر في توحيد العملة الأوروبية ( اليورو ) وإلغاء العملات الصغيرة المتعددة ، ووضع علم خاص لهذا الإتحاد ، ولكنه في حالة تمكنه من التوحيد شبه الكلي فإن سيشكل خطرا داهما على الأمم الأخرى في جميع قارات العالم .
وعلى جميع الأحوال ، فإن مستقبل الإتحاد الأوروبي هو مستقبل غامض ويسير باتجاه المجهول رغم المزاعم التوحيدية الساعية إلى تجميع الصفوف ، بإستذكار الأحقاد والضغائن والمكائد والحروب الماضية والحالية وربما اللاحقة . فلا يمكن للأمم الأوروبية أن تنصهر في بوتقة واحدة ، لتكون تجمعا بشريا متجانسا في الأعراق واللغات والتاريخ والمصير والمستقبل .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


قائمة المراجع والمصادر

- الموقع الرسمي للإتحاد الأوروبي على الانترنت ( الإتحاد الأوروبي بالعربية ) .
- الإتحاد الأوروبي – ويكبيديا الموسوعة الحرة على الانترنت .
- شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) .
- هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) .
- وكالة الصحافة الفرنسية ( ا ف ب ) .

















ليست هناك تعليقات: