الخميس، 26 نوفمبر 2009

بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً .. الإعلام والحج الإسلامي

بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ..

الإعلام والحج الإسلامي

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

يقول الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال جل جلاله : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) . وجاء في صحيح البخاري - (ج 11 / ص 277 ) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .
تتوزع أركان الإسلام الخمسة على مدار الساعات والأيام والليالي والأسابيع والشهور والفصول بالسنة القمرية والشمسية على السواء ، ويبدأ موسم الحج الإسلامي السنوي كركن خامس من أركان الإسلام الخمسة في نهاية شهر ذو القعدة من العام الهجري القمري ، وهو الشهر الحادي عشر من أشهر السنة القمرية ، حيث تأتي وفود الرحمن أفواجا أفواجا ، برا وبحرا وجوا ، من كل فج عميق من شتى قارات العالم ، لتأدية هذا الركن وهذه الفريضة الإسلامية الخامسة ، ويشهدوا منافع لهم دينية وأمنية ونفسية ومعنوية ومادية ، حيث ينتشر المسلمون على الجغرافية العالمية ( الأرض ) كحبات اللؤلؤ والمرجان ، في مختلف أنحاء الكرة الأرضية .
وكمقدمة لتأدية مناسك الحج يزور الحجاج المسلمون المدينة المنورة لعبادة الله رب العالمين ، والصلاة بالمسجد النبوي الشريف ، وزيارة قبر المصطفى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد عدة أيام ، من السكن والعبادة بالمدينة المنورة ، يتم تفويج الحجاج المسلمين بمعنى ترحيلهم من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء طقوس ومشاعر الحج ، إذ تعتبر مكة المكرمة هي العاصمة المقدسة لجميع المسلمين ، ويتركز موسم الحج إعتبارا من يوم التروية وهو الثامن من شهر ذي الحجة سنويا ، وينتهي في يوم 13 ذو الحجة من العام القمري الإسلامي . وبهذا من الممكن أن يتواصل موسم الحج الإسلامي لفترة تتراوح ما بين الشهر والثلاثة أسابيع .
ويتراوح عدد الحجاج المسلمين السنوي ما بين 3 – 6 ملايين حاج من أصل حوالي 1.57 مليار ( بليون ) مسلم في العالم جرى الاتفاق في العقود الخالية عبر منظمة المؤتمر الإسلامي بتخصص مقعد حج لكل ألف مواطن مسلم في العالم باستثناء فلسطين حيث خصص لها ما نسبته 2 في الألف كونها الأرض المقدسة وتعاني من ويلات الاحتلال الصهيوني – اليهودي العالمي منذ عام 1948 وما سبقها من احتلال بريطاني بغيض . ويتكون من توافد وفود الرحمن إلى الديار الحجازية في أيام قليلة ، مدينة إسلامية بشرية متنقلة ، في بقعة جغرافية محددة بالديار الحجازية المقدسة ، وبالتالي فإن هذا العدد الكبير من الآدميين المسلمين ، تحتاج إلى التنظيم الإداري والديني والاقتصادي والمروري الدقيق ، وتشرف فرق البعثات العربية والإسلامية المنتدبة والمختصة بهذا المجال على تسيير شؤون هذه القافلة الإسلامية السنوية طيلة فترة موسم الحج تحت إمرة مسؤولية الحج الكبرى السعودية . ولولا الإلتزام العلني والسري الصريح بتعاليم الإسلام العظيم ، لحدثت الفواجع السنوية في هذا المؤتمر أو المهرجان الإسلامي الخالد .
ويقوم الإعلام الجماهيري على اختلاف أشكاله وأنواعه المطبوع والمسموع والمرئي والانتر نت ، من صحف ومجلات ومحطات إذاعة وتلفزيونات وفضائيات ومواقع ومنتديات إلكترونية على الانتر نت ، وما بينها ، المصاحب لموسم الحج بدور جليل وهام جدا ، في نقل الأحداث والوقائع الإسلامية المتمثلة بتأدية مناسك الحج والعمرة ، في هذا الوقت القصير والمحدود من السنة القمرية والشمسية على السواء .
وترسل وزارات الإعلام والفضائيات العالمية ومحطات الإذاعة والتلفزة ووكالات الأنباء والصحف والمجلات من وسائل الإعلام المطبوعة ووسائل الإعلام الإلكترونية على الانتر نت في شتى دول العالم في الوطن الإسلامي الكبير وغيرها من الدول المهتمة بالشؤون الإسلامية العامة المندوبين الصحافيين والمحررين والمراسلين والمصورين من ذوي الخبرة والكفاءة لنقل وقائع موسم الحج السنوي لدى الأمة الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس .
وتتسابق وتتنافس وسائل الإعلام العربية والإسلامية ، لتغطية مناسك الحج والعمرة لدى وفود الرحمن من حجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم في المشاعر الإسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمسجد الحرام بالإضافة إلى الصلاة التي تسبق الحج في المدينة المنورة وخاصة في المسجد النبوي الشريف .
وتلعب وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية ، دورا مهما ومتميزا في نقل مناسك الحج الإسلامية عبر وسائل الإعلام أولا بأول ولحظة بلحظة في نقل حي ومباشر من البقعة الجغرافية التي يتواجد بها أفواج الحجيج ، وتنقل كل وسيلة إعلام ما يهم قافلتها للحج ، من أنباء الحجاج وإجراء اللقاءات المسجلة بالصوت والصورة أو المدونة طباعيا أو يدويا ، فيتم نقل رسائل مبثوثة لأهالي الحجاج المسلمين في شتى بقاع تواجدهم ، بجهات الكون الأربعة ، وهناك بث حي ومباشر مركزي عبر الفضائيات ومحطات الإذاعة والتلفزة ليصل لجميع أنحاء العالم عبر الأقمار الصناعية يتناوب فيه الإعلاميون العرب والمسلمون الحديث بالإسلام وللإسلام ومن أجل الإسلام دين الله السلام المؤمن المهين له الأسماء الحسنى .
وتتمتع الفضائيات والتلفزيونات بأهمية خاصة كونها تجمع الصوت والصورة في التلبية والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة وترديد الأدعية التي تخرج من قلوب وعقول وأفواه الإعلاميين الدعاة المبلغين ، ومن قلوب وعقول وأفواه الحجاج المسلمين فتكون أكثر ديناميكية وأعظم تأثيرا على المستمعين والمشاهدين عبر آلاف الأميال .
على أي حال ، يعتبر موسم الحج ، في شهري ذي القعدة وذي الحجة ، أحد المهرجانات والمواسم الإيمانية الإسلامية الجليلة الخالدة في الحياة العامة والخاصة ، التي تساعد في إعادة شحن النفوس البشرية بتعاليم الرسالة الإسلامية السمحة ، ونشرها على الملأ ، المسلمين والكفار وغيرهم ، أينما كانوا وحيثما حلوا ، في بلاد الله الواسعة ، فتعيد للأذهان مسيرة الإسلام الأولى ، في تكرار منظم غير ممل ، بل يمتلأ بالشوق والعزة والكرامة والعنفوان الإسلامي العظيم .
وتقدم وسائل الإعلام المتعددة الأشكال والأنواع ، الحكومية والعامة والأهلية والتعاونية والخاصة ، خدمات كبيرة للمسلمين خارج بقعة الحج ، تشحذ الهمم وتغذي الرغبة في تأدية ركن إسلامي هام من أركان الإسلام الخمسة بوتيرة إيمانية متصاعدة من بقعة لأخرى في نظام منظم رتيب بعيدا عن الفوضى والعفوية .
كما يساهم الإعلام في تبيان المواقع الجغرافية الإسلامية المقدسة من المسجد الحرام والكعبة المشرفة ، ومنى وجبل عرفة ومزدلفة والمشعر الحرام ، والصفا والمروة ، ومكة المكرمة بصورة إجمالية ، كعاصمة مقدسة لدى جميع المسلمين ، والمدينة المنورة نواة الإسلام الفعلي الأولى ، وترسيخها وتعزيزها في عقول وقلوب وأفئدة المسلمين في جميع أنحاء العالم ، التي تهوي للبقاع الإسلامية المقدسة ، في المدينة المنورة ومكة المكرمة ، مدينتي الإسلام الألويتين .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن التواصل الإعلامي بين الإعلاميين ، من صحافيين ومندوبين ومراسلين وفنيين ومخرجين ومهندسين ومرشدين وغيرهم ، في أعقاب انتهاء موسم الحج بين جمهور وطاقم الإعلاميين المرافقين لبعثات الحج الوزارية والخاصة ، لهو دليل على تعميق الروابط الإعلامية الإسلامية والترابط الصحفي مستقبلا لتبادل الخدمات الإعلامية المتنوعة والمتعددة الصور والأشكال .
وغني عن القول ، إن المساحات الزمنية التي تخصص لبث ونشر البرامج الإسلامية ، ومناسك الحج والصلوات والأدعية والاستغفار وسواها ، عبر وسائل الإعلام الجماهيرية ، في موسم الحج ، تقلل من المساحات الزمنية المخصصة للهو والمجون والغفلة عن ذكر الله خالق الخلق أجمعين ، وبالتالي يقلص هذا الأمر ، من الخطايا والموبقات والكبائر الإعلامية التي تبث على مدار اليوم والليلة في الأيام العادية عبر الأثير والفضاء الإعلامي العصري الحديث ، فيكون الحنين للإسلام ، وإلى الدستور الرباني العظيم ، المتمثل بالقرآن المجيد ، وما يتبعه من التمسك بأهداب الدين ، والاعتصام بحب الله المتين ، والوحدة الإسلامية ، في مكان واحد وزمان واحد وزي رجالي واحد ، وموقف إيماني واحد موحد يردد التلبية ذاته والصلوات ذاتها ، والأدعية ذاتها تقريبا وتوحيد الله الواحد الأحد الذي لا إله غيره . يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}( القرآن الحكيم ، التوبة ) .
وكذلك يساعد الإعلام وخاصة المرئي والمسموع في توصيل رسائل وأنباء الحجيج عبر الأثير من الحجاج إلى ذويهم ، فيساهم في بث الاستقرار النفسي والطمأنينة الاجتماعية عند حدوث الكوارث الطبيعية أو الوفاة الطبيعية أو بسبب مرض مزمن أو لأية أسباب أخرى .
وتؤدي وسائل الإعلام كذلك ، دورا فعالا في الترابط الإسلامي العضوي بين شتى الشعوب التي تتألف منها الأمة الإسلامية الكبيرة في مختلف قارات العالم القديمة والحديثة عبر التعرف على الأحوال العامة والخاصة لهؤلاء الحجاج ، والشعور بمشاعرهم في المشاعر المقدسة . فينقل ويبث الإعلامي الحياة الطبيعية الإيمانية التي تسود أيام الحج بالابتعاد عن المنافسات الدنيوية ، وترك الفسوق والجدال المنبوذة في موسم الحج ، فالأيام المباركة والطيبة في الحج تبقى تؤثر على النفوس والقلوب والعقول لأولي الألباب ، فيكون الحج بأيامه القليلة المعدودة ، دورة إسلامية إيمانية وقائية وعلاجية عميقة تترك مفعولها المستقبلي على الفرد والجماعة والمجتمع الإسلامي ، لتعزز التكافل الاجتماعي والتعاضد الكلي والتواصل الإيماني والاعتصام بحبل الله المتين ، وذكر اله الكثير ، في السر والعلن ، والعبادة الجماعية في الأذكار والدعوات والصلوات والإنفاق ، ليكون المسلم ، من المفردين في العبادة ، وليس حمل لقب الحاج فقط كلقب أو كنية إسلامية جديدة محبذة لدى جميع الناس . يقول الله العلي العظيم عز وجل : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .
فطوبى للإعلاميين العرب والمسلمين ، الناطقين بالعربية وغيرها من اللغات العالمية لنقل وبث مناسك الحج ، فكل واحد يقدم مساهمته في نشر الإسلام ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، فيظهر الإسلام ناصع البياض ، عبر اللباس الإسلامي الموحد ، الخالي من اللباس المخيطة للرجال واللباس المخيطة للنساء ، في مساواة وعدالة اجتماعية ربانية بين جميع الناس على صعيد واحد ولباس واحد . كما يكرس الحج مسألة الولاية في الرحم بضرورة اصطحاب النساء للمحارم في السفر ، حتى في تأدية العبادات الإسلامية الواجبة على الجميع ، وخاصة فرض الحج لمن إستطاع إلى ذلك سبيلا .
وتجربتي الخاصة ، في الإعلام الإذاعي ، وقد جربت ذلك فعليا ، في أحد مواسم الحج الإسلامي العظيم ، كوني كنت عضوا في البعثة الإعلامية الفلسطينية ، لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية مندوبا عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الحكومية ، لعام 1419 هـ / 1999 م ، جربت الدور المطلوب والمناط بالإعلامي الناجح كمرشد إسلامي أولا لمن حوله ، ومرشد على مستوى الشعب والأمة ، لمن هو بعيد عنه من وراء حجاب ، من اليابسة والماء ، من خلف صحاري وجبال وسهول وبحار ومحيطات وبحيرات ، يشارك مشاركة فعالة ، في بث الرسالة الإعلامية الإسلامية المؤثرة .
فالإعلامي هو عبارة عن معلم وداعية إسلامي ومبلغ إسلامي متنقل ، ينقل ويذيع كلام الله عز وجل ، ويبث الأحاديث النبوية الشريفة ، في المناسك والتلبية والأدعية المؤثرة المجابة ، والإعلامي الحاج يتحرك مع الحجاج كحاج ومبلغ ومبشر بالإسلام العظيم ، ومنبه لمواطن وبواطن الإيمان العظيم ، وهو يلفت الناس والحجاج للصواب في تأدية المناسك العظيمة في أيام الحج الأكبر . يقول الله اللطيف الخبير جل شأنه : { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) }( القرآن العظيم ، إبراهيم ) .
ولا تقتصر مهام وواجبات الحاج الإعلامي على بث الرسائل المرسلة من الحجاج والمراسلة ونقل الوقائع بل يساهم أيضا البعض في إعداد البرامج الدينية الإسلامية الدسمة باللغة العربية ، لغة القرآن المجيد ، واللغات المحلية والعالمية التي تنطق بها الأمة الإسلامية ، عن طبيعة الحج وكيفيته ، وعن يوم عرفة ويوم النحر ( عيد الأضحى المبارك ) وما يرافقه من تعارف إيماني جماعي ، وترديد الأذكار المتعددة ، يرسخ الإسلام في النفوس .
وبهذا ، فإن الإعلامي يقوم بمهمتين أساسيتين هما : الأولى : تأدية مناسك الحج الإسلامي ، ليعمل على إكتمال أركان الإسلام الخمسة المفروضة عليه ويحصن نفسه بالإيمان ، فيشهد منافع له بالحج ، ويساهم في إطعام المساكين من أضحيته ، ويحضر الهدايا لأهله وذويه ومن أبرزها الرموز الإسلامية ويتعارف على إخوانه الحجاج الآتين من بلاد قريبة أو بعيدة . والثانية : القيام بالواجبات والمهام الإعلامية في نشر الإسلام بين الآخرين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وهو بذلك يقوم بمتابعة بث الرسالة الإسلامية عبر العصور والقرون ، التي حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببثها والتبليغ عنه لننال رضا الله وندخل جنات النعيم . يقول الله العظيم الحليم جل ثناؤه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}( القرآن المبين ، الأحزاب ) .
على العموم ، تجتاح الإعلامي رغبة إعلامية عظيمة في كل عام لما أداه في هذه المناسبة الإسلامية السنوية الكبيرة ، ويود لو يتاح له المجال سنويا للخروج في سبيل الله ، وممارسة مهمة التبليغ والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبث الكلم الطيب النافع للجميع بلا استثناء . ولكن هيهات .. هيهات .. فالتناوب الإعلامي ضروري ومباح للمسلمين ، من الجميع وللجميع ومن أجل الجميع ليحظى الإعلامي الحاج بحب الله الحميد المجيد الودود .
وحجا مبرورا وسعيا مشكور وذنبا مغفور ، وتجارة لن تبور ، إن شاء الله تبارك وتعالى ، وعيدا مباركا للجميع وعلى الجميع ، للحجاج جمعيا بلا استثناء عامة ، ولطواقم الإعلام المتعدد في هذا الموسم وغيره من المواسم الجليلة ، وعبادة متقبلة في الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من الأشهر المحرم ، وتقبل الله حجكم وطاعاتكم . نترككم في أمان الله ورعايته .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: